الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الرياض والزواج المثلي السياسي مع تل ابيب ؟

ناهض الرفاتى

2023 / 8 / 11
السياسة والعلاقات الدولية


تعاني دولة الاحتلال كونها كيان شذوذ بنيوي يقع كجسم غريب مزروع في المنطقة العربية الى السعي لأخذ شرعيته من إقامة علاقات دبلوماسية وطبيعية مع الأنظمة والكيانات العربية والإسلامية على أساس الرؤية الإسرائيلية بأنها منطقة ليس لها تاريخ ولا تراث مشترك ، تسكنها مجموعات دينية وعرقية غير مرتبطة وليس لها ذاكرة تاريخية أو إحساس بالكرامة ، فالعربي في نظرهم مخلوق مادي واقتصادي مدفوع بدوافع اقتصادية مادية , ومع تلك الأماني والمحاولات الخادعة في اقامة العلاقات مع النظام العربي الا انها لم تنجح مرة واحدة في تغيير نظرة الجماهير المعادية للصهيونية, وان سعى الولايات المتحدة وإسرائيل لجلب المملكة العربية الى تحالف وتطبيع جديد سوف يضعف بلا شك أمال الفلسطينيين ويؤذى حقوقهم التاريخية وسيظل زواجا مثليا سياسيا غير مرعوب فيه خاصة ان الارتباط الديني بين القدس ومكة لن تطويه بعض الاتفاقيات ولن تستسيغه الشعوب مهما حدث
تقديم
ساد الارتباط الروحي والديني بين القدس ومكة على مدار التاريخ الإسلامي الى أن احتل المسجد الأقصى وبدأت الرواية الصهيونية في تزوير التاريخ مستخدمة القوة والبطش والطغيان على أهل البلاد الأصليين.
ومن مرحلة العداء المباشر بين الدول العربية والإسلامية ودولة الاحتلال انتقلت حالة المواجهة المباشرة من الحرب وتحرير فلسطين الى إقامة العلاقات الدبلوماسية مع دولة الاحتلال وصولا الى اقتراب دخول الرياض المحطة الأكثر خطرا و الما لفلسطين والقضية الفلسطينية، وما كان هذا ليحدث لولا حالة الفرقة والضعف العربي والاستلاب لوعى وإدارة الأمة الإسلامية لمقدراتها وأصبحت العلاقات السرية الحرام تقام تحت الشمس مع هذا الاحتلال وفى احتفالات زفاف بين المثليين السياسيين العرب والصهاينة فيما يعرف التطبيع.
وتعود العلاقات بين دولة الاحتلال والمملكة السعودية الى الستينيات ثم الى خطة الأمير فهد عام 1981 الى مبادرة السلام العربية لعام 2002 الى العلاقات والزيارات التجارية وصولا للوضع الراهن الذي تجرى فيه المفاوضات والتي انتقلت من الموافقة المبدئية الى التفاوض على الثمن الذي ستقبضه المملكة للقبول وإظهار علاقات الحرام السرية الى علاقات معلنة تعتبرها المملكة مهمة وشرعية لا تتعارض مع الدين أو المصالح.
كذلك تعي الولايات المتحدة ودولة الاحتلال فوائد ومنافع الإعلان رسميا عن التطبيع الإسرائيلي السعودي الذي تعتبره دولة الاحتلال الأهم من ناحية الأثر للجوانب الإقتصادية والدينية والسياسية وبالتالي ممثلو البيت الأبيض - مستشار الأمن القومي جيك سوليفان ومنسق الشرق الأوسط بريت ما كغورك - يسافرون ذهابًا وإيابًا بين واشنطن وجدة في المملكة العربية السعودية نيابة عن الرئيس الأمريكي جو بادين في صراع مع الوقت خاصة مع التحولات التي تجرى في العالم لابرام اتفاق ما .
