الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


السياسة الفرنسية في الشرق الأوسط – 9

حسام علي

2023 / 8 / 2
مواضيع وابحاث سياسية


اعتبار الكيان الصهيوني كضرورة لتثبيت ركائز النفوذ الغربي في المنطقة الاسلامية.
ويرجع هذا الموقف الفرنسي التقليدي الى جذور إنشاء الكيان الغاصب، حيث كانت فرنسا ولا تزال، واحدة من الدول التي ساهمت وبشكل أساسي في بناء وحفظ هذا الكيان في مؤتمر سيفر في العاشر من آب عام 1920 الذي جرى مع الدول الاوروبية المنتصرة في إعطاء وعد "بلفور" بعدا دوليا، إضافة الى التعهد بإنشاء اسرائيل. يقول النص الخاص بفلسطين: يوافق الأطراف الساميون المتعاقدون تطبيقا لنص المادة 22 على منح إدارة فلسطين ضمن الحدود التي تقرها الدول الحليفة الرئيسة الى دولة منتدبة تنتخبها الدول المذكورة، وتكون الدولة المنتدبة مسؤولة عن تنفيذ التصريح الذي أصدرته الحكومة البريطانية في الثاني من تشرين الثاني عام 1917 "وعد بلفور" وقبلته الدول الحليفة الأخرى بشأن تأسيس وطن قومي للشعب اليهودي في فلسطين.
وبذلك فقد أصبحت فرنسا واحدة من الدول التي ساهمت في بناء الكيان الصهيوني العنصري ولم تتبدل سياسة فرنسا تجاه اسرائيل، وحق الشعب الفلسطيني تبدلا جوهريا، وإذا كانت هناك تغييرات شكلية في هذه السياسة فأنها لم تمس الجوهر الاساسي، والذي يتصل بالوجود الصهيوني أو يمس المصالح الغربية الاستكبارية، يقول الصهيوني شمعون بيريز: لن أنسى الدور الودي الذي لعبته فرنسا في تاريخ إسرائيل.
ولقد أكد وزير العلاقات الخارجية الفرنسية بأن الذين يريدون تدمير اسرائيل، ليسوا شركاء محتملين في عملية السلام.
لقد ساهمت فرنسا في إمداد الكيان الصهيوني بكل مقومات القوة العسكرية والاقتصادية وخصوصا في عهد الاشتراكيين "غي موليه" وحكومته في عام 1956م وأنشأت للصهاينة المفاعل النووي في صحراء النقب، وأمدتهم بطائرات الميراج. قال كابريل كيدور الأمين العام لمؤسسة الصناعات الثقيلة في اسرائيل في مقابلة صحفية: إن الجهات المسؤولة في فرنسا وفي اسرائيل، الخاصة بصناعات الطائرات، ستلتقي في الشهر القادم لإجراء مباحثات حول توسيع التعاون بين الطرفين في المستقبل.
وقد أكد هذا المعنى أحد رؤساء الوزارات الفرنسية السابقين "بيار منديس فرانس" قائلا: إن المصلحة الفرنسية تلتقي بالمصلحة القومية الاسرائيلية العليا على صعيد الشرق، إضافة الى الموقع الجغرافي الذي يجعل من اسرائيل امتدادا شبه طبيعي للمجال القومي الفرنسي.
ولقد أكدت هذه الحقيقة سياسة ميتران، القائمة على أساس الاستراتيجية الغربية إنطلاقا من المصالح المشتركة في تبني وجود اسرائيل وبقائها. فالرئيس ميتران تكلم دائما عن مبدأ جوهري في سياسة الحزب الاشتراكي الذي قاده منذ 1971م وهو حق اسرائيل بالبقاء، معتبرا أن الحق العربي يأتي ثانيا.
(ولا يزال غالبية العرب يلهثون وراء الغرب.. يلعقون لهم).

// السياسة الفرنسية في الشرق الأوسط، من إصدارات المركز الاسلامي للأبحاث السياسية/1986م








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. العراق: السجن 15 عاما للمثليين والمتحولين جنسيا بموجب قانون


.. هدنة غزة تسابق اجتياح رفح.. هل تنهي مفاوضات تل أبيب ما عجزت




.. رئيس إقليم كردستان يصل بغداد لبحث ملفات عدة شائكة مع الحكومة


.. ما أبرز المشكلات التي يعاني منها المواطنون في شمال قطاع غزة؟




.. كيف تحولت الضربات في البحر الأحمر لأزمة وضغط على التجارة بال