الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


خمسة قتلى وأربعة جرحى حصيلة هجوم مسلحين بأيعاز من فرنسا على موقع للحرس الوطني في النيجر

أحمد رباص
كاتب

(Ahmed Rabass)

2023 / 8 / 14
الإستعمار وتجارب التحرّر الوطني


أسفر الهجوم على موقع الحرس الوطني في النيجر، يوم الأربعاء الأخير، في "بوركو بوركو" بمنطقة "تيلابيري"، عن مقتل خمسة (5) وإصابة أربعة (4) آخرين، بحسب حصيلة مؤقتة تضمنها بيان عن القيادة العليا للحرس الوطني في النيجر.
ويذكر أنه في أعقاب هذا الهجوم ، انتقد المجلس الوطني لحماية الوطن "مناورات" القوات الفرنسية المتمركزة في النيجر، ولا سيما إطلاق سراح الإرهابيين الذين اجتمعوا للتخطيط لهجمات في منطقة الحدود الثلاثة.
وفقا لأول بيان صادق عن المتحدث باسم المجلس العسكري الحاكم في نيامي، بعد ساعات قليلة من الأحداث، تعرض عند السادسة والنصف صباحا من يوم الأربعاء 9 غشت 2023، موقع الحرس الوطني "بوركو بوركو"، على بعد 30 كيلومتر من موقع "سميرا" للذهب، للهجوم.
وفي بيان آخر صدر في اليوم الموالي، أعلنت القيادة العليا للحرس الوطني عن حصيلة مؤقتة تحدثت عن مقتل خمسة جنود، وإصابة أربعة آخرين.
ووريت جثامين الجنود الذين سقطوا الثرى في نفس اليوم بإحدى مقابر نيامي، بحضور مسؤولين من قوات الدفاع والأمن.
ويتلقى الجرحى حاليا، من بينهم حالتان خطيرتان، العلاج في مستشفى نيامي المرجعي العام، حيث زارهم مرة أخرى يوم الخميس وفد من المجلس الوطني لحماية الوطن.
وبحسب المصدر ذاته، فقد بدأت منذ ذلك الحين عملية بحث في المنطقة.
للتذكير، في أعقاب هذا الهجوم، تلا المتحدث باسم المجلس الوطني، العقيد عبد الرحمن أمادو ، بيانا على التلفزيون العام أراد فيه إبلاغ الرأي العام الوطني والدولي "بالأحداث البالغة الخطورة الجارية في النيجر بسبب سلوك القوات الفرنسية المتمركزة في النيجر والمتواطئين معها”، سلوك تمثل في الإفراج "من جانب واحد" (القوات الفرنسية) عن ستة عشر إرهابيا تم اعتقالهم مؤخرا خلال العمليات التي نفذت في النيجر ومالي.
وبحسب المصدر ذاته، فقد تجمعت هذه العناصر الإرهابية بعد ذلك في وادٍ بالمنطقة من أجل " اجتماع تخطيطي بهدف مهاجمة مواقع عسكرية في منطقة الحدود الثلاثة ".
وفقًا لـلمجلس الوطني، تنبع هذه الأحداث وغيرها من خطة "لزعزعة" استقرار البلاد.
"إن الفوضى الأمنية التي خططت لها هذه القوات الفرنسية، كما كان الحال في مالي وبوركينا فاسو، تهدف إلى تشويه سمعة المجلس الوطني لحماية الوطن وخلق قطيعة مع الأشخاص الذين يدعمون عمله، وكذلك خلق شعور عام بانعدام الأمن"، يعلن المتحدث باسم المجلس العسكري الذي أضاف أنه "على أي حال، فإن الحزب الوطني الاشتراكي وقوات الدفاع والأمن يطمئنون شعب النيجر على عزمهم على ضمان سلامة الناس والممتلكات والدفاع عن وحدة أراضيهم .
وفي سياق ذي صلة، تداولت مواقع إخبارية محلية ودولية خبر إصابة عنصر من "فاغنر" اثناء الهجوم على موقع الحرس الوطني. وهذا من شأنه أن يزيد العلاقة بين فرنسا وسوريا توترا، علما أن الأخيرة، عبر بيان نشرته وزارة خارجيتها يوم الجمعة 11 غشت الحالي، ابانت مرة أخرى أنها ضد أي تدخل مسلح في النيجر ، معتقدة أن استخدام القوة سيؤدي إلى "زعزعة قوية لاستقرار" البلاد.
