الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المخطوط الجديد _ مع الهوامش الناقصة

حسين عجيب

2023 / 8 / 17
العولمة وتطورات العالم المعاصر


المخطوط الجديد
( مع الهوامش الناقصة )

" السؤال المؤجل : هل يمكن تحديد الحاضر بشكل دقيق وموضوعي ؟ "
مناقشة هذا السؤال في ملحق خاص ، كخلاصة للمخطوط .

مقدمة
سأبدأ من الآخر ، وبسؤال :
حياتك الشخصية ( بدلالة عمرك الحالي ) هل حدثت في الحاضر فقط ، أم في الحاضر والماضي والمستقبل دفعة واحدة ، أم توجد حالة ثالثة وغير معروفة بعد ؟
هذا السؤال موجه لك بشكل شخصي ، القارئ _ة الآن .
وإلى القارئ _ة المجهول في المستقبل ...
1
عبارة " لا أعرف " ميزة إيجابية بطبيعتها ، حيث تتضمن المصداقية والتواضع والاحترام المتبادل ( احترام النفس والآخر ) .
ومع ذلك ، قد تكون في حالة خاصة نوعا من السلبية المتطرفة ...
مثالها الشهير : " الساكت عن الحق شيطان أخرس " .
....
هذا السؤال ، ومثله سؤال اليوم الحالي ( وكل يوم جديد بلا استثناء ) ، يتشابهان في المشكلة التي يحاولان حلها ، وفي نوع الجواب أيضا .
اليوم الحالي يوجد في الحاضر والماضي والمستقبل ، دفعة واحدة .
بالإضافة إلى الاحتمال الرابع بالنسبة لمن سيولدون خلال اليوم ، والاحتمال الخامس بالنسبة لمن سيموتون خلال هذا اليوم .
( هذه الفكرة أو الظاهرة الثانية ، ناقشتها بشكل تفصيلي ، وموسع في نصوص عديدة سابقة ، ومنشورة على الحوار المتمدن ) .
وسأكتفي بتلخيصها ، لكن بشكل واضح ويكفي للقارئ _ة الجديد لفهمها مع السؤالين السابقين .
2
العمر الحالي ، أو الكامل ، من نفس الطبيعة والمكونات .
الاختلافات بين العمر الحالي ، وبين العمر الكامل كمية فقط وغير نوعية .
عمر القارئ _ة مجال افتراضي ، يمتد بين هذه اللحظة ( لحظة نشر النص ، وليست لحظة كتابته بالطبع ) وإلى الأبد نظريا أو منطقيا .
بينما عمر الكاتب محدود بيوم الولادة ، وهو سينتهي حتما خلال النصف الأول من هذا القرن ( قبل 2060 ) ، أو الحالة الخاصة حين يمتد عمر أحدنا إلى بعد المئة .
عمر الكاتب ، ومثله عمر القارئ _ة الحالي ( خلال أسبوع مثلا ) يوجد بالفعل في الحاضر والماضي والمستقبل بالتزامن .
بعبارة ثانية ، عمرنا يوجد في ثلاث حالات مختلفة ، وبنفس الوقت :
1 _ الحالة الأولى :
بالنسبة لمن سوف يولدون ، بعد لحظة موتنا أو بعد هذا القرن مثلا ، عمرنا سوف يكون في الماضي كله وبلا استثناء .
( يشبه الأمر ، أعمار من عاشوا قبلنا بأكثر من قرن : أعمارهم بالنسبة لنا حدثت كلها في الماضي فقط ( وبدون حاضر أو مستقبل ) .
2 _ الحالة الثانية :
وهي تعاكس الحالة الأولى ، بالنسبة لمن ماتوا ، قبل ولادتنا ، عمرنا ( كان بالنسبة لهم في المستقبل فقط ( بدون حاضر أو ماض ) .
3 _ الحالة الثالثة :
بالنسبة لمن يشاركوننا فترة الميلاد ، السنة أو اليوم خاصة ، عمرنا بكامله يحدث في الحاضر .
4 الحالة الخاصة :
بالنسبة لمن ماتوا خلال حياتنا ، من مجايلينا ، سوف تكون بقية عمرنا في المستقبل بالنسبة لهم .
....
نفس الشيء بالنسبة لطبيعة اليوم الحالي ، باستثناء حالة خامسة تتمثل بمن سوف يولدون خلال اليوم الحالي ، وهو سيكون مزيجا بين الحاضر والماضي والمستقبل بالنسبة لهم .
3
أدعو القارئ _ة لتأمل يوم ولادتهما ، بالفعل :
هو يشكل مزيجا بين الحاضر والماضي والمستقبل ، ويختلف عن بقية أيام العمر ، بشكل يقابل اليوم الأخير _ يشابهه لكن بشكل معكوس .
....
( كل يوم ينقص من بقية العمر ، باستثناء اليوم الأخير ) .
أيضا يوم الولادة ، لا يضاف كله إلى العمر الكامل .
5
أعتقد أن الأفكار ( الجديدة خاصة ) في هذه المناقشة ، تكفي لتشكيل تصور مقبول عن النظرية الجديدة .
يمكن للقارئ _ة فوق المتوسط ، فهم هذه الأفكار ، والقيام بعملية التمييز بشكل دقيق ، وموضوعي ، بين النظرية الجديدة وبين الموقف الثقافي العالمي ، الحالي ( التقليدي ) .... من الواقع والزمن ، والعلاقة بين الحياة والزمن خاصة .
....
أكتفي بهذه المقدمة المختصرة تجنبا لملل القارئ _ة ، وخلال الفصول القادمة تتسع مناقشة الأفكار وتتعمق .
....
....
الفصل الأول

فكرة جديدة ، ما تزال في مرحلة الحوار المفتوح ....
الاختلاف النوعي بين الحركة في المكان ، وبين الحركتين المتعاكستين بين الحياة والزمن :
الحركة في المكان تحدث في الحاضر دوما ، من الحاضر 1 إلى الحاضر 2 ...إلى الحاضر ( س ) . وهذه الحركة ظاهرة ، ومباشرة ، تقبل العكس وتغيير الاتجاهات بسهولة .
الحركة الذاتية للحياة هي أحد أنواع ( الحركة في المكان ) ، وهي تشبه بقية أنواع الحركة في المكان مثل الحركات الآلية ( للسيارات والقذائف وحركة الطيران ، ... وغيرها من الحركات التي تدرسها الفيزياء بالعموم ) .
الحركة من النوع الثاني ، المزدوجة ، أو الثنائية العكسية بين الحياة والزمن غير ظاهرة ولاشعورية بطبيعتها ، وهي غير عكوسية بنوعيها ، وما تزال مجهولة في الثقافة العالمية ومهملة في الفلسفة والفيزياء !
الحركة الموضوعية للحياة تبدأ من الماضي إلى المستقبل ، عبر الحاضر ، وتتمثل بعملية التقدم بالعمر .
لا يمكن عكسها ، بحيث تبدأ من المستقبل أو من الحاضر .
الحركة التعاقبية للزمن بعكس الحركة الموضوعية للحياة ( التعاقبية أيضا ) ، وهما تتساويان بالقيمة المطلقة وتتعاكسان بالإشارة والاتجاه .
الحركة التعاقبية للزمن هي أيضا غير عكوسية ، وتحدث في اتجاه ثابت ، ووحيد من المستقبل إلى الماضي . وتتمثل بتناقص بقية العمر من بقية الكاملة في لحظة الولادة ، إلى بقية العمر التي تناقصت إلى الصفر بلحظة الموت ( بقية العمر الكاملة تساوي ، وتعاكس العمر الكامل ) .
هاتان الحركتان ، أو الحركة المزدوجة بين الزمن والحياة ، تتلازمان دوما مثل الفعل ورد الفعل _ صورة طبق الأصل .
....
حتى اليوم ، وعلى الرغم من شهرة أحجيات زينون وشيوعها في كل الثقافات ، لم تزل الحركة الأخرى ( او النوع الثاني من الحركة ) شبه مجهولة ومهملة بالفعل في الثقافة العالمية إلى اليوم ، في الفيزياء والفلسفة أيضا !
....
الحركة في المكان عدة أنواع ، منها الحركة الذاتية للأفراد ( حركة الفرد ) ، والحركات الظاهرة بنوعيها المنتظمة أو غير المنتظمة .
وعلى حد علمي ، ما يزال هذا الموضوع ( أنواع الحركة ) ، شبه مجهول في الثقافة العالمية ، أو ضمن غير المفكر فيه ....
وربما غير المرغوب فيه ، بحسب تجربتي الشخصية ؟!
1
للتذكير
ربما كانت النظرية النسبية بصيغتيها الخاصة والعامة ، ومعها الموقف الثقافي العالمي خلال القرن الماضي وإلى اليوم ، تفسير اينشتاين لنتيجة تجربة ( ألبرت ميكلسون و أدوارد مورلي ) المحيرة والتي كوفئت بجائزة نوبل ؟ التجربة تتلخص ، بأن سرعة الأشعة الكونية ثابتة ، وبصرف النظر عن اختلاف المراقبين ، واختلاف سرعات حركاتهم أو أمكنتهم .
هذه النتيجة تتصل مباشرة بأحجيات زينون ، وحدسه بأن حركة الواقع مركبة ، ومجهولة ، وأكثر تعقيدا ( بكثير ) من الشعور البسيط والمباشر .
التفسير الذي قدمه أينشتاين ، يعتبر أن الزمن يختلف بين مراقب وآخر ، وهو يتقلص ويتمدد . والثانية نفسها تختلف بين مراقب وآخر ؟! ويعتبر أن الزمن والمكان واحد ، وأن الزمن جزء من المكان ! وما يزال هذا الموقف المشترك ، والسائد الذي تعتمده الثقافة العالمية إلى اليوم 4 / 7 / 2023 ومعها الفيزياء والفلسفة !
هذا الموقف الغريب ، وهو خطأ كما أعتقد ، ويشبه الموقف التقليدي والمستمر إلى اليوم ، من نظرية بطليموس إلى درجة تقارب المطابقة .
( ما يزال الكثيرون يعتقدون بأن الأرض ثابتة ، ومسطحة ، وحولها تدور الشمس والقمر والنجوم ) .
توجد ثلاثة أنواع من الحركة الكونية ، والواقعية :
1 _ حركة الحياة الموضوعية ، والمطلقة : من الماضي إلى المستقبل .
2 _ حركة الزمن الموضوعية ، والمطلقة : من المستقبل إلى الماضي .
هاتان الحركتان ثابتتين ، تتساويان بالسرعة وتتعاكسان في الإشارة والاتجاه . تتمثل حركة الحياة بالتقدم في العمر ، من الصفر إلى العمر الكامل ، وتتمثل حركة الزمن المعاكسة ، بتناقص بقية العمر المعاكس تماما لتقدم العمر . ( حركتان تعاقبيتان ، ومتعاكستان دوما ) .
حركة الأشعة الكونية ، كما أعتقد ، تنتقل من الماضي إلى المستقبل . وهي تختلف نوعيا عن الحركات التي نعرفها ( نحن نعرف الحركات التسلسلية فقط ، وتحدث في الحاضر دوما : من الحاضر 1 إلى الحاضر 2 ....إلى الحاضر س ) .
مثال الحركة الذاتية للحياة ، وهي تسلسلية بطبيعتها ، وتتمثل بالحركات الفردية الظاهرة والمباشرة . بينما الحركة الثانية ، أو الحركة الموضوعية للحياة تعاقبية ، وتحدث بين الماضي والمستقبل دوما .
النوع الثالث من الحركة ، هو وحده الذي نعرفه ونخبره ، وتدرسه الفيزياء الحديثة بشكل دقيق وموضوعي .
هذا النوع الثالث من الحركة يحدث في الحاضر فقط ، بينما النوعان السابقان أو الحركة التعاقبية للحياة والزمن ، فهي تحدث بشكل متعاكس بين المستقبل والماضي . لا يمكن ملاحظة هذين النوعين من الحركة بشكل مباشر ، سوى ظاهرة الأشعة الكونية _ كما أعتقد .
لأهمية الفكرة ، سوف أناقشها بشكل متكرر وعبر أمثلة مختلفة .
2
مشكلة التصنيف _ مفارقة ومغالطة معا

مثال 1 الظاهرة الأولى ، ثم الظاهرة 2 ، ... الظاهرة 6 ، وبعدها أيضا .
بعد وضع الظواهر الستة بشكل متسلسل ، وفهمها بشكل منطقي وتجريبي أيضا ( وليس بشكل فكري فقط ، تشبه خبرة السباحة وتعلم لغة جديدة ) ، تتكشف العلاقة الحقيقية بين الحياة والزمن بوضوح .
أو العلاقة بين الأزمنة المتعددة ، الثلاثة خاصة .
....
مشكلة التصنيف ، تنطوي على مفارقة ومغالطة معا ، وليس لها حل علمي ( منطقي وتجريبي معا ) سوى الانتقال درجة ثانية في التجزئة .
بعبارة ثانية ،
ربما تبقى مشكلة التصنيف معلقة _ بلا حل _ في عهدة المستقبل والأجيال القادمة ، وأكثر ما يمكن عمله الزيادة في الدقة جيلا بعد آخر ، بشكل متدرج وبطيء معا ...
أو ربما ، يوجد احتمال أن تتمكن الأجيال القادمة من حل مشكلة التصنيف بمساعدة الذكاء الاصطناعي مثلا ، أو من خلال الحل التطوري ؟! .
مثال 1 ، التصنيف الثنائي بدلالة التدخين :
يكفي التصنيف الثنائي إلى اليوم ، عمليا ومنطقيا ، للتمييز بين فئتين :
1 _ فئة المدخنين .
2 _ فئة غير المدخنين .
يمكن إضافة فئة ثالثة بسهولة ، مثل جميع بقية أشكال التصنيف الثنائي حالة الوسط أو البديل الثالث .
3 _ حالة التوقف عن التدخين .
هي مجموعة ثالثة ، وليست ضمن المجموعة 1 غير المدخنين ، والمجموعة 2 فئة المدخنين .
لكن حالة التوقف عن التدخين هي نفسها مجموعة ، وليست مفردة أو بسيطة . وتحتاج إلى تقسيم رباعي ، ثم خماسي ، ...
مثلا ، حالة التوقف عن التدخين لمرة واحدة ، تختلف بالفعل عن حالة التوقف عن التدخين لأكثر من مرة . بدورها حالة التوقف عن التدخين لأكثر من مرة ، تقبل التقسيم والتجزئة بلا حدود ( نظريا وعمليا أيضا ) .
3
الغموض صفة أولية وبدائية ، بينما الشفافية إنجاز نادر دوما .
( الصدق شفافية والكذب غموض ، كمثال تطبيقي )

عن سوء الفهم وسوء التعبير .
مشكلة الاصغاء والتلقي ، أو القراءة الصحيحة ، أو التعبير الدقيق ...
مشكلة مزمنة ، ومشتركة .
....
من كتاب " علم النفس الحديث "
تأليف ه . ج . ايزنك ، وترجمة د عبد المجيد نشواتي :
( ...ضرورة تحديد السلوك موضوع الاهتمام على نحو واضح ، حيث ينبغي عدم وضعه ، كما هو شائع غالبا بمصطلحات غير دقيقة مثل " السلوك الحسن " ، أو " الطاعة " ، أو " التهذيب " .
يذهب علماء النفس السلوكيون غالبا إلى ما يبدو اسهابا مضحكا في تحديدهم للسلوكيات التي يرغبون في تقويتها . ومع ذلك إن مثل هذا التفصيل ضروري على نحو مطلق إذا كان يجب تجنب التشويش في التطبيق والغموض في التعزيز .
ليست هذه الدرجة في التحديد ضرورية فقط لأنه ينبغي لأي شخص معني بالبرنامج أن يطبق التعزيز وفق قواع متماثلة وفي ظروف متماثلة ، وإنما هي الطريقة الوحيدة التي تمكننا من قياس التغيرات التي تطرأ على السلوك الملاحظ .
إن أي شخصين قد يختلفان ، على نحو شديد ، حول ما إذا كان صبي قد طور عادة النظافة وحول مدى هذا التطور .
في حين لا مكان لمثل هذا الخلاف ، عندما يتحدد ما إذا كان الصبي قد وضع أو لم يضع قطعة الصابون في مكانها المناسب على المغسلة ، أو ما إذا كان قد غسل يديه قبل تناول العشاء أو لم يغسلهما . إن هذا التحديد الدقيق ميزة إضافية ، فهو يجعلنا نعرف ما نتحدث عنه .
لقد اعتدنا كثيرا على مناقشة أشياء مثل " الأمانة " أو " الكتابات الإباحية " أو " النظافة " نظريا ، ولم ندرك كيف يفهم الناس المختلفون هذه المصطلحات بطرق مختلفة .
وعندما نضطر لأن نكون دقيقين ، يجب أن نبدأ بتحديد جوانب الاتفاق والاختلاف ، حتى لو كان قارئ تقرير من هذا النوع لا يتفق مع الوصف التحليلي لمصطلح تجريدي معين . إنه يعرف على أقل تقدير ما كان في عقول الكتاب ، ويستطيع إعادة إجراء تجربتهم إذا رغب في ذلك ) .
أعتقد أن البداية مع هذا المقتطف الطويل ، تغني عن التفسير أو البرهان .
وهي علاج مناسب لسوء القراءة والتفسير ، ولسوء الفهم والاصغاء ...
4
العلاقة الحقيقية بين الساعة والزمن ؟!

كان أينشتاين ، مثل غالبية البشر ، يخلط بين الساعة والزمن .
الساعة آلة قياس الوقت ، ويظن الكثيرون أن الساعة تنتج الوقت والزمن .
أعرف هذا من تجربتي الشخصية .
حتى سنة 2018 ، كنت أشعر واعتقد أنني أعرف الزمن .
كنت في المرحلة الأولية ، البدائية والمشتركة " لا مهارة في اللاوعي " .
أن نعرف ، أننا لا نعرف بشكل دقيق ومحدد ...خطوة متقدمة ، وتمثل المرحلة الثانية في التعلم والمعرفة " لا مهارة في الوعي " .
....
صار الوقت هو نفسه الزمن خلال القرن العشرين ، وبعده .
وسيبقى الحال نفسه ، طوال هذا القرن ، وربما يستمر أطول مما نعتقد .
....
الزمن = الوقت + فكرة الزمن .
هذه المعادلة الثابتة ، والتي تربط بين الوقت والزمن بشكل دقيق وتجريبي .
فكرة الزمن ، خلال القرن الماضي ، كانت لا مادية وقيمتها الحسابية معدومة ، وتساوي الصفر . ( هذا الموقف مشترك حتى اليوم ) .
والنتيجة : الزمن = الوقت .
هذا الموقف مقبول ، ولكنه ناقص ويحتاج إلى البرهان العلمي ( المنطقي والتجريبي معا ) .
وأما الفرضية المقابلة ، أن الزمن غير الوقت ، ويختلف عنه بالفعل فهي فكرة غير صحيحة كما أعتقد .
وبالنسبة للموقف الذي يعتبر أن الزمن = الوقت ، أو الزمن نفسه الوقت ، يوجد لدينا برهان منطقي ومتكامل :
ساعة الزمن ، أو مضاعفاتها مثل اليوم والقرن أو اجزائها مثل الدقيقة والثانية ، هي نفسها ساعة الوقت .
نحن جميعا ، نستخدم كلمة وقت ، أو زمن ، للدلالة على اليوم والأسبوع والشهر والسنة ، وغيرها بلا استثناء .
هذا البرهان المنطقي ، يحتاج إلى الدليل ( التجريبي ) بالفعل . ولكن مع ذلك ، فهو يكفي للدلالة على قابلية استبدال الوقت بالزمن أو العكس ، بدون أن يتغير الموضوع أو النقاش أو الحوار ، أو الجدل والاختلاف .
....
أعتقد أن هذه المناقشة ، أو الحوار المستمر والمفتوح ، تصلح كبداية لتأسيس " علم الزمن " بشكل منطقي ومعقول .
وفي مختلف الأحوال ، يمكن اعتبار أن النظرية الجديدة ، بمثابة مشروع أو مقترح فلسفي يعتمد على الزمن كموضوع أساسي ومحوري ، ويعتبر أن فكرة الزمن تصلح لفتح صفحة جديدة في الثقافة العالمية .
عسى ولعل ....وربما
5 / 7 / 2023
....
....

الزمن بين الحركة والسكون ؟

بالكاد وفي حالات نادرة واستثنائية بالفعل ، تتجاوز كتابتي أيضا ، حدي الغفلة أو الخداع . وقبل سنة 2018 كان تحقيق ذلك من باب المستحيل .
الغفلة موقف أولي ومشترك : لا مهارة في اللاوعي .
الخداع موقف ثانوي ، لكنه دوغمائي بطبيعته : لا مهارة في اللاوعي .
من يعرف ، لا يكذب ولا يخدع .
لا يمكنه ، ولا يستطيع ذلك سوى بحالة الهيجان الشديد وفقدان الوعي .
من يعرف لا يتكلم كثيرا .
....
توجد مغالطة ثابتة ، ومشتركة ، في مختلف الكتب التي قرأتها وموضوعها الزمن أو تتمحور حول الزمن ، ويبدو أنها ستستمر ...طويلا للأسف ؟!
يصير الحدث رباعي البعد ، بعد إضافة الزمن للإحداثية ثلاثية البعد ، ولكن بالوضع الحالي هو ناقص ويحتاج للتكملة إلى خماسي البعد . وهذا محور الظاهرة الخامسة ، الحدث أو الكون خماسي البعد وليس رباعيا فقط .
تنتج المغالطة عن الموقف التقليدي ، الذي يعتبر أن الحركة التي تحدث في الواقع والكون مفردة ، وبسيطة ، ووحيدة .
الحقيقة أن للحركة ثلاثة أنواع مختلفة ، ومنفصلة غالبا :
1 _ حركة المكان ، أو الحركة التي تحدث في المكان ، هي خطية بالفعل . وتحدث في الحاضر فقط ، بين نقطتين أو اكثر .
2 _ حركة الحياة ، أو الحركة الموضوعية للحياة ، هي حركة شاملة ، وكلية ومنفصلة بالكامل عن الوعي والشعور وتتمثل بالتقدم في العمر ( وتختلف بشكل جذري عن الحركة الذاتية ، الاعتباطية بطبيعتها ) .
وفي اتجاه ثابت : من الداخل إلى الخارج ، أو من الماضي للمستقبل ، وعبر الحاضر بالطبع .
3 _ حركة الزمن والوقت ، أو الحركة التعاقبية للزمن ، وهي شاملة وكلية ، وتحدث من الخارج والمستقبل إلى الداخل والماضي ، وعبر الحاضر .
( الحركتان التعاقبيتان للحياة والزمن تتساويان بالقيمة والسرعة ، وتتعاكسان بالإشارة والاتجاه بطبيعتهما ) .
بعد فهم الحركات الثلاثة ، يتكشف أفق جديد بالكامل ... لكن وللأسف ما تزال هذه الأفكار الجديدة خارج مجال الاهتمام الثقافي ، في العلم والفلسفة أيضا .
1
ما هو الزمن ؟
الجواب الصحيح ، الوحيد ، لا أعرف .
....
ويمكن الإضافة ، حتى اليوم الحالي 4 / 7 / 2023 لا أحد يعرف .
2
ماذا إذن عن مواقف ، أو مزاعم ، اينشتاين وستيفن هوكينغ وغيرهما ؟
هي تعميمات ذاتية ، لا أكثر .
تشبه الموقف من العلاقة بين الأرض والشمس ، قبل خمسمئة سنة ، حين كان الجميع يعتقد ويشعر ويؤمن بيقين ، أن الأرض ثابتة ومسطحة وحولها تدور الشمس والقمر والنجوم .
3
خلال قراءتك الآن ، تعرف _ين عن الزمن ( معرفة حقيقية ) أكثر من ستيفن هوكينغ واينشتاين وهايدغر وبرتراند رسل ، وغيرهم بلا استثناء .
هم كانوا يعتقدون ، ويشعرون ، بأنهم يعرفون حقيقة الزمن النسبية والتي تختلف بين مراقب وآخر !
أنت وأنا الآن في موقف القديس أوغستين : لا نعرف ما هو الزمن . ولكننا نعرف أننا لا نعرف ، وهذه المرحلة الثانية في المعرفة العلمية والحقيقية .
المرحلة السابقة أو الأولية ، لا مهارة في اللاوعي ، لا يعرف المرء أنه يجهل الموضوع أو الفكرة أو الشيء الجديد على الاهتمام والوعي خاصة .
المرحلة الثانية ، التي بلغها الكاتب والقارئ _ة بفضل الحوار ، وهي تكملة منطقية لموقف أوغستين : نحن نعرف أننا لا نعرف ما هو الزمن ، ولكننا بدأنا بالمرحلة الثالثة : مهارة في الوعي .
هذه المرحلة تشبه بداية تعلم لغة جديدة ، أو أي مهارة جديدة بالفعل .
مرحلة الخبرة ، والرابعة في المعرفة العلمية أو التجريبية ، مهارة في اللاوعي .
4
مراحل التعلم والمعرفة وبتكثيف شديد ، بدلالة البرمجة اللغوية العصبية :
1 _ المرحلة 1 : لا مهارة في اللاوعي .
2 _ المرحلة 2 : لا مهارة في الوعي ( معرفة أننا لا نعرف ) .
3 _ المرحلة 3 : مهارة في الوعي .
4 _ مهارة في اللاوعي . ( مرحلة الخبرة ) .
....
كان ستيفن هوكينغ كمثال يشعر ، ويعتقد أنه يعرف ( بشكل صحيح ويقيني ) أن سهم الزمن يبدأ من الماضي إلى المستقبل ، وعبر الحاضر .
( ذلك واضح في كتابه الشهير : تاريخ موجز للزمن ، ويشاركه في ذلك الاعتقاد الخاطئ اينشتاين وغالبية علماء الفيزياء حتى اليوم 4 / 7 / 23 ..)
5
لا نعرف إذا كان الزمن حركة ( طاقة ) ، أم فكرة ( لغة وثقافة ) ، ويوجد احتمال ثالث ( مجهول بالكامل حاليا ، وربما يستمر جهلنا لوقت طويل ) وقد يكتشف بأي يوم ولحظة ؟
يوجد احتمال رابع أيضا ، قريب جدا من الثالث ، ... ربما تبقى طبيعة الزمن ، ومكوناته وحدوده ، وبدايته ونهايته وغيرها مجهولة ، ... بعد ألف سنة وأكثر !
6
لكن ولحسن الحظ ، يمكننا حاليا تمييز ثلاثة أنواع من الحركة للزمن ( كما تعتبر الفيزياء الحديثة ) :
1 _ الزمن الحقيقي ، ينطلق من الماضي إلى المستقبل .
2 _ الزمن التخيلي ، يعاكس الحقيقي من المستقبل إلى الماضي .
3 _ الزمن التسلسلي ، أو التزامني ، وهو يحدث في الحاضر فقط .
هذا الموقف العلمي ، الحالي ، لكن يجب تبديل الزمن الحقيقي بالزائف .
حركة مرور الزمن ، أو انقضائه إن لم يكن سوى فكرة ( وبكافة الاحتمالات كما اعتقد ) ، تبدأ من المستقبل إلى الماضي وليس العكس .
البرهان الحاسم ، ( والأكيد ) ، على مصداقية هذه الفكرة ظاهرة العمر الفردي أو " الظاهرة الأولى " : يولد الفرد في العمر صفر وبقية العمر الكاملة ، ويموت بالعكس تماما ، في العمر الكامل ومع بقية العمر التي تناقصت إلى الصفر .
الظاهرة الأولى لها تفسير منطقي ووحيد ، الحياة والزمن يتحركان في اتجاهين متعاكسين دوما بنفس السرعة ، ولكن باتجاهين متعاكسين :
حركة الحياة ، تتمثل بتقدم العمر الفردي : من الماضي إلى المستقبل .
حركة الزمن ، تتمثل بتناقص بقية العمر : من المستقبل إلى الماضي .
ناقشت الظواهر الستة ، عبر نصوص عديدة ومنشورة على الحوار المتمدن ، وخاصة الظاهرة الأولى ، والثانية ( حقيقة اليوم الحالي ) ، والثالثة ( أصل الفرد ) .
وبصورة عامة ، ناقشت الظواهر الستة بشكل منطقي وتجريبي ، عبر نصوص ومخطوطات سابقة ومنشورة .
....
مع أن التصنيف الثنائي ضرورة ، ويتعذر الاستغناء عنه ، فهو يمثل المشكلة المعرفية المزمنة والمشتركة في الثقافة العالمية ، وفي العلم والفلسفة أيضا .
ثنائية الحركة والسكون ، مثل غيرها ، فكرة متخيلة ومضللة .
....
ملحقات وهوامش....
ما هي العلاقة ( الحقيقية ) بين الحياة والزمن ؟!

