الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


قضية الأدب أم أدب القضية

عبد الحميد عبود

2023 / 8 / 9
الادب والفن


لماذا ، يهلتره ! نسمي محمود درويش "محمود"ا ؟ ولماذا نسمي غسّان كنفاني "غسان" ا؟ أما ابراهيم نصرالله فنسميه ابراهيم نصرالله ؟ السبب أن الأوّلَيْنْ كانا وسيمَيْنْ (سَِمة الوسامة أن تُدلل الوسيم باسمه)، على أن الوسامة ليست شرطا للابداع ، برهوم مُشْ حْلْيوة ، مُشْ مهم ، هو على الأقل حربوق ويعرف كيف يمُشْهد نفسه في الندوات وحفلات التوقيع ، يعرف كيف يسخِّر وسائط التجسس الامبريالي( تويتر وفايسبوك) لخدمة القضية، قضيته. دخلتُ صفحته في قفص العصفور الأزرق فاكتشفتُ أن ثمة عشر أطروحات دكتوراه و43 رسالة ماجيستير كُتِبَتْ عن أعماله ، فقط 53 اطروحه ! يا حيف عليكم يا نقدجية يا ناكري المواهب ! ماذا تنتظرون لتعلقوه مع الملعقات السبعة ؟ لتحجزوا له زاوية في البانتيون ؟ وَلِمَ لَمْ تترجموه بعد إلى لغة الخرسان ؟ ولم لا تزكوه ( حيث انه لا يستطيع أن يزكي نفسه بنفسه ) لجائزة نوبل ؟ برهوم كاتب مظلوم لأن النقجدية بتوعنا ظالمون ، لكن برهوم يعرف كيف يسوق بضاعته ( روائعه الادبية) ففي عام يعرضها على دويلة قطر (كتارا) وبالعام الذي يليه يبيعها لدويلة الامارات ( البوكر) ، مثل المنشار ينشر من الطرفين ، بالدينار وبالبترودولار ، ولكن ما لا يعرفه ابراهيم هو أن اي أديب يكسب جائزة أدَبية يفقد كرامته ( فما بالك أن كانت جائزة خليجية) يجهل ابراهيم كذلك أن الكاتب وهو يتفردن يخدم الفكرة الكونية ، وأن الوعي الذي لا تصاحبه الفضيحة هو وعي مصطنع ، لا يقدر برهوم أن يخرج من إطار أحمد الزعتر وحنظلة، لا يقدر أن يتجرد من مظلوميته ( البكاء على حائط المبكى الفلسطيني) ، ولا عجب فالقضية (الفلسطينية ) قضت على الأدَب بمسخه إلى أدَب قضية ،بكلمتين ، برهوم مُشْروط بالشرط الفلسطيني ،بالرفلكس الفلسطيني ، نحن شعب مُسَيَّسْ بالجملة بس مُشْ حر بالمرة ، جماهيرنا شبه جاهلة، تخرَّج معظمها من الجامع ومَنْ تخرَّج منها من الجامعة هم أشباه مثقفين (بين الجامع والجامع (ة) حرف واحد هي تاء زائدة أكثر منها مربوطة ) نحن نعيش تحت احتلال غاشم ، هذا واضح ، لكن الذي أوضح منه هو أن تخلفنا حليفٌ موضوعي للمحتل، فلِمَاذا يطنِّش برهومنا عن بقية الاحتلالات : الصلعم الطوطم، العائلة، العشيرة الزعيم المؤسسات البطريركية التقاليد ؟ لماذا يكتفي بالإشارة إلى النتيجة ( الاحتلال الصهيوني ) متجنبا السبب (التخلف) ؟ الحرية هي ايضا كابوس ، إسمٌ آخر للهرطقة ، وهي مسؤلية ثقيلة لا يريد(ون) تحملها ، كما ترون فإن النكبة هي في عدم حصول النكبة ، ففلسطين نكبة عقلية لا تؤرخ ب 48 بل بكربون 14 ، لا يختلف مثقفونا الماركسيون عن شيوخنا المعممين إلا في كون العمامة ثاوية داخل الراس لا عليه، بالمحصلة النهائية هم ماركسيون على سنة الله ورسوله ، نحن حقا شعب منكوب بمثقفينا ، ومن علامات نكبتنا تصنيم ابراهيم نصرالله ، كنتُ (ولا