الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الأوهام القاتلة ! الوهم الرابع : أمة الإسلام

نزار حمود
أستاذ جامعي وكاتب

(Nezar Hammoud)

2023 / 8 / 5
مواضيع وابحاث سياسية


للوهم تعاريف مختلفة ومتنوعة. بعضها يحمل أبعاداً فلسفية وبعضها الآخر يميل للتوصيف العلمي الفيزيولوجي الحسي. ويبدو صحيحاً تماماً بالنسبة لي أن نقول إن الوهم هو الحكم المغلوط أو المشوه على شيء ما أو حالة معينة. كما يمكن أيضا ً القول إنه التصديق والإيمان بمظهر مخادع غير واقعي وغير معبر عن حقيقة الأشياء. يقدم قاموس اللغة الفرنسية المعروف لاروس تعريفاً بسيطاً آخر يبدو مطابقاً للمعنى الذي سيجري عنه الحديث في هذه المقالة. فالوهم وفقاً للتعريف اللاروسي هذا هو وببساطة عبارة عن رأي أو حكمٍ متناسبٍ مع ما يرغب به المرء ويشتهيه لكنه غير مطابق للواقع والحقيقة !
طبعاً وفقاً لهذه التعاريف يبدو واضحاً أن الوهم قد يكون بسيطاً ساذجاً غير ذي نتائج خطيرة مؤذية للنفس أو للغير كما أنه وبنفس الوقت قد يكون خطيراً ومدمراً للغاية. والأمثلة على ذلك كثيرة أدع لقارئ هذه السطور أن يقدح زناد خياله ليجدها حوله في كل مكان وزمان فهي موجودة بالفعل حوله في كل زمان ومكان.
الوهم الذي أرغب بالحديث عنه هنا هو الوهم الجمعي أو المجتمعي. الوهم أو الأفكار الخاطئة البعيدة للغاية عن الواقع والمنطق السليم القويم ونتائج تجارب البشر، التي تحولت بسبب القراءات المغلوطة والمقصودة للتاريخ إلى شعارات كبيرة وأهداف لامعة جرت على الاطمئنان لها والإيمان بها أجيالٌ من شعوبنا المغلوبة على أمرها والمغيبة عن اتخاذ قراراتها المصيرية بنفسها مع ما تبع ذلك من دمار وضياع وهدر دماء! عند هذا الحد تتحول الأوهام شكلاً وتتحد مع اللغة لتغدو جملاً قاتلة. ولا أعتقد أن أحداً منا قادرٌ على الاستهانة بقدرة الكلمة على الفعل والتأثير على مصائر الشعوب والأمم. ألم يقل الله في كتابه الكريم "كُـنْ" فكان له الأمر كما يبغي ويشتهي. أو لم يرد في الكتاب المقدس أن "في الْبَدْءِ كَانَ الْكَلِمَةُ، وَالْكَلِمَةُ كَانَ عِنْدَ اللهِ، وَكَانَ الْكَلِمَةُ اللهَ". من منا يستطيع أن ينكر فعل الكلمة والفكرة في الفعل والتغيير وصناعة التاريخ والمستقبل. إن الأحرف والكلمات والشعارات قادرة على القتل وصنع الموت كما هي قادرة على بعث الحياة في الأجساد والناس والمجتمعات.
لقد تعودنا جميعاً أن نستعمل كلمة أو مصطلح "أمة" باستسهال كبير وكأنها أو كأنه أمر واضح بسيط غير خاضع للمساءلة والبحث. لكن عند التفكير السريع بمعنى كلمة أمة نجد أنه أكثر تعقيداً بكثير مما يبدو عليه.
بداية وقبل الخوض في التعاريف المعجمية والبحث في ما قاله العارفون في شؤون المجتمعات البشرية وتطورها، لا بد من القول إن اللغة العربية، وعلى الخلاف مع العديد من لغات العالم الأخرى، تقدم كلمتان أو مصطلحان بالإمكان استعمالهما للدلالة على نفس المفهوم. هذان المصطلحان هما الأمة والقومية. حيث تأتي كلمة الأمة كما هو واضح جداً، من كلمة الأم للتعبير بأن هذا التجمع من الناس يتحدر من أمٍ واحدة أو أرومةٍ أمْ واحدة وكذا الأمر بالنسبة لكلمة القومية لأن هذه الكلمة تأتي لتقول إن هذا التجمع من الناس يتحدر من جدٍ واحدٍ أو أصل عرقي واحد. بينما نجد في اللغات الحية الأخرى أن هناك اسم واحد يعبر عن المصطلحين معاً هو الـناسيون بالفرنسية أو النايشين بالإنكليزية وذلك للتعبير عن انتساب مجموعة من الناس إلى أصل واحد أو ولادة واحدة أو أصل عرقي واحد. إذاً فلنتفق أولاً بأن كلمة أمة أو الأمة تتطابق لغوياً ومعرفياً مع كلمة قومية. إن هذا الفهم للمصطلح ضروري للغاية كي ننطلق للبحث في موضوع الأمة الإسلامية الذي يشكل جوهر موضوع الوهم القاتل الرابع الذي يجري البحث فيه هنا.
