الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أفريقيا التحرر إلى الاستعمار الشرقي

سيامند حسين إبراهيم

2023 / 8 / 10
السياسة والعلاقات الدولية


أفريقيا التحرر إلى الاستعمار الشرقي

لطالما كان التاريخ مليئاً بالدروس القيمة التي أتت عن طريق التجربة المريرة والحروب والمأسي التي عاشها البشر ولطالما ذهبت هذه الدروس سُدى ولم يستفد منها أحد وكأن البشر لا يتعلمون إلا من تجربتهم الخاصة فعندما أوهنت الدولة العثمانية وتداعت وتراخت قبضتها الحديدية الحمراء بدماء الارمن والكرد والعرب دخل ضباط المخابرات الانكليز بصفة مستشرقين بين المجتمعات الشرقية سواء العرب والسريان والكرد واقنعوهم بأن الغرب سوف يساعدهم بالتخلص من هذا الاستعمار الجائر الذي يمتص دمائهم باسم الدين والدين منهم براء وبأن الغرب سوف يساعدهم على تشكيل دول راقية تخدم شعوبهم ومن كثرة مظالم التتار بحق الشعوب المستعبدة انتفض الجميع في وجه الدولة العثمانية وطردوها وأصبحت كل قومية وشعب وعشيرة تحلم و تخطط لانشاء دولة لها. ما لم يكن بحسبانهم هو أن الانكليز والفرنسيين حرروهم كي يستعبدوهم أي تغيير سيد وليس حرية من العبودية.
هنا الحق يقال بأن الانكليز والفرنسيين أدخلوا معالم وصفات الحضارة الغربية إلى الشرق الأوسط من أبنية جميلة مزخرفة لا تزال صامدة إلى اليوم كجامعات ومشافي ومدارس وقصور رئاسية إلى مكنات والات للزراعة والحصاد والطحن وسيارات حتى القوانين الحكومية وهيكيلة الدول العربية اليوم هي مستمدة من القوانين الفرنسية والانكليزية رغم كل هذا شعر سكان المنطقة عامة بأنه من الغبن أن يأتي شخص من وراء البحار ويتحكم بك في بلدك ويفرض عليك قوانين تربى هو عليها فقامت القيامة على مشروع سايكس بيكو وتم طردهم واستلم الحكم أحزاب قومية بحتة تلبس الزي الأخضر والأحمر مع مجلدات كبيرة باسم الأفكار الحزبية والرؤية الاشتراكية والوحدوية الى ما هنالك من كلام لم ولن يتم تطبيقه لأنه بروبغندا اعلامية ورثتها هذه الاحزاب من السوفيت الذين دعموهم لطرد الفرنسيين والانكليز. لمدة سبعين عام عاشت الشعوب العربية والاسلامية والى اليوم تحت حكم هذه الأحزاب الشبه عسكرية وهي تردد شعارات رنانة كالببغاء، إلى أن انتشرت القنوات الفضائية ثم الانترنت ثم فتح باب الهجرات فعرف أهل عمق الحفرة التي يعيشون بها ومدى الفشل الذي وصلوا اليه أمام التطور العلمي والصحي والسكاني الذي وصل اليه الغرب بغض النظر عن أخلاقهم فالعلم والتطور لا يفرضان الانحلال الأخلاقي بل النفس البشرية امارة بالسوء والمؤسسات الماسونية التي تدير الجميع تقسم الفساد بينهم حسب مستواهم. كل هذا الكلام يعرفه أي مواطن يعيش في هذه الدول المظلومة ولكن المضحك المبكي هو الدول الأفريقية التي بدأت بالانقلابات نتيجة دعم المافيا الروسية فاغنر وتم تولية ضباط لا يتجاوز اعمارهم الاربعين على رؤوس دول عدد سكانها عشرين مليون نسمة والاكثر اضحاكا هو حتى أن الخطابات التي يلقيها هؤلاء الضباط في المؤتمرات تشبه خطابات قادة الانقلاب العرب في مصر وسوريا والعراق واليمن والجزائر كالامبريالية والتوسعية والرأسمالية والمؤامرة الكونية (هم لا يعرفون بأن حجم الأرض بالنسبة للكون هي كذرة رمل على شاطئ بحر والكون ليس متفرغاً كي يتآمر على هذه الدولة المجهرية) الأفارقة يريدون التخلص من هيمنة الغرب على ثرواتهم وتسليم ثرواتهم للروس والصينيين لكي يستثمروا بشكل جيد ربما لان الافارقة لا يشاهدون التلفاز جيدا كي يروا ماذا فعل الروس بالشعب السوري أو الصينيون بالايغور وغيرهم او ربما لم يزوروا روسيا فيجدوا مدى الفقر الذي يعيشه الشعب الروسي والصيني. نعم افريقيا واسيا و كل البشرية يستحقون العيش بحرية وكرامة ولكن ليس الانتقال لاستعمار دب روسي وتنين صيني فإذا كان الموضوع تغيير مستعمر فالديك الفرنسي أرحم من الدب والتنين لان الديك يأكل الحبوب بينما الدب يأكل الأخضر واليابس والتنين يأكل ويحرق ما تبقى من الزرع.
المفارقة هو نحن شعوب الدول الشرق أوسطية حيث كنا نعتقد بأننا في أخر قطار التطور بينما تفاجئنا بأن أفريقيا وبعض دول شمال أفريقيا لم تصل بعد للمرحلة التي عشناها في خمسينيات وستينيات القرن الماضي.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. Brigands : حين تتزعم فاتنة ايطالية عصابات قطاع الطرق


.. الطلاب المعتصمون في جامعة كولومبيا أيام ينتمون لخلفيات عرقية




.. خلاف بين نتنياهو وحلفائه.. مجلس الحرب الإسرائيلي يبحث ملف ال


.. تواصل فعاليات معرض تونس الدولي للكتاب بمشاركة 25 دولة| #مراس




.. السيول تجتاح عدة مناطق في اليمن بسبب الأمطار الغزيرة| #مراسل