الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الصحوة الثقافية ١

بهاء الدين الصالحي

2023 / 8 / 7
الادب والفن


كثر الحديث عن التجديد للخطاب الثقافي المصري وذلك لارتباطه بفكرة الهوية المصرية في ظل الجمهورية الجديدة ،وهنا لابد من فصل منهجي لان مصطلح الجمهورية الجديدة مصطلح اجرائي لا يعني الوطن الجديد لان الأوطان في النهاية تاريخ من الدم والعطاء لايمنح امتيازه لجيل دون اخر ، ولما كان سؤال الهوية ومستقبل الثقافة احدي محاور الحوار الوطني الدائر حاليا كإحدى حلقات الحوار في المجتمع المصري منذ تاريخ مصر المكتوب ،وهي تقنية يلجأ إليها العقل الجمعي المصري ،عندما يدرك ان وحدته في خطر ،خاصة وأن مصر تتعافي من مرض الاصولية الذي أصابها منذ سبعينيات القرن الماضي وتعافينا منه مع سقوط عام الإسلام السياسي مع ثورة شعبية .
هنا تنقسم الإجابة الي عدة مراحل اولها المؤسسات الثقافية وجدواها وفلسفة انشاءها وضرورات بقائها ، حيث أن كل مؤسسة تحمل فكر منشأها والدليل الابرز علي ذلك الجامعة الشعبية الني انشأها احمد امين عان ١٩٤٣ووافق علي انشاءها عبدالرزاق السنهوري علم القانون المصري إذ كان وزيرا للمعارف وقتذاك كنوع من الدفاع الحاد عن الثقافة الوطنية وتوقيف الشعب المصري بمخاطر تغريب الثقافة وقتذاك ،خاصة وأن ذلك قد جاء ترجمة لصرخة طه حسين في كتابه مستقبل الثقافة في مصر ١٩٣٦ ،بعد معاهدة ١٩٣٦ ،هنا إطار البعد المجتمعي للثقافة وابعاده السياسية ، ولكنا فوجئنا بتشكيل الثقافة الجماهيرية ١٩٦٦ علي ان ترث ممتلكات ومقدر الجامعة الشعبية ، هل كانت رموز الثورة المضادة قد احتلت آليات حركة الجامعة الشعبية وبالتالي إحلال كيان جديد تحت مسمي الجماهيرية ،ومن هنا جاء دورها في تجهيز الشعب المصري لتلافي آثار هزيمة ١٩٦٧ .
هنا السؤال هل نملك في مصر رؤية استراتيجية قائمة علي التواصل التاريخي وبالتالي الاستقرار المؤسساتي لصالح الاستمرار الشعبي لرموز الأداء الثقافي علي مستوي التواجد الشعبي .
وهنا نطرح السؤال الاخر هل التعدد المؤسساتي لصالح العملية الثقافية ؟هنا الإجابة القاطعة لا .
نضبب مثالا علي ذلك تعدد الجهات المتعلقة بقراءة وتفسير الدين والفتوي به فعندما المجلس الأعلي للشئون الإسلامية، ووزارة الاوقاف والازهر الشريف وجامعته وهيئة البحوث الإسلامية، هنا نوع من التضخم الإداري الذي يؤدي الي سهولة الاصطياد علاوة علي التضارب الحتمي مابين الفتاوي وكذلك إهدار المال العام، ولكن فكرة الاستراتيجية تكون قادرة علي إعطاء أدوار ومتكاملة الي أدوار متوازية ونتضارب الاختصاصات ، لأن هناك سؤال عبثي ما الفرق بين إدارة الدعوة داخل مؤسسة الأزهر ووزارة الاوقاف ،فهل لو ادمجنا وزارة الاوقاف للأزهر وبالتالي إعادة الاوقاف لدورها الطبيعي كنوع من الإدارة الشعبية لثورة الشعب لان كلها ليست تتبع الإسلام السياسي ، الدليل الابرز علي ذلك مدرسة المساعي المشكورة التي إقامتها الاوقاف مع مديرية المنوفية ١٩٤٦ وكذلك منشآت المنشاوي باشا دليل علي ذلك ،ولكن علي ان تخضع الاوقاف للإشراف المالي للجهاز المركزي للمحاسبات.
وبما اننا تناولنا الاوقاف والازهر فأن ذلك متناولا أدوات تحقيق الثقافة الدينية في مصر ،ولكن ماهي أهمية تناول ذلك ؟
أهميته في تقصي مناطق الخلل في أداء تلك المؤسسات الدينية المتعددة التبعية وبالتالي تعدد جهات المحاسبة ، نقاط الخلل تلك ينفذ منها الدعاة الجدد الذين ينتمون للاسلام السياسي الذي ينتمي بطبيعة تكوينه وتاريخه متوافقا مع الثقافة الصحراوية الني غزت مصر منذ سبعينيات القرن الماضي وحتي ثورة ٣٠ يناير ،حتي بدأنا في بداية التعافي من آثار الاصولية الني أدارت العالم العربي حتي أدرك راعوها مغبة السقوط في إمكانية الدخول لمنطقية الصدام مع العالم بشكل يتنافي مع طبيعة العلاقات الفعلية في الواقع الدولي ومع حساب الخسارة والمكسب قان المنطق البراجماتي يقتضي تخفيف حدة الاصولية ،ومن هنا كانت الفرصة التاريخية لنا في مصر انقشاع سحب الاصولية عن سماءنا ومن هنا جاءت صحوة الثقافة المصرية التي سنوالي كشف محاور نهضتنا في مقالات تالية.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ملتقى دولي في الجزاي?ر حول الموسيقى الكلاسيكية بعد تراجع مكا


.. فنانون مهاجرون يشيّدون جسورا للتواصل مع ثقافاتهم الا?صلية




.. ظافر العابدين يحتفل بعرض فيلمه ا?نف وثلاث عيون في مهرجان مال


.. بيبه عمي حماده بيبه بيبه?? فرقة فلكلوريتا مع منى الشاذلي




.. ميتا أشوفك أشوفك ياقلبي مبسوط?? انبسطوا مع فرقة فلكلوريتا