ملاحظة 1
لا توجد في العربية كتابة ، أو غيرها ، تناقش علاقة الحياة والزمن .
بعبارة ثانية :
لا يوجد كتاب في العربية ، أو نص ، أو حتى عبارة ( الحياة والزمن ) مع عدة كلمات توضح موقف الكاتب _ة من هذه المشكلة التي تعالجها النظرية ، وتتمحور حولها بالفعل .
ملاحظة 2
لا توجد في أغلب لغات العالم الكبرى ، مثل الإنكليزية والفرنسية والألمانية وغيرها ، كتب أو نصوص تعالج مشكلة العلاقة بين الحياة والزمن .
والاستثناء ، الشاذ ، كتابات هنري برغسون .
أقصد بالشذوذ الترجمة العربية لكتابة برغسون ، حول العلاقة بين الحياة والزمن ، وحول مشكلة الزمن بشكل خاص .
ملاحظة 3
في البداية كان الموقف الثقافي ، العالمي ، من الزمن صحيحا ومنطقيا .
الدليل العلمي ، الحاسم والنهائي ، يتمثل بالساعات الرملية .
ساعة الرمل ، على خلاف الساعات الحديثة ، تقيس سرعة مرور الزمن ( او سرعة انقضاء الزمن أو الوقت ) .
مثال اليوم الحالي ، واليوم المماثل بالنسبة للقارئ _ة نفس الشيء بعد سحبه وتزمينه بشكل مناسب : 7 / 7 / 2023 مزدوج بين الحياة والزمن ...
حركة الحياة جاءت من الماضي والأمس ( من 6 / 7 / 2023 وقبله حتى الأزل ) ، إلى اليوم الحالي .
وبالعكس تماما حركة الزمن جاءت من المستقبل والغد ( من يوم 8 / 7 / 2023 وأو من بعده حتى الأبد ) ، إلى اليوم لحالي .
هذه الفكرة ، الخبرة ، المحورية في النظرية الجديدة .
بدون فهم هذه الفكرة ، يتعذر فهم العلاقة بين الحياة والزمن ، أو فهم الحاضر أو الواقع وغيره .
المثال الأبرز ، والمزدوج ، ستيفن هوكينغ واينشتاين :
لا يتعدى فهم الاثنان للزمن ، وللعلاقة بين الحياة والزمن خاصة ، حدي الغفلة أو الخداع .
( ومثلهم غالبية البشر ، بلا استثناء ) .
نيوتن أصل المشكلة ، أهمل العلاقة الحقيقية ، الظاهرة والمباشرة ، بين الحياة والزمن . واستبدلها بالعلاقة المبهمة ، والغامضة بطبيعتها ، بين الزمن والمكان !
ثم زاود عليه اينشتاين ( المزاودة خطوة بعد الكذب ) ، وهي منجز الثقافة العربية الوحيد ربما ، خلال ثلاثة قرون السابقة .
بكلمات أخرى ،
لو سألت أي شخصية في العالم ، هذا السؤال البسيط :
ما هي العلاقة بين الحياة والزمن ؟
الجواب الصحيح ، الوحيد ، لا أعرف .
عدا ذلك ، لا يتعدى حدي الغفلة أو الخداع .
مارتن هايدغر أو غاستون باشلار ، وغيرهم بلا استثناء ، لم يكونوا منتبهين للأسئلة الجديدة والتي تناقشها النظرية الجديدة .
2
ما هي النظرية الجديدة ؟
النظرية الجديدة هي بالتعريف ، الكتابات والحوارات ( مخطوطات أو نصوص متفرقة ) المنشورة حول مشكلة الزمن ، بعد سنة 2018 .
3
هل يوجد أمل في نشر النظرية الجديدة ، في كتاب خاص ؟
لا أعرف ،
أي دار نشر ، أو مركز أو مجلة أو غيرها ، تتفضل بنشر النظرية الجديدة أو أحد مخطوطاتها ( صارت خمسة ، ومنشورة على الحوار المتمدن ) ستكون لها كامل الحقوق في المستقبل .
4
هل يمكن تعريف ، أو تحديد ، النظرية الجديدة أكثر ؟
نعم ، تتمحور النظرية الجديدة حول بعض الظواهر الأساسية ، والمشتركة بين جميع اللغات الكبرى ، وهي حتى الآن ستة أو عشرة ...
الظاهرة الأولى ، تتمثل بالعمر الفردي :
يولد الفرد ، الإنساني وغيره ، في العمر صفر وبقية العمر الكاملة . ويموت بالعكس ، في العمر الكامل وبقية العمر التي تناقصت إلى الصفر .
الظاهرة الثانية ، تتمثل بطبيعة اليوم الحالي :
يوجد اليوم الحالي في الحاضر بالنسبة للأحياء ، وفي الماضي بالنسبة لمن لم يولدوا بعد ، وفي المستقبل بالنسبة للموتى . كما توجد حالتان ، بالنسبة لمن سيولدون هذا اليوم ، أيضا لمن سيموتون هذا اليوم .
الظاهرة الثالثة ، تتمثل بأصل الفرد :
( أدعو القارئ _ة للتفكير بقرن قبل ولادته ) .
والظاهرة السادسة أو العاشرة :
يولد الانسان في الحاضر ، ويعيش عمره كله في الحاضر ، والسؤال كيف ومن أين يدخل الماضي والمستقبل إلى العمر ؟
الجواب ، يتشابه مع الظاهرة الثانية :
عمر أي شخص يعيش على هذا الكوكب ، يوجد بنفس الوقت في الماضي والحاضر والمستقبل .
بالنسبة للأحياء ، يكون عمرك وعمري في الحاضر طبعا .
بالنسبة لمن سيولدون بعد هذا القرن _ وحتى الأبد : سيكون عمرك وعمري في الماضي بالكامل .
بالنسبة لمن ماتوا قبل القرن العشرين ، عمرك وعمري في المستقبل .
5
أعتقد أن القارئ _ة فوق متوسط درجة الذكاء أو الحساسية ، يفهم النظرية الجديدة وبسهولة ( نسبيا ) ، من خلال هذا النص وحده .
آمل وأرجو ...
أن يكون المثقف _ة في العربية ، ذلك الصنف النادر ، الذي كان موجودا ( بالقوة وبالفعل ) خلال طفولتي وشبابي ... لم ينقرض بعد !
مخطوطات النظرية الجديدة تنتظر الناشر _ ة المناسب _ة .
6
فكرة الزمن تشبه فكرة الله ، أو فكرة الإرادة الحرة والجدلية حولها .
....
نشأت الثقافات والدول والمحاكم ، القديمة ، على هامش ( فوق أو تحت أو بين ) الجدلية ، الدموية ، بين الانسان المسير أم المخير ؟!
لا أحد يتسامح مع ، تبرير الغش أو التقصير أو الكذب وغيرها ، واعتبارها خارج مسؤولية الخصم والشريك .
( هذه الفكرة الأقرب ، لفكرة الزمن أو الوقت ) .
نشأ الحل التطوري ، أو الثقافي واللغوي ، على المستوى العالمي أولا .
( لنتذكر ساعة الرمل ، تمثل لغة عالمية فوق بقية اللغات وتتضمنها ) .
كان الموقف الثقافي العالمي ، حينها ، صحيحا ومناسبا من العلاقة بين الحياة والزمن أو الوقت .
....
ملحق هام ، وضروي ، كما أعتقد لفهم النظرية الجديدة واختلافها عن الموقف الثقافي العالمي السائد ( والمشترك ) ...
مبدأ الهوية بالمنطق الصوري : أ = أ .
هذا الموقف المشترك إلى اليوم ، في الثقافة العالمية الحالية .
حيث يفترض أن فترة في الماضي ، يوم الأمس مثلا ، أو الساعة السابقة وغيرها ...بسيطة ومفردة ( وعليها تقوم خرافة السفر في الزمن ) .
بينما الماضي ، أو يوم الأمس مثلا ، هو ثلاثي البعد والمكونات بطبيعته :
1 _ الاتجاه ، والحركة ، على محور الزمن : من المستقبل إلى الماضي .
2 _ الاتجاه والحركة على محور الحياة : من الماضي إلى المستقبل .
3 _ الاتجاه والحركة على محور المكان : من الحاضر 1 إلى الحاضر 2 ، ...إلى الحاضر ( س ) .
....
يتكشف قصور ، وعقم ، المنطق الصوري _ الأحادي _ أو المفرد والبسيط ( الزائف بطبيعته ) .
الفترة السابقة _ أو الحالة أو المرحلة ، أو الماضي _ ثلاثية البعد والطبقات والمكونات في الحد الأدنى : حياة وزمن ومكان .
( المنطق الفردي أو الصوري أو الأحادي ، مشكلتنا المشتركة في العلم والفلسفة وفي الثقافة العامة السائدة ، والمشتركة على مستوى العالم ) .
....
....

الفصل الثاني _ المخطوط الجديد
تغيير الموقف العقلي للقارئ _ة ...مشكلة الثقافة الأساسية

1
لنتخيل أنفسنا ، القارئ _ة والكاتب ، نعيش بعصر غاليلي وكوبرنيكوس ...
عندما أعلن غاليلي موقفه المؤيد لنظرية كوبرنيكوس ، وأن الأرض هي التي تدور حول الشمس ، على النقيض من الموقف المشترك والموروث ؟
لنتخيل أنفسنا في ذلك التوقيت ، بنفس الوضع الحالي ، وبنفس العقلية التي نحملها اليوم ونفكر ونشعر من خلالها .
السؤال ، هل كنا لنوافق غاليلي بالفعل ، أم بالعكس ؟
لا أعتقد أن الجواب يحتاج إلى وقت زائد للتفكير ، لأن القارئ _ة الذي قرأ الظواهر الستة بجدية ، واهتمام ، سوف يكون أمام أحد احتمالين :
1 _ فهمها . 2 _ لم يفهمها .
إذا فهمها ، ولا يتقبل الأفكار الجديدة ، تلك حالة تتجاوز المنطق .
إذا فهمها ، بشكل بديهي سيعرف ويتفهم ، أنها تمثل الواقع ( الحقيقي ) أكثر من الموقف الثقافي العالمي ، وتتضمنه بالفعل .
لنتذكر أيضا ، أن النظرية ( الأسبق ) نظرية بطليموس كانت تتوافق مع المشاهدة والحس والمشترك .
2
يتجنب العلم ، ومعه الفلسفة والثقافة العالمية السائدة ، إلى اليوم 10 / 7 / 2023 دراسة الحركات التي تحدث في الزمن فقط ، أيضا الحركة الموضوعية للحياة ، ويهملها بشكل شبه كامل !
كتب نعوم تشومسكي ، فكرة تعبر عن موقفه من الثقافة العلمية ، وتوضح الموقف الانتقائي للمشكلات السهلة والمثيرة للإعلام والجمهور ، وتجاهل المشكلات الحقيقية المعقدة _ والمتعبة للعقل والتفكير _ بطبيعتها :
يبحث العلم تحت عمود الإنارة عن الأشياء المجهولة ، والمفقودة حاليا ، مع أنها ضاعت بالفعل ، في الجانب الآخر والمظلم من المكان .
وأعتقد أن هذا الموقف هو الذي تصطدم به النظرية الجديدة ، كل يوم .
....
في اللحظة التي يفهم القارئ _ة أن اتجاه حركة مرور الزمن ، أو اتجاه حركة انقضاء الزمن ، على النقيض من الموقف الثقافي العالمي السائد ، والمشترك ، وتبدأ من المستقبل إلى الماضي وهي تعاكس الحركة الموضوعية للحياة . بتلك اللحظة يتغير الموقف العقلي بمرونة ، كما اعتقد ، وهي تشبه التغير السابق للموقف العقلي من الحالة التقليدية ( الشمس تدور حول الأرض ، ومعها القمر والنجوم ) إلى الحالة الثقافية ( الجديدة ) ، حيث أن الأرض هي التي تدور حول الشمس ، وحول نفسها .
....
عملية فهم ، وتفهم ، أن المستقبل بداية حقيقية أيضا ( ثابتة ) للزمن ، تغير الموقف العقلي ( التقليدي ) للعلماء الفلاسفة وغيرهم ، وتفتح أفق التفكير الجديد، والذي ينسجم مع الملاحظة والخبرة والمنطق ، وتؤيده الظواهر الستة كدليل حاسم ، منطقي وتجريبي معا .
ربما تتأخر عملية فهم ، وتقبل ، هذه الأفكار المغايرة والمخالفة للسائد والمألوف بالكامل ....
لكنني أعتقد وبثقة أن المستقبل ، والأجيال القادمة ستصحح الموقف .
عملية بسيطة ، تتمثل بالمقارنة بين ثلاثة مواليد ( تفصل بينهم مدة قرن ) : مواليد هذه السنة 2023 ، وقبلهم 1923 ، وبعدهم 1123 ...أعتقد أنها توضح ، مع بعض الاهتمام والتفكير ، أن الحياة والزمن نقيضان ، وليسا في حالة انسجام أو تطابق أو توافق كما يزعم الموقف الثقافي العالمي الحالي . إنه موقف خطأ ، ومن واجب الفلسفة والعلم خاصة ، نقد وتفنيد النظرية الجديدة أو قراءتها بشكل منطقي وهادئ _ وهو أضعف الايمان معرفيا وأخلاقيا ؟!
....
ملحق 1
المسافة ، أو الحركة ، ثلاثة أنواع :
1 _ المسافة ، أو الحركة ، في المكان .
2 _ المسافة ، أو الحركة ، في الزمن .
3 _ المسافة ، أو الحركة ، في الحياة .
للأسف ما تزال المسافات ، والحركات أيضا ، الثلاثة مجهولة في الثقافة العالمية الحالية .
والأكثر مدعاة للأسف ، والخيبة ، أنها خارج الاهتمام الثقافي بالكامل .
وربما تبقى طويلا ، في مجال المسكوت عنه وغير المفكر فيه ... وربما هي في مجال غير المرغوب فيه !؟
بكل الأحوال ، الفرق النوعي بين المسافات ، أو الحركات ، الثلاثة يتمثل بقابلية العكس ، وتغيير الاتجاه بسهولة في الحركات المكانية .
بينما حركة الزمن ، أو حركة الحياة ، هما بحالة لا عكوسية مطلقة .
الغريب في الأمر ، أن هذه الفكرة ( الخبرة ) معروفة ومتفق عليها منذ عشرات القرون . ( الدليل على ذلك أحجيات زينون ) .
ولكنها ما تزال ، خارج مجال الاهتمام في العلم والفلسفة ....
ولا أحد يعرف لماذا أو لمصلحة من !؟
ملحق 2
الفرق بين المسافات الثلاثة ، مسافة المكان بين نقطيتين وهي في الحاضر دوما ، بينما مسافة الزمن ، وعكسها الحياة تماما ، هي بين مرحلتين ( لحظتين ) مثل المسافة بين لحظة الولادة ولحظة الموت ؟ هي مزدوجة ( عكسية ) بطبيعتها ، بين الزمن والحياة :
تتوضح المسافة الزمنية ، وتتكشف بالكامل ، عبر المقارنة مع المسافة الحياتية .
المثال النموذجي : العمر الحالي ( عمر القارئ _ة ) :
المسافة بين لحظة ولادتك ، وبين اللحظة الحالية ( خلال القراءة ) ، تمثل مسافة الحياة او سهم الحياة ، وهو أو هي من الماضي إلى المستقبل . ( وتتمثل بعملية التقدم بالعمر ، والعمر الحالي أو الكامل ) والعكس بالنسبة لسهم الزمن ، أو مسافة الزمن ، فهي تبدأ من بقية العمر الكاملة ، وهي تأتي من المستقبل بشكل واضح ( وتجريبي ) . وتتمثل بتناقص بقية العمر من العمر الكامل ( أو بقية لعمر الكاملة ، لكن باتجاه معاكس ) إلى الصفر .
ناقشت هذه الفكرة بشكل تفصيلي ، وموسع ، عبر نصوص سابقة ومنشورة ويمكن لمن يهمه الأمر الاطلاع عليها بسهولة بمساعدة غوغل .
....
بعدما نتعرف على فكرة جديدة بالفعل ، عن الموضوع ، أو الشيء ... أو الفرد ، تتكشف نواقص وعيوب معرفتنا السابقة .
وننتقل بالفعل ، إلى المرحلة المعرفية الثانية في التعلم ، والمعرفة العلمية خاصة " لا مهارة في الوعي " .
قبل ذلك نكون ( الكاتب _ة والقارئ _ ة ) في المرحلة الأولية ، المشتركة ، والبدائية " لا مهارة في اللاوعي " .
في المستوى البدائي ، أو الأولي ، لا نعرف ما نجهله .
مثال مباشر ، فكرت فيه واختبرته لكي أفهم المراحل الأربعة للتعلم ، بحسب البرمجة اللغوية العصبية :
بالنسبة لغالبية البشر قيادة الطائرة تكون في المرحلة الأولية " لا مهارة في اللاوعي " ، لا يدرك المرء أن شيئا من المعرفة ينقصه بالفعل ... ومثلها بقية المهارات الجديدة ، كتعلم السباحة ، أو لغة جديدة وغيرها .
فقط ، بعدما نحتاج لتعلم تلك المهارة ، المحددة ، ننتقل بالفعل إلى المستوى الثاني في المعرفة " لا مهارة في الوعي " ، وبعدها " مهارة في الوعي " في المرحلة الثالثة ، بينما نكون سابقا ( الجميع وبلا استثناء ) في المرحلة البدائية " لا مهارة في اللاوعي " ، وهنا تتكشف أهمية ، وعمق ، عبارة سقراط :
أنا لا أعرف .
هذه الفكرة ، الخبرة ، تساعد بشكل متميز على فهم مشكلة الزمن ، والحاضر خاصة . أيضا تساعد على فهم فكرة ، وخبرة ، الفرق بين أنواع المسافة الثلاثة : 1 _ مسافة المكان بين نقطتين . 2 _ مسافة الزمن بين فترتين أو مدتين . 3 _ مسافة الحياة بين مرحلتين .
غاية المناقشة أن يتمكن القارئ _ة من فهم العلاقة بين الحياة والزمن ، أو بين مسافتي الحياة والزمن كخط مزدوج ، أو أوتوستراد بين مدينتين ، أو بين نقطتين . العلاقة بين الزمن والحياة تتمثل ، بشكل منطقي وتجريبي ، بالمعادلة الصفرية من الدرجة الأولى :
الحياة + الزمن = 0 .
س + ع = 0 .
أكرر هذه الفكرة بصيغ متعددة ، نظرا لأهميتها البالغة كما أعتقد .
....
....
الفصل 3

الموقف العلمي ، من الزمن خاصة ، سنة 2525 كمثال ؟!

الفكر العلمي جديد بطبيعته ، بمعنى أنه ينسجم ، ويتوافق بالكامل مع أي اكتشاف علمي ( منطقي وتجريبي معا ) ، هذا بالإضافة إلى شروط مسبقة متعددة منها قابلية التكذيب ( أو الاختبار ) ، مع قابلية التعميم وبلا استثناء .
1
من كتاب " الزمن " تأليف روديغر سافرانسكي وترجمة د عصام سليمان :
( لكل شيء زمنه الخاص المحدد زمكانيا بحسب تموضعه في المكان ، وبحسب حركته " قياسا بحركات أخرى " . ينقضي الزمن في كل نقطة من الكون على نحو مختلف ، أسرع أو أبطأ ، مقارنة بنقاط أخرى ، وتبعا للحركة الخاصة والقرب من الكتل الثقيلة .
وبهذا يكون الزمن المطلق قد انحل كليا .
لا يوجد مقياس مطلق لكل الأحداث ، يمكن فقط مقارنة الأزمنة المختلفة ، أي مقارنة المدد المعنية بعضها ببعض ، فالثانية هنا ليست هي نفس الثانية هناك . إلا أننا ، على الصعيد العملي اليومي ، ما نزال نستخدم أيضا زمن نيوتن المطلق من غير أن نلحظ ذلك ، لأن اختلافات المدد الزمنية التي تنتج وفقا لحسابات اينشتاين هي في الحدود الدنيا جدا .
لكنها تلعب دورا في الأنظمة التقنية ، كما في جهاز الملاحة ، وفي التواصل الإلكتروني عموما ، ويتعين حسابها .
من هذه الناحية ، نحن نعيش يوميا في عالم تقني لا يقوم بعمله إلا لأن قواعد النظرية النسبية الخاصة والعامة تؤخذ في الاعتبار ) .
انتهى الاقتباس .
أرجو من القارئ _ة التفكير مليا بالفكرة الأساسية للنص المقتطف :
1 _ فكرة أن " الزمن نسبي ، وتختلف الثانية هنا عن الثانية هناك " ليست مجرد فكرة أو نظرية ، بل هي تمثل اليوم أحد قوانين العلم الأساسية .
وبكلمات أخرى ، الزمن نسبي : هذه حقيقة موضوعية ، ومن الحماقة إنكارها . وربما من الحماقة نقدها أيضا !
2 _ فكرة مضمرة ، وأكثر خطورة ، وهي سائدة في الوسطين الثقافي والعلمي ( العربي _ والعالمي ربما ) لا السوري فقط تتلخص ، بأن موقف اينشتاين من الزمن ، يجسد الموقف العلمي الحالي ، ويتضمن مواقف نيوتن وغيره والعلماء والمفكرين من مشكلة الزمن وبلا استثناء .
سوف أناقش الفكرتين بشكل تفصيلي وموسع ، عبر حلقات متسلسلة ، آمل وأرجو أن تفتح مجالا لحوار عقلاني ومنطقي بفكرة الزمن .
....
قبل البدء بمناقشة تفاصيل الفكرتين ، أرغب بتوضيح الغاية من هذا النص :
1 _ محاولة فهم ، موقف الكاتب والمترجم والمثقف العام ( السوري أو الألماني وغيرهما ) من قضية الزمن ، وهل يتجاوزني فهمهما ، الذي يختلف عن فهمي بشكل واضح ودقيق ، وموضوعي ؟
2 _ الأهم بالنسبة لي شخصيا فهم الإدعاء ، الذي تقوم عليه الفكرة :
مساهمة فكرة الزمن النسبي ، الذي يتغير بين مراقب وآخر ، في " الأنظمة التقنية والتواصل الألكتروني ، وغيرها من العبارات الفخمة والمتعالية " ...
وهي تتكرر في الثقافة العالمية ، بمختلف ثقافاتها ولغاتها بشكل ميكانيكي .
وأرجو الرد والمساعدة في الشرح ممن يفهمون ذلك ، ويمكنهم تقديم دليل علمي ( منطقي أو تجريبي ) ويمكن فهمه ( للقارئ _ة المهتم بالفعل ) .
مع أنني وبصراحة أعتقد أنها إنشاءات لغوية ، أو عبارات جوفاء ، وبلا أي معنى حقيقي وملموس .
سبب رفضي لهذه الأفكار ، السائدة في الثقافة العالمية منذ أكثر من قرن ، يستند على بعض الملاحظات المنطقية :
طبيعة الزمن ، والحاضر ، مجهولة .
الواقع مجهول أيضا طبيعته وحركته ، إلى اليوم ؟!
....
كيف سيكون الموقف من مشكلة الزمن بعد أكثر من خمسمئة سنة ، سنة 3023 مثلا ؟!