ما هي الأمة / القومية إذاً ؟ الأمة ومن حيث المنشأ التاريخي هي مجموعة من الناس كانت ذات أصل "عرقي" واحد، عاشت في مكان جغرافي واحد محدد بحواجز طبيعية واضحة نسبياً ما جعلها مجبرة نوعاً ما، على المكوث والتشبث في الأرض للتمكن من التعامل والتكيف معها بهدف التغلب على صعوبات العيش فيها أو وربما استصلاحها وزراعتها للتنعم بخيراتها وإنشاء تجمعات حضرية / حضارية مدنية كبيرة فيها.
يبدو من الطبيعي جداً من خلال هذه المقدمة البسيطة للتعريف بمفهوم الأمة أن الجغرافيا أو طبيعة الأرض أمرٌ هامٌ للغاية سيفرض على الناس المنتمين لهذه الأمة أو تلك، نوعَ أو أنواع العمل الذي سيجدوا أنفسهم مضطرين للقيام به كي يتمكنوا من البقاء والعيش والتكاثر. وغني عن القول إن التكاثر هو واحدة من أهم الصفات التي تتميز بها كل أنواع الحياة على الكوكب.
إذا كانت طبيعة الأرض صحراوية قاحلة كان العمل رعوياً وكان المجتمع بدوياً متنقلاً باحثاً عن الماء والعشب، خفيفاً غير محتاج للإنشاءات العمرانية الثابتة الثقيلة وبالتالي مكتفياً ببيوت الشعر والخيم سهلة الفك والتركيب بسرعة لتلبية احتياجاته الخاصة بطبيعة أرضه وحياته وتنقله. طبعاً، من يقول عمل ... يقول فوراً علاقات العمل وطبيعتها وأدوات العمل والتغيرات أو البنى المجتمعية التي تتأتى عنها. الأمر نفسه ينطبق على التجمعات البشرية التي تعيش في مناطق متجمدة قاحلة كما هو الأمر بالنسبة للشعوب أو الأمم التي تعيش قريبة من القطب الشمالي المتجمد. طبيعة الأرض المتجمدة هناك تجعلها تتكيف معها وتعتمد على الصيد والتنقل السريع بحثاً عن تجمعات السمك والفقمة والغزلان الشمالية. أما إذا كانت طبيعة الأرض سهلية خصبة وافرة مصادر المياه كان الأمر مختلفاً تماماً وسيقوم أفراد هذا التجمع من الناس بالتكيف شيئاً فشيئاً باتجاه العمل الزراعي الموسمي واعتماد وسائل الاستقرار وأنواع العمران المعتمدة على المواد الأولية المتواجدة في المكان كالطين والخشب وسواها. وربما استطاع أعيانها في مراحل متقدمة من الزمن والتطور من إنشاء قلاع كبيرة حجرية ومحميات مسورة مركزية يلجأ إليها الناس عند التعرض للخطر الداهم سواء كان من طرف الأمم المجاورة أو أخطار الطبيعة الداهمة. ومرة أخرى، من يقول عمل يقول ... علاقات العمل وطبيعتها والبنى المجتمعية التي تنشأ عنها.
إلى جانب ومن خلال هذه الشروط المذكورة أعلاه ستنشأ في هذه التجمعات البشرية أو الأمم الفتية إن شئت، عادات وتقاليد وطبائع عامة تتسم بها هذه الأمة أو تلك وتختلف بها عن غيرها من الأمم والتجمعات. من الطبيعي أن يتكيف اللباس تبعاً للطبيعة المحيطة. فمثلاً، في الصحراء سيعتمد الناس اللون الأبيض والأقمشة الخفيفة بلباسهم. كما سيحتاجون لغطاء الرأس، رجالاً وإناثاً منعاً لضرر أشعة الشمس اللاهبة القاسية وستكون طبائعهم قاسية عنفية مماثلة في قسوتها لصلف الطبيعة التي يعيشون بها وقسوة العمل والإنتاج فيها. أما في البيئات المعتدلة حرارياً حيث سهولة العمل وبحبوحة ذات اليد، فمن الطبيعي جداً أن يتناسب اللباس مع اعتدال الحرارة وسينوع الناس في ألوان أقمشة ملابسهم وأنواعها تبعاً لاحتياجاتهم كما سيتميزون بلطف المعاملات وسعة الصدر وقبول الآخر المختلف. في المناطق الباردة سيكثر طبعاً استعمال فرو الحيوانات لدرء خطر البرد إلخ ... ومن هنا سيولد اللباس القومي أو الوطني كما نقول اليوم.
