الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المخدرات وتأثيراتها الاجتماعية والأخلاقية والصحية

فلاح أمين الرهيمي

2023 / 8 / 8
مواضيع وابحاث سياسية


لقد حظيت ظاهرة تعاطي المخدرات باهتمام كبير من قبل علماء النفس وعلماء الاجتماع والقانون وصناع السياسة حيث ذكر الدكتور قاسم حسين صالح رئيس جمعية علم النفس العراقية : إن الإنسان يتناول ويتعاطى المخدرات في الحالات التالية : بتصرف عدم رضا وقناعة الإنسان عن الحياة التي يعيشها والقلق والخوف الذي يشعر به الآن ومن المستقبل والفقر والجوع والبطالة والتطرف الديني والضغوط النفسية والانفتاح الواسع على الحياة والمجتمعات الغربية والدول المتقدمة الأخرى الذي يدفع بالشباب المراهقين إلى تعاطي المخدرات وتضاعف حالات الطلاق والتفكك الأسري وتسيب الأبناء وفشل التربية والتعليم وظاهرة الفقر والجوع والبطالة وقيام الجامعات بتخريج الوجبات تلو الوجبات وترميهم في مستنقع البطالة والتي دفعت أولياء أمور الطلبة بسحب أبنائهم من كراسي الدراسة ورميهم في سوق العمل عتالين وبائعي أكياس النايلون واختلاطهم بالأشرار والمتسيبين التي انتشرت بينهم تعاطي المخدرات وبسبب الفقر والجوع أصبح رب الأسرة وكذلك ربة الأسرة يتركون بيوتهم ويهملون أبنائهم من الصباح حتى المساء يركضون وراء توفير لقمة العيش لهم ولعوائلهم مما جعلهم يهملون أبنائهم وعدم مراقبتهم وتربيتهم وانتشرت ظاهرة الفساد الخلقي وتعاطي المخدرات والعنف الأسري.
إن جميع هذه الأسباب والعوامل تجثم بكابوسها على صدور أبناء الشعب العراقي وأصبح يتعاطى المخدرات من أجل الهروب من الواقع المؤلم والمزري الذي يعيشه وعندما يتناولون المخدرات يلجأون إلى النوم والخمول من أجل أن يشاهدوا الأحلام الجميلة وكما يقول الجواهري الكبير :
نامي جياع الشعب نامي ---- حرستك آلهة الطعام
نامي فإن لم تشبعي ---- من يقظة فمن منام
نامي على زبد الوعود ---- يداف في عسل الكلام
نامي تزرك عرائس الأحلام ---- في جنح الظلام
تتنوري قرص الرغيف ---- كدورة البدر التمام
وتري زرائيك الفساح ---- مبلطات بالرخام
إن الأضرار والآثار التي تسببها المخدرات تحلل القيم وتدمير الأخلاق لأن انتشارها بين أبناء الشعب وخاصة الشباب يؤدي ليس فقط الأضرار بالصحة الجسدية والنفسية للمتعاطي لها وإنما تؤخر وتؤثر وتعرقل منجزات الدولة وخططها التنموية وتضعف أمنها الداخلي والخارجي أيضاً حيث توظف وتعمل المافيات الدولية للمخدرات في القضايا السياسية وخاصة عندما تهملها الدولة وتكون منشغلة عنها بجوانب أخرى تعدها هي الأخطر مثل الإرهاب الداعشي وخاصة في العراق فأدت إلى دفع أبناء الشعب إلى تعاطي المخدرات بهذه السعة والانتشار الخطير والكبير الذي أصبح خطره يهدد جميع أبناء الشعب العراقي وخاصة الشباب.
لقد ذكرت وسائل الإعلام أن مصدر دخول المخدرات وانتشارها مصدرها إيران وسوريا وقد دفعت رئيس الوزراء السوداني بالسفر إلى إيران وسوريا وعقد اتفاقيات مع المسؤولين فيها على مكافحة المخدرات لمنع تسربها إلى الشعب العراقي وتدميرهم ولكن لا زالت المخدرات تنتشر في العراق ... كما أن ظاهرة المخدرات عانى منها الشعب الصيني عندما كانت مستعمرة من قبل بريطانيا ونشرت المخدرات بين أبناء الشعب الصيني من أجل أن تسبب بينهم الخمول والخنوع والطاعة العمياء وعدم التحرك والنضال ضد الاستعمار البريطاني ... وبعد الثورة الجريئة والعملاقة للشعب الصيني بقيادة الزعيم ماوتسي تونغ وتحرره من الاستعمار البريطاني عام/ 1949 بقيت ظاهرة المخدرات تنهش وتنهك الشعب الصيني مما دفع بالقائد العظيم ماوتسي تونغ أن يشن على المخدرات حرب ضروس بين أبناء الشعب الصيني أطلق عليها (حرب الأفيون) حتى استطاع التخلص منها وأصبح الشعب الصيني من الشعوب العظيمة في التقدم والتطور بقيادته الفذة.
وظاهرة المخدرات وانتشارها بين أبناء الشعب العراقي وخاصة الشباب لا تتم معالجتها والتخلص منها بالعنف والعقاب والملاحقة وإنما يتم معالجتها أولاً بدراسة ومعالجة العوامل والأسباب التي سببت استعمالها وانتشارها وبالدرجة الأولى للفقر والجوع والبطالة ومعالجة العنف الأسري وأسبابه ومن ثم تعالج عن طريق الوسائل العلمية الصحيحة والعمل وبشكل خاص علم النفس والإقناع لأن الإنسان حريص على ما منع كما أن أية ظاهرة في الوجود تكمن وراء ظهورها أسباب وعوامل إما أن تكون إيجابية أو سلبية وظاهرة تفشي المخدرات بهذا الشكل بين أبناء الشعب العراقي يجب معالجة الأسباب والعوامل التي أدت إلى تفشي هذه الظاهرة كالفقر والبطالة والتطرف الديني والضغوط النفسية وغيرها من الأسباب التي يعاني منها الشعب العراقي.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. صحن طائر أو بالون عادي.. ما هي حقيقة الجسم الغريب فوق نيويور


.. دولة الإمارات تنقل الدفعة الـ 17 من مصابي الحرب في غزة للعلا




.. مستشار الأمن القومي: هناك جهود قطرية مصرية جارية لمحاولة الت


.. كيف استطاع طبيب مغربي الدخول إلى غزة؟ وهل وجد أسلحة في المست




.. جامعة كولومبيا الأمريكية تؤجل فض الاعتصام الطلابي المؤيد لفل