الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


على الفلسطينيين التأهل لكرب شديد بانتصار الفاشية الصهيونية

سعيد مضيه

2023 / 8 / 13
القضية الفلسطينية


لدحر الفاشية ائتلاف مع الفلسطينيين او كارثة تبدد ثقافة العنصرية

إسرائيل لا تمر بازمة ولا تتآكل كما يشيع بعض المنابر الإعلامية العربية؛ إسرائيل تشق طريقها الى نظام فاشي ينجز المشروع الصهيوني. هذا ما اكده لورنس دافيد سون، استاذ التاريخ المتقاعد بجامعة ويست تشيستر بولاية بنسيلفانيا. كل من المعارضة الليبرالية وائتلاف حكومة نتنياهو يزعمون الدفاع عن الديمقراطية، لكنهما ، في نظر مفكر موضوعي مثل دافيدسون، يدعمان ديمقراطية الأبارتهايد، يريدون بذلك " تشديد قبضة إسرائيل على الشعب الفلسطيني- سيطرة غير ديمقراطية مع احتمال طردهم ".

في مقالة نشرها في 8آب / أغسطس الحالي،يجزم لورنس دافيدسون، ان الدلائل تشير الى حتمية نجاح نتنياهو وائتلافه لفرض نظام يتعامل بفاشية مع الشعب الفلسطيني. ينقل دافيدسون عن اليهودي التقدمي بيتر بينارت ، " يشاركه آخرون منخم الصحفية أميرة هاس، يرون، "الوقوف بجانب الشعب الفلسطيني ربما يكون الوسيلة الوحيدة لانتصار المحتجين". لكن انّى يتحقق هذا الخيار بعد خمس وسبعين عاما من الشحن العنصري والممارسات العنصرية، يستدرك دافيدسون؛ في هذه المناخات ينحسر نفوذ المعسكر الليبرالي ، وقد يضطرالكثيرون من الليبرالييون الى مغادرة إسرائيل.. يسوق دافيدسون احتمال ، أن تنزل بإسرائيل "كارثة تطيح بثقافة العنصرية".
والشعب الفلسطيني تنتظره مكابدة قاسية مع الفاشية الصهيونية ، فهل يستعد لها، يتصدى ويصمد؟ ذلك يتطلب تعبئة شعبيه تحيل الجميع حراسا يقظين على أهبة الاستعداد!


عاد مفهوم "الديمقراطية " يتكرر في الأخبار الواردة من الشرق الأوسط؛ وسوف يفترض الأميركيون ان هذا لا علاقة له بالعرب؛ فهم يعرفون ان الأنباء عن الديمقراطية بالمنطقة يجب ان تكون عن إسرائيل لأنها "الديمقراطية الوحيدة بالشرق الأوسط". حسنا ، تبين من جديد ان الإسرائيليين أيضا لا يوافقون على ما يقال وأن ما لديهم ليس ديمقراطية "حقة". يتزايد اللغط الصهيوني العنيف داخل سرائيل حول المسألة : جانبان ، وحجتان مختلفتان لتعريف الديمقراطية؛ وكلا الطرفين يدعي دور الممثل الوحيد للشيء الحقيقي. وكل طرف يصرخ بوجه الآخر، وبالمناسبة كلاهما على خطأ.

