الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


اعدام صدام ومكر التاريخ

عبد العزيز الخاطر

2006 / 11 / 7
دراسات وابحاث قانونية


لفظ إعدام لا يخيف في بغداد ، ربما كلمة الحياة أكثر غرابه . هنا الموت رائحة مستمرة ومشهد مستمر يكاد يكون غيابه هو الاستثناء . الحاكم في بغداد على موعد مع الموت دائماً . لم يتوقع صدام كلمة غير ما نطق به القاضي ، التاريخ في منطقتنا وفي بغداد دائماً يضع إرادة الحياة في مقابل الموت للآخرين ، ولم يشذ صدام عن اقرأنه كثيراً وأنما كان أسواهم حظاً . كان في حياته استثناءاً لأنه صنع إحداثا استثنائية ويتعدى بعضها نطاق المعقول وفي مواجهة مصيره كان كذلك استثناءاً . جميل أن ينتقم المظلوم من الظالم في حياته وجميل لو أن الآخرون يتمثلون نهاية الظلم والبطش ولكن القبيح أن يحاكم الحدث ويترك التاريخ ، أن يعدم المستبد وتترك آلية إنتاجه مستمرة كان الوضع سيبدو بشكل آخر لو أن ظلال الديمقراطية الموعودة كانت ترفرف على بغداد ساعة إعلان الحكم كان سيبدو كذلك نموذجاً يحتذي ويخيف قلاع الاستبداد في كل عاصمة عربية ، كان الوضع سيبدو أكثر جمالاً وإشراقا لو أن العراقيون هم من اصدر الحكم من ألفه الى ياءه .
كان الوضع سيبدو مثالاً للتفاؤل والخروج من نفق الظلم والاستبداد لو إن الشارع العراقي لم تدنسه يد التدخلات الخارجية من كل صوب ولم تزكئ فيه رائحة الطائفية والمذهبية بشكل لم يسبق له في التاريخ . على مر التاريخ لم يكن للديمقراطية التي يريد الأمريكان زرعها في العراق نافذة تطل منها على نهر دجلة فهو لم يكن استثناءً بهذا المعنى وعلى مر التاريــخ

لم تكن بغداد مطواعة لضعفاء البأس وقليلي الحيلة . صدام اخطأ وارتكب الكثير من الحماقات والجرائم ولكن التاريخ يخبرنا بأن حقبة الجرائم والآثام دائماً تتلوها حقباً أخرى مغايرة لا يعود فيها مكان لتلك الجرائم والآثام ، لم يخبرنا التاريخ إطلاقا بأن حقبه الجرائم تحاكمها حقبه أخرى مماثله. الدم اليوم في بغداد أكثر استباحه والأمن أُمنية كل عراقي والدين أشتاتا والعراق عراقات ، كيف يحاكم فصل والمسرحية مستمرة .
ثنائية الجلاد والضحية ثنائية مستمرة عبر تاريخنا الطويل لم يتغير الجلاد العربي ولم يغير من أدواته كما حدث لدى الغير لا يزال فرداً ولايزال بشراً لم يتحول الى مجموعة من القوانين والتشريعات كما حدث لدى الغير . ولكن الضحية عبر التاريخ تغيرت فلم تعد فرداً أو مجموعة أفراد ولكن أصبحت شعوباً ومجتمعات كاملة مجردة من ابسط حقوقها وما يحميها من الجلاد ورعونته
إشكالية تاريخنا العربي . أن الجلاد والضحية يتبادلان الأدوار لا أكثر فلا الضحية دائماً كذلك ولا الجلاد يستمر في أداء لدوره حتى آخر المسرحية وفي هذه الحالة فقط تتجلى الضحية لتصبح فرداً لتذيق جلادها اشد اصناف العذاب ويتنحى الجلاد ليصبح شعباً بأكمله .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. المحكمة الجنائية الدولية تدين زعيما مرتبطا بتنظيم القاعدة با


.. -العربية- في مخيمات النازحين الأيزيديين بالعراق.. موجات حارة




.. ما مدى خشية تل أبيب من إصدار المحكمة قرار باعتقال نتنياهو وغ


.. الجزء الثاني - أخبار الصباح | الأمم المتحدة تعلق مساعداتها إ




.. أطفال فلسطينيون يطلقون صرخات جوع في ظل اشتداد المجاعة شمال ق