الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


النيجر.... صراع اقطاب رأسمالية

صوت الانتفاضة

2023 / 8 / 3
مواضيع وابحاث سياسية


دولة في غرب القارة السمراء المنكوبة والمنهوبة، تعد الأكبر من حيث المساحة 1,3 مليون كيلومتر مربع، يقطنها أكثر من 24 مليون نسمة، هي الأكثر فقرا في القارة، إذ يعيش اثنان من كل خمسة أشخاص في فقر مدقع، بأقل من نحو دولارين في اليوم، هذا الفقر ليس ناتج شحة ثروات هذا البلد، بل هو نتيجة طبيعية للقوى الاستعمارية الكبرى، خصوصا فرنسا، التي دخلت حالة الإنذار القصوى بعد الانقلاب العسكري، ف 40% من كهرباء فرنسا تأتي من يورانيوم النيجر، فهي تحتكره كله.

رغم ان النيجر تحوز على أكبر احتياطي من اليورانيوم في العالم، الا انها سابع منتج لهذه المادة، فضلا عن معادن الذهب والالماس والفحم، كذلك فأن اقتصادها يعتمد على الزراعة، وحبوب الدخن والذرة هما من اهم المحاصيل الزراعية، وأيضا الثروة الحيوانية بكل منتجاتها "حليب، لحوم، جلود"، والأخيرة تصدر الى أوروبا وامريكا.

بقيت فرنسا هي القوة المهيمنة على افريقيا، تنهب ثرواتها، وتزيد من نسب الفقر فيها، وهي تنشر جيوشها وعملاؤها في اغلب هذه الدول، وما الهجرة الافريقية الى أوروبا الا صورة عن هذا الاستغلال القبيح والبشع لخيرات هذه البلدان.

في الفترة الأخيرة، أضحت هذه القارة مسرحا لصراع تنافسي حاد بين الأقطاب الرأسمالية، من جهة أوروبا وامريكا، بوجودهم الاستعماري القديم-احتلت فرنسا النيجر عام 1899، واستقلت "شكليا" 1960-، والصين وروسيا بالوجود العسكري والاقتصادي الجديد، قواعد عسكرية في جيبوتي واستثمارات بالمليارات من قبل الصين، روسيا من جانبها اطفئت ديونا بأكثر من عشرين مليار دولار على الدول الافريقية، فضلا عن أسعار زهيدة للحبوب، وتدخل عسكري بصورة "فاغنر".

شهدت النيجر ثلاثة انقلابات في الفترة الأخيرة، نجح الأخير منها 26-7، وقد اطيح بالرئيس محمد بازوم، الذي يلقب ب "رجل فرنسا"، فهو فرنسي أكثر من الفرنسيين، ولاء مطلق لصبي الرأسمالية "ماكرون"، فقد وافق على زيادة عديد القوات الفرنسية بذريعة "محاربة الإرهاب"، لهذا فأن الغرب في حالة "هيستيرية" من هذا الانقلاب، الذي رفعت فيه الناس الاعلام الروسية وصور الرئيس بوتين، في إشارة الى ضلوع "فاغنر" في الانقلاب.

الغرب، بدأ يتلقى اللطمة تلو الأخرى، من زيارة الرئيس الجزائري "تبون" الى روسيا، وطلب انضمامه الى دول البريكست، الى انقلاب النيجر، الى طرد القوات الفرنسية من مالي وبوركينا فاسو، ولا أحد يعلم بأي بقعة جغرافية سيتلقون اللطمة الاخرى، فنحن على اعتاب عالم متعدد الأقطاب الرأسمالية، والذي اخر شيء يٌفكر فيه هو الانسان.
طارق فتحي








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مصير مفاوضات القاهرة بين حسابات نتنياهو والسنوار | #غرفة_الأ


.. التواجد الإيراني في إفريقيا.. توسع وتأثير متزايد وسط استمرار




.. هاليفي: سنستبدل القوات ونسمح لجنود الاحتياط بالاستراحة ليعود


.. قراءة عسكرية.. عمليات نوعية تستهدف تمركزات ومواقع إسرائيلية




.. خارج الصندوق | اتفاق أمني مرتقب بين الرياض وواشنطن.. وهل تقب