أثناء ذلك ستعمل كل أمة، بالضرورة الحتمية، على تطوير لغة خاصة بها يستطيع أفرادها التعامل والتواصل فيما بينهم بفضلها. لا بد هنا من القول إن اللغة هي نتاج معرفي أصيل له علاقة بالأرض والطبيعة المحيطة والتجربة المعاشة. هي وعاء حضاري يختزل تجربة الشعوب المعاشة وتطورها مع الزمن. من البدهي تماماً أن تكون لغة الشعوب التي تعيش في القطب الشمالي مثلاً أقل غنى وتنوع من حيث الأصوات وقواعد الصرف والنحو من لغات الشعوب التي تعيش في المناخات المعتدلة والأراضي وافرة المحاصيل والمياه. وبنفس المنطق، من الطبيعي للغاية أن تكون لغة الشعوب المنفتحة على البحر أكثر غنى وتنوع من الشعوب المحصورة في المناطق القارية المغلقة. لكن وبغض النظر عن مدى غنى أو فقر هذه اللغة أو تلك، فإن اللغة بحد ذاتها هي نتاج واضح مميز للأمة. اللغة هي الذاكرة الجمعية وخلاصة التجارب والمعارف التي راكمتها هذه الأمة أو تلك. لو لم يكن الأمر كذلك لكان هناك لغة جامعة شاملة واحدة يتكلم بها الناس أجمعين من البحر إلى النهر ومن القطب إلى القطب.
ثم سينشأ عن اللغة وتطورها وتفاعلها مع متغيرات الحياة اليومية كم هائل من المعلومات المختزنة في عقول الناس والمعبر عنها على ألسنتهم. بكلام آخر سينشأ لكل أمة تراث ثقافي كبير غني يعبر عن التجارب المعاشة. التراث الثقافي يشمل طبعاً الموسيقا والمسرح والرسم والنحت والرقص والقصة والشعر والأسطورة وكل ما يمكن أن ينتج عن العقل من جمال إبداعي يواجه به الإنسان قسوة الطبيعة وغموض الوجود والمصير البشري. التراث الثقافي صفة أخرى من صفات الأمم. وبدهي هنا أيضاً أن يختلف الإرث الثقافي من أمة إلى أخرى جراء كل ما ورد أعلاه.
أما عن الأكل ... وأنواعه وطريقة تحضيره فحدث ولا حرج. المطبخ مرآة أخرى هامة للأمم وبيئتها وكيفية نشأتها وتطورها ومقدار تحضرها. تعكس وصفات الطعام وفرة المواد المكونة لها في البيئة المحيطة. من البداهة مثلاً أن تكثر الوصفات المعتمدة على الحشائش الخضراء والخضروات الموسمية والفواكة المتنوعة عند التجمعات البشرية التي تعيش في بحبوحة من مصادر المياه والأنهار وتتنعم بمناخ معتدل لطيف بعيد عن الحر والقر. ولا عجب أبداً بالمقابل أن يكثر في البلاد الباردة اللحمَ والدهنَ والبطاطا والملفوف وما شابه ذلك نظراً لقصر فصل الصيف وندرة الخضار والفواكة.
كل هذه العوامل التي تم ذكرها حتى الآن عملت وتعمل على تشكيل الهوية القومية والصفات التي تتميز بها الأمم عن بعضها. لكن ربما كان من أهم العوامل المشكلة للأمم هو عامل الزمن والعيش المشترك. فبعد أن وحدت عوامل الطبيعة بين عناصر الأمة وجعلتها تتشارك بالطباع ونوع الطعام واللباس والبناء والثقافة وطبيعة العمل والعلاقات الضابطة له يأتي الزمن ليشكل المادة اللاصقة التي ستجمع بين الناس أكثر فأكثر. العيش اليومي المشترك يتضمن التجارب التي يعيشها أفراد الأمة مع بعضهم والتي تجمع فيما بينهم وتجعلهم متلاحمين متلاصقين متضامنين. من هذه التجارب مثلاً الأمراض والأوبئة ومنها أيضاً الحروب الدموية والكوارث الطبيعية التي يعيشها الناس ويواجهونها معاً. العيش المشترك لمئات السنين أو ربما لآلاف السنين، يعتبر واحداً من أهم العوامل التي لا بد من توافرها لرص صفوف الأمة وتقوية شعورها بذاتها وتمايزها عن غيرها من أمم الأرض.
