الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أهمية وأثر المنظومة المعرفية التعاونية في تفعيل التعاون بين التعاونيات

محمد الفاتح عبد الوهاب العتيبى

2023 / 8 / 7
الادارة و الاقتصاد


المستشار: محمد الفاتح عبد الوهاب محمد علي "العتيبي"
مدير أكسفورد للاستشارات والتدريب – أكسفورد بريطانيا
[email protected]
ملخص: الفرضية الأساسية لهذه الورقة هي: وجود العلاقة والارتباط الوثيق بين المنظومة المعرفية التعاونية ونجاح واستدامة التعاونيات وقدرتها وفعاليتها علي تجسيد المبدأ التعاوني السادس "التعاون بين التعاونيات" في الواقع العمل علي المستوي الوطني والعالمي. وتتبني الورقة اقتراح اعادة النظر في مراكز التدريب والمعاهد التعاونية والجهات المختصة بالتعليم والتوعية والتثقيف التعاوني في دول الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، لتتوافق مع نظيراتها عالميا، وبناء نموذج للمنظومة المعرفية التعاونية.
تؤكد الورقة علي أهمية المنظومة المعرفية التعاونية وإبراز دورها في تفعيل المبدأ التعاوني السادس "التعاون بين التعاونيات" وتقديم رؤية واضحة لبناء هذه المنظومة بإعادة النظر في الهياكل والتشريعات التعاونية لتتوافق مع معطيات المعرفة التعاونية العالمية المتطورة والمتجددة، وفي كل ذلك تستهدى الورقة بالتجارب التعاونية العالمية الرائدة مثل كلية التعاون البريطانية، في ظل الموجهات التعاونية للحلف التعاوني الدولى (ICA) ومنظمة العمل الدولية (ILO) طبقا لأهداف التنمية المستدامة 2030 SDGs والأجندة الإفريفية 2063.
وخلاصة الورقة الوصول الى الاسلوب العلمي والمعرفى لدى الجهات المختصة بالتوعية والتعليم والتدريب التعاوني، وبالتالي قدرة التعاونيات عبر المنظومة المعرفية التعاونية علي تجسيد المبدأ التعاوني السادس "التعاون بين التعاونيات" عمليا علي الصعيد الوطني والعالمي، وتحقيق الفائدة العظمي للعضوية التعاونية، بخلق نموذج متكامل للتنمية المستدامة وبناء حركة تعاونية قوية وفاعلة.
الكلمات المفتاحية: الفكرة التعاونية، المنظومة المعرفية التعاونية، التعاون بين التعاونيات.
Abstract
This paper presents a basic thesis: that there is a close, positive relation between knowledge systems on cooperatives (KSC) and the success and sustainability of cooperatives, as well as their ability and effectiveness to embody the sixth cooperative principle “cooperation among cooperatives” at national and global levels.
The paper adopts a proposal to view training canters, cooperative institutes, and agencies concerned with education, awareness and cooperative education in the countries of the Middle East and North Africa (MENA) as compatible with their global counterparts, and to build a KSC model that serves the region.
The paper emphasizes the importance of the KSCs, highlights their role in activating the sixth cooperative principle “cooperation among cooperatives”, and presents a vision for building a KSC model by reconsidering cooperative structures and legislation to conform to the global advanced and renewable cooperative knowledge data. A brief historical account of the global cooperative movement, along with contemporary case studies of evolving cooperative movements from the developing world, are used to support the argumentation and recommendations of the paper.
Keywords: Cooperative idea, the Knowledge System on Cooperatives (KSC), Cooperation among Co-operatives.

