الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الغناء سلاح يُشهره اليمنيون في وجه الحرب سهير السمان

سهير السمان

2023 / 8 / 3
الادب والفن


أمام مايحدث من تجريف متعمد للهوية الفنية اليمنية، مع أحداث الحرب الدائرة منذ مايقرب التسع سنوات، تعاني الأغنية اليمنية من تضييق بعض الجماعات الدينية، وتتعرض لسرقة ألحانها وكلماتها، وتشهد تراجعا في مستوى انتشارها بين الأوساط المحلية والعربية، وانحصارها في المناسبات والأعراس والمقايل، وقف اليمنيون بقلق أمام تراثهم الفني الذي يعد إرثا حضاريا يمتد لقرون قبل الميلاد، ما جعل الكثير يحتشد في مظاهرة عبر وسائل التواصل الاجتماعي المختلفة لإحياء هذا الموروث الفني، ونشر الأغاني والقصائد، وصور رواد الفن والحديث عن ألحان وتاريخ الغناء اليمني. وكان الحدث الأكبر أن أُطلقت الدعوات لاعتماد يوم سنوي للغناء اليمني، أطلق عليه "يوم الأغنية اليمينة".

كانت البداية
في 24 يونيو من العام 2021، وضع الشاب والشاعر الغنائي لؤي النزاري البذرة الأولى ليوم الأغنية اليمنية، ورسم ملامحها ببساطة، إلا أنه لم يكن يتوقع أنها ستحقق صدى واسعا وتفاعلا كبيرا وقبولا شعبيا، وستتحول إلى مناسبة وطنية وموعد سنوي للاحتفاء الجماعي والمفتوح بالأغنية اليمنية بمختلف مناطقها ومدارسها. وكانت وزارة الإعلام والثقافة والسياحة في الحكومة الشرعية قد تفاعلت مع المبادرة، وأصدرت أواخر يونيو من العام 2021، قراراً قضى بتحديد الأول من يوليو يوما للاحتفاء بالأغنية اليمنية من كل عام..
وفي مواجهة علنية لآلة القمع والتشدد التي اجتاحت صنعاء من قبل جماعة الحوثي المسلحة، بعد قررات أصدرتها الجماعة تسعى إلى طمس الهوية الفنية لليمنيين، وتقزيمها، وحصار الفنانين، من التحكم بمواعيد الاحتفالات والأعراس، وفرض إجراءات تعسفية وقمعية في اختيار الأغاني في حفلات التخرج الجامعية، هذا التضييق والقمع الحوثي أجج معارضة واسعة أوساط اليمنيين وتسابقت مواقع التواصل المختلفة بنشر مقاطع متنوعة من فن الغناء اليمني والقصائد المغناة ونشر صور الفنانين الذين أسهموا في تطوير الغناء اليمني وكتابة المقالات والأبحاث فيما يتعلق بالتاريخ الغنائي والفني.




المركز الثقافي اليمني في القاهرة
كان افتتاح المركز الثقافي اليمني في القاهرة في الأول من يوليو من هذا العام تأسيسا لأهمية الغناء اليمني، فقد أحتفل المركز بهذا اليوم من خلال تنظيم ندوة عن الغناء اليمني، لعدد من المهتمين والباحثين في مجال الأغنية اليمنية,
كالدكتور نزار غانم الذي تحدث عن الغناء اليمني وتعدد مدارسه وتنوعه بتنوع جغرافية اليمن الغنية بالإرث الثقافي، ومداخلة الباحث الفرنسي جان لامبير، المهتم بتراث اليمن الغنائي، بينما كانت مشاركة الباحثة الأكاديمية التونسية مهر الهمامي بورقة عن الدان الحضرمي.
احتفالية المركز كانت دعوة لكل المهتمين والباحثين بالعمل على إبراز الغناء وتطويره، ودعوة للشباب الهواة بصقل مواهبهم وتطوير قدراتهم في مجال الموسيقى والغناء، للإسهام في عملية تطوير هذا الإرث الفني، وعدم الوقوف على القديم فقط.
وتخلل ذلك اللقاء نقاشات حول وضع الأغنية والإهمال الذي طالها ومدى تعرّضها للسطو والسرقة والطمس والتشويه إلى جانب الصعوبات، التي تواجهها وتحول دون تطويرها وتجديدها انتشارها عالمياً..

