الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المخطوط الجديد _ مع الهوامش الناقصة

حسين عجيب

2023 / 8 / 17
العولمة وتطورات العالم المعاصر


المخطوط الجديد
( مع الهوامش الناقصة )

" السؤال المؤجل : هل يمكن تحديد الحاضر بشكل دقيق وموضوعي ؟ "
مناقشة هذا السؤال في ملحق خاص ، كخلاصة للمخطوط .

مقدمة
سأبدأ من الآخر ، وبسؤال :
حياتك الشخصية ( بدلالة عمرك الحالي ) هل حدثت في الحاضر فقط ، أم في الحاضر والماضي والمستقبل دفعة واحدة ، أم توجد حالة ثالثة وغير معروفة بعد ؟
هذا السؤال موجه لك بشكل شخصي ، القارئ _ة الآن .
وإلى القارئ _ة المجهول في المستقبل ...
1
عبارة " لا أعرف " ميزة إيجابية بطبيعتها ، حيث تتضمن المصداقية والتواضع والاحترام المتبادل ( احترام النفس والآخر ) .
ومع ذلك ، قد تكون في حالة خاصة نوعا من السلبية المتطرفة ...
مثالها الشهير : " الساكت عن الحق شيطان أخرس " .
....
هذا السؤال ، ومثله سؤال اليوم الحالي ( وكل يوم جديد بلا استثناء ) ، يتشابهان في المشكلة التي يحاولان حلها ، وفي نوع الجواب أيضا .
اليوم الحالي يوجد في الحاضر والماضي والمستقبل ، دفعة واحدة .
بالإضافة إلى الاحتمال الرابع بالنسبة لمن سيولدون خلال اليوم ، والاحتمال الخامس بالنسبة لمن سيموتون خلال هذا اليوم .
( هذه الفكرة أو الظاهرة الثانية ، ناقشتها بشكل تفصيلي ، وموسع في نصوص عديدة سابقة ، ومنشورة على الحوار المتمدن ) .
وسأكتفي بتلخيصها ، لكن بشكل واضح ويكفي للقارئ _ة الجديد لفهمها مع السؤالين السابقين .
2
العمر الحالي ، أو الكامل ، من نفس الطبيعة والمكونات .
الاختلافات بين العمر الحالي ، وبين العمر الكامل كمية فقط وغير نوعية .
عمر القارئ _ة مجال افتراضي ، يمتد بين هذه اللحظة ( لحظة نشر النص ، وليست لحظة كتابته بالطبع ) وإلى الأبد نظريا أو منطقيا .
بينما عمر الكاتب محدود بيوم الولادة ، وهو سينتهي حتما خلال النصف الأول من هذا القرن ( قبل 2060 ) ، أو الحالة الخاصة حين يمتد عمر أحدنا إلى بعد المئة .
عمر الكاتب ، ومثله عمر القارئ _ة الحالي ( خلال أسبوع مثلا ) يوجد بالفعل في الحاضر والماضي والمستقبل بالتزامن .
بعبارة ثانية ، عمرنا يوجد في ثلاث حالات مختلفة ، وبنفس الوقت :
1 _ الحالة الأولى :
بالنسبة لمن سوف يولدون ، بعد لحظة موتنا أو بعد هذا القرن مثلا ، عمرنا سوف يكون في الماضي كله وبلا استثناء .
( يشبه الأمر ، أعمار من عاشوا قبلنا بأكثر من قرن : أعمارهم بالنسبة لنا حدثت كلها في الماضي فقط ( وبدون حاضر أو مستقبل ) .
2 _ الحالة الثانية :
وهي تعاكس الحالة الأولى ، بالنسبة لمن ماتوا ، قبل ولادتنا ، عمرنا ( كان بالنسبة لهم في المستقبل فقط ( بدون حاضر أو ماض ) .
3 _ الحالة الثالثة :
بالنسبة لمن يشاركوننا فترة الميلاد ، السنة أو اليوم خاصة ، عمرنا بكامله يحدث في الحاضر .