مقدمة: من المؤكد أن التعاون نظام اقتصادي واجتماعي بين مجموعة من الأشخاص ذوي الاحتياجات الاقتصادية والاجتماعية المتماثلة والمتشابهة لتحقيق أهدافهم المشتركة بأعلي جودة ممكنة، وليس من أجل الحصول على الأرباح فحسب، وهو نظام يحقق مصالح الشباب والمرأة والمزارعين والحرفيين والقطاع الكبير من المستهلكين. ومن الضروري للتعاونيات بأنواعها واتحاداتها المختلفة، وتجسيدا للمبدأ التعاوني السادس "التعاون بين التعاونيات" أن تتعاون وتتكتل محليا وعالميا لتقديم أجود وأفضل الخدمات لأعضائها، خاصة في ظل المواجهة والمنافسة الرأسمالية الشرسة. وعبر التعاون بين التعاونيات تستطيع التعاونيات الاندماج والتكتل فيما بينها والاستفادة من ميزات الإنتاج الكبير، ووحدة الإدارة والإشراف والتنظيم والتخطيط، وتوحيد سياسات البيع والشراء والتوزيع والتسويق، والدعاية والإعلان وتطوير برامج التوعية والتعليم والتدريب، ومن هنا تأتي أهمية وأثر المنظومة المعرفية التعاونية في تفعيل التعاون بين التعاونيات.
ان المنظومة المعرفية التعاونية (التوعية – التثقيف – التدريب- بناء القدرات) هي الأداة الفاعلة للتعاونيات لتحقيق وتجسيد التعاون بين التعاونيات، واستمرار التكوين التعاوني بخصائصه التضامنية والتشكيل الجماعي في التكوين والادارة، والرقابة على الانشطة المختلفة في التعاونية، فَتَطور الحركة التعاونية يقتضي مزيدا من التعاون بين وحداتها، محليا وعالميا. إن الحركة التعاونية الناجحة هي التي تدعم خاصية التضامنية والوحدة وتطويرها بحيث يتسع مفهومها ليستوعب المستجدات الاقتصادية والاجتماعية الطارئة والحادثة والمتجددة دوماً، وإلا مصيرها الفشل والإندثار، وحتى إن إستطاعت أن تبقى فإنها تكون هياكل بلا روح ولا تخدم أصحابها الحقيقين كما هو في كثير من الدول النامية.
آفاق الحركة التعاونية في مجتمعاتنا واسعة، فالتعاونيات عموما يمكنها أن تنتظم في شتى القطاعات الاقتصادية (زراعة، صناعة، خدمات، إلخ) كل هذه الآفاق مفتوحة للحركة التعاونية في مجتمعاتنا. لكن لا تتضرر الحركة التعاونية بقدر ما تتضرر من نقص الوعي التعاوني والمعرفة التعاونية، أو قلة الالمام بمبادئ التنظيم التعاوني وادارة التعاونيات، وسط المتحمسين لانشائها. بقدر ما هو من ميزات التعاونيات، أنها قادرة على النهوض في أي مجتمع من المجتمعات المعاصرة، بتعدد مستويات دخولها ومهاراتها وتعليمها ومواردها، فإن تلك الميزة لا تظهر في أي مجتمع بدون وعي كافي عند روّاد التعاونيات فيه.
إن أي محاولات لبناء تعاونيات قوية وحركة تعاونية مستدامة رهن الفشل، بدون منظومة معرفية تعاونية فاعلة وفي ظل ضعف الوعي التعاوني والثقافة والمعرفة التعاونية، مع استعجال إنشاء التعاونيات وفق تعريفات خاطئة ومبادئ هلامية وفهم ناقص لفوائدها وطريقة عملها، وإن ظهرت بعض الحالات الكبيرة وعالية الحماس في بدايتها. إن توسيع التوعية التعاونية، بإلتزام المنظومة المعرفية التعاونية الصارم، والتثقيف والنشر والحوار والعمل القاعدي في إيصال الأفكار وممارسة المبادئ التعاونية، هو الذي يخلق تراكما معرفيّا ووعيا محليا وافيا بالمفهوم الصحيح للفكرة اللتعاونية، ويشكّل لقاحا يمنع انتشار التعاونيات غير الناضجة، والتعاونيين غير المؤهلين كفاية، لبناء حركة تعاونية صحيحة فاعلة ومؤثرة.
ولهذا جاء شعار الحركة التعاونية العالمية "أعدّوا التعاونيين قبل إنشاء التعاونيات". هذا الورقة بصدد هذا الامر الجليل: رفع الوعي التعاوني وتأكيد أهمية وأثر المنظومة المعرفية التعاونية في تفعيل التعاون بين التعاونيات.
المحتويات
المقدمة
المحور الأول: خلفية تاريخية وتعريف بالمفاهيم والقيم والمبادئ التعاونية
المحور الثاني: المنظومة المعرفية التعاونية ، تعريفها وأهميتها
المحور الثالث: أثر المنظومة المعرفية التعاونية في تفعيل التعاون بين التعاونيات
المحور الرابع: الخلاصة والتوصيات
المراجع
المحور الأول: خلفية تاريخية وتعريف بالمفاهيم والقيم والمبادئ التعاونية
في بيان الهوية التعاونية في موقع الحلف التعاونى الدولي (ICA) يتم تعريف الجمعية التعاونية على أنها "جمعية مستقلة للأشخاص الذين يتحدون طواعية لتلبية احتياجاتهم وتطلعاتهم الاقتصادية والاجتماعية والثقافية المشتركة من خلال مؤسسة مملوكة بشكل مشترك ويتم التحكم فيها بشكل ديمقراطي." وذلك وفقا للقيم والمبادئ التعاونية العالمية التي حددها في 1995 https://www.ica.coop/en/cooperatives/cooperative-identity/.
التعاونيات محورها الإنسان، يمتلكها ويديرها أعضاؤها بطريقة ديمقراطية لتحقيق احتياجاتهم وتطلعاتهم الاقتصادية والاجتماعية والثقافية المشتركة، فهي تجمع الناس معًا بطريقة متساوية وتدار بشكل ديمقراطي من خلال قاعدة "عضو واحد صوت واحد" فيشترك كل الأعضاء في حقوق تصويت متساوية بغض النظر عن مقدار رأس المال الذي يضعونه في التعاونية. والتعاونيات شركات مدفوعة بالقيم وليس الربح فحسب، وتمكن اعضاها من التحكم فى مستقبلهم الاقتصادى، وبصفتهم المالكين وأصحاب القرار، فإن الفوائد الاقتصادية والاجتماعية لنشاطهم تبقى في مجتمعات تلك التعاونيات حيث يتم إعادة استثمار الأرباح المحققة في التعاونية أو إعادتها إلى الأعضاء. ظهرت أولى التعاونيات في أسكوتلندا في 14 مارس 1761 وفي القرن الثامن عشر بدأت محاولات الرائد التعاوني المصلح الاجتماعي الشهير روبرت أوين ( 1771-1858) متأثراً ومستفيداً من تجارب كل من روسو وبلوكبوي ود. وليم كنج وغيرهم من الكتاب الاجتماعين والمصلحين. وذلك للنهوض بذوي الدخول الضعيفة وتخليصهم من قبضة الرأسمالية الاستغلالية، فانتشرت التعاونيات والفكرة التعاونية خاصة بظهور اول نموذج تعاوني ناجح عام 1844 في بلدة روتشديل بإنجلترا، فظهر التعاون الاستهلاكي، في تزامن مع ظهور التعاون الانتاجي الحرفي في فرنسا والتعاون الإئتماني في المانيا، والتعاون الزراعي في هولندا.
ومع أن أوين كان مصدر إلهام للحركة التعاونية، إلا أن آخرين، مثل الدكتور وليم كينج (1786-1865) طورواها وذلك بالبدء على نطاق صغير، وإقامة التعاونيات وسط الطبقات العاملة، مع نشر الثقافة والمعرفة التعاونية. قام د. وليم كنج بتأسيس مجلة شهرية تسمى "التعاوني" (The Co-Operator) ظهرت طبعتها الأولي في الأول من مايو 1828 مقدما مزيجًا من الفلسفة التعاونية والنصائح العلمية والعملية حول إدارة التعاونية باستخدام القيم والمبادئ التعاونية. ونصح كينج الناس بألا ينفصلوا عن المجتمع ، تشكيل مجتمع داخل مجتمع ، والبدء بمتجر تعاوني يوفر إحتياجات العمال الأعضاء، فكتب في ذلك : "أننا نذهب إلى متجر كل يوم لشراء الطعام والضروريات، فلماذا إذاً لا نذهب إلى متجرنا؟ " وقام باقتراح قواعد عملية لذلك، مثل إجراء التدقيق الأسبوعي للحسابات ، وعدم عقد اجتماعات في الحانات، وإتباع الاسلوب الديمقراطي.
لقد أثبتت التجربة التعاونية العالمية ان التعاون ليس نظاما قائما بذاته، وإنما أسلوب عمل يقوم على الترابط والتضامن بين مجموعة من الأشخاص على أساس من الحقوق والواجبات المتساوية بهدف رفع مستوى كفاءة الممارسة الاقتصادية والتغلب على التحديات التي تضر بمصالحهم كمنتجين أو كمستهلكين. فالجمعية التعاونية "تجمع طوعي لأشخاص" (لا تجمع أموال) تتكون نتيجة لإحتياجات مشتركة للعضوية ولرغبتهم الاكيدة في سد هذا الاحتياج وبذلك تتستوعب الجمعية التعاونية المنتسبين لها على قدم المساواة ، بصفتهم الإنسانية "عضو واحد صوت واحد". لذلك يسعي الحلف التعاونى الدولى ICAلتجسيد المفاهيم الصحيحة للتعاونيات، فالتعاون فى أصوله ومنطلقاته الفكرية والتاريخية هو أداة للاستقلال والاعتماد علي النفس والتحرر من التبعية والاستغلال، ومن هنا جاءت المادة الأولى من دستور ICA مؤكده لهذه المفاهيم: "على الحلف الاستمرار فى الطريق الذى خطه رواد روتشديل، والذى يسعى مستقلا تمام الاستقلال وبوسائله الذاتية، على أن يحل محل المشروعات الخاصة القائمة على التنافس، نظاما تعاونيا يعمل من أجل خير الجماعة، ويرتكز على المجهودات والمساعدات المتبادلة بين المشتركين فى الحركة التعاونية. https://www.ica.coop
تشير وثائق الحلف التعاوني الدولي ICAومنظمة العمل الدولية ILO (أهم جهتين عالميتين تهتمان بالتعاونيات في العالم) بوضوح تام للامكانيات الهائلة للتعاونيات عبر التعاون بين التعاونيات، فيما يتصل بالخدمات الاجتماعية والاقتصادية التى تقدمها، والدور الأكبر الذى تستطيع التعاونيات القيام به فى مجالات تحقيق اللامركزية ونشر الديمقراطية.
رواد روتشيديل المنصفين(Rochdale Equitable Pioneers) : كانت أول بادرة لتأسيس جمعية تعاونية في بلدة روتشديل بإنشاء أول متجر لهم في تود لين، بروتشديل "وهي بلدة صغيرة في مقاطعة لانكشاير بانجلترا، وذلك على يد جيمس سميث ولكن محاولاته لم تنجح، فاجتمع 28 عاملاً من بينهم امرأة، في 15 أغسطس 1843، ببلدة روتشيديل معلنين ميلاد أول جمعية تعاونية ناجحة في العالم تحت شعار تحقيق الجودة والوفرة. ثم انتقلت التجربة الناجحة إلى بقية المدن البريطانية وبقية دول أوروبا والعالم، وعبر التعاون بين التعاونيات، أثبتت التعاونيات مقدرتها الفائقة علي إحداث التنمية المستدامة، وتحقيق الأثر الإيجابي في حياة الشعوب.https://www.ica.coop/en/cooperatives/history-cooperative-movement
في 21 ديسمبر 1844 بدأوا نشاطهم بمتجراً استهلاكياً بعد ان جمعوا رأسمالهم (سنتاً ... سنتاً) حتى بلغ 26 جنهياً إسترلينياً، فبدأت روتشديل من 1843م / 1845م في التطور، وتوسعت الجمعية في الانتشار بما حققه التطبيق من نتائج طيبة تخطت مجالات الاستهلاك إلي مجالات أخرى مثل إنشاء المساكن العمالية. ومع مرور الوقت تمكنت التعاونية من توفير كافة السلع والملابس لكل الاعضاء، وبعد خمسة سنوات تم اضافة مطحنة حبوب، وتوفير خدمات السكن وفرص العمل لأعضائها (177 عضوا) وتضاعفت رؤوس أموالها ونمت قدراتها وتمكنت من أن تمتلك أكبر أسطول بحري تجاري في العالم في ذلك الوقت.
نجاحات تعاونية متنامية ومستدامة https://www.ica.coop/en/cooperatives/facts-and-figures
أظهرت التعاونيات مقدرة فائقة على العمل فى البلدان النامية والاقتصاديات التى تمر بمراحل انتقالية والبلدان الصناعية على السواء، مع بروز امكانياتها فى توليد فرص العمل واستمرارها ودعم روح المبادرة وتوفير الخدمات الملحة بل وتوليد الثروات. فهى نموذج خلاق لتحقيق أهداف التنمية المستدامة بتنظيم الجهود الفردية المبعثرة فى وعاء أقتصادي قانوني إداري محكم للاستفادة من وفرة الإنتاج الكبير، واستخدام وسائل التقنية الحديثة، والقضاء على الوسطاء، وزيادة الإنتاج كماً ونوعاً وتكوين قوى إنتاجية فاعلة والمساهمة الفاعلة فى انجاز مشاريع الدولة الاجتماعية والثقافية والاقتصادية والتنموية. فحققت الكثير من النجاحات التنموية منذ قيام تعاوينة روتشيديل الناجحة، والتي تتوجت بقيام وقيادة الحلف التعاونى الدولى الذي يضم كافة المنظمات والإتحادات التعاونية علي مستوي العالم عبر حوالي 320 منظمة من أكثر من 110 دولة أعضاء في الحلف التعاوني الدولي ICA. هؤلاء الأعضاء منظمات تعاونية دولية ووطنية من جميع قطاعات الاقتصاد بما في ذلك الزراعة والبنوك والمستهلكين ومصايد الأسماك والصحة والإسكان والتأمين والصناعة والخدمات. إن ما لا يقل عن 12٪ من سكان العالم هم أعضاء تعاونون (أكثر من مليار عضو تعاوني) في أكثر من 3 ملايين تعاونية في العالم توفر وظائف وفرص عمل لـأكثر من 10٪ من السكان ، وتولد أكبر ثلاثمائة تعاونية 2،146 مليار دولار أمريكي في حين توفر الخدمات والبنية التحتية التي يحتاجها المجتمع لتحقيق التنمية المستدامة. فالتعاونيات مؤسسات تقوم على الأخلاق والقيم والمبادئ التعاونية العالمية ويعد التحالف التعاوني الدولي أكبر المنظمات غير الحكومية في العالم من حيث عدد الأشخاص الذين يمثلهم.
وأصبح الحلف التعاونى الدولى عبر التعاون بين التعاونيات فى إطار المنظومة المعرفية التعاونية أداة فعالة للتشبيك العالمى وتبادل الأفكار بين التعاونيات من حيث القطاعات والحجم، في ظل أفضل الممارسات العالمية وتحسين أدائها بتعلم واعتماد أفضل الممارسات على المستوى العالمى. بذلك تحصل التعاونيات على الأدوات اللازمة لتعزيز المناصرة الخاصة بها وتصبح بذلك جزءاً من الدعوة العالمية لـ ICA ومناطقها وقطاعاتها، فتضمن بذلك الحلول الناجزة لقضاياها المهمة، وتدرك أن الحركة التعاونية باقية ومستدامة ويتم التعامل معها على المستوى العالمى مع التمثيل في الأمم المتحدة ومجموعة العشرين. أن من أهم أهداف ال ICA الوصول إلى المناصرة العالمية عبر التعاونيات في صنع القرار العالمى بالمشاركة الفاعلة في عملية صنع واتخاذ القرارات العالمية فيما يتعلق باستراتيجية الحركة التعاونية الدولية ودورها في السلام الإيجابي والتنمية المستدامة.
وحاليا، حول العالم يعمل أكثر من 100 مليون عامل وعاملة في تعاونيات (أي أكثر من مجموع عمّال كل الشركات العالمية الكبرى)، كما أن حوالي نصف مجموع المحاصيل الزراعية في العالم يتم تسويقها عبر تعاونيات زراعية. من حيث الوجود الاقتصادي، أما التعاونيات المصرفية فهي تخدم حوالي 13% من مجموع سكان العالم. تشغّل التعاونيات أكثر من 300 مليون عامل وعاملة حول العالم (أي أكثر من مجموع عمّال كل الشركات العالمية الكبرى، وحوالي 15% من مجموع سكان العالم المشتغلين)، وأكثر من 50% من مجموع المحاصيل الزراعية في العالم يتم تسويقها عبر التعاونيات.