مثال 1 تفسير فرويد للدافع الجنسي ، بالمقارنة مع أريك فروم :
يرغب الشاب لاشعوريا في الاتحاد الجنسي مع أمه ، أو مضاجعتها . وبالعكس بالنسبة للفتاة ، والتي ترغب بالاتحاد الجنسي مع أبيها .
قارئ _ة التحليل النفسي ، يعرف بعض تفسيرات فرويد المثيرة ، والتي يصعب نسيانها .
لكن ، وبعد قراءة تفسير أريك فروم لنفس الحادثة ، يتغير الفهم والموقف غالبا ...
يعتبر أريك فروم ، أن الدافع الجنسي يغير موضوعه بسهولة وسرعة ، وهذا الخطأ الأول لفرويد الذي كان يعتبر أن الدافع الجنسي يبقى ثابتا ، ويتثبت ، على أحد الأبوين بصورة عامة وبشكل لاشعوري .
لكن الخطأ الثاني برأي أريك فروم ، المنطقي والأكثر وضوحا ، أن الدافع الجنسي يمثل أحد أسباب ابتعاد الابن عن الأم ( على النقيض من تفسير فرويد ) ، والاتجاه نحو امرأة أخرى يمكنه الاتحاد الجنسي معها ( مضاجعتها ) . أيضا بالنسبة للبنت ، التي تدفعها قوة الرغبات الجنسية إلى شاب غريب ، يمكنها مضاجعته ( أو الاتحاد الجنسي معه ) .
أدعو القارئ _ة للمقارنة بهدوء بين التفسيرين :
التفسير الأول المنطقي والصحيح ، والعلمي كما أعتقد ، يمثله أريك فروم .
والتفسير الثاني غير المنطقي ، والشاذ بالفعل يمثله فرويد .
يشرح أريك فروم ، بأنه توجد حالات نادرة بالفعل ، لمريض _ ة درجة شذوذهما في الحد الأقصى ، ويشتهيان بالفعل مضاجعة الأب أو الأم .
بالرغم من توافق تفسير أريك فروم ، مع الملاحظة والمنطق والواقع يفضل الغالبية تفسير فرويد إلى اليوم !
والسبب المنطقي لأنه مريح من الجهتين ، ويتلائم مع العقل الخرافي للقارئ _ة . والسبب الثاني ، معرفة أغلب الكتاب لتفضيل القراء لأفكار السحر والشعوذة على المنطق والحقيقة .
( مترجمو _ ات فرويد وأريك فروم أيضا ، كثر . ولهم الشكر الجزيل ، واعتذر عن صعوبة تذكر كل الأسماء ) .
مثال 2 تفسير اينشتاين لتجربة ألبرت ميكلسون وأدوار مورلي سنة 1887 ، والتي تبين أن سرعة الضوء واحدة في جميع حالات القياس . سواء في اتجاه سرعة الأرض ، أو بعكسها ، وبصرف النظر عن سرعة المركبة التي يقف عليها الراصدون .
التفسير الشعبي ، سهل وبسيط ولذيذ ( مثير ، أو يتوافق مع الرغبة ) . بينما التفسير العلمي بالعكس ، صعب ، ويحتاج غالبا إلى تغيير الموقف العقلي للقارئ _ة أو المجرب نفسه .
فسر اينشتاين نتيجة تلك التجربة ( الشهيرة في الفيزياء ) بموقفه المعروف من الزمن ، حيث تختلف المدة الزمنية ( الثانية تتغير بين مراقب وآخر ) نفسها بحسب السرعة ، أيضا بدرجة قربها من الأجرام الكبيرة !
الثانية ( وأي مدة أخرى ) عندما تكون السرعة بعكس حركة الضوء ، تكون عديمة القيمة وتساوي الصفر . وبالعكس تماما ، الثانية نفسها تصير لا نهائية عندما تتوافق مع سرعة الضوء وتكون بنفس السرعة والاتجاه .
نعم ، تفسير أينشتاين بالضبط :
الزمن يتباطئ أو يتسارع ، بحسب السرعة .
ولا يوجد شيء اسمه الزمن ( الموضوعي ) ، أو المطلق .
....
التفسير الصحيح ، كما أعتقد :
توجد ثلاثة أنواع للزمن ، أو لحركة الزمن :
1 _ الزمن الحقيقي .
2 _ الزمن التخيلي ( يتطابق مع الحقيقي ، لكن بعكس السرعة والاتجاه ) .
3 _ زمن الحركة .
....
قد يكون من المناسب أكثر ، تبديل المصطلحات السابقة ب :
1 _ الحركة التعاقبية للزمن ، وهي تبدأ من المستقبل إلى الماضي عبر الحاضر ، وتتمثل بتناقص بقية العمر بداية من بقية العمر الكاملة لحظة الولادة إلى بقية العمر التي تناقصت للصفر لحظة الموت .
2 _ الحركة التعاقبية للحياة ، وهي بعكس حركة الزمن ، تبدأ من الماضي إلى المستقبل عبر الحاضر ، وتتمثل بزيادة العمر من الصفر لحظة الولادة إلى العمر الكامل لحظة الموت .
( الحركتان السابقتان ، لا يمكن ملاحظتهما بشكل مباشر ، لكن يمكن استنتاجهما بسهولة ، وبشكل دقيق وموضوعي ) .
3 _ الحركة الأفقية ، أو الذاتية أو السطحية ، أو التزامنية وهي تحدث عبر الحاضر دوما .
وهذا النوع الأخير من الحركة ، الذي تدرسه الفيزياء بشكل دقيق وموضوعي ( أو منطقي وتجريبي ) بشكل علمي ويقارب الكمال .
الحركات الثلاثة ، تحدث عبر ثلاثة أنواع للمسافة :
1 _ المسافة المكانية وهي المعروفة للجميع وتقاس بالمتر .
( الحركة الأفقية ، في الحاضر ، تمثل المسافة المكانية )
2 _ مسافة الزمن ، وتتمثل بحركة تناقص بقية العمر إلى الصفر .
( لا نعرف هذه المسافة : نوعها وطبيعتها وحدودها !؟ وهي مهملة في الثقافة العالمية الحالية ) .
3 _ مسافة الحياة ، وتتمثل بحركة العمر المتزايدة إلى العمر الكامل .
( مسافة الحياة ومسافة الزمن ، تتساويان بالقيمة المطلقة وتتعاكسان بالإشارة والاتجاه . وأعتقد ان من المناسب ، اعتبارهما حركة واحدة لكن مزدوجة أو ثنائية الاتجاه بين الماضي والمستقبل ) .
.....
....
الفصل الرابع

حل مفارقة زينون
( الحل العلمي المنطقي ، والتجريبي أيضا كما أعتقد )

استهلال
أعتذر عن تكرار بعض الأفكار ، والأمثلة ، وقد تكون مملة للقارئ _ة المتابع ، لكنها ضرورية كما اعتقد للفهم ، ولتجنب سوء القراءة والتفسير .
....
في مختلف الكتب التي تدور حول الزمن ، أو موضوعها المشترك هو الزمن ( أو مشكلة الزمن ، والحاضر ، بتعبير أكثر دقة وموضوعية ) ، توجد بعض الأفكار والأحداث المشتركة ، لعل أبرزها أحجيات زينون .
1
أدرك زينون مشكلة الزمن والواقع ، والحاضر أو العلاقة الحقيقية بين الحياة والزمن أو الوقت . وقبل القديس أوغستين بعدة قرون .
لكن باستثناء عبارة " لا أعرف " الجميلة والمهمة جدا ، التي تركها لنا الاثنان _ والصالحة اليوم وغدا وبعد ألف سنة _ لا تتوافر مراجع أو دراسات بالعربية ، حول فهم زينون للمشكلة .
أغلب الظن ، وهذا شكل من التفكير بصوت مرتفع ، كان الاثنان يحملان نفس الموقف العقلي ( المشترك ) والمستمر إلى اليوم ، والذي يتلخص بفكرة التمدد الكوني ، الحالية :
( الماضي هو البداية لكل شيء ، للزمن والحياة والمكان ، والمستقبل هو النهاية المقابلة لكل شيء ) .
ما يزال هذا الموقف المشترك ، والموروث ، يجمع بين ستيفن هوكينغ وباشلار وأرسطو وغيرهم . بالإضافة إلى أنه يجسد الموقف العقلي المشترك ، إلى اليوم بالنسبة للقارئ _ة العام خلال القرن الحالي أيضا .
هذه الفكرة خطأ ، وتتضمن فكرة قديمة ، لاواعية أو مضمرة ، تعتبر أن الواقع ، والوجود والكون ، أحادي البعد ويتكون من مادة بسيطة ومفردة .
بينما الواقع ، أو الكون ، ثلاثي البعد والطبقات في الحد الأدنى ويتكون من المكان والزمن والحياة ، وهي تمثل المكونات الأولية المختلفة بطبيعتها . للأسف ما تزال هذه الفكرة ، أو الموقف العقلي والثقافي ، الجديدة تقابل بالرفض ، وبدون أي رغبة لفهمها أو مناقشتها !
....
لا يوجد في العربية ، على حد علمي ، كتاب واحد أو نص يعالج أحجيات زينون بشكل منطقي أو تجريبي .
ولا توجد نصوص تعرض ( المشكلات ، أو الظواهر ) التي أشار إليها زينون بشكل واضح .
....
الحل الصحيح لمفارقات زينون ، يبدأ بتغيير الموقف العقلي المشترك ( السابق والتقليدي ) الأحادي ، واستبداله بالمنطق التعددي .
بكلمات أوضح ،
فكرة أو فرضية ، أن الزمن والمكان والحياة واحد ، أو في اتجاه واحد خطأ مشترك وموروث .
البديل الصحيح ، المنطقي على الأقل ، المكان والزمن والحياة ثلاثة مكونات أساسية للواقع ( أو الوجود أو الكون ) لا تقبل الاختصار مطلقا .
وأعتقد أن الثلاثة ، المكان والزمن والحياة ، ثلاثة أنواع مختلفة من الطاقة .
المكان يمثل عامل التوازن والاستقرار الكوني ، وهو ثابت ومنتظم .
بينما الحياة وعكسها الزمن ، أو الزمن وعكسه الحياة ، جدلية عكسية تتمثل بنوعين متعاكسين من الطاقة وتجمع بينهما معادلة صفرية من الدرجة الأولى : الحياة + الزمن = 0 .
2
بعد تبديل الموقف العقلي التقليدي بالموقف الصحيح ( المنطقي والتجريبي _ أو المنطقي على الأقل ) ، يسهل فهم وحل المفارقة ، ويسهل أيضا فهم العلاقة بين الحياة والزمن .
....
الواقع ثلاثة أنواع ، أو مكونات : مكان وزمن وحياة .
المسافة أيضا ثلاثة أنواع : مسافة المكان ، ومسافة الزمن ، ومسافة الحياة .
مثال تطبيقي ومباشر :
المسافة بين لحظة ولادتك ، وبين هذه اللحظة ( خلال قراءتك ) ، تتمثل بثلاثة أنواع من المسافة :
1 _ مسافة المكان ، هي الخط الذي يصل بين مكان ولادتك ، وبين مكانك الحالي الآن ( خلال قراءتك لهذه الكلمات ) .
وهذه مشكلة فيزيائية سهلة الحل ، ولا أعتقد أنها تمثل مشكلة فعلية في الثقافة والعلم .
2 _ مسافة الزمن .
3 _ مسافة الحياة .
المسافتان الحياة والزمن أو العكس ، هي نفسها مزدوجة عكسية ، وأدعو القارئ _ة لتأمل ذلك بدلالة الحياة الشخصية والعمر الشخصي .
....
نحن نجهل طبيعة وحقيقة مسافة الزمن ، والحياة .
عملية التقدم في العمر ( من الصفر إلى العمر الكامل ) ، تمثل حركة الحياة الموضوعية ، والمشتركة بين جميع الأحياء . وعكسها تناقص بقية العمر ( من بقية العمر الكاملة إلى الصفر ) ، تمثل الحركة التعاقبية للزمن .
مثال مباشر ويقبل التعميم ، التاريخ بين العامين : 2020 و 2022 ، هو نفسه بالنسبة لكل الأحياء الذين ولدوا قبل 2020 ، وسيموتون بعد 2022 .
والاستثناء ، الوحيد ، يتمثل بالأحياء الذين حدثت ولادتهم ( أو موتهم ) في هذا التاريخ المحدد .
ولا أظنها مشكلة صعبة الحل ، مثل سابقتها .
3
أعتقد أن حل المشكلة ( أحجيات زينون ) بشكل علمي ، صار ممكنا بالفعل ، ويشبه الحل الفلسفي لمشكلة الأرض ( مسطحة أم كروية ؟ ) :
اكتشف فلاسفة اليونان القديمة ، الحل المنطقي قبل أكثر من 22 قرنا ، عبر ثلاثة دلائل منطقية ( وتجريبية ) :
1 _ الغياب التدرجي للشمس ، دليل على كروية الأرض .
لو كانت مسطحة ، لكان الغياب دفعة واحدة .
2 _ الظل الثابت ، والموضوعي ، مع اختلاف الأمكنة .
لو كانت الأرض مسطحة ، لكان الظل عند أطرافها لا نهائي .
3 _ ظاهرة الخسوف والكسوف الجزئيين .
لو كانت مسطحة لكان الخسوف والكسوف بالحالة الكاملة دوما .
....
بالنسبة للقارئ _ة المتهم ، والمتابع .
اكتمل الحل ....
عدا ذلك مشكلة عقلية .
الخلاصة
اللحظة الزمنية هي نفسها لحظة الحياة ، تتساويان بالقيمة المطلقة ، ولكن تتعاكسان في الاتجاه والاشارة دوما ( لا نعرف لماذا وكيف ) .
وهذا خلاصة ما نعرفه ، إلى اليوم 21/ 7 / 2023 ، عن العلاقة بين الحياة والزمن : كيف يلتقيان ، ولماذا ، وإلى متى ؟! وغيرها من الأسئلة الجديدة ، والتي ما تزال خارج دائرة اهتمام الثقافة العالمية الحالية ، والمستمرة منذ عدة قرون . وخارج مجال اهتمام الفلسفة والعلم معا .
وليت الأمر يتوقف عند هذا الحد ؟!
حيث يستبدل ذلك الجهل الثقافي العالمي ، والمشترك ، بالادعاء المضمر عبر التواطؤ بين القارئ _ة والكاتب _ بأن الجميع يعرف حقيقة الزمن والحاضر ، وتوضع أسماء أينشتاين وهايدغر وستيفن هوكينغ وغيرهم ، على شكل سواتر دخانية اعتباطية !!!
....
....
الموقف الثقافي العالمي الحالي من الزمن _ بين نيوتن واينشتاين
( ملخص عام ، ما يزال في مرحلة الحوار المفتوح )

ما هو الزمن ، وما العلاقة الحقيقية بين الزمن والساعة ؟
لو توجهت بهذا السؤال اليوم ، إلى أي فيلسوف أو عالم أو كاتب مشهور ، وبصرف النظر عن اللغة والثقافة :
سوف يكون الجواب متشابها ، وربما هو نفسه الجواب الذي أحاول صياغته عبر هذا النص ، أو يشبهه لدرجة تقارب التطابق .
( موقفي من مشكلة الواقع والزمن والحاضر خاصة ، قبل 2018 هو نفسه الموقف الثقافي السائد ، العالمي ، لا العربي فقط .
ويتلخص بعبارة :
" الماضي هو الأصل والبداية ، بينما المستقبل هو النتيجة والنهاية لكل شيء ، وضمنها الزمن والحياة بالطبع .
الماضي مصدر الحياة بالفعل ، لكن المستقبل مصدر الزمن وبدايته .
وهذا محور النظرية الجديدة ، واختلافها الجذري عن الثقافة السائدة " ) .
....
الموقف الثقافي العالمي ، الحالي ، من الزمن والوقت مشترك بين مواقف نيوتن وأينشتاين وستيفن هوكينغ ....وهايدغر وباشلار وغيرهم بالطبع .
لكنه يعتمد أولا على موقف نيوتن ، وفرضياته المستخدمة إلى اليوم :
1 _ الاهتمام بالعلاقة بين الزمن والمكان ( المبهمة بطبيعتها ) ، واهمال العلاقة الحقيقية والمباشرة بين الزمن والحياة . ( وهذا الخطأ المشترك مع اينشتاين ، ويستمر في الثقافة الحالية ، وربما لزمن يطول ! ) .
العلاقة بين الزمن والمكان مبهمة وغامضة بطبيعتها ، وفرضية اينشتاين حول ( الزمكان ) عقبة معرفية _ لا أكثر ولا أقل _ كما اعتقد .
بينما العلاقة بين الحياة والزمن ظاهرة ، وتقبل الملاحظة والاختبار والتعميم بلا استثناء . وهي تتمثل بالمعادلة الصفرية من الدرجة الأولى :
الحياة + الزمن = الصفر .
أو
س + ع = 0 .
2 _ سهم الزمن ينطلق من الماضي إلى المستقبل ، عبر الحاضر .
هذه الفكرة مقلوبة ، وتحتاج إلى العكس فقط :
حيث تتجه الحركة الموضوعية للحياة من الماضي إلى المستقبل بالفعل ، ولكن الزمن أو الوقت بالعكس تماما ، ويتجه من المستقبل إلى الماضي ( يتمثل ذلك بتناقص بقية العمر ، من بقية العمر الكاملة لحظة الولادة إلى بقية العمر التي تتناقص إلى الصفر لحظة الموت ) .
3 _ قيمة الحاضر لا متناهية في الصغر ، وتقارب الصفر .
4 _ الزمن موضوعي ، ومطلق بطبيعته .
هذه خلاصة مساهمة نيوتن في الموقف الحالي من الزمن ، أخذ منها اينشتاين ما يناسبه ( ثنائية الزمن والمكان _ الزمكان _ كمثال ) ، وعارض بعضها مثل قيمة الحاضر ، اللانهائية على النقيض تماما من موقف نيوتن . ناقشت هذه الفكرة في نصوص سابقة ومنشورة ، وخلاصتها أن كلا الموقفين يتضمن نصف الحقيقة أو الواقع ، وهما يكاملان بعضهما ويتكاملان بالفعل . ( وهذا من ضمن ما تحاول النظرية الجديدة مناقشته ) .
والفكرة الثالثة ، موضوع الخلاف الأعمق " والأشهر " بين الموقفين حول نسبية الزمن أو موضوعيته ، وهي أيضا جدلية متكافئة بين الموقفين كما اعتقد ، حيث أن الحاضر نسبي ، واتفاق اجتماعي _ ثقافي بطبيعته . لكن ، الماضي الموضوعي ، قبل الحياة والانسان مطلق وغير نسبي ، ومثله المستقبل الموضوعي ، بعد الحياة والانسان . وبالمختصر ، الزمن ليس نسبيا فقط ( وهذا خطأ الثقافة العالمية الحالية ) ، وليس موضوعيا فقط .
النظرية الجديدة تمثل محاولة ، وخطوة جديدة كما أعتقد ، على طريق حل مشكلة " طبيعة الزمن " وعلاقته بالوقت ، بالإضافة للعلاقة الأهم وهي بين الزمن والحياة .
....
....
العلاقة الحقيقية بين الساعة والزمن ؟!
( التفكير من خارج العلبة ، محاولة جديدة )

قد تؤدي بعض الأفكار أو الممارسات الجديدة خاصة ، إلى اتجاهات غير متوقعة ومغايرة لكل ما سبق .
هل تختلف الساعة كأداة للقياس عن الميزان ، والمتر ، وغيرها ؟!
سوف أتوسع بمناقشة هذا السؤال خلال الفصول القادمة .
....
أحد اكبر أخطاء الثقافة العالمية الحالية ، بلا استثناء ، الخلط بين أنواع المسافات الثلاثة ، المسافة المكانية بين نقطتين 1 و 2 مثلا . بينما المسافة الزمنية بني حدثين 1 و 2 مثلا ( الولادة والموت مثلا ) . والمسافة الحياتية تمثل النوع الثالث وتجسده بالفعل . هي نقيض المسافة الزمنية بالكامل ، تجمع بينهما المعادلة الصفرية من الدرجة الأولى :
الحياة + الزمن = الصفر دوما .
لا أحد يعرف ، إلى اليوم ، ما هي المسافة الزمنية : طبيعتها ، وحدودها ، ومكوناتها ، وغيرها من ( المحددات ) الأساسية والأولية للمعرفة العلمية خاصة . ومثلها المسافة الحياتية .
نحن نجهل بشكل شبه كامل : العلاقة بين الحياة والزمن .
كما نجهل طبيعة الزمن ، والحاضر خاصة .
نجهل أيضا الواقع ومكوناته ، ...
ما الذي نعرفه بالفعل ، وبشكل دقيق وموضوعي !؟
....
مشكلتنا المشتركة :
لا أحد يعرف حدود جهله .
....
ملحق أعتقد أنه هام


فكرة ( السابق واللاحق ) أصل المشكلة ، وهي خطأ بالفعل

1
فكرة تعاقب السابق واللاحق في اتجاه واحد ، تجمع بين نيوتن وأرسطو وستيفن هوكينغ وغيرهم ، ....الكون يتمدد ؟!
بكلمات أخرى : الماضي حدث سبقا ، والمستقبل لم يحدث بعد ، والحاضر بينهما ( كل شيء ) .
بالمختصر
هذا هو الموقف الثقافي العالمي الموروث ، والمشترك ، والمستمر منذ قرون عديدة .
حدثت بعض الاعتراضات عليه ، لكن بشكل فردي وعابر ، وجزئي ولا يؤثر بالفعل .
ما يزال موقف ارسطو من الكون ، والعلاقة بين الحياة والزمن خاصة ( اعتبارهما واحدا لا اثنين ) ، يشكل محور الثقافة العالمية الحالية .
ويتلخص بما سبق ، باستثناء مواقف هنري برغسون في الفلسفة واينشتاين في الفيزياء ، ولكن الأهم والأوضح موقف الشاعر السوري رياض الصالح الحسين ( 1954 _ 1982 ) :
( الغد يتحول إلى اليوم
واليوم يصير الأمس
وأنا بلهفة
أنتظر الغد الجديد ) .
( موقف رياض يمثل ، ويجسد ، نقيض الموقف الثقافي العالمي الحالي ) .
....
" الأمس يصير اليوم ، واليوم يصير الغد ، ... "
هذا المعنى الحرفي ، والحقيقي معا ، لعبارة أرسطو ( السابق واللاحق ) . وهو الموقف المشترك بين نيوتن وأرسطو وستيفن هوكينغ ومعهم ، وخلفهم الثقافة العالمية الحالية ( وضمنها الفلسفة والعلم ) ....الكون يتمدد ؟!
....
أعتقد أن فكرة الكون يتمدد ، أسوأ فكرة اعتنقها البشر بشكل جماعي ، طوال التاريخ المعروف والمكتوب خاصة .
عبادة الشيطان على سبيل المثال منطقية ، أو جدلية بالحد الأدنى :
الشيطان مخلوق من الله مباشرة لسبب ، أو لحكمة غير معروفة بعد .
أو النقيض الذي يتلخص كله ، بأن الشيطان يقابل الله بصورة مباشرة ، وعلى خلاف بقية المخلوقات .
والنتيجة : موقف احترام الشيطان ، الاحترام متوسط بين العبادة والشتيمة ، موقف مفهوم ومنطقي .
لكن الكون يتمدد ... !
ومن غير المقبول السؤال : كيف ، ومنذ متى ، وإلى أين ، والأهم غياب الدلائل المنطقية أو التجريبية .
( ناقشت نظرية الانفجار الكبير ، وأعتقد أنها خطأ ومتناقضة منطقيا )
2
الكون ليس خطيا ، ذلك يتناقض مع المنطق والتجربة والملاحظة .
وليس دورانيا بالمقابل ، لا الحياة تتكرر ولا الزمن يتكرر أيضا .
التكرار حالة خاصة آلية ، واصطناعية بطبيعتها . عدا ذلك التغير الدائم والمستمر ، هو القانون الشامل والكوني ، والذي يتفق مع الملاحظة والمنطق والتجربة .
اليوم الحالي كمثال : هو نتيجة الأمس والغد معا ، وبنفس الوقت .
( الحياة جاءت من الأمس والماضي ، والزمن جاء من الغد والمستقبل ) .
يوم الغد ، ويوم الأمس ، يشبهان اليوم الحالي ، ويمثلان الدليل الحاسم على الجدلية العكسية بين الحياة والزمن بالإضافة إلى الظواهر السبعة . ( عدد الظواهر الأربعة ، أو الستة أو السبعة ، يقبل الزيادة ولا يقبل الاختصار أو الانتقاص كما أعتقد ) .
....
فكرة التمدد الكوني نتيجة منطقية ، وشبه مباشرة لفكرة ( الأبدية ) .
الأبدية في الموقف العلماني ، ويتفق معه الديني أيضا في هذه الجزئية ، لا زمنية بطبيعتها .
بعبارة أخرى ،
الأبدية فوق الزمن ، أو خارجه ، حالة استمرارية وخلود بالمطلق .
....
الأبدية خارج الزمن ، ونقيض الزمن بالفعل .
( خرافة ، أو خيال ، لا أكثر ولا أقل ) .
3
كيف سيكون الموقف الثقافي العالمي ، بعد قرن وأكثر ؟!
سوف تقبل النظرية الجديدة ، وتسحب إلى داخل الحظيرة الثقافية السائدة .
( لكن ، بعدما يتم تفريغها بالفعل من الأفكار الجديدة ، ومن مضمونها الحقيقي والمتكامل ) .
كما حدث لبقية أنماط التفكير ( المختلف ) ، وهو بالطبع كان موجودا .
....
الخاتمة مع عبارة من كتاب " الزمن "
تأليف روديغر سافرانسكي ، ت د عصام سليمان :
( كل كائن حي يقاوم نهايته ، ولديه ظاهريا خوف حين يداهمه الموت مباشرة . وأكثر من ذلك الانسان الذي بمقدوره ان يتكهن أكثر ، ويعرف عن إمكان موته ) .
....
الموقف الثقافي العالمي ، الحالي ، غير منطقي ...
أو غير دقيق ، أو ناقص في الحد الأدنى .
....
....

الظاهرة السابعة _ نور حريري قارئة للنظرية الجديدة


أقترح على القارئ _ة الجديد _ ة خاصة ، العودة لقراءة الظواهر الستة التي تتمحور حولها النظرية الجديدة . لأجل تسهيل عملية القراءة ، والفهم ، لبعض الأفكار الصادمة للقارئ _ ة التقليدي .

