الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


قضيتنا الفلسطينية والنظام العالمي الجديد

محمد زهدي شاهين

2023 / 8 / 4
القضية الفلسطينية


خير الكلام ما قل ودل، فإن لم تنصر الحق فقد خذلته، هكذا اوجز لنا الحال علي "عليه السلام" . إن عملية الاستقطاب الدولي للمحاور التي اصبحت ظاهرة للعيان، والارهاصات والتحولات المتسارعة في العالم كالقضية الاوكرانية وانتفاضة القارة السمراء والانطلاقة الصينية للعب دور سياسي على الحلبة السياسية العالمية، ما هو إلا مؤشر قوي له دلالته القوية والمؤكدة على أننا في طور عملية هيكلة وبناء جديدة تأسس لنظام عالمي جديد، فواقع الحال يسير بنا من نظام عالمي احادي القطبية لنظام عالمي جديد متعدد الاقطاب.
إن هذه التحولات والمستجدات العالمية ما هي إلا كاللعب على رقعة الشطرنج، فالانسحاب الامريكي من افغانستان التي تقع في قلب أسيا يقع ضمن هذا الاطار من اجل خلق بؤرة صراع تؤرق دول الجوار الأسيوية التي انعتقت واتجهت منذ مدة نحو بلورة مشروع لبناء وتشييد نظام عالمي جديد، وكذلك الأمر ما يجري الآن في القارة السمراء من لفظ للوجود والسيطرة الفرنسية سيكون له انعكاساته على الوضع الاجتماعي والسياسي والاقتصادي الفرنسي التي ستتأثر بها القارة الاوروبية بكل تأكيد.
لكن السؤال المطروح هنا هل سنشهد تحولات ومستجدات دولية كثورات وانقلابات في الامريكيتين خلال الأيام والأشهر القادمة، أم هي مناطق محرمة وخطوط حمراء يصعب اختراقها؟ في حال حصل ذلك فبكل تأكيد ستزداد حدة الصراع الدولي وستتصاعد وتيرته وتزداد فرص المواجهة المباشرة.
إن عملية التموضع الدولية الجديدة تفرض نفسها بقوة، ولكن هل سياسة النأي بالنفس التي من المتوقع بأن تتبناها بعض الدول في العالم ستكون نهجاً صحيحاً في هذه الحالة، لو قرأنا الماضي لوجدنا بأن دول عدم الانحياز في الحقبة السابقة كانت لقمة سائغة للولايات الامريكية المتحدة وللدول الغربية، فقد تم نهب خيراتها وثرواتها وكبلتها الاتفاقيات الدولية، فهل سيتكرر المشهد يا ترى!
فيما يتعلق بقضيتنا الفلسطينية فقد كان لنا نصيب من تحد واضح وصريح للإدارة الامريكية في اكثر من محفل في رفضنا لمشاريع تصفية قضيتنا الفلسطينية التي كانت تقدمها الإدارات الامريكية المتعاقبة والمنحازة للاحتلال الاسرائيلي، والتي كان اخرها صفقة القرن. ومن هنا بدأت عملية وضع استراتيجية جديدة من اجل القفز وتجاوز القضية الفلسطينية من خلال استراتيجية تبديل الأولويات من خلال فتح باب التطبيع مع العالم العربي، فقد صرح وزير الخارجية الامريكي أنتوني بلينكن قائلاً: سنلعب دورا اساسيا لتعميق وتوسيع التطبيع مع اسرائيل. وقد صرح وزير الخارجية السعودي الأخ فيصل بن فرحان قائلا: "نؤمن بأن التطبيع مع اسرائيل سيفيد الجميع، ولكن دون سلام للفلسطينيين فإن فوائد التطبيع ستكون محدودة". وهذا كلام يحسب له وللإخوة في المملكة العربية السعودية، ولكننا نقول هنا بأنها ستكون حتما ضعيفة وهشة. قد لا نمتلك ترسانة وقوة عسكرية ولكننا اصحاب الحق واصحاب ارادة قوية.
وفي الختام نقول بأنه عندما تكون الكرة متسخة وممتلئة بالغائط فحتما فعند القيام بأي محاولة من اجل الامساك بها ستتسخ كلتا يداك، وعندما يكون الإنسان مندفعا سيقوم بعبط الكرة عبطا وقطعا ستتسخ يداه وملابسة، وهذا هو واقع الحال.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. النزوح السوري في لبنان.. تشكيك بهدف المساعدات الأوروبية| #ال


.. روسيا تواصل تقدمها على عدة جبهات.. فما سر هذا التراجع الكبير




.. عملية اجتياح رفح.. بين محادثات التهدئة في القاهرة وإصرار نتن


.. التهدئة في غزة.. هل بات الاتفاق وشيكا؟ | #غرفة_الأخبار




.. فايز الدويري: ضربات المقاومة ستجبر قوات الاحتلال على الخروج