الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تأهيل بحيرة الثرثار -المشروع المفصلي - في تاريخ العراق الحديث لحل أزمات العراق المائية ولتجنب الحلول الترقعية للتعامل مع نقص المياه.؟

رمضان حمزة محمد
باحث

2023 / 8 / 4
مواضيع وابحاث سياسية


الفكرة هي " فكرة عراقية المنشأ والمنبت والإرتقاء " وحصيلة عمل 45 سنة عمل حقلي ومكتبي في كل ارجاء العراق من جباله الى صحراءه ومن شرقه الى غربه في وزارة الري العراقية والجامعات العراقية ومشاورات علمية مع زملاء عملوا في الوزاره وفي مشاريع عديدة .؟
لذلك أقول بانه يسعدني ويشهد الكثير من الزملاء بانه أنا " وأعوذ بالله من كلمة أنا" اول من طرح فكرة تأهيل بحيرة الثرثار وطرحها كفكرة اولية في مؤتمرمركز الرافدين في بغداد – فندق الرشيد – ..فذكرت في سياق بحثي بان فكرة استخدام مملحة الثرثار او بحر الملح كانت من قبل شركة بريطانية بهدف ايجاد حل لتخليص بغداد العاصمة من فيضانات نهر دجلة وايضا طرحها الخبير الانكليزي وليم ويلكوكس حيث لم تكن هناك لدى دول المنبع مشاريع السدود كما هي بعد الثمانينيات من القرن المنصرم وكانت مياه دجله تنتج الفيضانات فتغرق مدن العراق ، لكن هذا الحل بعد تنفيذه أخذ جوانب كثيرة اخرى منها تصريف المياه الزائدة الى مجرى نهر الفرات عند الحاجة لذلك تم شق القنوات وبناء النواظم لتحويل المياه من نهر دجلة الى مملحة / بحيرة الثرثار ومنها الى الفرات ومنه الى بحيرتي الحبانية والرزازة ونتيجة لفترة الخزن الطويله والتبخر وقلة الواردات المائيه بعد قيام تركيا بانشاء السدود باعالي الانهار بدأت تتحول المياه العذبة من نهر دجلة الى مياه مالحة مما سبب أيضاً في تشبع اراضي السهل الرسوبي بالاملاح مما اضطرت الدولة الى شق الاف الكيلومترات من المبازل بالمشاريع الاروائيه بالوسط والجنوب وبالتسعينات من القرن ال20 الماضي شقت نهركبير وسط بين مسار دجله والفرات عرف بالمصب العام مع آلاف الكليومترات من المبازل والتي لم تعالح تملح التربة بسبب نشاط حركة المياه الجوفية وبالتالي ارتفاع مناسيب الجوفية الى السطح واكساء اراضي السهل الرسوبي بطبقة من الاملاح وبزيادة املاح التربة في السهل الرسوبي بدءاً من جنوب الثرثار الى البصرة.((( يكفي ان نعلم بان مياه نهر دجلة تدخل الى مملحة الثرثار بنسبة املاح 0،5 غرام بالليتر وتخرج منه بنسبة تزيد على 2،5 غرام بالليتر، اي مياه مالحة لا تصلح للزراعة او الشرب.)))
لذلك فان بعد تحول العراق كدولة تمتلك فائض مائي ومهددة بالفيضانات الى دولة العوز المائي وازمات نقص المياه وتلوثها جاءت فكرة تأهيل مملحة الثرثار التي ستوفر بيئة مائيه صالحه وسياسية مستقرة وثقة متبادلة بين الشعب والحكومة، وهي بمثابة الخروج من عنق الزجاجة من أزماته المائية المزمنة...