4 الحالة الخاصة :
بالنسبة لمن ماتوا خلال حياتنا ، من مجايلينا ، سوف تكون بقية عمرنا في المستقبل بالنسبة لهم .
....
نفس الشيء بالنسبة لطبيعة اليوم الحالي ، باستثناء حالة خامسة تتمثل بمن سوف يولدون خلال اليوم الحالي ، وهو سيكون مزيجا بين الحاضر والماضي والمستقبل بالنسبة لهم .
3
أدعو القارئ _ة لتأمل يوم ولادتهما ، بالفعل :
هو يشكل مزيجا بين الحاضر والماضي والمستقبل ، ويختلف عن بقية أيام العمر ، بشكل يقابل اليوم الأخير _ يشابهه لكن بشكل معكوس .
....
( كل يوم ينقص من بقية العمر ، باستثناء اليوم الأخير ) .
أيضا يوم الولادة ، لا يضاف كله إلى العمر الكامل .
5
أعتقد أن الأفكار ( الجديدة خاصة ) في هذه المناقشة ، تكفي لتشكيل تصور مقبول عن النظرية الجديدة .
يمكن للقارئ _ة فوق المتوسط ، فهم هذه الأفكار ، والقيام بعملية التمييز بشكل دقيق ، وموضوعي ، بين النظرية الجديدة وبين الموقف الثقافي العالمي ، الحالي ( التقليدي ) .... من الواقع والزمن ، والعلاقة بين الحياة والزمن خاصة .
....
أكتفي بهذه المقدمة المختصرة تجنبا لملل القارئ _ة ، وخلال الفصول القادمة تتسع مناقشة الأفكار وتتعمق .
....
....
الفصل الأول

فكرة جديدة ، ما تزال في مرحلة الحوار المفتوح ....
الاختلاف النوعي بين الحركة في المكان ، وبين الحركتين المتعاكستين بين الحياة والزمن :
الحركة في المكان تحدث في الحاضر دوما ، من الحاضر 1 إلى الحاضر 2 ...إلى الحاضر ( س ) . وهذه الحركة ظاهرة ، ومباشرة ، تقبل العكس وتغيير الاتجاهات بسهولة .
الحركة الذاتية للحياة هي أحد أنواع ( الحركة في المكان ) ، وهي تشبه بقية أنواع الحركة في المكان مثل الحركات الآلية ( للسيارات والقذائف وحركة الطيران ، ... وغيرها من الحركات التي تدرسها الفيزياء بالعموم ) .
الحركة من النوع الثاني ، المزدوجة ، أو الثنائية العكسية بين الحياة والزمن غير ظاهرة ولاشعورية بطبيعتها ، وهي غير عكوسية بنوعيها ، وما تزال مجهولة في الثقافة العالمية ومهملة في الفلسفة والفيزياء !
الحركة الموضوعية للحياة تبدأ من الماضي إلى المستقبل ، عبر الحاضر ، وتتمثل بعملية التقدم بالعمر .
لا يمكن عكسها ، بحيث تبدأ من المستقبل أو من الحاضر .
الحركة التعاقبية للزمن بعكس الحركة الموضوعية للحياة ( التعاقبية أيضا ) ، وهما تتساويان بالقيمة المطلقة وتتعاكسان بالإشارة والاتجاه .
الحركة التعاقبية للزمن هي أيضا غير عكوسية ، وتحدث في اتجاه ثابت ، ووحيد من المستقبل إلى الماضي . وتتمثل بتناقص بقية العمر من بقية الكاملة في لحظة الولادة ، إلى بقية العمر التي تناقصت إلى الصفر بلحظة الموت ( بقية العمر الكاملة تساوي ، وتعاكس العمر الكامل ) .
هاتان الحركتان ، أو الحركة المزدوجة بين الزمن والحياة ، تتلازمان دوما مثل الفعل ورد الفعل _ صورة طبق الأصل .
....
حتى اليوم ، وعلى الرغم من شهرة أحجيات زينون وشيوعها في كل الثقافات ، لم تزل الحركة الأخرى ( او النوع الثاني من الحركة ) شبه مجهولة ومهملة بالفعل في الثقافة العالمية إلى اليوم ، في الفيزياء والفلسفة أيضا !