https://www.ica.coop/en/cooperatives/facts-and-figures شكل (1) إحصائية للتعاونيات في العالم
من الشكل (1) يتضح الوضع العالمي للتعاونيات في العالم وتطورها عبر التعاون بين التعاونيات بوجود الحلف التعاوني الدولي الذي يضم 312 تعاونية كبيرة(110 من أسيا-67 من أوروبا- 91 من الامريكيتين- 40 من أفريقيا. وتتضح القيمة العالية للتعاونيات في الاقتصاد العالمي فأكبر 300 تعاونية في العالم تقدّر ثروتها المولَّدة بحوالي ثلاثة ترليون دولار، وذلك من خلال مساهمات التعاونيات حول العالم مع تنوع أحجامها وانشطتها المختلفة (في المجتمعات صغيرة ومتوسطة وعالية الدخل) في كافة القطاعات الاقتصادية والاجتماعية (زراعة، صناعة، خدمات، مصارف وتمويل، إلخ) ، ومن أميز ما تقدمه التعاونيات المصرفية انها تشغّل أكثر من مليار شخصاً عالميا. وهذا ما اثبته السكرتير العام للأمم المتحدة، السيد بان كي مون في احتفال الأمم المتحدة سنة 2012 "السنة الدولية للتعاونيات" بقوله: "أثبتت التعاونيات، من خلال تركيزها المتميز على القِيَم، أنها نموذج تجاري مرن له مقومات البقاء ويمكنه أن يزدهر حتى في الأوقات الصعبة. وقد ساعد هذا النجاح على حماية العديد من الأسر والمجتمعات المحلية من الانزلاق في هوة الفقر... التعاونيات تذكير للمجتمع الدولي أنه من الممكن السعي لتحقيق الكفاءة الاقتصادية والمسؤولية الاجتماعية معا."
المحور الثاني: المنظومة المعرفية التعاونية
تعريف المنظومة المعرفية التعاونية Knowledge System on Cooperatives (KSC)
هي منظومة متكاملة من البيانات والمعلومات الخاصة بالحركة التعاونية والتي من خلالها يمكن التحليل والتفكير وصولا للمعرفة واستخدامها في القرار وفي تغيير السلوك وايجاد الحلول المناسبة لتطوير منتجات وخدمات الجمعية التعاونية واستدامتها، وذلك عبر وسائل وآليات التوعية والتثقيف، التعليم والتدريب وبناء القدرات. وهي عملية تنظيمية متكاملة من أجل توجيه نشاطات التعاونيات للحصول على المعرفة وحفظها ومشاركتها وتطويرها واستخدامها من قبل جميع الأعضاء التعاونيين (مساهمة ومشاركة في المعرفة) من أجل تحقيق أهدافهم وغاياتهم التي من أجلها أنشأت التعاونيات.
المنظومة المعرفية التعاونية تعبر عن الجهود المبذولة من القادة التعاونيين والمدربين المديرين بغرض تنظيم وبناء رأس مال التعاونية من الموارد المعلوماتية ورأس المال الفكري الذي تملكه التعاونية، بالتركيز علي التعلم مدى الحياة Lifelong Learning حيث أن الضعف المعرفي العام لدى الأعضاء التعاونيين هو أساس تخلف المنظومة المعرفية التعاونية. فالأعضاء التعاونيين (الجمعية العمومية) هم من يتخذون القرارات، وهم من يوجهون الأموال، وهم الذين يصدرون التشريعات، وهم من يمارسون التوعية والتثقيف، فإذا كان لدى الأعضاء التعاونيين ضعف معرفي فمن المؤكد أنهم لن يبنوا معرفة تعاونية مستدامة، وهنا تظهر أهمية الشعار التعاوني العالمي "أعدوا التعاونيين قبل إعداد التعاونيات".
المرجعية العلمية للمنظومة المعرفية التعاونية The 5th Principle Toolkit
تستند مرجعية المنظومة المعرفية التعاونية علي المبدأ التعاوني الخامس: التعليم والتدريب والمعلومات ، ووفقا للشعار التعاوني "أعدوا التعاونيين قبل إعداد التعاونيات" وهو شعار عظيم جدير بالتطبيق اليوم، حتى لا نعرض العضوية التعاونية ومن خلفها الصرح التعاوني العظيم للانهيار، وهو شعاراً مواكباً ومتماهياً مع "التعليم للجميع" بحيث تبدأ التوعية والتثقيف والتعليم قبل فترة من تكوين وإنشاء التعاونيات. وموضوع توعية وتثقيف وتعليم العضوية التعاونية أولوية فوق كل الأولويات بالنسبة للمنظومة المعرفية التعاونية لتصحيح المفاهيم الخاطئة والمعلومات القاصرة والتطبيقات الفاسدة، وصولا للنتائج الإيجابية الفعالة، خاصة كلما كان اهتمام القائمين على أمر التعليم والتدريب التعاوني كبيراً وجاداً ومخلصاً.
القاعدة العلمية والعملية للمبدأ التعاوني الخامس الذي أقره الحلف التعاوني الدولي(ICA) ينص على ضرورة وإلزامية التعاونيات بتوفير التعليم والتدريب، للأعضاء التعاونيين والمديرين والموظفين، وايضًا لعامة الناس الذين لا يشاركون في الحركة التعاونية، بحيث تكون التعاونيات مفتوحة للجميع. فالمبدأ التعاوني الخامس ينص علي: ((تقدم التعاونيات التدريب والتعليم لأعضائها بالتعاونيات ولقياداتها المنتخبة ومديرها وموظفيها ليستطيعوا أن يساهموا بفعالية لتنمية تعاونياتهم، مع تنوير الرأي العام عن طريق الإعلان والإعلام وخاصة الشباب وقادة الرأي عن طبيعة ومزايا التعاون عن طريق التثقيف والتوعية التعاونية.)) https://www.co-op.ac.uk/Blog/an-open-mind-part-1
أن توفر التعليم والتدريب، ليس فقط للأعضاء والمديرين والموظفين، ولكن أيضًا لعامة الناس، ولمساعدة التعاونيات في تحقيق هذا الهدف ، وضعت كلية التعاون البريطانية في عام 2014م المنظومة المعرفية التعاونية The 5th Principle Toolkit وهي سلسلة تضم مجموعات الأدوات التي تهدف إلى مساعدة أكبر عدد ممكن من الأشخاص على فهم ما هي التعاونيات ، ودورها وأهدافها وكيف تعمل، والاساليب العلمية لتنميتها وإستدامتها. وذلك لتقوية التعاونيات فتنشأ علي الوعي والمعرفة بالفكرة التعاونية فتصبح من الوسائل والادوات المهمة في تحقيق التنمية المستدامة، والارتفاع بمستوي الاعضاء وغير الاعضاء. ويتوقف نجاح التعاونيات لأداء دورها المنشود، علي التأسيس الجيد والبناء السليم وفقا للأسس والقيم والمبادئ التعاونية الدولية التي أقرها الحلف التعاوني الدولي في عام 1995م، وعلي الرغبة والاحتياج الفعلي للمواطنين أصحاب المبادرة لتكوين التعاونيات، في ظل سياسات حكومية واضحة تعترف بالتعاونيات ودورها في التنمية المستدامة وأثرها في حياة الناس. https://www.co-op.ac.uk/co-operative-values-and-principles
المنظومة المعرفية التعاونية (KSC) وتطور التعليم والتدريب التعاوني
لقد كان موضوع التعليم والتثقيف والتدريب التعاوني "المنظومة المعرفية التعاونية" موضع اهتمام ورعاية التعاونيين منذ الرعيل الأول لرواد روتشيديل عام 1843-1844 بإنجلترا وما إنفك هذا الاهتمام حتى يومنا هذا، لأهميته القصوى في تقوية وتطوير النشاط التعاوني وتحقيق أهدافه بجودة عالية وبأقل التكاليف وبأسرع الوسائل، ولقد كان لتجارب التعاونيين القدامى أمثال روبرت أوين ووليم كنج أثراً مباشراً في ظهور أهمية التعليم التعاوني والذي غاب في التجارب التعاونية الأولى بصورة واضحة.
كانت البدايات الأولى لنشر التعليم التعاوني، للمفكر التعاوني العالمي روبرت أوين من خلال مدرسته التي أقامها في نيولانارك، ثم كتابات د. وليم كنج في صحيفته "التعاوني"، ثم رواد روتشيديل عند تأسيس جمعيتهم في عام 1843- 1844م فقد ورد في نظام الجمعية أنها "ستسعى في أقرب فرصة إلى تنظيم قوى الإنتاج والتوزيع والتعليم والإدارة ".وترجم الرواد الأوائل ما خطوه في لائحتهم الداخلية، فاتسعت جهودهم التعليمية في إقامة مكتبة كبيرة تحتوي على خمسة آلآف مجلد من الكتب المختارة بعناية وعلى غرفة للمطالعة مزودة بالصحف والمجلات والدوريات للأعضاء وعائلاتهم كما أقاموا فصولاً للدراسة في المساء وعند أوقات الفراغ ونظموا فصولاً دراسية للتعاونيين الذين لا يعرفون القراءة والكتابة يقوم بالتدريس فيها الأعضاء المتعلمين .
اهتم الرواد بإقامة المؤتمرات واللقاءات التعاونية والدعوة للنظام التعاوني والاهتمام بالتثقيف والتعليم التعاوني بين جمهور المواطنين والمزارعين والعمال، ثم بدأت العملية التعليمة تأخذ طابعا علمياً وعملياً منظما بمرور الزمن ومع تطور وتقدم وتنوع الأنشطة التعاونية. وظهرت المدارس التعاونية ثم المعاهد والكليات والجامعات التعاونية بعد الحرب العالمية الثانية وأصبح التعاون مادة ثابتة في مناهج كثير من الجامعات والمؤسسات التعليمية في أنحاء العالم، وأصبح موضوع التعليم والتدريب التعاوني الموضوع الأول لكل الدول وأمراً ثابتاً في محاضر الحلف التعاوني الدولي منذ عام 1895م حتى يومنا هذا.
أهمية المنظومة المعرفية التعاونية (KSC)
لمواكبة كل ما هو مستحدث وجديد في عالمنا المتطور، لابد من إحداث ثورة في الوعي والمفاهيم والإدراك المعرفى التعاونى، وذلك للتواؤم مع البيئة ومستجداتها المتجددة بصورة علمية وواقعية والاستفادة القصوى لما هو متاح من موارد وإمكانات واستغلالها الاستغلال الأمثل، وهنا تبرز أهمية المنظومة المعرفية التعاونية (التوعية والتثقيف، التعليم والتدريب وبناء القدرات). وتقدم التعاونيات التوعية والتعليم والتدريب وبناء القدرات لأعضائها وقياداتها المنتخبة ومديريها وموظفيها ليستطيعوا المساهمة بفعالية في تنمية تعاونياتهم، كما تقوم بتنوير الرأي العام عن طريق الإعلان والإعلام، خاصة للمرأة والشباب وقادة الرأي حول طبيعة ومزايا التعاون بالتثقيف والتوعية التعاونية.
هذا المبدأ أحد أهم المبادئ التعاونية، لإيجاد الوعي بالعمل الإداري والمالي والاجتماعي والاقتصادي لأعضاء التعاونيات مما يساعد على نمو الحركة التعاونية وتطورها، ورفع المستوي الفكري للعضو، باعتباره إنسان لأن التعليم مطلوب للإنسان ويحفظ إنسانيته اجتماعياً واقتصادياً. لذلك تتضمن تشريعات التعاون تخصيص نسبة من الفائض القابل للتوزيع لأغراض التثقيف والتعليم والتدريب التعاوني، باعتباره أحد مسئوليات الجمعية التعاونية لنشر الفكر التعاوني ورفع القدرات لأعضاء الجمعية التعاونية كإستثمار مستقبلي. وتتجلى أهمية المنظومة المعرفية التعاونية في تجسيد وإبراز إيمان ويقين الحركة التعاونية العالمية بضرورة التوعية والتثقيف والتعليم والتدريب التعاوني ثم بناء القدرات، من أنه سبيلها إلى خلق عضوية تعاونية ناضجة، يسند بعضهم بعضاً بروح تضامنية وبعيدة عن الاستغلال والانتهازية، شعارها "الفرد للمجموعة والمجموعة للفرد" ضمانا للسير بالحركة التعاونية في الاتجاه السليم، بنشر المفاهيم والأسس والمبادئ والنظم التعاونية الصحيحة.
نجاح التعاونيات يرتبط بالمنظومة المعرفية التعاونية ونشر التعليم والتعليم التعاوني بصفة خاصة، وكما يقول الرواد الأوائل "فإذا أتيحت لنا الفرصة أن نبدأ حركتنا من جديد وكان علينا أن نختار بين أحد شيئين: البدء بدون رأس المال ولكن بموظفين وأعضاء مستنيرين أو البدء برأس مال كبير وموظفن غير واعين فإن تجاربنا تملي علينا أن نختار الطريق الأول".
أن التعليم التعاوني يعنى بالتدريب إلى جانب عنايته بالثقافة التعاونية؛ والتدريب هو عملية شاملة لتأهيل كافة أعضاء الحركة التعاونية وتطوير مهاراتهم وقدراتهم وتنمية مواهبهم، وذلك ابتداءً من العضوية في الجمعيات إلى أعضاء مجالس الإدارة والموظفين العاملين في هذا المجال. وبهذا المفهوم للتعليم التعاوني تعتبر الحركة التعاونية جهازاً تعليمياً يبصّر التعاونيين ويزيد وينمي معارفهم التعاونية ويقوم بتدريبهم على ممارسة حقوقهم والقيام بمسؤلياتهم وإثارة الحماس في نفوسهم وينمي خاصية الاعتماد على النفس والجهود الذاتية ويحفزهم للتطلع إلى أفق أوسع ويؤكد فيهم القيم الإنسانية والاجتماعية.
المنظومة المعرفية التعاونية تخلق عضوية تعاونية مستنيرة بالتعاون وأهدافه ونظمه، ولا تعرض التعاونيات للفشل وهذا يحتم علي الجميع تدارك الخطأ الشائع المتمثل في تعليم وتدريب العضوية التعاونية بعد إنشاء وتكوين التعاونيات، والصحيح قبل إنشاء التعاونيات تمشيا مع القاعدة التعاونية "أعدّوا التعاونين قبل إعداد التعاونيات". ونظراً لهذه الأهمية القصوى للمنظومة المعرفية التعاونية أنشأت كثير من الدول الأجهزة التعليمية والتدريبية المتخصصة كما كان ولا يزال هذا الموضوع محور اهتمام التعاونيات الدولية وعلى رأسها ال ICA، وأصبح التعليم والتدريب التعاوني من المؤشرات الأساسية لنجاح وتقدم أي حركة تعاونية واستدامتها، قوامها العضوية الواعية المستنيرة. فالعضوية التعاونية أساس البناء الاقتصادي والاجتماعي للحركة التعاونية وتحقيق المبدأ السادس: التعاون بين التعاونيات علي أرض الواقع، وبالتالي فإن التعاونيات تمنح هذه العضوية وزناً واهتماما بالغاً يشاركها في كل ذلك الأجهزة الإدارية المختصة بالتعاون التي تمثل الجانب الرسمي للدولة .
وتهدف الأجهزة المتخصصة في التعليم والتدريب التعاونى لإيجاد متخصصين في اقتصاديات التعاون والإدارة التعاونية والتمويل التعاوني والمحاسبة التعاونية ... إلخ، وأيضا تعريف الأعضاء المساهمين بحقوقهم وواجباتهم، وكذلك مجالس الإدارات فيما يتعلق بالسياسات واستراتيجيات العمل التعاوني. مثل معايير المقارنات للميزانيات وطرق التحليل المالي وأساليب اختيار العاملين وأسس العلاقات العامة والمفاوضات وعقد صفقات الشراء والبيع، ونظم المخازن إضافةَ إلى برتوكول تمثيل جمعياتهم في اجتماعات التعاونيات المحلية والإقليمية والدولية والعالمية. إضافةً إلى أساليب التسويق كمصادر الخامات والسلع الأجود وعناصر الجودة وعلم المنتجات ومواقع إنتاجها... إلخ، لذلك أمنت منظمة العمل الدولية على ضرورات التعليم والتدريب التعاوني ورصدت لذلك أموالا للمساعدة في مجالات إنشاء معاهد التعليم والتدريب التعاوني.
وبذلك فالمنظومة المعرفية التعاونية تهتم بتأهيل أعضاء ملمين بالتعاون وأهدافه ومدركين للمبادئ التعاونية والنضال الشريف والكفاح الطويل لرواد الحركة التعاونية العالمية، من أجل توطيد دعائم الأمن والعدالة والمساواة الاجتماعية والاقتصادية ونشر المفاهيم الديمقراطية من خلال النظام التعاوني العالمي. فجهل الأعضاء بأصول العمل التعاوني الاقتصادي من جانب، وعدم تقديرهم للجانب الاجتماعي والإنساني للتعاون من جانب آخر، يودي الي إفراغ الحركة التعاونية من محتواها الإنساني وصبغتها الشعبية، وخاصيتها في الاعتماد على النفس والجهود الذاتية والإيثار ونبذ الظلم ونشر العدالة. فالعضوية الجاهلة تفتح الباب على مصراعيه ليتسلق الاستغلاليون والطفيليون والوصوليوين للانقضاض على مكاسب الحركة التعاونية واستغلال إمكانياتها وتحويلها لمصالحهم الشخصية وإجهاض وتشويه سمعة التعاون والتعاونيين وإضعاف مبدأ التعاون بين التعاونيات.
مؤسسات وأجهزة التعليم والتدريب التعاوني: إن مبدأ نشر التعليم التعاوني والاهتمام بالتدريب التعاوني والمعلومات والاعلام، هو قلب المنظومة المعرفية التعاونية، ويفرض على الحركة التعاونية تجسيده في الواقع المعاش من خلال الاستراتيجيات والسياسات والخطط والبرامج التعليمية والتدريبية المختلفة الشاملة لكافة الأنشطة والمستويات التعاونية مع تحديد الأجهزة والمؤسسات التي تقوم بهذه العملية الهامة لضمان سير العملية التعليمية والتدريبية. ففي الدول الراسخة المتقدمة في المجال التعاوني تتولى التعاونيات من الجمعية التعاونية القاعدية إلى الاتحادات التعاونية، عملية نشر الثقافة التعاونية والتدريب التعاوني بواسطة أجهزة متخصصة، مثل المعاهد التعاونية المنتشرة في أوروبا وأفريقيا وآسيا وأمريكا. وتمتلك الحركة التعاونية كليات ومعاهد تعاونية متخصصة في تدريب وتأهيل الكوادر التعاونية على كل المستويات، مثل المعاهد التعاونية المتخصصة بمصرن مركز التدريب بالسودان وقد تكون هذه الأجهزة ملكا للحركة التعاونية كما في مصر والعراق الأردن والمغرب أو ملكا للدولة كما في السودان واليمن والسعودية، والجامعات التعاونية كما في الكنغو وكينيا. إلى جانب ذلك تقوم بعض كليات الاقتصاد، والاجتماع في مختلف الجامعات بالتركيز على التعاون كمادة أساسية في مناهجها وبعضها يمنح درجات علمية في الدراسات التعاونية مثل جامعة عين شمس بمصر وجامعة ردن بإنجلترا.
على العموم مهمة التعليم والتدريب التعاوني تقع على عاتق الحركة التعاونية الشعبية في المقام الاول، وإن لم تتوفر الظروف لذلك تتدخل الدولة بإمكاناتها لحرصها على التعاونيات من إقامة الأجهزة الخاصة بالتعليم والتدريب التعاوني ريثما تقوم الحركة التعاونية بهذه المهمة بنفسها. فبنــاء وتنمية القــدرات أمـر حيـوي وأساســي في تــشكيل وتعزيز نمــو التعاونيــات لتحقيق التنميــة المستدامة، بخلق القيـادة الفعالـة، وتنميـة المـوارد البـشرية وتطـوير العـضوية، وبنـاء نظـم تـشغيلية داخليـة قويـة، والأخذ بممارسات ناجحة تشمل الجميع. وعلــى الــصعيد الــوطني تسعى الدول لتنميــة التعاونيــات عبر بناء وتنمية القدرات، كما في أستراليا ومدغشقر باستحداث آليات وطنية فعالة لتشجيع نمو التعاونيات وبناء قدراتها وتطورها واستدامتها. تحتاج البلــدان الناميــة لتنمية وبناء القدرات للجهــات العالمية الداعمــة والمانحــة (ICA, UNDP, ILO) ودورها في تنميــة التعاونيــات، مثال لذلك بنمــا، وجمهوريــة أفريقيــا الوســطى، ومدغــشقر التي حصلت علي شراكات داعمة لتنفذ بناء القدرات من أجل تنمية التعاونيات.
في نوفمبر 2019 إحتفلت كلية التعاون البريطانية بعيدها المئوي، كأعرق مؤسسة تدريب تعاونية في العالم تعمل مع التعاونيات والمجتمعات في المملكة المتحدة والعالم، من أجل دعم وتعزيز القيم والأفكار والمبادئ التعاونية والمساعدة في إنشاء عالم مليء بالتعاونيات الناجحة المستدامة. بحلول عام 2025 تهدف الاستراتيجية الجديدة لكلية التعاون البريطانية إلى أن تكون الشريك التعليمي العالمي المميز المفضل للمعلمين ، والمشغلين المشاركين ، والأفراد والمنظمات ذات التفكير المماثل، بخطة عمل لمساعدة الحركة التعاونية العالمية علي تحقيق أهدافها خاصة فيما يتعلق بالشراكات والتعاون بين التعاونيات. وتسعي كلية التعاون البريطانية للمساعدة علي إنشاء التعاونيات بأنواعها المختلفة، مثل تعاونيات الشاي والقهوة والجوز والأرز وتنميتها وتقويتها ، عبر العمل مع المزارعين أصحاب الحيازات الصغيرة، بتمكينهم وساعدتهم في الانتشال من الفقر. وكلية التعاون البريطانية مؤسسة تعليمية تعاونية بريطانية لتعزيز القيم والأفكار والمبادئ التعاونية داخل التعاونيات والمنظمات والمجتمعات من منظور المبدأ التعاوني السادس: "التعاون بين التعاونيات" بتفعيل المنظومة المعرفية التعاونية، باعتبار ان التنمية التعاونية الدولية جزءًا أساسيًا من عملها لأكثر من 100 عام. وترحب الكلية بالطلاب من جميع أنحاء العالم، بالإضافة للقيام بتنفيذ العديد من المشاريع في عدد من الدول بالتركيز علي المنظومة المعرفية التعاونية (البحث والممارسة) وبالتالي تطوير فهم عميق لكيفية قيام التعاونيات بتحسين حياة الناس ، وإنشاء مجتمعات مستدامة وعادلة ومنصفة.
المحور الثالث: أثر المنظومة المعرفية التعاونية في تفعيل التعاون بين التعاونيات
هذا المحور يتناول أثر المنظومة المعرفية على سير تلك الإجراءات الإدارية والتنظيمية للتعاونيات بمستوياتها المختلفة، خاصة النتائج المباشرة للتعاون بين التعاونيات، مثل اشكال وأساليب التركز التي تتبعها المنظمات التعاونية فيما بينها على مختلف المستويات وفي كافة الانشطة الاقتصادية والاجتماعية. ولا تختلف الطرق والأساليب المتبعة في كافة أشكال وصور التركز التعاوني عن تلك التي تتبع في التركز الرأسمالي شكلاً لكن الاختلاف في الجوهر والمحتوى ويرجع هذا لخاصية وطبيعة كل من النظام الرأسمالي الذي يهدف إلى تحقيق الأرباح والنظام التعاوني الذي يهدف إلى خدمة الأعضاء. ومن أهم نتائج وفوائد هذا التركز تفعيل التوظيف والعمالة بالنسبة للتعاونيات علي أنواعها المختلفة وخلق فرص عمل جديدة ومستدامة. "انظر بتفصيل اكثرمبادئ مبادرة تقنين وتنظيم التعاونيات كلاريتي الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية"
ويظهر موضوع العمالة والتوظيف بوضوح في دراسة "التعاونيات والتوظيف: تقرير عالمي" قدمته CICOPA وهي فرع من فروع الحلف التعاوني الدولي تأسست في عام 1947 ، وتضم في عضويتها 51 اتحادًا تعاونيًا وطنيًا وإقليميًا وحوالي 65.000 تعاونية، وتنشط CICOPA في 35 دولة ، وتشجع تعاونيات العمال والجمعيات الاجتماعية وتعاونيات المنتجين في الصناعة والخدمات، ولديها منظمتين إقليميتين في أوروبا CECOP و CICOPA في الأمريكتين، وتضم 4 مليون عامل.
CICOPA تمثل قطاع الحلف التعاوني الدولي للتعاونيات الصناعية والخدمية، التي قدمت دراسة "التعاونيات والتوظيف: تقرير عالمي" في قمة التعاونيات لعام 2014 بالتركيز علي أهمية العمالة التعاونية عالميا من الناحيتين الكمية والنوعية، وتُظهر نسخته الثانية التي نُشرت في سبتمبر 2017 واستنادًا إلى بيانات 156 دولة كيف تساهم التعاونيات في التوظيف المرن ، والاقتصاد المستدام ورفاهية الأشخاص في العمل. World Cooperative Monitor (WCM) https://www.monitor.coop
التجربة التعاونية العالمية أثبتت أن ممارسة التعاون بين التعاونيات، أظهرت تواجد التعاونيات حول العالم في جميع قطاعات الاقتصاد تعمل على أساس القيم والمبادئ التعاونية، ولا تركز على توليد الأرباح فحسب، وتشكل هذه التعاونيات وغيرها من أشكال المنظمات الاجتماعية، جزءاً من الاقتصاد الاجتماعي والتضامني، فالتعاونيات مؤسسات قائمة أساساً، على الأعضاء، فهم مالكي المنظمة، ويتخذون القرارات بشكل ديمقراطي في ما يتعلق بكل المسائل الأساسية التي تخصهم.








