الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


كل شيء على ما يرام...فما حاجتكم إلى الانتخابات ؟

محمد حمد

2023 / 8 / 9
مواضيع وابحاث سياسية


بعد ضغوط أمريكية شديدة اتفق القوم في شمال العراق على إجراء انتخابات برلمان إقليم كردستان في الخامس والعشرين من شهر شباط القادم. ولحد هذه اللحظة لا يعرف اي شيء، باستثناء التاريخ المذكور اعلاه، عن عملية الانتخابات بمجملها، بعد أن دخل برلمان الاقليم في مرحلة اللاشرعية (وهل كانت لديه شرعية حقا؟) واصبح عاطل عن العمل بحكم الامر الواقع. والحكومة في الاقليم اصبحت حكومة تصريف اعمال,. ويمكن تسميتها "حكومة تصريف أعمال العوائل الحاكمة" في اربيل والسليمانية. مع استمرار عمليات نهب وتهريب نفط الاقليم التي تجري على قدم وساق ومئات الشاحنات يوميا. كما ان مفوضية الانتخابات هناك هي الاخرى فقدت صلاحيتها الممنوحة لها من قبل العوائل المتنفذة. وتنتظر دفنها في مقبرة النسيان المجاورة لمزبلة التاريخ.
وبالتالي لم تبق امام حكام الاقليم نافذة مفتوحة على العالم سوى نافذة بغداد. فهرولوا الى عاصمة العراق. لا لتحدي الحكومة المركزية هذه المرة كما كانوا يفعلون. ولا لفرض شروطهم التعحيزية على العراق والعراقيين. ولا للمطالبة بالمزيد من الحقوق دون مقابل. كما فعلوا على مدى عقدين من الزمن. لا ابدا. لا شيء من كل هذا. لقد ذهبوا الى بغداد فقط من اجل التفاوض حول مسالة "إنتخابات الاقليم" وكيفية ادارتها من قبل مفوضية الانتخابات العليا في بغداد. وهذا يعني أن القوم في شمال الوطن اكتشفوا اصولهم العراقية وانتماءهم الى ارض الرافدين. وان عودتهم الى حضن العراق تستحق التقدير والاعجاب، اذا كانت النوايا حسنة والقلوب صافية.
ان من ينتظر تغييرا، ولو بحجم اليد، من انتخابات إقليم كردستان، فهو واهم وفي السياسة في ضلال مبين. فالاقليم هو المنطقة الوحيدة في العالم التي تقف، من الناحية السياسية، ضد التطور التاريخي والاجتماعي. واذا افترضنا، وهو افتراض ضئيل، ان الانتخابات في الاقليم جرت بكل نزاهة وشفافية ومصداقية واعترف بها العالم اجمع، فما هي النتائج النهائية التي تتوقعونها؟ هل تخسر العوائل الحاكمة نصف مقاعدها مثلا؟ ان أمرا كهذا من سابع المستحيلات. واذا حصل، وهو امل ضعيف جدا، يمكن أن يفقد حزبا بارزاني وطالباني ثلاثة أو أربعة مقاعد على اكثر تقدير. وربما يحصل العكس ايضا. واذا أخذنا في الاعتبار ان حزب بارزاني لديه حاليا ٥٤ مقعدا في برلمان الاقليم، فاي تغيير تنتظرون يا "خائبي الظن" من الانتخابات القادمة؟
لقد حكمت الاقدار على الشعب الكردي في شمال العراق أن تحكمه عائلة البارزاني إلى يوم القيامة. ولا مفرّ من حكم الاقدار. حتى لو جرت ثلاث انتخابات في السنة الواحدة.
ان البعض من ذوي الميول الانتخابية يتحدث عن إمكانية حصول "فراغ دستوري" في الاقليم ان لم تجرِ الانتخابات فيه. وحقيقة أن هذا الكلام عجيب غريب. لان كل ما يحصل في الاقليم هو شان"عائلي" ولا علاقة له باي دستور او قانون. علما أنه لا يوجد دستور في اية بلاد في العالم يسمح لعائلة واحدة، كعائلة السيد البارزاني، أن تحكم لعشرات السنين. وتملك ثروات طائلة وقوات مسلحة تابعة لها (وليس تابعة للاقليم) وجيوش إلكترونية منتشرة في كل مكان، وإعلام حديث مدفوع الثمن. كلها في خدمة الحزب - العائلة. وبرايي المتواضع، لا توجد حاجة لإجراء انتخابات في اقليم كردستان العراق، فكل شيء على ما يرام ! واذا جرت فالنتائج معروفة مسبقا. وهي كالتالي: حزب آل بارزاني سيحصل على أعلى الأصوات. ثم يليه حزب آل طالباني. وبعده حراك الجيل الجديد وحركة التغيير. وفي الختام سوف تتشكل حكومة جديدة - قديمة يرأسها مسرور بارزاني، رئيس الحكومة الحالي. بعد أن يدغدغ مشاعر ومصالح بعض الأحزاب الصغيرة الباحثة عن موطيء قدم حتى وإن كان في بركة اوحال. وعند ذاك سيقول البعض، وانا اولهم، رجعت حليمة إلى عادتها القديمة !








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فلسطينيون يرحبون بخطة السداسية العربية لإقامة الدولة الفلسطي


.. الخارجية الأميركية: الرياض مستعدة للتطبيع إذا وافقت إسرائيل




.. بعد توقف قلبه.. فريق طبي ينقذ حياة مصاب في العراق


.. الاتحاد الأوروبي.. مليار يورو لدعم لبنان | #غرفة_الأخبار




.. هل تقف أوروبا أمام حقبة جديدة في العلاقات مع الصين؟