ثم نصل إلى عامل الدين الذي هو محور هذا البحث السريع الموجز. الدين أو التفكر في القوى ما وراء الطبيعية كان وما زال مرافقاً لكل التجمعات البشرية منذ نشأتها الأولى أي منذ فكرة الطوطم والتابو وحتى الوصول إلى الأديان التوحيدية المعاصرة كما نعرفها اليوم. مرة أخرى يبدو منطقياً للغاية أن تختلف النظرة إلى الدين وقوى ما وراء الطبيعة أو فهم الناس لفكرة الحياة والموت والثواب والعقاب، تبعاً للبيئة التي يعيش بها الناس والأشياء والظواهر الطبيعية المحيطة بهم. وكلها أديان لها مكانتها واحترامها وأهميتها، كونها تنويعات على وترٍ واحد هو البحث عن الخالق والمعنى الكامن ما وراء الحياة. هل من المستغرب أن تخلتف نظرة سكان غابات الأمازون إلى الذات الإلهية عن نظرة المصري القديم إلى الذات الإلهية وعن نظرة البابلي أوالبوذي أوالياباني أوالصيني لها؟ أعتقد وبحيادٍ شديد أن الطبيعي هو العكس تماماً. أي أنه من بديهيات الأمور أن تكون النظرة إلى ما وراء الطبيعة مختلفة من أمة لأخرى ومن قوم لآخر تبعاً لحيثيات تشكل هذه الأمة أو تلك. يبقى جوهر الدين واحداً لكن تنويعات الدين وتشعبات الطريق المؤدية لفكرة الإله الخالق تختلف تبعأً لصفات وطبائع الأمم. بكلامٍ آخر، يأتي الدين ليكون عاملاً آخر من العوامل المشكلة للأمة مكملاً لها مضيفاً لعوامل لحمتها وتكاتفها وتكافلها، عنصراً رابطاً جديداً. الدين هو عامل من عوامل تشكيل الأمة وليس العكس. لا يكفي الدين لإنشاء الأمة بل هو واحد من العوامل المشكلة لها. قد نختلف في مقدار أهميته ومركزيتها لكننا لا يجب أبداً أن نحصر فهمنا للأمة به.
كل ماورد أعلاه كان عن نشأة الأمم في بداياتها حيث يلعب العرق أو الأصل المورثي الواحد الدورَ الأهم واللبنة الأساسية في البنية الهيكلية للتجمعات البشرية ومن هنا أتى اسم أمة أو قومية كما ورد أعلاه. لكن الأمور تغيرت مع الزمن. والأصل العرقي الواحد الصافي للأمم بات من الماضي. لا توجد حالياً أمة واحدة صافية العرق والنسب. لقد أدى التطور البشري عبر العصور وبالأخص في القرون القليلة الماضية ومع تطور وسائل النقل والمعرفة والاتصال والتواصل والتصادم والتبادل بين الأمم المختلفة التي كانت سابقاً منعزلة عن غيرها بشكل أو بآخر، إلى تمازج الأمم مع بعضها وإعادة تشكلها في كيانات مجتمعية أعلى كالدول متعددة الأعراق والقوميات مثلاً. لكن يبقى لكل كيان جديدٍ معقدٍ من هذا النوع، هويته الخاصة وانتماءه الواضح الذي كان وسيبقى يمانع الذوبان والتماهي مع بقية الأمم. قد تمتزج الأمم مع بعضها لكنها تفعل ذلك لتخرج بهوية قومية جديدة ناجمة عن امتزاج وهيمنة العنصر القومي الأول الأهم والأقوى عددياً ومعرفياً وحضارياً مع العناصر القومية الجديدة التي قبلت أو طلبت اللجوء إليه والاندماج معه. الأمثلة على ذلك كثيرة للغاية. ما يميز فرنسا والأمة الفرنسية مثلاً عن غيرها أكثر من أن يعد ويحصى. اللغة والجغرافيا والتاريخ والعيش المشترك والمطبخ والدين والذاكرة الجمعية إلخ.. كل ذلك أدى لبقاء الأمة الفرنسية صامدة بوجه الزمن رغم دخول العديد من الأمم الأصغر والأضعف عددياً، والعدد هنا مهم للغاية، وثقافياً وقوةً اقتصادية فيها. لقد استوعبت فرنسا العديد من الهجرات الكبيرة والصغيرة وتغيرت حدودها بسبب الحروب والصراعات الاقتصادية والسياسية لكنها حافظت على هويتها وانتماءها ومادتها الوراثية التي تميزها عن سواها من أمم الأرض منذ ما ينوف على ألف عام. نفس الأمر ينطبق على الأمة المصرية. لقد ترك النيل وطبيعة الأرض السهلية الطموية حوله بصمةً لم ولن تنمحي على مر العصور. وعلى الرغم من موت اللغة المصرية القديمة مع وصول عرب الجزيرة العربية والفرض التدريجي للغة العربية على الشعب المصري، وعلى الرغم من انقراض طرق عبادة الآلهة المصرية القديمة سواء كانت هذه الآلهية قمرية أو شمسية، جراء وصول الدين المسيحي أولاً ثم الإسلامي لاحقاً، وبالرغم من استقبال مصر عبر العصور للعديد من القوميات التي دخلت فيها وذابت في ثقافتها، إلا أن الأمة المصرية ما زالت محافظة على نفسها. تستطيع ببساطة وسهولة نسبياً أن تتعرف على الشكل المورفولوجي المصري العام ونوعية الطعام المصري واللغة العربية الدارجة المصرية التي ما زالت تحتوي وبوضوح على آثار كثيرة من المراحل المختلفة التي مر بها الشعب المصري عبر التاريخ.