https://www.ica.coop/en/cooperatives/facts-and-figures شكل 2 إحصائية للتعاونيات في بريطانيا
من الشكل (2) يتضح أن التعاونيات تشهد نهضة تنموية واضحة عبر التعاون بين التعاونيات في جميع القطاعات، من أجل تلبية احتياجات اعضائها المتزايدة في ظل المتغيّرات العالمية المتسارعة، وتوفير الخدمات اللازمة، وتحسين مستويات المعيشة، واستحداث الوظائف الملائمة للاعضاء وغير الأعضاء.
وفي مجال توفير فرص العمل بلغت التعاونيات مرحلة متقدمة، حيث تقدّر العمالة التعاونية ب 250 مليون شخص على الأقل حول العالم (CICOPA, 2014) وفي إطار التعاون بين التعاونيات، بلغ حجم أعمال أكبر 300 تعاونية في 25 بلداً 2.5 ترليون دولار أميركي في العام وتساهم في توفير معيشة ملايين الأشخاص، في قطاعات الزراعة والمال والإسكان،عبر الاستجابة للتحديات في العمل وباتخاذ خطوات ملائمة بشكل منسق وفي الوقت المناسب عبر التعاون بين التعاونيات.
أثر المنظومة المعرفية التعاونية على تفعيل التعاون بين التعاونيات
تؤثر المنظومة المعرفية التعاونية في تفعيل التعاون بين التعاونيات ويظهر ذلك في صور وأشكال وأساليب التركز المفيدة والفاعلة التي تتبعها التعاونيات فيما بينها في كل القطاعات التعاونية، وبرز التركز وظهر كسمة ملازمة للمارسات الاقتصادية للنظام الرأسمالي وذلك بطبيعة تكوينه التي تعتمد على التنافس وتحقيق الأرباح بكل سبيل، فتركزت وتجمعت الوحدات الاقتصادية الصغيرة أو الضعيفة في وحدات أكبر لتواجه الوحدات الرأسمالية ذات الطاقة الاقتصادية الكبيرة والضخمة. فظهرت الأشكال المختلفة للتركز مثل "الترست" و"الكارتل" والشركات المساهمة وغيرها، وبخلاف ما يجري في النظام الرأسمالي تتبع التعاونيات عدة أساليب للتركز عبر الشراكات المختلفة من أهمها الاندماج ،التكامل الرأسي أو العمودي ،التكامل الأفقي.
أولا: الأثر على الإندماج ونجاحه وإستدامته
يعتر الاندماج من الصور الشائعة بين التعاونيات في الدول المتقدمة تعاونياً وذلك لأنه يتطلب قدراً كبيراً من الوعي والإدراك والتفهم لخاصية التركز وفائدته على التعاونيات وعضويتها، مع اتباع الإجراءات والخطوات القانونية، والتي من أهمها عقد جمعية عمومية بحضور ثلثي الأعضاء على الأقل بموافقة نصف الأعضاء +1 على الأقل على قرار الجمعية العمومية. تقوم المنظومة المعرفية التعاونية عبر التوعية والتثقيف والتدريب بتهيئة البيئة المناسبة بإعداد العضوية التعاونية وإدارات التعاونيات والاتحادات التعاونية لإتباع خطوات الاندماج الناجح المستدام بالطرق الآتية :
1 /تقوم التعاونيات التي ترغب في الاندماج بحل نفسها بواسطة جمعياتها العمومية وتكون جمعية جديدة من الأعضاء المندمجين، وفي حالة وجود أعضاء غير راغبين في الانضمام للجمعية الجديدة تعطى لهم الفرصة في الانسحاب أو الاستقالة مع تصفية التزاماتهم المالية من قبل التعاونية .
2 /تندمج التعاونيات الراغبة في تكوين تعاونية جديدة دون حل نفسها على أن تؤدي كافة الحقوق والواجبات للجمعية الجديدة.
ويعتبر الاندماج وسيلة وأسلوب فعال من أساليب التركز التعاوني وتجسيد مبدأ التعاون بين التعاونيات وتقوية خاصية التكامل بين التعاونيات وزيادة فاعلية استغلال الموارد وتقليل التكلفة وتقوية مركز التعاونيات المندمجة اقتصادياً واجتماعياً.
ثانياً : الأثر على التكامل الرأسي أو العمودي :
1- التكامل إلى أسفل أو إلى الخلف: هنا تتجه التعاونية في تقديم خدماتها نحو المستهلك وذلك بإضافة مرحلة جديدة من مراحل الإنتاج في اتجاه المواد الأولية، بمعنى أن التركيز صوب المادة الأولية، مثلاً التعاونية الزراعية للخضر تتجه لامتلاك بعض المزارع لإنتاج الخضر، ثم تمتلك وسائل نقل لترحيلها وبيعها. تعاونيات بيع الأثاث التي تتجه لامتلاك الأدوات التي تنتج بها الأثاثات لبيعها، وتعاونيات البيع الزراعية تتجه لامتلاك الغابات والورش التجارية التي تساعدها في تجهيز العبوات اللازمة لتصريف منتجاتها. وهذا يعني أن تؤدي هذه الجمعيات خدماتها بالصورة المناسبة وفي الوقت المناسب وذلك لحصولها على المادة الخام بالسعر المناسب والوقت المناسب وبالتالي تحدث الاستفادة للمستهلك.
2- التكامل إلى أعلى أو إلى الأمام : في هذا النوع تتجه التعاونيات نحو المستهلك النهائي لتحقيق الاستفادة من خلال تقديم الخدمات بأقل الأسعار وفي الزمان والمكان المناسبين وبالشكل والنوعية والجودة المطوبة. فتقوم التعاونيات الزراعية للخضر والفاكهة بامتلاك المحلات اللازمة لتصريف منتجاتها وافتتاح فروع مختلفة للتوزيع، وكأن تقوم تعاونيات الألبان ذات الطاقة الإنتاجية الكبيرة بإقامة فروع تابعة لعملها لتصنيع منتجات الألبان مثل الجبنة والزبدة وغيرها.
ويلاحظ أن التعاونية في هذين النوعين ومن أجل تقديم أفضل الخدمات للمستهلك اتجهت لتكوين تعاونيات أكبر وأقوى فظهرت الاتحادات التعاونية على المستوى المحلي والإقليمي والوطني والدولي، لتقديم كافة الخدمات للتعاونيات خاصة التعاونيات الصغيرة، مثل النصح والتوجيه والإرشاد والتعليم والتدريب وتوفير التمويل وتقديم القروض والتسهيلات الائتمانية الميسرة، ويقف الحلف التعاوني الدولي في قمة التنظيم التعاوني الدولي منذ إنشائه في عام 1895م في لندن بإنجلترا.
ثالثا ً: التكامل الأفقي: وفي هذا الشكل من أشكال التركز التعاوني تتكامل وتتعاون التعاونيات فيما بينها على المستوى الأفقي في شكل علاقات أفقية لتركيز الحركة التعاونية وزيادة فعاليتها واستقرارها وتنمية مواردها وتقوية أنشطتها حتى تجعل منها تعاونية واحدة كبيرة منسجمة في أنشطتها وأساليبها وأهدافها وغاياتها. ويتميز هذا النوع بحرية الحركة وعدم القيد بالمكان، وينوع العمل الذي تمارسه التعاونيات على مختلف أشكالها ويكون شكل التعاون بين التعاونيات هنا خاضعاً لمدى الاستفادة المتبادلة بين التعاونيات بغض النظر عن موقعها الجغرافي، وبغض النظر عن نشاطها الاقتصادي والاجتماعي. ولذلك يمكن أن تتعاون تعاونية في قرية مع اتحاد تعاوني على المستوى الوطني أو العالمي، كما يمكن أن توجد علاقة بين اتحاد تعاوني محلي وآخر على المستوى الأفريقي أو العالمي، كما يمكن أن تنشأ علاقة بين تعاونية زراعية وأخرى استهلاكية أو خدمية أو غيرها من التعاونيات الأخرى. هذا النوع من التكامل يحقق أهدافاً أدبية، فتتنظم التعاونيات في تنظيم واحد يعطيها الإحساس بالانتماء والاستمرار والحفاظ على الحقوق والمكتسبات، إلى جانب مساعدة التعاونيات الكبيرة والقوية للتعاونيات الصغيرة، وتبادل الخدمات والسلع والمنتجات المختلفة، كأن توفر التعاونية الإنتاجية إنتاجها للتعاونيات الاستهلاكية وتوفر التعاونية الاستهلاكية خدماتها للتعاونيات الزراعية والتي تقوم بتوفير خدماتها للتعاونيات الإنتاجية وهكذا.
رابعا: أثر المنظومة المعرفية التعاونية في صناعة القادة التعاونيين
1-إعداد القيادات التعاونية الشعبية: وتتمثل في أعضاء مجالس إدارات التعاونيات بدءاً بالتعاونيات الأولية في قاعدة البنيان التعاوني حتى المستويات العليا في قمة البنيان التعاوني، وهؤلاء القادة يقع عليهم الحفاظ على شعبية الحركة التعاونية وحريتها واستقلاليتها وديمقراطيتها، بالإضافة إلى تحقيق الأهداف الاقتصادية والاجتماعية للعضوية التعاونية التي أتت بهم لهذه المواقع. أساس إعداد القادة هو التوعية والتثقيف بأساسيات وقيم ومبادئ التعاون والحوكمة والإدارة التعاونية، والوظائف والمهارات القيادية الإدارية للمشروعات التعاونية الإنتاجية الرائدة المستدامة، والتدريب على كيفية تشخيص الحالة الراهنة و تحديد الحالة المطلوبة بوضع خطة أساسية تتضمن رسالة و رؤية و أهدافا استراتيجية لمشروعات تعاونية انتاجية رائدة ومستدامة. يتم ذلك للتعاونيين وغير التعاونيين بالفكرة التعاونية والالمام الكافي بالطرق الصحيحة لوضع خطة علمية واقعية تتضمن رسالة ورؤية وقيما عليا وأهداف استراتيجية، وأدوات تنفيذ، بالتأسيس الصحيح والسليم لمشروعات تعاونية انتاجية رائدة، عبر إعداد الاخصائي التعاوني المؤهل.
2- إعداد القيادات التعاونية التنفيذية (الحكومية): وهم العاملون في أجهزة الدولة المختصة بالحركة التعاونية من خلال الإدارات التعليمية والتدريبية أو الإدارية والفنية فيما يتعلق بإنشاء وتسجيل ومراقبة وإجراء حسابات ومراجعة الجمعيات التعاونية. ومعلوم أن معظم الدول وخاصة الدول النامية لها جهاز مختص بشئون التعاون ولهذا الجهاز دور خطير ومؤثر وفعال في مسار الحركة التعاونية الشعبية التي يمثلها القادة الشعبيون، ومن هنا تأتي أهمية وأثر المنظومة المعرفية التعاونية بتسلح هؤلاء القادة بالعلم والمعرفة حتى لايصيروا هدفاً لأطماع التنفيذين واستغلالهم لمواقعهم والسيطرة على المكتسبات الشعبية وإفراغها من محتواها الشعبي والديمقراطي.
إن إلمام التعاونيين الشعبيين بالمعلومات والمعارف التعاونية الصحيحة، ومعرفتهم بالحقوق والواجبات يقطع الطريق أما كل متلاعب وانتهازي تحدثه نفسه باستغلال موقعه التنفيذي لتحويل المنفعة التعاونية إلى منفعة فردية له أو لمحاسبيه. كما يجب أن يتلقى هؤلاء التنفيذيون تدريباً عالياً وشاملاً في كل ألأنشطة التعاونية حتى يصبحوا من الأدوات الصالحة التي تسهر على حماية مكتسبات التعاونيات الشعبية والحفاظ عليها وتنميتها وتطويرها، فالعضوية التعاونية الواعية المدركة لحقوقها ومصالحها الحقيقية سوف لن تفرط في مكتسباتها مهما سلك الاستغلاليون من سبل الفساد والإفساد.
خامسا: أثر المنظومة المعرفية التعاونية على وجود إطار قانوني داعم للتعاونيات
يعمل الحلف التعاوني الدولي (ICA) على توسيع نطاق أنشطته وبناء المعرفة داخل التعاونيات، وفقا للاتفاقية الموقعة عام 2016 بين مفوضية الاتحاد الأوروبي والحلف التعاوني الدولي (ICA) ، والتي تهدف إلى تعزيز الحركة التعاونية وقدرتها على تعزيز التنمية المستدامة في جميع أنحاء العالم عبر منظومة معرفية تعاونية شاملة وفاعلة. ومن الممارسة التعاونية منذ 1844 إتضح أن عدم وجود إطار قانوني داعم للتعاونيات، أو وجود إطار قانوني ضعيف أو غير مناسب ، يمكن أن يكون سلبًا على التعاونيات وتطورها، وبالمقابل وجود القوانين واللوائح يكون عاملا فاعلا وداعما لتعزيز إنشاء تعاونيات قوية ومستدامة تعمل كمحرك تنمية مستدامة. لهذا السبب، وبمزيد من المعرفة والتقييم سيصبح التشريع التعاوني أداة فعالة لكل أعضاء ICA بالإضافة لأصحاب المصلحة الرئيسيين الآخرين مثل صانعي السياسات وعلماء القانون، وهذا ما تصنعه المنظومة المعرفية التعاونية. وتظهر أهمية المنظومة المعرفية التعاونية في دورها المتنامي لتحسين الأطر القانونية وتوثيق تنفيذ التعاونية للتشريعات والسياسات ومراقبة تطورها، مما ينعكس إيجابيا على تفعيل مبدأ التعاون بين التعاونيات.
وهناك نماذج ناجحة لأسهامات التعاونيات عالمياً وكلها مساهمات تتعلق بصورة مباشرة أو غير مباشرة بالتنمية المستدامة، ومن الأسباب الأساسية لهذا النجاح المشهود الإهتمام بتطبيق المفاهيم الاساسية التي إهتم بها التعاونيون في جميع أنحاء العالم، بأعداد التعاونيين قبل إنشاء التعاونيات وفقا للمنظومة المعرفية التعاونية.
(1) بريطانيا: من الأمثلة الحية والناجحة للتعاون بين التعاونيات، تحقيق الوحدة الفدرالية التعاونية في بريطانيا، حيث تَشكلت المجموعة التعاونية في بريطانيا تدريجيًا على مدى 140 عامًا من اندماج العديد من جمعيات التجزئة المستقلة وجمعيات واتحادات البيع بالجملة الخاصة بهم، وذلك عبر 7.237 جمعية تعاونية بعضوية 250.128 من العاملين فيها.










