الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عنف المستوطنين كجزء من منظومة القمع والهيمنة لدولة الاحتلال (3 من 3)

نهاد ابو غوش
(Nihad Abughosh)

2023 / 8 / 15
مواضيع وابحاث سياسية


نهاد أبو غوش
وزير الأمن الداخلي ايتامار بن جفير المعروف بماضيه المدافع عن جرائم المستوطنين كمحام متخصص في هذا المجال، دافع عن القتلة بشكل صريح وطالب بإعطاء المستوطنين المعتلقين أوسمة شرف، وقال " سياستي واضحة، كل من يدافع عن نفسه من إلقاء الحجارة يجب أن يمنح وسام شرف".
وسائل الإعلام الإسرائيلية المقربة من الحكومة حرصت على تصوير الأمر على أنه "مواجهات" بين قرويين فلسطينيين ورعاة إسرائيليين، من دون أن تشير إلى أن هؤلاء المستوطنين الرعاة اعتدوا على الأراضي والأملاك الخاصة بالفلسطينيين.
قوبلت جرائم المستوطنين بإدانات علنية من قبل الدبلوماسيين الغربيين في الأراضي المحتلة، مع ميل الأميركيين بشكل خاص إلى المساواة بين عنف المستوطنين والفلسطينيين، لكن الحكومة ورئيسها نتنياهو تجاهلوا هذا العنف، فقد تزامن اندلاع هذا العنف مع زيارة وفد من ممثلي الحزب الديمقراطي الأميركي في الكونغرس للمنطقة، حيث سأل أعضاء الوفد نتنياهو عن موقفه من عنف المستوطنين فأغفل سؤالهم مفضلا الحديث عن أمله بالتطبيع مع السعودية!
إفلات القتلة من العقاب
في الأسابيع القليلة الماضية، أفردت الصحف العبرية مساحات واسعة من مقالات الرأي والتقارير الإخبارية والتحليلات لتغطية اعتداءات المستوطنين، بعضها ربط بين ما تفعله حكومة اليمين والتطرف بعموم الإسرائيليين ونظامهم السياسي من مدخل التعديلات القضائية، وبين ما تفعله الحكومة والمتطرفون بالفلسطينيين. يؤكد يوعنا غونين في مقال بجريدة هآرتس بتاريخ 8/8/2023 أنه لن يجري تقديم قتلة الشاب معطان إلى العدالة، تماما مثلما حصل في واقعة قتل الفلسطيني مثقال ريان في قراوة بني حسان في شباط 2023، قدم القتلة ادعاءات مماثلة بأنهم فعلوا ذلك دفاعا عن النفس. وتغض الجهات الأمنية النظر عن عنف المستوطنين الممنهج، ورأى الكاتب بأن هؤلاء القتلة يساعدون السلطات الرسمية على تحقيق هدفها وهو إبعاد الفلسطينيين والتطهير العرقي في الضفة، وبالتالي فإن المشاغبين اليهود ليسوا مجرد ذراع عسكري لحزب قوة يهودية، بل هم ذراع عسكرية لدولة إسرائيل.
جنود جيش الرب
ويرى الكاتب ناحوم بارنيع في مقال له في "يديعوت أحرونوت" بتاريخ 7/8/2023 أن مرحلة جديدة بدأت بتعيين سموتريتش، صاحب خطة الحسم، مسؤولا عن الاستيطان في الحكومة، فالأمر لم يعد مرتبطا بمجموعات من المشاغبين الذين أخطأوا، وإنما بجنود نظاميين في جيش الرب، وهؤلاء لهم أب هو بتسلئيل وأم هي الحكومة.
مركز المعلومات الإسرائيلي لحقوق الإنسان في الأراضي المحتلة كان حاسما وواضحا منذ وقت طويل في النظر لعنف المستوطنين باعتباره جزءا لا يتجزأ من عنف الدولة، وقد أفرد المركز بابا خاصا على موقعه لهذا العنوان تحت مسمى عنف المستوطنين = عنف الدولة، يواكب فيه الوقائع التفصيلية لهذا العنف، وجاء فيه: ظاهريا يبدو أن ثمة مسارين هما عنف الدولة التي تسيطر على أراضي الفلسطينيين وعنف المستوطنين الذين يرغبون بالسيطرة ويستخدمون لأسباب تخصهم العنف ضد الفلسطينيين، ولكنه في الواقع مسار واحد وهو جزء من استراتيجية الأبارتهايد الإسرائيلي، وبالتالي فإن عنف المستوطنين هو جزء من سياسة حكومية، والقوات الرسمية للدولة تسمح به وتتيح تنفيذه وتشارك به.
المراجع
1- Times of Israel 6 أغسطس 2023 بالعربية
2- هآرتس 8 أغسطس 2023 https://www.haaretz.co.il/opinions/2023-08-08/ty-article-opinion/.highlight/00000189-d06b-d821-afdd-db6f870f0000
3- يديعوت أحرونوت 7 أغسطس 2023 https://www.ynet.co.il/news/article/yokra13537122
4- موقع بيتسيلم https://www.btselem.org/arabic/topic/settler_violence








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. القضية الفلسطينية ليست منسية.. حركات طلابية في أمريكا وفرنسا


.. غزة: إسرائيل توافق على عبور شاحنات المساعدات من معبر إيريز




.. الشرطة الأمريكية تقتحم حرم جامعة كاليفورنيا لفض اعتصام مؤيد


.. الشرطة تقتحم.. وطلبة جامعة كاليفورنيا يرفضون فض الاعتصام الد




.. الملابس الذكية.. ماهي؟ وكيف تنقذ حياتنا؟| #الصباح