الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


النيجر: حول التدخل العسكري المتوقع من المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا

أحمد رباص
كاتب

(Ahmed Rabass)

2023 / 8 / 9
الإستعمار وتجارب التحرّر الوطني


أعطت المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا مهلة سبعة أيام، انتهت يوم امس الأحد، للانقلابيين لإعادة الرئيس المنتخب محمد بازوم إلى مهامه، تحت طائلة التهديد باستخدام "القوة".

بعد ساعات قليلة من انتهاء المهلة النهائية للمجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا (إيكواس)، لا تزال الشكوك قائمة بشأن التدخل العسكري المحتمل لكتلة غرب إفريقيا في النيجر. وصدرت عن دولتين متجاورتين، هما نيجيريا والجزائر، انتقادات مضادة للمهلة وما رافقها من تهديد بالتدخل العسكري.
منحت المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا يوم الأحد 30 يوليوز، سبعة أيام للانقلابيين لإعادة الرئيس المنتخب محمد بازوم إلى مهامه، تحت طائلة التهديد باستخدام "القوة". انتهي الإنذار يوم أمس الأحد.
في الوقت الحالي، لم يبد المجلس العسكري الذي تولى السلطة في 26 يوليوز في نيامي، برئاسة الجنرال عبد الرحمن تشياني، أي رغبة في التنازل.
في يوم الجمعة رابع غشت، حدد رؤساء أركان المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا "ملامح" "تدخل عسكري محتمل" ضد المجلس العسكري النيجيري، وفقا لمسؤول في المنظمة الإقليمية". وصرح مفوض الشؤون السياسية والامن عبد الفتو موسى لوكالة فرانس برس من اجتماع في ابوجا بنيجيريا بأنه "تم تحديد كل عناصر التدخل المحتمل، بما فيها الموارد اللازمة ولكن ايضا كيف ومتى سننشر القوة".
لم يتم تسريب أي تفاصيل عن هذا التدخل. وحذر عبد الفتو موسى من أن "المجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا لن تخبر الانقلابيين متى وأين سنضرب"، في إشارة إلى "القرار العملي الذي سيتخذه رؤساء دول" كتلة غرب إفريقيا. من جانبهم، وعد الانقلابيون في نيامي هذا الأسبوع "برد فوري" على "أي اعتداء".
وأعلنت عدة جيوش في غرب إفريقيا، من بينها السنغال، أنها مستعدة لإرسال جنود. قال وزير الخارجية السنغالي عيساتا تال سال، يوم الخميس، إن السنغال ستشارك في تدخل عسكري محتمل في النيجر إذا قررت المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا القيام بمثل هذا الإجراء. في حديثها للصحافة بداكار، تذرعت رئيسة الدبلوماسية بالالتزامات الدولية لبلدها تجاه الجماعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا وشددت على أن "الانقلاب" كبيرا جدا".
وأوضحت الوزيرة السنغالية الأسباب الداعية إلى "ضرورة رحيل" الجنود السنغاليين. وقالت " السبب الأول هو أننا في منظمة جماعية. للسنغال توقيع دولي ولا يمكن أن تكون عضوا في المجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا وتتجنب قراراتها". وأضافت عيساتا تل سال: "والسبب الثاني أن السنغال مقتنعة بوجوب وقف هذه الانقلابات، ولهذا السبب نحن ذاهبون إلى هناك".
كما أكد مصدر مقرب من الوفد الإيفواري في أبوجا لوكالة فرانس برس إرسال قوات مسلحة، دون تحديد العدد المحتمل من الرجال الذين تم حشدهم.
يوم السبت 5 غشت، دعا أعضاء مجلس الشيوخ لنيجيريا، وهي كتلة ثقيلة في المجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا يبلغ عدد سكانها 215 مليون نسمة والتي تشترك في حدود طولها 1500 كيلومتر مع النيجر، الرئيس بولا تينوبو إلى "تعزيز الخيار السياسي والدبلوماسي".
وبحسب الصحافة النيجيرية ، أعرب غالبية أعضاء مجلس الشيوخ خلال جلسة مغلقة عن معارضتهم لعملية عسكرية. ومع ذلك، وفقا لدستور البلاد، لا يمكن لقوات الأمن القتال في الخارج دون موافقة مسبقة من مجلس الشيوخ، إلا في حالة وجود "مجازفة أو خطر وشيك" على الأمن القومي.
وقال أعضاء من مجلس الشيوخ يتحدرون من شمال البلاد في بيان وقعه المتحدث باسمه سليمان كاو سميلة: "الضحايا سيكونون مواطنين أبرياء يمارسون حياتهم اليومية"، مضيفا أن الناس في شمال البلاد "سيتأثرون سلبا".
يوم 31 يوليوز، لم يكن قائد الجيش النيجيري، الجنرال كريستوفر موسى، ضد التدخل العسكري. نحن ندافع عن الديمقراطية وهذا يجب أن يستمر.
وأبدت الجزائر، التي ليست عضوا في الإيكواس لكنها تشترك في حدود 1000 كيلومتر مع النيجر، تحفظات مساء السبت. وقال الرئيس عبد المجيد تبون في تصريحات للتلفزيون العمومي إن التدخل سيكون "تهديدا مباشرا" لبلاده. وأضاف "لن يكون هناك حل بدوننا (الجزائر)" خوفا من أن " يشتعل الساحل كله" في حالة التدخل.