https://www.ica.coop/en/cooperatives/facts-and-figures شكل (3) إحصائية للتعاونيات في بريطانيا
ففي عام 1863 بعد عشرين عامًا من افتتاح رواد روتشديل لتعاونيتهم، تم إطلاق جمعية شمال إنجلترا التعاونية من قبل 300 جمعية تعاونية عبر يوركشاير ولانكشاير، وبحلول عام 1872 أصبحت تعرف باسم جمعية البيع بالجملة التعاونية CWS وخلال القرن العشرين اندمجت المجتمعات الأصغر مع CWS ، مثل جمعية البيع بالجملة التعاونية الاسكتلندية (1973) وجمعية جنوب الضواحي التعاونية (1984). وأصبحت لهذه التعاونيات علاقات تكامل رأسي وأفقي داخل بريطانيا ومع العديد من التعاونيات عالميا، وكان لهذا التكامل الأثر الإيجابي الكبير في تأسيس الحلف التعاوني الدولي بلندن في 19 أغسطس 1895م خلال المؤتمر التعاوني الأول الذي حضر إجتماعه مندوبون من تعاونيات كل من الأرجنتين وأستراليا وبلجيكا وإنجلترا والدنمارك وفرنسا وألمانيا وهولندا والهند وإيطاليا وسويسرا وصربيا والولايات المتحدة الأمريكية.
(2) أسبانيا: مجموعة الشركات التعاونية "موندراقون" (Mondragon) الإسبانية، وهي تتشكل وتتكون من الآتي:
1- وهي نموذج ناجح للتعاونيات الصناعية في أسبانيا، في القطاعات الاقتصادية (صناعية، مصرفية، تجارية، معلوماتية، تعليمية، تدريبية) مترابطة بنظام ديمقراطي وبملكية تامة في العمال، ومنتجات هذه المجموعة التعاونية ذات تواجد عالمي، في أحدث التقنيات والاستعمالات.
2- تشتمل المجموعة إلى التعاونيات الصناعية، مراكز رعاية صحية ومؤسسة مصرفية كبيرة، وبرامج ضمان اجتماعي متعددة، ومدارس وجامعة تقانية كبيرة (تطورت من كلية مهنية صغيرة) ومراكز أبحاث وتنمية، وإسكان تعاوني وأسواق تعاونية.
هذه المجموعة الضخمة من التعاونيات "موندراقون" تاريخا بدأت بداية صغيرة، من ورشة عمل كان يعمل بها عدد لا يتجاوز أصابع اليد، اتفقوا على إنشاء تعاونية بينهم، يكونون هم مُلّاكها وعمّالها في نفس الوقت. من تلك البدايات الصغيرة كبرت تلك التعاونية لتصبح مصنعا بحجم كبير، يدرّ دخلا ممتازا، ثم نما وتكاثر انشطاريا ليصبح أكثر من مصنع بتخصصات متباينة ومتناسقة، ثم تضخم أيضا ذلك النموذج لينتج مجتمعا كاملا يعيد تدوير الدخل داخليا ليساهم في تحسين الأوضاع المعيشية العامة لكافة العمّال وأسرهم والمنطقة التي يعيشون فيها، إلخ. يقول موقع موندراقون في الإنترنت إنها الآن تضم 257 تعاونية وشركة، وأكثر من 74,000 شخص/عضو، و15 مركز تكنولوجي، بفروع إنتاجية ومكاتب في 41 بلد ومبيعات في أكثر من 150 دولة، بإجمالي دخل يبلغ 12.5 مليون يورو. تاريخ موندراقون ممدود من المدرسة الاشتراكية الفابية التي تجلّت في كتابات البريطاني روبرت أوين، وممدود من تجارب أوين نفسه ومن التجارب المستلهمة منها.
(3) السودان: ومن المجهودات التعاونية الأفريقية الحديثة في مجال الاهتمام بالتوعية والتثقيف والتعليم والتدريب وبناء القدرات وتكوين المنظومة المعرفية التعاونية مجهودات شارك لتنمية المجتمع، برنامج الأمم المتحدة الإنمائي، مختبرات التسريع، بجمهورية السودان2021 UNDP SUDAN .
مشروع شارك للتنمية المستدامة هو نتيجة شارك لتنمية المجتمع (SHARIK for Community Development ) هو نتاج نقاشات داخل مختبر التسريع ببرنامج الأمم المتحدة الإنمائي- السودان (UNDP-Sudan, Accelerator Lab)، والتي تم مداولتها مع مجموعات واسعة من فئات متنوعة من الشاب من مجتمع الولايات المختلفة في السودان. وذلك في إطار السعي المستمر لتمكين المجتمع، من خلال تعاون الشباب وتحكمهم لتحقيق أهدافهم التي يحددونها "بتنمية المجتمع"، والتي غالباً ما تستند علي الجغرافيا، أو الخبرات، أو القيم المشتركة، برغم إختلاف وجهات النظر، إلا أنها تشمل نشاط محدد لتلبية إحتياجاتهم المختلفة. ويشمل هذا التحكم رأس المال والملكية المحلية والتوظيف وتنمية القيادة المجتمعية للوصول للرفاه الإجتماعي. "شارك لتنمية المجتمع" يُعني بمشاركة المواطنين وخاصةً الشباب/ات في مجتماعتهم عبر بناء شراكات متعددة المستويات في عدد من المجالات ( التعاونيات وتعاونيات الإئتمان والإدخار، التنمية المُستدامة، ريادة الأعمال...غيرها)، ليصبحوا ومجتمعاتهم عبر شارك قادرين علي المشاركة في تنمية وتطوير مجتمعاتهم.
محور شارك التعاوني لتنمية المجتمع (SHARIK CO-OP for Community Development ): يعمل على حشد الموارد وتحسين قدرة المواطنيين للعمل معاً عبر نشر المعرفة بالتعاونيات وبالإستفادة من التحول الرقمي كوسيلة فعالة لتحقيق هذه المشاركة. ولكون التعاونيات وسيلة لتعبئة الموارد المحلية "ككتلة حرجة" يمكن عبرها عمل نقلة كبيرة في هذه المجتمعات بإعتبارها إحدي منهجيات التنمية الفعالة وذلك عبر تطوير إطار مفاهيمي بالتجربة يوضح كيف للتعاونيات أن تحدث ذلك مما يجعل لدينا مجتمع قادر علي إنشاء الثروة، ولديه إكتفاء ذاتي، ولديه مواطنين مستقرين في بيئة مزدهرة، قادر علي المساهمة في وضع الخطط التنموية في السودان. لذلك فإن التعاونيات وبصفتها مملوكة للمجتمع ديمقراطيًا ومجتمعيًا توفر نموذجًا وخياراً لمثل هذه التنمية، لذلك هدف برنامج الأمم المتحدة هو تحفيز القطاع التعاوني عبر نموذج التنمية المجتمعية ( من القاعدة ومن أسفل إلي أعلى)، ليكون دورنا الأساسي هو أن نكون ميسرين وداعمين له.
مؤسسة شارك التعاونية مؤسسة تعاونية مسجلة وفقاً لقانون التعاون لها أغراضها المتعددة النابعة من المصلحة العامة لعضويتها المساهمة فيها، وتكتسب الشخصية الإعتبارية بتسجيلها في سجل عام الجمعيات التعاونية بوزارة التجارة والتموين، وتحكمها إرادة مؤسسيها، ولوائحهم الداخلية، وفقًا للمبادئ والقيم التعاونية، وهي خير مثال للتعاون بين التعاونيات. تكون عضوية المؤسسة من عضوية جمعيات تعاونية تمثل فيها عبر مُفوضين عنها يمثلون مصالحها (مفوض واحد من كل جمعية تعاونية)، مجموعهم يمثلون الجمعية العمومية لمؤسسة شارك التعاونية متعددة الأغراض، تنتشر هذه المؤسسات كنموذج في كل السودان. تقدم مؤسسة شارك مبدئياً عبر نوافذها الخدمات التالية:
1- تدريب مدربين في التعاونيات، وتعاونيات الإئتمان والإدخار، وتدريب مدربين في التنمية المستدامة.
2- المساعدة في إنشاء التعاونيات وتعاونيات الإئتمان والإدخار.
3- التثقيف ونشر الوعى في التعاونيات وتعاونيات الإئتمان والإدخار، والتنمية المستدامة، المساعدة في قيام مؤسسة شارك التنموية التعاونية والتي تضم: شارك الخدمية التعاونية، شارك للإئتمان والإدخار، نافذة مؤسسة شارك للتأمين التعاوني.
4- المساعدة في رقمنة القطاع التعاونى وأنشطة التنمية المجتمعية، وقيام منصة تفاعل إجتماعي للقضايا المجتمعية، والمساعدة في إنشاء مختبر شارك للسياسات.

