الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الانقلاب بالنيجر.السيادة الوطنية والرهانات الدولية

وكزيز موحى

2023 / 8 / 10
مواضيع وابحاث سياسية


وكزيز موحى،10-08-2023، فرنسا

ان انقلاب السلطة من الرئيس محمد بازوم وحكومته الى اركان القوات المسلحة والامن الرئاسي بقيادة الجنرالات لا يعد انتقال السلطة من الطبقة البرجوازية الى الطبقة العمالية.
رياح التخلص من الهيمنة الامبريالية الفرنسية بالاساس تهب بقوة في الساحل الافريقي. من غينيا مرورا ببوركينا فاسو ومالي والنيجر وصولا الى تشاد انقلبت الاوضاع الاقتصادية والاجتماعية والامنية والغدائية واصبح التواجد الفرنسي ومن خلاله الغرب عامة مصدر التوثر وعدم الامن وتعميق الفوارق الاجتماعية بالتحالف مع شرائح اجتماعية بورجوازية محلية مدنية وعسكرية. لم يعد مبرر محاربة الارهاب مبررا مقنعا بل ان تواجد القواعد العسكرية الفرنسية والولايات المتحدة الامريكية ومراكز الناتو بالنيجر يشكل اكثر من تهديد أمن لكل بلدان المنطقة بما في ذلك الجزائر.

كما ان فرنسا تعتبر النيجر من ضمن مناطق نفوذها الاقتصادي والعسكري وهذا ما تقره الاتفاقيات والعقود المبرمة بين فرنسا والنيجر في مجال الصناعة والتجارة والخدمات ونتيجة هذه العلاقة هو مئات الالاف من اطنان اليورانيوم النحاس البوكسيت الزنك الخ من المعادن لصالح النظام الفرنسي وشركاته وملايين الفقراء والمعوزين لصالح النيجر.
من الناحية الامنية والعسكرية يعلم الجيش، اي جيش في العالم، ان ما يسمى بمحاربة الارهاب والحد من أو منع انتشار اسلحة الدمار الشامل اوغير الشامل هو في حقيقة الامر التدخل العسكري المباشر للدول الامبريالية في شؤون الدول الاخرى وتهديد امنها واستغلال ثروات الشعوب بتلك البلدان وفي العلاقات الدولية الحديثة أكثر من نمودج ليس فقط بالقارة الافريقية.

في هذا الاطار جاء استيلاء الحرس الرئاسي والامن والجيش على السلطة واستبعاد الرئيس المخلوع محمد بازوم الموالي وحليف فرنسا الدي وصل الى كرسي الرئاسة عن طريق الانتخابات وعقد تحالفات تقول بعض المصادر ان لفرنسا اليد الطويلة والخفية لعقدها وان عناصر الجيش والحرس الرئاسي والامن قد تضررت من خطط الرئيس المخلوع محمد بازوم.

للانقلاب بالنيجر تداعيات دولية.
بالاضافة الى دول الساحل التي عرفت هزات اجتماعية تهديدات امنية وانقلابات عسكرية، عبرت الجزائر عن رفضها لاي تدخل عسكري في النيجر.
عرض وزير سابق ودبلوماسي جزائري على اعمدة جريدة الوطن نظر ورؤية الجزائر، حيث كتب ان الجزائر تعرف أكثر من أي كان ما يسمى الارهاب الدولي الدي غالبا ما يتم التذرع به لتبرير التدخل الاجنبي وهو في الواقع يضيف الدبلوماسي نتاج خالص للحسابات الجيوستراتيجية للغرب والاستعانة بمصادر خارجية لبعض الدول العربية. رسالة واضحة من طرف الجزائر التي ترفض قطعا اي تدخل عسكري في النيجر لانه سيلحق اضرارا بالمصالح الاستراتيجية للجزائر، يقول الديبلوماسي. كما يؤكد ان بلاده ستحمي حدودها لوحدها بما في ذلك حدودها الغربية الجنوبية مع ليبيا التي تتخبط في الحرب منذ التدخل للتحالف الغربي. بالنظر الى مناطق وبؤر التوثر، يضيف الديبلوماسي الجزائري، ان الغرب يسعى لإضعاف الجزائر وجعلها في توثر دائم وفي حرب استنزاف غير معلنة. وهذا ما أكد عليه الرئيس الجزائري في ندوته الصحفية حيث قال انه يرفض التدخل العسكري للغرب لانه كلما حصل هذا التدخل للغرب الا وسادت الفوضى وأكد ان الجيش الجزائري قوي وسيرد على اي تهديد. ووجه الرئيس الجزائري رسالة الى نظيره الفرنسي يقول ردا على اسئلة الصحافة ان « لا حل بدون الجزائر لإننا اولى المعنيين… أن تهدد من بعيد أنا لست معك.. ».

رغما عن تواجد القواعد العسكرية ( 4 لفرنسا و 1 للو.م.أ) ومراكز التدريب العسكري والمخابراتي للحلف الاطلسي في النيجر، رغما عن التهديدات الخارجية لبعض الدول المجاورة بدعم من فرنسا، لم يستسلم الانقلابيون للضغوطات والتهديدات وتوسع حجم ووزن التضامن الدولي معهم.
من اهم الانعكاسات الدولية كذلك للانقلاب في النيجر هو مايقع بالجارة نيجيريا حيث دعى رئيس الدولة باسم بلاده وباسم المجموعة الاقتصادية لدول غرب افريقيا الانقلابيين للتخلي عن السلطة وهدد بالتدخل العسكري.
انتصرت الاصوات المناهضة للحرب والتدخل العسكري في النيجر حتى من اعلى المؤسسات السياسية للدولة الفيديرالية نيجيريا والامر يتعلق بالغرفة العليا( le senat) للبرلمان( المجلس الوطني) التي رفضت قرار رئيس الدولة.

استطاعت النخبة العسكرية التي استولت على السلطة في النيجر فرض تقاطبات وتوازنات عسكرية وسياسية جديدة توحي بالتخلص من الهيمنة الامبريالية ،الفرنسية على رأسها ، ويبقى السؤال مطروحا حول المشاريع السياسية والاقتصادية والاجتماعية للنخب التي انقلبت عن سلطة وحكم موالي تماما وحليف الشركات الغربية المستغلة اشد استغلال الخيرات الوافرة للنيجر ورمي شعبه في ظلام الفقر وأخيرا هل هذا التغيير سيفتح المجال لتغيير اعمق في مجال علاقات الانتاج والسلطة لصالح الشعب بعماله وفلاحيه وفقرائه الذين يعدون بالملايين؟؟؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. نتنياهو بين إرضاء حلفائه في الحكومة وقبول -صفقة الهدنة-؟| ال


.. فورين أفارز: لهذه الأسباب، على إسرائيل إعلان وقف إطلاق النار




.. حزب الله يرفض المبادرة الفرنسية و-فصل المسارات- بين غزة ولبن


.. السعودية.. المدينة المنورة تشهد أمطارا غير مسبوقة




.. وزير الخارجية الفرنسي في القاهرة، مقاربة مشتركة حول غزة