الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


قصور في مسيرة اليسار-4

سعيد مضيه

2023 / 8 / 15
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي


عوامل الركود الاجتماعي متجذرة في نظام أبوي لاعقلاني وواهن

قناعة تستولي على الأغلبية الساحقة من الجمهور العربي ان دولهم مستقلة، وانها ذات سيادة ، وان مدارسهم وجامعاتهم تشيع العلوم والتنوير. يغيب عن الوعي الاجتماعي حقيقة التحدي الذي ما زال يشكله الغرب اقتصاديا وعسكريا واجتماعيا وثقافيا وسياسيا. والاستجابة للتحدي من الجانب العربي دون المستوى ؛ فالتبعية الثقافية ماثلة كاحد مظاهر التخلف الذي يرعاه النظام الأبوي التابع لامبريالية الغرب. والسيطرة هوس نفسي، يستحيل التفاعل مع الغرب بندية وإسقاط سيطرته ، والاستفادة من تقدمه.
تزامن الاستعمار الحديث مع رسوخ مناهج الثورة العلمية التقانية وثورة المعلومات. اتسعت الفجوة بين بلدان الغرب الامبريالية والبلدان النامية؛ وغدت دعايتها أكثر تخريبا للوجدان الجمعي. تحيل الدعاية الغربية – والدعاية ذات تأثير ثقافي- ان الدين او التراث سبب التخلف ؛ والحقيقة انه، تحت رعاية النظام السياسي الأبوي، يشكل كل من التأويل المغلوط للدين والفهم الساذج للتراث مظهرين للتخلف.
أطلق شرابي اسم النظام الأبوي على نظام التبعية للغرب الامبريالي، نظام ماقبل الرأسمالية حسب تعبير ماركس . وحين نتحدث عن الغرب والامبريالية الأميركية لا نغفل إسرائيل. كثيرا ما تعثرت حركة المقاومة الفلسطينية ، إذ تجاهلت الرابطة العضوية لإسرائيل والحركة الصهيونية بدول الغرب الامبريالية. حتى الوقت الراهن يتولى بعض قيادات المقاومة الفلسطينية الوهم المعطل لتصعيد المقاومة ورعايتها ، بأن يتدخل الغرب للضغط على إسرائيل وإجبارها على تنازلات! وهذا مظهر الافتقار الى العقلانية ."التخلف هنا ليس فقط تخلفاً اقتصادياً أو إدارياً أو إنمائياً ، بل إنه كامن في أعماق المجتمع العربي لا يغيب لحظة واحدة ، بل إنه يقبله ويتعايش معه ، ويتخذ هذا التخلف صفتين متلازمتين هما : اللاعقلانية والعجز ، الأولى تتجلى في رفض العلوم ، حيث تتخذ حلية أو وسيلة نفوذ، وبالنتيجة تنعدم القدرة على التدبير أو الممارسة؛ وبذلك يأتي مردود الجهد غير المرشد بالمعرفة العلمية عجزا عن التوصل إلى الأهداف التي يرنو إليها. وإلى ذلك تعزى الانكسارات والهزائم وفشل مشاريع التنمية. ومن ثم فمصير المجتمع العربي متوقف على مقدرته على التغلب على نظامه الأبوي واستبداله بمجتمع ديمقراطي راديكالي .