المحور الرابع: الخلاصة والتوصيات
الخلاصة
- المنظومة المعرفية التعاونية KCS تَعتني بتوفير بنية تقنية تحتية داعمة لعمليات إدارة المعرفة وإعطاء أهمية أكبر للإدارات التعاونية العليا لإدارة المعرفة وتطوير مستوى إنتاجية الموارد البشرية وأدائها العام، واستقطاب وتعيين مديري معرفة مؤهلين وقادرين على أداء أدوارهم المعرفية، مع مراقبة كل ما هو مستجد في مجال تقنية المعلومات واستخدام نظم المعلومات الإدارية الحديثة.
- النسخة النهائية من الخطة الاستراتيجية 2020-2030 المسماة "مسار محوره الناس إلى عقد تعاوني ثانٍ" تضع خارطة طريق للتعاونيات إستنادًا إلى التوجيه الاستراتيجي لـ ICA وهيئاتها الذي تمت الموافقة عليه من الجمعية العامة ICA التي عقدت بمدينة كيغالى رواندا 2019، ثم الموافقة على هذه النسخة النهائية من قبل مجلس إدارة ICA في يناير 2020.
- تؤكد وثائق الحلف التعاوني الدولى (ICA) ومنظمة العمل الدولية (ILO) "التوصية 193 " وكلية التعاون البريطانية (CIO) "المرجعية العلمية للمنظومة المعرفية التعاونية The 5th Principle Toolkit" علي ضرورة إنشاء وتأسيس التعاونيات بالخطوات العلمية الصحيحة. وذلك لمسايرة المتغيرات العالمية السريعة المتلاحقة والتأكيد علي دورها العالمى في مواجهة التحديات الاجتماعية والاقتصادية، فالتعاونيات تستطيع استيعاب المتطلبات الخاصة بالأفراد في كل المجالات وتوفيرها بصورة أفضل عبر المشروعات التعاونية، بدلا عن المشروعات الفردية أو الجهود الفردية.
- أحد أركان الهوية التعاونية هو المبدأ التعاوني السادس "التعاون بين التعاونيات" الذي يفرض علي التعاونيات بأن تخدم أعضائها بشكل أكثر فاعلية وتعزز الحركة التعاونية من خلال العمل معًا من خلال الهياكل المحلية والوطنية والإقليمية والدولية، بتقوية عملياتهم من خلال التكامل العمل مع الجهات الفاعلة الأخرى ، حيث يمثل التكامل (التعاون بين التعاونيات) قضية ذات أولوية في الخطط الإستراتيجية للحلف التعاوني الدولى.
- المبدأ التعاوني الخامس الذي أقره الحلف التعاوني الدولى (ICA) يؤكد علي أهمية المنظومة المعرفية التعاونية وعلى ضرورة وإلزامية التعاونيات بتوفير التعليم والتدريب ، للأعضاء التعاونيين والمديرين والموظفين ، وايضًا لعامة الناس الذين لا يشاركون في الحركة التعاونية. بعد كل شيء ، يجب أن تكون التعاونيات مفتوحة للجميع ، وليس فقط تلك الموجودة في الداخل. ينص المبدأ التعاوني الخامس "التعليم والتدريب والإعلام" علي أن: ((تقدم التعاونيات التدريب والتعليم لأعضائها بالتعاونيات ولقياداتها المنتخبة ومديرها وموظفيها ليستطيعوا أن يساهموا بفعالية لتنمية تعاونياتهم ، مع تنوير الرأي العام عن طريق الإعلان والإعلام وخاصة الشباب وقادة الرأي عن طبيعة ومزايا التعاون عن طريق التثقيف والتوعية التعاونية. ))
- العالَم التعاوني هو عالم أفضل وأكثر عدلاً ، ولكن لا يمكننا تحقيق هذا الطموح إلا إذا تم فهم نموذج العمل التعاونى ، مما يمنح الناس الفرصة لاختيار التعاونيات التي يملكها المساهمون ولا يتم ذلك الا عبر المنظومة المعرفية التعاونية ولذلك ضعت كلية التعاونية البريطانية في عام 2014م The 5th Principle Toolkit وهي سلسلة لمجموعات أدوات هادفة لمساعدة أكبر عدد ممكن من الأشخاص على فهم ما هي التعاونيات ، وكيف تعمل، والاساليب العلمية لتنميتها وإستدامتها، من خلال ستة مجموعات من الأدوات المختلفة للمبدأ الخامس:
1- ما هي التعاونية؟ وكل ما يتعلق بالتعاونيات وتاريخها، أنواعها، ودورها في التنمية المستدامة.
2- القيم والمبادئ التعاونية كأساس لتأسيس وإنشاء تعاونيات سليمة ، قوية ، فاعلة ومستدامة.
3- إشراك العضوية التعاونية في الأدارة واتخاذ القرارات والاستفادة من خدمات التعاونية.
4- الحوكمة ، والادارة الحكيمة الراشدة، التميز والإبداع والابتكار، الشفافية والتقييم والمحاسبة والتقويم.
5- أدوار ومسؤوليات المديرين في كل المستويات. (التعاونية، الاتحادات التعاونية المختلفة)
6- مراقبة الأداء التعاونى، وتنمية وتطوير الاداء. (التنمية المستمرة والمستدامة)
- تتكون كل مجموعة أدوات من حزم متنوعة من المواد التعليمية ، مع معلومات وتحتوي كل حزمة علي عرض المفاهيم الاساسية من مجموعة الأدوات، حيث ساعدت روث هولتوم ، من كلية التعاون البريطانية، في العمل على تطوير مجموعة الأدوات هذه، مؤكدة: "إن مجموعات الأدوات هي وسيلة للتأكد من أن أعضاء التعاونيات يفكرون ويعملون فعلاً بالقيم والمبادئ التعاونية، ويمكنهم فعلا من استخدامها لتقديم الفكرة التعاونية إلى أشخاص ربما لم يسمعوا عنها من قبل".
- أثبتت التجربة التعاونية العالمية ان قيام التعاونيات بدور فعال ومؤثر في خلق شراكات تعاونية فاعلة علي المستويين الوطني والعالمى عبر المنظومة المعرفية التعاونية "المبدأ التعاوني الخامس" سوف ينشط ويفعل المبدأ السادس "التعاون بين التعاونيات" من أجل خدمة العضوية التعاونية وخدمة المجتمع ودعم الجهود البيئية وحقوق الانسان وتحقيق التنمية المستدامة. لذلك لابد للتعاونيات أن تعيد النظر في وظائفها التقليدية في إطار المعرفة، إذ ينبغي أن يكون هناك دور جديد لإدارة المعرفة، وتوفير المعرفة بصورة أكبر، وتطوير قواعد البيانات والمعلومات والمعرفة وتطوير الأنظمة التي تسهل من الوصول للمعرفة، التعرف والوصول إلى مصادر تلك المعرفة.