1
الظاهرة السابعة ، تتمحور حول سؤال الواقع ، ما هو الواقع :
الحركة الموضوعية للواقع ، ومكوناته ، وحدوده
....
الواقع بين الوجود والكون ، الوجود يمثل الواقع المباشر من الداخل ، والكون يمثل كل شيء من الخارج والداخل معا .
يتحدد الكون بصورة تقريبية من جانبين : 1 _ السطح والخارج يتحدد بظاهرة ( أكبر من اكبر شيء ) . بينما يتحدد المركز والداخل من خلال ظاهرة ( اصغر من اصغر شيء ) .
يتكون الواقع أو ، الكون ، من ثلاثة أنواع للطاقة : المكان والزمن والحياة .
يمثل المكان الطاقة المحايدة ، بالإضافة لكونه يجسد عامل التوازن والاستقرار الكوني .
يمثل الزمن الطاقة السلبية في الكون ، ويتمثل كظاهرة مباشرة في تناقص بقية العمر إلى الصفر دوما ( في اتجاه وحيد ، وثابت ) .
تمثل الحياة _ على النقيض من الزمن _ الطاقة الإيجابية في الكون ، وتتمثل كظاهرة مباشرة في تزايد العمر : من الصفر ( أو اللانهاية السالبة ) لحظة الولادة ، إلى العمر الكامل في لحظة الموت .
وأما الحركة الموضوعية للواقع ، أو الكون أو الوجود ، فهي تتمثل باليوم بظاهرة " اليوم الحالي " .
الواقع المباشر ، أو اليوم الحالي ، يأتي من الماضي والمستقبل بالتزامن .
( الموقف الثقافي العالمي ، الحالي ، خطأ ويعتبر أن حركة الواقع والكون من الماضي إلى المستقبل . هذا خطأ ، وقد ناقشت ذلك عبر نصوص عديدة ومنشورة على الحوار المتمدن . لمن يهمهن _ م الأمر ) .
حركة الحياة ، او الحركة الموضوعية للحياة بتعبير أكثر دقة ، لها اتجاه ثابت ووحيد : من الماضي إلى المستقبل .
( الجانب الحي من اليوم الحالي ، جاء من الأمس )
حركة الزمن أو الوقت ، أو الحركة التعاقبية للزمن ، لها اتجاه واحد وهو يعاكس الاتجاه الموضوعي للحياة دوما : من المستقبل إلى الماضي .
( الجانب الزمني من اليوم الحالي ، جاء من الغد )
....
هذا التعريف السريع للواقع ، وتحديده بشكل مكثف جدا .
ناقشت الأفكار الواردة في النص ، بشكل موسع وتفصيلي ، عبر نصوص منشورة على الحوار المتمدن .
2
مشكلة القراءة الجديدة خاصة ، تتمثل بعدة أسئلة مزمنة ومعلقة :
1 _ السؤال الأول
ما هو الواقع ؟
الجواب الصحيح ، لا أعرف ولا أحد يعرف .
الجواب الجديد ، وهو أحد محاور النظرية الجديدة :
( وهو ما يزال في مرحلة الحوار المفتوح ، ويرحب بجميع الأفكار والمساهمات المكتوبة خاصة ) .
الواقع = سبب + صدفة .
الواقع = مكان + حياة + زمن .
2 _ السؤال الثاني
ما هو الزمن ؟
الجواب الصحيح ، لا اعرف ولا أحد يعرف .
الجواب الجديد ، وهو أحد محاور النظرية الجديدة أيضا :
( أيضا ما يزال في مرحلة الحوار المفتوح )
الزمن = الوقت + فكرة الزمن .
فكرة الزمن خلال القرن العشرين ، وحتى اليوم عديمة القيمة .
بعبارة ثانية ، خلال القرن الماضي ، وإلى اليوم : الزمن = الوقت .
طبيعة الزمن : مشكلة معلقة ، بين العلم والفلسفة ، منذ عدة قرون . ويمكن تلخيصها بعدد من الاحتمالات :
1 _ الزمن فكرة ثقافية مثل اللغة والمال .
2 _ الزمن موجود قبل الحياة ، ويستمر وجوده بعدها أيضا .
3 _ يوجد احتمال ثالث ، أن تبقى فكرة الزمن ( او مشكلة طبيعة الزمن ) مجهولة ومعلقة خلال هذا القرن ، وحتى ألف سنة قادمة !؟
4 _ يوجد احتمال رابع ، ويمكن اعتبارها جزئا من الاحتمال الثالث فقط ، ويتمثل بإمكانية بقاء طبيعة الزمن مجهولة إلى الأبد !
3 _ السؤال الثالث
ما هو الحاضر :
أعتقد أن النظرية الجديدة تجيب عن هذا السؤال بشكل دقيق ، وموضوعي ، ومتكامل . وهو بالمختصر :
للحاضر عدة أنواع ، ثلاثة في الحد الأدنى :
1 _ حاضر الزمن .
2 _ حاضر الحياة ( أو الحضور ) .
3 _ حاضر المكان ( او المحضر ) .
4 _ الحاضر الآني ( هذه اللحظة ، لحظة القراءة ) .
5 _ الحاضر المستمر ( يتمثل بالتاريخ أو الحضارة و وغيرها ) .
6 _ الحاضر الفردي ( يتمثل بالعمر الشخصي ، الفردي ) .
7 _ الحاضر المشترك ( يتمثل بأبناء الجيل الواحد ) .
8 _ الحاضر ، كل ما يمكن معرفته أو تخيله والتفكير فيه .
....
ملحق


مفارقات زينون ، تكشف مغالطة العلاقة بين اللحظة والزمن ؟!

ما هي اللحظة ؟
هل هي زمن أم حياة أم مكان ؟
الزمن جزء من اللحظة ، لكن العكس غير صحيح سوى في حالة خاصة .
أيضا الحياة جزء من اللحظة ، وربما المكان ( لم أفكر بهذه المشكلة ) .
....
اللحظة مصطلح ينطوي على مغالطة ، لا مفارقة فقط .
واستخدامه غير مبرر ، بشكل علمي أو منطقي .
....
الساعة مثلا ، فترة محددة بشكل دقيق وموضوعي .
أجزائها الدقيقة والثانية ، واجزائهما .
مضاعفاتها السنة والقرن ، ومضاعفاتهما .
لكن اللحظة ، أو العصر ، أو ( الحاضر ) ... كلمات اعتباطية .
بعد فهم هذه المشكلات ، المزمنة ، القديمة والمتجددة . ومعها مشكلات جديدة تتعلق بالمعرفة الجديدة والأفكار الجديدة بصورة عامة .
....
....
القسم الثاني

تكملة الرسالة المفتوحة للصديقة الأستاذة نور حريري
دعوة للحوار المفتوح حول الزمن أو مشكلة الزمن ، والحاضر أولا
( وللقارئ _ة ، جديد _ ة أيضا )

لماذا يصعب فهم كتاب ، أو نص ، وقراءتهما بشكل صحيح ومناسب ؟!
( صعوبة فهم ، أو تقبل ، النظرية الجديدة كمثال )

توجد ثلاثة أنواع من الأسباب :
1 _ ذاتية وتخص القارئ _ة حصرا .
2 _ اسلوبية وتخص الكاتب _ ة حصرا .
3 _ موضوعية ، وتتعلق بالأفكار الجديدة ، بالإضافة إلى الالتباس في فهم ، ومعرفة الأفكار القديمة ، أيضا المعروفة منها والشائعة أو النخبوية .
سوف أبدا بمعالجة الأسئلة أعلاه بشكل عكسي ، ومن الآخر إلى الأول ...
1
الأسباب الموضوعية لفهم النظرية الجديدة مثلا ، أو لأي فكرة جديدة ، والمنفصلة عن القارئ _ة والكاتب _ ة بالفعل محدودة ، وواضحة . تتلخص بمشكلات اللغة والعادة ، أو الاجبار على التكرار بتعبير فرويد الشهير ، أو العود الأبدي الأكثر شهرة لنيتشه .
....
كلنا نتعلق بعاداتنا ، وحياتنا وأشيائنا الفكرية أيضا .
لا أحد مغرم بنقاده ، باستثناء بعض الفلاسفة والحكماء ...
وهم قلة نادرة ، في مختلف العصور والثقافات .
وبالتالي لا خوف من ( المازوشية الثقافية والفكرية ) ، والعكس صحيح دوما ، كل الخوف والحذر من النرجسية والمبالغة تجاه أفكارنا ومعتقداتنا .
....
الطريقة النموذجية ، والأنسب كما اعتقد ، لحل هذه المشكلة تتمثل بالتجربة والتكرار . المثابرة ، مع الاهتمام والصبر ، طريق الفهم والمعرفة .
سأكتفي بمثال تطبيقي ، يوضح فهمي لهذه المشكلة ، ويوجد الكثيرون في العربية وغيرها يفهمون هذه المشكلة ( صعوبة القراءة والفهم والتعلم ) أكثر مني وخاصة الفلاسفة وعلماء النفس .
أدعو القارئ _ة للتفكير بهذه التجربة ، واختبارها بالفعل :
تخيل أكثر مكان ، هناك ، تعرفه بشكل دقيق وموضوعي .
وفي المرحلة الثانية ، اجراء المقارنة بين الصورة الذهنية ( أو الاعتقاد ، والذاكرة ، والتخيل ) وبين المكان الحقيقي ، والموضوعي بالفعل .
في حال تعذر ذلك لسبب ما ، فليكن الاختيار للمكان الثاني أو بالدرجة التالية من الأهمية وبحيث يسهل اجراء المقارنة بين المكان الحقيقي ، وصورته المتخيلة أو في الذاكرة .
أعرف هذا المثال من تجربتي الشخصية :
مثال 1 تقدير الوقت ،
قبل النظر إلى الساعة ، أحاول تقدير الوقت بشكل دقيق .
نسبة الخطأ تتجاوز التسعين بالمئة ، مع أنني أكرر التجربة منذ سنوات .
مثال 2 ، وأوضح ، حالة القلق الهوسي :
بعد أرسال النص للنشر بفترة ، بعد يوم مثلا ، تخطر في بالي فكرة مقلقة أن أكون متزلفا ( زيادة على اللطف الطبيعي ) ، أو العكس ، القلق والخشية من أن أكون متنمرا على أحد الشخصيات الواقعية ، أو الأدبية .
مثال آخر ، شبيه ومن نفس الطبيعة الهوسية ، بعدما أخرج من الغرفة واغلق الباب الخارجي ، أتذكر بأنني ربما لم أضع الموبايل في الشحن ، أو بالعكس لم أفصله عن الكهرباء ...
هذه التجربة أوضح ، واعتقد أنها هامة جدا للتحرر من التعصب اللاواعي بطبيعته . نسبة خطأ توقعي ، او ذاكرتي ، أو اعتقادي ، لا تقل عن الستين بالمئة وبعد تجربتي وخبرتي المتكررة .
الخلاصة ، كم من البؤس ( والغباء ) ، بالإضافة للخسارة المتبادلة مع الصديق _ة حين أكون متعصبا لفكرة ، أو اعتقاد ؟!
....
وأختم الفكرة بتجربة سهلة ، ...
ما عليك سوى اغماض عينيك لدقيقة ، مع تخيل المنظر الفعلي أمامك .
ثم فتح عينيك ،
والمقارنة بين التصورين ، المختلفين بالطبع .
( الشخصية النرجسية يصعب عليها القيام بتجربة هذه الأمثلة ، على بساطتها وسهولتها ...بالنسبة لي هي تجربة ممتعة ، أن اكتشف ضعف ذاكرتي ، وخطأ تقديري وبعض معتقداتي أيضا ) .
2
السبب الأسلوبي ، في صعوبة القراءة وعسرها الصريح .
هنا أتحمل المسؤولية الكاملة ، ولا أعرف كيف أحل المشكلة بشكل نهائي وحاسم . أعرف أن كتابتي غير ممتعة ، للقارئ _ة الجديد خاصة .
أحاول عن طريق الحوار المفتوح ، بالإضافة إلى الكتابة بشكل يومي لمدة ساعة على الأقل .
أعتذر بالفعل ، عن ضعف الأسلوب ، وعن عيوب الكتابة الكثيرة .. واعمل ما بوسعي لكي أخفف منها ، ولا أقول تجنبها ، تلك غاية لا تدرك .
3
السبب الذاتي ، يتعلق بالقارئ _ة حصرا .
سوف اعرض موقفي ، وخبرتي الشخصية ، عبر مثالين :
المثال 1 ، ....
ذكرته سابقا أكثر من مرة ، من كتاب أريك فروم " فن الاصغاء " .
في جلسة مع محلل نفسي جديد ، متدرب مع أريك فروم ، وبحضور بعض تلامذتهما :
يتحدث الطبيب المتدرب عن ( مريضته ) الثلاثينية ، يقول بأنها أخبرت أبوها وأمها ، في جلسة غداء بأنها تقابل ( فلان ) وهو شخصية يعرفها الأب والأم بشكل جيد ، واكثر من ذلك هو موظف في شركة والد المرأة .
وأضاف الطبيب المتدرب ، أن الأب والأم قالا للمرأة نفس الرأي ، لا تنسي أن ( فلانا ) متزوج ولديه أولاد أيضا .
ويكمل الطبيب المتدرب حديثه ، حيث يعتبر أن ما ذكره غير مهم ، وهو حديث يومي في العائلة ، مثل بقية الأحاديث العادية .
يوقفه أريك فروم ويقول : هنا المشكلة الأساسية ؟
هل شخصية الأب غبية ، ويسهل التلاعب معه في شركته مثلا ، من قبل موظف ما ؟
ليس كذلك ، بل هو شخص فطن وذكي ، وهذا معروف عنه يخبره الطبيب المتدرب .
لماذا إذن ، لم يفهم الأب ، أن ابنته في ورطة عاطفية وهي تحتاج لمساعدته بالفعل ، ولولا ذلك لما أخبرته ؟
أجاب الطبيب المتدرب ، بأنه قدم لها النصيحة ، ونبهها لأنه متزوج ومرتبط بعائلته ، ماذا يمكنه أن يفعل غير ذلك ؟
هنا جوهر العلاج النفسي يؤكد أريك فروم : الاهتمام ، شرط الفهم .
لا يمكن فهم أي كلام ، أو فكرة وغيرها ، بدون اهتمام حقيقي .
ثم تابع اسئلته للطبيب المتدرب ، وماذا عن الأم ، هل هي مغفلة ، ويمكن لجارتها ، أن تبدل بعض اغراضها الخفيفة بالأغراض الثمينة للأم مثلا ؟
لا ، ليست كذلك هي أيضا شخصية ذكية ومثقفة ، يجيب الطبيب المتدرب .
ويكمل أريك فروم ، شرحه :
الأم والأب في هذا المثال ، نموذج لعدم الاهتمام ، وهما لا يعرفان أي شيء بشكل فعلي ، وصحيح ، سوى ضمن دائرتهما الخاصة والصغيرة جدا .
ويكمل عدة صفحات في شرح فكرة ( الاهتمام ) ، وأنها تشكل الفاصل الحقيقي ، والعتبة ، بين الشخصية المريضة عقليا ونفسيا وبين الصحة المتكاملة للفرد .
أعتقد أن هذا المثال يفسر بالفعل ، فشل شخصيات ثقافية مرموقة ومشهود لها بالفطنة والذكاء والابداع أيضا ، في فهم النظرية الجديدة .
وأكتفي بذكر ثلاثة أسماء ، من الذين كتبت لهم رسائل مفتوحة : أدونيس ، وناشيد سعيد ، وخلدون النبواني كمثال على مشكلة القارئ كما أعتقد .
بالمقارنة مع ثلاثة فهوا النظرية بسهولة ، ويسر : علي عبدالله سعيد ، وكمال شاهين ، ومنذر مصري ، ...على سبيل المثال .
أعتقد أن الاهتمام سبب وجوهري ، وثابت ، في فهم ( أو عدم فهم ) النظرية الجديدة وغيرها من الكتب والنصوص .
المثال 2 ...
حادثة اغتيال الرئيس المصري الأسبق أنور السادات ، كما يرويها كاتب مدرسة المشاغبين علي سالم :
اكتشفت المؤامرة ، التخطيط والتنفيذ لعملية اغتيال السادات ، قبل عدة ساعات . وتم ارسال ضابط كبير في المخابرات المصرية ، برتبة عقيد ، إلى الاحتفال للتبليغ عن ذلك .
وصل الضابط قبل أكثر من ساعة ، على بداية الاحتفال . وحاول مقابلة الرئيس ليخبره بالمؤامرة ( المشكلة ) .
لكن الحرس الرئاسي منعه من ذلك ، ووعدوه بأنهم سينقلون الرسالة ( الشفهية ) للرئيس ، وهذا دورهم ومسؤوليتهم .
لكن ما حدث بعد ذلك ، ويعرفه جميع من عاصروا تلك الفترة ، يشبه فيلم هوليودي ، حيث تم اغتيال السادات بشكل مسرحي ويصعب تصديقه ، اكثر من أي فيلم وثائقي عن تلك الحادثة ومثيلاتها .
لماذا حدث ذلك ، يسأل علي سالم ، ويقدم الجواب الصحيح ( المنطقي ) . بدل نظريات المؤامرة ، التي شاعت في تلك الفترة :
وصل الضابط إلى مسرح الجريمة ، أو الاحتفال ، وهو على يقين من صدق مهمته ( الرسالة ) .
لكن ، بعدما قابله الحرس الرئاسي ، بذلك الجبروت والفوقية . اعتقد ، مثلهم ، أن الرئيس السادات أكبر واقوى من مؤامرة صغيرة ، وهو لا يمكن أن يموت بالاغتيال خاصة .
القارئ _ة الجديد ، يشبه حامل الرسالة الشفهية .
....
القسم الأول من الرسالة

رسالة مفتوحة إلى الأستاذة / الصديقة نور حريري

يسعد أوقاتك ...
الشكر أولا للصديقات والأصدقاء المشتركين _ ات ، عبر صفحاتهم تعرفت على كتابتك وطرق تفكيرك الإبداعية ، والمتميزة بجدارة .
لا أعرف إن كنت سمعت بالنظرية الجديدة ، أم لم يحدث ذلك ...
في كلا الحالتين ، أغتنم كل الفرص الممكنة ، للحوار مع صديق _ة جديدة _ة وأقترح التفكير ببعض الأسئلة ( الجديدة ) المهمة والملهمة كما أعتقد :
السؤال الأول ، والأساسي :
من أين جاء اليوم الحالي ، خلال قراءتك لهذه الكلمات ، وإلى أين يذهب ؟!
والسؤال الثاني ، تكملة للأول ، ويتصل مباشرة بأحجيات زينون :
ما نوع المسافة بين لحظة الولادة ، وبين هذه اللحظة ( خلال قراءتك لهذه الكلمات ) ، وهل هي مسافة واحدة وتبدأ من الماضي للمستقبل ، وهي من نوع ( الزمكان ) التي تروج لها الثقافة العالمية منذ أكثر من قرن ؟!
....
الأجوبة المناسبة على السؤالين السابقين ، مع الظواهر الستة ، تقدم البرهان المنطقي والتجريبي معا للنظرية الجديدة ، وبنفس الوقت توضح اختلافها النوعي ، والكمي ، عن الثقافة السائدة بنوعيها الحديثة أو التقليدية .
....
يقولون في الفلسفة عادة ، إن السؤال المناسب يتضمن نصف الجواب الصحيح على الأقل ...
بالعودة للسؤال الأساسي :
من أين جاء اليوم الحالي ، وإلى أين يذهب ؟!
بحسب الموقف الثقافي السائد ، والمشترك بين الفلسفة والعلم ، يأتي الزمن من الماضي ويذهب إلى المستقبل .
هذا الجواب ناقص ، وغير واضح .
( مثلا ، ....ملاحظة هامة جدا ، يقفز فوقها ، أو يتجنبها الفلاسفة والفيزيائيون ، والمثقفون _ات العرب وغيرهم بصورة دائمة :
لا يوجد أي تمييز بين فكرة الحياة وفكرة الزمن ، وهل هي نفسها ؟
وفي الواقع الفعلي ، يتم التعامل مع الحياة والزمن ، بالإضافة للمكان على اعتبارهما واحدا فقط ، مفردا وبسيطا أيضا .
ويعتبر اتجاه الحركة الثابت ، والوحيد ، من الماضي إلى المستقبل .
وبدون أي تحديد للماضي أو للمستقبل ، ولا للحاضر طبعا )
لكن وبحسب النظرية الجديدة ، وهنا محور الاختلاف مع الثقافة السائدة الحديثة أو التقليدية على السواء : الحياة تأتي من الماضي إلى المستقبل بالفعل ، لكن حركة مرور الزمن ( أو الوقت ) هي بالعكس من المستقبل إلى الماضي . وحركة المكان ثالثا ، وتختلف عن الحركتين السابقتين ، من حيث أنها تحدث في الحاضر فقط ، من النقطة 1 إلى النقطة 2 ... إلى النقطة ( س ) ، وغيرها .
....
والسؤال الثاني ، المسافة بين لحظة الولادة وبين اللحظة الحالية ليست بسيطة أو مفردة ، بل هي ثلاثة أنواع من المسافة أو الحركة ... وهنا سأنسخ مقالة سابقة تناقش الفكرة نفسها ، وأعتقد أنها توضح المشكلة :

الفرق ، التشابه أو الاختلاف ، بين أنواع المسافة الثلاثة ؟!
( مسافة المكان ، ومسافة الزمن ، ومسافة الحياة )

1
للتذكير :
الموقف الثقافي العالمي ، خاصة الفيزياء الحالية ومعها الفلسفة ، يعتبر أن المسافة المكانية هي نفس المسافة الزمنية ، وهي نفس المسافة الحياتية !؟
بكلمات أخرى ،
الموقف السائد في الثقافة العالمية الحالية ، يعتبر أن حركة الزمن هي نفسها حركة الحياة وهي نفسها حركة المكان وبدون فروق .
هذا خطأ بمستوى الفضيحة ، كما أعتقد وأحاول إثبات ذلك عبر الأدلة المنطقية والتجريبية .
المسافات الثلاثة تختلف نوعيا ، وجذريا ، وليس كميا فقط .
....
مثال نموذجي ، وهو دليل حاسم على خطأ الموقف الثقافي العالمي الحالي :
المسافة بين لحظة ولادتك ، وبين اللحظة الحالية ( القارئ_ ة الآن ) ، هل هي من نوع المسافة المكانية بين نقطتين ، ويمكن حسابها بالمتر مثلا ؟
وهل هي نفسها المسافة بين لحظة الولادة ولحظة الموت ، للفرد ، والاختلاف كمي وفردي فقط ( بحسب طول العمر الفردي أو قصره ) .
هذا الموقف خطأ ، كما أعتقد .
وهو عامل إعاقة ثابت ، ومزمن أمام معرفة العلاقة بين الزمن والحياة .
ولكنه موقف اينشتاين ، الذي اعتبرته الثقافة العالمية حقيقيا ( موقف العلم والفلسفة الحاليين ) منذ أكثر من قرن عبر فكرة الزمكان .
....
مسافة الزمن ومسافة الحياة هي نفسها بالقيمة المطلقة ، ولكنها تختلف في الإشارة والاتجاه .
مسافة الزمن أو مسافة الحياة ، هي نفسها لكن بحالة مطابقة عكسية .
تشبه الخط المزدوج بين نقطتين ، أو مدينتين ، وبشكل متعاكس دوما .
هذا كل ما نعرفه حاليا ، إلى اليوم 13 / 7 / 2023 .
مثلا ، لا نعرف نوع المسافة ، ولا الحركة ، بين لحظة الولادة وهذا اللحظة سواء بسواء ، بالنسبة للكاتب أو القارئ _ة .
لكن ، يمكننا أن نعرف بثقة ووضوح ، أن الموقف الثقافي العالمي ، الحالي والمستمر بعد اينشتاين خطأ صريح _ ومتناقض _ كما أعتقد .
المسافة بدلالة المكان خطية أو فضائية .
لكن المسافة بدلالة الحياة ، أو الزمن ، لا نعرف عنها سوى أنها جدلية عكسية بين الحياة والزمن . وتربط بينهما _ الحياة والزمن _ معادلة صفرية من الدرجة الأولى ، ونجهل بشكل شبه كامل العلاقة بين المكان والحياة وبين الزمن والمكان .
فكرة الزمكان ، فرضية غير مقبولة ( تافهة كما اعتقد ) ، حيث تستبدل قيمة المتحول المجهول ( الحاضر ) بالصفر أو اللانهاية .
وهو ما فعله نيوتن أولا ، حين اعتبر أن قيمة الحاضر تقارب الصفر ويمكن اهمالها بدون أن يؤثر ذلك على الحسابات العلمية _ والعملية .
وقام اينشتاين بالنقيض ، واعتبر قيمة الحاضر لا نهائية .
ما تزال مشكلة الحاضر ، قيمته ومكوناته وحدوده وحركته ، بدون حل علمي ( منطقي وتجريبي معا ) .
لكن حدث تقدم مهم كما اعتقد ، صرنا نعرف بدلالة النظرية الجديدة أن الحاضر ثلاثي البعد والطبقات . ( وليس عنصرا مفردا ، وبسيطا ) .
بكلمات أخرى ،
الحاضر ثلاثة أنواع على الأقل :
حاضر الزمن ، وهو نفسه الحاضر .
حاضر الحياة أو الحضور .
حاضر المكان أو المحضر .
وقد ناقشت هذه الفكرة ، الجديدة ، بصيغ مختلفة ومتنوعة ، عبر نصوص منشورة سابقا على الحوار المتمدن _ لمن يهمه الأمر .
2
المشكلة الحقيقية بين مسافة الحياة وبين مسافة الزمن ، تحتاج إلى الاهتمام والتركيز والتفكير النقدي .
المشكلة الزائفة بين مسافة الزمن ومسافة المكان ، وهي تكشف خطأ تفكير اينشتاين ، ومثله تفكير فرويد ( كان الاثنان يعتقدان أن الزمن يتحدد بالشعور الفردي ، ويستخدمان نفس المثال ، على سرعة الزمن في الحالات اللذيذة وبطئه في حالات الألم ) . يعرف اليوم طفل _ة متوسط الذكاء ، بعد العاشرة خطأ ذلك المنطق ، لا الفكرة فقط .
....
المثال النموذجي : فرق العمر بين شخصين ؟
دليل على أن الزمن موضوعي ، ويتحرك بسرعة ثابتة واتجاه ثابت أيضا .
لكن تبقى مشكلة الحاضر ، والزمن معلقة .
( وهنا ينتهي الاقتباس من المقالة السابقة ) .
....
والأهم للفهم ولحل مشكلة الزمن والحاضر ، كما أعتقد " الظواهر الستة " ، ويكفي فهمها لتغيير الموقف الثقافي والعقلي للقارئ _ة ، وهي تفتح باب التفكير الجديد بالفعل :
1 _ الظاهرة الأولى :
يولد الانسان في العمر صفر وبقية العمر كاملة ، ويموت بالعكس تماما : في العمر الكامل وبقية العمر التي تناقصت إلى الصفر .
2 _ الظاهرة الثانية :
اليوم الحالي ( هذا اليوم نفسه 17 / 7 / 2023 ) ، يوجد في الحاضر بالنسبة للأحياء ، ويوجد في الماضي بالنسبة لمن لم يولدوا بعد ، ويوجد في المستقبل بالنسبة للموتى . كما يوجد احتمال رابع بالنسبة لمن سوف يولدون خلال اليوم الحالي ، واحتمال خامس بالنسبة لمن سيموتون خلال اليوم الحالي .
3 _ الظاهرة الثالثة :
أصل الفرد ، قبل الولادة بقرن وأكثر تتكشف الصورة بوضوح تام :
في مرحلة قبل الولادة يكون الفرد في الماضي والمستقبل ، بنفس الوقت ؟
حيث يكون جسده ، أو حياته ، عبر مورثاته الشخصية في سلالات الأجداد . وبنفس الوقت ، تكون بقية عمره ( أو زمنه ) في المستقبل .
( يكفي التفكير بهدوء ، وتعمق ، بمن سيولدون بعد قرن وأكثر ، بعد سنة 2123 ، لتتكشف فكرة " اصل الفرد " بشكل دقيق ، وموضوعي ) .
4 _ الظاهرة الرابعة :
ثنائية الفعل والفاعل ، في العربية تتمثل ثنائية الفاعل والفعل بمزدوجة عكسية تنطلق من الحاضر دوما :
1 _ حركة الفاعل ، أو الحياة ، دوما من الحاضر إلى المستقبل .
( خلال قراءتك لهذه الكلمات ، ستبقى – ين في الحاضر ، حتى لحظة الموت ، ومعك بنفس الحركة " الموضوعية " جميع الأحياء ) .
2 _ حركة الفعل ، أو الزمن ، دوما من الحاضر إلى الماضي .
( خلال قراءتك نفسها ، فعل القراءة يتجه بعكس الحركة الذاتية الشخصية : من الحاضر إلى الماضي ) .
5 _ الظاهرة الخامسة :
الحدث خماسي البعد ، وليس رباعيا فقط .
لا توجد حركة للزمن بشكل منفصل عن حركة الحياة ، ولا العكس أيضا .
بعبارة ثانية ، الحدث ثنائي البعد بين الحياة والزمن بطبيعته ، أو خماسي البعد بدلالة المكان والزمن والحياة .
( ناقشت هذه الفكرة المهمة ، والخطرة ، عبر نصوص عديدة ومنشورة سابقا على الحوار المتمدن ) .
6 _ الظاهرة السادسة :
يولد الانسان في الحاضر ، ويبقى طوال عمره ( أو بقية عمره ) في الحاضر ...
والسؤال كيف ، ومن أين ، يدخل الماضي والمستقبل إلى العمر ؟!
أيضا هذا السؤال ناقشته سابقا ، بشكل تفصيلي وموسع ، ويتكشف جوابه الصحيح ، بعد فهم أنواع المسافة ( والحركة أيضا ) الثلاثة : مسافة المكان ، ومسافة الزمن ، ومسافة الحياة .
الحوار المقترح مفتوح مع القارئ _ة الذي يهتم بالموضوع :
مشكلة الزمن والحاضر ، والعلاقة بين الحياة والزمن خاصة .
بكل الود والاحترام
حسين عجيب
اللاذقية 17 / 7 / 2023 .
....
....
الفصل السادس
الظاهرة السابعة
( هل حركة التاريخ تتوجه إلى الأمام أم إلى الوراء ؟! )

