الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


بيدنا لا بيد عمرو

عدنان الصباح
(ADNAN ALSABBAH)

2023 / 8 / 4
القضية الفلسطينية


" كفى إستهبالا على شعبكم وإستغفالا له أيا كانت شعاراتكم التي تسوقونها "

هذه الحكمة الشعبية " بيدي لا بيد عمرو " قالها العرب ليضعوا دستورا لهم في قراراتهم وما يخص حياتهم وهو يعني ان عليك ان تتخذ قرارك وتنفذه بنفسك لتحرص على ان تجني الخير منه لذاتك او لبلدك او لشعبك او لقضيتك المهم ان تحرص على تحقيق ما تريد بأفضل الشروط والنتائج والمكاسب وإذا تركت الامر لغيرك فلن يكون حريصا على فعل ذلك كما تريد وقد تجني انت او قضيتك الويل من فعل الاخرين لذا قال العرب قديما بيدي لا بيد عمرو والمفرد ينطبق على الجمع في اللغة والحياة.
هل طبق العرب في السابق قولهم هذا بالهدف الذي اوجدوه لأجله ولو كانوا فعلوا ذلك لكانت امورهم اليوم أفضل ألف مرة مما هم عليه لكن يبدو انهم لم يفعلوا ذلك وتركوا لعمرو ان يتدبر امورهم فوصلوا الى ما وصلوا اليه اليوم من تشرذم وتخلف وتبعية وتراجع على كل الأصعدة.
عرب اليوم ومنهم نحن الشعب الفلسطيني تنبهنا لجريمة اجدادنا التي اوصلتنا الى هنا فقررنا ان نحمل الحكمة ونعمل بها ولا نترك لعمرو اية فرصة ليفعل بنا ما يريد وحتى لا نبقى متلقين لأفعال عمرو وارادته وحتى لا نسمح ليده الشريرة ان تنهكنا وتقتلنا وتذبحنا من الوريد الى الوريد وتنشرنا كالغسيل في كل جهات الأرض لاجئين لاهثين هاربين باحثين عن الامن والأمان في بلد عمرو الذي يقتلنا ويشتت شملنا وينهب خيرنا.
القرار العربي المطلق جاء في تدمير العراق وليبيا واليمن وسوريا وظل الاعتقاد ان الامر مستحيل في فلسطين فعمرو هنا يقتل الجميع وعمرو هنا لا يريد الجميع وعمرو " الاحتلال " لا يرى في أي منا قيمة تستحق الحياة بل مجرد أرقاما زائدة يستخدم منها ما يشاء ويلقي بالباقي الى حيث ألقت.
الاحتلال في فلسطين هو نفسه عمرو الذي ألغي العراق ودمر سوريا وحطم ليبيا وعمل تخريبا وموتا في اليمن ولم يترك الامر هناك بل جاء الى فلسطين فقسمها فلسطينيا ووحدها لصالحه جعل غزة أكثر عداوة مع الضفة من عدائهم له وترك الفلسطيني يعتقل الفلسطيني ويطلق النار على الفلسطيني بلا رحمة وذهب الى ابعد من ذلك بعد ان دمر بيدنا مخيمات سوريا والعراق جاء دور مخيمات لبنان فقتل الفلسطيني الفلسطيني بلا رحمة ولا هوادة وفتح الأبواب لهجرته لا على يد عمرو بل بيدنا.
يدنا اليوم كفت يد عمر لتحقق له ما يريد على يدنا عملا بحكمتنا التاريخية العظيمة التي نتقنها كما نتقن غيرها لغة ونفهمها كما نفهم غيرها لغة لكننا ابدا لا علاقة لنا بالتطبيق الا اذا كان معكوسا والا إذا كان ضدنا فالذي قتل القذافي فتح الأبواب كلها لكل الأعداء ينهبون البلد وخيراته بيد اهله ويقتلون اهله بيد اهله ويقسمونه بيد اهله وفعلوا ذلك في العراق ويريدون ذلك لسوريا ولبنان ولكل ارض عربية ليجعلوا من فلسطين يهودية ولينسى العربي عروبته وينسى الفلسطيني فلسطينه وفلسطينيته
ان جرائمنا المتواصلة بحق أنفسنا لا يجوز لنا اعتبارها غباء او عدم إدراك او فشل في التنفيذ فهي وبكل وضوح تنفيذ علني لأجندة الاحتلال بيدنا نحن لا بيد الاحتلال الذي يدرك استحالة تحقيق ما يريد بيده ولا بديل له الا عن يدنا القذرة لتحقق له كل ما يريد وبالتالي فان الصرخة اعلى من دمنا أن " كفى إستهبالا على شعبكم وإستغفالا له أيا كانت شعاراتكم التي تسوقونها ".








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. صحن طائر أو بالون عادي.. ما هي حقيقة الجسم الغريب فوق نيويور


.. دولة الإمارات تنقل الدفعة الـ 17 من مصابي الحرب في غزة للعلا




.. مستشار الأمن القومي: هناك جهود قطرية مصرية جارية لمحاولة الت


.. كيف استطاع طبيب مغربي الدخول إلى غزة؟ وهل وجد أسلحة في المست




.. جامعة كولومبيا الأمريكية تؤجل فض الاعتصام الطلابي المؤيد لفل