الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مضامين التضامن العالمي مع القضية الفلسطينية ومطباته

سعيد مضيه

2023 / 8 / 4
القضية الفلسطينية


التضامن حركة اممية تشمل جميع القضايا التحررية في العالم

يولي الكاتب الفلسطيني، رمزي بارود، اهمية للتضامن الدولي مع القضية الفلسطيني لكسر تفوق القوى الغاشمة في حلبة المواجهة . يعبر، في مقالة نشرها بالانجليزية في 24 تموز الماضي، عن أمل الشعب الفلسطيني في ان تدخل المقاومة الفلسطينية ضد الاحتلال الإسرائيلي مرحلة جديدة؛ منجهة ثانية يحدونا الأمل ان لا يكون مبكرا الحكم على مستقبل ومصير هذه المرحلة الجديدة ! الحقد الإسرائيلي المعتق على الفلسطينيين ، خاصة لدى الصهيونية الفاشية، وازدراؤهم والاستهانة بحقوقهم وسط غطرسة القوة المتفوقة، لا بد وأن يغلّب في وجدان الفلسطيني خيار العمل المسلح ويضفي عليه صفات سامية . إسرائيل تروي الظمأ شبه الجماعي من الدم الفلسطيني، فتغير بين الفينة والأخرى وتخرج بالصيد المأمول. القتل للتذكير بان جرائم الإبادة متواصلة عزز عبرتاريخ القضية الفلسطينية تطرف جهات فلسطينية مع عواطف شعبية . خيارالقوة لا تكسرها غير قوة من صنفها من صميم الثقافة الشعبية في فلاسطين. ومع هذا نتساءل:هل تتوفر بالمدن الفلسطينية الحضانة المانعة للعمل المسلح كي ينمو ويشتد عوده؟ هل يتاح له الوقت الكافي كي يتصلب ويكتسب المهارة والخبرة بأساليب العدو ويصمد للتحدي؟
طوبوغرافية فلسطين ليست الحضانة المانعة للمقاومة المسلحة، ولكل ظاهرة نواميسها. وقد يكون من الشطط الغمز من قناة من يؤمنون بخيار آخر للمقاومة. يجري الاستخفاف بطاقة الجماهير الثورية على انها قوة أيضا، وقوة وازنة، قوامها الطاقات الكفاحية لجماهير أوسع ، سيما وان المقاومة الشسعبية، إذا ما منحت الرعاية الواجبة، نموذج مجرب للمقاومة الناجعة ، وقدمت انجازات مشهود لها في ميدان التحرر من السيطرة الأجنبية.
على كل حال تقتضي الأمانة ان ننقل الى العربية مقالة كاتب فلسطيني سخرقلمه لحشد التضامن الدولي للقضية كما قصد كاتبها.
• * * *
[سألني مجموعة من حركة نيوزيلندة للتضامن مع فلسطين الإدلاء بأفكار كيف يترتب على التضامن ذي المعنى. اوحى السؤال المقالة أدناه]:
تدخل فلسطين مرحلة جديدة
هذه المرحلة الجديدة تتشكل امام اعيننا ، من خلال الدم والدموع وتضحيات جيل شجاع يكافح على جبهتين:ضد الاحتلال العسكري الإسرائيلي من جهة ، ومن جهة اخرى ضد فلسطينيين متعاونين يتمظهرون ك" قيادة".
لكن كيف اننا ، جماعات التضامن مع فلسطين في أنحاء العالم نستجيب للتبدلات الجارية، وللغة وللوحدة الحقة – وحدة الساحات- التي أعادت تنشيط سياست الحسم الفلسطيني؟
أولا، اومن ان علينا الإصرار على مركزية صوت فلسطين في أي جهد تضامني مبذول يعود لحرية فلسطين في اي مكان.
لا يكفي أي ’صوت فلسطيني ‘ على كل حال ؛ فقط الأصوات التي لا تتحدث لغة التشرذم او تمثل الطبقات القوية بالأموال وغيرها من المصالح .