1
ملاحظة سريعة
بدل الدخول في لعبة المصلحات ، والتصنيف ، الغامضة وغير المجدية في هذا النص خاصة ، أكتفي بتحديد التاريخ ، كأحد أشكال العمر البشري .
وسوف أناقش فكرة ( اتجاه حركة التاريخ ) بشكل علمي ( منطقي وتجريبي معا ) بدلالة الحركة والمسافة .
وتنبيه أخير ، أعتقد أنه ضروري للقارئ _ة الجديد _ة خاصة :
يتعذر فهم هذا النص ، قبل فهم الظواهر الستة ولو بشكل تقريبي .
....
بدأ التاريخ قبل 2023 سنة ، يوم ولادة المسيح كما هو متفق عليه .
والسؤال الأول ، بدلالة المسافة :
ما هي المسافة نوعها أو أنواعها ، بين تلك اللحظة وبين اللحظة الحالية ؟!
بحسب الموقف الثقافي العالمي ، الحالي ، المسافة زمكانية ( تدمج بين حركتي الزمن والمكان ) ، وهي تبدأ من الصفر إلى السنة الحالية 2023 وسوف تستمر إلى اللانهاية ( أو يوم القيامة بالنسبة للمتدينين ) .
أعتقد أن هذا خطأ ، وفرضية اينشتاين مصدر الخطأ ( الزمكان ) .
والنتيجة التي يعرفها الجميع : نظرية الانفجار الكبير ، والتمدد الكوني ... وهي من نوع النبوءة التي تحقق ذاتها .
وأعتقد أنها ليست خطأ فقط ، بل هي تناقض المنطق العلمي الذي يتمحور حول الملاحظة والتجربة وقابلية القياس والاختبار والتعميم ، وغيرها .
....
للمسافة ثلاثة أنواع ( تقبل الزيادة ولا تقبل الاختصار ) ، في الحد الأدنى :
1 _ مسافة المكان . نعرفها جميعا وتقاس بالمتر .
2 _ مسافة الزمن .
ما تزال غير معروفة ، وغير مفهومة ، وهي خارج الاهتمام الثقافي . أو تلحق بالمكان ، بحسب العبارة غير الجميلة ( الزمكان ) .
تتمثل مسافة الزمن ، بعملية تناقص بقية العمر من بقية العمر الكاملة لحظة الولادة ...إلى بقية العمر التي تتناقص للصفر في لحظة الموت .
ظاهرة العمر ، أساسية لفهم مسافة الزمن ومسافة الحياة أيضا .
3 _ مسافة الحياة ، تشارك مسافة الزمن الغموض والإهمال إلى اليوم .
تربط بين نوعي المسافة ، أو الحركة ، علاقة صفرية من الدرجة الأولى :
الزمن + الحياة = 0 .
توجد مشكلة لغوية ، تتمثل بالعلاقة بين المسافة والحركة ، وهي تتصل بمفارقات زينون مباشرة كما أعتقد ( ناقشت ذلك في نص سابق ) .
2
هل حركة التاريخ إلى الأمام أم إلى الوراء ؟!
حركة التاريخ مزدوجة ، أو ثنائية بين الحياة والزمن ، بطبيعتها وهي تشبه حركة العمر الفردي ومن نفس النوع :
الحركة الموضوعية للحياة ، تتمثل بالتقدم في العمر ، وهي تتزايد ( تتقدم ) من الماضي إلى المستقبل .
الحركة التعاقبية للزمن ، تتمثل بتناقص بقية العمر ( تتراجع ) ، وهي من المستقبل ( العمر الكامل ) إلى الماضي ( تناقص بقية العمر إلى الصفر ) .
....
بعد فهم الظواهر الثلاثة : الأولى والثانية والثالثة ، تتكشف حركة التاريخ المزدوجة ، كما تتكشف الحركة المتعاكسة بين العمر الكامل وبقية العمر .
3
الحياة بدلالة نظرية التطور :
للحياة ثلاثة أنواع ، متفق عليها ، من الأدنى إلى الأعلى والأحدث :
1 _ الأحياء الأولية .
تتطور على المستوى البيولوجي فقط .
2 _ الاحياء الاجتماعية ، مثالها النمل والنحل ، تتطور على المستويين البيولوجي والاجتماعي معا وبالتزامن ( بنفس الوقت ) .
3 _ الجنس الإنساني .
يتطور الجنس البشري على ثلاثة مستويات بالتزامن ، البيولوجية والاجتماعية والثقافية .
عملية التطور الإنساني ، شديدة التعقيد والغموض ، وأعتقد أن تباين السرعة في التطور ، أو التغير ، بين المستويات الثلاثة مصدر ثابت للغموض وسوء الفهم وسوء التفسير والقراءة معا .
....
التطور البيولوجي ، له حركة وحيدة الاتجاه ، من الماضي إلى المستقبل .
بينما التطور الاجتماعي ، والثقافي خاصة ، يحدث في مختلف الاتجاهات إلى الوراء أو إلى الأمام .
( وهذه حركة التاريخ أيضا ) .
4
الحركة الموضوعية للتاريخ ، وتتمثل بالمراوحة في المكان ، وهي مزدوج وثنائية عكسية بطبيعتها ، بين الحياة والزمن :
1 _ اتجاه حركة الحياة ، من الماضي إلى المستقبل .
2 _ اتجاه حركة الزمن بالعكس ، من المستقبل إلى الماضي .
3 _ اتجاه حركة المكان ، تحدث في الحاضر دوما : من الحاضر 1 إلى الحاضر 2 .... إلى الحاضر ( س ) .
للأسف ، بالكاد تتجاوز معرفتنا الحالية للحركة وأنواعها معرفة زينون !؟
على الأقل ، عرف زينون المشكلة ، وحاول عرضها وحلها .
غالبية الفلاسفة والعلماء في العربية ، وربما في بقية الثقافات ، يعتبرون أن الحركة الكونية أحادية البعد والاتجاه من الماضي إلى المستقبل .
( وهذا ما اعترض عليه زينون بوضوح ) .
....
مشكلة المسافة أوضح من مشكلة الحركة :
للمسافة ثلاثة أنواع في الحد الأدنى :
1 _ مسافة المكان .
2 _ مسافة الحياة ، تتمثل بتقدم العمر ، وهي من الماضي إلى المستقبل .
3 _ مسافة الزمن ، تتمثل بتناقص بقية العمر ، وهي من المستقبل إلى الماضي .
بالنسبة لمسافة الزمن أو الحياة ، هي من نفس ظاهرة الفعل ورد الفعل . تتساويان بالقيمة المطلقة ، وتتعاكسان بالإشارة والاتجاه دوما .
5
هذه حدود معرفتي ، ...
آمل أن يجذب هذا البحث ، والحوار المفتوح ، العقول الجديدة _ والكهلة أيضا _ عسى ولعل ...
أعول على مشاركة الصديقة الأستاذة نور ، وعلى من يهمهن_ ة الموضوع ، ومشكلة الزمن والتاريخ والواقع ، والحاضر خاصة .
الحوار المفتوح طريق الفهم المتكامل .
....
....

الخلاصة الأحدث للنظرية الجديدة
الجزء الأول _ المشكلة اللغوية

هل يمكن تحديد ، وتعريف ، الحاضر بشكل دقيق وموضوعي ؟
مناقشة هذا السؤال مؤجلة للخاتمة .
....
ملاحظة هامة جدا :
الموقف الثقافي السائد ، يعتبر أن الماضي يحدد الحاضر والمستقبل .
هذا خطأ موروث ، ومشترك ، في الثقافة العالمية الحالية ويلزم تصحيحه .
الموقف البديل :
الماضي يحدد جزءا صغيرا فقط من الحاضر ، ومن المستقبل أصغر .
بكلمات أخرى ،
الحركة من الماضي إلى الحاضر ، والمستقبل أخيرا ، تشكل جزءا من الواقع بالفعل ، ولكنها لا تحدد الواقع الموضوعي كله .
الحركة الواقعية ، الموضوعية ، ثلاثية البعد والطبقات :
1 _ النوع الأول ، أو البعد الأول : حركة الحاضر ، أو حركة المكان :
من الحاضر إلى الحاضر أيضا ( حاضر 1 ، حاضر 2 ، ...حاضر س ) .
2 _ النوع الثاني ، الحركة من الماضي إلى الحاضر ، ثم المستقبل .
( حركة الحياة ، تبدأ من الماضي إلى المستقبل ، وعبر الحاضر ) .
3 _ النوع الثالث ، الحركة من المستقبل إلى الحاضر ، ثم الماضي .
( حركة الزمن أو الوقت تبدأ من المستقبل إلى الماضي ، عبر الحاضر ) .
الظواهر الستة ، والأربعة الأولى بشكل خاص ، تمثل الدليل العلمي والحاسم للنظرية الجديدة الدقيق والموضوعي معا .
هذه الأفكار الجديدة ، تمثل الاختلاف النوعي بين الثقافة العالمية السائدة حاليا ، وبين النظرية الجديدة .

1
ما هي العلاقة الحقيقية ، المنطقية والتجريبية معا ، بين الحاضر والماضي والمستقبل ؟!

عند قراءة السؤال لأول مرة يبدو بسيطا ، وسهل الحل .
لكنها خدعة الانطباع الأول ، المتسرع والنرجسي غالبا .
ما تزال العلاقة بين الحاضر والماضي والمستقبل مجهولة ، كما كانت في زمن نيوتن واينشتاين ، وربما تبقى مجهولة طيلة هذا القرن !؟
لكي نعرف العلاقة الحقيقية ، أو العلمية ، بين الحاضر والماضي والمستقبل يلزم أولا معرفة المتحولات الثلاثة . ( أو اثنين منها ، بالحد الأدنى ) .
....
ربما ما يزال من المبكر طرح السؤال بهذا الوضوح والبساطة ؟!
....
في المرحلة الأولى نصطدم بالمشكلة اللغوية : تحديد ، وتعريف ، المتحولات الثلاثة : الحاضر والماضي والمستقبل .
وبعد المشكلة اللغوية ، المرحلة الثانية أو المشكلة المنطقية والفيزيائية ، والتي ربما يمكن تحديدها بشكل دقيق وموضوعي ؟!
( حل المشكلة اللغوية غير ممكن على المستوى الفردي فقط ، كما أعتقد ) .
2
ما هو الزمن ؟!
( مناقشة السؤال عبر خلاصة مكثفة ، الملحق )
المشكلة اللغوية مستويين الأول البسيط ، والخاص بلغة محددة .
لكن المشكلة اللغوية التي تعترض دراسة الزمن ، ومحاولة فهمه ، ومشكلة الحاضر ، والعلاقة بين الحياة والزمن خاصة ، تمثل مشكلة مشتركة بين مختلف اللغات الكبرى الحديثة والحالية .
مثال 1 : ( المشكلة اللغوية ، التي تم حلها بشكل صحيح ومناسب ) .
في العربية توجد مشكلة ، محلولة ، بالنسبة لأسماء أولاد الأبناء :
الحفيد _ة : اسم ابن الابن ( الذكر ) .
السبط _ ة : اسم ابن البنت ( الأنثى ) .
لكن المشكلة اللغوية ، غير المحلولة ، تتكشف بوضوح مع كلمة ومصطلح أو تسمية ( الصهر ) : فهو اسم يطلق على زوج الأخت ، وعلى زوج البنت ، وعلى أزواج العمات وعلى أزواج الخالات .
اسم واحد ، ومفرد ، يطلق على عدة أشياء أو افراد أو موضوعات مختلفة ومنفصلة بالفعل .
مثال 2 :
الاسم والألقاب ، المتعددة ، لنفس الشخصية .
لدى بعض الأفراد ألقاب ، بالإضافة إلى الاسم الشخصي .
اللغات والثقافات الحديثة حلت المشكلة ، بالاكتفاء الاسم الأول وبصرف النظر عن الاعتبارات الأخرى .
مثال 3 ، من أهم أسباب غموض كلمة الزمن :
الحاضر كلمة ، او مصطلح ، يطلق على ثلاثة أشياء أو موضوعات مختلفة ومنفصلة بالفعل :
1 _ حاضر الزمن .
حركته الثابتة والمستمرة ، من الحاضر إلى الماضي .
( خلال قراءتك الآن ، فعل القراءة كل لحظة يتحول إلى الماضي ) .
2 _ حاضر الحياة . ( أو الحضور ) .
حركته الثابتة ، والمستمرة ، من الحاضر إلى المستقبل .
( خلال قراءتك الآن ، يمكنك التمييز بين الحركتين المتعاكستين دوما :
حدث الزمن أو الفعل ، الموضوع ، يتحرك من الحاضر إلى الماضي .
وبالعكس حدث الحياة أو الفاعل ، الذات ، يتحرك من الحاضر إلى المستقبل ) .
3 _ حاضر المكان . ( أو المحضر ) .
يمثل عامل التوازن والاستقرار الكوني .
حركة المكان تحدث في الحاضر فقط : من الحاضر 1 ، إلى الحاضر 2 ، ...إلى الحاضر ( س ) .
تمثل أحجيات زينون ، حدس الانسان القديم بالمشكلة اللغوية _ التي أحاول شرحها ومناقشتها _ وهي ما تزال بدون حل .
مثال 4 ...
الماضي كلمة ، أو اسم أو مصطلح ، يطلق على شيئين أو موضوعين مختلفين ومنفصلين بالفعل : الحياة والزمن .
ماضي الحياة شيء ، أو عنصر يختلف عن ماضي الزمن .
ماضي الحياة ، اسم للمرحلة الأولى من الحياة .
( الحياة تبدأ من الماضي للمستقبل ، والزمن بالعكس يبدأ من المستقبل )
والمشكلة نفسها تتكرر في حالة المستقبل .
المستقبل اسم ، ومصطلح ، يطلق على شيئين مختلفين ومنفصلين بالفعل : الحياة والزمن .
مستقبل الحياة ، أو عنصر الحياة ، يختلف عن مستقبل الزمن .
( المستقبل مرحلة ثالثة في الحياة ، بينما المستقبل بداية الزمن ، ويمثل المرحلة الأولى بحركة الزمن ) .
3
الخلاصة
المشكلة اللغوية أحد نوعين :
1 _ في الحالة الأولى يكون لعدة أشياء ، أو مكونات وموضوعات ، اسم واحد قديم عادة ( الحاضر والماضي والمستقبل مثال نموذجي ، للمشكلة اللغوية من النوع الأول ) . وفي هذه الحالة يتمثل الحل الصحيح ، والمناسب ، بتشكيل أسماء ومصطلحات جديدة ، بحيث تكون مساوية لعدد الأشياء والموضوعات .
2 _ في الحالة المعاكسة يكون للشيء الواحد ، أو الفرد ، أو الموضوع أكثر من اسم . ويتمثل الحل الصحيح في هذه الحالة ، بعملية توحيد التسميات أو المصطلحات بكلمة واحدة أو اسم واحد .
....
أعتقد أن ، حل المشكلة اللغوية غير ممكن على المستوى الفردي فقط . بل يتطلب الأمر ، إيجاد بعض الحلول على مستوى اللغة والثقافة معا .
بالنسبة لمشكلة الزمن ، والعلاقة بين الحاضر والماضي والمستقبل ، يتطلب الأمر حلا على المستوى العالمي _ كما أعتقد ( على مستوى الثقافة العالمية ومؤسساتها ، اليونسكو مثلا ) .
....
للأسف ، لا توجد في العربية هيئة ثقافية رسمية ، ومعترف بها ، يمكنها حل هذه المشكلة .
آمل أن يتوفر في الثقافة الألمانية ، والإنكليزية ، وغيرهما إمكانية حل المشكلة بالفعل .
ملحق 1
طبيعة الزمن وأنواعه
توجد عدة احتمالات لطبيعة الزمن ، أو لفكرة الزمن :
1 _ الزمن فكرة إنسانية مثل اللغة والمال .
2 _ للزمن وجوده الموضوعي ، والمستقل عن الحياة مثل الكهرباء .
3 _ لا يمكن معرفة طبيعة الزمن ضمن أدوات المعرفة الحالية .
4 _ والاحتمال الرابع ، ربما تبقى طبيعة الزمن مشكلة معلقة وبلا حل .
ولكن ، يمكن معرفة اتجاه حركتي الحياة والزمن .
....
ملحق 2
مثال خامس يكشف العلاقة بين الزمن والحياة بوضوح ...
المشكلة اللغوية بدلالة هنا وهناك :
" فجوة الألم " تسمية أدبيات التنوير الروحي للمشكلة العقلية المزمنة ، الموروثة والمشتركة : أنت هنا ولكن عقلك هناك .
توجد ثلاثة أنواع مختلفة لكلمة هناك : هناك المكان ، وهناك الزمن ، وهناك الحياة . هناك المكان ، ظاهرة ومعروفة تدرسها الفيزياء بشكل نموذجي يقارب الكمال . لكن المشكلة بين هناك الزمنية ، وبين هناك المكانية . هناك الزمنية في المستقبل عادة ، وبالعكس هناك الحياتية في الماضي عادة ( تتكشف الصورة ، عبر ظاهرة أصل الفرد ، وكيف يكون موزعا بين الماضي والمستقبل قبل ولادته بقرن مثلا ) .
هنا أيضا ثلاثة أنواع : هنا المكان ، وهنا الزمن ، وهنا الحياة .
عدم فهم العلاقة بين هنا وهناك ، مصدر الخطأ الثابت والمتكرر .
العلاقة بين هنا ( أصغر من اصغر شيء ) ، وبين هناك ( اكبر من أكبر شيء ) من نوع علاقات التناقض الصريحة بين الأصغر والأكبر أو العكس بين الأكبر والأصغر .
أعتقد أن لهذا المثال أهمية خاصة ، وهو يذكر بالعلاقة المشوشة بين النسبية العامة وبين فيزياء الكم .
ملحق 3
الحياة والزمن اثنان ، يتعذر ردهما إلى الواحد .
المكان والزمن اثنان أيضا ، ويتعذر دمجهما بواحد .
....
....
الجزء الثاني _ وظيفة النظرية الجديدة وغايتها
ما هي النظرية الجديدة ، فكرتها الأساسية والتي تختلف _ تضيف أو تصحح أو تتميز _ بها عن الثقافة السائدة ، وهل توجد حاجة لها بالفعل ؟!
....
لنتذكر
قبل خمسمئة سنة ، كانت الأرض ثابتة ومسطحة ، وحولها تدور الشمس والقمر والنجوم . ولا يخطر في بال أحد أنها فكرة ، وغير صحيحة ؟!
تكفي المقارنة بين الموقف الثقافي الحالي ، وبين الموقف السابق لتوضيح أهمية الأفكار الجديدة ، وضرورة التفكير من خارج الصندوق أحيانا ، لحل المشكلات المزمنة خاصة .
عملية المقارنة بين موقفين مختلفين أو حلين ، أو أكثر ، لنفس المشكلة أو القضية تكشف أيضا حدود الادعاء ، والجهل ، في كل فرضية جديدة أو نظرية ، أو فكرة جديدة .
....
الجديد مغامرة ، الجديد مجهول بطبيعته .
1
تتمحور النظرية الجديدة حول العلاقة الحقيقية ، بين الحياة والزمن .

