الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


- اليقظة - [ سياسات الهويّة ] قوّة هدّامة في حياة المجتمع سياسيّا و فكريّا و فنّيا و أخلاقيّا

شادي الشماوي

2023 / 8 / 17
ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية


" اليقظة " [ سياسات الهويّة ] قوّة هدّامة في حياة المجتمع سياسيّا و فكريّا و فنّيا و أخلاقيّا
جريدة " الثورة " عدد 803 ، 22 ماي 2023
https://revcom.us/en/woke-destructive-force-political-intellectual-artistic-and-ethical-life-society

تفرض تهديدات ثقافة المنع قوانينا غريبة و نزويّة . وهي تبثّ مزاعما مناهضة للعلم ب " تمثيل المهمّشين " و تشدّد على أن " يبقى الناس في مساراتهم " في النضال ضد الإضطهاد . جنون " اليقظة " يظهر الكثير من السلوكات الضارة ضمن النظام الرأسمالي – الإمبريالي و ثقافته المهيمنة ، معمّقا كابوس الإنسانيّة !
كانت " اليقظة " تعنى ذات مرّة الوعي الشرعي بالإضطهاد العنصري لكنّها منذ مدّة طويلة تحوّلت إلى جنون متعصّب و عقليّة غوغاء خبيثة . محبّة لسفك الدماء و إستهداف الأشخاص و تمزيقهم ، بينما تتملّص بجبن و عادة تعرقل بنشاط النضال الحقيقي و الذى نحتاجه ضد النظام خاصة الإطاحة به بواسطة ثورة فعليّة !
جنون اليقظة و القوّة الفاشيّة الكاسحة يتحرّكان عبر المجتمع في رقصة قاتلة ، متعارضين بينما يغذّى كلّ منهما الآخر . الفاشية بدرجة أبعد خطرا أكبر ، لكن في هذه الديناميكيّة ، تفوّق البيض الوقح و كره النساء المقيم للولائم و هزيمة الشجاعة الهشّة ل" اليقظة " .
في زمن تغيّر غير مسبوق – في حين أنّ " القوى القائمة " تتصادم و في حين تتقطّع ضوابط لحمة الولايات المتّحدة – هناك فرصة أكبر بكثير للإطاحة بكامل هذا الهيكل الإضطهادي . لدينا فرصة إستهداف شيء مختلف راديكاليّا ؛ لدينا مسؤوليّة القتال من أجل شيء تحرّريّ فعلا . و يجب ان نستغلّ هذه الفرصة و أن نكون في مستوى هذه المسؤوليّة .
حبّا للإنسانيّة و للكوكب ، و إنطلاقا من من إحترام عميق للحقيقة و العلم ، و إنطلاقا من ضرورة تصميم ثوريّ لتحرير الإنسانيّة قاطبة ، سندافع عن و نناقش التالي ، في المجال العام و الخطاب العام :
1- جنون اليقظة : التأكيد على عدم وجود واقع موضوعيّ ، لكلّ شخص " حقيقته " " الخاصّة " :
يُنكر جنون اليقظة الواقع الموضوعي بينما في الوقت نفسه يُملى بشرلسة ما هي أجزاء الواقع التي يُسمح للناس من مختلف " الهويّات " بالنقاش أو التفاعل معها . إذا كان الواقع الموضوعي مجرّد تركيب " أبيض أوروبي " أو " ذكوري " ، يحاول عبور الطريق السريع في ساعة الذروة دون التعرّض للإصابة بواقع السيّارات المسرعة .
الحقيقة ليست رويات متفرّقة . الحقيقة هي ما يتناسب مع الواقع الموضوعي . و هذا يمكن أن يتحدّد بطرق علميّة قائمة على ألدلّة . و التجارب المعيشة مباشرة يمن أن تساهم في هذه السيرورة لكن العلم و المنهج العلمي حيويّين في تحديد ماهيّة الحقيقة – و التفاعل على ذلك الأساس لتغيير العالم تغييرا راديكاليّا .
2- جنون اليقظة : هوس التحطيم بتغيير الكلمات – و المحو البغيض للنساء :
لا يفرّق جنون اليقظة بين المحاولة الخبيثة و الحيادية أو اللطيفة . الإهانات الطقوسيّة للناس ذوى النوايا الطيّبة لإستعمال كلمات " خاطئة " هي الألاعيب التافهة للأشقياء في باحة المدرسة . تغيي الكلمات ليس يعوّض تغيير العالم .
و لا في مكان هذا أكثر تدميرا من محو النساء . بصورة متنامية تزداد الهجمات بلا هوادة و الخبيثة على المتحوّلين جنسيّا و يجب أن نتصدّى لها بحيويّة ! لكن التعويض بكلمات لا يصحّ على تجريد المعنيّين من إنسانيّتهم بمثل " أناس ذوى أرحام " و " مغذّيات الصدر " بدلا من كلمة " امرأة " ظاهريّا من أجل " إدماج المتحوّلين جنسيّا " يحدث ضررا . أمام أكبر هجوم على حياة النساء لأجيال – الإنقلاب على حقّ الإجهاض – رفض مؤسّسة اليقظة إستخدام حتّى كلمة " المرأة " التي شكّلت جوهر الهجوم ، عكّر جوهر الردّ على هذا الهجوم و هوّن من خطر الهجوم و دمّر المقاومة . و يصبّ هذا في توطيد الهجوم المسيحي الفاشي لتركزي الأمومة افجباريّة و الأدوار الجندريّة التقليديّة .