....
الحركة في المكان عدة أنواع ، منها الحركة الذاتية للأفراد ( حركة الفرد ) ، والحركات الظاهرة بنوعيها المنتظمة أو غير المنتظمة .
وعلى حد علمي ، ما يزال هذا الموضوع ( أنواع الحركة ) ، شبه مجهول في الثقافة العالمية ، أو ضمن غير المفكر فيه ....
وربما غير المرغوب فيه ، بحسب تجربتي الشخصية ؟!
1
للتذكير
ربما كانت النظرية النسبية بصيغتيها الخاصة والعامة ، ومعها الموقف الثقافي العالمي خلال القرن الماضي وإلى اليوم ، تفسير اينشتاين لنتيجة تجربة ( ألبرت ميكلسون و أدوارد مورلي ) المحيرة والتي كوفئت بجائزة نوبل ؟ التجربة تتلخص ، بأن سرعة الأشعة الكونية ثابتة ، وبصرف النظر عن اختلاف المراقبين ، واختلاف سرعات حركاتهم أو أمكنتهم .
هذه النتيجة تتصل مباشرة بأحجيات زينون ، وحدسه بأن حركة الواقع مركبة ، ومجهولة ، وأكثر تعقيدا ( بكثير ) من الشعور البسيط والمباشر .
التفسير الذي قدمه أينشتاين ، يعتبر أن الزمن يختلف بين مراقب وآخر ، وهو يتقلص ويتمدد . والثانية نفسها تختلف بين مراقب وآخر ؟! ويعتبر أن الزمن والمكان واحد ، وأن الزمن جزء من المكان ! وما يزال هذا الموقف المشترك ، والسائد الذي تعتمده الثقافة العالمية إلى اليوم 4 / 7 / 2023 ومعها الفيزياء والفلسفة !
هذا الموقف الغريب ، وهو خطأ كما أعتقد ، ويشبه الموقف التقليدي والمستمر إلى اليوم ، من نظرية بطليموس إلى درجة تقارب المطابقة .
( ما يزال الكثيرون يعتقدون بأن الأرض ثابتة ، ومسطحة ، وحولها تدور الشمس والقمر والنجوم ) .
توجد ثلاثة أنواع من الحركة الكونية ، والواقعية :
1 _ حركة الحياة الموضوعية ، والمطلقة : من الماضي إلى المستقبل .
2 _ حركة الزمن الموضوعية ، والمطلقة : من المستقبل إلى الماضي .
هاتان الحركتان ثابتتين ، تتساويان بالسرعة وتتعاكسان في الإشارة والاتجاه . تتمثل حركة الحياة بالتقدم في العمر ، من الصفر إلى العمر الكامل ، وتتمثل حركة الزمن المعاكسة ، بتناقص بقية العمر المعاكس تماما لتقدم العمر . ( حركتان تعاقبيتان ، ومتعاكستان دوما ) .
حركة الأشعة الكونية ، كما أعتقد ، تنتقل من الماضي إلى المستقبل . وهي تختلف نوعيا عن الحركات التي نعرفها ( نحن نعرف الحركات التسلسلية فقط ، وتحدث في الحاضر دوما : من الحاضر 1 إلى الحاضر 2 ....إلى الحاضر س ) .
مثال الحركة الذاتية للحياة ، وهي تسلسلية بطبيعتها ، وتتمثل بالحركات الفردية الظاهرة والمباشرة . بينما الحركة الثانية ، أو الحركة الموضوعية للحياة تعاقبية ، وتحدث بين الماضي والمستقبل دوما .
النوع الثالث من الحركة ، هو وحده الذي نعرفه ونخبره ، وتدرسه الفيزياء الحديثة بشكل دقيق وموضوعي .
هذا النوع الثالث من الحركة يحدث في الحاضر فقط ، بينما النوعان السابقان أو الحركة التعاقبية للحياة والزمن ، فهي تحدث بشكل متعاكس بين المستقبل والماضي . لا يمكن ملاحظة هذين النوعين من الحركة بشكل مباشر ، سوى ظاهرة الأشعة الكونية _ كما أعتقد .
