الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


البولساريو مرشحة لدفع ضريبة معاداة الجزائر للطوارق

أبوبكر الأنصاري
خبير في الشؤون المغاربية والساحل

2006 / 11 / 7
القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير


منذ عام 1941 شهد التعاون بين الطوارق الذين يحاربون المستعمر الفرنسي وبين الرقيبات الذين يخوضون حربا لا هوادة فيها ضد المحتل الإسباني وكان الزعيم الأمازيغي المغربي عبد الكريم الخطابي الذي يقاتل الأسبان في شمال المغرب الحلقة الثالثة في المثلث الجهادي وكان الطوارق والرقيبات والخطابي مثلث الموت للمستعمرين الفرنسي والإسباني وبقي هذا الحلف وجاءت ثورة الملك والشعب ووقف الطوارق والرقيبات وأمازيغ المغرب مع الملك محمد الخامس وشرعية حكمه وخلافته للمسلمين بوصفه سليل الدوحة المحمدية الهاشمية .

وفي الحرب العالمية الثانية كان لثلاثي الجهادي الطوارق – الرقيبات – أمازيغ المغرب موقف موحد من المستعمر الفرنسي فقد كانوا ضده وبتوجيهات من الملك الشريف محمد الخامس تخلوا عن إستراتيجية التحالف مع ألمانيا بسبب المحارق النازية ضد اليهود حيث منح ملك المغرب اليهود الهاربين من المحارق حق العيش بأمان في مناطق حكمه ونفوذه المغرب والصحراء وأزواد وفي عام 1956 أثناء العدوان الثلاثي اتخذ الرقيبات موقف يستجيب لجمال عبد الناصر باعتبار اليهود عدو للعرب بينما كان الأمازيغ والطوارق أقل عداء لليهود لأن الملك الشريف يعتبرهم رعاياه وكل مساس بهم هو انتقاص من هيبة الملك الشريف الذي كان يحمل قدسية مزدوجة الملك من جهة والانتساب للرسول الكريم صلى الله عليه وسلم من جهة أخرى وجواره مقدس لا يمس.

بعد اندلاع الثورة الجزائرية كان الرقيبات والطوارق حلفاء لها وقاتلوا مع الجزائر ضد فرنسا وخاض الطوارق والرقيبات حربا مزدوجة مع المستعمر الفرنسي والإسباني وكانوا جبهة واحدة وتحالفت معهم المقاومة الموريتانية ضد فرنسا وهكذا ظلت الأسرة الطارقية والرقيبية أسرة واحدة حتى استقلال مالي عام 1960 وكان يوم 22 سبتمبر 1960 يوم أسود في تاريخ الطوارق والرقيبات الصحراويين وبقي الصحراويين يقاتلون الأسبان بدعم الطوارق ومن المغرب حتى 1973 انسحبت إسبانيا من الصحراء ودخلها المغرب وبعد المسيرة الخضراء طلب المغرب من الطوارق وخاصة أمراء تمبكتو التخلي عن البولساريو وقبلوا ذلك إلا أن جبهة البولساريو ظلت رغم الموقف الرسمي لقبائل الطوارق الملاذ الآمن لقيادات الطوارق الهاربين من مالي والمحكوم عليهم بالإعدام وظلت البولساريو والرقيبات يجاهرون بالانحياز للطوارق رغم أن ذلك لا يعجب الجزائر.

وفي عام 1989 بدأت ثورة الطوارق ضد مالي وكانت البولساريو الحليف الذي جاهر بدعمه للجبهة الطوارقية وعندما أسس العرب الجبهة العربية الإسلامية لتحرير أزواد كانت البولساريو من دربها وقدم لها الدعم اللوجستي إيمانا بوحدة مصير قضايا البيضان ولأن الرقيبات لا ينسون الإحسان أبدا، وبعد الاتفاق المذل الذي أرغمت الجزائر جبهات الطوارق على توقيعه عام 1992 ظل الصحراويون يعتبرون أنه لا مبرر لأن تكون الجزائر ضد الطوارق بهذا الأسلوب الذي قد يرمي بهم في أحضان المغرب نكاية بالجزائر.

وبعد اجتماع تمبكتو الذي حضره وفد من البولساريو التي كانت مدعومة من ليبيا منذ تأسيسها فقد كانت ليبيا من سلح وأعان البولساريو على مقاومة المغرب حتى أن الدعم العسكري الليبي للبولساريو أقوى من الدعم الجزائري كما أن نفوذ القذافي لدى الاتحاد الأفريقي سخره لحشد الاتحاد الافريقي لدعم البولساريو والاعتراف بالجمهورية الصحراوية فكيف يمجد الإعلام الجزائري القذافي عندما يدعم البولساريو وينزله مكانة القديسين ويهاجمه وينزله منزلة الشياطين عندما ينصف الطوارق أو يطالب بحقهم في الوحدة .

إن جبهة البولساري مرشحة لدفع ضريبة المواقف الجزائرية المعادية للطوارق فالطوارق سوف يتحالفون مع المغرب وأن الحلف الجزائري – الليبي المؤيد للبولساريو مرشح لانفراط عقده مادام القذافي ينزل منزلة القديسين عندما يدعم البولساريو ومنزلة الشياطين عندما يفكر في دعم الطوارق ، كما أن القوى الكبرى واشنطن لم تعد تقتنع بما تقوله لها الجزائر ومالي ومصر عن صلة الطوارق بالإرهاب والخوف كل الخوف أن تصنف واشنطن البولساريو على أنها حركة إرهابية مثل حزب العمال الكردستاني الذي يحارب تركيا وهي دولة مقربة من واشنطن وقد تتقارب واشنطن مع ليبيا بسبب الملف الطوارقي لأنه لأول مرة يكون بين إسرائيل وليبيا قاسم مشترك ويضغط اللوبي الإسرائيلي على الحكومة الأمريكية باتجاه الدوس على القضية الصحراوية نكاية بالجزائر المعادية للسامية الطوارقية وعندها يكون الدعم الجزائري للبولساريو مصيبة تجلب لها عداء الغرب.

كان من المناسب للجزائر أن تتخذ موقف متوازن من القضيتين الصحراوية والطارقية كما تفعل موريتانيا وليبيا نريد للشعبين الطارقي والصحراوي ما يريدان لنفسيهما ولن نرغم أي منهم على اتخاذ ما لا يتوافق مع مصالحه ولن نرغب الصحراويين على اندماج لا يريدونه مع المغرب ولا نرغم الطوارق على اتفاقيات مذلة مع مالي حتى نبقي علي الشعبين الصحراوي والطارقي صديقين لنا.

أما ما تفعله الجزائر رفع قضية الصحراء في السماء السابعة ودفن قضية الطوارق في أسفل الأرض السابعة يعطي نتائج عكسية على مصالح الجزائر ويطوقها بأعداء من ثلاث جهات المغرب من الغرب وليبيا من الشرق والطوارق من الجنوب والغرب وإسرائيل مع هؤلاء الأعداء الذين صنعتهم الجزائر لنفسها بسبب مواقف لا تستند إلى أفق سياسي سليم








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تقارير تتوقع استمرار العلاقة بين القاعدة والحوثيين على النهج


.. الكشف عن نقطة خلاف أساسية بين خطاب بايدن والمقترح الإسرائيلي




.. إيران.. الرئيس الأسبق أحمدي نجاد يُقدّم ملف ترشحه للانتخابات


.. إدانة الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب توحد صف الجمهوريين




.. الصور الأولى لاندلاع النيران في هضبة #الجولان نتيجة انفجار ص