الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


رواية ( تمزقات . . في ارض موحلة بالأكاذيب ) / عملي الروائي قبل الاخير ، 2021 - رواية غير منشورة / ح ( 13 )

أمين أحمد ثابت

2023 / 8 / 5
الادب والفن


بقدرة سحرية فيما يجري لفعل ساحر عير مرئي . . يخرج الناس التابعين للقمة العيش تحت أي وضع يحكمون فيه ، يخرج فجأة عن غير عادته . . بتفجر حاشد مالئا الشوارع . . عفويا وبدون مقدمات . . لإسقاط الرئيس ونظام حكمه الفردي المستبد الفاسد . . سلميا – إلى الليلة السابقة لنهار 11فبراير2011م . . لا أثر لغليان شعبي . . حتى يلمس خفية ، لا صوت سمع من احزاب المعارضة او من نافذ شريك في الحكم ينزع للاستئثار بالحكم بعد الاطاحة بالرئيس والقعود على كرسيه . . بغطاء ثورة شعبية من اجل التغيير وانهاء الفساد وبناء دولة مدنية ضامنة تقوم على تحقيق العدالة الاجتماعية على اساس المواطنة الواحدة ، تقوم على سيادة الدستور والقانون ، تخضع لهما الدولة كالمجتمع ، أي مسئول فيها من اعلى درجة الى ادنى واحدة منها خاضع للمحاسبة . . مثل أي فرد من المجتمع – بين ليلة وضحاها دون مقدمات او مؤشرات . . ينتفض الشارع بالمظاهرات والاعتصامات والعصيان المدني السلمي – ثورة الصدور العارية ، ثورة الشباب المراهق ، لا حزبية ولا احزاب ولا رموز قيادية ، ثورة شعبية عفوية سلمية في مواجهة الترسانة العسكرية بولائها المطلق للرئيس ، المحسوب قدرتها عربيا من حيث الحجم العددي البشري الكبير والعتادي والتجهيزي المعاصر . . ما يجعل تصنيفها قيمة او قوة ضمن جيوش الصف الاول من البلدان العربية – احرقت ساحات الاعتصامات ودمرت ، اغرق المال القطري . . التركي والايراني والتسلحي الايدي المخفية للمنظمين السياسيين للغطاء الشعبي المنادي بإسقاط الرئيس ونظامه الفاسد ، أيدي التنظيمات السياسية الدينية . . لامتطاء الحدث وتفريخ مليشيات مسلحة يجري اعدادها لأهداف سرية ، كبديل لجيش النظام السابق وجيش احتياطي مكون من مليشيات غير نظامية وخلايا قتل نائمة . كانت اللعبة الدولية المصرة على استقالة الرئيس وخروجه الامن ومن معه وبكل الاموال المنهوبة . . تجابه بعند صالح ، البلد قد وصلت الى فراغ دستوري مطلق ، كل سلطات الدولة غير شرعية وفق الدستور . . ولا حل إلا بتمديد توافقي للرئيس والبرلمان كمحدود الصلاحيات . . إما لمرحلة انتقالية تقبل المعارضة الشراكة في الحكم او كفترة اعداد ستة اشهر لإعلان قيام الانتخابات العامة لمنصب الرئيس والبرلمان . . يدعو اليها الشعب – لم تعد امريكا رأس رمح النفوذ الخارجي تحتاج لألاعيب صالح الناقضة للعهود والمواثيق . . عبر تحوير مجريات اللعبة الداخلية – كما اعتادت عليه من قبل - اكثر من اثنتي عشرة سنة من اعلان العالمي . . اليمن دولة فاشلة ، ومتكرر اخلائه بالتزاماته الدولية تجاه الفساد وعمليات الاصلاح وترك الانفراد بسلطة الحكم وقبول التعامل الواقعي الفعلي لمبدأ شراكة الاطراف السياسية الاخرى بالحكم معه وحل الخلاف بالحوار السلمي – سياسة التراخي الغربية أركبت صالح الوهم بأن ما يجري من الضغوط عليه ونظامه أمر مألوف لديه ومعتاد عليه . . ولن تغير شيء من حقيقته الواقعية كمنفرد مطلق على الحكم – كانوا هم انفسهم من هيأ له هذا وثبتوه – هناك تغيرات خطيرة قادمة . . ربما تصل الى تغيير خارطة المنطقة والحكام والانظمة ؛ بح صوتك والتهبت اصابعك وعمودك الفقري من كثر الكتابة . . ولا مجيب – انت تكثير من الفلسفة والتوهمات . . يا دكتور . .