الشق الأول- "اليمين" الإسرائيلي

استند الائتلاف اليمني الحاكم في ادعائه بالدفاع عن "الديمقراطية الحقة" الى مبدأ الأغلبية، يعني أنهم يدعون تمثيل الديمقراطية بالنظر للأغلبية الضخمة من اليهود صوتوا في الانتخابات الأخيرة (تقريبا 48.3 بالمائة) إنما كان تصويتهم لصالح التغيير. بالنتيجة يسيطر على الحكومة ائتلاف من الاحزاب الدينية والقومية؛ هنا يجب ان يتمكنوا من الحكم كما يرونه ملائما – بالنسبة لهم هذه هي الديمقراطية.
من فضلكم لاحظوا أن المهم هو الأصوات اليهودية ، بالنسبة لليمين المتطرف وما يطلق عليه يسار الوسط؛ على الدوام كان ممكنا من ناحية تقنية جلب الأحزاب الفلسطينية الى الائتلافات الحاكمة بإسرائيل؛ ولكنه يظل من التابوهات المحظورة في نظر معظم الإسرائيليين. فما لدينا هنا، كأمر واقع، ديمقراطية أبارتهايد.
ليس لدى سرائيل دستور مكتوب؛ لكنها طورت نسقا من " القوانين الأساس" ، يجري تفسيرها حاليا بواسطة نظام قضائي مستقل ، تقوده المحكمة العليا. وحيت ان قضاة المحكمة العليا لا ينتخبون ، فبمقدورهم ، من خلال هذه السلطة القضائية التصرف ككابح لجهود الحكومة التي قد تمأسس صنفا من مجتمع يهودي ديني / سلطوي ير ى الكنيست الحالي إقامته؛ هكذا ، تحت قناع مبدأ حكم الأغلبية تهدف حكومة إسرائيل في الوقت الراهن الى تدمير قضائها الإسرائيلي المستقل.
طبعا، يطرح نتنياهو ، رئيس الحكومة ،القضية بأسلوب حيادي : تريد الحكومة اتخاذ " خطوة ديمقراطية لاستعادة التوازن بين الفروع المؤسسية للحكومة". هذا ما طلب من الدبلوماسيين الإسرائيليين ان يصفوا الوضعية. بالطبع ، " التوازن يعني عدم المزيد من الكوابح على سلطة التنفيذ؛ وحسب تصور الأغلبية فهذه هي " الديمقراطية في التطبيق".

الشق الثاني : " اليسار" الإسرائيلي

يدعي " اليسار" الإسرائيلي انه يدافع عن الديمقراطية الإسرائيلية ؛ دفاعا عن الديمقراطية من خطر داخلي مبعثه حكومة يمينية تريد تغيير الطبيعة الجوهرية للمجتمع اليهودي الإسرائيلي. التغيير القضائي الشامل الذي ينتويه رئيس الوزراء، نتنياهو ( بدل برايم مينيستر[رئيس حكومة] باتوا يطلقون عليه كرايم[جريمة] مينيستر) حشد حركة احتجاج أنزلت الى الشوارع، خلال الأشهر العديدة الماضية، مئات آلاف اليهود ذوي التفكير العلماني. وإذ لا يمثل هؤلاء عدديا أغلبية اليهود المواطنين بالبلاد، وعددهم 7.145مليونا، فنهم يمثلون فعلا رؤية الأشكيناز – اليهود من أصول أوروبية ، ممن يهيمنون على عالم الأعمال والتكنولوجيا والجانب الثقافي والفني من المجتمع ، الى جانب بعض العناصر المهنية من العسكريين.
هؤلاء المحتجون يرفضون مبدأ الأغلبية؛ على الضد من الطرف الأول؛ فالديمقراطية، يقول "اليسار"، انه يؤمن بها مقرونة باستمرارية وجود قضاء مستقل يقوم بدور الكابح للفرع التنفيذي. إن هذا يبدو جيدا ؛ لكن من جديد يترك الفلسطينيون خارج المعادلة .معظم المتظاهرين لا يقلون عن خصومهم اليمينيين، رغبة في تمثيل متساو لجميع الخاضعين لسلطة الحكومة الإسرائيلية-او المدافعين عن اللامساواة؛ فهم يريدون فقط صيغة علمانية لديمقراطية الأبارتهايد.