وثانيا، جماعات التضامن ، خاصة في الغرب ، يجب عليها ان تعلم كيف ومتى ، إن هي أعلنت موقفا تشتبك مع حملات التشهير و’الحوار‘ المرائي حول تعدد المعتقدات ، العنصرية واللاسامية.
فهذا لا يمكن ان يكون النقطة المركزية في النقاشات حول فلسطين او حركة التضامن.علمتنا تجارب عديدة بالماضي ان توظيف معظم طاقاتنا لمكافحة حملات التشهير تعتبر معركة خاسرة ، يكون لها في نهاية المطاف تأثير ضئيل على رفع الوعي بالنضال من أجل العدالة بفلسطين او في الدفاع عن القضية الفلسطينية.
حقا ، فالمهمة الرئيسة للتضامن انه ، كما في اتخاذ مواقف اخلاقية والدعاية لها على أمل تحقيق تحولات سياسية في المستقبل تدعم المضطهَدين و/ أو الباحثين عن الحرية في فلسطيين وسواها ، حيث يطْبِق الجور قبضته.
وثالثا ،علينا ان نتذكر ان التضامن ليس التحدث نيابة عن أحد ، في الحقيقة هو خلق حيزات ومنابر ، وإبحار التخوم التي من شانها ان تسمح للآخرين طرح نضالاتهم الخاصة، بينما هم يتخذون تلك المواقف ويدعون لها في مناطقهم وبين شعوبهم.
بكلمات ، إنه توطين النضالات الوطنية ؛ وهو القيام بدورنا لضمان أن يغير كل من الممثلين المحليين، والدول الإقليمية والبرلمانات ، وفي النهاية الحكومات الوطنية المواقف من دعم الأباتهايد الإسرائيلي بفلسطين الى تبني مواقف تتطابق كلها او جزءًا منها مع طموحات شعب فلسطين. كيف نحقق هذا؟ يختلف من سياق سياسي واجتماعي عن آخر ، يجب ان يقيم المناضلون المحليون محيطهم والفرص المتاحة ويتخذون قراراتهم بانفسهم.
ورابعا، اومن بوجوب الشروع بتوسيع دوائر التضامن لتشمل النقابات العمالية والطلبة والجماعات الدينية والناس من كل الأطياف والمنطلقات، وذلك كخطوة هامة للغاية في اي حملة دعاية ناجحة ، لكي تخدم بصورة جماعية كقاعدة قوية لدعاية سياسية فعالة
وخامسا ، لكي ينتعش التضامن العضوي و الفعال ويكتسب الزخم ، على المناضلين تجنب لعب دور القضاة ، وعليهم تحديد الموقف بصدد نمط النضال الجماعي او المقاومة المختارة من قبل شعب فلسطين، وليس بناءً على مجرد موقف شخصي؛ بكلمات لا يمكن للتضامن ان يشترط سلفا.
بصراحة هذا يتعلق بالغرب اكثر من ارتباطه بالجنوب العالمي . نظرا لأن للجنوب مشترك كثير مع شعب فلسطين ، من حيث الاشتراك في مناهضة الكولنيالية والنضالات المناهضة للأبارتهايد ، بمقدروهم ترشيد الفلسطينيين بما ينفع وما لا ينفع.
على كل حال ، اولئك في الغرب ، العديد منهم مستفيدون مباشرة من الكولنيالية والاممبريالية والأبارتهايد ، عليهم ببساطة تحمل مسئولية الماضي الأليم، وذلك عن طريق تحميل حكوماتهم المسئولية عن الحالة الراهنة ؛ جرائم الماضي لا يمكن شطبها ، غير ان بالامكان مقاومة تأثيرها الضار ، وبالفعل، عبر جهود منسقة ، ولو مراجعة.
وسادسا، يجب ان يقلقنا النشاط ذو الأغراض الخاصة؛ فهناك حتى بين المجموعات الفلسطينية ، من يسعون لتسخير التضامن الأممي لأغراض سياسية وفي التنافس بين الفصائل وما شابه.