عبدالواحد – لن تكون اكثر نبذا واستعداء مما لاقوه الانبياء ؛ هو ما كنت تطفئ فيه حرقة نفسك من وقت لآخر ، حين كنت تجد نفسك وصدى نبرات صوتك فيما تتوقعه يضج ثم يتلاشى سريعا . . في يباب ارض قاحلة . . خالية من الحياة غير حواجز صخرية شديدة العلو متقابلة تعبر من بينها - لم يع صالح متغير سيناريو اللعبة للمدير الخارجي ؛ صار لزاما خروجه ودعوى سقوط النظام . . لكن النتائج الضمنية لن تتغير بالنسبة له او عليهم . . بل ستكون افضل – عليه التماشي معها ، خاصة وقد ضمن له الخروج المشرف الامن وبكامل مطالبه وشروطه - لن يكون التغيير إلا شكليا ، وبرسم مسرحي ظاهره دراماتيكي وجوهره كوميدي ساخر منا ، تتساقط في العرض المسرحي الجديد . . اوراق من قيادة حزبه الحاكم ومن رجال الصف الامامي من دولة حكمه ، فهم ذاتهم بنفس المرتبة القيادية في الجانبين وذات الطبيعة المصنفين على اساسها ، عسكرية ، قبلية ، دينية و مدنية إدارية – لم يدرك لعبة التوهيم الظاهري لسقوط النظام بإرادة شعبية سلمية يرتضيها ويقتنع بها . . كما يقتنع وبإطلاق بتلق بصري الجمهور الحاضر عرضا سحريا لساحر . . كحقيقة لقدرة فعله في اخفاء انسان او خلق شيئا من العدم – في مسرح الواقع الجديد ينظم انسحاب رموز اساسية من نظام الحكم الساقط لتنظم مع ثورة الشعب ، لكن ما لا يتنبه العقل له بقاء القوى العسكرية الضاربة والامنية القابضة تحت ايدي اولاد واخوة وابناء اخوة الرئيس المخلوع سلميا . . حتى بعد قبول تسليمه للسلطة سلميا . . بحماية الاشراف الدولي وسوط الفصل السابع – جنون العظمة والغرور انساه كغيره من حكام بلدان الربيع العربي أن يلاعب بخفة ومهارة بلدان مركز النفوذ الغربي على العالم ، متناسيا بجهالة حقيقة موقعه من اللعبة . . أنه ليس اكثر من مدير فرع موكل من مجلس ادارة المركز . . ليس عليه سوى اتباع ما تتلى عليه من املاءات وقواعد يدير فرعه من خلالها او يستبعد بخروج غير مشرف . . خاسر بالنسبة إلى شخصه - سلم العلم لنائبه المعين شفويا دون قرار من بعد 1994م وهو نائبه في تنظيم المؤتمر الشعبي المعروف بالحزب الحاكم . . ولم يسلم السلطة . . بحكم اممي – التذاكي افقد صالح تشريف مجلس الادارة العالمي له كأب روحي اي جد فاذر لتجربة التغيير الديمقراطية رغم انها تقوم على خلعه ونظامه – كانت المعالجة النصية الغربية للمسرحية . . بقدر ما تغلق باب خروج صالح ونظامه كما سنراه بصريا . . فإنها تفتح بابا مواربا عن لحظنا . . يمنحه ذريعة الولوج مجددا الى صدر المسرحية في واقعها الجديد الافتراضي ، أي العودة الى سلطة الحكم الجديدة . . كمنقذ بعد تخليق ظروف صراعية بين اطراف الشراكة وإنباء بالفشل ، أو إذا ما جنح حزب اصلاح الاخوان المسلمين نحو التنصل عن الالتزام بما اتفق عليه معهم مقابل تسليمهم سلطة الحكم في بلدان الربيع العربي – أما الاشتراكي بقيادته اظهر التزامه الوظيفي في اداء عمله المطلوب منه وانتظاره نيل المكافأة التي ستقدر تحفيزا له ولإخلاصه لمرؤوسيه . . ما دام اخذ التحذيرات القبلية الموجهة إليه . . أن الخروج عن ما رسم له من دور أن يلعبه . . سيعتبر غير ديمقراطي وانه ما زال في ثوبه الثوري القديم . . ما سيجعله خاسرا ومستهدفا على الدوام – وتحتوي الصياغة المحدثة على النص المسرحي افتراضية الفلاش الاشتقاقي الافتراضي ما إذا ظلت