الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


يوميات عابرة سبيل/ اليوم السادس

رولا حسينات
(Rula Hessinat)

2023 / 8 / 7
الادب والفن


اليوم السادس: سفيرة في بلاد الواق واق

الاثنين السابع من شهر آب...الساعة الثامنة مساء...على مقعدي البني المبعوج من المنتصف أجلس أشاهد أحد المسلسلات الصينية: "نهر يجري خلاله"، كم البكاء الذي بكيته في الحلقة الخامسة قد يسبب لي جفافاً بالعينيين في أيامي المقبلة...قاطعه نغمة هاتفي الخلوي، وصورة صديقتي بتول مضيئة...
-أهلا بتول مساء الخير.
-كيف حالك هناء أرجو ألا أكون قد تسببت لك بالإزعاج...ولكن لما أزعجك ربما قطعت غفوتك...ههههه.
-ما الأمر؟
-لن تصدقي ما حدث معي خلال اليومين الماضيين.
-وما تراه حدث؟، هل قضيتي ليلة في بيت خالتك، أم خضعتي للإقامة الجبرية؟
-لا، الأمر مختلف هذه المرة...رغم أني أعترف أن تلك الأمور تضفي نكهة لحياتي...بعيداً عن الأسر بعالم فيه زوج يسألني إلى أين تذهبين ويخنق حريتي وأطفال يحتاجون إعداد رضعات الحليب.
-إذاً تقرين أن ما تفعلينه خارج عن الفطرة الإنسانية، مالك والشارع والسياسة يا فتاة...دعي الساسة يديرون حياتنا ونحن جالسون تحت المكيفات.
-لا لا لا أريد الجلوس والتفكير مثل امرأة عجوز...فعلياً مثلك بالضبط.
-من الآخر، لماذا تقلقين راحتي؟
-اسمعي، قبل يومين تواصل معي أحد رواد الحركة العمالية في شمال إفريقيا.
-كيف؟
-بلهاء، من خلال صفحتي على الفيسبوك فهي صفحة نارية مشهورة جداً، وكيف لك أن تعرفي وليس لديك فيسبوك يا مسكينة!
-وبعد ذلك يا ذكية.
-سألني أن أصبح قائدة للحركة النسوية هنا.
-هنا أين...في غرفة الجلوس خاصتك...هههه.
-لا، بالطبع في بلدي.
-وهل تحتاجين إلى أحد من خارج بلدك ليمنحك هذا الشرف، فأنت تسيدين وتميدين.
-فكرت في هذا ولكنه أخبرني بأن أقيم العديد من المؤتمرات النسويةحول حرية المرأة ومساواتها وأن أبدأ بذلك بالفعل.
-ومن أين لك كل هذا؟ وإن فعلتي ما يريد بصفتك ماذا؟ بصفة لقب منحك إياه غريب...فعلاً غبية مع مرتبة الشرف.
-وأنا قلت في نفسي ذلك أيضاً، رغم أني ناشطة ولكني لا أستطيع فعل ذلك فهي تحتاج إلى غطاء وصفة رسمية وإلى موافقات من الجهات الأمنية والعديد من الإجراءات المملة.
-إذن انتهى الموضوع، تصبحين على خير.
-لا انتظري..لم ينته الأمر إلى هنا...فقد طلبت منه معرفة مصادر التمويل التي سيمنحني إياها، وأخبرني بأن لا أسأل فالعديد من النساء حول العالم ممن وافقن على أن يقدن هذه المرحلة معه لم يسألن فلما أفعل أنا؟...بل وأن علي أن أثق به.
-تثقين به، أنت لا تعرفينه حتى تثقين به...إياك وأن توافقي...فهذه شبهة لا مخرج منها...وبصراحة لم يعد لدي المال لأزورك بعلبة حلاوة.
-لئيمة...ولكنك صادقة وهو ما أردت سماعه...رأيك.
-رأيي يا صديقتي أن تبلكي حسابه وإن أردتي فعل الخير بالباقين أرسلي صورة حسابه للمختصين في الجرائم الإلكترونية ونامي ليلك الطويل.
-لا قبل ذلك سأخبره بأني أرفض طلبه...وإن سألني لماذا، فسأجيب: أنا لا أبيع وطني لتجار الخراب أمثالك...
-أحسنت سأصفق لك الآن.
-صديقتي...شكراً لك، لقد ارتحت الآن وسأنام بالفعل ليلي الطويل.
بتول هذه صديقة غاية بالغرابة، رغم أنها قذرة اللسان ومجنونة غير أنها طيبة القلب...أتجاذب وإياها أطراف الحديث كلما عنَّ على بالي بأن أفقد الأمل في وجودي...بعد هذه المكالمة أحتاج إلى أشهر كي أتوقف عن الضحك فبتول تفكر بأن تصبح سفيرة في بلاد الواق واق...ههههه.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. #كريم_عبدالعزيز فظيع في التمثيل.. #دينا_الشربيني: نفسي أمثل


.. بعد فوز فيلمها بمهرجان مالمو المخرجة شيرين مجدي دياب صعوبة ع




.. كلمة أخيرة - لقاء خاص مع الفنانة دينا الشربيني وحوار عن مشو


.. كلمة أخيرة - كواليس مشهد رقص دينا الشربيني في مسلسل كامل الع




.. دينا الشربيني: السينما دلوقتي مش بتكتب للنساء.. بيكون عندنا