الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


وزير يشكك بشهادات الوزراء

كاظم فنجان الحمامي

2023 / 8 / 5
الفساد الإداري والمالي


مرة أخرى ظهر علينا الوزير الاسبق (عامر عبدالجبار) على شاشات الفضائيات ليشكك بشهادات وزراء بالدولة العراقية من دون ان يذكرهم بالاسم. واصفاً إياهم بالجهل والتخلف، وزاعماً أنهم يحملون شهادات الثالث متوسط. أي شهادة الصف التاسع في التوصيف العربي الشائع. .
ولما كان المتحدث الذي أطلق هذه الاتهامات من الوزراء السابقين، ومن النواب الحاليين الذين يمثلون الشعب، ولا يخشون في قول كلمة الحق لومة لائم، فإننا نطالبه بالكشف عن اسماء أولئك الوزراء الذين توقفت مؤهلاتهم الدراسية عند المستويات المتدنية. ونطالبه أيضاً بتقديم الأدلة الداعمة لاتهاماته حول هذا الموضوع. .
لا شك ان السيد (عامر) يمتلك الجرأة والشجاعة الأدبية، ويمتلك المقومات الثقافية للبوح بأسمائهم، وأسماء الوزارات التي تسللوا إليها على الرغم من عدم توفر الشهادات الجامعية الأولية لديهم، وذلك بحسب ما جاء في تصريحه قبل بضعة أيام. .
فالسيد (عامر) لم يتحدث عن وزير بعينه، بل كان يتحدث عن مجموعة من الوزراء الذين وصفهم بالجهلة. .
جاءت اتهامات السيد (عامر ) متزامنة مع تصريحات السيد (خالد شوكات) التي قال فيها: ان سبعة وزراء تولوا مناصب عليا في الحكومة التونسية دون أن يكون لديهم تأهيل جامعي. وأن 85% من النواب دون البكالوريا. لكن تصريحاته كانت معززة بالأدلة والوثائق. .
وبالتالي لا ضير من التحقق من شهادات الوزراء والتأكد صحتها، ويحق للوزراء بالمقابل الرد بقوة على الذين يسعون للتشهير بهم وتشويه صورتهم، فالمتهم بريء حتى تثبت إدانته. ومن غير المعقول ان يطلق السيد (عامر) اتهاماته من دون ان يعلمنا بأصحاب الشهادات الضعيفة ؟. آملين ان لا تكون تصريحاته بقصد التشهير بالأفراد لمجرد التشكيك في شهاداتهم، فالتشهير بالوزراء لمجرد التشكيك في شهاداتهم أمر غير جائز، شرعاً وقانوناً وأدبياً ووظيفياً. .
نحن من جانبنا نرى ان غير المتعلم أفضل بكثير من صاحب الشهادة الوهمية. وما اكثر العباقرة العرب والاجانب الذين لا يحملون شهادات جامعية، ومنهم من أثروا العقول بمؤهلات الشهادة ابتدائية، على رأسهم عميد الأدب العربي الاستاذ (عباس محمود العقاد)، الذي اثرى المكتبة العربية بأكثر من مائة كتاب. .
المؤسف له ان الثقافة والإبداع أرتبطت فى أذهان الناس بالتعليم، فكثيرٌ منهم يعتقدون أن من لم يحصل على المؤهل الجامعي هو شخص غير مؤهل لتبوأ المناصب العليا، ولدينا نماذج واقعية كثيرة أثبتت ضيق أفق هذا الاعتقاد، فبيننا الكثير من المبدعين والكتاب، والشعراء العظام، الذين تركوا التعليم طواعية، أو لظروف قهرية، إلا أنهم استطاعوا أن يثبتوا لأنفسهم، وللعالم، أن الدراسة النظامية ليست حاجزاً يحول بينهم وبين الإبداع. . .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. سرايا القدس: خضنا اشتباكات ضارية مع جنود الاحتلال في محور ال


.. تحليل اللواء الدويري على استخدام القسام عبوة رعدية في المعار




.. تطورات ميدانية.. اشتباكات بين المقاومة الفلسطينية وجيش الاحت


.. ماذا سيحدث لك إذا اقتربت من ثقب أسود؟




.. مشاهد تظهر فرار سيدات وأطفال ومرضى من مركز للإيواء في مخيم ج