الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الإنفجار الذي أغضب مرفأ أسطوري

عصام محمد جميل مروة

2023 / 8 / 3
كتابات ساخرة


ليلة ما قبل الرابع من شهر آب 2020 كانت أرصفة المرفأ البيروتي الشهير في منارتهِ وصافرات تكبير الصوت للسفن والمراكب التي تواكب حبها لعجلة الرسوَّ على جوانب محاذية للأرصفة آلتي تتهيأ لإستقبال السفن من ما تنقلهُ منذ بداية شهرة مرفأ بيروت وسمعته حيث كان من أهم موانئ حوض البحر الابيض المتوسط لِما طالته ُ تلك السمعة الطيبة والحسنة بعد خمسينيات واعوام بداية ربيع لبنان المتعارف عليه دُرة الشرقين .
لكن الذي صادف في عصر ذلك النهار حيث اخذت النيران والدخان المتصاعد تسبق سماع صوت "" الإنفجار او التفجير "" ، عن قصد لتلك البقعة المترامية على خاصرة بيروت الشمالية التي لا تنام لكثرة حجز ساعات للتوقف على الارصفة للنزول الى بيروت او العكس صحيحا ً!؟.وكان البحر شاهدا ً واميناً لا يتكلم لكنهُ إرتعد من حماقة إفتعال شنيع مُنظم !؟.
كانت السفينة التي نقلت "" النيترات للأمنيوم "" ، الآيلة الى تشبيهها بالصاعقة اذا ما تفجرت بفعل فاعل ام مصادفة اثناء صيانة كما درجت العادة بعد نهاية يوم طويل من العمل والخدمة في عنابر تتسع للمكعبات وللحاويات التي تحتوى السلع المطلوب تسويقها او تجهيزها بعد فك قانون رسوم دفع الجمارك كما متعارف في كل مرافئ الجمهورية اللبنانية براً وبحراً وجواً .
لكن مفاجآت تلك الحمولة الى اللحظة لم تتوصل اجهزة التحقيق من باعثها و مرسلها ، ومن اصحابها، الذين من المؤكد كانوا يدركون جيداً مدى خطورة تلك الاثقال المتفجرة حينما يُرادُ ذلك !؟.
الإنفجار لم يكن صدفة ولن يُغرر بعقلية وطبيعة اصحاب الحقوق الذين فقدوا في تلك المهلكة القاتمة غداة "" زعل لحظة فوران غبار اسود قاتم تجاوز مئات الامتار وسمع اهالي مدينة بيروت عاصمة لبنان التي إعتادت على تقبل منحى اصوات تنعق كأنفجارت مؤلمة بعد صمت رشقات رشاشات الرصاص - لكن مرفأ يلتهب كان شئناً عظيما ً وغليظا ً وشنيعا ً فادحاً "" .
كانت اعداد الضحايا تتجاوز المئات "" 220 - توقفت اعمارهم - واكثر من 7000 - تعطلت حركات اجسادهم بسبب جراحات او إختراق او صدمات اسمنتية وقعت مع زجاج تائه فوق رؤوس عابرة كانت تتمشي وتسير في مساء ذلك اليوم المتفجر الغاضب كأنهُ يقول ان اسطورة البحر اعلنت بكل فجاجة ورعونة عن مسح اوجاع المارة من العرق وترك سيلان الوان النجيع للدماء الذي يزداد مزيجاً برائحة بقايا اشباه شوارع قريبة ومحيطة لمرفأ بيروت الذي لا يغفو "" .
العدالة في التوصل الى نتيجة مقاضاة مَنْ هُم في شبهة لم تعد ذات أهمية بعد مرور ثلاثة سنوات على التعدي القاتل خصوصاً في دولة مؤسساتها اصبحت مضمحلة ، وغارقة في أتون المحاسبة ، والاتهام المتبادل ، لتلك الرؤوس الحامية بكل صلافة لنقل الصراع على السلطة إبتداءً بالسلطات اللبنانية التشريعية والقضائية والتنفيذية ، التي لها حق ملاحقة او تناسي او تجهيل او تأخير محاكمة المتهمين عن التفجير الذي غير وجه بحر بيروت ومطارها وحدودها البرية المنتهكة على مرئى ومسمع الجميع !؟.
وأخر وجوه المسرحية اللبنانية بعد إسدال الستارة إنتشار عمق الصراع المسلح الفلسطيني ضمن مخيمات اللاجئين المفترض كونها تحت رعاية الامن اللبناني لكى لا يقع ويحصل فلتان الإنفجار !؟.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. -بيروت اند بيوند- : مشروع تجاوز حدود لبنان في دعم الموسيقى ا


.. صباح العربية | الفنان السعودي سعود أحمد يكشف سر حبه للراحل ط




.. فيلم تسجيلي عن مجمع هاير مصر للصناعات الإلكترونية


.. جبهة الخلاص الوطني تصف الانتخابات الرئاسية بالمسرحية في تونس




.. عام على رحيل مصطفى درويش.. آخر ما قاله الفنان الراحل