الأمة الإنكليزية والألمانية والصينية واليابانية والهندية وكل أمم الأرض الأخرى لها نفس المسار بشكل أو بآخر. كلها بقيت متمسكة بهويتها فخورة بها مدافعة عنها. طبعاً لا بد هنا من المرور السريع هنا على مفهوم الدولة الوطنية الحديثة أو الدولة الأمة الحديثة حيث درجت الأمم في القرنين الأخيرين على الأقل، على أن تأخذ شكل الدول الوطنية أو الدولة - الأمة. هناك من الدول من استطاع أن يحتوي جغرافياً، عبر رسم الحدود الفاصلة القاطعة، على الأمة / القومية بشكل كامل وهناك من الأمم من فاضت ديموغرافيتها وتجاوزت حدودها الجغرافية الطبيعية لتتوزع على ما جاورها من دول وطنية أخرى. كما أن هناك من الأمم من لم يستطع أن يشكل دولة وطنية له حتى يومنا هذا. في الحقيقة تستحق هذه الفكرة بحد ذاتها ،أي فكرة الدولة الوطنية / القومية مقالاً بحثياً خاصاً بها لما لها من أهمية كبرى في فهم مجريات الأحداث والصدامات والحروب التي جرت وتجري أحداثها الآن على غرار الحرب الروسية الأوكرانية اليوم.
جديرٌ بالذكر أن القوى الكبرى حاولت كثيراً عبر التاريخ أن تمحي الانتماءات القومية / الوطنية الصغرى الأضعف، لتدمجها ضمن كتلة عابرة للقوميات أو الأمم لكنها فشلت بذلك مراراً وتكراراً بدءاً من روما العظمى وصولاً إلى الإتحاد السوفييتي والولايات المتحدة الأمريكية. فشلت لأن الهوية القومية واحدة من مقومات الأنا العميقة للبشر التي لا يستطيع الإنسان الاستغناء عنها أبداً. سيبقى الفرنسي فرنسياً والألماني ألمانياً والسوري سورياً والجيورجي والأرمني والمصري إلخ ... رغم كل محاولات الدمج والمسح والعولمة التي نسبح بها اليوم واعيين أم غير واعيين لذلك.
كان هذا عن الكلمة الأولى في وهم مصطلح "الأمة الإسلامية" القاتل فماذا عن الكلمة الثانية أي الإسلامية؟
ما هو الإسلام إذاً ؟ هل هناك تعريف واحد أو فهم واحد للإسلام عبر التاريخ والجغرافيا؟
في الواقع وبعيداً عن الموقف من الإسلام وواقع المسلمين اليوم يبدو من الضروري أن نعترف ونقر أن الإسلام قد تشظى وانفجر منذ فجره وحتى اليوم، إلى العديد من "الإسلامات" المختلفة كثيراً أو قليلاً عن بعضها، المتناحرة فيما بينها والمتقاتلة حتى الدم ونفي الآخر ورفض حقه في أبسط الأمور أي في الوجود والحياة.
من المعروف للجميع أن هناك فرعان رئيسان للإسلام هما الفرع السني والفرع الشيعي. إن الخلاف بين هذين الفرعين كبير وعميق وقديم للغاية. كبيرٌ لأن الشق السني يعتقد أنه الممثل الأكبر والأهم للإسلام وأنه لا وجود لسواه أو كي نكون أكثر دقة، لا وجود شرعي لسواه في عالم تفسير وفهم ما وراء الطبيعة. وجهة نظر الإسلام السني الرائج هي الحقيقة المطلقة وأصحابها هم الفئة الناجية التي ستدخل الجنة دون سواها من أنواع الإسلام المختلفة بل وكل أنواع الأديان الأخرى على وجه الأرض. من هنا أتت مقولة أن المتضمن اللغوي لكلمة مسلم، لوحدها دون تحديد المذهب، يقصد به ويفهم منه مباشرة المسلم السني حصراً دون سواه!
الخلاف عميق لأن كلا الفرعين الرئيسسين يتبادلان التكفير ورفض النظرة اللاهوتية للآخر. الأمر لا يتعلق فقط بالعبادات والمعاملات بل يتعداها ليصل لفكرة الإله ورسالة الإله نفسها. الله في عالم السنة أرسل الرسول لإبلاغ الرسالة التي تمت بوفاة هذا الرسول ولم يتبق على العباد إلا اتباع ما أمر به الله ورسوله في تلك الوهلة من الزمن. بالنسبة لهم، لقد نزل الوحي على الرسول ثم انقطع وانتهى الأمر واكتملت صورة الدين وتمت النعمة والرضى بالإسلام. أما عند الشيعة فالوحي الإلهي وإن انقطع بصفته المباشرة إلا أنه ما زال مستمراً بشكل غير مباشر من خلال ما يسمى بالإلهام أو النكت أوالتحديث أي من خلال أشكال التواصل مع الملائكة والذات الإلهية نفسها. هذا النوع من الاتصال مع الخالق لم ينقطع بل استمر من خلال الأئمة والأولياء الصالحين بدءاً بالحسين ابن علي ثم علي زين العابدين وصولاً للإمام المهدي المنتظر الذي سيأتي ليملأ الأرض عدلاً في آخر الزمان. الأمر ليس بالسطحي إذاً بل هو عميق للغاية.