وفيما يلى نعرض رؤى الأطراف من المنطق السياسي المثلي التي يراه كل طرف وما يأمل أن يقدمه هذا الاتفاق من منافع وفوائد وعلاقته بالقضية الفلسطينية :
أولا: ماذا تريد الولايات المتحدة الأمريكية من الاتفاق
ان احد المقولات الامريكية عن الصراع أن أحد أسباب استمرار الصراع العربي الإسرائيلي لفترة طويلة هو الأسطورة القائلة بأنه لا يمكن حله إلا بعد أن تحل إسرائيل والفلسطينيون خلافاتهم لم يكن هذا صحيحًا أبدًا حيث كشفت اتفاقيات إبراهيم أن الصراع ليس أكثر من نزاع عقاري بين الإسرائيليين والفلسطينيين ولا يحتاج إلى تعطيل علاقات إسرائيل مع العالم العربي الأوسع لذلك ترى الولايات المتحدة أن اتفاق في ظل رئيس ديمقراطي، قد يكون لديه فرص أفضل لحشد الدعم من الحزبين في ضوء سمعة المملكة العربية السعودية السيئة وهذا الإنجاز يرغب في تحقيه بادين قبل تشرين الثاني (نوفمبر) والانطلاق الرسمي لحملته الانتخابية الرئاسية في الولايات المتحدة لعام 2023 , وبالتالي فان سقف المطالب الأمريكية يتخلص جزء منها في:
 توقف أو الحد من العلاقات المتنامية بين المملكة العربية السعودية والصين أو الحد منها في الوقت الراهن
 تجميد أو توقف العلاقات المتنامية بين السعودية والجمهورية الإسلامية في إيران
 عودة الوصاية الأمريكية على القرار المالي والاقتصادي للمملكة العربية السعودية كأهم منابع النفط
ثانيا: ماذا تريد دولة الاحتلال الصهيوني من الاتفاق
نتنياهو يريد انتصارا كبيرا ويمثل دوي انفجار الكبير في الجغرافيا السياسية في الشرق الأوسط ذلك ان إقامة علاقات تطبيع مع المملكة سيكون نجاحا ساحقا خاصة اذا كان بدون دفع اثمان حقيقية للفلسطينيين والقاء القضية الفلسطينية تحت الحافلة , صحيح أن الأوضاع السياسية معقدة في ظل الحكومة الإسرائيلية الحالية لدرجة أنه كتب فريدمان "أود أن أرى وزير المالية الإسرائيلي اليميني المتطرف ، بتسلئيل سموتريتش ، يظهر على التلفزيون الإسرائيلي ويشرح للشعب الإسرائيلي لماذا من مصلحة إسرائيل ضم الضفة الغربية وسكانها الفلسطينيين البالغ عددهم 2.9 مليون نسمة - إلى الأبد - بدلاً من تطبيع العلاقات مع المملكة العربية السعودية وبقية العالم الإسلامي ".وبالتالى هناك مصالح كبيرة وجليلة ترغب دولة الاحتلال الحصول عليها ومنها
أيهما أفضل لإسرائيل ضم الضفة ام التطبيع مع السعودية لكن إجابة معظم الإسرائيلين ستتناغم مع ما يسعمونه في الطرف الثاني من المملكة والتى تقول لا بأس من وجود إسرائيل من اهم بلد ويعتبر مسقط رأس الإسلام التي تفتح له أبوابها ببطء أمام الإسرائيليين ليعود يهود خيبر من حيث طردوا , ومع حبس الانفاس حتى تاتى هذه اللعنة الملعونة سيعتمد إلى حد كبير على تنازلات كبيرة تجاه القضية الفلسطينية ، وهو أمر يختلف عليه الإسرائيليون أساسا .
 إقامة المشاريع الاقتصادية الكبرى مثل مشروع سكة حديد سريع أعلن عنه حديثًا، من كريات شمونة في الشمال إلى إيلات في الجنوب، "سيكون قادرًا على ربط إسرائيل بالمملكة العربية السعودية
