الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


التنمية الاقتصادية في العراق الان بخير .. ولكن

محمد رضا عباس

2023 / 8 / 10
الادارة و الاقتصاد


اعلن البنك الدولي قبل أيام بعض الإحصائيات حول نشاطات الاقتصاد العراقي لعام 2022. الاحصائيات كشفت ان الاقتصاد العراقي قد نمى بنسبة7 %, وهو اعلى نمو اقتصادي منذ عشرة سنوات , واعلى نمو بين دول منطقة أوبك + . النمو العالي جاء نتيجة تقليص انتاج أوبك + النفط والذي أدى الى ارتفاع أسعاره في السوق العالمية.
كان النمو ان يكون اعلى لو ان القطاع غير النفطي ( الصناعة , الزراعة , والخدمات ) قد تعافى , ولكن في الحقيقة ان هذا القطاع الحيوي ما زال يعاني من امراض كثيرة , مما سبب الى امتصاص النمو الحقيقي لقطاع النفط والذي بلغ 12.1% ليصبح النمو الاقتصادي للعراق الى 7% . بكلام اخر , لولا قطاع النفط لكان النمو السنوي الاقتصادي في العراق لعام 2022 سالبا.
أي اقتصاد يعتمد على انتاج وتسويق سلعة واحدة في حياته وبدون تنوع يكون اقتصاده عرضة لعوامل خارج ارادته . أي ان السوق العالمية , هو الذي يحدد مصيره الحاضر والمستقبل . وفي مسالة النفط واهميته للعراق , فان زيادة في أسعاره في السوق العالمية يرفع من حجم الميزانية المخصصة للمشاريع التشغيلية والاستثمارية , فيما ان انخفاض أسعاره يؤدي العكس , وفي هذه الحالة تضطر الدولة للاقتراض الخارجي , وتظهر شحة في احتياطي العملات الأجنبية , مما يأثر سلبا على الاستثمار الداخلي وارتفاع أسعار السلع والخدمات في البلاد ( تضخم مالي).
اذن, اذا أراد العراق الازدهار وضمان مستقبل ابناءه في الحاضر والمستقبل , عليه التحرك نحو دعم القطاع غير النفطي , بسبب فوائده الجمة للاقتصاد العراقي , ومنها:
1. القطاع غير النفطي من يستطع القضاء على البطالة وليس القطاع النفطي المشهور باستخدامه التكنلوجية المتقدمة في الإنتاج والتسويق بدون الحاجة الى ايدي عاملة كثيرة.
2. بعث الحياة الى القطاع غير النفطي يقلل اعتماد البلاد على الأسواق الخارجية وخاصة المواد الغذائية ويوفر العملات الأجنبية للبلاد لاستخدامها في أغراض أخرى .
3. بعث الحياة الى القطاع غير النفطي يعني تشغيل جميع اعمال الخدمات ومنه المصارف التجارية , النقل والشحن , مكاتب الاستشارات , الصحة والتعليم , ومئات من اعمال الخدمات في البلاد .
4. انعاش الاقتصاد غير النفطي يقضي على عزلت قطاع النفط والذي من المعروف انه اقتصاد مستقل عن الاقتصاد الوطني . اقتصاد متقدم يستخدم التكنلوجية الحديثة يتعايش مع اقتصاد متخلف . ان تقدم الاقتصاد غير النفطي يعني بناء جسر بين القطاعين ويغذي الواحد الاخر.
5. انتعاش القطاع غير النفطي يؤدي الى ازدهار المدن والعناية للبيئة . من يسافر الى أوروبا وحتى الى بعض الدول الأسيوية , يلاحظ الفرق الشاسع بين شوارع العراق وشوارعها , ومدن العراق ومدنها .