لأهمية الفكرة ، سوف أناقشها بشكل متكرر وعبر أمثلة مختلفة .
2
مشكلة التصنيف _ مفارقة ومغالطة معا

مثال 1 الظاهرة الأولى ، ثم الظاهرة 2 ، ... الظاهرة 6 ، وبعدها أيضا .
بعد وضع الظواهر الستة بشكل متسلسل ، وفهمها بشكل منطقي وتجريبي أيضا ( وليس بشكل فكري فقط ، تشبه خبرة السباحة وتعلم لغة جديدة ) ، تتكشف العلاقة الحقيقية بين الحياة والزمن بوضوح .
أو العلاقة بين الأزمنة المتعددة ، الثلاثة خاصة .
....
مشكلة التصنيف ، تنطوي على مفارقة ومغالطة معا ، وليس لها حل علمي ( منطقي وتجريبي معا ) سوى الانتقال درجة ثانية في التجزئة .
بعبارة ثانية ،
ربما تبقى مشكلة التصنيف معلقة _ بلا حل _ في عهدة المستقبل والأجيال القادمة ، وأكثر ما يمكن عمله الزيادة في الدقة جيلا بعد آخر ، بشكل متدرج وبطيء معا ...
أو ربما ، يوجد احتمال أن تتمكن الأجيال القادمة من حل مشكلة التصنيف بمساعدة الذكاء الاصطناعي مثلا ، أو من خلال الحل التطوري ؟! .
مثال 1 ، التصنيف الثنائي بدلالة التدخين :
يكفي التصنيف الثنائي إلى اليوم ، عمليا ومنطقيا ، للتمييز بين فئتين :
1 _ فئة المدخنين .
2 _ فئة غير المدخنين .
يمكن إضافة فئة ثالثة بسهولة ، مثل جميع بقية أشكال التصنيف الثنائي حالة الوسط أو البديل الثالث .
3 _ حالة التوقف عن التدخين .
هي مجموعة ثالثة ، وليست ضمن المجموعة 1 غير المدخنين ، والمجموعة 2 فئة المدخنين .
لكن حالة التوقف عن التدخين هي نفسها مجموعة ، وليست مفردة أو بسيطة . وتحتاج إلى تقسيم رباعي ، ثم خماسي ، ...
مثلا ، حالة التوقف عن التدخين لمرة واحدة ، تختلف بالفعل عن حالة التوقف عن التدخين لأكثر من مرة . بدورها حالة التوقف عن التدخين لأكثر من مرة ، تقبل التقسيم والتجزئة بلا حدود ( نظريا وعمليا أيضا ) .
3
الغموض صفة أولية وبدائية ، بينما الشفافية إنجاز نادر دوما .
( الصدق شفافية والكذب غموض ، كمثال تطبيقي )

عن سوء الفهم وسوء التعبير .
مشكلة الاصغاء والتلقي ، أو القراءة الصحيحة ، أو التعبير الدقيق ...
مشكلة مزمنة ، ومشتركة .
....
من كتاب " علم النفس الحديث "
تأليف ه . ج . ايزنك ، وترجمة د عبد المجيد نشواتي :
( ...ضرورة تحديد السلوك موضوع الاهتمام على نحو واضح ، حيث ينبغي عدم وضعه ، كما هو شائع غالبا بمصطلحات غير دقيقة مثل " السلوك الحسن " ، أو " الطاعة " ، أو " التهذيب " .
يذهب علماء النفس السلوكيون غالبا إلى ما يبدو اسهابا مضحكا في تحديدهم للسلوكيات التي يرغبون في تقويتها . ومع ذلك إن مثل هذا التفصيل ضروري على نحو مطلق إذا كان يجب تجنب التشويش في التطبيق والغموض في التعزيز .
ليست هذه الدرجة في التحديد ضرورية فقط لأنه ينبغي لأي شخص معني بالبرنامج أن يطبق التعزيز وفق قواع متماثلة وفي ظروف متماثلة ، وإنما هي الطريقة الوحيدة التي تمكننا من قياس التغيرات التي تطرأ على السلوك الملاحظ .
