الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عن النزاهة واخبارها

صوت الانتفاضة

2023 / 8 / 10
مواضيع وابحاث سياسية


وانت تقرأ شريط الاخبار، الذي يظهر من على شاشات القنوات الإعلامية، تصاب بالدهشة من قراءة خبر يصدر عن هيئة النزاهة الاتحادية، يقول بالنص:

"النزاهة تضبط موظفاً بمحافظة نينوى طلب رشوة مقابل تعيين"، هذا الخبر كفيل بأن يجعلك تسرح بالخيال، خيال يجعلك ان تتصور نفسك تعيش في احدى الدول المعروفة بنزاهتها "النرويج او الدنمارك او السويد"، لكن ما ان تنطفئ الكهرباء، وتسمع زوجتك تقول "التانكي ما بيه مي"، ويمر من امام بيتك "موكب زنجيل"، عند ذاك تصحو وترجع من غفوتك وحلمك الجميل، وتلعن الواقع.

رئيس هيئة النزاهة القاضي حيدر حنون توعد بشن "معركة مصيرية كبرى" ضد الفساد، وهذا "التوعد" هو جزء من الحملات الإعلامية التي يثيرها رؤساء "هيئة النزاهة"، فهي كلمات يجب ان تقال، او بلغة مسرحية الزعيم لعادل امام "طقم يتقال بالشكل ده"، القاضي حنون في "توعده" قال انه "سيسترجع" أموال ضخمة، وكم هي هذه "الأموال الضخمة"؟ انها 80 مليون دولار!

حسب مؤشر منظمة الشفافية في العالم، فأن العراق يحتل المرتبة 157 من أصل 180 دولة ينتشر فيها الفساد، وأرقام الأموال المنهوبة بلغت نصف ترليون دولار، أي 500 مليار دولار، والقاضي حنون يتحدث عن استرداد 80 مليون دولار، ويسميها "أموال ضخمة"، وهنا تتذكر العبارة الشهيرة: "شنهي. نايم گاعد".

جينين بلاسخارت، وفي افادتها امام مجلس الامن تقول: "الفساد سمة أساسية في الاقتصاد السياسي في العراق، وهو جزء من المعاملات اليومية، ولست أنا من يقول هذا فقط، إن ذلك أمر معترف به"، وهذا هو الواقع الحق، بلا رتوش او تزويق.

ان الحديث عن النزاهة هو محض هراء وتفاهة، انه "تحميق وتغبية" لعقول الناس، فكل من في العملية السياسية البغيضة هو فاسد ونهاب، لا شك في ذلك ولا كلام فيه، السابقون منهم والحاضرون واللاحقون، الاحياء منهم والاموات، صغارا كانوا او كبارا في المناصب، ادعاء النزاهة نكتة سمجة جدا.

في العودة الى "موظفنا" الموصلي المسكين، الملقى عليه القبض، والذي صار خبرا تتناقله وكالات الانباء، والذي طلب من أحد المواطنين مبلغا قدره "1200" دولار، مقابل تعيينه، هذا "الموظف" سيودع السجن حتما، الا إذا قام اهله وذويه برشوة القاضي، او يتبين لاحقا ان لديه علاقة بأحد قادة الميليشيات او الوزراء او شيوخ العشائر او احدى “الفاشينيستات"، او انه يهدد بفضح أسماء كثيرة، وهذه النقاط هي "الماشية" في نزاهة عراق الإسلام السياسي.

وأيضا بالعودة الى القاضي حنون، فأنه يستطيع الاتصال بأحد قادة الكتل او قادة الميليشيات او أحد الوزراء، ويطلب منه مبلغ ال 80 مليون دولار، ويكف نفسه وموظفيه عناء البحث والاسترداد، تحت يافطة "وكفى الله المؤمنين شر الاسترداد".
طارق فتحي








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تشاد: انتخابات رئاسية في البلاد بعد ثلاث سنوات من استيلاء ال


.. تسجيل صوتي مسرّب قد يورط ترامب في قضية -شراء الصمت- | #سوشال




.. غارة إسرائيلية على رفح جنوبي غزة


.. 4 شهداء بينهم طفلان في قصف إسرائيلي لمنز عائلة أبو لبدة في ح




.. عاجل| الجيش الإسرائيلي يدعو سكان رفح إلى الإخلاء الفوري إلى