زلتُ) أعتقد أن فلسطين ورشة لإنتاج الأبطال والشهداء لا الأدَباء ، فالأدَب غالبا ما يكون التزاما ، اما الالتزام فنادرا ما يكون أدَبا ، أراني مضطرا للمقارنة ( مع حفظ المقامات طبعا ) بين بلزاك (الفرنسي) وبلزاكنا (الفلسطيني) ، الأول (هونوريه ) أنسَنَ الرواية بتصويره تناقضات المجتمع من زاوية نظر منفرجة، بينما بلزاكنا ( برهوم) أبْطَلَها بالبطولة ، إن الكاتب الإنتهازي هو الذي ينتهز المأساة الفلسطينية حين لا يتكلم عن سواها ، وحين يتكلم عنها بشكل سطحي ، فلسطين او الخيال الذي لا يختال، او كيف تكتب أدَبا رديئا انطلاقا من مُشْاعر طيبة ، قضية الأدَب أم أدَب القضية ! هذا هو السؤال الهاملتي، أنا بسبب فشلي أكره الناجحين ولكني أحب الحقيقة ، أعترفُ أني لم أقرأ صفحة واحدة من مجلدات برهوم الروائية ، حاولتُ ولم يخش بدماغي ، محصلش مغناطيس ، أُفَضَّلْ أن أضيِّع وقتي بِحَلْ السودوكو، وواحدة من اثنتين إما أني متخاذل، أو أن للأدَب المقاوم معايير تتجاوز فهمي ، كان يجدر بابراهيم بدل أن يكون كاتبا فلسطينيا أن يكون كاتبا وفلسطينيا ، لكن هيهات ! افترستنا الغريزةُ الفلسطينية وأفرغتنا من سواها، وخاصة من خصوصيتنا ، بدليل أبي عمار (عرفات) ، القائد العام للشعب الفلسطيني ، ومحمود (درويش) الشاعر العام للشعب الخام ،لا خصوصية لهذا الشعب العمومي والمُعَمَّمْ، فهو يشبه بقية الشعوب العربية ويشبه أعوادَ الثقاب في علبة الكبريت ، نفس الهامة نفس القامة نفس العمامة (الحمراء )، من المسلّم به ان الشر هو الرأسمال والأصل التجاري للروائي و، ويقيناً فإن هذه الشر ليس حكرا على أعدائنا بل هو فينا بنفس المقدار ، لكنها نظرةُ الاستسهال المانوية التي ترى الشر محصورا في معكسر الأشرار دون الأخيار ، وعلى العموم فإن المبالغة في العمومية هو دليل عطب الخصوصية ،يعني دليل عطب الحرية ، وهو عطب بنيوي لا ظرفي ، فنحن( الشعب العام والخام ) ما زلنا بعيدين عن الحرية ، وهؤلاء النصابون الذين نصبوا أنفسهم روائيين علينا هم أبعد منا عنها ، عندما أرى هذه المساطر الفولكلورية أقول لنفسي اه كم انا مُشْ فلسطيني ، ولكني فلسطيني ونص ومن جبهة الرفض ، أرفض طغيان محمود درويش على الشعر ، وأرفض طغيان ابراهيم نصرالله على الرواية ، وأرفض طغيان ياسر عرفات على السياسة، وأرفض طغيان ادوارد سعيد على الفكر التاريخي، الفلسطيني لا يحتاج إلى أيقونة خارجة عنه لأنه أيقونة وجوده ، هنا تبدأ خصخصة الكينونة الفلسطينية ، الشرط الشارط للحرية التي هي شرط التحرر








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بطريقة سينمائية.. 20 لصاً يقتحمون متجر مجوهرات وينهبونه في د


.. حبيها حتى لو كانت عدوتك .. أغلى نصيحة من الفنان محمود مرسى ل




.. جوائز -المصري اليوم- في دورتها الأولى.. جائزة أكمل قرطام لأف


.. بايدن طلب الغناء.. قادة مجموعة السبع يحتفلون بعيد ميلاد المس




.. أحمد فهمي عن عصابة الماكس : بحب نوعية الأفلام دي وزمايلي جام