في الفصل الثاني من الكتاب لاحظ شرابي بعداً ضمن البنية الأبوية هو التحديث القاصر الذي نتج عن احتكاك العرب بالحداثة الأوروبية؛ تحديث عجز عن النفاذ الى جوهر التقدم في الغرب والاستفادة من منهجيته العلمية، رافعة الابتكارات والاكتشافات والاختراعات. لم تتحول المجتمعات العربية إلى رأسمالية مكتملة، ولم تبق على تراكيب كانت متماسكة وتحافظ علي انسجام الحياة؛ غدت المجتمعات العربية هجينة تخلت عن التقليدي وقعدت عن إيجاد البدائل. لذلك لا يمكن قراءة المجتمع الأبوي العربي إلا وفق رؤية التبعية والأبوية. ادى تغلغل الرأسمالية في الاقتصاد العربي الى نشوء رأسمالية تبعية ومزيفة؛ لم تظهر طبقة برجوازية ناضجة ، ولا طبقة عاملة أصيلة.
واطلق مهدي عامل اسم نظام كولنيالي على نظام التبعية للامبريالية، يرجع هذا المفكرالشهيد، و بحق، ظاهرة الركود الاجتماعي الراهن في العالم العربي بالقول ان الطبقة الحاكمة لم تتكون في تناقض تناحري مع طبقة مسيطرة دالت سلطتها، ولا عبر صراع طبقي يحتدم بين طبقتين نقيضين، بل بتكيف داخلي للطبقة المسيطرة نفسها حيث تحولت بعناصرها الأساس الى برجوازية كولنيالية؛ فكان بالتالي على الفكر ان يتكيف مع هذا التكيف الطبقي، اي كان عليه ان ينهض بذاته دون ان يكون في نهضته هذه قطعا مع جذوره الأصلية. "البنية الكولنيالية هي العائق امام القضاء على العلاقات الاجتماعية الموروثة، وليس العكس؛ بل ان الأخيرة ليست موروثة ، إنما هي علاقات ينتجها في تجددها المستمر هذا الشكل الكولنيالي نفسه من الإنتاج الراسمالي. ليس التراث في وجوده الراهن سببا للتخلف، بل هو وليد هذا التخلف، اي اثر من آثاره." الفكرالكولنيالي متطفل يمارس النشاط العلمي نقلا انتقائيا او تلفيقيا من التراث او عن الفكر الحديث بعد ان فات اوانه. -ـ [أزمة الحضارة ام أزمة البرجوازية العربية، دار الفارابي، بيروت 1981- ص 168]
أما نصر حامد أبو زيد[النص ، السلطة ، الحقيقة ، الفكر الديني بين إرادة المعرفة وإرادة الهيمنة، ص147] فاعتمد مفهوم "الحاكمية" التراثي تعبيرا عن المجتمع القديم المتواصل. مع تماسه مع الامبريالية أفضى " في النهايـة الـى تكريـس حاكميـة مـن نـوع لا يخطـر للخطـاب الديني علـى بـال: أنهـا حاكميـة الغــرب الرأســمالي ، الــذ ي يمتلــك المعرفــة، و يمتلــك أدوات إنتاجهــا، ويمتلــك مــن ثــم ّ حــق اتخــاذ القــرارات المرتبطة بمصيــر العالــم، وبمصيــر العالــم العربــي واإلإسلامي خاصــة. ". وفي مجال آخر من نفس المؤلف يتحدث عن الخطورة الفادحة في ازدراء المعرفة والاختصاص تتجلى في "تحول رجل الدين- كما حولت نصوصه – من مجال اختصاصه ليكون الخبير في كل فروع المعرفة. وبعبارة أخرى تنتقل شمولية النصوص الدينية الى شمولية في نشاط عالم الدين، فيفتي في الطب والفن والفلك والفكر والفلسفة . يمكن الحديث في هذه الحالة عن طب إسلامي والفنون والآداب الإسلامية والعلوم الإسلامية، فضلا عن البنوك الإسلامية وبيوت الأزياء الإسلامية."[142].
ويوجز مصطفى حجازي في " الإنسان المهدور " ان القهر والعجز وانعدام الضمانات المستمرة ماضيا وحاضرا تصبغ المستقبل بالتشاؤم ، فتسد آفاقه ويفقد الإتسان المقهور، (او المهدور عقلا وإرادة ) يفقد الثقة بإمكانية الخلاص، انسداد آفاق المستقبل يضخم بشكل غير محتمل آلام الحاضر ومشكلاته. اليأس من الخلاص، ومن خلال الجهد الذاتي ، هو ما يميز نظرة الإنسان المقهورالى المستقبل؛ مهمة الثقافة الأبوية إدارة الإدراك لدى المجتمع وتكييفه لحكم الطاغية".
يفيد حجازي ان الأبحاث الحديثة على الدماغ البشري أثبتت أن البيئة الرتيبة الخالية من المثيرات والإثارات تبلد الذهن ، او حتى تقتل خلاياه بدون تجدد فلا يبقى سوى جزء من الواحد بالمائة ينهض بحاجات الأكل والنوم والانفعال والجنس..
تطور علم النفس التحليلي بجهود تلاميذ فرويد؛ تجاوز رايخ موقف أستاذه فرويد ؛ إذ يربط مباشرة بين الكبت الجنسي وضعف القدرة على النقد والتمرد عند الفرد. وفي كتابه "تحليل النفسية الفاشية" أورد "عندما يصبح الجنس محرما ينتج عن ذلك إضعاف القوى الذهنية لدى الفرد وخصوصا مقدرته على النقد والتقييم"...


