الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لا وطن . . ليمن منتج بانتهازيات قادة الأحزاب ( الوطنية ! ) .

أمين أحمد ثابت

2023 / 8 / 12
مواضيع وابحاث سياسية


اليمنيون – كباقي العرب – ينقسمون في فهمهم واحكامهم تجاه احداث مريره مرت بها اليمن الحديث خلال السبعين سنة الأخيرة ، انقسام الموقف لا يعود الى فوارق الاستقراء ( الحر ) حول تلك الاحداث ، بل تعد جميعها تابعة بإيمانية عاطفية مجرورة الى مركز قوة سياسية برمز قائدها تدور في فلكه – أي تكون مواقف افراد المجتمع ( نخبة وعامة ) في تعددها ليست سوى صدى ببغاء يكرر ما يطلقه المصدر الذي يتبعه بذات صيغ الاتهام والتجريم لأطراف أخرى في سلطة الحكم او بذات صيغ التذرعات التجميلية والتهرب من المسؤلية وارجعاها الى القوى المعارضة – والغريب في كذبة الديمقراطية بعد 1990م. يتكرر ذات الامر خلال تنامي حدة المواجهة السياسية خطابا وقولا بين طرف سلطة الحكم واحزابها المفرخة الى جانب الموالاة القبلية والدينية السياسية في مقابل من يستحلون توصيف انفسهم بقوى المعارضة و . . ذلك في الفترة الحرجة الضيقة لما قبل تفجر الحدث المروع والمدمر للمجتمع ، بينما بعد انتهاء الحدث في كذبة العودة الى الحياة الديمقراطية ، أن نجد واحدية الموقف المجتمعي عند مختلف افراد المجتمع بطبيعته الانقيادية . . بشجب كل الأطراف بكونها مشاركة في ذلك الحدث المؤسف – أي كخطأ ارتكب من قبل مختلف القوى السياسية وتابعياتها – كإعتراف يتضمن النقد الذاتي عند الجميع ، واكتساب خبرة في ألا يحدث مثل ذلك مجددا و . . هكذا حتى قدوم زمن لاحق في لحظة انسداد كسابقاتها . . يتكرر ذات الامر مجددا – ولكنه من بدء الألفية الجديدة . . اصبح منتج تلك المواقف عائدا لصناعة المتحكم الخارجي لمتحرك الواقع الداخلي لليمن – أو أي بلد عربي اخر .
ولكي لا نغرق في التنظير المجرد الذي يصعب على الكثيرين ادراك المغزى وراءه او حتى – عند بعض غير قليل - على مسك زمام مفاصل الفكرة عبر الأسلوب اللغوي الذي نتبعه خاصة بنا ، سنذهب نحو طرح ( مفتاح فكرتنا ) من الأخير ، والمتمثل في راهن اليوم في مجتر الحدث من 2011م. وحتى لحظة كتابة هذا الموضوع ، وهو الحدث ( الواحد ) المصاغ سيناريوها بسلسلة احداث خاصة متعاقبة ، تصنف بواقعيتين لمجرى القصة ، الأولى توسم بدراما الصراع السلمي على الحكم ، والأخرى في متحول الصراع الى الاحتراب – بينما تدار الحبكة ب ( متحكم خارجي ) وبمتخلق تفاصيلي متعدد في كلي الواقعيتين للحدث ، لتكون النهاية عودة للواقعية السلمية للصراع بعد انتهاء الاحتراب وحل مشكلة الحكم بتشارك القوى المتحاربة قبلا – بينما تمثل الواقعية السلمية الأخيرة تلك ( واقعية غير اصيلة مجتمعيا ) ، بقدر ما تكون مفرخة وفق مشيئة المحرك الخارجي .
معبر فقرتنا الأخيرة السابقة لا تمثل محورا لموضوع فكرتنا ، ولكنها تعد مدخلا استهلاليا يعيدنا للدخول الى اصل فكرتنا التي نود عرضها ، والتي ستكشف مأساة ( العقل اليمني ) – بكل مستويات وعيه – كغائب في ادراك حقيقة واقعه ، وكعقل آلي يعمل خارج مؤثرات واقعه ، وكعقل معطل غير قابل لاكتساب المعرفة والخبرات إثر تلك الاحداث المدمرة لوجوده وحياته . . في كل مرة .

