الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


النيجر والاستعمار الجديد!

عادل احمد

2023 / 8 / 7
مواضيع وابحاث سياسية


ان الانقلاب العسكري الذي حصل في النيجر قبل أيام، فجر في الوقت نفسه مدى عمق الصراع العالمي وعدم الاستقرار السياسي العالمي. ليس من الصدفة ان تحدث الانقلابات العسكرية في القارة الافريقية في ظل الظروف والصراعات والتغيرات السياسية والاقتصادية العالمية… ان التغير في ميزان القوى العالمية والتغير في المكانة الاقتصادية للعالم القديم المتمثل بنزول المنحنى الاقتصادي الأمريكي والغربي، المسيطر على العالم حتى وقت قريب. بدأ بالعد التنازلي وصعود القوة الاقتصادية الصينية والهندية والروسية والبرازيلية وجنوب افريقيا، في خضم الوضع المتأزم للنظام الاقتصاد الرأسمالي العالمي، هي جوهر ومحور التغيرات بالإضافة الى تحول ثلاث ارباع العالم نحو الفقر المدقع وارتفاع وتيرة الاحتجاجات الجماهيرية في العالم وخاصة في قلب الاقتصادات الغربية، تُعد هذه المظاهر من سمات عالم اليوم.

تظهر للعيان في اول وهلة بأن الانقلاب في النيجر هو بالضد من فرنسا الاستعمارية، وإراقة دماء الشعب النيجرية وبالضد من الشركات الفرنسية والغربية والتي تتسبب في افتقار والجوع والبطالة داخل المجتمع النيجر والتي هي جانب من الصحة، ولكن من هذه الناحية، ان ابطال الانقلاب اليوم كانوا جزء من السلطة السابقة وكان يتغذى على الثروة التي كانت تحصل عليها في حماية الشركات ومصالح الغربية. وتظهر من جانب اخر برفع الاعلام الروسية في التظاهرات المؤيدة للانقلابين كرمز المناهض للاستعمار الفرنسي والغربي والتي هي في الحقيقة ان حصلت فان أسماء الشركات فقط تتغير ومكان توجه الرأسمالي وارباحها تتغير اما نحو الصين او روسيا فهذا لا يغير شيئًا من الجوع والفقر وامتصاص الدماء الشعب النيجري وخاصة الطبقة العاملة والكادحة في هذا البلد.

ان إظهار دولة روسيا الحالية كرمز للمقاومة والاستعمار الغربي هو محل سخرية لان روسيا اليوم تبحث عن مصالحها الرأسمالية وتوسيع مناطق نفوذها كما تحاول الدول الغربية الأخرى وليس هنا مكان بان تلتقي مصالح الفقراء من العمال والكادحين مع مصالح روسيا قطعا وانما رؤيتان ومصلحتان مختلفتان ومتناقضان بين مصلحة روسيا والصين مع مصلحة العمال والكادحين والفقراء …

من جانب اخر قدمت الدول القادة الأفريقية ( اكواس) مهلة حتى يوم الاحد ان لم ترجع السلطة الى الحاكم السابق ألرئيس محمد بازوم فان التدخل العسكري، والقوة سوف تفرض على النيجر، حتى إجبارها على التخلي عن انقلابها العسكري. وان هذا القرار مدعوما من قبل أمريكا والغرب لإشعال حربا أخرى في القارة الافريقية وقد ينتشر اوارها نحو الدول الأخرى، وخاصة قررت الدول مثل بوركينا فاسو و مالي والچاد بان تقف بجانب السلطة الحالية في النيجر، أي ان الاندلاع القتال والحرب سوف تجري في القارة الافريقية وتؤدي الى عدم الاستقرار في هذه القارة رغم ازدياد الفقر والجوع بين شعوبها… نستخلص من احداث النيجر بان الدول الغربية وامريكا وروسيا والصين لا ترحم ابدا ولا يهم الذعر والخوف والقتال والدمار عندما تتجه مصالحها نحو الخطر ولا يهتم بقتل عشرات الالاف او مئات الالاف من الناس من جراء سياساتها كما فعلو في أوكرانيا والتي يُقتل يوميا الاف من الجنود الاوكراني والروسي فقط من أجل السيطرة والنفوذ والبحث عن المصالح الأغنياء والشركات… او التخطيط ولاستفزازات المتواصلة، وعدم الاستقرار في تايوان وشرق اسيا بين أمريكا والصين. ان هذه الحروب جميعها رجعية تجرى ضمن البحث عن المصالح الدول الامبريالية وعن تقسيم العالم والنفوذ بينهما… وكذلك لا الروسيا ولا الصين رمز للمقاومة ضد أمريكا والغرب وانما تبحث عن حصتها في التقسيم العالم من جديد والحصول على المزيد من المصالح، في القارة الافريقية…

ان العمال والكادحين في النيجر وفي افريقيا لا مصلحة لهم في الحروب الرجعية بين اللصوص وانما بالعكس سوف ينالون حصتهم من الفقر والجوع، ويزداد بؤسهم أكثر، وان فصل صفوفهم ومصالحهم عن مصالح حكوماتهم وعن مصالح حكومات الدول الغربية والشرقية هي الخطوة الإيجابية وهي الخطوة الصحيحة المناهضة للخطة الاستعمارية الجديدة والتي لا تختلف من الجوهر عن الاستعمار القديم التقليدية …








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بهجمات متبادلة.. تضرر مصفاة نفط روسية ومنشآت طاقة أوكرانية|


.. الأردن يجدد رفضه محاولات الزج به في الصراع بين إسرائيل وإيرا




.. كيف يعيش ربع سكان -الشرق الأوسط- تحت سيطرة المليشيات المسلحة


.. “قتل في بث مباشر-.. جريمة صادمة لطفل تُثير الجدل والخوف في م




.. تأجيل زيارة أردوغان إلى واشنطن.. ما الأسباب الفعلية لهذه الخ