وهي ضرورة وطنية ملحة قبل جفاف الأنهار المشتركة من دول المنبع، وبتحويل الثرثار الى بحيرة لخزن مياه عذبة وتخليص السهل الرسوبي من إرتفاع نسبة الملوحة وبالتالي زيادة خصوبة التربة ولضمان خزين إستراتيجي للمياه العذبة والعراق يواجه اليوم سلوكيات غريبه من دول التشارك المائي وغير انسانيه اضافة الى التغيرات المُناخية وانه سيتأثر في مجال قطاع المياه والاوضاع الاقتصادية والاستقرار السياسي تباعاً، مما يستدعي قيام الحكومة العراقية بالعمل السريع بهذا المشروع المفصلي في تاريخ العراق وتجنب الحلول الترقعية للتعامل مع ندرة المياه بجدية لضمان خزين إستراتيجي للموارد المائية كون العراق بين كماشة تحكم دول التشارك المائي تركيا وايران وشدة التغير المناخي وسوء ادارة المتوفر من المياه والأراضي الزراعية داخليا ..ّ!!!!؟؟ لأن الأزمات المائية في العراق لا تحلُ بتسابق الجهات الحكومية لشرح الحالة واسبابها والاجراءات التي يمكن ان تخفف منها ولا نقول حلها وبالتالي عدم طرح حلول ناجعة للازمات المائية المتكررة التي تحدث كلما قامت تركيا بملء خزانات احد سدودها المنتشرة على نهري دجلة والفرات أو قطعت إيران المياه عن أحد او اكثر من روافد نهر دجلة.
ولو كانت الحكومات السابقة جدية في معالجة مسألة المياه في العراق وتوفرت لديها إرادة سياسية لإنقاذ العراق من محنة نقص المياه التي تسبب في ندرة المياه وشحتها ومواجهة تغيرات المناخ وضمان أمن البلد المائي والزراعي مع سياحة مستدامة كالتي هي في شرم الشيخ في مصر على سبيل المثال لا الحصر، فبتأهيل مملحة الثرثار وتحويلها الى بحيرة مياه عذبة وبخزين إستراتيجي ما يعادل 85 مليار متر مكعب، فان الامكانيات الفنية موجودة والمواد متوفرة وبتأهيل بحيرة الثرثار سيكون وضع العراق مختلفا 100% وسيعود ارض العراق"أرض السواد" الى أرض الخيروالبركة ونكون قد قضينا على مشكلة الملوحة في عموم السهل الرسوبي ومنذ عهد السومريين ، حيث جميع الحكومات والتي لم تكن تملك او تتحرك بجدية لحل المشكلة من جذورها بل كات حلول غير إستراتيجية وجذرية لمعالجة عموم ارض سهل الرافدين والاسباب كانت منطقية آنذاك بسبب توفرالمياه ولذلك فان مملحة الثرثار أستخدمت كمكب للفيضانات وتخليص بغداد العاصمة من خطورة الفيضانات، أما الآن فقد آن الآوان ان تكون فكرة تأهيل المملحة الى بحيرة مياه عذبة وبافكار علمية عراقية المنشأ والمنبت ونحن نرى بان العراق رويدا رويدا سيكون على أجندة العطش بسبب سياسة دول التشارك المائي وتغيرات المناخ وسوء ادارة استخدامات المياه في العراق وبفقدان المياه نفقد الارض والتربة لذلك فان العراق بحاجة ماسة الى افكار نيرة وقابلة للتطبيق لضمان خزين استراتيجي للعراق.
لذلك لابد من العمل الجدي ولتوفير وضمان خزين مائي استراتيجي للعراق في ظل تقلب الظروف الطبيعية والسياسية وتأثيرها المباشر وغير المباشر على ندرة المياه وشحتها وتلوثها.
ماهية التأهيل.؟
إقترحت الى ان يصار الى انشاء سدود ترابية على طول المقاطع العرضية التي سيتم إختيارها حسب الموقع الملائم ضمن المنخفض ، هذه السدود الترابية ممكن أن (يستخدم فيه الاف الكتل الكونكريتية المستخدمة سابقا كعوازل داخل مدن البلاد ايام الاحتراب الطائفي والصراعات الداخليه) باقل الكلف على ان لايقل ارتفاعه عن خمسة امتار. وليتم البدء الفوري حسب طرحنا بمعالجة حالة "بحيرة الثرثار " وعزل مياه البحيرة عن الطبقات الجبسية والأنهايدراتية ، لدي جميع ( تفاصيل العمل الجيو الهندسي لطريقة العزل) ...