هناك معارضة شعبية واسعة ضد عودته للحكم ، يعد ابنه الكبير المفرخ امريكيا كمنقذ للتجربة ويحتفظ به ابا روحيا عصاميا لثورة التغيير . . يرجع إليه للاستشارة عند الضرورة . . فالابن المنقذ المعلن وقوفه مع ثورة الشعب . . لا يتحمل وزر فترات حكم والده – التي تنصل عنها والده نفسه وطلب الصفح من الشعب – هو نفس المخطط المسرحي باختلافات الخصوصية بين اليمن ، سوريا ، ليبيا ومصر – كان انحراف صالح بتهذيب امريكا . . خاصة بعد عام من السيطرة المنفردة المطلقة لمرشد الاخوان المسلمين على النظام الجمهورية في مصر . . ولم يكن الرئيس مرسي إلا واجهة للحكم . . واتباع توجيهات المرشد في اعلانه في اجتماع قمة الدول الاسلامية الاشهار ببدء العمل نحو تأسيس دولة الخلافة الاسلامية . . مع دخول تركيا حاضنة تاريخية اقليميا للثورات الوليدة – عدلت اللعبة الدولية بإحراق تنظيمات الاخوان المدعومة بتصدر ثورات الربيع العربي واستلام نظام الحكم بغطاء شعبي . . بإسقاطها مجددا وبمطلب شعبي وجر تركيا وقطر خارج المعادلة الاقليمية ، كان قد سمح دخول الجانب الروسي كداعم للنهج الدولي المغير للمنطقة امريكيا . . كحاضن لانقلاب عسكري بمطلب شعبي في مصر . . نجح بإسقاط حكم الاخوان واجتثاثهم – كان التركيز على مصر واليمن بدرجة اساسية واعطاء تونس والجزائر للدور الفرنسي لإدارة اللعبة ، وتجاه رد الفعل التركي الرافض لتقليص نفوذه الذي كان موعود به سابقا مقابل ابهات دور ايران الاقليمي النازعة لامتلاك السلاح النووي . . اعطي الروس دور ادارة ملعوب ثورة الربيع السورية بعد نجاحها في مصر . . لتخفيف وحشية القبضة العسكرية والعنف لنظام الأسد الابن تجاه الرافضين شعبيا لبقاء حكمه – بقدر ما اتفقت روسيا الامبريالية والنهج الامريكي على إبهات قوى اليسار الثورية من العودة الى الحكم ، بعد املاءات سرية عمل مع قادة احزاب اليسار المالكين لقوة القرار فيها على الالتزام ضمنيا بأداء الدور المنوط بها كموجه غير معلن للأدبيات السياسية والشعارات والبرامج النظرية وتنظيم عمل الاعتصامات والتظاهرات الشعبية على اساس سلمي يكبح نزعات الجماعات الاسلامية للمواجهة المسلحة وامراء الحرب المدعومين من قطر . . مع اعطاء مساحة من الحرية التعبيرية للنفس الثوري اليساري لبناء التحول نحو الديمقراطية والشراكة التعددية في الحكم – هو ما تعرفه حين كنت المسئول السياسي والثقافي للحزب الاشتراكي ومقرر لقاء احزاب المعارضة ورئيس لجنة الساحة والنائب لأعلام ساحة الحرية بتعز – كنت من كتبت وقرأت اول بيان اعلان الاعتصام لثورة شعبية سلمية في اليمن – كان الوهم الامريكي بتكليف المبعوث الاممي الى اليمن بإدارة اللعبة بطريقتهم في استخراج قوة سياسية باهتة مشاركة في الربيع اليمني . . من المعارضة . . ولا تكون من اليسار الثوري او الناصري التقليدي . . يفضل أن تكون محسوبة من اليسار الديني – وهم ضلل البيت الامريكي في الاستفادة من تجربة العراق في تمكين الشيعة اداة مقابلة لتجريف التنظيمات السياسية السنية . . ذات الجناح العسكري المسلح الذي كان متعايشا داخل نظام الحكم الساقط منذ القديم . . واستعداده لاستلام الحكم باسم الشعب راهنا ، الى جانب مزاوجتها النسبية مع مؤشرات لبنان في تقبل مثل هذه القوى من استخدام مخلفات كل الاحزاب ككوادر منتفعة مع حكمها ، لم يكن هناك خوف من تسيد هذا النبت سياسيا كمنقلب على الدولة الانتقالية المسلمة