الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


شعوب وليل بلا نهار ولا أقمار- ألا من شموع قليلة ؟

صلاح الدين محسن
كاتب مصري - كندي

(Salah El Din Mohssein‏)

2023 / 8 / 13
مواضيع وابحاث سياسية


من مدونتي 7-8-2023
يوجد ناس لا يفقدون الأمل في طلوع نهار لأوطانهم , مهما طالت الليالي ومهما غابت الأقمار .. وفي الظام الدامس يوقدون شمعة ..
من هؤلاء الناس .. من لاقوا الويل . ناضلوا وسجنوا وعذبوا لسنوات .. ويوقدون شموع الأمل
ومنهم من جاعوا وتعروا , بعدما حُورِبوا .. ويوقدون شموع الأمل ..
ومنهم من تشردوا وطوردوا ... وفي أوج محناتهم في الشتات , يوقدون شموع الأمل في بزوغ فجر جديد علي بلادهم , ونهوض وتقدم وغد مشرق
وهناك من لم يلقوا شيئا من مثل تلك المعاناة .. ويغرسون أشواك اليأس واللاجدوي واللا أمل

رجل لا يدعو لليأس أبداً :
يوجد كاتب يعيش في شمال أوروبا , كتب عشرات السيناريوهات ومئات - وربما آلاف - المقالات , لاستنهاض ونهوض وطنه , طوال عشرات من السنين , ومع تعاقب 3 أو 4 سلاطين - ( من سلاطين الفول والزيت - كما قول الشاعر - نجم - .. ) ..
وكل جهوده لم تثمر . ويري وطنه أمام عينيه بدلا من أن ينهض , فانه يخرج من حفرة ليقع في أخري أعمق , أو" يخرج من حفرة ليقع في دحديرة " - كما يقول المصريون - .. ولكن هذا الكاتب .. لم يكتب كلمة واحدة تحمل اليأس ولا تنقل لغيره عدوي اليأس ...
بينما نجد العكس . من بعض من يعشون بالخارج - أو بالداخل - من الكاتبات والكتاب والقراء المعلقين . يعيشوم بالخارج . منذ قبل أن تدمر الحرب الأهلية غالبية مدن الوطن الأم , وتقتل وتشرد الملايين بمختلف دول العالم - ودول الجوار - ..
و لا سجنوا ولا تعرضوا لتعذيب .. ولا جاعوا أو تعروا مع من جاعوا وتعرضوا للهوان بالداخل .. ولكنهم يكتبون :
ليس بإمكاننا أن نفعل أكثر مما فعلناه ..
أو يقولون : لا يوجد أمل .
يقولون سخطا ,علي شعوبهم , ولا يقدموا لهم .. سوي التنديد الدائم باسوأ الصفات الموجودة في تلك الشعوب .
ويمكنني أن أقسم لهم علي أن ما قالوه للأسف كله صحيح . صحيح ..
لكن من لا يقدر علي ايقاد شمعة أمل .. فليستريح , ويريح شيخوته أو شبابه , وينسي ذاك الشعب , ويعيش بهدؤ في الخارج أو في الداخل , كما هو.. ويدع غيره ممن لم يفقدوا الأمل .. يعملون ..
ان مجموعة قليلة من الكتاب والكاتبات والقراء المعلقين .. في موقع من مواقع الانترنت . ليسوا هم كل أبناء وطن . ومن الخير أن يمنعوا فيروس يأسهم من الانتشار .