3- جنون اليقظة : " أنا ، أنا ، أنا " يتشرنق في إمبراطوريّة أمريكيّة تهاجم بوحشيّة العالم :
نادرا ما يشير أصحاب إمتيازات " اليقظة " إلى الإمتيازات الأمريكيّة . و بالفعل ، يرغب الكثيرون في كلّ ما يمكن أن يحصلوا عليه من هذه الإمتيازات .
غوغاء اليقظة ينشرون على تويتر تهم " الإمتياز " و " الإستعمار " مستخدمين الهواتف الجوّالة التي أتت ملطّخة بدماء و دموع الأطفال في الكونغو الذين يعملون في مناجم الكوبالت اللازم لهذه الهواتف . إلى الذين لا تمتدّ آفاقهم أبعد من مجردّ " الإدراج " و " المساواة " ضمن الإمبراطوريّة الأكثر مصذاصة للدماء عُرفت أبدا ، نهدي هذه الكلمات من أغنية لبوب ديلان : " لقد سلبنا و نهبنا أماكن بعيدة ، لماذا حصّتى ليست مساوية لحصّتكم ؟ "
4- جنون اليقظة : التخفّى من الواقع ب " تحذيرات مثيرة " و فضاءات آمنة " و " ثقافة الصدمة " :
يتعرّض الناس لأشياء رهيبة في ظلّ هذا النظام . و فضح ذلك ليس " برنوغرافيا الصدمة " . الجميع في حاجة إلى معرفة ذلك و إلى مواجهة التاريخ الوحشيّ للعبوديّة و تفوّق البيض و الواقع المتواصل للإضطهاد العنصريّ . التصرّف كما لو أنّ المضطهَدين أناس يتميّزون بالهشاشة سيتمزّقون أمام ظاهرة " مثيرة " علامة المنقذين المتودّدين . صدة هذا النظام حقيقيّة و سالبة لكنّها تحتاج و يمكن أن توجّه لقتال مصدر الإضطهاد و الظلم .
أفضل ما يمكن أن يحصل في المعاهد هي التحدّيات الفكريّة و النقاش و الفكر النقديّ ، و معرفة العالم ... الوقوف من أجل قضيّة كبرى حتّى مع تعريض أمانه من الخطر و التغيير الراديكالي للعالم ببهجة ثوريّة .
5- جنون اليقظة : زوابع نارية لغوغاء اليقظة و " ثقافة المنع " لتمزيق الأشخاص :
بدلا من النضال الشرعي و العادل لفضح و تغيير المؤسّسات الإضطهاديّة ، تُطلق ثقافة اليقظة عمليّات تفتيش عن السحرة قاسية لتحطيم سُمعة الناس و مساراتهم المهنيّة و حياتهم . هذا ثأر و ليس عدلا . يحاكم جنون اليقظة الناس لإرتكابهم خطأ واحد ، أو حتّى لمجرّد تُهمة ، بدلا من الحكم إنطلاقا من مجمل أعمال حياتهم . تصوّروا إن وقع تطبيق هذا المعيار عليكم جميعا !
عالم اليقظة يذكّر بالملكة الحمراء لقصّة آليس في بلاد العجائب ، " العقوبة أوّلا – الحكم بعد ذلك ". حكم القانون و إفتراض البراءة و الأدلّة يقذف بها إلى خارج النافذة . و بالنظر على قرون من الهجوم الجنسيّ الفظيع ، ما هناك حاجة جدّية إليه هو جوّ حيث يمكن للنساء أن تتقدّم و تؤخذ مأخذ الجدّ ، و حيث هناك سيرورة لازمة ، كجزء من بلوغ عالم مغاير جذريّا .
6- جنون اليقظة : تُهم " المصادرة " لمنع التعبير الفنّي :