لنائب صالح لمدة عامين ، الممددة امميا تحت الاشراف الدولي وحتى الانتهاء من اقامة الانتخابات ووضع اصلاحات الدولة التوافقية الجديدة المستبعدة ولوج الحرب في اليمن ليرفع عنها لاحقا الفصل السابع ، فهي اقلية لا تذكر من وزن المذهب الزيدي التعايشي مع مختلف المذاهب . . من حيث الحاضنة القبلية والمناطقية الطائفية ، كما وأن اليمن بعيدة عن ايران . . لنبت ذراع جديد قوي لها يضاف الى لبنان والعراق وسوريا . . ولا تشكل خطرا على مشروع التحول السعودي المستبدل موضعه اقليميا كبديل لتركيا ، كما وأن تمكين هذه المجموعة للقفز الى الصادرة في المشهد اليمني السياسي . . يمكن من تثبيت مشروع محمد بن سلمان الانفتاحي للسعودية مقابل الارث الثقيل الذي يحتوي عليه البلاط الملكي السعودي والاسرة الحاكمة من سيطرة النهج الوهابي عليها كإرث منذ التأسيس الاول للدولة السعودية – كان التساهل الساذج مع صالح بعدم اخراجه من اليمن او منعه من ممارسة السياسة كرئيس شرعي تم الانقلاب عليه خارجيا – رغم استقالته بإشراف دولي مقابل حمايته ومن معه من اية مساءلة كانت عن فترات حكمه - وتحرير كامل الجيش من الولاء لشخصه . . حول الاوضاع بعدها بشكل دراماتيكي من اللحظات الاخيرة من توافق الشراكة والتحول السلمي لقيام دولة نظام الحكم الى منزلق الحرب ، حيث دأب صالح نكاية بحليفيه الامريكي والسعودي و . . الشعب الذي هيء له بأنه كان مؤلها وراكعا له أن يلعب سريا مع الحوثيين بإدخال القبائل من اتباعهم كإعلان حالة انقلاب على بديله كرئيس توافقي عبر انتخابات توافقية شكلية عليه كمرشح وحيد ، تحت ذريعة انتهاء فترة شرعيته وكونه محللا لتصدر الاخوان المسلمين كقابضين على نظام الدولة القادمة ، تدخل المليشيا القبلية المنقلبة لتجد صنعاء مفتوحة لها دون مقاومة عسكرية . . حتى الحراسة الشخصية للرئيس ، لتوضع كل القوى العسكرية النظامية واحتياطها القبلي غير النظامي ظاهريا كملحقة بالانقلاب الوطني لمجلس ثوري ضد العمالة لمجلس التعاون الخليجي – أكانت سذاجة تقدير أمريكيو- سعودي اماراتي . . أم كان دهاء تجريبيا لمسمى الفوضى الخلاقة . . لإحداث تغيير بنيوي لليمن على الصعيد الاجتماعي . . يخلق واقعا مستقبليا تنتهي فيها احزاب اليسار الثورية وشعارات التوحيد المجتمعي بمسمى الوطنية المستقلة ، لتستبدل كقوى وافراد وظيفيين لأداء ما يطلب منهم لتحقيق المتطلبات المرسوم لها التحقق كضرورة المرحلة – هو ذاك ما توصلت إليه . . ولم يستمع لصرخاتك وكتاباتك احد ، انكشف لك بعد سقوط صنعاء وهروب الرئيس التوافقي منها ، وقبلها كذبات مالكي القرار للاشتراكي بعدم دخولهم شركاء في اول حكومة ، التي سيطر عليها حزب الاصلاح وبقايا النظام السابق الموالي ظاهريا للدولة الانتقالية ، حين فوجئت وجود ممثلا ثالثا باسم الاشتراكي في كافة مؤسسات الدولة . . ولم يكن احد منهم له تاريخ حضور حزبي . . بقدر ما كانوا متحولين الى المؤتمر من بعد 1994م او من اصول بعثية بمسمى الاشتراكي ، تقدم على رأسهم وزيرين باسم الحزب . . تم تحديدهم شلليا على اساس الموقع القيادي لقوة القرار الحزبي . . دون وجود مفاضلة النوعية والكفاءة والاستحقاق على الصعيد الداخلي الحزبي للكوادر – عفوا دكتور ، قلتم باجتماع حزبي للجنة المركزية . . اعلان رفض الحزب المشاركة في حكومة باسندوة ، لكني وجدت لا يوجد موضعا قياديا في اية وزارة او مؤسسة إلا ويوجد عن الحزب