الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


إلى متى تستفيد الأحزاب الصهيونية من الأصوات العربية؟

محمد السهلي

2006 / 11 / 7
القضية الفلسطينية


منذ قيام الدولة العبرية، تعاملت قيادات الأحزاب الصهيونية مع الفلسطينيين، الذين تمكنوا من البقاء بأرضهم (160 ألفاً) بسياسة مزدوجة، يقوم أساسها على رفض وجودهم، والسعي المتواصل لتهميشهم وإن أمكن إلحاقهم بمن تم تشريده في النكبة الفلسطينية الكبرى، والوجه الآخر لهذه السياسة تمثل في محاولة استثمار حقهم في الانتخاب وتوجيه تصويتهم بما يخدم هيمنة الأحزاب الصهيونية على الهرم الحزبي السياسي الإسرائيلي، ومن ضمن الأساليب التي ابتعت لتحقيق هذا الهدف العمل على ترشيح وجهاء ونافذين في التجمعات الفلسطينية إلى انتخابات الكنيست عبر قوائم خاصة ملحقة بأحد الأحزاب الكبرى .
بهذه الطريقة تمكنت الأحزاب الصهيونية الكبيرة من إيصال عدد من النواب العرب إلى الكنيست من غير أن يكلفها ذلك صوتاً صهيونياً واحداً بل بالاعتماد على الأصوات العربية التي نجح المرشحون من الفئات الإقطاعية والنافذة في استقطاب أصوات كثيرة منها. وتشكل هذه الخطوة أيضاً محاولة لقطع الطريق على أحزاب اليسار الإسرائيلي (راكاح نموذجاً) من الاستفادة من الأصوات العربية على الرغم من تقديم قائمة موحدة تضم يهوداً وعرباً على قائمة الحزب.
تغيرت الصورة على نحو كبير مع تبلور الحركة السياسية لفلسطينيي الـ 48 ونشوء أحزابهم الخاصة وتقدموا إلى انتخابات الكنيست بقوائم وبرامج مستقلة ونجحوا باحتلال عدد من مقاعد الكنيست بدعم من الأصوات العربية وتأييدها.
ومع ذلك، لم تقلع الأحزاب الصهيونية عن محاولة استقطاب الأصوات العربية، لكنها اضطرت هنا لتقديم المرشحين الفلسطينيين على قوائم الأحزاب نفسها وليس في قوائم عربية خاصة كما كان يحدث سابقاً. وحتى لا يكون نجاح أي من المرشحين الفلسطينيين على حساب مرشحي هذه الأحزاب الأساسيين، عمدت قيادة هذه الأحزاب إلى ترتيب أسماء المرشحين بحيث تركت للفلسطينيين مواقع متأخرة على القائمة، كما عمدت في الوقت نفسه إلى توسعة صفوف أحزابها بأعضاء عرب لتحقيق هدفين: الأول منافسة الأحزاب العربية على جمهورها، والثاني تقليل تكلفة الأصوات الصهيونية التي تبذل لإنجاح أي من المرشحين العرب.
وفي سبيل تمرير هذه الخطة، رفعت الأحزاب شعارات تقول بمواطنة جميع سكان الدولة العبرية وسعت لإيهام الجمهور العربي بأنه معني ببرامج التنمية والتطوير وتحسين مستوى المعيشة. إلا أن هذه الشعارات بدأت تفقد تأثيرها وقوتها مع تواصل الانزياح نحو التطرف واليمين في النظام السياسي والحزبي الإسرائيلي وعلى نحو خاص في الموقف من الأقلية الفلسطينية المقيمة على أرضها تحت سلطة الدولة العبرية.
ومنذ عقود كانت تدور نقاشات وجدالات في صفوف الجمهور العربي حول معنى انتساب أي منهم إلى الأحزاب الصهيونية والدخول في حملاتها الانتخابية كمرشحين وناخبين وفي الوقت الذي تنشط فيه الأحزاب العربية ويزداد تأثيرها واستقطابها للجمهور العربي.
وتحدث في حينها بعض المحللين السياسيين على أن الانتساب للأحزاب الصهيونية إنما ينبع أساساً من سعي بعض الجمهور العربي للحصول على تقديمات لمجتمعاتهم المحلية لا تستطيع تأمينها الأحزاب العربية مهما بلغ حجم تمثيلها في الكنيست وهو على كل حال (يضيف المحللون) تمثيل نسبي لن يؤثر في القرار السياسي والاجتماعي.
ومنذ اندلاع الانتفاضة (عام 2000) تصاعدت التساؤلات في صفوف الجمهور العربي تجاه سياسة «الدولة» نحوهم وخاصة بعد قيام الشرطة الإسرائيلية بقتل 13 منهم وجرح العشرات بسبب قيامهم بمسيرة سلمية تضامنية مع أشقائهم في الضفة والقطاع. ومع استمرار العدوان الإسرائيلي على الشعب الفلسطيني وإجماع الأحزاب الصهيونية على أن الأمر يجري تحت عنوان «الدفاع عن النفس»، فإن القلق والخوف أصبح الشعور السائد لدى فلسطينيي الـ 48 وعمق من ذلك الدعوات المتصاعدة لطردهم وترحيلهم من أرضهم وديارهم، ورسّم ذلك شارون ذاته عندما تحدث عن الحرب ضد الانتفاضة بأنها تعيد الأحداث إلى مرحلة «حرب الاستقلال».
وتأتي مصادقة حكومة أولمرت على إضافة حزب ليبرمان الصهيوني الفاشي إلى الوزارة لتثير المزيد من المخاوف والقلق في صفوف الفلسطينيين، وخاصة أن حزب العمل الذي ينتسب إليه الآلاف من الفلسطينيين صدّق على دخول ليبرمان إلى الحكومة ويوجد في الكنيست نائبان فلسطينيان في كتلة «العمل» البرلمانية ولوحظ باستنكار صمتهما على دخول ليبرمان إلى التشكيلة الحكومية في الوقت الذي استقال أحد وزراء الحزب احتجاجاً على ذلك.
مصادقة حكومة أولمرت بكافة أحزابها المشاركة على دخول ليبرمان إلى الحكومة جعلت من أسئلة الوجود العربي في الأحزاب الصهيونية أكثر حدة وملحاحية.
وهذه الأسئلة هي أولاً برسم الجمهور الفلسطيني الذي ينتسب إلى هذه الأحزاب والسؤال الرئيسي هنا: إذا كانت حجة عدم الانتساب إلى الأحزاب العربية هي ضعف تأثير هذه الأحزاب على القرار الإسرائيلي، فما هي قدرة نائب أو أكثر في التأثير على قرار حزب العمل أو غيره ؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. حماس وإسرائيل.. محادثات الفرصة الأخيرة | #غرفة_الأخبار


.. -نيويورك تايمز-: بايدن قد ينظر في تقييد بعض مبيعات الأسلحة ل




.. الاجتماع التشاوري العربي في الرياض يطالب بوقف فوري لإطلاق ال


.. منظومة -باتريوت- الأميركية.. لماذا كل هذا الإلحاح الأوكراني




.. ?وفد أمني عراقي يبدأ التحقيقات لكشف ملابسات الهجوم على حقل -