الشق الثالث – لماذا يخطئ الطرفان بصدد الديمقراطية

لماذا يخطئ الطرفان ؟
1) لنقد مبدأ الأغلبية فضيلته؛ هنا نقد ، مرجعيته الحالة في إسرائيل، من قبل معهد بروكينغز." فإذا أيدت في سرائيل ، أغلبية ضئيلة في غرقة تمثيلية واحدة ، لنقل 64من 120 عضوا بالكنيست قانونا لتقليص حقوق فرد او حقوق أقلية ، فانها بالتحديد تواجه كابحا شكليا : المحكمة العليا ، تقوم بدور محكمة العدل العليا. وهذا ما يريد نتنياهو – ليفين القضاء عليه. ...". باختصار إذا نجح نتنياهو في مسعاه فبمقدور الأغلبيات بأقل عدد تقرير كل شيء؛ أغلبية نقية لا مثيل لها". لا وجود لحماية ممأسسة لحقوق الأقلية.
من المهم ملاحظة ان هذه الخشية من الأغلبية كانت قائمة منذ زمن بعيد؛ ومثال بارز هوما جرى قبل زمن في التعديل الأول للدستور الأميركي، تطبيق قانون بحقوق. في زمن المصادقة على هذه التعديلات قصد منها حماية حقوق الذكور البيض – بصورة جوهرية نمط أميركي من ديمقراطية الأبارتهايد.
2) يخشى "الليبراليون" المحتجون في إسرائيل ان حقوق اليهود العلمانيين عرضة للخطر؛ مع ذلك ، شأن أولئك الذين أصروا على قانون الحقوق الأميركي الأصلي ، فان أغلبية الإسرائيليين الليبراليين غير معنيين بحقوق الفلسطينيين الذين تواطاوا على ترحيلهم واضطهادهم . وتعني هذه اللامبالاة أنهم أيضا ليسوا أنصار الديمقراطية الليبرالية كما يعتقدون في اتفسهم. هنا كيف طرحت أنشيل بفيفر المسألة بجريدة هآرتس: "إن كان ثمة وهم لدى أي كان بأن هذه الهبة المذهلة ل "معسكر الديمقراطية" في إسرائيل سوف تفضي بالمجتمع الإسرائيلي الى توافق أوسع حول الاحتلال فمن الأفضل إهمال هؤلاء ؛ كان أحد أولى القرارات الاستراتيجية للجنة التنسيقية للاحتجاجات المؤيدة للديمقراطية ان طريق الانتصار يجب ان يعبر من المركز. ولإنجاز ذلك كانت جماعات من مناهضي الاحتلال قد أُبلِغت بحزم ... يجب عدم التلويح بالعلم الفلسطيني".
واليوم نعرف ان جميع المرجعيات الديمقراطية حول إسرائيل ذات توجه خاطئ للأسف الشديد؛ الديمقراطية في إسرائيل ، بغض النظر عن اي جانب صهيوني يزعم انه المدافع عنها ، هي ديمقراطية أبارتهايد ، ليست سوى توحيش الديمقراطية الحقة. كل منظمة حقوق إنسان ذات صلة على سطح كوكبنا قد وعت ، بناء على بينات معلنة، ان إسرائيل دولة أبارتهايد مأسست العنصرية في قوانينها وفي سياساتها.

شق رابع : أسلوب أوحد لانتصار حركة الاحتجاج

الموقف المتخذ من قبل "الليبراليين" العلمانيين في إسرائيل فيما يتعلق بمشاركة الفلسطينيين بالاحتجاجات، ريما يسهم في كفاحهم ضد نتنياهو؛ قدم تفسيرا يستحق الترحيب لهذا الاحتمال المعلق اليهودي التقدمي بيتر بينارت.
ينقل بينارت عن موشيه كوبل ، احد النشاطى المحافظين ؛ ينطلق في موقفه من ان "الديمغرافيا تقف بجانبنا ( المتدينين المحافظين)، سوف نحدث هذه التغييرات [ مثل "التغيير القضائي الشامل"] عاجلا أم آجلا لأنه في إسرائيل تتكاثر السكان الأرثوذكس المتطرفون ويتكاثر أيضا الجمهور القومي الديني". يتوجب ملاحظة الاعتقاد المترتب كما ان قوة اليمين الديمغرافية تنمو ، فكذلك ينمو ادعاؤهم بالديمقراطية.
يشير بينارت الى ان معسكر الاحتجاج ، إذ يرفض شرعية الأغلبية ، لم يشكك قط في المعايير القومية الإثنية للسياسات الإسرائيلية. بكلمات بالنسبة للمحتجين فإن الهدف هو "الحفاظ على صنف من المجتمع العلماني الحداثي التعددي لليهود فقط " . وحقيقة انهم، من أجل إنجاز هذا الهدف، يكافحون المتدينين المحافظين ممن " يريدون تشديد قبضة إسرائيل على الشعب الفلسطيني- سيطرة غير ديمقراطية مع احتمال طردهم " لا تشكل حافزا لمعظم المحتجين.
.في ضوء لامبالاة المعسكر الليبرالي لهذه الدرجة، كما تتجلى في محنة المضطهَدين، تبدو سخرية حقيقية في واقع كون الوقوف بجانب الشعب الفلسطيني ربما يكون الوسيلة الوحيدة لانتصار المحتجين. يؤكد بيتر بينارت، وآخرون معه، من جديد هذه الحقيقة ؛ يحثّ حركة الاحتجاج الليبرالية في إسرائيل تحويل النضال بحيث " يشرك اليهود والفلسطينيين ضد الجماعات الضالعة في الحفاظ على الأبارتهايد". إن مجتمعا متسامحا من شانه ان يلغي بالتأكيد أفضلية اليمين الديمغرافية.
شق خامس – خلاصة