مشكلة العلاقة بين الحياة والزمن ( أو الوقت ) ؟!
يوجد ثلاثة احتمالات :
1 _ الزمن والحياة في اتجاه واحد ، وبنفس السرعة .
( نفس الموقف الثقافي العالمي الحالي ، والمستمر بعد نيوتن ) .
2 _ الزمن والحياة في اتجاهين مختلفين ، وبسرعات مختلفة أيضا .
3 _ الزمن والحياة في اتجاهين متعاكسين ، ولهما نفس السرعة .
الموقف الثقافي العالمي ، خلال القرن العشرين والحالي أيضا ، يمثل الاحتمال الأول ، والذي يعتبر أن سهم الحياة هو نفسه سهم الزمن . وهو الموقف نفسه الذي قام نيوتن بصياغته ، وتحديده . حيث اعتبر أن العلاقة الحقيقية بين الزمن والمكان ، المطلقان ، وأهمل العلاقة بين الزمن والحياة لأسباب غامضة ، وربما تبقى مجهولة .
موقف النظرية الجديدة ، على النقيض من ذلك :
الزمن والحياة يتحركان في اتجاهين متعاكسين دوما ، وبنفس السرعة .
سوف أهمل الاحتمال الثاني ، لكونه غير واقعي كما أعتقد .
....
الاحتمال الأول ، ويمثل الموقف الثقافي العالمي الحالي ( وضمنه موقف العلم والفلسفة خطأ ، أو ناقص ويجب تصحيحه وتكملته ) .
سأكتفي بالبرهان المنطقي على صحة موقف النظرية ( كدليل على خطأ الموقف الحالي والاحتمال الأول ، لأن أحدهما خطأ بالطبع _ وربما يكون الاثنان خطأ معا ، وهذه مسألة في عهدة المستقبل ) من خلال عدة أمثلة ، وهي ظواهر عامة تقبل الملاحظة والاختبار والتعميم بلا استثناء .
الظاهرة الأولى :
1 _ العمر الفردي المزدوج بين الحياة والزمن .
يولد الفرد ، الإنساني وغيره ، في العمر صفر وبقية العمر الكاملة .
ويموت الفرد في العمر الكامل ، وبقية العمر التي تناقصت للصفر .
بعبارة ثانية ،
حركة الحياة وحركة الزمن ( أو الوقت ) تتمثلان ، وتتجسدان مباشرة بالعمر الفردي ، وهي فكرة وظاهرة مشتركة بين معظم اللغات الكبرى .
حركة الحياة ، وحركة الزمن ، يمكن استنتاجهما بشكل منطقي ومباشر :
الحركة الموضوعية للحياة تتمثل بتقدم العمر الفردي ، من الصفر لحظة الولادة إلى العمر الكامل لحظة الموت .
والحركة التعاقبية للزمن أو الوقت تتمثل بتناقص بقية العمر ، من بقية العمر الكاملة لحظة الولادة إلى بقية العمر التي تتناقص إلى الصفر لحظة الموت . كلا الحركتين ، يمكن ملاحظتهما مع قابلية الاختبار والتعميم بلا استثناء .
الحركتان متعاكستان بالاتجاه دوما ، وتتساويان بالسرعة ( لهما السرعة نفسها ، وهذه مسألة تحتاج للاهتمام والدراسة كما أعتقد ) .
تجمع بين حركتي الحياة والزمن ( أو الوقت ) معادلة صفرية من الدرجة الأولى :
الحياة + الزمن = الصفر
أو س + ع = 0 .
....
الظاهرة الثانية :
اليوم الحالي وأجزائه أو مضاعفاته ، اللحظة أو القرن ، يوجد في الماضي والمستقبل والحاضر بالتزامن .
اليوم الحالي ، وأي فترة زمنية أخرى ، يوجد في الحاضر بالنسبة للأحياء .
اليوم الحالي يوجد في الماضي ، بالنسبة لمن لم يولدوا بعد .
اليوم الحالي يوجد في المستقبل ، بالنسبة للموتى .
بالإضافة إلى احتمال رابع ، بالنسبة لمن سيولدون خلال اليوم الحالي . وبوجد احتمال خامس أيضا ، بالنسبة لمن سيموتون حلال اليوم الحالي .
....
الظاهرة الثالثة :
أصل الفرد ظاهرة تقبل الملاحظة ، والاختبار والتعميم بلا استثناء .
أين يكون الفرد قبل ولادته ، وبأكثر من قرن مثلا ؟!
الجواب الصحيح ، المنطقي والتجريبي معا : قبل ولادة الفرد بقرن أو اكثر ، يكون في وضع مزدوج بين الحياة والزمن ، وبين الماضي والمستقبل :
يكون جسده وحياته ، عبر مورثاته في أجساد الأجداد ( في الماضي ) .
ويكون زمنه ووقته ، أو بقية عمره ( في المستقبل ) .
تتكشف الفكرة ، الخبرة ، من خلال تخيل ولادة فرد بعد قرن سنة 2122 :
هي أو هو الآن ، بين الحاضر والمستقبل بالتزامن .
( ليس في الماضي بالطبع )
حياته أو حياتها ، أو مورثاتهما هي الآن في الحاضر عبر أجساد الأجداد .
وبقية عمرها ، أو عمره ، هي الآن في المستقبل منطقيا ( ليس في الماضي ولا في الحاضر بالطبع ) .
....
الظاهرة الرابعة :
ثنائية الحاضر ، وحركته المزدوجة في اتجاهين متعاكسين بين الماضي والمستقبل :
خلال قراءتك لهذه الكلمات ، يمكنك تمييز نوعين من الحركة :
1 _ حركة حدث الحياة ، ويتمثل بتقدم العمر بالنسبة للقارئ _ة ، في اتجاه ثابت ومستمر : من الحاضر إلى المستقبل ( تستمر هذه الحركة حتى لحظة الموت ) .
2 _ حركة حدث الزمن ، وتتمثل بفعل القراءة ( وأي فعل آخر ) وهي في اتجاه معاكس لحركة حدث الحياة : من الحاضر إلى الماضي .
( تتمثل حركة حدث الزمن ، وهي تعاكس حركة حدث الحياة دوما ، بعملية تناقص بقية العمر الكاملة لحظة الولادة إلى الصفر لحظة الموت ) .
الفكرة ، الخبرة ، التي تتمثل بالظاهرة الرابعة تتلخص ، بالحركتين المتعاكستين بين حدث الزمن وحدث الحياة :
حركة الحدث الزمني تبدأ من الحاضر إلى الماضي دوما ، ويمكن الاستنتاج بشكل منطقي أنها بدأت من المستقبل .
وبالعكس تماما حركة الحدث الحي ، فهي تبدأ من الحاضر إلى المستقبل دوما ، ويمكن الاستنتاج منطقيا أنها بدأت من الماضي .
....
الأمثلة السابقة ، تمثل البرهان والدليل المنطقي والتجريبي معا ، على العلاقة الحقيقية بين الحياة والزمن ، وهي جدلية عكسية بين الحركتين ، وتتمثل بالمعادلة الصفرية من الدرجة الأولى : الحياة + الزمن = الصفر .
وأما العلاقة بين الزمن وبين الوقت ، وهل هما واحد ، أم اثنين :
خلال الحياة الإنسانية المعروفة ، يكون الوقت والزمن واحد .
لكن قبل بداية الحياة ، الإنسانية خاصة ، ربما كان الزمن موجودا ؟!
هذه المسألة معلقة منذ قرون : مشكلة طبيعة الزمن وماهيته ، وهل هو نفسه الوقت الذي تقيسه الساعة فقط ، وفكرة إنسانية لا غير .
أو الاحتمال الآخر ، الزمن يسبق الوقت وسيبقى بعد الانسان والحياة ؟!
هذا السؤال مؤجل ، وتتعذر الإجابة عنه ضمن معطيات المعرفة الحالية .
وهو في عهدة المستقبل والأجيال القادمة .
أكتفي بمناقشة هذه الظواهر الأربعة ، وهي تقبل الزيادة ولا تقبل الاختصار والانتقاص ، وهي تمثل وتجسد العلاقة الحقيقية بين الحياة والزمن .
2
بعض أفكار النظرية ، جديدة ، وغير معروفة سابقا كما أعتقد :
للحياة نوعين من الحركة :
1 _ الحركة الذاتية وتتمثل بحركة الفرد ، وهي عشوائية بطبيعتها .
2 _ الحركة التعاقبية أو الموضوعية ، وتتمثل بتقدم السن بالنسبة للفرد . وهي ثابتة ، ومشتركة بين جميع الأحياء .
الحركة الذاتية تحدث في الحاضر بشكل دائم ، ومستمر من لحظة الولادة وحتى لحظة الموت .
بينما تحدث الحركة الموضوعية للحياة ، أو التعاقبية ، بين الماضي والمستقبل : تبدأ من الماضي إلى الحاضر ، ثم المستقبل .
( وهي ظاهرة ، تقبل الملاحظة والاختبار والتعميم بلا استثناء ) .
حركة الزمن ، أو الوقت ، بعكس حركة الحياة .
للزمن أيضا نوعين من الحركة :
1 _ الحركة التزامنية ، وهي تقابل الحركة الذاتية للحياة والتي تتمثل بالحركة الفردية والعشوائية بطبيعتها ، وتحدث مثلها في الحاضر أيضا ، وتتمثل بفرق التوقيت العالمي .
2 _ الحركة التعاقبية للزمن أو الوقت ، بعكس الحركة الموضوعية أو التعاقبية للحياة ، وتبدأ من المستقبل إلى الحاضر ، ثم الماضي .
الحركة التعاقبية للزمن أو الوقت ، ومع أنها غير ظاهرة بشكل مباشرة . ولكن يمكن استنتاجها وفهمها ، وبعد ذلك تسهل ملاحظتها بمختلف الظواهر بلا استثناء .
( المثال النموذجي للحركة التعاقبية للزمن : حركة تناقص بقية العمر ، بعكس تزايد العمر الحالي وصولا للعمر الكامل لحظة الموت ، من بقية العمر الكاملة إلى الصفر لحظة الموت ) .
....
كلا من نيوتن واينشتاين أدرك نصف الواقع فقط ، بدلالة الموقف من الحاضر :
كان نيوتن يعتبر أن الحاضر صغير جدا ، قيمته لا متناهية في الصغر وتقارب الصفر . وهذا صحيح بالنسبة للحركة التعاقبية للزمن ، كل لحظة ينقسم الحاضر في اتجاهين : الحياة تنتقل للمستقبل ، والزمن للماضي .
موقف اينشتاين بالعكس من نيوتن ، كان يعتقد أن للحاضر قيمة لا متناهية . وهذا صحيح أيضا ، بالنسبة للحركة الموضوعية للحياة ، فهي استمرارية لا نهائية تتجه من الماضي إلى المستقبل .
يمكننا اعتبار الحاضر اللحظة التي مرت ، أو اليوم ، أو القرن الحالي .
( الحاضر اتفاق اجتماعي _ ثقافي ، يمكن أن يتمثل بالساعة أو الدقيقة أو بأجزائهما ، ويمكن أن يتمثل بالسنة والقرن أو بمضاعفاتهما ) .
....
الزمن ( أو الوقت ) رصيد موجب لكل كائن حي ، يبدأ بالولادة وينتهي بالموت ، ويتعاكس مع الحياة بطبيعته .
أدرك شكسبير هذه الحقيقة ، وعبر عنها بشكل جميل ومكثف :
أنت التقيت بما يموت
وانا التقيت بما يولد .
ترجمة أدونيس .
....
فكرة الساعة الرملية صحيحة وغير دقيقة ، والساعة الإلكترونية بالعكس دقيقة وغير صحيحة . يجب عكس اتجاه حركة الساعة الحديثة ، فهي تقيس السرعة الموضوعية للحياة ( التعاقبية ) ، وهي بعكس حركة الزمن .
الساعة الرملية ، تتوافق مع حركة الساعة الزمنية .
الساعة الحديثة ، تتوافق مع حركة الساعة الحياتية .
يسهل فهم ذلك عبر المثال التالي ، لنتخيل طفل _ة بعد ساعة من ولادته :
يكون العمر بدلالة الحياة ، قد ازداد ساعة بالفعل .
( وهذا اتجاه ساعة الحياة ، والتي تقيسها الساعات الحالية )
وتكون بقية العمر بعد ساعة ، قد تناقصت بمقدار ساعة بالفعل .
( وهذا اتجاه ساعة الزمن ، والتي تقيسها الساعات الرملية بالفعل )
....
أعتقد أن خطأ حدث في الوعي الإنساني ، خلال التطور خاصة في العلاقة مع الزمن ، وصار الواقع معكوسا ومقلوبا .
والسؤال : هل يمكننا فهم ، وإصلاح ما حدث ؟!
أعتقد هذه الفكرة الجديدة ، جديرة بالاهتمام والتفكير بعمق وهدوء .
مثال تطبيقي :
من أين جاء اليوم الحالي ، وإلى أين يذهب ؟
اليوم الحالي ثلاثي البعد والمكونات : زمن ، وحياة ، ومكان .
حركة الحياة ، من الماضي إلى المستقبل عبر الحاضر .
( الجانب الحي من اليوم الحالي ، يأتي من الأمس ، ويذهب إلى الغد )
حركة الزمن ، من المستقبل إلى الماضي وعبر الحاضر أيضا .
( الجانب الزمني من اليوم الحالي ، يأتي من الغد ، ويذهب إلى الأمس ) .
حركة المكان تحدث في الحاضر فقط ، والمكان يمثل عامل التوازن والاستقرار الكوني ) .
....
الحدث خماسي البعد ، وليس رباعيا فقط :
فكرة جديدة أيضا ، وتختلف مع الموقف العلمي الحالي ، يوجد احتمالين للحدث :
1 _ الحدث خماسي البعد ، مع الزمن والحياة بالإضافة إلى المكان بأبعاده الثلاثة الطول والعرض والارتفاع أو العمق .
هذا الاحتمال ناقشته بشكل تفصيلي وموسع ، في نصوص منشورة على الحوار المتمدن .
2 _ الحدث رباعي البعد ، لكنه ثنائي النوع :
_ الحدث الزمني ، كما يقوم الافتراض الثقافي الحالي .
حيث الحدث رباعي البعد ، يتضمن الزمن بالإضافة للمكان .
الحدث الزمني يتحرك من المستقبل إلى الماضي ، عبر الحاضر .
( لكن ، هذا التصور ينقص منه بعد الحياة ، المعاكس للزمن بطبيعته )
_ الحدث الحي يتحرك بعكس الحدث الزمني ، من الماضي إلى المستقبل ، وعبر الحاضر .
.....
ربما تكون النظرية الجديدة خطأ ، بالكامل .
وهذا الاحتمال سيصير بحكم المؤكد ، بعد مرور عدة قرون .
لكنها الآن وفي الحد الأدنى _ كما آمل وأعتقد _ تساعد على فهم بعض المشكلات المزمنة ، والمعلقة مثل : الواقع ، والزمن ، والعلاقة بين الحاضر والماضي والمستقبل كأمثلة واضحة ، ومحددة .
....
....
خلاصة النظرية الجديدة _ الجزء الثالث

العلاقة بين الحاضر والماضي والمستقبل
( خطوة عملية على طريق الحل العلمي ، الدقيق والموضوعي معا )


للتذكير بالأفكار الجديدة ، بشكل مكثف وسريع

المتحولات الزمنية الستة ، وهي مكونة من مجموعتين :
1 _ المجموعة الأساسية ، أو الثلاثة الأولى : المكان ، والزمن ، والحياة .
2 _ المجموعة الثانوية ثلاثية أيضا : الحاضر ، والمستقبل ، والماضي .
المجموعة الثانية ، أو الثانوية ، تسمية لمراحل الزمن أو الحياة .
وهنا مصدر الغموض ، والتعقيد ، في محاولة فهم المتغيرات الستة . وبشكل خاص العلاقة بين الحاضر والماضي والمستقبل ، ما تزال العلاقة بينها مبهمة ، وشبه مجهولة بالكامل وفي مختلف اللغات ، مع الأسف والخجل .
الماضي مثلا كلمة ( قديمة ) تطلق على شيئين ، أو عنصرين ، مختلفين ومنفصلين بالفعل : الزمن والحياة . ومثلها المستقبل ، أيضا الحاضر .
نحتاج بكل اللغات كما أعتقد ، لتشكيل تسميات أو مصطلحات جديدة بدل العبارات : ماضي الزمن ، وماضي الحياة . وبدل مستقبل الزمن ، ومستقبل الحياة ، وبدل حاضر الزمن ، وحاضر الحياة .
في العربية مشكلة الحاضر محلولة ، بشكل قريب من الدقة والموضوعية :
حيث الحاضر للزمن ، والحضور للحياة ، والمحضر للمكان . وهي بدائل فعلية ، ومناسبة ، لكلمة حاضر التي تدل على الزمن والمكان والحياة معا .
يتكشف الآن الفرق بين مسافة الزمن ( مدة ) ، وبين مسافة الحياة ( مرحلة ) ...
مسافة الزمن مدة بين المستقبل والماضي ، وتبدأ من المستقبل .
مسافة الحياة مرحلة بين الماضي والمستقبل ، وتبدأ من الماضي .
بينما مسافة المكان هي الوحيدة المعروفة جيدا ، بين المسافات الثلاثة ، وتدرسها الفيزياء بشكل دقيق وموضوعي .
2
لكي نعرف العلاقة الحقيقية ، أو الصحيحة والعلمية ، بين المتغيرات الثلاثة المكان والزمن والحياة ، يلزمنا أولا معرفة مصدر الغموض ، الناتج عن المجموعة الثانوية : الحاضر والمستقبل والماضي .
بكلمات أخرى ،
لكي نستطيع تحديد ، وتعريف ، المتحولات الستة نحتاج لتقسيم البحث إلى مرحلتين أولا ، ودراسة كل مجموعة بشكل منفرد ومستقل . وبعد ذلك ، في المرحلة التكاملية ، يلزم دراسة المتحولات الستة معا بنفس الوقت .
لا أعرف كيف يمكن تحقيق ذلك ، بشكل علمي وعملي معا ؟!
....
سوف أحاول تحديد المتحولات ( أو المصطلحات ، أو العناصر ) بشكل أولي وتقريبي ، على أمل لفت انتباه الفلاسفة والعلماء ومن يهمهم الفهم .
3
لمعرفة العلاقة بين الماضي والمستقبل كمثال ، يلزمنا معرفة معنى كلمتي الماضي ، والمستقبل .
التعريف التقليدي قاصر ، وناقص ، ولا يكفي بالطبع :
الماضي حدث سابقا .
وبالمقابل : المستقبل لم يحدث بعد .
والحاضر بينهما .
هذا التحديد سبب الخطأ ، ومصدره الفعلي .
جزء من الماضي فقط حدث سابقا بالفعل ، بينما الجزء الأهم من الماضي ( يحدث الآن _ خلال قراءتك لهذه الكلمات ) .
نفس الشيء ، بالنسبة للمستقبل ولكن بشكل معاكس :
المستقبل لم يحدث بعد ؟
جزء من المستقبل لم يحدث بعد ، ولن يحدث خلال حياتنا المشتركة كأفراد ، وكأحياء أيضا ( وهذا الجانب من المستقبل ، هو الأقل أهمية لأن معرفته غير متاحة ضمن الأدوات المعرفية الحالية ) .
4
الحاضر ، أو الماضي الجديد ، أو المستقبل القديم ، ثلاث تسميات لنفس المجال الثلاثي بين الحياة والزمن والمكان .
بالمقارنة مع اللغة الإنكليزية مثلا ( هذه الفكرة بمساعدة الأصدقاء ) :
للماضي نوعين : الماضي المستمر أو الكامل او الموضوعي ، وهو الماضي الذي حدث سابقا ( قبل الفرد ، أو قبل البشرية ) ، والنوع الثاني الماضي البسيط أو الجديد ( وهو الذي يحدث الآن ) .
نفس التقسيم الثنائي ، بالنسبة للمستقبل ، المستقبل المستمر أو الموضوعي والمطلق بعد حياة الفرد ( أو الحياة الإنسانية كمثال ) . بينما المستقبل البسيط هو الذي يحدث الآن _ خلال قراءتك لهذه الكلمات .
هنا تتكشف أهمية فكرة نيوتن ( أو فرضيته : أن الحاضر يقارب الصفر ) .
الحاضر والماضي والمستقبل بدلالة الداخل ، أو اصغر من اصغر شيء ، هما مزيج أو مركب يتعذر فصله أو تفريده إلى ثلاثة .
للحاضر مشكلة خاصة ، بالإضافة إلى المشكلة المشتركة مع الماضي والمستقبل . ( تشبه مشكلة المكان ، مع الحياة والزمن ) .
....
....
خلاصة النظرية الجديدة _ الجزء الرابع
( مشكلة الحاضر )

لنتذكر أننا في الثقافة العالمية كلها ، وليس في العربية فقط ، ما نزال نجهل الواقع ، والزمن ، والحاضر بصورة خاصة .

لا يمكن تعريف الواقع ، ولا الزمن ، ولا الحاضر ، ضمن معطيات الثقافة العالمية الحالية .
أكثر ما يمكننا تحقيقه بشكل علمي ، أو بشكل دقيق وموضوعي معا ، تحديد الحاضر مع أنواعه الثمانية ( ثلاثة في الحد الأدنى ) .
1
ما هو الحاضر ؟
يقفز الجميع ، الكتاب والقراء والفلاسفة والعلماء وغيرهم ، فوق السؤال . على اعتبار أن معرفة الحاضر بديهية ، وهي معطاة للحواس مباشرة !
ويتم التغطية ، التستر القصدي غالبا ، على الجهل بموضوع الحاضر بطرق متنوعة ( مع أنها محدودة بالفعل ) .
لعل أهمها التذرع بأن المعرفة لله وحده ، وهذا أسوأ أشكال الاستخدام الذرائعي لفكرة الله ، أو الادعاء بأن العلم قد حل المشكلة ، وهذا الموقف يتضمن التذاكي ( تغليف الجهل بالإنشاء الذهني ، والمصطلحات النخبوية ) من قبل المتكلم أو الكاتب ، ومن ضمن هذا الاتجاه ، الموقف الشائع في الثقافة العالمية الذي يعتبر أن _ موقف اينشتاين من الزمن يجسد موقف العلم _ ويتضمن موقف نيوتن وغيره ، والأهم عبارة لا أعرف .
....
تذكير سريع ، ومكثف ، بأنواع الحاضر الثلاثة أو الثمانية :
1 _ حاضر الزمن .
( المسافة التي تفصل بين المستقبل والماضي ، بدلالة مرور الزمن ) .
2 _ حاضر الحياة . ( أو الحضور ) .
( المسافة التي تفصل بين الماضي والمستقبل ، بدلالة مرور الحياة ) .
3 _ حاضر المكان . ( او المحضر ) .
( المسافة التي تفصل بين نقطتين ، بدلالة المكان ) .
هذه الأنواع الثلاثة للحاضر ، سبب الغموض ومصدره الثابت . وهي غير قابلة للاختزال مطلقا ، ويمكن ملاحظتها بشكل مباشر وتجريبي أيضا .
كما توجد عدة أنواع للحاضر كما أعتقد ، ولكن ، ربما يمكن اختزال الأنواع الخمسة ( الثانوية ) للحاضر ؟!
بكل الأحوال ، هذه المناقشة ( والنظرية الجديدة بصورة عامة ) في مرحلة الحوار المفتوح ، وستبقى طوال حواتي بمرحلة الحوار المفتوح ...
4 _ الحاضر الآني .
( اللحظة التي مضت للتو ، بدون أن نلحظها القارئ _ة والكاتب أيضا .
5 _ الحاضر المستمر .
( المسافة ، أو المدة ، بين الأزل وهذه اللحظة ) .
6 _ الحاضر الفردي .
( يتمثل بالعمر الفردي ) .
7 _ الحاضر المشترك .
( يتمثل في بنات وأبناء الجيل الواحد ) .
8 _ الحاضر كما يفهمه العلم حاليا ، أو الثقافة العالمية بالعموم .
ربما يكون ، خلال قراءتك ، قد توصل البحث العلمي أو الثقافي لمعرفة جديدة للحاضر ؟!
ربما توجد بعض الأنواع الأخرى ، وهذا ما أرجحه بقوة .
2
مشكلة الماضي والمستقبل ؟!
ما هو الماضي ؟
ما هو المستقبل ؟
لحسن الحظ ، صرنا نعرف بأن العلاقة بين الماضي والمستقبل هي أيضا معادلة صفرية من الدرجة الأولى : الماضي + المستقبل = 0 .
بالإضافة إلى معرفتنا ، الجديدة ، بأن الماضي داخلنا _ هنا ( داخل الحياة والمكان وداخل الفرد أيضا ) . والمستقبل بالعكس خارجنا _ هناك .
لكن تنشأ أسئلة جديدة ، ومشكلات جديدة :
ما العلاقة بين الماضي والزمن ؟
أو بين الماضي والحياة ؟
أيضا العلاقة بين المستقبل والزمن ، والعلاقة بين المستقبل والحياة ؟!
هذه الأسئلة جديدة بطبيعتها ، وهي معلقة وستبقى في عهدة المستقبل والأجيال القادمة .
( للأسف تهمل الثقافة العربية هذه الأسئلة والنظرية الجديدة ، ولا أعرف إن كان سيستمر اهمال الثقافة العالمية لها بعد ترجمتها ؟! ) .
3
صار بالإمكان تحديد الحاضر بشكل دقيق ، وموضوعي :
الحاضر مرحلة ثانية في الحياة ، أيضا مرحلة ثانية في الزمن .
حاضر الحياة بعد الماضي ، وقبل المستقبل . لكن حاضر الزمن بالعكس ، بعد المستقبل وقبل الماضي .
( هذه الفكرة التي يصعب فهمها على الكثيرين _ ات ) .
الحاضر ثلاثي البعد ، والطبقات بالحد الأدنى ، وهو مزيج من الحياة والزمن والمكان .
والجانب الأهم من الحاضر ، يتمثل بأنه اتفاق اجتماعي _ ثقافي .
مثلا الحاضر ، يمثل الاختلاف الجدلي والحاسم بين نويتن واينشتاين :
نيوتن كان يعتبر أن الحاضر يقارب الصفر ، ويمكن اهماله .
( موقف نيوتن ، يهمل الحاضر بالفعل ، ويعتبر أن الزمن يوجد في الماضي أو في المستقبل . والحاضر غير موجود ، وغير مؤثر ) .
( أينشتاين بعكس نيوتن ، كان يهمل الماضي والمستقبل ، ويعتبر أن الحاضر يمثل الزمن بالفعل ) .
كلا الموقفين ناقص ، ويحتاج للتكملة ومن الثاني أولا .
4
المنطق الأحادي مشكلة الثقافة العالمية الحالية ، العلم والفلسفة خاصة .
....
إلى اليوم تعتبر الثقافة العالمية ، الحالية ، أن الزمن والحياة واحدا لا اثنين .
( هذا الخطأ ، يتحول إلى فضيحة ثقافية عالمية ، تتضخم بمرور الوقت ) .
لنتذكر أن موقف اينشتاين ، كان يعتبر أن الزمن والحياة والمكان واحد .
5
فكرة جديدة ، وأحد محاور النظرية الجديدة أيضا ....
فكرة السبب والنتيجة ناقصة ، وتحتاج للتكملة التصحيح .
النتيجة ، أو الواقع ، تتضمن الجانبين في الحالة العادية :
النتيجة = سبب + صدفة .
لا يوجد سبب منفصل عن الصدفة والاحتمالات ، ولا العكس أيضا ، لا توجد صدفة منفصلة عن سلسة الأسباب التي قادت إلى النتيجة .
توجد حالات يكون السبب فيها غالبا ، مثل الأمراض والوراثية ز
وحالات معاكسة ، تكون الصدفة راجحة ، مثل الحوادث الطارئة .
....
....

الهوامش المختلفة وغير المكتملة ....
أعتذر عن فشلي بتكملتها .

هامش 1
الحلقة المشتركة بين العلم والفلسفة غائبة ، أو مفقودة ...
وربما تكون بطريقها إلى الضياع الفعلي ؟!

مثال الموقف من الزمن ، ومن الحياة أيضا :
هل الحياة والزمن واحد فقط ، أم اثنان ؟!
على بساطة هذا السؤال ومباشرته ، ووضوحه الكامل ، يتجاهله الفلاسفة والعلماء إلى اليوم 24 / 7 / 2023 في العربية وبغيرها أيضا ؟!
( وهذا السؤال ، التهمة ، لا يستثني أحدا خلال هذا القرن )
....
في العربية خاصة ، يوجد سؤال بمثابة الفضيحة الثقافية العربية خلال القرن العشرين ، ويستمر طوال هذا القرن :
هل الزمن والوقت واحد أم اثنان ؟
1 _ الاحتمال الأول : الزمن = الوقت .
مقبول ، وهو يستخدم في الواقع ، لكن ينقصه البرهان التجريبي .
( البرهان المنطقي ) يتمثل بالساعة ومضاعفاتها ، أو أجزائها ، هي نفسها بدلالة الزمن أو الوقت ولا يوجد أية فروق تذكر .
2 _ الاحتمال الثاني : الزمن يختلف عن الوقت ، وهما اثنان بالفعل .
هذا الجواب خطأ ، حتى يثبت العكس . ( البينة على المدعي ) .
ناقشت الفكرة بشكل موسع ، عبر نصوص سابقة ومنشورة على الحوار المتمدن ، أيضا العلاقة بين الحياة والزمن ...لمن يهمهن _م الموضوع .
....
أعتقد أن السؤال الأهم ، والأصعب ، والمزدوج أيضا :
العلاقة بين الحركة التعاقبية للزمن ، وبين الحركة الموضوعية للحياة ؟!
خلاصة البحث السابق : الزمن يتغير ، أيضا الحياة تتغير ، وبنفس السرعة التي تقيسها الساعة بالفعل .
لكن ، المحير في الأمر : يوجد اتفاق ثقافي عالمي ، على أن الزمن والحياة يتغيران بالفعل . وبنفس الوقت ، خلال الممارسة الثقافية العامة ، يرفض ذلك غالبا ويتم التشكيك بكل دراسة جادة ، خاصة حول العلاقة بين الحياة والزمن أو الوقت ؟!
....
....