عنصرا في موقع قيادي الى جانب كل من الاصلاح ومؤتمر الرئيس – لم يخرج قرارا واحدا من الحزب لتزكية احد . . ولا حتى رسالة بتوقيع مني كأمين عام للحزب ، كلها تعيينات جرت عبر علي محسن وعبدربه – طيب ما الحادث ، في الآونة الاخيرة اصبح كل الدعم من الحزب يأتي الى تعز . . حتى بنزول شخوص من المكتب السياسي او الامانة العامة للقاء ومساندة من يعملون باتجاهات مضادة لنهج ومصالح الحزب ، لمن يتلقون من قطر او حميد او غيرهما ليتفق كل منهم مع طرف من مجموعتي الدين السياسي عن دعم دورك القيادي في تعز بعد نجاح مرحلة تقييد الاصلاح وانصار الله في مسماهم آنذاك من محاولات اشتباك مسلح باسم الثورة مع جهاز الامن والمعسكرات الموالية لصالح ، التي كانت تبحث عن ذرائع عبر الاستفزاز والقمع المتقطع لنشوء ردود افعال عفوية انتقامية من المعتصمين والمتظاهرين . . بلا وجود لثورة شعبية سلمية . . لكن لبسطاء من الناس المخدوعين بقيادات مرتزقة من الاحزاب العميلة للخارج ، او من خلال موجة الثوران المحتدم للمواجهة المسلحة بين جماعتي المذهبين السياسيتين – كانت تجري عمليات استقطاب تدريبي عسكري وتخزين اسلحة اوتوماتيكية كثيرة وحقائب مليئة بالأموال وايماءات بصرف اراضي تمليك ومناصب عليا رفضناها . . من الالتحاق المساند مع هذا . . وذاك ، خاصة بعد احداث ما جرى في دماج وموجات التفجير والتصفية والتهجير بين المجموعتين على صعيد مناطق شمال الشمال – كان التحول للعبة الفوضى الخلاقة – ساير الامور بهدوء . . انت تعرف حساسية الامور التي تواجهها . . اكان ممن يدعون انفسهم بالحراك الجنوبي . . جماعة مسدوس وباعوم أو المغروسين في قيادة الحزب . . الذين يعملون مع صالح ، كنت حاضرا حين توتر الامر وهددت بإخراج القوائم تلك ، حتى منهم من كان يحضر في القصر خلال وقت انعقاد الدورة الحزبية المركزية – كم ادركت انك كنت ساذجا حسن النية . . رغم توهمك بحنكتك السياسية . . القيادية باستقرائك ما هو مخفي دائما وراء الظاهر ، بينما السياسة في البلدان العربية تعتمد مسالكا واساليبا تتوافق ونظامية التنافس البضاعي ، بما يحققه الترويج من افعال التخدير العقلي للإدهاش وما تقوم عليه لعب التحايل في التسويق السلعي ، انها تقوم على تقارير واخباريات يتم توضع على اساسها من الخطط المستغلة لاستثمار تلك المعطيات او بوضع خطط مخادعة تدفع الى تغيير ذلك الواقع بما يحقق الربح ، لا يهم أن تكون صادقا مع حقيقة ما تعمله . . فهذا كلام هراء . . مثالي غير مجدي ، ما يهم أن تكون ذكيا حصيفا مقنعا وقادرا على تسويق ما تريد الكسب وراءه . . بغض النظر عما ما كنت تعرضه لا يستحق في حقيقته ما تكسبه من وراء بيعه – مجددا تكتشف نفسك فاشلا ببراءة شاه صغيرة في وسط ضباع جائعة متمرسة على صيد الطرائد ، الهيت في عالمك الساذج في معارك دون كيشوتية في تأمين تعز من دفع ضريبة حرب عن كامل اليمن ، لفرض واقع سياسي بجهود تمتص رحيق روحك لكي لا تسود عليه مجددا القوى الدينية المتطرفة جوهرا ومنفتحة ظاهرا مع ضرورة الظرفية الراهنة لتسويقها الشعبي والدولي . . الى جانبها واجهات سلاسل الفساد الانتهازية – قلت في نفسك لأنبش المظالم التي تجاهلتها قيادات الحزب في حق مناضليها ، حقوق من كانوا في العمل الجبهوي وبعد احداث يناير1986م وحرب 1994م ، واعطاء المستحقين من التعويضات . . خاصة بعد لقاءاتك المباشرة مع ممثل المبعوث الدولي وممثل دولة الرئيس