الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


كتب المسلمين الاعلى مبيعا في اسرائيل.. اشكال من العنصرية ضد الشرق

نائل الطوخي

2006 / 11 / 6
قراءات في عالم الكتب و المطبوعات


هل ما ينجح في أمريكا ينجح بالضرورة في إسرائيل؟
في أكبر الصحف الإسرائيلية يتم فجأة إبراز خبر عن قرب صدور رواية خالد حسيني الثانية بعد روايته الأولي طيار الطيارات الورقية. الكاتب أفغاني، و قفزت روايته الأولي مع صدورها لأول مرة إلي قمة قوائم أعلي المبيعات في نيوييورك تايمز لمدة 103 أسبوعا متواليا و في إسرائيل ل105 أسبوعا متواليا. هناك نسق يحكم العملية، فالكتاب رافقته عدة كتب أخري ترجمت إلي العبرية، وأبرز مثالان لها، أن تقرأ لوليتا في طهران لإزار نفيسي الإيرانية وبرسبوليس لمرجان سترابي الإيرانية كذلك. الكتاب الثلاثة هاجروا من البلدان الإسلامية و يعيشون في الغرب، و هم لا يمثلون الإسلام التقليدي الذي تواجهه إسرائيل منذ نشأتها في الشرق الأوسط، وإنما إسلام أكثر بعدا، في أفغانستان و إيران، و أكثر أصولية كذلك، و بدأ صيته يعلو منذ ثمانينيات القرن الماضي، بالتزامن مع العداء الإسرائيلي لإيران و الأمريكي لأفغانستان. هل يمكن أن يعد هذا سببا لنجاح الأعمال المشابهة في إسرائيل. أنها أعمال صادرة تنتقد صورة الإسلام الأصولي الذي توجه له إسرائيل سهام اتهاماتها، و صادرة عن مسلمين رأوا بأعينهم ما يحدث في بلادهم، أي بعبارة أخري، لأنها تمثل دليلا علي أن شاهدا من أهلها قد شهد أخيرا. كيف يمكن فصل هذا عن العنصرية الغربية، والإسرائيلية بالطبع، التقليدية ضد الشرق و الإسلام؟
في عرضه لكتاب خالد حسيني يقول الناقد الأدبي المتخصص في تاريخ أفغانستان، بن تسيون يهوشواع، مستحضرا رمزية الطائرة الورقية في الرواية: قضي صعود طالبان علي هذ الرمز المتخيل للحرية حيث تم منع تطيير الطائرات الورقية. فقط في كاليفورنيا، و التي وجد فيها البوشتون الأفغان المنفيون حريتهم، نجحوا أن يطيروا الطائرات الورقية تعبيرا عن الحنين للوطن القديم قبل أن يعرف الثورات: الشيوعية و الإسلامية الأصولية القاتلة، و التي حصدت حياة أكثر من مليون شخص.
وبخصوص رمزية الطائرة الورقية، يقول أحد اليهود ذوي الأصل الأفغاني عن اللعبة الأسيوية بامتياز: قرأت الكتاب والمقالة، هو كتاب ممتع عندما تقرأه مع وصف لما يحدث في افغانستان، الآن و قبل خمس أو ست سنوات. باعتباري ابنا لمهاجر من افغانستان كنت اعرف دوما أنه باستثناء الطائرات الورقية لم يكن لدي الأطفال ما يلعبون به. هؤلاء الأفغان بوشتونيون يبحثون عن الاحترام والوقار إلي درجة المرض و هم منطوون بداخل ذاتهم.

كتب مثيرة للأعصاب

لا يمكن حصر الكلام في الصحف الإسرائيلية عندما يتعلق الأمر بأعمال مثل هذه عن جماليات الأعمال، فالأعمال، حتي و إن اتخذت شكل الكوميكس، مثل برسبوليس و ان تقرأ لوليتا في طهران هي أعمال جادة لدرجة أنها قد تثير أعصاب بعض الإسرائيليين عندما يسمعون عن التعاطف معها من الناحية الأدبية، يخرج بعضهم عن طوعه ويبرز عنصريته بدون مواربة. يقول قارئ ردا علي عرض يهوشواع:
من قراءة عرض الكتاب لم يخطر لي و لو للحظة أي تعاطف مع المجتمع الأفغاني. هم يجلبون هذا علي أنفسهم و سوف يكبر الأطفال الأبرياء ليكونوا هم من يهتفون لمشهد رجم النساء الرائع. في افغانستان لا يمكن اتهام الدول الغربية الكبري و تنهار النظريات الماركسية الجديدة أمام التوجه الذاتي للمجتمع الأفغاني في تدمير نفسه و قمع نسائه. من جانبي لا يهمني إن كانوا هاجروا الواحد وراء الآخر بشرط أن يظلوا بعيدين عني. المشكلة الوحيدة هي أننا نعيش في ظل عولمة وهؤلاء الوقحاء يتجرأون علي إرسال القتلة إلي المجتمعات المستنيرة التي لا تكون فيها المرأة كلبة مغطاة بنقاب!! لو سألتموني سأقول لكم إنهم يستحقون كل ما يحدث لهم.
ليس فقط أن الأمر يقتصر علي إدانة الاستبداد الشرقي والإسلامي، كما هو معهود من دولة تري نفسها جزءا من الغرب، وإنما يتم ربط هذه الأعمال بالأعمال الموجهة ضد إسرائيل نفسها كذلك، و ليس ضد المجتمعات المستنيرة بشكل عام. في عرضه للرواية يذكر موقع دار نشر يديعوت أحرونوت والتي أصدرت أن تقرأ لوليتا في طهران لإزار نفيسي:
في هذا الوقت من الأيام العاصفة و المدوية عندما يكون الإسلام ضد حرية التعبير والليبرالية، و ضد العالم و الثقافة الغربيين. بعد الحادث القاسي في شرم الشيخ الذي قام به رجال القاعدة والذين نفذوا عملية قاتلة ضد السياحة في سيناء بزعم أن العملية حدثت ضد السياح الذين يأتون ومعهم الإباحية و التحرر الجنسي، يعد كتاب نفيسي وثيقة قيمة لأنه شهادة من الداخل عن المجتمع الذي نمت فيه الطائفة القاتلة الأكثر تهديدا للعالم.
لا يوافق علي هذا الرأي الصحفي في معاريف، مناحم بن، يقول أن الكتاب قد نال أكثر مما يستحق و لا يبدو مرحبا بحقيقة أنه قفز علي رأس قوائم أعلي المبيعات في إسرائيل:
هذا غريب جدا إذا وضعنا في عين الاعتبار حقيقة أن الحديث هو عن كتاب مجهد جدا، وعن ربط قسري بما يكفي بين مقالات أدبية جدا، حتي وإن لم تكن لامعة للغاية، و بين الخبرات الشخصية في الجمهورية الإسلامية. لماذا؟ هذا أمر غير واضح، و لكني أستنتج استنتاجا خاصا بأنه في البداية فاسم الكتاب ناجح جدا، مثير و محكم جدا. و ثانيا فعلي غلاف الكتاب إشارة إلي أنه ظل لمدة 35 أسبوعا علي رأس قائمة أعلي مبيعات النيويورك تايمز. و الجمهور الإسرائيلي المثقف لا يمكنه أن يصمد أمام إغراء كهذا. مع كل هذا أعود و أكرر: هذا الكتاب لايستحق.
هل لمناحم أسباب عنصرية في رفض الكتاب. يقول قارئ ردا عليه:

نساء وحريات

ربما لا يحتمل مناحم بن أن يري اهتماما مخلصا من الإسرائيليين بالوجه الإنساني ل­أعوذ بالله _ الإيرانيين، و لكن الحقيقة هي ان الحديث هو عن كتاب جذاب يضيف أبعادا إلي الصورة ذات البعد الواحد التي لدينا عن كل ما يتصل بأراضي الإسلام عامة، و بإيران خاصة. يبدو أن بن لم يجهد نفسه بقراءة الكتاب الذي يشكل مقالة مهمة و ذكية عن الحياة في إيران من وجهة نظر مثقفة تنظرإلي ثورة الخميني بعيون الأدب الغربي.
و مثلما هو كتاب إزار نفيسي، فكتاب مرجان سترابي برسبوليس، ينتمي لنوعية الكوميكس الخفيفة، هو مزود بصور كاريكاتورية، و ينتقد تشدد إيران الإسلامية في مواجهة النساء والحريات الشخصية عموما. إسرائيليون كثيرون راضون عنه، حيث يصور لهم ما يريدون أن يسمعوه من الكتاب و من الكاتبة علي حد سواء. كتبت سترابي مقدمة خاصة للطبعة العبرية من الكتاب، وفي حوار مع مترجمة الكتاب، شاري جوتمان، علي موقع جالي تساهال، تذكرأنها حادثت الكاتبة تليفونيا، وعبرت هذه عن أسفها لأنها لا تستطيع زيارة إسرائيل. تبرر جوتمان هذا: أبواها لا يزالان في إيران و هي تخاف أن يمسهما سوء إن سمعا أنها زارت إسرائيل. طبعا هذا امر لا يحدث كثيرا أن يتوجه إيراني إلي الجمهور الإسرائيلي. حتي في محادثاتي معها كانت متأثرة جدا بأن كتابها سيتم توزيعه في إسرائيل. وسألتني أسئلة كثيرة إذا ما كانت لنا مشاكل في موضوع الدين و الدولة.
كذلك تطل من بين سطور مقارنة بين الشرق الإسلامي ذي البعد الواحد و إسرائيل الغربية المركبة، في صورة رمزية هذه المرة، مقارنة مرجان سترابي بآنا فرانك، الطفلة صاحبة أشهر مذكرات عن الهولوكست النازي، و التي هي مثل إسرائيل في صورتها العنصرية عن ذاتها: طفلة موكبة في مواجهة مجتمعات متقدمة و لكنها مبسطة وساذجة. يذكر موقع نعنع في تقديمه لكتاب سترابي:
مذكرات أنا فرانك في الواقع هي، حتي في النسخة الخاضعة للرقابة، معقدة و مليئة بتيارات من أعماق مظلمة يصعب علي الأطفال قراءتها. يوميات أنا فرانك هو كتاب للكبار حتي لو كانت من كتبته طفلة تبلغ اربعة عشر عاما. في مقابل هذا فبرسبوليس هو كتاب سلس، سهل القراءة جدا وغير مركب. هو يعرض، من وجهة نظر طفلة، قضايا مثل الأسري السياسيين، التعذيب، الحبس، والمظاهرات، و يجسد مفاهيم مجردة مثل الاستبداد الحرية و يرينا كيف تعمل في الواقع، و لكن كل هذا بدون الدخول في ميلودراما عملاقة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. غزة ..هل يستجيب نتنياهو لدعوة غانتس تحديد رؤية واضحة للحرب و


.. وزارة الدفاع الروسية: الجيش يواصل تقدمه ويسيطر على بلدة ستار




.. -الناس جعانة-.. وسط الدمار وتحت وابل القصف.. فلسطيني يصنع ال


.. لقاء أميركي إيراني غير مباشر لتجنب التصعيد.. فهل يمكن إقناع




.. نشرة إيجاز بلغة الإشارة - نحو 40 شهيدا في قصف إسرائيلي على غ