يستحيل ان تتشكل في المجتمع الأبوي واحة من الحداثة مثل الديمقراطية. الديمقراطية، وصناديق الاقتراع بالذات، تتجلى مهازل في بيئات أبوية تفرض الحرمان والتجهيل عل الأغلبية الساحقة من الجمهور. ستحيل في بنية تزدري العقل أن يتطور خطاب ديني عقلاني. الإسلام ، كما يراه محمد عبده، لا يتوقف عند ضمان حرية الاعتقاد ويدعو الى مودة المخالفين في العقيدة وينهي عن الغلو في الدين وحسب ، بل هو ايضا يضمن حرية التعبير ؛ فصفة الإنسانية لا تنطبق على الإنسان الا بعد تمتعه بحرية اللسان الذي هو ترجمان الضميرالمفصح عن الآغراض". أرجع محمد عبده انحطاط امجتمعات الإسلامية الى " فساد علمائهم وجهلهم وتسلط حكامهم وجشعهم وسوء التربية في صفوفهم".
في مجال التعليم والتربية تتعمد الأبوية فرض نظام يئد الذكاء ويعطل العقل . لايريد النظام أفرادا يحاورون او ينتقدون ، يريد الامتثال اتام للأوامر النازلة من أعلى ، لا تقبل المشاركة . في هذه البيئة ، كما لاحظ شراب ، " ان العلم والفن والفلسفة المستوردة تحافظ على استمرار ذهنية الوعي الخاطئ وتقويه في المجتمع. فما يقود العلم ويسيره في المجتمع هو دافع ينبثق من ذلك المجتمع ، فيعطيه منطقه الخاص وطبيعته الخاصة. بات النقد حاجة قومية ماسة، لا يرمي فقط إلى تأسيس "خطاب نقدي" يتمكن من إضفاء الوعي الذاتي الصحيح ، بل لتقديم نظرية فكرية فعالة قادرة على تفكيك أواصر الوعي السائد والسير نحو وعي جديد وممارسة جديدة. وعليه فالنقد الفعال يشكل اليوم مهمة مركزية في عملية الإطاحة بالخطاب الأبوي المستحدث ونظامه الاجتماعي والسياسي( شرابي:171).
رافق الاستقلال السياسي نوع مغاير وغير مباشر للاستعمار الثقافي؛ إلا أنه كان أوسع انتشارا، لم يستمد هيمنته من السيطرة العسكرية – السياسية المباشرة ، بل من اختراق الثقافة الغربية للنخبة الأبوية الجديدة." ليس للحداثة الأصيلة من عدو أشد بأسا من هذا التشكل الاجتماعي الذي يعاني انفصاما حضاريا[شرابي :البنية الأبوية-41]. "ادبيات الاستعمار أشد وقعا من الاحتلال العسكري؛ بخلاف الاستعمار السياسي القديم فقد فرض الاستعمار الحديث سيطرته بتحويل المستعمَر من كائن يثق بنفسه ومتمكن مما يقوم به الى مخلوق لا يؤمن إلا بقدرة الآخرين"؛ الإرهاب المكشوف ظاهرة منظورة يمكن التحوط منها أو مقاومتها و النغلب على آثارها؛ اما الاستعمار الحديث فآثاره غير منظورة ويصعب الفكاك من آثارها؛ ثقافته تتسرب عبر تلافيف الوعي كما تتسرب المياه تحت الصخور. على سبيل المثال ، تجهل الشعوب المتخلفة أن إنتاج الغرب من السلع الاستهلاكية، خاصة الكماليات، والتي تكمن خلف شعور العربي بدونيته نسبة الى الغربي، هي حصيلة استيعاب علوم طبيعية وتقانيها؛ أما الجهل فيؤولها حصيلة قدرات ذهنية غامضة خُص بها الغرب، وليس لهم منها نصيب.

