الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


التعددية الحضارية واثرها في بناء المجتمع

محمود شاكر شبلي

2023 / 8 / 9
مواضيع وابحاث سياسية


تعتبر الهند والولايات المتحدة من الأمثلة القوية على المجتمع التعددي. ففي الهند نجد تعددية دينية لا مثيل لها، مواطنو الهند يتّبعون ديانات مختلفة مثل الهندوسية، المسيحية، الإسلام، السيخية، اليانية، البوذية، وغيرها إلاّ أنهم مع ذلك يتعايشون معًا في دولة واحدة ويتقبّلون بعضهم البعض.

كذلك الحال في الولايات المتحدة الأمريكية التي تحتضن أناسًا من أصول عرقية وثقافية متنوعة يعيشون معا بتناغم.

ومن الأمثلة الأخرى على المجتمعات التعدّدية، نجد تركيا التي تمثّل بوتقة لانصهار الثقافات من قارتين مختلفتين تمامًا وهما آسيا واوربا .

وحتى العراق كانت له تجربة رائعة بالتعايش السلمي بين مكوناته العديدة ... عربا واكرادا وتركمان وايزيديين .. مسلمين ومسيحيين ... سنة وشيعة... ولكن تسرب المتشددين من التكفيريين من خارج العراق سبب مشكلة بين المكونات لفترة من الفترات ولكن العراق قد تجاوزها وتغلب عليها.

العيش في بيئة تعدّدية لن يسهم في تطويرك اجتماعيًا وحسب، لكنه سيزيد من فهمك للعالم، ويهيّؤك لتصبح جزءًا من مجتمع عالمي سواءً كنت ستسافر إلى دولة أخرى، أو ستعمل في مؤسسات عالمية تضمّ موظفين أجانب. أو حتى في حال قرأت عن أحداث أثّرت في شعوب أخرى مختلفة عن ثقافتك.

عندما تتعرّف على تجارب الغير، فإنك بذلك تسلّط الضوء على حياة مختلفة تمامًا عن حياتك، الأمر الذي يمنحك منظورًا جديدًا. عندما تقارن صراعاتك، أولوياتك وقيمك مع الآخر، ستبدأ في فهم وجهات نظر الغير وتصرفاتهم وردود أفعالهم. التحدّث مع الآخرين ذووي الخلفيات الثقافية المختلفة قد يغيّر من عقليتك أو على الأقل سيجعلك أكثر تفهّمًا لوجهات نظر الغير ودوافعهم والصعوبات التي تواجههم.

يقال: "التعددية ملونة!" وهذا صحيح تمامًا… التعددية تضفي لونًا على المجتمع الذي نعيش فيه. ماذا لو كان كلّ من يحيط بك هو نسخة عنك في كلّ شيء؟… ستكون الحياة مملّة بلا شكّ، إننا بحاجة لأفكار جديدة ووجهات نظر مختلفة وأشخاص مختلفين نتعلّم من تجاربهم ونستلهم منهم حلولاً لمشاكلنا الخاصة. وهنا لابدّ من أن نأتي على ذكر فرص الإقامات الفنية والبحثية التي تتيح للطلاب والباحثين وكلّ من يهتم بالسفر الفرصة للإقامة في بلد آخر والمشاركة في نشاطاته الثقافية المختلفة، الأمر الذي يخلق تجربة ممتعة تجمع بين التعلم والتسلية في نفس الوقت.

عندما تتواجد مع أشخاص من خلفيات متعدّدة وتجارب مختلفة، سيصبح بالإمكان خلق أفكار أو وجهات نظر قد لا يستطيع الآخرون التفكير فيها. لكلّ شخص طريقته الخاصة في التعامل مع مشكلة ما، مبنية على تجاربه الشخصية وموروثه الثقافي والديني والاجتماعي. سيكون من الأفضل بلا شكّ أن يتمّ استعراض هذه المشكلة (سواءً في العمل أو المدرسة) من وجهات نظر متعددة بدلاً من محاولة حلها من قبل أشخاص يتشاركون نفس التجارب والأفكار. الأمر الذي سيسهم بشكل فعّال في رفع الإنتاجية وخلق المزيد من الحلول الإبداعية لمختلف المشكلات. ولهذا السبب بالذات تسعى كبرى الشركات مثل جوجل أو مايكروسوفت إلى تقديم فرص التدريب (Internships) في مختلف مدن العالم لتعزّز لدى موظيفها شعور تقبّل الآخرين والتفكير خارج الصندوق.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. قصة نجاح حلوانية سورية بمدينة غازي عنتاب التركية | عينٌ على


.. إسرائيل ترسل مجددا دبابات إلى شمال قطاع غزة وتزيد الضغط العس




.. السودان: سقوط 27 قتيلا واستخدام - أسلحة ثقيلة- في معارك الفا


.. مصر: التنمر الإلكتروني.. هل تكفي القوانين لردعه؟ • فرانس 24




.. رئيس الوزراء اليوناني في أنقرة في زيارة -حسن جوار-