الكل على علم بأنه يمكن للانقلابيين في نيامي الاعتماد على دعم جارتين هما بوركينا فاسو ومالي، اللتين حذرتا من تضامنهما مع النيجر وأن أي تدخل مسلح سيعتبر "إعلان حرب" ضدهما. ومع ذلك، تواجه هذه الدول التي يقودها المجلس العسكري، مثل النيجر، عنفا جهاديا متكررا يتحدى قواتها.
من جهتها دعت روسيا، يوم الأربعاء، إلى "حوار" لتجنب "تدهور الوضع" في النيجر، محذرة من أي تدخل مسلح أجنبي. وقالت ماريا زاخاروفا، المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية، لوكالات الأنباء الروسية: "نعتبر أنه من المهم للغاية عدم السماح بمزيد من التدهور للوضع في البلاد، ونعتقد أنه من الضروري تنظيم حوار وطني لاستعادة السلم الأهلي وضمان القانون والنظام".
وقالت فرنسا يوم السبت إنها تؤيد "بحزم وتصميم" جهود الايكواس لدحر محاولة الانقلاب، معتبرة أنها على المحك "بالنسبة لمستقبل النيجر واستقرار المنطقة بأسرها". في نفس الإطار، صرحت رئيسة الدبلوماسية الفرنسية كاثرين كولونا صباح السبت ل"فرانس أنفو" أنه من الضروري "التعامل بجدية شديدة مع التهديد باللجوء إلى التدخل" من المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا. في مقابلة أخرى مع موقع إذاعة "فرانس أنتير"، اعتبرت أنه مع النيجر ، تعلق الأمر "بانقلاب إضافي"، بعد تينك الانقلابين اللذين حدثا في مالي وبوركينا فاسو في العامين الماضيين.
تدهورت العلاقات بين المجلس العسكري والقوة الاستعمارية السابقة في الأيام الأخيرة. وتنكر الانقلابيون، مساء الخميس، لاتفاقيات التعاون العسكري والأمني ​​مع باريس، التي تنشر 1500 جندي في النيجر لمحاربة الإرهاب.
إن احتمالية التدخل العسكري لدول غرب إفريقيا غير مؤكدة على الإطلاق. لا يزال الحل الدبلوماسي هو المفضل، وفقا لعبد الفتو موسى، مفوض المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا للشؤون السياسية والأمن. قال: "نريد الدبلوماسية أن تعمل". وتتبنى بنين نفس الموقف، وهي دولة مجاورة للنيجر وعضو في المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا.
كما دعا العديد من المستشارين الغربيين إلى الحوار، ولا سيما في ألمانيا. هكذا دعت برلين، يوم الجمعة، إلى مواصلة "جهود الوساطة" مع المجلس العسكري من أجل إيجاد حل سياسي وتجنب أي تدخل عسكري. وقال متحدث باسم وزارة الخارجية الألمانية: "من المهم أن نفسح المجال أولاً لجهود الوساطة وأن يمكن تنفيذ جهود الوساطة هذه، على أمل التوصل إلى حل سياسي".
غادر وفد من المجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا، بقيادة الرئيس النيجيرى السابق عبد السلام أبو بكر، نيامي ليلة الخميس/الجمعة بعد تقديم مقترحات "لحل الأزمة" لأعضاء المجلس العسكري.
بالنسبة لبرلين، يبدو أن عملية التفاوض "ما زالت في بدايتها فقط". وقال المتحدث الرسمي: "لأن العقوبات التي فرضتها المجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا بدأت بالكاد في السريان، ونرى أيضا أن التماسك [...] داخل القوات المسلحة ليس بالقدر الذي يريده الانقلابيون".
وتبقى الدبلوماسية هي "الحل المفضل" لاستعادة النظام الدستوري في النيجر، كما أعلن وزير خارجية بنين يوم الجمعة، الذي أكد دعم بنين للمجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا في حالة اتخاذ إجراءات مستقبلية. وقال أولشيجون أدجادي باكاري في مؤتمر صحفي في كوتونو إن "موقف المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا الذي تتحالف معه بنين هو إطلاق سراح الرئيس بازوم وإعادته إلى مهامه". وأضاف الوزير: "تظل الإجراءات الدبلوماسية الجارية هي الحل المفضل للجميع في الوقت الحالي. ولكن إذا حدث ذلك غدا [...] مهما كانت الإجراءات التي تتخذها المجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا، فإن بنين ستنضم إلى هذا الإجراء كعضو في المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا".
عن: L EXPRESS








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. واشنطن بوست: صور جوية تكشف ملامح خطط إسرائيل لما بعد حرب غزة


.. المعارضة الكردية الإيرانية تصف طلب إيران بجمعها في مخيمات بـ




.. عشرات القتلى والمصابين في هجمات إسرائيلية على مناطق عدة في ا


.. دانيال هاغاري: قوات الجيش تعمل على إعادة 128 مختطفا بسلام




.. اللواء الدويري: الجيش الإسرائيلي يتجاهل العوامل الغير محسوسة