6. كما وان انتعاش القطاع غير النفطي يزيد من إيرادات الدولة (الضرائب) , ويساعدها على السيطرة على التضخم المالي المستورد من الخارج. وفرة انتاج الرز في العراق يبعد المواطن من دفع أسعار عالية له بسبب القرار الروسي والهندي عدم تصدير مادة الرز لبقية هذا العام.
7. القطاع النفطي يستخدم تكنلوجية مخصصة لإنتاج وتصدير النفط وعليه لا مجال لاستخدام هذه التكنلوجيا في قطاعات أخرى . ولكن القطاع غير نفطي له القدرة لنقل الخبرة من قطاع الى اخر ومن عمل الى اخر. الفلاح يمكنه زراعة الطماطة سواء كان مكانه البصرة او كربلاء او الانبار . وعامل البناء يمكنه اخذ خبرته الى أي مكان في العراق.
ما العمل حتى ينتقل القطاع غير النفطي من مرحلة السبات الى مرحلة النمو والازدهار , من مرحلة الإنعاش الى مرحلة التعافي ؟
اني انطلق من فرضية هي ,انها وان وجدت كرزمة رجل الاعمال في العراق , الا ان هذه الجماعة تفتقر الى رأسمال كبير كافي لتأسيس مشاريع كبيرة تستوعب عدد كبير من العمال . في هذه الحالة , يجب على الحكومة التدخل و خلق هذه الطبقة في البلاد من خلال منحهم القروض الكبيرة والميسرة لهم .
اني افترض من وقف بوجه الإرهاب الداعشي وحرر البلاد والعباد من شروره لقادر على إدارة مشروع صناعي او زراعي او خدمي يضم 200 عامل.
وطبعا من حارب داعش لم يكونوا من طائفة واحدة وانما اشتركت جميع طوائف العراق بدحره , وهؤلاء الذين اشتركوا بدحر داعش هم شيوخ عشائر الجنوب والغربية , رجال الدين من الشيعة والسنة , قوات الحشد الشعبي, قوات البيشمركه , و بقية الطوائف العراقية الأخرى مثل المسيحيين و الايزيديين و شبك و الصائبة .
هؤلاء الناس يجب ان لا نتعامل معهم مثل التعامل مع من جلس في بيته يشاهد البرامج التلفزيونية , وانما يجب ان يكافؤوا مكافئات فوق ما نقدمه لهم من احترام وتقدير . الحكومة تستطع اختيار عدد من هؤلاء الابطال وتمنحهم القروض وفق شروط انضباطية ومراقبة وتقارير ربع سنوية لإنجازاتهم .
اعتقد ما تحدثت عنه سيرفع من معنوية هؤلاء المقاتلين اولا بين أبناء المجتمع ,ويدفع بالأخرين لان يكونوا مثلهم , وسوف يساعد على نشر الثروة بين مكونات الشعب العراقي بالتساوي , ويمنع تركيز الثروة في مكون دون مكون اخر , والذي سيصبح قنبلة قد تنفجر في أي لحظة .
ولكن الأهم , ان تركض الحكومة بخطى سريعة ( المشي لا ينفع , كتابنا وكتابكم لا ينفع) الى انتشال القطاع الغير النفطي , وبعكسه سيبقى العراق يعتمد على صادرات النفط , وستبقى البطالة مرتفعة , والتظاهرات الشبابية تتوسع , واذا تدهور سوق النفط كما جرى في منتصف عام 2014 , فستقع الواقعة في العراق , الرجوع الى شد الاحزم على البطون , وغضب شعبي عارم .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الرئيس الصيني في ضيافة الإيليزيه.. وسط توترات جيوسياسية واق


.. البنك المركزى: ارتفاع احتياطى النقد الأجنبى لـ41 مليار دولار




.. سعر جرام الذهب الآن فى مصر يسجل 3100 جنيه لعيار 21


.. -ذا تليجراف-: قاعدة سرية في إيران لإنتاج المسيرات وتدريب عنا




.. -ذا تليجراف-: قاعدة سرية في إيران لإنتاج المسيرات وتدريب عنا