الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


التطبيع الاسرائيلى السعودي سيكون زواجا مثليا سياسي اذا ما تم

ناهض الرفاتى

2023 / 8 / 13
السياسة والعلاقات الدولية


المراقب للمشهد السياسي يلحظ أن مستوى الجهود في هذا الاثناء مضاعفة أمريكيا لتشجيع السعودية على تطبيع علاقاتها مع إسرائيل، لكن هناك عقبات كثيرة تحول دون ذلك، مثل موقف السعودية من قضية فلسطين، والتوترات مع إيران، والمصالح الاستراتيجية للصين. وقد أبدى بعض المحللين تفاؤلا بإمكانية التوصل إلى اتفاق في غضون عام، بينما يرون آخرون أن الفرصة ضئيلة في ظل حكومة نتنياهو اليمينية المتطرفة ,ومايؤكد ذلك ما كتبه الكاتب الأمريكي فريدمانحين قال " أود أن أرى وزير المالية الإسرائيلي اليميني المتطرف ، بتسلئيل سموتريتش ، يظهر على التلفزيون الإسرائيلي ويشرح للشعب الإسرائيلي لماذا من مصلحة إسرائيل ضم الضفة الغربية وسكانها الفلسطينيين البالغ عددهم 2.9 مليون نسمة - إلى الأبد - بدلاً من تطبيع العلاقات مع المملكة العربية السعودية وبقية العالم الإسلامي" ما يعنى صعوبة سلوك الحكومة اليمنية الإسرائيلية وعدم توقع افعالها , وبالتالي سوف نستعرض بعض التساؤلات للمنافع والعقبات التي يمكن ان تعترض الأطراف ذات العلاقة لتنفيذ الاتفاق والتي تتلخص في التساؤلات التالية :
أولا: الفوائد المتوقع الحصول عليها سعوديا من التطبيع مع إسرائيل تتمثل في:
• تحسين العلاقات مع الولايات المتحدة والغرب، والحصول على دعمهم في مواجهة إيران والتطرف.
• الحصول على أسلحة وتكنولوجيا أمريكية متقدمة، والتعاون في مجالات الأمن والاستخبارات والطاقة والابتكار.
• تعزيز دورها كزعيم إسلامي وإقليمي، والمساهمة في حل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي على أساس حل الدولتين.
• تطوير المملكة العربية السعودية لبرنامج نووي مدني
• نمو الاقتصاد السعودي وإقامة مشاريع من شأنها ان تحقق نموا اقتصاديا مثال ذلك مشروع سكة حديد سريع أعلن عنه حديثًا، من كريات شمونة في الشمال إلى إيلات في الجنوب، "سيكون قادرًا على ربط إسرائيل بالمملكة العربية السعودية
• سحب القيود على مبيعات الأسلحة الأمريكية إلى المملكة.
لكن هذه الفوائد لا تأتي بدون تحديات ومخاطر وعقبات منها:
• مواجهة ردود فعل سلبية من جانب الشارع العربي والإسلامي، وخصوصا من الإسلاميين ومحور المقاومة تحديدا.
• خسارة بعض التأثير والنفوذ في المنطقة، خاصة مع تركيا وقطر وإيران، التي تعارض التطبيع مع إسرائيل.
• التخلي عن بعض المبادئ والقيم الإسلامية والعربية، وخاصة حقوق الفلسطينيين والقدس.
وبالتالي فإن قرار التطبيع مع إسرائيل يتطلب توازنا دقيقا بين المصالح والقيم، ولا يمكن أن يتم دون تنازلات ما يجعله صعبا لكن ليس مستحيل لرغبة الأطراف به
ثانيا: اسرائيل والمنافع والعقبات والاشتراطات ومنها:
لإسرائيل مصلحة واضحة في أخذ شرعية وجودها من أهم الدول العربية والإسلامية والتي تعتبر مهد الإسلام وبما تتضمنه من وجود الحرمين الشريفين على أراضيها وبالتالي إن اشتراطات إسرائيل للتطبيع مع السعودية ليست واضحة ومحددة، لكن يمكن أن تتعلق بالأمور التالية:
• عدم التخلي عن أي شيء يقوض أمنها، مثل وقف التوسع الاستيطاني أو التعهد بعدم ضم الضفة الغربية
• الحصول على تأكيد من السعودية على عدم تطوير قدرات نووية عسكرية، والتعاون في مجالات الأمن والاستخبارات والطاقة والابتكار.
• تسهيل سفر المسلمين إلى الحج عبر طيران مباشر من تل أبيب إلى الرياض، وتعزيز دورها كزعيم إسلامي وإقليمي
لكن هذه الشروط قد تتغير أو تتباين باختلاف حكومة إسرائيل، خاصة في ظل التغيرات السياسية الأخيرة التي شهدتها. كما أن هذه الشروط قد تصطدم بشروط السعودية التي تشمل منح الفلسطينيين دولة مستقلة عاصمتها القدس الشرقية وإنهاء احتلال إسرائيل للأراضي العربية وبالتالي فإن قرار التطبيع مع إسرائيل يتطلب توافقا وتفاهما بين المصالح والقيم لكلا الجانبين
