الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


نظام اوكرانيا على حافّة الانهيار

محمد حمد

2023 / 8 / 4
مواضيع وابحاث سياسية


وما الحربُ الّا ما علمتُم وذقتُمُ - وما هو عنها بالحديثِ المُرجّٓمِ
(زهير ابن أبي سُلمى)


بمرور الوقت اخذت اوكرانيا كدولة ذات سيادة سابقا تتلاشي تدريجيا. وثمة ذئاب كثيرة، على الأخص من دول ذوي القربى، تنتظر اللحظة المناسبة للانقضاض عليها أو على ما تبقى منها، بحجج ودواعي تاريخية وأمنية وعرفية وما شاكل ذالك. ولا يُعرف الى اي مدى تستطيع اوكرانيا الاستمرار في تجاهل المصير المشؤوم الذي ينتظرها في نهاية "دربونة" الصراع الجاري على ارضها. ولا يعرف الى اي مدى ايضا تستطيع امريكا ودول حلف التاتو الاستمرار في تقديم المزيد من "العكازات" العسكرية لمنعها من السقوط المدوي على حطام معداتها العسكرية واشلاء قتلاها.
ولا تلوح في افق الأوضاع العامة لأوكرانيا اية بارقة أمل لتحقيق شيء ملموس يمكن التعويل عليه مستقبلا في أية مفاوضات سلام محتملة مع روسيا. فكل محاولات المهرج زيلينسكي، المدعومة من قبل ماكينة اعلامية غربية هائلة، في استعادة متر مربع من "أراضي" اوكرانيا، باءت بالفشل الذريع. وباعتراف أصحاب الشأن أنفسهم. سواء في واشنطن أو في بروكسل.
ان استمرار اوكرانيا بالمكابرة والعجرغة واللامبالاة، خصوصا أمام حجم الخسائر البشرية والمادية الفادحة، دليل على أن القوم هناك وضعوا كل بيصهم في سلة البيت الأمريكي الابيض. وبدا جليا أن هزيمة نظام اوكرانيا، وهو أمر لا مفر منه، سيؤدي بهذا الشكل او ذاك، الى هزيمة واشنطن وحلف التاتو. وسيفقدون أمام العالم ما تبقى من ماء الوجه. وربما ستكون الهزيمة الاكثر قسوة عليهم. وقد تضع جدا لأكثر من نصف قرن من الاستعمار متعدد الجوانب والوجوه، والاستبداد واالهيمنة والاستحواذ على خيرات الشعوب.
ان إصرار قادة اوكرانيا على الاستمرار في الحرب رغم جسامة الخسائر بالافراد والمعدات وانغلاق منافذ الخلاص من الانهيار الكامل للجيش الازكراني، هو ضرب من ضروب الانتحار السياسي والعسكري. وان آمال زيلينسكي، كما صرح مؤخرا، بحصول تطورات إيجابيا في الأشهر المقبلة لدى الشركاء في ما يخص اوكرانيا، هي مجرد اماني صببانية واحلام مدمن على المخدرات. فاوكراتيا ليس لديها شركاء بل أسياد وارباب نعمة ففط . لان الشريك من يشاركك في شيء ما. ودولة زيلينسكي الذاهبة إلى حافة السقوط، ليس لديها شيء مشترك مع الآخرين. واذا توخينا الدقة فإن هؤلاء "الآخرين" يشتركون مع بعضهم البعض في إطالة أمد الحرب، لغاية في نفس جو بايدن والهندي سوناك، بعد أن حوّلوا ارض اوكرانيا إلى مقبرة جماعية للبشر وللمعدات العسكرية، بعض النظر عن اماني واحلام وتصريحات المهرج زيلينسكي وهلوساته اليومية.
ولو كان ثمة عقلاء في اوكرانيا، وليس حفنة من الحشاشين والسكارى، لاخذوا بنظر الاعتبار وحسبوا الف حساب لما صدر يوم أمس اليوم ٤ من شهر آب الجاري، عن وزارة الدفاع الروسية. حيث تفول في تقريرها: "نكبيد نظام كييف ٤٣ الف قتيل و١٨٠٠ دبابة ألمانية وفرنسية وأمريكية منذ بدء الهجوم الأوكراني المضاد". فهل هناك حكمة أو جدوى من الاستمرار بالحرب يا زيلينسكي الأبله ؟
ان ارقام الخسائر في المعدات والافراد التي يتكبدها الجيش الاوكراني لا تبشر بالخير للمهرج زيلينسكي ولا للداعمين له في امريكا ودول الغرب. وفي كل الاحوال، تبقى هذه الخسائر اليومية فادحة حتى لو افترضنا ان نصفها بعيد عن الواقع ومبالغ فيه لضرورات الدعاية والحرب النفسية التي ترتفع وتيرتها كثيرا في زمن الحروب..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الجزائر: مطالب بضمانات مقابل المشاركة في الرئاسيات؟


.. ماكرون يثير الجدل بالحديث عن إرسال قوات إلى أوكرانيا | #غرفة




.. في انتظار الرد على مقترح وقف إطلاق النار.. جهود لتعزيز فرص ا


.. هنية: وفد حماس يتوجه إلى مصر قريبا لاستكمال المباحثات




.. البيت الأبيض يقترح قانونا يجرم وصف إسرائيل بالدولة العنصرية