يأتي هذا الإعلان من قبل روسيا في اليوم التالي لإعلان المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا عن تفعيل ونشر قوتها الاحتياطية لاستعادة النظام الدستوري في النيجر. هذا القرار أيده الاتحاد الإفريقي وفرنسا والولايات المتحدة، لكن روسيا عارضته.
وقال الخارجية الروسية في بيانها: "نعتقد أن الطريق العسكري لحل الأزمة في النيجر يمكن أن يؤدي إلى مواجهة طويلة الأمد في هذا البلد الأفريقي، وكذلك إلى زعزعة قوية للوضع في منطقة الصحراء والساحل بأكملها".
وهكذا، بخلاف الاتحاد الأفريقي وفرنسا والولايات المتحدة التي صادقت على القرارات التي اتخذها رؤساء الدول يوم الخميس في أبوجا، تعارض روسيا أي تدخل عسكري خارجي في النيجر. موقف أظهرته موسكو بالفعل في اليوم التالي للاستيلاء على السلطة من قبل المجلس الوطني لحماية الوطن، الذي هو المجلس العسكري الذي أطاح بنظام الرئيس بازوم محمد عقب الانقلاب عايه يوم 26 يوليوز الأخير.
مثل جميع الدول، أدان الكرملين انهيار النظام الدستوري كما صرح المتحدث باسمه ديمتري بيسكوف، للصحافة بعد أسبوع من استيلاء الجيش على نيامي: "نحن ندعو إلى استعادة الشرعية في البلاد في أقرب وقت ممكن، وضبط النفس على جميع الأطراف لتجنب الخسائر في الأرواح".
ومع ذلك، بعد تهديدات من المجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا باستخدام القوة لاستعادة النظام الدستوري، حذرت موسكو من عواقب التدخل المسلح في النيجر. وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا الأسبوع الماضي: "نعتبر أنه من المهم للغاية عدم السماح بمزيد من التدهور للوضع في البلاد ، ونعتقد أنه من الضروري تنظيم حوار وطني لاستعادة السلم الأهلي، وضمان القانون والنظام"، وفق ما نقلت وكالات الأنباء الروسية.
وبحسب قولها فإن " المشاكل الأفريقية تتطلب حلولا أفريقية" و"التهديد باستخدام القوة ضد دولة ذات سيادة لن يساعد في نزع فتيل التوترات وحل الوضع في البلاد ". ولهذا، تقول زاخاروفا: "نأمل أن يتم بذل الجهود من خلال الاتحاد الأفريقي والمنظمات الإقليمية".
منذ بداية الأزمة السياسية، تضاعفت المظاهرات المؤيدة للمجلس العسكري في نيامي العاصمة، وكذا في المدن الرئيسية في البلاد. في كل مرة يرفع المتظاهرون الأعلام الروسية ويوجهون نداءات للرئيس بوتين، بينما رغم الشائعات، لا شيء يمكن أن يؤكد حاليا الدور الذي لعبته موسكو في الأحداث المستمرة في النيجر.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. وثائقي -آشلي آند ماديسون-: ماذا حدث بعد قرصنة موقع المواعدة


.. كاليدونيا الجديدة: السلطات الفرنسية تبدأ -عملية كبيرة- للسيط




.. المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي دانييل هاغاري يعلن مقتل جنديين


.. مقطع مؤثر لأب يتحدث مع طفله الذي استشهد بقصف مدفعي على مخيم




.. واصف عريقات: الجندي الإسرائيلي لا يقاتل بل يستخدم المدفعيات