الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حب في درجة 50 مئوي

عادل علي عبيد

2023 / 8 / 15
الادب والفن


حب تحت درجة 50 مئوي:
هكذا هم دائما يدورون مراحل الحب ، ويعقدون قمم الولاء والانتماء للوطن، هكذا تستشعر ذلك التلعثم القائم في احاديثهم، وهم ينظرون اليك بتمعن الشيوخ ، ويديمون النظر في اشياء تبدو شاردة هنا ، وهائمة هناك . حتى كأن القلق يبدو واضحا بائنا، والشرود ماثلا ثابتا كالطود الذي يؤكد ذلك الارتجاف الذي يترجم شحناته بأصابع ايديهم التي تراها تؤشر او تشير بلا هدى ! بل تهاجر الى مثابات واصقاع منسية معدمة .. عندما تخترق خطواتك المتقزلة مدخل ناصر ابو الجرايد ، وتغور في زقاق محال بيع القرطاسية والمكتبات والمطابع ، مستهلا طوافك بالمرور بمضارب كاظم اللايذ ، وهو يؤكد حال الوراقين الشعراء الذين يقيمون موائد القريض في ازقة المدينة الضيقة ، بحضور جمهور الأدباء المنسيين الذي لفهم القدر ، وهم يوغلون بالاحاديث التي تبحث عن مخرج لصرف مبلغ منحة الوزارة المرتقبة التي اجهزت الامنيات عليها قبل ان تصل ! هناك تحيلك أمارات الاستذكار وانت تنز على صالون محمد تنومة الرياضي (الخال) ، اذ يلتقيك ربرج سبتي بسحنته السمراء ، او نعمة عبد سالم بطوله الفارع ، او عزيز عبد الله بصلعته الملتمعة التي تشاكس كعادتها اشعة الشمس ، لتطل عليك سحنة حنون السوداني الذي يعيد عليك ايام آليات الشرطة وآل شند جاسب وشاكر وقاسم ، وبطل العشريات ابو العيس ، ونزالات وجولات اسطيفان ، او صيحات مسافر شنان ال .... وصولا الى كباب حجي خضير الذي يحتفي بمعالم الامير واسد بابل وسورين الساعة الخالدة الباقية الشاخصة في ذاكرة البصريين..
عجيب ان من يحتفي به الحاج فائق الذهب-هكذا يسمونه-يؤكد ان بيك بن لا تشخص بشموخها امام ساعة سورين ، ولا شارع ونسمستر قبال شارع الكويت ، ولا حي سوهو امام الكزارة.. انه يجول ببصره بحثا عن بقايا لخليجي 25 ، او مشهد للجسر الايطالي ، او بقايا جزيرة السندباد ..! قلت في سري اتكون هذه الاشباح شاخصا قائما امام الريف الانكليزي مضرب الامثال ؟ لكن صوتا بعيدا يموء يقول لي : انه الحب سيدي ولو كان تحت درجة 50 مئوي !
الحديث عن جبار ابو الشربت ، ومطعم ابو ستار ، ومكتبة فرجو ، وحسينية العبيد ، وصيدلية العراق ، ونادي الاتحاد ، وسينما الوطني ، وتومان ، ومهدي ابو الهيعة حديث لا ينتهي ، حتى يحيلك الى سؤال قلق يقول : ان مدينة لندن قد صممت على ضوء البصرة العالية الزاهرة ، عجيب امر هذه العالية الزاهرة امام الخريبة ، او امام كلمة بصرة التي يتأرجح معناها بين القسوة واللين ، بين الحجارة الرخوة والحجارة الصلدة ..
نعم ذلك يحتمل الحق والاعتراف لمدينة رشت شوارعها يوما بماء الورد وطليت ابوابها بالزعفران..
يستذكر (سعد ابو يوسف) صاحب مرطبات الصبايا التي افتخرت بها عائلته يوما ، بعدما اصبحت جزءا من ذاكرة المدينة السمراء ، وهي تحاور وتجاور محلات زكي زيتو ، وينشر نظرات طائشات خائبات تبحث عن معلم يأبى البقاء ، لكنه اسرني انه يكتفي بالقلوب البصرية التي ما برحت توغل بطيبتها التي اصبحت كالنخل الذي يؤشر على شناشيلها ويقول : اظن ان فرق اعمار اليونسكو تحسب حسابا لهذا السر من الجمال .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. كلمة -وقفة-.. زلة لسان جديدة لبايدن على المسرح


.. شارك فى فيلم عن الفروسية فى مصر حكايات الفارس أحمد السقا 1




.. ملتقى دولي في الجزاي?ر حول الموسيقى الكلاسيكية بعد تراجع مكا


.. فنانون مهاجرون يشيّدون جسورا للتواصل مع ثقافاتهم الا?صلية




.. ظافر العابدين يحتفل بعرض فيلمه ا?نف وثلاث عيون في مهرجان مال