الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


وهكذا كأنني

ميساء شهاب
كاتبة

(Maysaa Shehab)

2023 / 8 / 15
الادب والفن


و كأنني لم أعد أعرف نفسي
و كأن هذا الإنشقاق بات محتوما ، لا يعرف شكلا و لا لونا و لا دينا .
و كأن خلاياي باتت في زمن لا يشبه زمني
و دمي لا يشبه دمي
و كأنني أتغير كجزع شجرة أرتطم بقساوة ما !
و كأنني سقطت من علو فتغيرت المسافات و الأضلاع و ضاقت الرؤية و تبعثرت مشاهد الأمان ..
و كأنني تحطمت على صخور كل منها إلتهم جزء مني و رماني إلى بحور و شطآن ..
و كأنني أرتديت وجوه الخلق فكنت هم و لم أكن أنا ..
و كأنني أحتميت خلف سراب فلم يعد يراني واقعي ..
و كأنني تعريت من كل مشاعري و أفكاري و صمتي و بوحي ..
و كأنني في كل هذا الكون فراغ متنقل لا مكان له و لا مأوى...
و كأنني بت غيمة تمر بين السحاب دون أن تثقلها السماء بريح لتمطر أو تثلج ..

و كأنني طائر في صحراء هجرها كل من فيها دون رجعة ...
و هكذا يمتلىء كل ما في بشذرات لا تمحى
بخطايا لا تغتفر
بوجع لا يستكين
بنزيف لا يتوقف
بندم لا ينتهي
بفراغ لا يمتلىء
هكذا أبدو و كأنني أبنة السنوات القاحلة ،و كأنني أبنة التاريخ و الأزمنة و محطات النسيان ..
و كأنني فرقد لا ينطفىء
و هكذا لا تنتهي الحكاية فأنا بلا بداية و لا نهاية
محطات من أقدار ..
أجزاء من أرواح عدة تشكل ميوزيكها الخاص
لحنها الخاص
عالمها الفريد
و هكذا تتلون أجزائي بقوس قزح
فتدور الدنيا بي تمنحني شرعية الوجود و أبدية الحقيقة التي لا ترحم ...
و كأنني أبنتها الشرعية التي تتلقف كل عابري السبيل على أرضها ..
و هكذا يصبح وجودي نورا لازورديا يمتد على أفق سرمدي ..
عائم في متاهات العشق و الفجور و العهر و القهر و الرحمة ..
هكذا أبدو و كأنني أنا و لست أنا
أطوف بعالمي محلقة بين القلوب و عابرة بين الأرواح
أشتم رذاذ الوقت و عنبر زمني مضاء بأنوار مقدسة ..
لا تقلقني شكوى ..و لا يختزلني حب و لا يقتلني كره ...
و كأنني أنت في صمتك و بوحك
و كأنني غطرستك ،حقدك ،سكونك ،خبثك ،نفاقك
و وحشة قلبك ..
و هكذا أعلق كل ما في على لوحة التاريخ
على جدران تدمر
لتلتقطني زنوبيا و يمر بي ملوك المغول و التتر و يحررني قطز من بين براثن العبودية المتأصلة ببني البشر ...
فتدنو مني ملكات الحضارات تكللني نصرا و تشهدن أنني أبنة الحضارات و حاميتها ..
و هكذا تتدفق الدماء بأجسادي دماء زنوبيا ،نفرتيتي، بلقيس ....
فأخرج من شرنقتي لأولد من جديد في زمن لا يشبهني .
١٤/٨/٢٠٢٣ الساعة ٧:٤٠ في مدينة Sondershausen .Germany








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. غير محظوظ لو شاهدت واحدا من هذه الأفلام #الصباح_مع_مها


.. أخرهم نيللي وهشام.. موجة انفصال أشهر ثنائيات تلاحق الوسط الف




.. فيلم #رفعت_عيني_للسما مش الهدف منه فيلم هو تحقيق لحلم? إحساس


.. الفيلم ده وصل أهم رسالة في الدنيا? رأي منى الشاذلي لأبطال في




.. في عيدها الـ 90 .. قصة أول يوم في تاريخ الإذاعة المصرية ب