إن أي شخصين قد يختلفان ، على نحو شديد ، حول ما إذا كان صبي قد طور عادة النظافة وحول مدى هذا التطور .
في حين لا مكان لمثل هذا الخلاف ، عندما يتحدد ما إذا كان الصبي قد وضع أو لم يضع قطعة الصابون في مكانها المناسب على المغسلة ، أو ما إذا كان قد غسل يديه قبل تناول العشاء أو لم يغسلهما . إن هذا التحديد الدقيق ميزة إضافية ، فهو يجعلنا نعرف ما نتحدث عنه .
لقد اعتدنا كثيرا على مناقشة أشياء مثل " الأمانة " أو " الكتابات الإباحية " أو " النظافة " نظريا ، ولم ندرك كيف يفهم الناس المختلفون هذه المصطلحات بطرق مختلفة .
وعندما نضطر لأن نكون دقيقين ، يجب أن نبدأ بتحديد جوانب الاتفاق والاختلاف ، حتى لو كان قارئ تقرير من هذا النوع لا يتفق مع الوصف التحليلي لمصطلح تجريدي معين . إنه يعرف على أقل تقدير ما كان في عقول الكتاب ، ويستطيع إعادة إجراء تجربتهم إذا رغب في ذلك ) .
أعتقد أن البداية مع هذا المقتطف الطويل ، تغني عن التفسير أو البرهان .
وهي علاج مناسب لسوء القراءة والتفسير ، ولسوء الفهم والاصغاء ...
4
العلاقة الحقيقية بين الساعة والزمن ؟!

كان أينشتاين ، مثل غالبية البشر ، يخلط بين الساعة والزمن .
الساعة آلة قياس الوقت ، ويظن الكثيرون أن الساعة تنتج الوقت والزمن .
أعرف هذا من تجربتي الشخصية .
حتى سنة 2018 ، كنت أشعر واعتقد أنني أعرف الزمن .
كنت في المرحلة الأولية ، البدائية والمشتركة " لا مهارة في اللاوعي " .
أن نعرف ، أننا لا نعرف بشكل دقيق ومحدد ...خطوة متقدمة ، وتمثل المرحلة الثانية في التعلم والمعرفة " لا مهارة في الوعي " .
....
صار الوقت هو نفسه الزمن خلال القرن العشرين ، وبعده .
وسيبقى الحال نفسه ، طوال هذا القرن ، وربما يستمر أطول مما نعتقد .
....
الزمن = الوقت + فكرة الزمن .
هذه المعادلة الثابتة ، والتي تربط بين الوقت والزمن بشكل دقيق وتجريبي .
فكرة الزمن ، خلال القرن الماضي ، كانت لا مادية وقيمتها الحسابية معدومة ، وتساوي الصفر . ( هذا الموقف مشترك حتى اليوم ) .
والنتيجة : الزمن = الوقت .
هذا الموقف مقبول ، ولكنه ناقص ويحتاج إلى البرهان العلمي ( المنطقي والتجريبي معا ) .
وأما الفرضية المقابلة ، أن الزمن غير الوقت ، ويختلف عنه بالفعل فهي فكرة غير صحيحة كما أعتقد .
وبالنسبة للموقف الذي يعتبر أن الزمن = الوقت ، أو الزمن نفسه الوقت ، يوجد لدينا برهان منطقي ومتكامل :
ساعة الزمن ، أو مضاعفاتها مثل اليوم والقرن أو اجزائها مثل الدقيقة والثانية ، هي نفسها ساعة الوقت .
نحن جميعا ، نستخدم كلمة وقت ، أو زمن ، للدلالة على اليوم والأسبوع والشهر والسنة ، وغيرها بلا استثناء .
هذا البرهان المنطقي ، يحتاج إلى الدليل ( التجريبي ) بالفعل . ولكن مع ذلك ، فهو يكفي للدلالة على قابلية استبدال الوقت بالزمن أو العكس ، بدون أن يتغير الموضوع أو النقاش أو الحوار ، أو الجدل والاختلاف .