التوافقي العسكري والمدني ، وبعد اتفاق مع المحافظ الشاب الجديد للمرحلة الانتقالية الواعد بتحويل تعز الى ابو ظبي في زمن قياسي محدود . . بتوفير له افضل النوعيين علما وخبرة واخلاقا كمعينين له على تنفيذ حلمه بمشروع موجز لإنهاء ظاهرة الفساد الحكومي والافساد المجتمعي ، اعددت كشوفات مكتملة الوثائق بعد التقصي ، فإذا بك تستخرج افواجا ممن طمروا وتم غمر هم في النسيان من اجود الكفاءات في تعز ، لا يهم اكان حزبيا ام لا او من حزب اخر . . لا يجد من يعطيه حقوقه ، تذكرت مئات من ضحوا بأنفسهم واسرهم ومعاشاتهم من اجل حياة افضل للناس و . . لا يلتفت اليهم احدا ، لا ضمان معيشي ولا علاج ولا سكن شخصي ، تداعت إليك الملفات ركاما ركام ، كبركة ماء وحيدة تتقاطر إليها مختلف الاحياء لأخذ حقها من اجل الحياة والاستمرار الملائم لها ، قدمتها الى المحافظ . . وعد الاهتمام بها و . . وجه الى املاك الدولة بتوزيع قطعة ارض لبناء مسكن لمن لا بيت له لكل الوارد اسمائهم في الكشف المقدم – فترة لم تمضي طويلا ، استدعاء الى مركز قيادة الحزب – كيف تقوم بالاتفاقات والاجراءات مع جهات عليا . . لا يجوز مخاطبتها والتباحث معها إلا عبر الامانة العامة ، انت تتجاوز صلاحياتك – تتهمني . . حول الامر الى الرقابة ، اين انتم من عشرات السنين . . الى هذه اللحظة . . لم تعملوا شيء – ليس من حقك التصرف بمزاجك – لن يمنعني احد و . . لست تابع شيخ لأي واحد منكم ، ما دمت اسلك في السليم . . لا يهمني انتظار توجيهاتكم . . ام في الامر شيء اخر ، أنا لا أستطيع بيع الكلام واستغلال صدق الناس بأوهام عاطفية . . ليجدوا انفسهم لاحقا في مذلة عيش . . لا ينظر اليهم احد . . بل يتأفف من وجودهم الرث كمجانين او متسولين منكفئين على انفسهم . . فلا تكونوا سوى مشمئزين من وجودهم في الجوار – طلبت الكشوفات وقدمت صورا لها ، تصارعوا على نوع المهمة . . ومن يحملها من قادة القرار . . ثم قدم الشكر لك والثناء لما تعمله – كم شهر ضئيل يعادل عمر الفراش الليلي او الذباب ، ينزل ثلاثة من مالكي القرار الحزبي الى تعز ، يعقدون لقاءات غير رسمية بتجميع شللي لعقد اجتماع طارئ سريع للجنة المحافظة ، تجده متفق على الموعد بأغلبية اعضاء السكرتارية – ما زلت ساذجا بريئا . . لا تتعلم من لعب الاحابيل التي مررت بها سابقا ، إنه ذات الالتفاف الذي حدث سابقا قبل ستة شهور . . للتخلص من السكرتير الاول ومنك بدرجة ثانية غير ملحة ، ذات الاشخاص الثلاثة . . لم يحضروا إلا في اجتماع لجنة المحافظة ، يتصدر ادارة الاجتماع عضو المكتب السياسي مفبرك الاجراءات وصياغة البيانات والتقارير الحزبية المركزية لأربعة عقود متتالية ومساندة سكرتير الدائرة التنظيمية المركزية ومساعد نائب الامين العام بطرح برنامج الدورة الطارئة لإعادة تشكيل السكرتارية – ما تعملونه خارج عن النظام الحزبي ، تغير السكرتارية في مؤتمر انتخابي عام أو بشكل استثنائي بطلب ما يزيد عن الثلثين من اعضاء لجنة المحافظة ، وبإقالتها تشكل لجنة تحضيرية منتخبة لإعداد مؤتمر عام استثنائي لانتخاب سكرتارية جديدة و . . تظل السكرتارية تدير الشؤون اليومية الاعتيادية للحزب حتى يوم انعقاد المؤتمر الانتخابي . لا يجوز هذا الارتجال وفق اهواءكم . . حتى بصفتكم القيادية العليا للحزب – هو ما اطلقه بحرقه السكرتير الاول ، فقد كان قياديا حزبيا من زمن بعيد ، يعتمد وصول كامل الاخبار