ثالثا: إقامة تطبيع بين السعودية وإسرائيل وأثرها على القضية الفلسطينية؟
إقامة علاقات طبيعية بين إسرائيل والسعودية سوف يضعف الطرف الفلسطيني الذى يبدو وحيدا في مواجعة الغطرسة الصهيونية ويقف بلا حماية عربية أو إسلامية يستند لها وبالتالي إعطاء ومنح هذه الورقة الرابحة لإسرائيل ليس في مصلحة القضية الفلسطينية وهى تشبه اطلاق الرصاص على الاقدام ولكن اذا ما كانت ستحاول السلطة الحصول على الضمانات والاشتراطات التالية :
• تخفيف الضغط الإقليمي والدولي على الفلسطينيين للتنازل عن حقوقهم في سبيل التطبيع مع إسرائيل
• تحسين العلاقات مع السعودية والدول العربية الأخرى التي تطبع مع إسرائيل، والحصول على دعمهم المالي والسياسي
• تشجيع إسرائيل على التزام أكبر بحل الدولتين ووقف الاستيطان والاحتلال
• تعزيز دورها كممثل شرعي للشعب الفلسطيني وشريك سلام محتمل
لكن هذه الفوائد لا تأتي بدون تحديات ومخاطر مثل:
• خسارة بعض الشرعية والثقة من جانب الشارع الفلسطيني والإسلامي، وخصوصا من المقاومة والمتضامنين
• التخلي عن بعض المواقف والمطالب الوطنية والإسلامية، مثل حق العودة والقدس والأراضي المحتلة
• التعرض لضغوط أكبر من قبل إسرائيل والولايات المتحدة لإجراء تنازلات أكبر في المفاوضات
• التفاقم من الانقسام الداخلي بين فصائل الحركة الوطنية الفلسطينية، خاصة فتح وحماس
وبالتالي فإن قرار التوقيع على اتفاق بين إسرائيل والسعودية لن يكون سهلا وتتويجا للقضية الفلسطينية بقدر ما هو كمثل التفاف حبل المشنقة علىيها وهذا يتطلب تقديرا دقيقا للمصالح والتكاليف للسلطة الفلسطينية. هذا ما يجعله قرارا صعبا القبول به تحت أي ضغط أو الاعتراف به والتعامل معه كأنه أمر طبيعي
رابعا: الموقف الأمريكي من جهة الجمهوريين :
القول إن وجود اتفاق بين السعودية وإسرائيل من وجهة نظر الجمهوريين في الولايات المتحدة هو أمر غير محتمل في الوقت الحالي، لأسباب عدة:
• الجمهوريون يعارضون الاتفاق النووي مع إيران، ويرى بعضهم أن التقارب بين السعودية وإيران هو تنازل للنفوذ الإيراني في المنطقة
• الجمهوريون يدعمون حكومة نتنياهو، ويرى بعضهم أن التطبيع مع السعودية يتطلب تنازلات من إسرائيل بشأن قضية فلسطين، مثل وقف الاستيطان أو التعهد بعدم ضم الضفة الغربية
• الجمهوريون يرغبون في تحقيق انتصار دبلوماسي لهم برعاية هذا الاتفاق ، فيما يرى بعضهم أن التطبيع مع السعودية يحتاج إلى وقت أطول من المتاح، وأنه يجب التركيز على دول أخرى مثل عُمان أو السودان
أما موقف الحزب الديموقراطي فتشير لنتائج المحتملة الى :
• تمسك الرئيس الأمريكي جو بايدن باتمام هذا الاتفاق بالرغم من صعوبته خاصة بعد زيارته الى إسرائيل والضفة الغربية في يوليو 2022 "أعلان أورشيلم" الذي يؤكد التزام أمريكا بأمن إسرائيل ومكافحة البرنامج النووي الإيراني
الرسالة التي يحملها بايدن من إسرائيل إلى السعودية بالرغم من اعتباره "طريق طويل "،ويحتاج الى التقدم " لحل الصراع مع الفلسطينيين ما يجعل قيام إدارة بادين باعداد خارطة طريق لتطبيع العلاقات بين إسرائيل والسعودية، لتشجيعهما على التعاون في مجالات مثل الأمن والطاقة وحقوق الإنسان
وبالتالي حاجة بايدن في انجاز هذا الاتفاق قبيل اعاده انتاخبه لرئاسة ثانية في الولايات المتحدة الامريكية








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فخر المطعم اليوناني.. هذه أسرار لفة الجيرو ! | يوروماكس


.. السليمانية.. قتلى ومصابين في الهجوم على حقل كورمور الغازي




.. طالب يؤدي الصلاة مكبل اليدين في كاليفورنيا


.. غارات إسرائيلية شمال وشرق مخيم النصيرات




.. نائب بالكونغرس ينضم للحراك الطلابي المؤيد لغزة