ثم الخلاف قديم ... لأنه بدأ فور وفاة الرسول عندما ذهب الخليفة الأول أبو بكر الصديق وأمير المؤمنين الأول عمر ابن الخطاب برفقة أبي عبيدة ابن الجراح إلى سقيفة بني ساعدة كي يدافعوا عن حقِ قريش بالخلافة في وجه الأنصار بعد أن طالب هؤلاء بأن تكون الخلافة لهم حصراً لأنهم هم من ناصر الرسول محمد ومنعوا عنه ظلم قريش. بينما كان هؤلاء ينافحون الأنصارَ الأحقية في الخلافة وفكرة الإمارة والوزارة أي الأبعاد المادية السياسية المدنية للحكم القادم بعد انتهاء فترة النبوة، كان أهل الرسول وأقرباءه يغسلون جسده الميت ويعدونه للدفن. يقال إن خلاف سقيفة بني ساعدة لم يحسم إلا بقوة السيف وسفك الدم وإن اختلفت تفاصيل الرواية. إذاً لم يكن الخلاف حول الأفكار العقائدية اللاهوتية بل كان خلافاً مادياً بحتاً أرضياً. ولم يحدث متقدماً أو بعيداً زمنياً عن فجر الدعوة بل أتى مباشرة بعد موت المؤسس الأول وقبل أن يبرد جسده ويودع في مثواه الأخير.
الخلاف إذاً قديمٌ وقديم جداً وعميقٌ وعميق جداً وكبيرٌ وكبير جداً. لكن إذا تناسينا هذا الخلاف والاختلاف القديم والعميق والكبير بين شقي الإسلام الأهم عددياً وفقهياً وتساءلنا ترى هل توقفت الأمور عند هذا الحد ؟ أبداً ... لقد استمر الخلاف والتشظي بعد ذلك ومع مرور الزمن. والمقصود بالخلاف هنا هو التشظي عبر الحقب المختلفة سواء كان هذا التشظي عقائدياً لاهوتياً أم دنيوياً سلطوياً سياسياً.
في المعسكر السني هناك المذهب المالكي نسبة لمالك ابن أنس والحنفي نسبة لأبي حنيفة النعمان والشافعي نسبة لمحمد ابن إدريس الشافعي والحنبلي نسبة لأحمد ابن حنبل والظاهري نسبة للإمام داوود بن علي الظاهري. هذا من الناحية الفقهية. أما من الناحية العقائدية فهناك الأشاعرة والماتريدية والإباضية و المعتزلة والصوفية والجهمية والجبرية.
في المعسكر الشيعي هناك أربع تيارات رئيسية هي الإمامية والعلوية والزيدية والإسماعيلية. يشتمل تيار الإمامية على الإثنا عشرية والأصولية والإخبارية والشيخية. كما يتضمن تيار الإسماعيلية على الدروز والنزارية والمستعلية أو البهرة. كما يتفرع التيار العلوي والزيدي إلى عدة تفصيلات وتشعبات يضيق بها فضاء هذه المقالة.
يضاف إلى ذلك أن هناك العديد من الطوائف والفرق التي انقرضت ولم تعد موجودة في أيامنا هذه مثل الكيسانية والقرامطة و الحشاشون والوقفية والمستعلية والجارودية وسواها مما تزخر بأخباره وتراجمه وأسماء أعلامه كتب التاريخ الإسلامي المختلفة.
طبعاً، ليس الغرض من هذا البحث عرض كل تفصيلات العالم الإسلامي وفرقه وطوائفه، بل توضيح أن دين الإسلام كان قد تشظى بالفعل وانقسم على نفسه مرات عديدة عبر التاريخ. وكي تكتمل الصورة لا بد من القول أن هذا الأمر أي أمر التشظي والانقسام ليس خاصاً بالدين الإسلامي. لقد تعرضت كل الأديان سواء كانت توحيدية أم غير توحيدية لنفس هذا الأمر. البشر مختلفون بطبيعتهم تبعاً لعوامل عديدة يأتي على رأسها انتماءاتهم الأممية القومية ومصالحهم وثقافاتهم المختلفة، ومن شأن هذا الاختلاف بطبيعته أن ينعكس على البعد ما وراء الطبيعي اللاهوتي وعلى فهم الناس لحقيقة الموت والحياة. ما هو غير طبيعي في حالة الإٍسلام هو ذلك التمسك القاسي غير القابل للنقض بفكرة أن المسلمين هم خير أمة أخرجت للناس، وذاك التمترس الشديد العنفي الجاهلي خلف الأنا الدينية ومن ثم التعصب القبلي القاتل للذات أوللطائفة والملة. لدى المسلمين خيرُ كتاب جامع لكل العلوم والمعارف والاكتشافات الحديثة، وخير وخاتم الأنبياء وأفضل لغة على وجه الأرض. العمارة إسلامية والحضارة إسلامية وشعوب الأرض كلها يجب أن تدين بدين الإسلام وإلا فهم كفرة وجب قتالهم شرعاً. هم شعب الله المختار كما يقول اليهود عن أنفسهم !
