الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مافيات ثقافية وجرائم اغتصاب أدبية!!

احمد جمعة
روائي

(A.juma)

2023 / 8 / 14
الادب والفن


في القراءة تكمن الحياة وفي الكتابة يكتمل الفردوس، الكتابة شجن ومرح، تراجيديا وكوميديا والعلاقة بين القارئ والكاتب في غالبية دولنا العربية كالعلاقة بين زوجين منفصلين أو مطلقين...
رأيت بحديقتي قرنفلة حمراء داكنة وكأنها فتاة متوردة البشرة، قطفتها وندمتُ لوهلةٍ حين أبصرتها حزينة بنقيض ما كانت عليه وهي بغصنها في الروضة بين أطياف الورود، فقدتُ لوهلة بهجتي بها وهي بغصنها، فسعيتُ لتعويضها بأن وضعتها بإناء ورفدته بالماء ليسقي عودها آملًا أن تعيش ساعات أو أيام، أتأملها، ولشدّة هوسي بها، حتى كدت أفقط تركيزي، كلما تأملتها وهي ترمقني وكأنها تلومني نزعها من غصنها بالشجرة. أيام مضت، تأملتها، فإذا بيّ أفاجئ وقد صعد الماء من أسفل غصنها، إلى أعلاها وطفقت قطرات الندى تلوح بأوراقها، شعرت ببهجة غامرة، بأنها بدت ترتوي. انصرفت عنها وكليّ غبطةٍ بإحيائها، ومن شدّة لهفي عاودتها بالنهار التالي، فإذا بها يابسة، وقد انفطرت وأرقها وتساقطت وبدت وكأنها لم تكن موجودة بالحياة، ولكن المفاجأة التي صدمتني، أنها رغم موتها، كانت تفوح منها رائحة زكية، أشد مما كانت وهي حيةٌ ترزق. أدركتُ ساعتها، أن قطرات الماء التي كانت تطفح من أوراقها لم تكن سوى، دموعها الأخيرة وهذه حال حروف الكتابة!!
المافيات...ليست في عالم المال فقط، والإجرام ليس حكرًا على جنايات القتل الجسدي...بل الجريمة أن تقتل عمل أدبي متميّز ومبدع، لصالح عمل ساقط أو هاوٍ لمجرّد أن تقف ورائهُ أسماء داعمة...ومكافآت سمينة...هنا تقع الجريمة باغتيال أديبٍ مبدع ورفع هاوٍ مبتدأ...هل هناك من ينكر أن هذا يحدث في الساحات الأدبية العربية...؟ من ينكر ذلك يأتيني بردٍ ينفي هذه الظاهرة الجريمة... نعم هناك جرائم ثقافية بل وجرائم اغتصاب في حق مبدعين وكتاب يزاحون عن المكانة التي يستحقونها مقابل ترهات ثقافية طارئة...هذا الحال اليوم.
هناك معارض للكتب بالعالم العربي تفوق أكبر المعارض العالمية كمعرض الرياض والقاهرة وابوظبي ولكن حال القراء والقراءة لا يسر صديقاً ولا يغيظ عدواً فما زلنا للأسف مرة أخرى شعوباً صدق فيها قول موشي دايان "العرب لا يقرؤون" أرجو ألا يغضب ذلك البعض، لا يعني بضعة عشرات أو مئات يقتنون كتباً. ولا يعني عشرات أو حتى مئات يمسكون بالكتاب أننا شعب يقرأ... نحن شعوب لا نقرأ وإن قرأنا اخترنا ما لا ينطبق عليه معنى كتاب وهذه كارثة، فالقراءة هي التنفس الذي يجري في الشريان مثل الهواء إن توقفت عن تنفس الأكسجين مت وإن توقفت عن القراءة مت كذلك هذه هي العبارة التي تنطبق على شعوب العالم ولا تنطبق علينا، هل تصدقون أنه في بعض الدول حتى وزراء الثقافة لا يقرؤون وهذا زلزال!
معارض الكتب المنتشرة في الوطن العربي وما يصاحبها من توقيع الكتاب وندوات وأمسيات وأضواء وكاميرات وتصريحات كلها برستيج، إننا أمة تقرأ، ولكن لا تقرأ!! الهنود يقرؤون والأوروبيين يقرؤون والأمريكان يقرؤون والإسرائيليون بالأخص يقرؤون ما يخصنا وكل العالم يقرأ إلا نحن نتظاهر بالقراءة إلى حد أن بعضنا يحب تصوير نفسه خلف المكتبة من دون أن يأخذ منها كتاب!!
تنويرة: توقف الزمن، مقولة لبعض الكتاب الذين توقفوا عن التنفس!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أبطال السرب يشاهدون الفيلم مع أسرهم بعد طرحه فى السينمات


.. تفاعلكم | أغاني وحوار مع الفنانة كنزة مرسلي




.. مرضي الخَمعلي: سباقات الهجن تدعم السياحة الثقافية سواء بشكل


.. ما حقيقة اعتماد اللغة العربية في السنغال كلغة رسمية؟ ترندينغ




.. عدت سنة على رحيله.. -مصطفى درويش- الفنان ابن البلد الجدع