 انهاء القضية الفلسطينية والضغط على المملكة فاخذ التزام سعودي بإنعاش الأوضاع الاقتصادية للفلسطينيين دون الحديث عن دولة أو سيادة
ثالثا: ماذا تريد المملكة من الولايات المتحدة وإسرائيل
 إبرام معاهدة أمنية متبادلة شبيهة بحلف شمال الأطلسي تُلزم الولايات المتحدة بالدفاع عنها إذا تعرضت للهجوم
 اتفاقية صريحة لبرنامج نووي مدني ترصده الولايات المتحدة وتدعمها
 القدرة على شراء أسلحة أكثر تقدمًا من واشنطن مثل نظام الدفاع الصاروخي المضاد للصواريخ الباليستية (ثاد)، والذي يمكن استخدامه لمحاربة ترسانة إيران الصاروخية المتزايد
 حل مرضى يقبله الفلسطينيون الى حد ما دولة فلسطينية أو تحسن الأوضاع الاقتصادية
 تجميد أو وقف التزام إسرائيلي بعدم ضم أراضي الضفة الغربية، للفلسطينيين، والاستثمار في فلسطين، واستخدام النفوذ الاقتصادي للضغط من أجل الإصلاحات الفلسطينية: لسلطة الفلسطينية
 مزيدًا من السيادة على الضفة الغربية، وتحسين ظروف الفلسطينيين بشكل ملموس في الضفة الغربية وقطاع غزة من خلال الإجراءات الاقتصادية
رابعا: الموقف الفلسطيني
تعود جذور الصراع الفلسطيني الإسرائيلي إلى عام 1895 عندما كتب المفكر اليهودي الأوروبي ثيودور هرتزل كتابه " الدولة اليهودية" في ذلك الكتاب ، دعا هرتزل إلى إنشاء دولة يهودية كعلاج لمعاداة السامية في أوروبا. وكتب في حديثه إلى قضية الموقع الإقليمي للدولة الموعودة: "سنأخذ ما يُعطى لنا، وما يختاره الرأي العام اليهودي" واستجابة لدعوة هرتسل ، اجتمع المؤتمر الصهيوني الأول في بازل في 29 أغسطس 1897 وفي خطابه الافتتاحي ، أوضح هرتزل هدف الاجتماع بالكلمات التالية: "نحن هنا لوضع حجر الأساس للمنزل وهو إيواء الأمة اليهودية
ثم تحرك الكونجرس بحماس لتأسيس المنظمة الصهيونية. بحلول الوقت الذي كانوا فيه مستعدين للتأجيل، بعد ثلاثة أيام، وافق المؤتمرون على فلسطين لموقع الدولة المقترحة وأصدروا بيانًا أصبح يعرف باسم برنامج بازل. وذكر البرنامج أن "هدف الصهيونية هو خلق وطن للشعب اليهودي في فلسطين يضمنه القانون العام
من هنا بدأت المعاناة الفلسطينية حينما فكر ودبر من ليس له حق في فلسطين في احتلالها بفعل فرض هجرة أوربية ، ودولة يهودية ، وشتات فلسطيني في أسوء ظلم تاريخي ومعاصر للإنسانية فقد لاقى برنامج بازل استقبالا حسنا في الصحافة الأوروبية في ذلك الوقت لكن هناك نتيجة واحدة تبرز على أنها مهمة ؛ هذا ما نقله الناقد اليهودي للصهيونية ، جوداه ل. منغنيس ، الذي قال: "يبدو أننا فكرنا في كل شيء باستثناء العرب" في الواقع هناك مؤشرات على أن العديد من مؤسسي الصهيونية ، بمن فيهم هرتسل نفسه ، لم يكونوا على علم بأن فلسطين كانت دولة مأهولة. يُذكر أنه "عندما سمع زميل هرتزل ماكس نورداو لأول مرة عن وجود سكان عرب في فلسطين، ركض إلى هرتسل وهو يبكي:" لم أكن أعرف ذلك