حوّل المافعون عن الهويّة منع الفنّ إلى شكل فنّي من إختصاصهم . فمنع الكتّاب و وضع قوائم سوداء في القصص و تغطية الجدران و منع الفنّ لأنّ المبدع هويّة " خاطئة " – أو لأنّها ليست قصّت"هم " ليرووها . يتعامل جنون اليقظة مع الأنواع المضيئة المتباينة من الثقافات و النضالات في كوكبنا على أنّها ملكيّة تقع مصادرتها و سلعنتها ، تتمّ المحافظة عليها ببؤس ضد " المصادرة " . إذا وقع تقليص الفنّ و الرواية إلى التجربة المباشرة فحسب ، هل سيبقى منهما أيّ شيء ؟
7- جنون اليقظة : التأكيد على إتّباع الجميع ل " قيادة السود و السكّان الأصليّين و ذوى البشرة الملوّنة "( BIPOC) بينما لا يوجد مثل هذا الشيء !
من هي " قيادة السود و السكّان الأصليّين و ذوى البشرة الملوّنة " التي يهلّلون لها ؟ AOC ؟ كمالا هاريس ؟ كنديس أوينس ؟ كلارنس توماس ؟ في حين أنّ الأطفال في اليمن و الباكستان و أفغانستان يخشون رفع أنظارهم إلى السماء و إن كانت زرقاء صافية خوفا من طائرات أوباما دون طيّار التي تقذفهم بالقنابل و الرعب ن هل تعتقدون أنّهم أولوا إهتماما مهما كان لكون أوباما أوّل رئيس أسود؟
القادة يجب تقييمهم ليس على أساس " الهويّة " ، بل على ما إذا كانوا يشخّصون بصفة صحيحة مصدر المشكل و يشيرون إلى طرق تحرير الإنسانيّة و يتقدذمون بآخرين يكون بوسعهم القيام بالشيء نفسه .
*********************
بكلمات بوب أفاكيان ، القائد الثوري و مؤلّف الشيوعيّة الجديدة :
" بدلا من " البقاء في مساراتهم " و " المضيّ بحثا عن مصالحهم الخاصة " بينما يتحرّك هذا النظام بطريقة حتى أكثر حسما في سحق أيّ أمل بعالميستحقّ الحياة فيه ، يحتاج الناس إلى النظر في المشهد الأوسع نطاقا ، مركّزين على المصالح الأوسع للإنسانيّة و إمكانيّة عالم أفضل بكثير – و العمل في سبيل تحويل هذا إلى واقع ...
بدلا من التهجّم على و إصطياد بعضهم البعض و الإنقسام حسب " الهويّات " ، يجب على الناس أن يعملوا على توحيد الجميع من كافة أنحاء المجتمع الذين يمكن توحيدهم في القتال ضد الإضطهاد و الظلم ، بهدف وضع نهاية لهذا النظام الذى هو مصدر هذا الإضطهاد و الظلم . "








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. نبيل بنعبد الله: انتخابات 2026 ستكون كارثية إذا لم يتم إصلاح


.. بالركل والسحل.. الشرطة تلاحق متظاهرين مع فلسطين في ألمانيا




.. بنعبد الله يدعو لمواجهة الازدواجية والانفصام في المجتمع المغ


.. أنصار ترمب يشبهونه بنيسلون مانديلا أشهر سجين سياسي بالعالم




.. التوافق بين الإسلام السياسي واليسار.. لماذا وكيف؟ | #غرفة_ال