هامش 2
أحد أهم الأخطاء ، وأكثرها خطورة ، في الثقافة العالمية السائدة :

فكرة السبب والنتيجة ، أو قانون السببية ، تقوم على مغالطة واضحة .
النتيجة = سبب + صدفة . لا وجود لعلاقة مفردة ، وبسيطة ، بين سبب ونتيجة ( أو بين صدفة ونتيجة ) . أيضا لا يوجد سبب واحد ، أو سلسلة سببية ، وبشكل منفصل بالفعل ، عن المصادفات والاحتمالات .
الأصل متعدد أو ثنائي في الحد الأدنى ، ويتضمن كلا النوعين المختلفين ، والمنفصلين من الحوادث : الأسباب والمصادفات .
الموقف السابق ، أو الجدلي بين السبب والصدفة ناقص بطبيعته . والبديل الصحيح ، المنطقي والتجريبي معا :
النتيجة ، أو الواقع ، أو الحاضر : سبب + صدفة .
أعتقد أن الجدلية العكسية بين حركتي الحياة والزمن تفسر ذلك ، بشكل منطقي وتجريبي معا . حيث الحركة الموضوعية للحياة ، استمرارية معاكسة دوما للحركة التعاقبية للزمن أو الوقت .
وبكلمات أخرى ،
الوجود أو الواقع ، ثلاثي الطبقات والبعد : زمن وحياة ومكان . وهي ثلاثة أنواع مختلفة من الطاقة .
الزمن والحياة أحدهما سالب ، والثاني موجب ، بينما تمثل طاقة المكان عامل التوازن والاستقرار الكوني وهي محايدة بطبيعتها .
لكن ، الفكرة ما تزال في مرحلة الحوار المفتوح ، وربما تتغير بسرعة ؟!
....
بسهولة نسبيا يمكن إدراك وفهم السلاسل السببية ، والتي مصدرها الثابت من الماضي إلى الحاضر فالمستقبل وهو سبب المغالطة الحالية . لكن توجد سلسة مقابلة من ( الاحتمالات ) أو المصادفات ، ومصدرها المستقبل والزمن أو الوقت .
هذه الفكرة ، ما تزال غير مكتملة وغير واضحة بالنسبة لي ، فهي تتعلق بفهم الواقع والزمن والعلاقة بين الحياة والزمن خاصة . مع أنني أعتقد وبشكل مؤكد ، أن علاقة : سبب _ نتيجة خطأ بطبيعتها .
....
....
هامش 3
أفكار جديدة ما تزال في مرحلة الحوار المفتوح ....
( ما العلاقة الحقيقية بين الماضي والمستقبل ؟! )

1
لو كانت العلاقة بين الماضي والمستقبل أو العكس سهلة الحل ، وبسيطة لما بقيت مجهولة إلى اليوم 23 / 7 / 2023 .
بالمقابل ، لو كانت مستحيلة الحل ، لكانت أهملتها الثقافة العالمية وبقية الثقافات المحلية مثل مشكلات كثيرة ، وخطيرة ، ستبقى بلا حلول لسنوات وقرون ، مثل الفقر والمرض والخوف وغيرها كثير .
لنتخيل سنة 1111 ، حين كنا ، الكاتب والقارئ _ة مع بقية الأحياء في مرحلة ما قبل الولادة ، أو بمرحلة الوجود بالقوة ، المزدوجة بين الماضي والمستقبل ( الموقف الحالي الذي يعتبر أن المستقبل فقط موجود بالقوة والحاضر موجود بالفعل خطأ ، أو ناقص ويلزم تصحيحه وتكملته ) .
قبل ولادة الفرد ، يكون منقسما وموزعا بين الماضي والمستقبل ، حيث يكون عمره الفعلي وحياته في الماضي عبر سلالات الأجداد ( الجسد والمورثات مع العمر الكامل ) ، وبالعكس تكون بقية عمره أو زمنه ووقته في المستقبل ( بقية العمر الكاملة ، والزمن الذي سيوجد فيه ) .
لنتخيل بالمقابل سنة 3333 ، حيث سنكون جميعا الكاتب والقارئ _ة مع بقية الأحياء في مرحلة ما بعد الموت ، أو مرحلة الوجود بالأثر فقط .
....
ما هو الماضي ؟
ما هو المستقبل ؟
الماضي اسم مفرد ، واحد ، وبسيط يطلق على شيئين ، أو عنصرين ومكونين ، مختلفين بالفعل : الزمن والحياة ، ومثله المستقبل . وهذه المشكلة الأساسية " المشكلة اللغوية المشتركة والعالمية " .
( هل يفكر عاقل_ ة أن الحياة هي نفسها الزمن ؟!
الجواب محير ، لكن نعم في الحقيقة ، الموقف الثقافي العالمي الحالي يعتبرهما واحدا بالفعل ! ) ؟
2
لو استبدلنا التسميات بالرموز : الماضي = س ، والمستقبل = ع .
بالوضع اللغوي الحالي ، بالعربية وغيرها ، يتعذر الحل .
لأن الفرضية الأساسية خطأ .
لكن ، بعد تصحيح الخطأ المشترك ، والموروث ، بالبديل المناسب :
ماضي الحياة = س .
ماضي الزمن = ع .
مستقبل الحياة = ص .
مستقبل الزمن = ع .
الماضي س + ع ( بدل ماضي الزمن وماضي الحياة ) .
والمستقبل ص + ف .
تطبيق ذلك ، على السنة 1111 :
كانت حياتنا في الماضي وكان زمننا في المستقبل .
س أو الحياة جاءت من 1110 ، وع أو الزمن جاء من 1112 .
تتكشف الصورة بشكل واضح ، بعد تطبيق ذلك على سنة 3333 وغيرها :
خط الحياة : جاء من س إلى ص .
خط الزمن : جاء من ف إلى ع .
أين المشكلة في هذه المناقشة ؟
1 _ العلاقة بين الحياة والزمن ليست مجهولة بالكامل ، بل نعرف أنها جدلية عكسية : الحياة + الزمن = 0 .
2 _ العلاقة بين الحياة والمكان ، أو بين الزمن والمكان ، مبهمة ومجهولة بطبيعتها . ( على نقيض الزعم الثقافي الحالي ، ضمنه موقف العلم والفلسفة ) .
بعد حل المشكلة اللغوية ( المشتركة بين جميع اللغات ) بشكل صحيح ومناسب ، تتكشف العلاقة بين الزمن والحياة مباشرة . وبعد ذلك ، يسهل حل مشكلة العلاقة بين الماضي والمستقبل .
بكلمات أخرى ،
الحاضر والماضي والمستقبل ، هي تسميات ثانوية ( تشبه ألقاب الفرد ) لعناصر الواقع أو مكوناته الأساسية : المكان والزمن والحياة .
هذه المشكلة الأساسية _ وهي مركبة لكنها لغوية بالمستوى الأول _ بعد حلها ، نكون قد انتقلنا بالفعل إلى المستوى الثقافي الجديد .
3
نحن نعرف حديثا الحركة الموضوعية للحياة ، والحركة التعاقبية للزمن ، مع أننا لا نعرف طبيعة الزمن وماهيته ، ولا نعرف ماهية الحياة أيضا .
هذه المعرفة ، بالإضافة للجدلية العكسية بينهما ، مهمة ولكنها غير كافية لمعرفة العلاقة ( الحقيقية ) بين الماضي والمستقبل .
4
لم يتطور فهم الانسان الحالي 2023 للزمن كثيرا ، عن فهم زينون وسقراط وفيثاغورث وأغستين وغيرهم من فلاسفة العصور القديمة . وربما سنة 2222 أو 3333 أيضا ، يكون الوضع الثقافي العالمي شبيه بدرجة البؤس الثقافي العالمي ( الحالي ) في مشكلة الزمن ، والحاضر خاصة .
المشكلة لغوية بالدرجة الأولى ، والخطوة الأولى للحل لغوية بالتأكيد .
وهذه المشكلة لا تخص لغة بعينها ، بل هي مشكلة إنسانية وشاملة بالفعل .
بعد تصحيح المشكلة اللغوية ، واستبدال كلمات ( الحاضر والماضي والمستقبل ) الدغمائية وغير الكافية _ بل والمضللة ، وانا أعتقد أنها أساس المشكلة _ بالبديل المناسب ، يتغير الواقع الثقافي ومعه الموقف العقلي للقارئ _ ة والكاتب _ة الجديد _ ة أيضا .
بدل ثلاث كلمات ، حاضر وماض ومستقبل ، نحتاج إلى ستة كلمات جديدة على الأقل :
1 _ حاضر الحياة 2 _ حاضر الزمن 3 _ ماضي الحياة 4 _ ماضي الزمن 5 _ مستقبل الحياة 6 _ مستقبل الزمن .
....
ملحق
تسعينات القرن الماضي ، شاركت بمسابقة أدبية :
( تحرير الماضي من المستقبل
تحرير المستقبل من الماضي )
هكذا كان الإعلان في جريدة النداء اللبنانية ، صورة طبق الأصل .
كتبت أكثر من خمسين صفحة ، وأرسلتها للعنوان في ألمانيا ....
ولا أتذكر منها اليوم فكرة واحدة !
باستثناء جملة عن الحاضر : في اللحظة نفسها يكون الماضي ، ثم أعود وأكتب : في اللحظة نفسها يكون المستقبل ...
خلاصة ما أريد كتابته الآن : أنني كنت في موقع وموقف القارئ _ة اليوم . وأفهم بوضوح الفارق بين الموقف الثقافي السائد ، التقليدي أو الحديث ، وبين الموقف الجديد الذي أحاول صياغته ، والذي سيتكشف خلال هذت القرن كما أعتقد .
وربما بأسرع مما نتخيل ... القارئ _ة والكاتب ؟!
....
....

هامش 4
ما هو التعاقب الزمني ؟

سؤال واضح ومباشر ، لكنه صعب ، وبلا جواب إلى اليوم .
والغريب ، أنها مهمل وشبه مجهول بالكامل في الثقافة العالمية الحالية !؟
ومثله بشكل عكسي : الحركة الموضوعية للزمن ( يتساويان بالقيمة المطلقة ويتعاكسان بالإشارة والاتجاه دوما ) .
....
الجواب الحقيقي ( الاجتماعي _ الثقافي ) مضحك ، ومحزن أكثر .
مضحك ، في النقد الأدبي العربي ، وغيره بالطبع .
حيث يزعم الكاتب ، بصورة عامة ، أنه يعرف التعاقب الزمني .
وعندما يكون القارئ _ة ، على دراية واطلاع كافيين بمعرفة مشكلة الزمن ، والحاضر خاصة ، ويعرف ان حركة مرور الزمن ( سواء أكانت حقيقية أم فرضية لغوية وثقافية فقط ) تبدأ من المستقبل إلى الحاضر ، والماضي أخيرا ( وليس بداية الزمن مطلقا ) .
بهذه الحالة يكون جواب الكاتب مضحكا فقط ، بصرف النظر عن الموضوع أو الفكرة التي يتمحور حولها النص .
لكن الجواب المحزن ، عند ديفيد هيوم كمثال .
( كتبت رأيي بموقف هيوم من الزمن ، في أكثر من نص سابق ، وسأكتفي هنا بعرض موقف هيوم ضمن الموقف الثقافي السائد إلى اليوم ) .
يدور الكاتب حول معنى الزمن ، ومعنى حركة الزمن ، بشكل عبثي ومثير للسخرية ، وهو لا يعرف أنه يجهل موضوعه بالكامل . في المرحلة الأولى ( لا مهارة في اللاوعي ) .
لم أقرأ لكاتب _ة في أي من حقول الثقافة ، تجاوزا المرحلة البدائية في معرفة حركة الزمن وطبيعته : حتى اليوم 20 / 7 / 2023 .
وأرجو من القارئ _ة أن يصحح لي خطأي ، لو كان لديه الأمثلة والدليل .
....
ما هي الحركة الموضوعية للحياة ؟
تتمثل بتقدم العمر الفردي .
يخلط الغالبية ، بين الحركة الذاتية للحياة ( حركة الفرد أو الحركة الفردية ) وبين الحركة الموضوعية ، والتي تتمثل بالتقدم في العمر .
الفرق بين الحركتين ، نوعي وشامل :
الحركة الذاتية تحدث في الحاضر فقط .
وهي اعتباطية بطبيعتها ( ما عليك سوى الانتباه لحركة يومك الحالي مثلا ، أو لحركة أي يوم آخر في حياتك ) .
بينما الحركة الموضوعية للحياة ، تحدث بين الماضي والمستقبل دوما .
لحسن الحظ ، كلا المثالين يقبل الملاحظة :
1 _ الحركة الموضوعية للحياة
خلال قراءتك ، عملية تقدمك في السن هي نفسها بالنسبة لجميع الأحياء على هذا الكوكب ( وهي حركة ثابتة ، ومنتظمة ، ومطلقة ) .
2 _ الحركة الذاتية للحياة
خلال قراءتك ، وضعك في المكان وحركاتك اعتباطية بصورة عامة .
أدعو القارئ _ة المهتم بالفعل لتأمل المثالين ، مع التركيز .
.....
الحركة الموضوعية للحياة ، ما تزال شبه مجهولة أيضا _ مع نقيضها الثابت : الحركة التعاقبية للزمن _ وما نعرفه اليوم أن العلاقة الثابتة بين الحركتين تتمثل بالمعادلة الصفرية من الدرجة الأولى :
الحياة + الزمن = الصفر دوما .
ولكن ، لا نعرف لماذا وكيف ، وغيرها من الأسئلة الجديدة .
نعرف أن الحركة الموضوعية للحياة ثابتة ، ومطلقة ، وتحدث خارج الوعي والإرادة والشعور .
ويخضع لها جميع الأحياء بلا استثناء ، وأعتقد أن سرعتها هي نفس السرعة التي تقيسها الساعة . ( أو من المناسب اعتبارها كذلك ) .
ويوجد نموذج آخر لها ، بالإضافة إلى تقدم العمر الفردي ، يتمثل بالتعاقب بين الأجيال .
بينما الحركة الذاتية للحياة ، تتمثل بالحركة الفردية فقط ، وهي شعورية وإرادية وعكوسية أيضا .
ما تزال هذه الأفكار ، الجديدة ، في مرحلة الحوار المفتوح ...
وهي مثل كل الأفكار والأشياء الجديدة ، أولية ، وتقريبية ، ومليئة أخطاء البدايات ... وتتصحح عبر الحوار ، والتجربة ، والمستقبل .
....
....
هامش 5
العيش على مستوى الحاجة ، والعيش على مستوى الوجود ؟!


1 _ على مستوى الحاجة ، أو الرغبة أو اللذة أو الألم وغيرها ، يعيش الانسان في الماضي فقط .
ويكون محكوما بالعلاقة : مثير _ استجابة ، بشكل لاشعوري غالبا .
2 _ على مستوى الوجود ، أو الحب أو المعرفة أو السعادة أو الحرية وغيرها ، يعيش الانسان في الحاضر بالفعل .
ويكون بمستوى العلاقة : مثير _ قرار _ استجابة ، بشكل شعوري وواع وإرادي بوضوح .
توجد حالة ثالثة ، تمثل المتوسط الحيادي :
العيش على مستوى العادة .
....
مثال تطبيقي : التغيير من فوق أو التغيير من تحت ؟
التغيير من فوق ، يتمثل بتغيير الأفكار عبر الحوار والقراءة والتعلم . وبدروه تغيير، يتبعه تغيير الشعور ، ثم العادات والسلوك ونمط العيش .
التغيير من تحت ، على مستوى العادات ، تغيير عادة قديمة بعادة جديدة .
كلنا نعرف أمثلة عديدة ، لكلا النوعين :
أرجو أن يحالفني الحظ ، وأتمكن من تكملتها في المستقبل ؟!
....
....
الهامش 6
رسالة مفتوحة ، جديدة ، إلى القارئ _ة الجديد _ة خاصة ....

لماذا النظرية الجديدة ، وما تضيفه ( أو تنكره ) على الثقافة السائدة ؟!
أعتقد أن الثقافة السائدة ، العالمية ، قائمة على عدة افتراضات متناقضة بشكل صارخ .
مع أنني أشبه الطفل في قصة ، الامبراطور في ثيابه الجديدة ، وهو في الحقيقة يسير عاريا من الثياب .
لكننا نعرف ذلك في المستقبل ، والقصة ، بينما في الواقع المباشر والمشترك ما يحدث بالفعل " فضيحة ثقافية " .
أو الاحتمال المقابل ، أن تكون الثقافة العالمية صحيحة ، والمشكلة في قراءتي الشخصية لها .
ربما .
( تحتاج للتكملة )
....
....

هامش 7
رسالة جوابية 1 _ حوار مفتوح مع الصديقة / الأستاذة نور حريري

ما العلاقة الحقيقية بين الزمن والحياة ؟
أيضا بين الماضي والمستقبل ؟!

العزيزة نور
يسعد أوقاتك ...
قرأت مقالتك أكثر من مرة وبامتنان عميق ، مع أن موقفك من الزمن الذي شرحتيه بدقة ، وموضوعية ، يختلف مع النظرية بالفعل .
( مناقشة والرد في القسم الثالث ، حيث أن موقفي من الزمن وفهمي له مختلف وصادم ، ويزعج الكثيرين . ويتمحور حول الظواهر السبعة ، وهي تقبل الملاحظة والاختبار والتعميم بلا استثناء )
غايتي الأولى والثابتة من الحوار ، أن أتعلم فكرة جديدة أو خبرة ، أو بالعكس أن أصحح بعض الأفكار الخطأ .
وبنفس الأهمية أن ت _يحصل الشريك _ة في الحوار على النتيجة الإيجابية أيضا .
بالنسبة لي لا يوجد فرق من حيث الأهمية ، بين تعلم فكرة جديدة ، أو التحرر من فكرة لم تعد صحيحة أو تكملتها إن كانت ناقصة .
فكرة ثانية ، وبنفس درجة الأهمية لمشكلة طبيعة الزمن ، كما أعتقد :

فكرة السبب والنتيجة ، أو العلاقة السببية ، ناقصة وتحتاج للتصحيح والتكملة . مثل غالبية الثنائيات المعروفة ، والجدلية بطبيعتها :
النتيجة ، أو الواقع ، تتضمن كلا الجانبين في الحالة العامة .
النتيجة = سبب + صدفة .
توجد حالات يكون فيها الجانب السببي غالبا ، مثل الأمراض الوراثية .
وحالات معاكسة تكون الصدفة راجحة ، مثل الحوادث الطارئة .
....
أعتقد أن فكرة الزمن ، أو مشكلة الزمن ، في الثقافة العربية تنطوي على ميزة إيجابية وعلى مشكلة سلبية ، وبنفس الوقت .
ميزة الزمن بالعربية ، بالإضافة لأنواع الحاضر الثلاثة ( سوف أناقشها مباشرة بعد هذه الفكرة ، نظرا لأهميتها كما أعتقد ) تتمثل بالوقت ( أو الزمن الذي تقيسه الساعة ) .
ومشكلة الزمن في العربية ، تتمثل في أن اعتبار الماضي واحدا ، ومفردا ، ومثله المستقبل واحد ، بسيط ومفرد .
الحاضر في العربية ثلاثة أنواع :
1 – حاضر الزمن ، وهو الحاضر نفسه .
2 _ حاضر الحياة ، أو الحضور .
3 _ حاضر المكان ، أو المحضر .
توجد عدة أنواع أخرى للحاضر ، كما أعتقد :
4 _ الحاضر الآني ، بدلالة الزمن أو الحياة لا فرق _ سوى بالاتجاه المتعاكس للحركتين _ ويتمثل بهذه اللحظة التي انتهت للتو ...
5 _ الحاضر المستمر ، بدلالة الزمن أو الحياة لا فرق سوى بالاتجاه ، وهو اتفاق اجتماعي وثقافي ، يتمثل بالتاريخ الحالي ( منذ 2023 سنة ) .
6 _ الحاضر الفردي ، يتمثل بالعمر الشخصي .
7 _ الحاضر المشترك ، يتمثل في أبناء الجيل الواحد .
8 _ الحاضر كما هو عليه بالفعل ، أو كما يمكن أن يكون فهم الأجيال القادمة له ، بعد خمسمئة سنة مثلا أو ألف وأكثر ؟!
....
لدينا في العربية ثلاث كلمات متشابهة : زمن ، وقت ، زمان .
البعض يعتبرها ثلاثة مصطلحات ، أو مفاهيم ، متنوعة ومختلفة بالفعل .
( هذا الرأي ، خطأ كما أعتقد ، ويحتاج إلى البرهان والدليل ) .
بينما الرأي المقابل والذي يعتبرهما واحدا ، هو مقبول كما أعتقد ، ولكن ينقصه البرهان العلمي أو الدليل الحاسم .
الزمن = الوقت = الزمان .
....
بالنسبة لتقسيم الزمن كما أوضحتيه ، لا أعترض عليه من حيث المبدأ .
لكن ، أرى أنه أحد أسباب غموض فكرة الزمن ، وهو مثل كل تصنيف يتضمن مشكلة جديدة ( ومشكلات غالبا ) تحتاج لحل جديد .
وسأكتفي بالتصنيف الثنائي للزمن ، بدلالة الفيزياء الحديثة : بين الزمن الحقيقي ، وبين الزمن الوهمي ، والاختلاف بينهما في الاتجاه فقط :
1 _ حركة مرور الزمن الحقيقي ، من الماضي للمستقبل وعبر الحاضر .
2 _ الزمن التخيلي بالعكس ، من المستقبل إلى الماضي وعبر الحاضر .
هنا تتبسط المشكلة ، فكرة الزمن أو طبيعته وماهيته ، بوضوح :
أعتقد أن موقف الفيزياء الحالية ، يحتاج إلى العكس ، ( تتمحور النظرية الجديدة حول هذه الفكرة : الجدلية العكسية بين حركتي الحياة والزمن ) .
هذه الفكرة خلاصة بحث طويل ، عبر حوار مستمر ومفتوح ، بدأ في تسعينات القرن الماضي .
بالمختصر : توجد عدة ظواهر ، سبعة إلى الآن ، تمثل الدليل الحاسم ( المنطقي والتجريبي معا ) على الجدلية العكسية بين الحياة والزمن .
....
سوف أناقش بسرعة فكرة ما تزال جديدة ، وشبه مجهولة ، وهي تقبل الملاحظة والاختبار والتعميم بلا استثناء
للحياة نوعين من الحركة :
1 _ الحركة الذاتية للحياة أو الفردية ، وهي ظاهرة ومباشرة .
2 _ الحركة الموضوعية للحياة ، وتتمثل بتقدم العمر الفردي _ لجميع الأحياء _ من الصفر لحظة الولادة ، إلى العمر الكامل لحظة الموت .
يقابلها نوعان من الحركة للزمن ( أو الوقت ) :
1 _ الحركة التزامنية ، وتتمثل بفرق التوقيت العالمي المعروف للجميع .
2 _ الحركة التعاقبية للزمن ، وهي عكس الحركة الموضوعية للحياة ، تتساويان بالسرعة وتختلفان بالإشارة والاتجاه دوما ، وتبدأ من المستقبل إلى الماضي وعبر الحاضر .
....
بالعودة إلى الظاهرة الأولى ، وهي تكشف بشكل دقيق وموضوعي العلاقة بين حركتي الحياة والزمن :
يولد الانسان في العمر صفر ، وبقية العمر الكاملة .
ويموت بالعكس ، بالعمر الكامل ، وبقية العمر التي تناقصت للصفر .
هذه الظاهرة الأولى ، والأهم في النظرية الجديدة ، وهي جديرة بالاهتمام والفهم من خلال التأمل والتفكير بهدوء ، وبشكل منطقي ومناسب .
تفسير الظاهرة الأولى ، الوحيد ، المنطقي والتجريبي معا أن علاقة الحياة والزمن جدلية عكسية بطبيعتها . العمر الفردي ، للفرد الإنساني وغيره ، يشبه طريقا ثنائي الاتجاه بين نقطتين أو مدينتين ، وهما ( الاتجاهان ) يمثلان العمر الفردي بدلالة الحياة والزمن معا .
العمر الحالي ، ثم العمر الكامل ، يمثل الحركة الموضوعية للحياة .
( من الصفر إلى ، العمر الكامل )
وبقية العمر ، تمثل الحركة التعاقبية للزمن .
( بين بقية العمر الكاملة لحظة الولادة ، وتناقصها للصفر لحظة الموت ) .
....
بعد فهم الظاهرة الأولى بالفعل ، تتكشف العلاقة بين الحياة والزمن .
( الظاهرة الثانية تتمثل باليوم الحالي _ خلال قراءتك _ يوجد اليوم الحالي في الحاضر بالنسبة للأحياء ، وفي الماضي بالنسبة لمن لم يولدوا بعد ، وفي المستقبل بالنسبة للموتى . والظاهرة الثالثة تتمثل بأصل الفرد ، قبل ولادة الفرد بقرن واكثر ... يكون موزعا بين الماضي والمستقبل ( وبين الحياة والزمن ) بنفس الوقت ) .
التعلم بصورة عامة ، أو فهم فكرة جديدة ، يمر بأربع مراحل :
( بدلالة البرمجة اللغوية العصبية )
1 _ المرحلة الأولى . ( لا مهارة في اللاوعي ) .
بهذه المرحلة ، لا يعرف الانسان ما يجهل .
2 _ المرحلة الثانية ، ( لا مهارة في الوعي ) .
بداية تحديد الجهل الذاتي ، بعد معرفته والاعتراف به .
3 _ المرحلة الثالثة ، ( مهارة في الوعي ) .
بداية تعلم الفكرة ، او الخبرة ، الجديدة .
4 _ المرحلة الرابعة ، ( مهارة في اللاوعي ) .
مرحلة الخبرة ، بعد سنوات من الممارسة .
أعتقد أن الظاهرة الأولى ، العمر المزدوج بين الحياة والزمن ، بالنسبة للقارئ _ة الجديد _ ة خاصة ، تكون بالمرحلة الأولى أو الثانية .
وهي تحتاج إلى الفهم المتكامل ، المنطقي والتجريبي معا .
مثال 1 :
طفل _ة بعد الولادة بيوم واحد .
زاد عمره الحالي ( بدلالة الحياة ) ، من الصفر إلى عمر = يوما واحدا .
وبالمقابل ، تناقصت بقية عمره ( بدلالة الزمن او الوقت ) ، من بقية العمر الكاملة لحظة الولادة ، إلى بقية التي نقصت يوما واحدا بالفعل .
مثال 2 :
( حياة الشاعر السوري رياض الصالح الحسين ، 1954 _ 1982 ) .
سنة 1954 ولد ، وسنة 1955 زاد عمره ( الحالي ) سنة بالفعل .
لكن بقية عمره ، تناقصت سنة بالمقابل ( 27 سنة ) .
اقترح على القارئ _ة الجديد _ة خاصة ، التفكير بهذه الظاهرة ، وتطبيقها على الحياة الشخصية وعلى الأشخاص المقربين .
2