لقد تشظى الدين المسيحي وانقسم إلى طوائف ومدارس عقائدية وفكرية كثيرة للغاية، دخلت هي أيضاً في الماضي في دوامة العنف والتعصب والتزمت لكنها خرجت منها من خلال ترسيخ مفاهيم حرية المعتقد والتعبير وإعلاء مفاهيم حقوق الإنسان إلى مستوى ما فوق "دستوري" والتعامل مع حرفية النص المقدس على أنها جزء من تركيبة الأمم الثقافية لكنها لا تمثل الذات البشرية بحد ذاتها ولا يجوز أن تحكم وتتحكم بدقائق الحياة المعاصرة التي اختلفت اختلافاً جوهرياً كبيراً عن زمن وحيثيات نزول النص. نفس هذا الأمر تعرض له الدين اليهودي ومن المعلوم للجميع أن هناك تعصباً هائلاً بين طوائف هذا الدين وأتباعه لكن هذا الخلاف لم يرق لمستوى الاقتتال ونفي حق الآخر في الحياة بين أفراد الدين الواحد.
إن التعصب القاتل الجاهل المتخلف للطائفة والعشيرة والقبيلة قد قسم الدين الإسلامي إلى إسلامات متعددة عصية على التمازج والتزاوج والعيش بسلام جنباً إلى جنب مع بعضها ومع باقي الأديان والشعوب الأخرى ومن هنا جاء مفهوم دار السلام ودار الحرب الذي تغص به كتب "التراث" الإسلامي. بكلام آخر وببساطة، لقد تشظى الإسلام إلى إسلامات عديدة مختلفة عن بعضها جوهرياً.
في جوابه على أنواع الفرق الإٍسلامية يقول أحد فقهاء المسلمين في كتاب شرح العقيدة الطحاوية ما يلي "هناك فرق تنتسب للإسلام وفرق إسلامية، فالفرق التي تنتسب للإسلام وهي من الفرق الكافرة مثل الباطنية والإسماعيلية والبهرة والأغاخانية والنصيرية والدروز وهكذا غيرهم من أصحاب العقائد الباطنية، فهؤلاء كفار ولاإشكال في ذلك. فهم ليسوا من المسلمين أصلاً، فهؤلاء فرق منتسبة للإسلام وهم غير مسلمين. وهناك فرق تسمى فرقاً إسلامية، يعني أنها فرق ظهرت في المسلمين، لكن ظهرت ببدع، هذه البدع لم تخرجهم عن دائرة الإسلام. ويدل على ذلك قول النبي ’صلعم‘ ستفترق أمتي على ثلاث وسبعين فرقة. هذه الثلاثة والسبعون هم هؤلاء الفرق الضالة الذين هم من هذه الأمة، كما قال الرسول ’صلعم‘ لكن الناجي منها واحدة فقط، وهي كما بينها الني ’صلعم‘ من كان على مثل ما أنا عليه اليوم وأصحابي". طبعاً الفرقة الناجية بالنسبة لهذا الشيخ العبقري هي فرقته هو بغض النظر عمن يكون وعن ماهية الفرقة التي يتنتمي إليها !
إضافة لكل ما تم ذكره أعلاه هناك اليوم، ونحن نعيش في القرن الواحد والعشرين، كتلة هامة جداً من المسلمين الذي اقتنعوا بأن الإسلام في نهاية الأمر هو مبادئ أخلاقية عامة يتفق بها ومن خلالها مع كل الأديان الأخرى. هم يرون أن الدين أمرٌ خاص جداً وأنه يجب أن يبقى كذلك بعيداً عن الشأن العام الذي يجب أن يكون العمل به متاحاً للجميع بالتساوي على اختلاف انتماءاتهم الدينية. هناك الكثير من المسلمين الذين تركوا العبادات واكتفوا بالجانب الروحي من الإسلام. كما أن هناك من رفض فكرة الخلق الديني السائدة وآثر فكرة الإلحاد.