المراجع
المراجع العربية
1- العتيبي، محمد الفاتح، دور وأثر المنظمات التعاونية في دعم حقوق الانسان وتحقيق التنمية المستدامة، مؤتمرUN لحقوق الإنسان القاهرة 2017 2- العتيبي، محمد الفاتح عبد الوهاب، الجمعيات التعاونية وأسس قيام المشروع التعاوني، ورقة عمل مقدمة الي الاجتماع التمهيدي لتأسيس المنظمة التعاونية الانتاجية المتعددة الاغراض بالمملكة المتحدة UK، لندن نوفمبر 2013
3-العتيبي ، محمد الفاتح عبد الوهاب وقصي همرور، التعاونيات استعراض واستبانة آفاق، أغسطس 2019
4-العتيبي، محمد الفاتح، وآخرين، الدليل الشبكي- شبكة المدربين التعاونيين – وزارة الصناعة والتجارة – جمهورية السودان 2019 – 2020
5- العتيبي، محمد الفاتح، الخطوات الصحيحة لتأسيس وتكوين الجمعيات التعاونيةالخرطوم UNDP السودان 26 فبراير 2022
6- العتيبي، محمد الفاتح عبد الوهاب، مشروعي التعاوني لإنشاء وتأسيس وإدارة وإستدامة المشروعات التعاونية الإنتاجية الرائدة ، أكسفورد للاشتشارات والتدريب، Registration Number 9708175 ، 2016 – 2023
7- راتب، حسن كامل ، التعاونيات العصرية، القاهرة 2018
8- خلف الله، محمد عثمان، مبادئ التعاون في القانون المقارن والتجربة السودانية، الجزء الأول، الطبعة الثانية، الخرطوم 1998
9- منشورات منظمة العمل الدولية ، "التعاونيات" مقتطف من البيان حول الهوية التعاونية، الذي اعتمدته الجمعية العامة للاتحاد الدولي للتعاونيات، 1995 منظمة العمل لدولية ، مكتب العمل الدولي ، الطبعة الأولى https://www.ilo.com
10- ورشة التواصل الفعال بين التعاونيات، منظمة Rhizome التعاونية، لندن 17 يوليو 2016
11- ورشة الخبراء والقيادات التعاونية البريطانية، التعليم التعاوني في التعليم العالي، كلية التعاون البريطانية، مانشستر 27/02/2017
12- المؤتمر السنوي الرابع للتعليم والبحث التعاوني مانشستر 1 - 2 مايو 2017
13- وقائع المؤتمر التعاوني الدولي للحلف التعاوني الدولي "التعاونيات والتنمية المستدامة" كيجالي، رواندا 14-17 أكتوبر 2019
14- قرار الجمعية العامة للحلف التعاوني الدولي حول التعاون من أجل التنمية، تأييد استنتاجات المؤتمر العالمي للحلف التعاوني الدولي "الجمعيات التعاونية من أجل التنمية" ، كيجالي، 14-17 أكتوبر 2019
15- شارك لتنمية المجتمع، برنامج الأمم المتحدة الإنمائي- مختبرات التسريع – جمهورية السودان يناير 2022 UNDP SUDAN
16- لمعرفة المزيد حول عمل منظمة العمل الدولية في مجال التعاونيات، يرجى زيارة الموقع : https://www.ilo.org/coop
17- انظر بتفصيل اكثرمبادئ مبادرة تقنين وتنظيم التعاونيات كلاريتي الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية
https://www.nrecainternational.coop/wp-content/uploads/2016/11/CLARITYArabic.pdf

