الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ما حاجة دولة -آكلي المِرار- للانضمام الى مجموعة بريكس؟

محمد حمد

2023 / 8 / 17
مواضيع وابحاث سياسية


- المِرار، كما ورد في سيرة امريء القيس، نبات شوكي شديد المرارة اذا اكلته الابل قلصتْ عنه مشافرها...

اعلنت السيدة ناليدي باندور وزيرة خارجية جمهورية جنوب افريقيا، التي ستستضيف قمّة مجمزعة "بريكس" القادمة نهاية هذا الشهر، تلقيها طلبات انضمام رسمية من قبل 23 دولة. منها ثمان دول عربية، ومن ضمنها دولة " آكلي المِرار". اقصد دولة الكويت "الشقيقة جدا ! . الساعية دائما الى قضم المزيد من اراضينا وابارنا النفطية ومياهنا الإقليمية تحت مراى ومسمع من دعاة الوطنية في بعداد !
وستتم دراسة هذه الطلبات في القمّة المقبلة حسب قول الوزيرة. والدول العربية الثمان هي على التوالي مصر والسعودية والامارات والبحرين وفلسطين والجزائر والمغرب والكويت.
ومعروف ان منظمة "بريكس" ليست تحالفا عسكريا. ولا تقف خلفها دوافع عدوانية او اطماع استعمارية ضد الدول الاخرى. كما هي الحال مع التحالفات التي تعقدها امريكا مع الآخرين. والمبنية دائما على قاعدة الخادم والمخدوم ومڤبدأ الانصياع والتسلط والتهديد والابتزاز.
ولمجموعة "بريكس" كما هو معروف بنك مركزي "بنك التنمية"ومقره في مدينة شنغاي الصينية، ونظام داخلي واضح المعالم وشروط محدّدة ينبغي ان تتوفّر في من يريد الانضمام إليها. وهي في كل الاحوال ليست جمعية خيرية أو نادي رياضي كما يتوهّم بعض الحكام العرب . وبان اموالهم سوف تمنحهم تزكية خاصة او افضلية على سواهم من البشر ليتصدّروا المشهد الدولي. ومع احترامي للجميع، لا يمكن مقارنة الكويت بالهند ولا المغرب بالارجنتين. كما ان دول "بريكس " تتعامل مع بعضها البعض، ومنذ فترة طويلة، بالعملات الوطنية. وفي القمّة القادمة من المقرر مناقشة موضوع العملة البديلة لدول "بريكس" للتخلص من هيمنة الدولار الذي اصبح سلاحا اقتصاديا ضد من يعارض او يخالف اوامر وتوجيهات امريكا. فهل تسمح امريكا للكويت مثلا بان تتخلى عن الدولار وتنضم الى تكتل يضم روسيا والصين؟ ثم ما حاجة الكويت الى مجموعة "بريكس" ان لم يكن للشهرة والدعاية؟ وهل للكويت دور "ملموس" على الساحة الإقليمية والدولية يسمح لها بالدخول إلى تكتل من قوى مؤثرة في شؤون العالم؟ ان تقليد الكبار لا يجعل من المرء كبيرا مهما فعل.
اتفهّم تماما رغبة وحاجة ومساعي كوبا وفنزويلا وفيتنام وغيرها من دول امريكا اللاتينية للانضمام الى منظمة "بريكس". فهذه الدول لها تاريخ مشرّف وعريق في مقارعة الامبريالية الامريكية. وذاقت الويلات بالمعنى الدقيق للكلمة، على يد دولة الشر امريكا. أما المغرب والكويت والبحرين، فهذه دول لا يمكنها عصيان صاحبة السعادة واشنطن. وسوف تضع في طريقهم الف حجر عثرة لمنعهم من الانضمام إلى تكتل تقوده روسيا والصين.
من المستبعد في رايي الشخصي، قبول جميع الطلبات دفعة واحدة وفي قمة واحدة، بالرغم من ان وزيرة جنوب افريقيا صرّحت بان القمة سوف تناقش مسالة توسيع منظمة "بريكس" وايجاد معايير جديدة لهذا الغرض، وسيقوم رؤساء الدول المؤسسة (روسيا والصين والهند والبرازيل وجنوب افريقيا) بدراستها أثناء القمّة.
شخصيا اتوقّع في قمة "بريكس" القادمة قبول بعض الدول حسب المنطقة الجغرافية والكثافة السكانية. لاحظوا عدد نفوس الدول المؤسسة لمنظمة "بريكس". فقط الصين و الهند حوالي ثلاثة مليارات نسمة. وهذا الاختيار له مبررات واسباب في غاية الأهمية وتمّت دراستها بدقّة متناهية من قبل مؤسسي المنظمة...








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الجزائر: مطالب بضمانات مقابل المشاركة في الرئاسيات؟


.. ماكرون يثير الجدل بالحديث عن إرسال قوات إلى أوكرانيا | #غرفة




.. في انتظار الرد على مقترح وقف إطلاق النار.. جهود لتعزيز فرص ا


.. هنية: وفد حماس يتوجه إلى مصر قريبا لاستكمال المباحثات




.. البيت الأبيض يقترح قانونا يجرم وصف إسرائيل بالدولة العنصرية