يضاف للنخب المتعلمة في الغرب سيطرة وسائل الإعلام الغربية وشيوع قيم المجتمع الاستهلاكي وحاجاته. ميز شرابي في البنية الأبوية المستحدثة غياب التقليدية الأصيلة وبالمقدار نفسه غياب الحداثة الحقة. الثقافة التحتية مع التنوع المحدّث شاعت على الأقل في صفوف المتعلمين في جامعات الغرب فنشأوا "مثقفين محدّثين" . النماذج في نظر المثقف المحدّث اصنام ، محاكاة ، وامتثال. تنقل عن الحضارة الرأسمالية قشورها المهترئة، ولا تنفذ الى اللب. الحداثوية في ظل الأبوية "ممارسة صنمية ثابتة غير نقدية. لا يؤخذ بالأفكار والممارسات والمؤسسات، عبر النقد؛ بالإشارة الى نموذج القومية العربية مرجعيتها أوروبية، وكذلك السياسة ببعديها العقائدي والعملي انعكاس للنماذج الأوروبية. هنا تبرز بشكل واضح الخاصية المشوهة والزائفة للحداثوية العربية"(شرابي:42). في المجتمع الأبوي يندر وجود المثقف المعني بالتنظيم والتفكير الإبداعي، ويندر وجود الفرد المضحي والغيري؛ الكل ينفذ كما يتلقى الأوامر من فوق، والكل منغلق حول الذات، ما يعنيه هو تبرير أفعاله والكذب لدى المراتب العليا ونجد المراتب العليا لا تُعنى بكذب المراتب الدنيا. الكذب وخداع الذات سلعة متداولة في المجتمع الأبوي.
يتم التعامل مع الواقع بغير تخطيط ولا دراية، يغيب التفكير المنهجي، ويراوح الفكرعند مستوى الملاحظة الساذجة والتفكير الانطباعي؛ "يعجز التفكير المتخلف عن تركيب المعطيات وتوليفها "[61]. حينئذ تمشخ المعرفة العلمية الى عامل نفوذ اجتماعي ومادة لبرامج "جرب حظك".
في المجتمع العربي احتل التبرير محل النقد ؛ فتميز الفكر العربي المعاصر بتجاهل المعرفة العلمية (معرفة الذات والنقد الذاتي )؛ وبالنتجية غلب الاحتفاء بالوهم والعاطفة، ونبذ العقل وحقائق العلم. اما الأخذ بالنظريات والمفاهيم الواردة من الخارج فمن المستحيل ان تفضي إلا الى التمويه والتعمية والفوضى ، التي يعاني منها المجتمع العربي في الوقت الراهن؛ عبر عن هذه الحقيقة شرابي في مؤلفه " مقدمات في دراسة المجتمع العربي"، فحذر من التوهم بالمعرفة العلمية من خلال حفظ النظريات . "حتى العلم الطبيعي المستورد لا يصبح علما حقيقيا الا اذا استوعبه الفكر الذاتي باعتباره تلبية لحاجة (ووسيلة للتغلب على معضلة، او قوة منتجة) ؛ حينئذ يعبر عن المعرفة العلمية بأسلوب خاص ولغة خاصة، ويغدو وسيلة خاصة للمعرفة والإدراك". ارتكزت عقيدة النهضة الى العلموية بينما بقيت نظريتها في المعرفة قائمة على الأبوية . تم التعبير عن هذه الثنائية تحت شعار العلم والإيمان، ومؤخرا أعاد الأصوليون الحياة لهذا الشعار؛ رأوا فيه اساس المحافظة في نقاء العقيدة وسلطة المجتمع. كان عماءً مطبقا وملحاحا قد حال دون استيعاب الجيل الأول لهذا التناقض الجوهري بين العلم والعقيدة ، وهو تناقض ماثل في صلب الفكر الغربي ، كان اليابانيون قد وعوا ابعاده وعواقبه منذ البداية؛ ولذا بقي الوعي العربي خاملا وجامدا وقانعا في مصاف سابق على التفكير العلمي ومنصرفا الى التمحيص الأدبي - العقائدي وقادرا على صياغة الفكر الساذج فحسب(120-119). نقل عن البرت حوراني قوله ان "تكون مشرقيا يعني أن لا تنتمي الى مجتمع معين ولا تملك ما هو في حوزتك . هذا واقع يتجسد في الضياع والادعاء والتشاؤم واليأس" (شرابي: 41).
كما عزز شرابي انتقاده لمواقف الغرب الامبريالية، برؤية إدوارد سعيد للتزييف الثقافي، وهو مرادف للتمويه الذي رصده في الفكر الامبريالي في "مقدمات". " إن معرفة أوروبا بالثقافات والشعوب غير الأوروبية، لاسيما منها الحضارات الشرقية ، كانت مطعمة بروح الامبريالية الضارية والعرقية. فقد وجد الجشع الرأسمالي والتوسع الامبريالي حججهما جاهزة في النظريات ‘العلمية’ والمبادئ ‘الخلقية’ العالية وادعاء تمدين العالم وتحضيره".

