الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


باربي.. فيلم اقلق الكثيرين

منظمة مجتمع الميم في العراق

2023 / 8 / 12
حقوق مثليي الجنس


بلغت الحساسية ضد المثلية مستويات جدا عالية، فصارت أي إشارة او لمحة تخرج من هنا او هناك، يعتقد ان فيها ما يشار للمثلية من قريب او بعيد، فأنه يتم استبعادها، سواء كانت لقطة من فيلم او صورة في مجلة او لوحة إعلانات او رواية او قصة او كلمة في اغنية او بيت في قصيدة الخ، فتسارع الجهات "الأخلاقية" الى حذفها او منعها، وهذه الجهات توظف جيوشا لها من المراقبين، وتصرف الأموال الطائلة عليهم، كل ذلك لمراقبة المحتويات التي في عرفهم "تخدش الحياء".
من خلال هذه السياسة "الأخلاقية" فأن الضجة ما فتأت ان تخرج بين الفينة والأخرى، يشغلون بها الاعلام ومواقع التواصل الاجتماعي، فقوى "المراقبة والمعاقبة" تلتقط شيئا ما يلمح للمثلية، فتخبر السلطات المتخلفة والمأزومة، وهذه بدورها تقوم بأصدار تعليماتها بالمنع والمعاقبة، ومن ثم تأمر مشرعيها بالاستعداد لسن قوانين انضباطية صارمة، للحفاظ على أسس وركائز المجتمعات التي يحكموها.
باربي هو فيلم كوميدي امريكي، اكتسح صالات العرض السينمائي، محققا اعلى الإيرادات في شباك التذاكر، فخلال ثلاث أسابيع من بداية عرضه حقق ما يقارب المليار دولار، تحكي قصة الفيلم عن دمية تعيش في مدينة خيالية "باربيلاند" تُدعى باربي، الا انه يتم طردها من المدينة بسبب عدم كونها مثالية، فتنطلق باربي في مغامرة بالعالم الحقيقي على أمل إثبات جدارتها والعودة إلى وطنها.
الكويت ولبنان هما الدولتان اللتان كانتا سباقتا في منع الفيلم من العرض، وقد صرح وزيري اعلامهما بأن الفيلم "يخدش الاداب العامة"، و"القيم الأخلاقية والإيمانية"، وهذا الخطاب هو المتفق عليه، لجان "المراقبة والمعاقبة" وبعد الفحص الدقيق والشامل للفيلم، اكتشفوا وجود إشارات للترويج للمثلية، وقد رفعوا توصية للحكومة بمنع عرض الفيلم.
الطريف ان لبنان كانت مركزا امنا لمجتمع الميم، خصوصا الذين يتم تهديدهم بالقتل في بلدانهم، الا اننا نشاهدها تسير في ركب الدول البدوية والمتخلفة، فسلطتها اليوم تستمد قوتها من القوى والأحزاب الدينية الرجعية، فهذا البلد يشهد تراجعا ملحوظا في قيم العلمانية والتمدن، ويسير نحو "تدين الدولة".
هذا الفيلم لا يشكل أي خطر على المجتمع، مثلما تصوره لجان "المراقبة والمعاقبة"، بل ان الخطر الحقيقي هو في فرض القيود ومنع حرية التعبير وعزل المجتمعات على مواكبة الحياة، الكويت نموذجا حيا، الخطر الحقيقي هو في الأوضاع الاقتصادية والمعيشية الصعبة التي تمر بها بلدان المنع، ولبنان أوضح نموذج، محض سخافة وهراء تام ان يحافظوا على "الاداب العامة"، والناس تموت جوعا.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أوروبا : ما الخط الفاصل بين تمجيد الإرهاب و حرية التعبير و ا


.. الأمم المتحدة: دمار غزة لم يسبق له مثيل منذ الحرب العالمية ا




.. طلاب جامعة ييل الأمريكية يتظاهرون أمام منزل رئيس الجامعة


.. مقتل عدنان البرش أحد أشهر أطباء غزة نتيجة التعذيب بسجون إسرا




.. كم عدد المعتقلين في احتجاجات الجامعات الأميركية؟