للحيولة دون هذا يتوجب على جماعات التضامن ان يراعوا الى حدا ما العملية الديمقراطية، لتحرير مجتمعاتنا من نفوذ الأفراد ذوي الأجندة الخاصة والتركيز على الفعل الجماعي.
حقا ، يجب على جميع بوصلات التضامن ان تشير مباشرة وبصورة ثابتة الى النضال الجماعي لشعب فلسطين داخل فلسطين ومجتمعات اللجوء الفلسطيني في أي مكان بالعالم.
وسابعا ،التشابك مفتاح ، وهي استرانتيجية ويمكن ان تكون استراتيجية ناجعة إن هي وظفت بالشكل الصحيح.
بالطبع، تكمن المعنوية في قلب التضامن المتشابك، لكن علينا ان نحذر من الإصرار على أن نفرض على الآخرين قيمنا الأخلاقية الفريدة ، المنطلقة من أولويات وخبرات متميزة ، ثقافية ، سياسية ، اجتماعية ، تاريخية وحتى دينية، وذلك إن أردنا حقا إنشاء حركة عالمية من اجل فلسطين.
للتوضيح ، نظرا لكون سياسات الهوية اكثر شيوعا في الحاضر عما كانت في الماضي ، فإن النضالات التشابكية بالماضي من اجل تحرير عدد من بلدان الجنوب- في الأغلب بين الدول في الجنوب العالمي- لم تطرح شروطا مسبقة يتوجب على جميع هذه الدول مراعاتها. مثال ذلك عقد اجتماعي يوافق عليه الجميع. يجب عدم إخضاع فلسطين لأي نوع من الإصرار على التوافق الكوني على منظومة مفردة من الأفكار والإيديولوجيات او تعريفات الذات.
ان النجاح الذي حققته مؤخرا حركة بي دي ٍس يمكن ان يعزى جزئيا الى مطلبها ، باعتبارها حركة عالمية تطالب للفلسطي نيين كافة، بحقوق إنسان شاملة أساسية مثل المساواة ، الحرية ، العدالة وما شابه ؛ طرحت مطالبها وهي تدبج رسالاتها ولغتها كي تلائم الأطر، التاريخية والسياسية وحتى الاجتماعية ، ذات الصلة بعدد من المنظومات الاجتماعية والسياسية.
واخيرا نحن على أعتاب تحول كبير في فلسطين؛ جيل جديد يحاول الإمساك بدفة القضية الفلسطينية . اكتسبوا هذا الحق من خلال تضحياتهم وشجاعتهم ونشاطهم الموحد.
علينا ان نقدم على الاختيار الصحيح بالانضمام اليهم ، والتخلي عن القوى القديمة المتعبة والنمطية ، مرجعيتها اوسلو ، وعملية السلام وما يتبع ذلك.
حان الوقت للإصغاء لأصوات فلسطينية وللأصوات التي تمثلها حقا ، وتدعمها حقا من خلال الحشد الاستراتيجي ، وإنشاء منابر ميديا بديلة ، واعتبار ميديا الشركات الكبرى مسئولة ومن خلال ضغوط سياسية مباشرة .
هكذا بمقدور التضامن ترجمة أفكار جيدة الهدف تحركها الأ خلاق كي تحدث تبدلا ملموسا على الأرض.
في نهاية المطاف سوف تصب جميع الجداول والسيول لهذا النجاح في نهر وحيد متدفق ، خالقا في النهاية تحول التموذج الذي كافحنا طويلا من اجله وتمنيناه بشوق عظيم.

.
.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. نتنياهو يرفض الضغوط الدولية لوقف الحرب في غزة


.. أثار مخاوف داخل حكومة نتنياهو.. إدارة بايدن توقف شحنة ذخيرة




.. وصول ثالث دفعة من المعدات العسكرية الروسية للنيجر


.. قمة منظمة التعاون الإسلامي تدين في ختام أعمالها الحرب على غز




.. القوات الإسرائيلية تقتحم مدينة طولكرم وتتجه لمخيم نور شمس