الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أنظمة التسلط والفساد والنفاق العربية ومستقبل الأمة

كاظم ناصر
(Kazem Naser)

2023 / 8 / 8
مواضيع وابحاث سياسية


عانى الوطن العربي خلال القرون التي تلت سقوط الدولة العباسية في منتصف القرن الثالث عشر، وخاصة منذ الحرب العالمية الأولى من أنظمة حكم شمولية تسلطية يسيطر على كل منها " ولي أمر " فاسد يتحكم بكل السلطات، ولا هم له سوى الاستمرار في الحكم، ونهب ثروات البلاد، والتحكم " بشعبه " المغلوب على أمره.
هذه هي الحقيقة المرة التي لا يقبلها ويسكت عن استمراها إلا المنتفعين من هذه الأنظمة سواء كانوا من الأسرة الحاكمة، أو من الوزراء والنواب وكبار موظفي الدولة وقادة الجيش والمخابرات، أو من رجال الدين الذين يفتون حسب طلب سيدهم، أو من الإعلاميين المرتزقة الذين يسخرون وسائل الإعلام المرئية والمسموعة والمقروءة لخداع الشعوب بقلب الحقائق وتزوير التاريخ، أو من مغيبي الفكر والعقل من الدهماء والرعاع الذين يعتقدون أن رأس النظام لا يفعل إلا ما فيه الخير لشعبه ولا يجوز انتقاده!
هذه الأنظمة القائمة على أحقية الحكم بالتوريث، أو تلك القائمة على الانقلابات والانتخابات المزورة التي لاشرعية دستورية لها، يرأسها قادة فاسدون انهزاميون محتالون على شعوبهم يستخدمون الأنساب الدينية والعائلية المزيفة لخداع الشعوب وتزوير التاريخ للبقاء في الحكم.
ولهذا فإن الإنسان العربي الذي كان حتى نهاية السبعينيات من القرن الماضي ينظر بتفاؤل لمستقبله ومستقبل الأجيال القادمة، ويحلم بالمشاركة في صنع القرار السياسي، وتوحيد وطنه، والقيام بدوره في حمايته ومنازلة الصهاينة وتحرير فلسطين، واستثمار ثروات بلاده الهائلة في تطوير التعليم والصحة والصناعة والزراعة، أصيب بخيبة أمل كبيرة لتلاشي تلك الأحلام بعد تمادى " أولياء الأمر " الأشاوس في طغيانهم وحرمانه من أبسط حقوقه السياسية والاجتماعية، وتخلي معظمهم عن القضية الفلسطينية، والسماح لدول الغرب بالتدخل في شؤون دولهم الداخلية، وإقامة القواعد العسكرية لاستخدامها في حماية أنظمتهم وفي اشعال الفتنة بين شعوبهم والقتال البيني بين دولهم.
هذه الأنظمة بقياداتها التسلطية الفاشلة سياسيا واقتصاديا وأمنيا، وبقوانينها التي يستطيع الحاكم تغييرها " بجرة قلم " متى شاء، وبمؤسساتها الفاسدة، وانصياعها للإرادة الصهيونية، واعتمادها على القوى الأجنبية لحمايتها لا تعبر عن طموحات الشعوب العربية، ولا تستطيع ان تحمي الأقطار العربية التي تحكمها من الأعداء الطامعين بالهيمنة عليها وعلى مقدراتها، ولا يؤمل منها خيرا، وإذا استمرت في الحكم، فمن المتوقع أن تقود أمتنا إلى المزيد من التمزق والهزائم والانكسار والضياع.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. -غادرنا القطاع بالدموع-.. طبيب أمريكي يروي لشبكتنا تجربته في


.. مكتب نتنياهو: الحرب لن تنتهي إلا بعد القضاء على قدرات حماس ع




.. وزير الخارجية السعودي يتلقى اتصالًا هاتفيًا من نظيره الأميرك


.. حرب غزة: بنود الخطة الإسرائيلية




.. الجيش الأميركي: الحوثيون أطلقوا صاروخين ومسيّرات من اليمن |