....
أعتقد أن هذه المناقشة ، أو الحوار المستمر والمفتوح ، تصلح كبداية لتأسيس " علم الزمن " بشكل منطقي ومعقول .
وفي مختلف الأحوال ، يمكن اعتبار أن النظرية الجديدة ، بمثابة مشروع أو مقترح فلسفي يعتمد على الزمن كموضوع أساسي ومحوري ، ويعتبر أن فكرة الزمن تصلح لفتح صفحة جديدة في الثقافة العالمية .
عسى ولعل ....وربما
5 / 7 / 2023
....
....

الزمن بين الحركة والسكون ؟

بالكاد وفي حالات نادرة واستثنائية بالفعل ، تتجاوز كتابتي أيضا ، حدي الغفلة أو الخداع . وقبل سنة 2018 كان تحقيق ذلك من باب المستحيل .
الغفلة موقف أولي ومشترك : لا مهارة في اللاوعي .
الخداع موقف ثانوي ، لكنه دوغمائي بطبيعته : لا مهارة في اللاوعي .
من يعرف ، لا يكذب ولا يخدع .
لا يمكنه ، ولا يستطيع ذلك سوى بحالة الهيجان الشديد وفقدان الوعي .
من يعرف لا يتكلم كثيرا .
....
توجد مغالطة ثابتة ، ومشتركة ، في مختلف الكتب التي قرأتها وموضوعها الزمن أو تتمحور حول الزمن ، ويبدو أنها ستستمر ...طويلا للأسف ؟!
يصير الحدث رباعي البعد ، بعد إضافة الزمن للإحداثية ثلاثية البعد ، ولكن بالوضع الحالي هو ناقص ويحتاج للتكملة إلى خماسي البعد . وهذا محور الظاهرة الخامسة ، الحدث أو الكون خماسي البعد وليس رباعيا فقط .
تنتج المغالطة عن الموقف التقليدي ، الذي يعتبر أن الحركة التي تحدث في الواقع والكون مفردة ، وبسيطة ، ووحيدة .
الحقيقة أن للحركة ثلاثة أنواع مختلفة ، ومنفصلة غالبا :
1 _ حركة المكان ، أو الحركة التي تحدث في المكان ، هي خطية بالفعل . وتحدث في الحاضر فقط ، بين نقطتين أو اكثر .
2 _ حركة الحياة ، أو الحركة الموضوعية للحياة ، هي حركة شاملة ، وكلية ومنفصلة بالكامل عن الوعي والشعور وتتمثل بالتقدم في العمر ( وتختلف بشكل جذري عن الحركة الذاتية ، الاعتباطية بطبيعتها ) .
وفي اتجاه ثابت : من الداخل إلى الخارج ، أو من الماضي للمستقبل ، وعبر الحاضر بالطبع .
3 _ حركة الزمن والوقت ، أو الحركة التعاقبية للزمن ، وهي شاملة وكلية ، وتحدث من الخارج والمستقبل إلى الداخل والماضي ، وعبر الحاضر .
( الحركتان التعاقبيتان للحياة والزمن تتساويان بالقيمة والسرعة ، وتتعاكسان بالإشارة والاتجاه بطبيعتهما ) .
بعد فهم الحركات الثلاثة ، يتكشف أفق جديد بالكامل ... لكن وللأسف ما تزال هذه الأفكار الجديدة خارج مجال الاهتمام الثقافي ، في العلم والفلسفة أيضا .
1
ما هو الزمن ؟
الجواب الصحيح ، الوحيد ، لا أعرف .
....
ويمكن الإضافة ، حتى اليوم الحالي 4 / 7 / 2023 لا أحد يعرف .
2
ماذا إذن عن مواقف ، أو مزاعم ، اينشتاين وستيفن هوكينغ وغيرهما ؟
هي تعميمات ذاتية ، لا أكثر .
تشبه الموقف من العلاقة بين الأرض والشمس ، قبل خمسمئة سنة ، حين كان الجميع يعتقد ويشعر ويؤمن بيقين ، أن الأرض ثابتة ومسطحة وحولها تدور الشمس والقمر والنجوم .