على أن يتم العمل على مرحلتين أو ثلاثة مراحل، وذلك من خلال عزل الطبقات الجبسية والانهايدراتية التي تشكل جوانب البحيرة لان قاع البحيرة قد تم عزله طبيعيا بسبب ترسبات الطين والطمى كون بحيرة "مملحة" الثرثارهو المفتاح لحل معظم مشاكل ارتفاع مناسيب المياه الجوفية وتملح التربة في السهل الرسوبي، حيث تتسرب منها المياه الجوفية المالحة وبسبب فرق المناسيب تتجه المياه من البحيرة باتجاه السهل الرسوبي جنوباً مما تتسبب في تملح تربته بسبب الخاصية الشعرية. وهذا الإجراء سيكون نوعي وبجهد عراقي متميز وبذلك ستكون البحيرة جاهزة لاستقبال المياه العذبة من ذراع دجلة –الثرثار دون أن تتملح نتيجة عزلها ومنع تفاعلها مع طبقات الجبس الملحية. وهذا سيجعل العراق مالك لخزين هائل يقدر بـ (85) مليار من الأمتار المكعبة ويعوض عن إنشاء العديد من السدود وفي مقدمتها سد "مكحول" مثلاً.
باختصار شديد جداً ما خصص لانشاء سد مكحول هو بحدود (3) مليار دولار لضمان خزن (3) مليار متر مكعب والعمل سيستغرق ما بين (4-5) سنوات .وبهذا المبلغ أو حتى أقل منه بكثير وبفترة زمنية قياسية يمكن تأهيل بحيرة الثرثار كما أشرنا اليها آنفاُ ، عندها سيتم الحصول على خزين حي اكثر من (50) مليار متر مكعب وتخليص السهل الرسوبي من مشاكل تاريخية مزمنة منذ العهد السومري وجعل بحيرة الثرثار خزين استراتيجي مضاف للعراق يعادل خزين معظم السدود التركية والايرانية مما قد يكون السبب في تغيير النظرة الى" الإبداع العراقي " وتحقق فكرة تأهيل بحيرة الثرثار لكي تستخدم لتخزين المياه وهي خزان وسيط عملاق سيكون له تأثير إيجابي للغاية على توافر المياه لكل من إمدادات المياه العامة والزراعة المروية في وسط وجنوب العراق. وأهمية نقل المياه من نهر دجلة إلى نهر الفرات ، مع وجود بحيرة الثرثار كمخزن وسيط ، خاصة للزراعة المروية في اتجاه مجرى نهر الفرات ، والتي تعاني من نقص وجفاف شديد وبالتالي الفكرة عراقية المنشأ والمنبت والإرتقاء .. وهنا يفشل مبدأ مقايضة النفط العراقي مع تركيا بالمياه او حجز ايران لمياه سدود دوكان ودربنديخان وحمرين ، وجعل المنطقة معلم إستثماري من الطراز الأول تتهافت عليه الاستثمارات الوطنية والعربية والاقليمية.
أتمنى أن يصار الى اقامة ندوة علمية أو مؤتمر علمي رصين تتنباها وزارة معنية، جهة علمية ، مركز او جامعة اكاديمية رصينة او نقابة مهنية ... عنوانها " السبلُ العلمية لتأهيل بحيرة الثرثار كحل إستراتيجي لمشاكل العراق المائية وأن ويتم طرح الادلة العلمية بالبراهين والمخططات للتوصل الى نتائج ملموسة علمية وعملية وقابلة للتطبيق وذات جدوى إقتصادية وصديقة للبيئة. وبالنهاية كل ذلك يصب بمصلحة الوطن وما نحن الا افراد عراقيين تهمنا اولاً واخيرا مصلحة شعبنا وبلدنا العراق الحبيب .....والله من وراء القصد








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الاتحاد الأوروبي.. مليار يورو لدعم لبنان | #غرفة_الأخبار


.. هل تقف أوروبا أمام حقبة جديدة في العلاقات مع الصين؟




.. يديعوت أحرونوت: إسرائيل ناشدت رئيس الكونغرس وأعضاء بالشيوخ ا


.. آثار قصف الاحتلال على بلدة عيتا الشعب جنوب لبنان




.. الجزائر: لإحياء تقاليدها القديمة.. مدينة البليدة تحتضن معرض