ولكن باستثناء منطقة غزة التي كانت تحت السيطرة المصرية. شهدت الفترة التي سبقت قيام دولة إسرائيل خروج العرب من فلسطين. بحلول نهاية عام 1948، تم تهجير معظم العرب الفلسطينيين. حتى عام 1967، رفضت الدول العربية الاعتراف بدولة إسرائيل الجديدة. مع ذلك، أدخلت حرب 1967 عوامل جديدة فرضت التغيير على معظم صانعي السياسة العرب. لقد حولت تلك الحرب إسرائيل من دولة تحتل جزءًا كبيرًا من فلسطين إلى دولة تحتل كل فلسطين وأراضي دول عربية أخرى ذات سيادة. منذ ذلك الحين، قبلت جميع أطراف النزاع، باستثناء الفلسطينيين، قرار مجلس الأمن 242 (1967) في 22 تشرين الثاني (نوفمبر) 1967. ولعل أحكام هذا القرار هي أفضل المؤشرات للقضايا السياسية الأساسية في الصراع العربي الإسرائيلي اليوم.
وعلى الرغم من أن أخبرهم الغرب أنه سيقيمهم في صهيون ، فلسطين ، أرض الزبدة والعسل (كما ترويهم الرواية التوراتية)، أرض يسكنها العماليق والكنعانيون الذين يمكن إبادتهم ببساطة (كما يخبرهم السرد التوراتي أيضًا) وكما يخبرهم الرواية التاريخية عما حدث في تجارب الاستيطان الأخرى مثل الولايات المتحدة وأستراليا)."لكنهم وجدوا أن فلسطين مليئة بأهلها الذين يتكاثرون كماً ونوعاً ويقاومونهم بعنف. وأن الغرب في الحقيقة أراد التخلص منهم بتوطينهم في منطقة ذات أهمية استراتيجية له، ليتمكنوا من حماية مصالحه، ودخلوا في طريق "صراعهم مع الفلسطينيين والعرب مستمر، ولم يتوقف منذ بداية الاستيطان عام 1882 حتى الان ولا نهاية للصراع، وقد ولد ذلك بالنسبة لهم شعوراً قاتماً بالمأزق التاريخي وشعوراً بفقدان الاتجاه " جعلهم يحاولوا أخذ شرعية وجودهم من أصحابها , وفيما يلى المخاوف والمأمول لدى السلطة الوطنية الفلسطينية :
 ان تحتل القضية الفلسطينية مكانة بارزة في أي صفقة محتملة قادمة
 عدم تضرر العمق المكون الفلسطيني في الهوية السياسية السعودية وإسقاطها
 استمرار العهد ديني سياسي في المملكة العربية السعودية القائم اليوم على الإسلام وخدمة الأماكن المقدسة بما فيها القدس الشريف
 المحافظة على ارث الملك فيصل إلى المراتب العليا للقادة العرب والإسلاميين المعاصرين وذلك ابان حرب 1973.
 إذا كان اتفاق كامب ديفيد قد قام بفك الارتباط الرسمي عن الصراع العربي الإسرائيلي للدولة المركزية في العالم العربي وأقوى جيش فان التطبيع السعودي الإسرائيلي سيضعف الارتباط الديني بين مكة والقدس على اعتبار ان المملكة راعية للاماكن المقدسة للحرمين المكي والمدني








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. صحن طائر أو بالون عادي.. ما هي حقيقة الجسم الغريب فوق نيويور


.. دولة الإمارات تنقل الدفعة الـ 17 من مصابي الحرب في غزة للعلا




.. مستشار الأمن القومي: هناك جهود قطرية مصرية جارية لمحاولة الت


.. كيف استطاع طبيب مغربي الدخول إلى غزة؟ وهل وجد أسلحة في المست




.. جامعة كولومبيا الأمريكية تؤجل فض الاعتصام الطلابي المؤيد لفل