يركز شرابي على هذه النقاط ويعود إليها أكثر من مرة في مؤلفه " البنية الأبوية"؛ يقصد بذلك القول أن الثقافة ميدان صراع، تطرد الثقافة المطابقة للواقع نظيرتها غير الملائمة. على سبيل المثال النشاط الاقتصادي الاستهلاكي غير المنتج، يفرز ثقافته ويرسخها في الوعي الاجتماعي بقوة رهيبة. العملية تتم بأشكال عفوية لا يعيها الجمهور المتلقي. "ان عوامل التخلف العقلي والقحط العاطفي والشلل الفكري التي احدثها الإرهاب الاستعماري ليست واضحة للعيان وضوح آثار الاستغلال الاقتصادي، إلا أنها قد تكون اكثر تدميرا على المدى البعيد." (91). يحتم الطابع العدواني لثقافة الامبريالية الرد عليها بثقافة وطنية ديمقراطية . الثقافة تلعب دورا مقررا في حياة مجتمعاتنا يفوق تأثير السياسة.

يتبع لطفا








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. نيويورك تايمز: صور غزة أبلغ من الكلمات في إقناع الآخرين بضرو


.. فريق العربية في غزة.. مراسلون أمام الكاميرا.. آباء وأمهات خل




.. تركيا تقرر وقف التجارة بشكل نهائي مع إسرائيل


.. عمدة لندن صادق خان يفوز بولاية ثالثة




.. لماذا أثارت نتائج الانتخابات البريطانية قلق بايدن؟