من غير المحتمل تشكل هذا الائتلاف في المستقبل المنظور ؛ طوال خمس وسبعين عاما وإسرائيل تشحن المواطنين اليهود بنظرة تفوق عرقي ، وكل الدلائل تشير الى حقيقة نجاحهم في المسعى . لكي يتم اختراق موقف الأدلجة الثقافي المديد عادة ما يتطلب حالة كارثية تدفع لانهيار ثقافة العنصرية . بالنسبة للمجتمع اليهودي العلماني في إسرائيل ربما تكون الحالة الراهنة خطوة في ذلك الاتجاه. على كل حال، تاخذ في الاعتبار انهم يشكلون أقلية داخل البلاد بأجمعها.
وهناك ايضا حقيقة أن معظم مؤسسات دولة إسرائيل تستجيب للتغيير الذي تجريه الحكومة الراهنة بناءً على توجه الطاعة المستوجبة ؛ ومثال جيد على ذلك هو الشرطة الإسرائيلية. تغيير القيادة العليا للمؤسسة والشخصيات الهامة في الجهازكاف لإصدار أوامر جديدة . في هذا الصدد حزء من العسكر ما زالوا في شك، لكن هذا مجرد حالة مؤقتة.
الحقيقة الصعبة ان الجانب الليبرالي يخسر ؛ وعلى الرغم من وجهات نظر استعراضية حقا للاحتجاجات الحاشدة في أنحاء إسرائيل فقد أدارت الحكومة ظهرها لليبراليين وواصلت تنفيذ اجندتها التشريعية؛ والشرطة بدورها واجهت المحتجين بخراطيم المياه، ولجأ "الليبراليون" الى استعمال الهراوات.
أخيرا نقتبس عن أميرة هاس ، الصحفية بجريدة هآرتس:
"الآلهة ينتقمون بشاعرية من الإسرائيليين ممن يواصلون العيش بسلام وانسجام ، او بمزيد من اللامبالاة مع ترحيل الفلسطينيين واضطهادهم....المملكة المقدسة للشبان الأوباش المتوحشين [ هنا تتكلم عن المشروع الاستيطاني الكو لنيالي الإسرائيلي] تدير ظهرها لكم بعد سنوات خدمتكم النشطة في الدفاع عنها وتتعاونكم الصامت معها"[ تشمل القضاء في هذا التعاون.] لن يزدهر المشروع الاستيطاني الكولنيالي بدون تعلم جميع [المحاكم] الأراء القانونية و ’الحلول‘. بأيديهم بذروا بذور الفاشية اليهودية – أنشأوا أجيالا من الإسرائيليين الواثقين من انه عادي تماما السيطرة على شعب آخر و الاستبداد به بحرمانه من معظم الحقوق الأساس".
تود هاس أيضا رؤية حركة الاحتجاج تتغلب على مركزيتها العرقية وعقد تحالف مع الشعب الفلسطيني.، وهي أيضا من المؤكد في الغالب أن يتم تجاهلها. ولكي يتخذ المحتجون وأنصارهم هذه الخطوة الهامة عليهم ان يتغلبواعلى أجيال من الأدلجة العنصرية، ويدخلوا في سباق للحصول السهل على جوازات سفر أجنبية. وإذا لم يهبطوا عبر هذا الدرب فإن العديد من "الليبراليين" قد يغادرون البلاد.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بعد قضية -طفل شبرا- الصادمة بمصر.. إليكم ما نعرفه عن -الدارك


.. رئيسي: صمود الحراك الجامعي الغربي سيخلق حالة من الردع الفعال




.. بايدن يتهم الهند واليابان برهاب الأجانب.. فما ردهما؟


.. -كمبيوتر عملاق- يتنبأ بموعد انقراض البشرية: الأرض لن تكون صا




.. آلاف الفلسطينيين يغادرون أطراف رفح باتجاه مناطق في وسط غزة