3
خلال قراءتك الآن ، تعرف _ين عن الزمن ( معرفة حقيقية ) أكثر من ستيفن هوكينغ واينشتاين وهايدغر وبرتراند رسل ، وغيرهم بلا استثناء .
هم كانوا يعتقدون ، ويشعرون ، بأنهم يعرفون حقيقة الزمن النسبية والتي تختلف بين مراقب وآخر !
أنت وأنا الآن في موقف القديس أوغستين : لا نعرف ما هو الزمن . ولكننا نعرف أننا لا نعرف ، وهذه المرحلة الثانية في المعرفة العلمية والحقيقية .
المرحلة السابقة أو الأولية ، لا مهارة في اللاوعي ، لا يعرف المرء أنه يجهل الموضوع أو الفكرة أو الشيء الجديد على الاهتمام والوعي خاصة .
المرحلة الثانية ، التي بلغها الكاتب والقارئ _ة بفضل الحوار ، وهي تكملة منطقية لموقف أوغستين : نحن نعرف أننا لا نعرف ما هو الزمن ، ولكننا بدأنا بالمرحلة الثالثة : مهارة في الوعي .
هذه المرحلة تشبه بداية تعلم لغة جديدة ، أو أي مهارة جديدة بالفعل .
مرحلة الخبرة ، والرابعة في المعرفة العلمية أو التجريبية ، مهارة في اللاوعي .
4
مراحل التعلم والمعرفة وبتكثيف شديد ، بدلالة البرمجة اللغوية العصبية :
1 _ المرحلة 1 : لا مهارة في اللاوعي .
2 _ المرحلة 2 : لا مهارة في الوعي ( معرفة أننا لا نعرف ) .
3 _ المرحلة 3 : مهارة في الوعي .
4 _ مهارة في اللاوعي . ( مرحلة الخبرة ) .
....
كان ستيفن هوكينغ كمثال يشعر ، ويعتقد أنه يعرف ( بشكل صحيح ويقيني ) أن سهم الزمن يبدأ من الماضي إلى المستقبل ، وعبر الحاضر .
( ذلك واضح في كتابه الشهير : تاريخ موجز للزمن ، ويشاركه في ذلك الاعتقاد الخاطئ اينشتاين وغالبية علماء الفيزياء حتى اليوم 4 / 7 / 23 ..)
5
لا نعرف إذا كان الزمن حركة ( طاقة ) ، أم فكرة ( لغة وثقافة ) ، ويوجد احتمال ثالث ( مجهول بالكامل حاليا ، وربما يستمر جهلنا لوقت طويل ) وقد يكتشف بأي يوم ولحظة ؟
يوجد احتمال رابع أيضا ، قريب جدا من الثالث ، ... ربما تبقى طبيعة الزمن ، ومكوناته وحدوده ، وبدايته ونهايته وغيرها مجهولة ، ... بعد ألف سنة وأكثر !
6
لكن ولحسن الحظ ، يمكننا حاليا تمييز ثلاثة أنواع من الحركة للزمن ( كما تعتبر الفيزياء الحديثة ) :
1 _ الزمن الحقيقي ، ينطلق من الماضي إلى المستقبل .
2 _ الزمن التخيلي ، يعاكس الحقيقي من المستقبل إلى الماضي .
3 _ الزمن التسلسلي ، أو التزامني ، وهو يحدث في الحاضر فقط .
هذا الموقف العلمي ، الحالي ، لكن يجب تبديل الزمن الحقيقي بالزائف .
حركة مرور الزمن ، أو انقضائه إن لم يكن سوى فكرة ( وبكافة الاحتمالات كما اعتقد ) ، تبدأ من المستقبل إلى الماضي وليس العكس .
البرهان الحاسم ، ( والأكيد ) ، على مصداقية هذه الفكرة ظاهرة العمر الفردي أو " الظاهرة الأولى " : يولد الفرد في العمر صفر وبقية العمر الكاملة ، ويموت بالعكس تماما ، في العمر الكامل ومع بقية العمر التي تناقصت إلى الصفر .