الاستخباراتية إليه . . وحده ، ما جعله عالما بما يدور في الخفاء . . بل وتجهز نزول الثلاثي القيادي من صنعاء والمهمة المطبوخة بدون قرار حزبي مركزي مسئول – رجاء يا رفيق لا تتكلم إلا عند منحك حق التحدث – لا صفة لكم بإدارة الاجتماع – كانت اللقاءات الخفية قد جهزت بين ستة الى عشرة افراد يمارسون الضجة والصراخ والتهجم على من يدفعون عليهم . . والزعيق بأن القرار متخذ بالأغلبية الحاضرة من القاعة ؛ لم يكن النصاب مكتملا ففرض تمريرا باكتماله والتصويت عليه بضجة من وظفوا لإحداث ذلك التشويش – لا اعتراض على اعضاء السكرتارية ، فقط السكرتير الاول وسكرتير دائرتي السياسية والثقافية والاعلامية – موافقين بالإجماع . . تغيير السكرتير الاول والموافقة على البديل ، موافقين بالإجماع – لم يكن هناك غير من التقوا بهم وتابعيهم فقط يصرخون ويرفعون كلتا ايدهم ، وكانت لعبة الإيهام انك كنت مستبعدا عن الاستهداف وقتها ، عمل الزاعقون على رفض تغيير موقعك واستبدالك بآخر . . حتى جاء دورك في الاقصاء اللامسوؤلي من خارج النظام الهيكلي الحزبي . . كما عمل سابقا مع السكرتير الاول ، بإخراجك من الدائرة السياسية وتمثيلك للحزب في اللقاء المشترك – واضح انه تمت الشكوى بك من قبل الاصلاح كمتشدد يعيق تقارب الحزبين الرئيسيين – مع الابقاء عليك في الدائرة الثقافية – موافقون بالإجماع – انا لا اعترف بهذه المهزلة ، فما تعملونه ليست سوى بلطجة لا اكثر – يعني لا تريد ما اقر – لا – ما رأيكم بالرفيق . . – موافقون – كيف يصعد للسكرتارية انسان لا استمارة حزبية لديه ولا تاريخ حزبي سابق ، كيف صعدوا اناس لعضوية اللجنة المركزية وهم لم يكونوا حزبيين ويرفضون تعبئة استمارة العضوية ، كيف يصعدون اعضاء من الحزب الحاكم السابق الى مواقع قيادية ولم يقدموا استقالاتهم هناك وبعد فترة اختبار لهم – سألت الامين العام . . سايس الامر بهدوء وانسحب عن المواجهة . . بدل ما تتهم بشقك لصفوف الحزب – انا اديت دوري ، لا شيء يهمني ما دمت غير مرغوب به – تمر الشهور . . إذا بالأمين العام يقدم قوائم المشاركين في الحوار الوطني عن الحزب بمجموعة من المراهقين واشخاص من خارج الحزب والشلة القابضة على القرار الحزبي ، كانت اول فضيحة خروج واحدة من قائمة الحزب بالطلب العلني امام الملأ بمحاسبة الحزب الاشتراكي عن جرائمه في الجنوب – كان الامين العام الذي يدير لعبة المعارضة والحوار الوطني برضا خارجي كقائد لحزب لبرالي وليس ثوري ، يكتفي بتهيئة التجهيزات النظرية الشاملة والعودة للوقوف كمكمل لديكور اللعبة ، كان قد روج اكتفائه من البقاء امينا عاما ويخلي مقعده لظروف صحية ، رفع ذلك ضجيج الكثير ممن تأملوا الخير فيه ، جمع اخر ايامه اولاد البيوتات من قادة الحزب الذين كان يذمهم . . كقادة ينوبون على سكرتيري الدوائر المركزية والامانة الذين لم يعد لهم وجود – لم يكونوا اعضاء حتى في منظمات قاعدية – اخر لقاء عمل ما مورس معنا ، ادخل ما يزيد عن النصف الغائب من اعضاء اللجنة المركزية المنتحبين في مؤتمر عام بأعضاء المؤتمر الوطني الذي تم تمرير قرارهم بذات اللعبة من اجتماع اللجنة المركزية ذاتها خاوية النصاب وبما يتعارض والنظام الداخلي للحزب – غير ذلك استخرج مسخا من مشروعك التطويري لهيكلية الحزب الذي قدمته اليه وسكرتير التنظيمية . . لتمزق البنية الباقية برئاسة السكرتارية لمساعده واحلال بديله المتوافق عليه من قبل رؤوس