إذاً واقع حال الإسلام اليوم أنه عبارة عن إسلامات متعددة ومتنوعة ومختلفة. ولن يتوحد حال المسلمين حتى يوحدوا نظرتهم الفقهية والتفسيرية لتاريخهم وتراثهم الديني، وهم بطبيعة الحال لن يفعلوا ولن يستطيعوا أن يفعلوا لاستحالة هذا الأمر. بل من المنطقي للغاية أن نقول إنه ما من داعي أبداً أن يفعلوا ذلك. كل المطلوب منهم أن يقبلوا بواقعهم هذا ويبتعدوا عن تقاذف الاتهامات بالكفر والزندقة والعمل على إشاعة العنف وقتل الآخر المختلف. الإسلام اليوم إسلامات مخلفة متقاتلة ومتناحرة. إن خمدت النار في مكان شبت والتهبت في مكان آخر من المساحة الشاسعة التي امتد إليها هذا الدين. من الصين وأندونيسيا شرقاً مروراً بأفغانستان وإيران وباكستان والعراق وصولاً إلى جزر القمر وجيبوتي والنيجر والتوغو غرباً.
إن مفهوم الأمة وتشكل الأمة والانتماء للأمة أعمق وأكبر بكثير من أن يقبل الاختزال إلى عامل واحد هو عامل الدين، أو عامل اللغة، أو عامل اللغة والدين معاً ! فما بالك إذا كان هذا الدين متشظياً لأديان فرعية كثيرة كارهة لنفسها ولغيرها.
هناك العديد من الأمم المنتمية إلى الدين المسيحي لكها تبقى مختلفة عن بعضها عمودياً وأفقياً ولم يخطر ببال أحد من أفرادها الدعوة إلى ضمها تحت لواء الأمة المسيحية. كما أن هناك العديد من الأمم المتشاركة باللغة والدين معاً لكنها تبقى أمم مختلفة عن بعضها معتزة وفخورة بتاريخها وحضارتها وثقافتها المتميزة الفريدة. الأمثلة على ذلك كثيرة للغاية أترك للقارئ أمرالتفكر بها والبحث عن تفاصيلها. ربما كان الدين اليهودي هو الدين الاستئناء الوحيد الذي حاولت الحركة الصهيونية العالمية أن تجعل الانتماء له انتماءً أممياً وهو ما يُجمع على استنكاره مجموع باقي أمم الأرض المختلفة. الكيان الصهيوني كان وسيبقى الاستثناء الأهم وهذا واحد من أهم أسباب ضعفه وتفتته وفناءه القادم لا محالة. الخلاف بين اليهود الأشكيناز واليهود السلاف واليهود اليمنيين والمغاربة إلخ .. ضمن دولة إسرائيل أقوى بكثير من أن يمكن تناسيه والتغافل عنه لكن لهذا الأمر بحث ونقاش آخر.
بإمكانك اليوم تغيير دينك بسهولة لو رغبت بذلك لكنك لا تستطيع ولو أردت، تغيير جلدك أو لون عيونك أو تاريخك أو الأرض والأمة - القومية التي تنتمي إليها.
خلاصة القول، إن الحديث عن الأمة الإسلامية وهمٌ كبير درجت على استخدامه والتنفع من وراءه جماعات الإسلام السياسي التي تدعي زوراً وبهتاناً تمثيل الإسلام والمسلمين وهو أمرٌ من ثامن المستحيلات، وليس سابعها، لعدم تجانس الإسلام والمسلمين! كيف تستطيع تمثيل كل المسلمين وكلٌ يغني على إسلاماه الكاره والرافض والمعادي لباقي الإسلامات الموجودة على الأرض. يكفي أن تنظر لعمق الخلاف السياسي بين إيران والسعودية لتعرف مدى استحالة ذلك.
الأمة الإسلامية وهمٌ كبير قاتل آخر تعاني منه الشعوب الناطقة باللغة العربية. وهمٌ أريقت على جوانبه الدماء وما زالت تراق. لن تستطيع الشعوب الإسلامية التقدم والازدهار ما لم تتخلص منه جذرياً. أنت سوري أو مصري أو فيليبيني ... أولاً ثم أن مسلم أو مسيحي أو أي شيء آخر ثانياً.
لقد قالها رواد النهضة "العربية" في أواخر القرن التاسع عشر وبدايات القرن العشرين. لقد توصلوا لنفس هذه النتيجة. ما تم طرحه في هذه المقالة السريعة معروفٌ منذ ما يزيد عن المائة عام. الدين لله والوطن للجميع.
الوطن هو الذي تحدده حدود الأمة وجغرافيتها وثقافتها ولغتها ومصالحها وتاريخها وعيشها المشترك وكل ما عدا ذلك أوهام قاتلة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. عمليات بحث تحت الأنقاض وسط دمار بمربع سكني بمخيم النصيرات في


.. مظاهرات في تل أبيب تطالب بإسقاط حكومة نتنياهو وإعادة المحتجز




.. رغم المضايقات والترهيب.. حراك طلابي متصاعد في الجامعات الأمر


.. 10 شهداء في قصف إسرائيلي استهدف منزلا في حي النصر شمال مدينة




.. حزب الله يعلن قصف مستوطنات إسرائيلية بعشرات صواريخ الكاتيوشا