الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الثورة والازمة الثورية . لا ثورة بدون ازمة ثورية

سعيد الوجاني
كاتب ، محلل سياسي ، شاعر

(Oujjani Said)

2023 / 8 / 6
مواضيع وابحاث سياسية


خلال المعارك الطبقية ، المسترسلة يوميا داخل المجتمع ، تحتدم التناقضات الطبقية ، وتتعمق الهُوّة السحيقة بين الأقلية الناهبة السارقة المُسغلِّة ، وبين الأكثرية المسْتغَلَّة . ومع وصول الصراع الطبقي الى النهاية الفاصلة ، فإن أزمات ثورية تظهر فجأة ، وبشكل قد يعجل في قلب الأوضاع بما يركز للدولة الديمقراطية .
وبما ان اية ثورة في أمس الحاجة الى أزمة ثورية تُعجّل بإشعال الثورة ، فان اية ثورة تبقى مستحيلة ، بدون أزمة ثورية . ومن مؤشرات الازمة الثورية داخل أي مجتمع او دولة :
1 -- عجز الطبقات السائدة في الاحتفاظ بالسلطة .
2 -- تفاقم فقر وبؤس الطبقات المقهورة والمسحوقة .
3 -- تركيز الحكم بيد الأصدقاء ، والمقربين الكسالى ، والعديمي التجربة ، والضمير و المروءة ، وبيد المجرمين والمافيوزيين ، وعلى رأسهم البوليس السياسي مخرب الشعوب والاوطان ، والجهاز السلطوي المُتغوّل في إهانة وتحقير المواطنين .
4 -- كثرة النهب والاثراء الغير المشروع ، وتهريب الأموال الى خارج البلاد .
5 -- تعاظم حركة الجماهير ، ورفضها الاستمرار تحت سلطة الطبقة الحاكمة المُغْتصبة للحكم .
6 -- فقد النظام للبوصلة ، وتخبطه العشوائي كالناقة التي لا تبصر ليلا .
7 -- اعتقال وسجن المعتقلين السياسيين ، ومعتقلي الرأي ، ومعتقلي لقمة العيش ، واعتقال وسجن المثقفين ، والطلاب بمحاضر بوليسية مزورة ، لإسكات صوت الرفض ، وصوت فاضحي الفساد .
8 -- سرقة البوليس للدولة ، وبوْلستها ، لتصبح دولة تدمير وتخراب ، لا دولة بناء وتعمير .
9 -- كثرة الحركات الداعية للانفصال ، وكثرة الحركات العرقية والاثنية .
10 -- انتشار الظلم والطغيان ، وغياب العدل والقانون ، واطلاق يد البوليس للفتك بالشعب و بقواه الحية ، ومثقفيه .
....لخ .
لكن رغم هذه العناصر الدالة على قدوم التغيير ، فان الثورة لا ، ولن تنفجر ، إلاّ إذا أُضيف الى كل هذه العوامل ، العامل الذاتي . واعني به الطبقة الثورية الموحدة ، القوية ، واحزابها ، وتنظيماتها الثورية الصلبة ، المُحْكمة ، والتي تنجح في لف الجماهير الشعبية العريضة حولها ، وحول قيادتها في النضال الثوري .
ان نضوج الوضع الثوري يتطلب نضوج الأداة الثورية ، ضمن جبهة وطنية ، تقدمية ، ديمقراطية ، او كتلة تاريخية ، جماهيرية ، شعبية تضم كل قوى التغيير ، مع رفض الاقصاء والابعاد . أي تحويل الصراع الاستراتيجي الى ثانوي ( اسلام علماني ) ، والثانوي الى استراتيجي ، وتحول الصراع الاستراتيجي الى صراع طبقي . ان نضوج الوعي والوضع الثوري ، يتطلب نضوج الأداة الثورية المتماسكة ، القوية ، الهادفة ، وبدون هذا النضوج الثوري والقناعة الثورية ، يستحيل نجاح الثورة .
عندما توجد الازمة الثورية ، فهي تهز المجتمع من اسفله الى قمته ، من علاقاته الإنتاجية الى أفكاره ومؤسساته المختلفة .
ان الازمة الثورية هي قبل كل شيء : حركة شعبية جماهيرية ، عميقة وقوية ، لأنها تحدد وترسم نهاية حقبة وبداية أخرى .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ”كاذبون“.. متظاهرة تقاطع الوفد الإسرائيلي بالعدل الدولية في


.. 5.4 مليار دولار تكلفة السيطرة العسكرية الإسرائيلية على غزة




.. تصاعد الانقسامات السياسية.. حرب غزة لم تنجح في توحيد الصف ال


.. طفلان يختبئان داخل تنورة والدتهما من البرد في غزة




.. كتائب القسام تعلن أن مقاتليها قطعوا إمداد قوات الاحتلال شرق