المراجع الانجليزية
1- Chackochan J Njavallil & Jo.y Joseph, The Cooperatives in India – A Journey over More than 100 Years, Marian College Kuttikkanam https://www.academia.edu/30466356/The_Cooperative_Movement_in_India_Over_the_years_1_.docx
2-Adefela Odueyungbo, COOPERATION AMONG COOPERATIVES: A PANACEA FOR ECONOMICPROSPERITY organized by Lagos Mainland & Surulere Multipurpose cooperative -union-s in September 2019 at Abeokuta.
3- Cooperation among Cooperatives in Action between Japan and Africa 10 Years of ILO/JCCU African Cooperative Leaders’ Study Tour, ilo.org International Labour Organization Route des Morillons 4 1211 Geneva 22 Switzerland https://www.ilo.org/publns
4- Guidelines for Cooperative Legislation Third edition revised by Hagen Henrÿ Copyright © International Labour Organization 1998, 2005, 2012 First published 1998 Second edition 2005 Third edition 2012
href="https://www.ilo.org/wcmsp5/groups/public/@ed_emp/@emp_ent/documents/publication/wcms_195533.pdf" target="_blank" https://www.ilo.org/wcmsp5/groups/public/@ed_emp/@emp_ent/documents/publication/wcms_195533.pdf" class="aEml">class="aLink">https://www.ilo.org/wcmsp5/groups/public/@ed_emp/@emp_ent/documents/publication/wcms_195533.pdf
5- LEGAL FRAMEWORK ANALYSIS NATIONAL REPORT: UNITED KINGDOM ICA-EU PARTNERSHIP , https://coops4dev.coop/sites/default/files/2021-03/United%20Kingdom%20Legal%20Framework%20Analysis%20Report%20.pdf
6- World Cooperative Monitor https://www.monitor.coop
7- Mitch Diamantopoulos, Making Sense of the World Co-operative Movement’s Regional Disparities Mitch Diamantopoulos. Review of International Co-operation Volume 106/2021
8- The 5th Principle Toolkit Designed by The Co-operative College.-print-ed by RAP Spiderweb Ltd. First pubished 2014 by The Co-operative College, Holyoake House, Hanover Street, Manchester, M60 0AS. ISBN 978-0-85195-331-1
9- https://ocdc.coop/wp-content/uploads/2018/11/enabling_coop_dev_english.pdf
10- https://www.co-op.ac.uk/Blog/an-open-mind-part-1
11- https://ocdc.coop/wp-content/uploads/2018/11/enabling_coop_dev_english.pdf
12- Economic integration and cooperation among cooperatives / Cooperatives of the Americas. [San Jose, Costa Rica]: Cooperatives of the Americas, 2021 35 pages, color illustrations ISBN 978-9968-13-070-7

13- ECONOMIC INTEGRATION AND COOPERATION AMONG COOPERATIVES: Successful cases of practical application of the 6th cooperative principle in the Americas Region 2021
14-LEGAL FRAMEWORK ANALYSIS NATIONAL REPORT: UNITED KINGDOM ICA-EU PARTNERSHIP, https://coops4dev.coop/sites/default/files/2021-03/United%20Kingdom%20Legal%20Framework%20Analysis%20Report%20.pdf
15- https://www.ica.coop/en/legal-framework








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. صندوق النقد يتوقع ارتفاع حجم الناتج المحلى لمصر إلى 32 تريلي


.. أرقام تهمك فى خطة التنمية الاقتصادية والاجتماعية لعام 2025/2




.. بين نيلين - حرب السودان تهدد إنتاج النفط في جنوب السودان


.. كيف هي العلاقة بين البنوك الفلسطينية والإسرائيلية؟




.. عيار 21 الآن.. سعر الذهب اليوم السبت 27 إبريل 2024 بالصاغة