الصديقة العزيزة نور ، ...
أرجو أن تنتبهي للفرق الأساسي بين موقف النظرية الجديدة من ( العلاقة بين الحياة والزمن خاصة ) وبين موقف الثقافة العالمية الحالية _ سواء الحديثة منها أو التقليدية .
يعتبر الموقف الثقافي العالمي الحالي ، أن الماضي هو المصدر والبداية والأصل للمكان وللزمن وللحياة معا .
بينما موقف رياض الصالح الحسين ، كان يعتبر أن العكس هو الصحيح ، حيث المستقبل هو الأصل والبداية والمصدر ، بينما الماضي هو النتيجة والنهاية للحياة وللزمن وللمكان .
" الغد يتحول إلى اليوم
واليوم يصير الأمس
وأنا بلهفة
أنتظر الغد الجديد "
رياض الصلح الحسين شاعر سوري ولد 1954 ، وتوفي سنة 1982 .
أيضا الشاعر اللبناني أنسي الحاج ، كان يفكر في الزمن بطريقة تشبه طريقة تفكير رياض :
عنوان مجموعته الجميلة " ماضي الأيام الآتية " .
وله عبارة أكثر وضوحا :
أيها الأعزاء عودوا
لقد وصل الغد .
....
موقف النظرية الجديدة يتضمن كلا الموقفين المتناقضين :
حركة مرور الحياة تبدأ من الماضي إلى المستقبل ، عبر الحاضر .
والزمن يبدأ بالعكس ، من المستقبل إلى الماضي ، وعبر الحاضر .
بينما المكان يمثل عامل التوان والاستقرار الكوني . الحركة في المكان تحدث في الحاضر فقط :
تبدأ من الحاضر 1 إلى الحاضر 2 ... إلى الحاضر ( س ) .
....
المشكلة الأولى لغوية ، وفي اللغة العربية المشكلة مركبة وتنطوي على مغالطة ومفارقة بنفس الوقت :
المغالطة ، نفس المشكلة تتكرر في غالبية اللغات ( أو المعروفة منها ) .
الحياة والزمن يعتبران واحدا بالفعل ، وبنفس الوقت يتم اعتبارهما اثنان ، ولكن يحدث كل ذلك بشكل موارب وغير صريح !
هل الحياة والزمن ، في العربية مثلا ، تسميتان لنفس الشيء ( أو الفرد أو الموضوع ) ؟
الجواب البديهي لا ، الحياة غير الزمن ويختلفان بالكامل .
لكن في الاستخدام الثقافي العام ، أو المشترك ومع بقية اللغات يعتبران واحدا ومفردا ، ويتحركان معا ( بنفس الوقت وبنفس السرعة وبنفس الاتجاه : من الماضي إلى المستقبل ، وعبر الحاضر ) .
والمفارقة اللطيفة في العربية خاصة ، تتمثل في ثنائية الزمن والوقت .
يعتبر البعض أن الزمن شيء والوقت شيء آخر ، ويختلفان بالفعل .
هذه المشكلة تتعلق بطبيعة الزمن أو " فكرة الزمن " ، وهي احتمالية ، وغير معروفة إلى اليوم ، حيث توجد أربعة احتمالات :
1 _ الاحتمال الأول ، أن الزمن منجز انساني فقط ، مثل اللغة والمال .
2 _ الاحتمال الثاني ، أن للزمن وجوده الموضوعي ، المستقل عن الانسان والحياة بصورة عامة ، ويوجد بشكل منفصل عن الحياة مثل الكهرباء .
3 _ الاحتمال الثالث ، أن تكتشف فكرة الزمن ( أو طبيعة لزمن ) خلال هذا القرن ، واقرب مما نتصور .
4 _ الاحتمال الرابع ، أن تبقى فكرة الزمن ( مثل فكرة الله مثلا ) موضوعا جدليا في الفلسفة والعلم أيضا .
....
بصرف النظر عن طبيعة الزمن ، وعن نتيجة الجدل المزمن والمستمر ، يمكننا معرفة العلاقة بين الزمن والوقت بشكل موضوعي ودقيق ، حيث تجمع بينهما العلاقة :
الزمن = الوقت + فكرة الزمن .
فكرة الزمن انحسرت داخل الوقت ، وتلاشت بالفعل خلال القرن الماضي .
بعبارة ثانية ، حلال القرن الحالي والسابق صار الزمن هو نفسه الوقت .
( الزمن والوقت والزمان ، ثلاث تسميان لنفس الموضوع أو الشيء ) .
....
أعتقد أن الموقف الذي كان يمثله الشاعر رياض ، نقيض الموقف الثقافي العالمي الحالي ، ولا يمكن أن يكون الموقفان صحيحان معا .
مثال ذلك حركة ، وطبيعة ، اليوم الحالي :
من أين جاء اليوم الحالي ، وغلى أين يذهب ؟!
بالنسبة لموقف رياض :
اليوم الحالي جاء من الغد ، ويذهب إلى الأمس .
بالنسبة للموقف الثقافي العالمي ، الحالي بالعكس :
اليوم جاء من الأمس ، ويذهب إلى الغد .
بينما تعتبر النظرية الجديدة _ ويعود الفضل بتشكيل هذا الموقف للحوار المفتوح مع الصديقات والأصدقاء ، الذي بدأ في تسعينات القرن الماضي _ أن المشكلة في الجدلية العكسية بين حركتي الحياة والزمن :
اليوم الحالي ثلاثي البعد ، والطبقات ، 1 _ يوم الحياة ، 2 _ يوم الزمن ، 3 _ يوم المكان .
حركة يوم الحياة ، تنسجم مع الموقف الثقافي العالمي ، وهي تبدأ من الماضي إلى المستقبل وعبر الحاضر .
حركة الزمن بالعكس ، وتنسجم مع موقف رياض الصالح الحسين ، تبدأ من المستقبل إلى الماضي ، وعبر الحاضر .
والمكان يمثل عامل الاستقرار والتوازن الكوني .
....
....
القسم الثالث ، مناقشة ( فكرة الزمن ) ، وهل للزمن أنواع متعددة بالفعل ؟

العزيزة نور ،
أعرف أن بعض الأفكار التي تتمحور حولها النظرية الجديدة صادمة ، ومزعجة للبعض ، مع أنها ما تزال في مرحلة الحوار المفتوح .
وبصورة عامة أتعامل مع التفكير ، والفكرة الجديدة بصورة خاصة ، انها وسيلة للفهم والحوار ، وللعيش المناسب والأفضل ، وليست غاية .
ربما من المناسب البداية مع سؤال :
ماذا أضافت الفلسفة للفهم في موضوع الزمن ، خلال القرن العشرين ؟
جوابي المباشر والمفكر فيه كثيرا : لقد شوشت الفلسفة ، والفيزياء الحديثة أكثر ، على فكرة الزمن .
مثال هايدغر وسؤاله الشهير : ما الذي تقيسه الساعة ؟
أو باشلار : للزمن أبعاد ، للزمن كثافة .
.....
للزمن ثلاثة مراحل ، ومثله الحياة : الحاضر والماضي والمستقبل .
هذا كل ما نعرفه عن طبيعة الزمن وماهيته ، حتى سنة 2018 .
لكن يختلف الأمر بالفعل ، بعد النظرية الجديدة .
نعرف اليوم ، بدلالة الظواهر السبعة ، أن العلاقة بين الحياة والزمن ، تتمثل بمعادلة صفرية من الدرجة الأولى :
الحياة + الزمن = 0 .
( او س + ع = 0 ) .
ومثلها العلاقة بين الماضي والمستقبل :
الماضي + المستقبل = 0 .
والمعادلة الكبيرة :
الحاضر + الماضي + المستقبل = الحاضر .
أيضا بالنسبة للعلاقة بين الحياة والزمن والمكان :
الحياة + الزمن + المكان = المكان .
( هذه خلاصة بحث ، وحوار مفتوح ، وهي منشورة على الحوار المتمدن )
....
تشبه الظواهر ، الثلاثة الأولى خاصة ، الدليل المنطقي الذي استند عليه فلاسفة اليونان للبرهان على كروية الأرض :
1 _ الغياب التدرجي للشمس ، لو كانت الرض مسطحة لكان غياب الشمس يحدث دفعة واحدة وليس بشكل متدرج .
2 _ الظل المتساوي ، ويختلف بحسب ميلان الشمس فقط . لو كانت الأرض مسطحة ، لكان الظل يمتد بلا نهاية عند الأطراف .
3 _ ظاهرة الخسوف والكسوف الجزئية ، لو كانت الأرض مسطحة لكانت ظاهرتا الخسوف والكسوف بشكل كامل دوما .
لنتذكر ، ولنتأمل ، كم بقيت الممانعة قوية للفكرة الجديدة ؟!
( نفس الشيء كما اعتقد ، يحدث مع النظرية الجديدة ) .
.....
أرغب بمناقشة الظواهر السبعة خلال حوارنا الآتي ، فهي كما أعتقد دليل حاسم على الفكرة المحورية " الجدلية العكسية بين حركتي الحياة والزمن " ، أيضا بين الماضي والمستقبل .
وأختم النص بملحق ، يمثل الجزء الأول من الملخص الجديد للنظرية :

خلاصة النظرية الجديدة
الجزء الأول _ المشكلة اللغوية

هل يمكن تحديد ، وتعريف ، الحاضر بشكل دقيق وموضوعي ؟
مناقشة هذا السؤال مؤجلة للخاتمة .
....
ملاحظة هامة جدا :
الموقف الثقافي السائد ، يعتبر أن الماضي يحدد الحاضر والمستقبل .
هذا خطأ موروث ، ومشترك ، في الثقافة العالمية الحالية ويلزم تصحيحه .
الموقف البديل :
الماضي يحدد جزءا صغيرا فقط من الحاضر ، ومن المستقبل أصغر .
بكلمات أخرى ،
الحركة من الماضي إلى الحاضر ، والمستقبل أخيرا ، تشكل جزءا من الواقع بالفعل ، ولكنها لا تحدد الواقع الموضوعي كله .
الحركة الواقعية ، الموضوعية ، ثلاثية البعد والطبقات :
1 _ النوع الأول ، أو البعد الأول : حركة الحاضر ، أو حركة المكان :
من الحاضر إلى الحاضر أيضا ( حاضر 1 ، حاضر 2 ، ...حاضر س ) .
2 _ النوع الثاني ، الحركة من الماضي إلى الحاضر ، ثم المستقبل .
( حركة الحياة ، تبدأ من الماضي إلى المستقبل ، وعبر الحاضر ) .
3 _ النوع الثالث ، الحركة من المستقبل إلى الحاضر ، ثم الماضي .
( حركة الزمن أو الوقت تبدأ من المستقبل إلى الماضي ، عبر الحاضر ) .
الظواهر الستة ، والأربعة الأولى بشكل خاص ، تمثل الدليل العلمي والحاسم للنظرية الجديدة الدقيق والموضوعي معا .
هذه الأفكار الجديدة ، تمثل الاختلاف النوعي بين الثقافة العالمية السائدة حاليا ، وبين النظرية الجديدة .

1
ما هي العلاقة الحقيقية ، المنطقية والتجريبية معا ، بين الحاضر والماضي والمستقبل ؟!

عند قراءة السؤال لأول مرة يبدو بسيطا ، وسهل الحل .
لكنها خدعة الانطباع الأول ، المتسرع والنرجسي غالبا .
ما تزال العلاقة بين الحاضر والماضي والمستقبل مجهولة ، كما كانت في زمن نيوتن واينشتاين ، وربما تبقى مجهولة طيلة هذا القرن !؟
لكي نعرف العلاقة الحقيقية ، أو العلمية ، بين الحاضر والماضي والمستقبل يلزم أولا معرفة المتحولات الثلاثة . ( أو اثنين منها ، بالحد الأدنى ) .
....
ربما ما يزال من المبكر طرح السؤال بهذا الوضوح والبساطة ؟!
....
في المرحلة الأولى نصطدم بالمشكلة اللغوية : تحديد ، وتعريف ، المتحولات الثلاثة : الحاضر والماضي والمستقبل .
وبعد المشكلة اللغوية ، المرحلة الثانية أو المشكلة المنطقية والفيزيائية ، والتي ربما يمكن تحديدها بشكل دقيق وموضوعي ؟!
( حل المشكلة اللغوية غير ممكن على المستوى الفردي فقط ، كما أعتقد ) .
2
ما هو الزمن ؟!
( مناقشة السؤال عبر خلاصة مكثفة ، بالملحق )
المشكلة اللغوية مستويين الأول البسيط ، والخاص بلغة محددة .
لكن المشكلة اللغوية التي تعترض دراسة الزمن ، ومحاولة فهمه ، ومشكلة الحاضر ، والعلاقة بين الحياة والزمن خاصة ، تمثل مشكلة مشتركة بين مختلف اللغات الكبرى الحديثة والحالية .
مثال 1 : ( المشكلة اللغوية ، التي تم حلها بشكل صحيح ومناسب ) .
في العربية توجد مشكلة ، محلولة ، بالنسبة لأسماء أولاد الأبناء :
الحفيد _ة : اسم ابن الابن ( الذكر ) .
السبط _ ة : اسم ابن البنت ( الأنثى ) .
لكن المشكلة اللغوية ، غير المحلولة ، تتكشف بوضوح مع كلمة ومصطلح أو تسمية ( الصهر ) : فهو اسم يطلق على زوج الأخت ، وعلى زوج البنت ، وعلى أزواج العمات وعلى أزواج الخالات .
اسم واحد ، ومفرد ، يطلق على عدة أشياء أو افراد أو موضوعات مختلفة ومنفصلة بالفعل .
مثال 2 :
الاسم والألقاب ، المتعددة ، لنفس الشخصية .
لدى بعض الأفراد ألقاب ، بالإضافة إلى الاسم الشخصي .
اللغات والثقافات الحديثة حلت المشكلة ، بالاكتفاء الاسم الأول وبصرف النظر عن الاعتبارات الأخرى .
مثال 3 ، من أهم أسباب غموض كلمة الزمن :
الحاضر كلمة ، او مصطلح ، يطلق على ثلاثة أشياء أو موضوعات مختلفة ومنفصلة بالفعل :
1 _ حاضر الزمن .
حركته الثابتة والمستمرة ، من الحاضر إلى الماضي .
( خلال قراءتك الآن ، فعل القراءة كل لحظة يتحول إلى الماضي ) .
2 _ حاضر الحياة . ( أو الحضور ) .
حركته الثابتة ، والمستمرة ، من الحاضر إلى المستقبل .
( خلال قراءتك الآن ، يمكنك التمييز بين الحركتين المتعاكستين دوما :
حدث الزمن أو الفعل ، الموضوع ، يتحرك من الحاضر إلى الماضي .
وبالعكس حدث الحياة أو الفاعل ، الذات ، يتحرك من الحاضر إلى المستقبل ) .
3 _ حاضر المكان . ( أو المحضر ) .
يمثل عامل التوازن والاستقرار الكوني .
حركة المكان تحدث في الحاضر فقط : من الحاضر 1 ، إلى الحاضر 2 ، ...إلى الحاضر ( س ) .
تمثل أحجيات زينون ، حدس الانسان القديم بالمشكلة اللغوية _ التي أحاول شرحها ومناقشتها _ وهي ما تزال بدون حل .
مثال 4 ...
الماضي كلمة ، أو اسم أو مصطلح ، يطلق على شيئين أو موضوعين مختلفين ومنفصلين بالفعل : الحياة والزمن .
ماضي الحياة شيء ، أو عنصر يختلف عن ماضي الزمن .
ماضي الحياة ، اسم للمرحلة الأولى من الحياة .
( الحياة تبدأ من الماضي للمستقبل ، والزمن بالعكس يبدأ من المستقبل )
والمشكلة نفسها تتكرر في حالة المستقبل .
المستقبل اسم ، ومصطلح ، يطلق على شيئين مختلفين ومنفصلين بالفعل : الحياة والزمن .
مستقبل الحياة ، أو عنصر الحياة ، يختلف عن مستقبل الزمن .
( المستقبل مرحلة ثالثة في الحياة ، بينما المستقبل بداية الزمن ، ويمثل المرحلة الأولى بحركة الزمن ) .
3
الخلاصة
المشكلة اللغوية أحد نوعين :
1 _ في الحالة الأولى يكون لعدة أشياء ، أو مكونات وموضوعات ، اسم واحد قديم عادة ( الحاضر والماضي والمستقبل مثال نموذجي ، للمشكلة اللغوية من النوع الأول ) . وفي هذه الحالة يتمثل الحل الصحيح ، والمناسب ، بتشكيل أسماء ومصطلحات جديدة ، بحيث تكون مساوية لعدد الأشياء والموضوعات .
2 _ في الحالة المعاكسة يكون للشيء الواحد ، أو الفرد ، أو الموضوع أكثر من اسم . ويتمثل الحل الصحيح في هذه الحالة ، بعملية توحيد التسميات أو المصطلحات بكلمة واحدة أو اسم واحد .
....
أعتقد أن ، حل المشكلة اللغوية غير ممكن على المستوى الفردي فقط . بل يتطلب الأمر ، إيجاد بعض الحلول على مستوى اللغة والثقافة معا .
بالنسبة لمشكلة الزمن ، والعلاقة بين الحاضر والماضي والمستقبل ، يتطلب الأمر حلا على المستوى العالمي _ كما أعتقد ( على مستوى الثقافة العالمية ومؤسساتها ، اليونسكو مثلا ) .
....
للأسف ، لا توجد في العربية هيئة ثقافية رسمية ، ومعترف بها ، يمكنها حل هذه المشكلة .
آمل أن يتوفر في الثقافة الألمانية ، والإنكليزية ، وغيرهما إمكانية حل المشكلة بالفعل .
....
ملحق
طبيعة الزمن وأنواعه
توجد عدة احتمالات لطبيعة الزمن ، أو لفكرة الزمن :
1 _ الزمن فكرة إنسانية مثل اللغة والمال .
2 _ للزمن وجوده الموضوعي ، والمستقل عن الحياة مثل الكهرباء .
3 _ لا يمكن معرفة طبيعة الزمن ضمن أدوات المعرفة الحالية .
4 _ والاحتمال الرابع ، ربما تبقى طبيعة الزمن مشكلة معلقة وبلا حل .
ولكن ، يمكن معرفة اتجاه حركتي الحياة والزمن .
....
ملحق 2
مثال خامس يكشف العلاقة بين الزمن والحياة بوضوح ...
المشكلة اللغوية بدلالة هنا وهناك :
" فجوة الألم " تسمية أدبيات التنوير الروحي للمشكلة العقلية المزمنة ، الموروثة والمشتركة : أنت هنا ، وعقلك هناك .
توجد ثلاثة أنواع مختلفة لكلمة هناك : هناك المكان ، وهناك الزمن ، وهناك الحياة . هناك المكان ، ظاهرة ومعروفة تدرسها الفيزياء بشكل نموذجي يقارب الكمال . لكن المشكلة بين هناك الزمنية ، وبين هناك المكانية . هناك الزمنية في المستقبل عادة ، وبالعكس هناك الحياتية في الماضي عادة ( تتكشف الصورة ، عبر ظاهرة أصل الفرد ، وكيف يكون موزعا بين الماضي والمستقبل قبل ولادته بقرن مثلا ) .
هنا أيضا ثلاثة أنواع : هنا المكان ، وهنا الزمن ، وهنا الحياة .
عدم فهم العلاقة بين هنا وهناك ، مصدر الخطأ الثابت والمتكرر .
العلاقة بين هنا ( أصغر من اصغر شيء ) ، وبين هناك ( اكبر من أكبر شيء ) من نوع علاقات التناقض الصريحة بين الأصغر والأكبر أو العكس بين الأكبر والأصغر .
أعتقد أن لهذا المثال أهمية خاصة ، وهو يذكر بالعلاقة المشوشة بين النسبية العامة وبين فيزياء الكم .
ملحق 3
الحياة والزمن اثنان ، يتعذر ردهما إلى الواحد .
المكان والزمن اثنان أيضا ، ويتعذر دمجهما بواحد .
....
الخاتمة
أعتذر عن الركاكة في الأسلوب ، حاولت أن أقدم عبر النص تصوري المناسب للموضوع وبشكل يجمع بين الدقة والموضوعية والوضوح .
واقترح عليك _ وعلى القارئ _ ة الجديد _ ة خاصة ، محاولة تخيل موقفك العقلي من الزمن بعد عشر سنوات ... أو أكثر ؟!
وكيف سيكون الموقف الثقافي العالمي مستقبلا ؟!
تدهشني فكرة : كيف تتغير الأفكار والمعتقدات ( اليقينية أيضا ) ، واعتبرها الدلالة الأساسية على الصحة العقلية للفرد .
بكل الود
والاحترام .
....
....

هامش 8
الظاهرة السابعة
( هل حركة التاريخ تتوجه إلى الأمام أم إلى الوراء ؟! )

1
ملاحظة سريعة
بدل الدخول في لعبة المصلحات ، والتصنيف ، الغامضة وغير المجدية في هذا النص خاصة ، أكتفي بتحديد التاريخ ، كأحد أشكال العمر البشري .
وسوف أناقش فكرة ( اتجاه حركة التاريخ ) بشكل علمي ( منطقي وتجريبي معا ) بدلالة الحركة والمسافة .
وتنبيه أخير ، أعتقد أنه ضروري للقارئ _ة الجديد _ة خاصة :
يتعذر فهم هذا النص ، قبل فهم الظواهر الستة ولو بشكل تقريبي .
....
بدأ التاريخ قبل 2023 سنة ، يوم ولادة المسيح كما هو متفق عليه .
والسؤال الأول ، بدلالة المسافة :
ما هي المسافة نوعها أو أنواعها ، بين تلك اللحظة وبين اللحظة الحالية ؟!
بحسب الموقف الثقافي العالمي ، الحالي ، المسافة زمكانية ( تدمج بين حركتي الزمن والمكان ) ، وهي تبدأ من الصفر إلى السنة الحالية 2023 وسوف تستمر إلى اللانهاية ( أو يوم القيامة بالنسبة للمتدينين ) .
أعتقد أن هذا خطأ ، وفرضية اينشتاين مصدر الخطأ ( الزمكان ) .
والنتيجة التي يعرفها الجميع : نظرية الانفجار الكبير ، والتمدد الكوني ... وهي من نوع النبوءة التي تحقق ذاتها .
وأعتقد أنها ليست خطأ فقط ، بل هي تناقض المنطق العلمي الذي يتمحور حول الملاحظة والتجربة وقابلية القياس والاختبار والتعميم ، وغيرها .
....
للمسافة ثلاثة أنواع ( تقبل الزيادة ولا تقبل الاختصار ) ، في الحد الأدنى :
1 _ مسافة المكان . نعرفها جميعا وتقاس بالمتر .
2 _ مسافة الزمن .
ما تزال غير معروفة ، وغير مفهومة ، وهي خارج الاهتمام الثقافي . أو تلحق بالمكان ، بحسب العبارة غير الجميلة ( الزمكان ) .
تتمثل مسافة الزمن ، بعملية تناقص بقية العمر من بقية العمر الكاملة لحظة الولادة ...إلى بقية العمر التي تتناقص للصفر في لحظة الموت .
ظاهرة العمر ، أساسية لفهم مسافة الزمن ومسافة الحياة أيضا .
3 _ مسافة الحياة ، تشارك مسافة الزمن الغموض والإهمال إلى اليوم .
تربط بين نوعي المسافة ، أو الحركة ، علاقة صفرية من الدرجة الأولى :
الزمن + الحياة = 0 .
توجد مشكلة لغوية ، تتمثل بالعلاقة بين المسافة والحركة ، وهي تتصل بمفارقات زينون مباشرة كما أعتقد ( ناقشت ذلك في نص سابق ) .
2
هل حركة التاريخ إلى الأمام أم إلى الوراء ؟!
حركة التاريخ مزدوجة ، أو ثنائية بين الحياة والزمن ، بطبيعتها وهي تشبه حركة العمر الفردي ومن نفس النوع :
الحركة الموضوعية للحياة ، تتمثل بالتقدم في العمر ، وهي تتزايد ( تتقدم ) من الماضي إلى المستقبل .
الحركة التعاقبية للزمن ، تتمثل بتناقص بقية العمر ( تتراجع ) ، وهي من المستقبل ( العمر الكامل ) إلى الماضي ( تناقص بقية العمر إلى الصفر ) .
....
بعد فهم الظواهر الثلاثة : الأولى والثانية والثالثة ، تتكشف حركة التاريخ المزدوجة ، كما تتكشف الحركة المتعاكسة بين العمر الكامل وبقية العمر .
3
الحياة بدلالة نظرية التطور :
للحياة ثلاثة أنواع ، متفق عليها ، من الأدنى إلى الأعلى والأحدث :
1 _ الأحياء الأولية .
تتطور على المستوى البيولوجي فقط .
2 _ الاحياء الاجتماعية ، مثالها النمل والنحل ، تتطور على المستويين البيولوجي والاجتماعي معا وبالتزامن ( بنفس الوقت ) .
3 _ الجنس الإنساني .
يتطور الجنس البشري على ثلاثة مستويات بالتزامن ، البيولوجية والاجتماعية والثقافية .
عملية التطور الإنساني ، شديدة التعقيد والغموض ، وأعتقد أن تباين السرعة في التطور ، أو التغير ، بين المستويات الثلاثة مصدر ثابت للغموض وسوء الفهم وسوء التفسير والقراءة معا .
....
التطور البيولوجي ، له حركة وحيدة الاتجاه ، من الماضي إلى المستقبل .
بينما التطور الاجتماعي ، والثقافي خاصة ، يحدث في مختلف الاتجاهات إلى الوراء أو إلى الأمام .
( وهذه حركة التاريخ أيضا ) .
4
الحركة الموضوعية للتاريخ ، وتتمثل بالمراوحة في المكان ، وهي مزدوج وثنائية عكسية بطبيعتها ، بين الحياة والزمن :
1 _ اتجاه حركة الحياة ، من الماضي إلى المستقبل .
2 _ اتجاه حركة الزمن بالعكس ، من المستقبل إلى الماضي .
3 _ اتجاه حركة المكان ، تحدث في الحاضر دوما : من الحاضر 1 إلى الحاضر 2 .... إلى الحاضر ( س ) .
للأسف ، بالكاد تتجاوز معرفتنا الحالية للحركة وأنواعها معرفة زينون !؟
على الأقل ، عرف زينون المشكلة ، وحاول عرضها وحلها .
غالبية الفلاسفة والعلماء في العربية ، وربما في بقية الثقافات ، يعتبرون أن الحركة الكونية أحادية البعد والاتجاه من الماضي إلى المستقبل .
( وهذا ما اعترض عليه زينون بوضوح ) .
....
مشكلة المسافة أوضح من مشكلة الحركة :
للمسافة ثلاثة أنواع في الحد الأدنى :
1 _ مسافة المكان .
2 _ مسافة الحياة ، تتمثل بتقدم العمر ، وهي من الماضي إلى المستقبل .
3 _ مسافة الزمن ، تتمثل بتناقص بقية العمر ، وهي من المستقبل إلى الماضي .
بالنسبة لمسافة الزمن أو الحياة ، هي من نفس ظاهرة الفعل ورد الفعل . تتساويان بالقيمة المطلقة ، وتتعاكسان بالإشارة والاتجاه دوما .
5
هذه حدود معرفتي الحالية ، ...
آمل أن يجذب هذا البحث ، والحوار المفتوح ، العقول الجديدة _ والكهلة أيضا _ عسى ولعل ...
الحوار المفتوح طريق الفهم المتكامل .
وأحد أهم أشكال البحث العلمي ( المستقبلي ) .
وشكرا لاهتمامك...
....








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. حماس وإسرائيل.. محادثات الفرصة الأخيرة | #غرفة_الأخبار


.. -نيويورك تايمز-: بايدن قد ينظر في تقييد بعض مبيعات الأسلحة ل




.. الاجتماع التشاوري العربي في الرياض يطالب بوقف فوري لإطلاق ال


.. منظومة -باتريوت- الأميركية.. لماذا كل هذا الإلحاح الأوكراني




.. ?وفد أمني عراقي يبدأ التحقيقات لكشف ملابسات الهجوم على حقل -