النفوذ المختلفين عليه مسبقا وأن يمرر شكليا بدورة اليوم التالي للجنة المركزية بانتخاب شكلي – تعتمد على جوقة تصرخ بالموافقة - كأمين عام بديل مؤتمن لسابقه ، ولتمرر بقية الأمور الخطرة على الحزب كقرارات في ذات جلستي اليوم اليتيم بما لم يسبق منذ اكثر من خمسين عاما انعقاد دورة حزبية لمدة يوم واحد و . . ينتهي العمل الحزبي من اليوم التالي خلال بقية ذات العام و . . السنوات اللاحقة – كان قد تبخر ما وعدت به بوضع ملف ترشيحك باسم الحزب الى رئيس الدولة المتوافق عليه في حكومة دولته الانتقالية ، إما مبعوثا في الامم المتحدة او سفيرا في بريطانيا – يبدو من خلال تجربتك قد عرفت أن الخداع يسري داخل العمل الحزبي اكثر مما هو ممارس في دولة الحكم ، الذي كنا نتوهم به ومازالت مئات الالاف من الحزبيين والانصار أن الخداع لا وجود له إلا في نظام الحكم واجهزته العاملة برافعة الشخصنة وبما يثبت كذبة وطنية النظام وشخوص دولته ، بينما تعلم أحزاب المعارضة بنقائها عن هذا المسلك المشين - كانت المفاجأة القاصمة لك . . من اليوم التالي من تلك الجلسة لم تستطع اللقاء مع الأمين العام المستقيل لأشهر ثلاثة بينما كنت الوحيد محسوبا كمقرب منه . . أن تلتقي به دون موعد سابق كان – مقارنة بغيرك – حتى في منزله وفي أي وقت – لتسمع قرار تعينه ومغادرته سفيرا الى بريطانيا . . دون أن تلتقي به – هل يعقل أن يكون مخادعا الى هذه الدرجة ، كان قد طلبك الى مكتبه بعد انتهاء الجلسة الصباحية واخبرني بضرورة الجلوس معي و . . لكن بعد يومين بسبب انشغاله – اخذت قوله بافتتان بالثقة التي احظى بها عنده – اكيد هناك بعض أمور مهمة يريد نقاشها معي – كما اعتدت ذلك معه منذ اكثر من عقد - والتي لا يتداول فيها إلا مع القلة المقربة منه - اشعرني ذلك بأن هناك بتكليف قيمي فيما يخص الحزب يريد مناقشته . . ليأمن بعد استقالته ، فهو لا يزال الزعيم والأب الروحي للحزبيين و . . حتى لمسمى الحركة الوطنية اجتماعيا - كنت في وقت تعني له الكثير . . حين كان يشار إليك لأي من كان يود لقاء الامين العام أن يمر عليك لتسهيل الامر – ويزيدك الما وحزنا مضافا متكرر عودة الذاكرة فيك بعد انتهاء حرب 1994م وجاءت توجيهات من قيادة الخارج بتكليفك وعدد محدود بأصابع اليد على اعادة استجماع الحزب وبهيكليات بسيطة وتنظيم غير ملحوظ لا يمكن استهدافه ، ما أن شاركت بإعادة البناء والترميم الصامت وتمدد الامر لظهور مشاركين من القيادة السابقة التي قبعت في بيوتها المخفية في القرى المنسية . . حتى اعلان صالح العفو العام عدا قياديي الحزب الستة عشرة - مجددا تعود امامك حوائط صادمة من الانتهازيات في قيادة الحزب بخروجها من مخابئها والظهور علنا بعد تأكد الامان لها بعد اعلان العفو العام – كانت المهمة سرية . . رغم مرور شهور طويلة من توقف الحرب وجريان تطبيع الاوضاع في الافراج عن المعتقلين وإعادتهم الى اعمالهم واحالة العسكرين الى التقاعد القسري ؛








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. سامر أبو طالب: خايف من تجربة الغناء حاليا.. ولحنت لعمرو دياب


.. فيديو يوثق اعتداء مغني الراب الأميركي ديدي على صديقته في فند




.. فيديو يُظهر اعتداء مغني الراب شون كومز جسديًا على صديقته في


.. حفيد طه حسين في حوار خاص يكشف أسرار جديدة في حياة عميد الأد




.. فنان إيطالي يقف دقيقة صمت خلال حفله دعما لفلسطين