المشاركات الشبابية في يوم الأغنية:

كانت مشاركة الشباب والفنانين في هذا اليوم دليلا على ارتباط اليمني بالفن والغناء، وهو ماعبر عنه ذلك التفاعل المؤثر الذي عكسته وسائل الإعلام، ولم تتوانى المرأة أيضا في حضورها ومشاركتها كمساهمة في الغناء أو مشجعة ومتفاعلة له .
مشاركة الصوت النسوي كان له رونقه وجاء اعتراضا صارخا لدعوات المتشددين التي ظهرت لتحريم غناء المراة، ووصف صوتها بالعورة. إلى جانب انتشار أعمال العنف لبعض المتشددين في مدينة تعز، عند إقامة الاحتفالات الغنائية أو المهرجانات الموسمية، التي تحاول إعاة الرونق الثقافي في المدينة المشهورة بأنها عاصمة الفن والثقافة، فكان استضافة الفنان الكبير محمد محسن عطروش لإحياء هذا اليوم في مدينة تعز، ولكن للأسف كان أن اوقف الاحتفال بعد هجوم الجماعات المتطرفة لملعب الشهداء الذي أقيم فيه الحفل،
يقول الفنان العطروش. أن الاشتباكات التي حدثت في تعز كانت عقب انتهاء حفل تكريمه، وعندما كان يهم بالخروج من الملعب بمعية فرقته، اندلعت اشتباكات بين فريقين من الأمن في الجهة المجاورة من موقع الحفل، ولاذا بعض الجنود إلى داخل الملعب للاحتماء بالنساء والأطفال، ودارت اشتباكات متفرقة في الملعب بين المدنيين، وانه تمكن من الخروج وفرقته دون أي ضرر يذكر.


جهود التوثيق للغناء اليمني
سعى الباحث الفرنسي الانثربوبجي جان لامبير مع مجموعة من الباحثين اليمنيين والمتخصصيين إلى توثيق فن الغناء الصنعاني وإدراجه ضمن قائمة التراث العالمي، إلى أن تم اعتماده في عام 2009م ، كإرث حضاري إنساني.
ارتبط الباحث الفرنسي « جان لامبير» بالتراث الغنائي الصنعاني في اليمن منذ أواخر سبعينيات القرن الماضي، أثناء عمله كملحق ثقافي لسفارة بلاده في صنعاء، وتواصل اهتمامه وشغفه إلى الحد الذي جعله يؤلف كتابا اسماه «طب النفوس» وغاص من خلاله في تاريخ الغناء الصنعاني إلى نحو يمتد لأكثر 500 سنة، ويغنيه اليمنيون بعود خاص يعرف محليا باسم «الطُربي»، وهو عود أصغر حجمًا وطولاً من العود المعروف حاليا، يصنع من جلد الماعز، وله أربعة أوتار، تصدر نغمات رفيعة، وعادة ما يصاحب أداء الغناء الصنعاني آلات محلية كالدفوف والصحون النحاسية و الدربوكة ودفوف الصحون النحاسية ..
إلى جانب سعي الجهات المعنية في وزارة الثقافة، لإدراج الدان الحضرمي لقائمة التراث العالمي، في عام 2019م، العام الذي قدم فيه ملف الدان، لايزال العمل قائما في تعديل الملف لتقديمه مرة أخرى.
حيث تتميز حضرموت بطابعها الخاص والمتفرد في الغناء، إلى جانب رصيدها الحضاري الفني في مجالات عديدة يعد فن الدان أحدها.
وأخيرا اعتبر جان دورينغ، المستشرق وعالم الموسيقى الفرنسي، أن "بناء الأرشيفات الصوتية للموسيقى العربية، وصيانتها بشكل علمي أصبح أمرا ضروريا من أجل ضمان استفادة الجميع منها". ويضيف دورينغ، إن بناء أرشيف الموسيقى العربية والحفاظ عليه أساسي، من أجل تفادي التهديدات التي تشكلها الحروب والتوترات بالمنطقة العربية، على الإرث الموسيقي والثقافي الذي تزخر به دول هذه المنطقة، موضحا أن تكنولوجيا الإعلام والاتصال تتيح وسائل قيمة كفيلة ببناء هذه الذاكرة المشتركة.
لايزال الغناء والموسيقى أهم عنصر إنساني وحضاري يبقى ويستمر مقاوما الظروف، بل زادا للإنسان ي مواجهة الصعوبات، وتنفيسا للروح، وغذاء لها.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. عام على رحيل مصطفى درويش.. آخر ما قاله الفنان الراحل


.. أفلام رسوم متحركة للأطفال بمخيمات النزوح في قطاع غزة




.. أبطال السرب يشاهدون الفيلم مع أسرهم بعد طرحه فى السينمات


.. تفاعلكم | أغاني وحوار مع الفنانة كنزة مرسلي




.. مرضي الخَمعلي: سباقات الهجن تدعم السياحة الثقافية سواء بشكل