فحديث الحرب الجارية في اليمن منذ 2014م. وحتى اللحظة ، محصورة رؤية كل يمني بانقلاب الحوثيين على الدولة الشرعية بالمقرر الدولي ، حيث يمثل الموقف المجتمعي التابع ايمانيا ضد جماعة الحوثي – بمعرف وطني يصنف نفسه – بأن المليشيا الحوثية هي المنتجة للحرب الدائرة بخروجها عن اجماع كل القوى ( السياسية والمجتمعية ) ، والمفرز في مخرجات ( مؤتمر الحوار الوطني ! ) ، هذا غير كون هذه المليشيا المسلحة المارقة قد خرجت في عملها الانقلابي ضد الشرعية الدولية ومقرراتها بشأن المسألة اليمنية ، بينما الموقف المجتمعي التابع الاخر ايمانا الى قوة الحوثيين ضد شرعية عبد ربه ودولته الانتقالية ومخرجات مؤتمر الحوار – بمصنف وطني في فهم الحوثيين وما قاموا به – بذريعة انه لولا ذلك الانقلاب ( الوطني ! ) لكانت اليمن تغرق في التبعية المطلقة باليد الامريكية وربيبتها إسرائيل ، حيث يتحكم اليهود بهذا البلد المسلم ، هذا غير أن شرعية نظام عبد ربه قد سقطت بانتهاء فترة العامين وفق مخرج اللعبة الأممية ، ولذا فتمديد شرعية سلطته الوحيدة من سلطات الدولة بحكم دولي وليس وفق الشرعية الانتخابية التي حددت بعامين ، أما الامر المحوري لشن الحرب والمطاردة لعبد ربه وأركان دولته ( الهشة ) بتحرك لبسط الحوثية على كامل الأرض اليمنية . . ليس سوى كونها ( حربا مقدسة وطنية ) تحملتها جماعة الحوثيين لمقاتلة السعودية التي تقود التحالف العربي لبسط مطلق سيطرتها على اليمن . . تحت ذريعة مساندة الدولة الشرعية والمعترف بها دوليا .
ومن هنا ، فكل قول او تصريح او خطاب او تعليل او حكم لأية جزئية ولو صغيرة من تفاصيل مجريات الحرب الدائرة – بصورة حرب اللاحرب – أكان لأفراد مكونات المجتمع اليمني بطبيعته الانقيادية الطوعية عاطفيا او بتحيز واع لأي طرف من الأطراف الثلاثية المتنازعة راهنا ( الشرعية ، الحوثيين ، والانتقالي الجنوبي ) ، لا يكون خارج تبعية الانقياد لإدانة الاخر وطرح التذرعات التبريرية التي تنصل مركز القوة التي يتبعها ورمز سلطتها من تحمل أية مسؤلية كانت عما يجري ، ويركز تثقيلا على وطنيتها ، وإذا كان هناك أي تقصير او ضعف او أخطاء . . فإنها بسبب الظروف الخاصة المقيدة للقيادة على حسم المواجهة وانهاء الحرب عبر الحسم العسكري او التفاوضي او حل مشكلات المجتمع تحت سلطة هذا الطرف او ذاك او ذاك .
نعم إن الظاهر الملموس تحضر منه مختلف تلك المواقف والرؤى ، وهو ما يجعل الثلاثة عقول الموقفية والتصورية التحليلية والحكمية تعتقد نفسها – أي كل يمني – أنها مدركة للحقيقة وانها واقعية مقارنة بالعقول المهووسة بالتنظير ونظرية المؤامرة – بينما ( الحقيقة الغائبة ) عنهم جميعهم وحقيقة اعتقاداتهم ( التوهمية ) . . أن ما يبنون عليه فهمهم وقناعاتهم عن ما هو ملموس واقعا عما يجري ، ليس سوى بناء ادراكيا توهيمي بمخلقات احداث وقوى وصراع مفرخ من الخارج ومدارة جميعها بمعرف ( وكالة الحرب المحلية ) عن قوى الخارج المتنافسة على البلد . . عبر ممثلين لها من الداخل ، تجعل وطنها ساحة تصفية الحسابات بين قوى الخارج المتنازعة على النفوذ ، ولذا فما يعتبرونه واقعا يستمدون احكامهم ومواقفهم ليس إلا انبعاثات خداعية لمنتجات السيناريو الخارجي المرسوم ، تهيء للعقل الاجتماعي بانحيازاته الثلاث . . أن كل واحد منها ادراكه للحقيقة والواقع خلال مساره الاحترابي ، مع استقدام ذهني مجرد لتبرير رؤيته او موقفه التي يعلنها .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مصر تنفي التراجع عن دعم دعوى جنوب إفريقيا ضد إسرائيل أمام مح


.. هيئة البث الإسرائيلية: نقل 300 طن من المساعدات إلى قطاع غزة




.. حزب الله اللبناني.. أسلحة جديدة على خط التصعيد | #الظهيرة


.. هيئة بحرية بريطانية: إصابة ناقلة نفط بصاروخ قبالة سواحل اليم




.. حزب الله يعلن استهداف تجمع لجنود إسرائيليين في محيط ثكنة برا