من داخل كل السؤ الموجود في شعب ما , ومن بين كل الحطام والركام .. دائما يخرج من يأخذون بيد وطنهم وشعبهم , وينهضونه ويفعلوا البناء والنماء ويعيدوا الشمس لتشرق من جديد .. لم يسعدني الحظ بأن أكون واحدا من هؤلاء العظماء , الذين لا أعرف من هم بالتحديد , ولكن تعلمنا من التاريخ انهم لابد وانهم موجودون . وحتما يظهرون , وان كنا لا ندري متي . فقط نبشر بهم , ونحمِّسهم , ونستعجلهم .
ليس عندي موهبتهم ... ولكن ليس أقل من أدعوا لهم بالقوة والثبات والفلاح ..
--
اذا وجدت اليأس التام قد تمكن مني , سوف أتوقف في صمت , عن الكتابة وعن الكلام عن الوطن والشعب .. ولن أنشر يأسي لتعميمه , ببذره في صدور الآخرين .
( قد أتوقف قريباً عن الكتابة - حاولت من قبل , واكتشفت ان الكتابة عملية تنفس ! )
اذا توقفت .. فأبناء كل شعب كثيرون - منهم أصغر سناً , وأقوي عزيمة . ومن هم في مثل سني أو أكبر . ولكنهم أشد باساً .... سأترك لهم كل احترامي , وتمنياتي لهم بالتوفيق .. وشكري مقدماً ..
-----
لا خلاف حول ان الحال يسوده ظلام دامس ..
لكن من لا يجد في نفسه قدرة علي ايقاد شمعة , ولو بكلمة منيرة .. فليصمت .. ويدع لغيره أن يعمل .
---
يوجد بلد افريقي .. يوصف الآن بأفضل دول افريقيا .. !
كانت قد جرت فيه حرب أهلية 1994 , قتل فيها مليون من إحدي القبائل بأيادي رجال قبيلة أخري !! / مليون قتيل .. نكرر : مليون قتيل - في بلد يخيم عليه التخلف والفقر الجهل
لو قامت حرب بين عائلتين بدولة أخري , وراح 5 قتلي من هنا , و7 قتلي من هناك .. لكانت حديث كل الاعلام ربما لشهر ..
لكننا نتكلم هنا عن مليون قتيل في دولة رواندا ..
فكيف تحولت تلك الدولة بعد تلك النكبة المروعة , الي أفضل دول افريقيا ؟؟
خرج من أبنائها رواد في الأمل والعمل ..
عملوا .. ليسوا وحدهم , بل في القاعدة الشعبية .. كان هناك من بين العامة البسطاء من يشع من دواخلهم نور الأمل .. وليست ظُلمات اليأس , ولا نيران الثأر ..

كمثال - 25-4-2022 - بي بي سي - عربي :
بعد الإبادة الجماعية في رواندا - ذات المليون قتيل - : "سامحت قاتل زوجي وباركت زواج ابني من ابنته" ... وقالت برناديت لبي بي سي : "أطفالنا لا علاقة لهم بما حدث
مع صورة جمعت أرملة قتيل وابنه , مع القاتل وابنته , في سلام و وئام ! ..
وتزوج ابن القتيل من ابنة القاتل . التي كانت في الصورة تحتضنه . وبجانبهما طفلهما.. الطفل الذي له جدٌ قاتل - والد ماما - يجلس معهم . وقد بان علي وجهه ندما وكسوفا - والجدٌ الآخر قتيل - والد بابا - مات ودُفِن - , وماما .. ابنة الجد القاتل , تلف ذراعها حول خصر بابا - ابن الجد القتيل .. !
فعادت الأرض تطرح ثمارا وبَشَراً , وبِشْراً وأماناً .. ومضت الحياة .. وصارت "رواندا " البلد الافريقي الصغير , نموذجا لدول القارة كلها , في النهوض والتقدم .
======








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بوتين يتعهد بمواصلة العمل على عالم متعدد الأقطاب.. فما واقعي


.. ترامب قد يواجه عقوبة السجن بسبب انتهاكات قضائية | #أميركا_ال




.. استطلاع للرأي يكشف أن معظم الطلاب لا يكترثون للاحتجاجات على 


.. قبول حماس بصفقة التبادل يحرج نتنياهو أمام الإسرائيليين والمج




.. البيت الأبيض يبدي تفاؤلا بشأن إمكانية تضييق الفجوات بين حماس