الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


كيف أنقذ الله مصر من عشر سنوات من مصير السودان اليوم ؟

أحمد فاروق عباس

2023 / 8 / 15
مواضيع وابحاث سياسية


فى إعتصام الإخوان أمام مسجد رابعة العدوية ، بجوار وزارة الدفاع ومبنى المخابرات الحربية في صيف ٢٠١٣ كان الغرض خلق دولة موازية لها مؤسساتها ومؤيديها وإعلامها ..
فقد أقاموا مجلسا للشورى ،وحكومة موازية ، وجهاز اعلامى قوى ..
لست أعرف من الذى أشار على الإخوان بسلوك هذا الطريق الخطر ، ولماذا الاعتصام فى مدينة نصر اقصى شرق القاهرة بالذات ، وأمام وزارة الدفاع ومبنى المخابرات الحربية الملاصق لها ..
فقد كان أمامهم عشرات الميادين بطول القاهرة وعرضها ..
هل للضغط على أعصاب الجيش المصرى لكى لا ينضم إلى صوت عشرات الملايين من المصريين الذين نادوا بالتغيير ؟!
ظنى أن قيادات الإخوان نسقت مع قوى دولية فى اختيار المكان أولا ثم فى تحدى شعور عشرات الملايين ومعهم مؤسسات القوة الرئيسية فى البلاد ..
ومن المستحيل أن تكون قيادة الإخوان قد سلكت هذا الطريق شديد الخطورة عليهم وعلى مصر كلها بدون ضوء أخضر من قوى دولية نافذة .. شجعت ووعدت بالمساعدة ..
الغريب أن ما فعله الإخوان المسلمين من عشر سنين فى مصر لا يختلف فى معناه وفى تأثيره عما تفعله ميليشيا الدعم السريع في السودان من ثلاث شهور .. وهو :
فصل الدولة الى شطرين ، وعدم التراجع ولو أدى ذلك إلى ضياع الدولة وشعبها كله ، لكن لطف الله فى حالة مصر كان حاضرا ، واستطاع الجيش المصرى إنهاء الأمر قبل استفحاله وقيام فتنة كبرى في مصر سياسية ودينية كانت كفيلة بإحراق مصر فى لهيبها ..
لم يكن ما حدث في مصر يوم ٣٠ يونيو ويوم ٣ يوليو ٢٠١٣ مختلفا عما حدث قبلها بسنتين ، يوم ٢٥ يناير ويوم ١١ فبراير ٢٠١١ ..
فى الحالتين خرج الناس على الحاكم طلبا للتغيير ، وفى الحالتين انحاز الجيش للناس ضد الحاكم بعدما ظهر له بصورة لا لبس فيها اين تقف الكتلة الأكبر من الشعب ..
كان لمبارك مؤيديه وأنصاره عام ٢٠١١ ، كما كان للإخوان انصارهم ومؤيديهم عام ٢٠١٣ ولكن كان واضحا لكل ذى عينين اين تقف الكتلة الأكبر من الشعب فى الحالتين ..
وفى عام ٢٠١٣ وفى حالة الإخوان لم يكن القصد اقصاءهم بل إعطاء الشعب بداية جديدة ، ولم يقترب منهم أحد ، وتم الطلب من محمد مرسى وقتها إجراء انتخابات رئاسية مبكرة يشارك هو فيها اذا أراد ، وهو ما فعله اردوغان عام ٢٠١٥ وبريطانيا عام ٢٠١٧ وتفعله إسرائيل كل سنة تقريبا في السنوات الخمس الأخيرة ..
رفض الإخوان إجراء انتخابات رئاسية مبكرة ورفضوا الانضمام إلى خريطة الطريق الجديدة ، وكان البديل من وجهة نظرهم تقسيم البلاد إلى قسمين : قسم في رابعة والنهضة والقسم الثانى باقى الشعب ..
وكان أن اعتصموا وأقاموا دولتهم المصغرة في ميدان رابعة العدوية فى مدينة نصر وميدان النهضة في الجيزة ..
وتم تركهم هناك لمدة شهر ونصف لعل العقول تعود إلى الرؤوس ولعل البصيرة تعود الى القلوب ..
وكما هو معروف .. لم تعد العقول الى رؤوس الإخوان ولا البصيرة إلى قلوبهم ، فكان القرار فض اعتصامهم في مثل هذا اليوم من عشر سنوات ، وكان أن حفظ مصر من فتنة تهددت النيل نيرانها كما قال أحمد شوقى ..
وقى الأرض شر مقاديره ... لطيف السماء ورحمانها
ونجى الكنانة من فتنة ... تهددت النيل نيرانها

وقى الله مصر من شرورهم وحفظها من مكرهم ..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. -أمام إسرائيل خياران.. إما رفح أو الرياض- | #مراسلو_سكاي


.. استمرار الاعتصامات في جامعات أميركية.. وبايدن ينتقد الاحتجاج




.. الغارديان: داعمو إسرائيل في الغرب من ساسة وصحفيين يسهمون بنش


.. البحرين تؤكد تصنيف -سرايا الأشتر- كيانا إرهابيا




.. 6 شهداء بينهم أطفال بغارة إسرائيلية على حي الزهور شمال مدينة