الظاهرة الأولى لها تفسير منطقي ووحيد ، الحياة والزمن يتحركان في اتجاهين متعاكسين دوما بنفس السرعة ، ولكن باتجاهين متعاكسين :
حركة الحياة ، تتمثل بتقدم العمر الفردي : من الماضي إلى المستقبل .
حركة الزمن ، تتمثل بتناقص بقية العمر : من المستقبل إلى الماضي .
ناقشت الظواهر الستة ، عبر نصوص عديدة ومنشورة على الحوار المتمدن ، وخاصة الظاهرة الأولى ، والثانية ( حقيقة اليوم الحالي ) ، والثالثة ( أصل الفرد ) .
وبصورة عامة ، ناقشت الظواهر الستة بشكل منطقي وتجريبي ، عبر نصوص ومخطوطات سابقة ومنشورة .
....
مع أن التصنيف الثنائي ضرورة ، ويتعذر الاستغناء عنه ، فهو يمثل المشكلة المعرفية المزمنة والمشتركة في الثقافة العالمية ، وفي العلم والفلسفة أيضا .
ثنائية الحركة والسكون ، مثل غيرها ، فكرة متخيلة ومضللة .
....
ملحقات وهوامش....
ما هي العلاقة ( الحقيقية ) بين الحياة والزمن ؟!

ملاحظة 1
لا توجد في العربية كتابة ، أو غيرها ، تناقش علاقة الحياة والزمن .
بعبارة ثانية :
لا يوجد كتاب في العربية ، أو نص ، أو حتى عبارة ( الحياة والزمن ) مع عدة كلمات توضح موقف الكاتب _ة من هذه المشكلة التي تعالجها النظرية ، وتتمحور حولها بالفعل .
ملاحظة 2
لا توجد في أغلب لغات العالم الكبرى ، مثل الإنكليزية والفرنسية والألمانية وغيرها ، كتب أو نصوص تعالج مشكلة العلاقة بين الحياة والزمن .
والاستثناء ، الشاذ ، كتابات هنري برغسون .
أقصد بالشذوذ الترجمة العربية لكتابة برغسون ، حول العلاقة بين الحياة والزمن ، وحول مشكلة الزمن بشكل خاص .
ملاحظة 3
في البداية كان الموقف الثقافي ، العالمي ، من الزمن صحيحا ومنطقيا .
الدليل العلمي ، الحاسم والنهائي ، يتمثل بالساعات الرملية .
ساعة الرمل ، على خلاف الساعات الحديثة ، تقيس سرعة مرور الزمن ( او سرعة انقضاء الزمن أو الوقت ) .
مثال اليوم الحالي ، واليوم المماثل بالنسبة للقارئ _ة نفس الشيء بعد سحبه وتزمينه بشكل مناسب : 7 / 7 / 2023 مزدوج بين الحياة والزمن ...
حركة الحياة جاءت من الماضي والأمس ( من 6 / 7 / 2023 وقبله حتى الأزل ) ، إلى اليوم الحالي .
وبالعكس تماما حركة الزمن جاءت من المستقبل والغد ( من يوم 8 / 7 / 2023 وأو من بعده حتى الأبد ) ، إلى اليوم لحالي .
هذه الفكرة ، الخبرة ، المحورية في النظرية الجديدة .
بدون فهم هذه الفكرة ، يتعذر فهم العلاقة بين الحياة والزمن ، أو فهم الحاضر أو الواقع وغيره .
المثال الأبرز ، والمزدوج ، ستيفن هوكينغ واينشتاين :
لا يتعدى فهم الاثنان للزمن ، وللعلاقة بين الحياة والزمن خاصة ، حدي الغفلة أو الخداع .
( ومثلهم غالبية البشر ، بلا استثناء ) .
نيوتن أصل المشكلة ، أهمل العلاقة الحقيقية ، الظاهرة والمباشرة ، بين الحياة والزمن . واستبدلها بالعلاقة المبهمة ، والغامضة بطبيعتها ، بين الزمن والمكان !
ثم زاود عليه اينشتاين ( المزاودة خطوة بعد الكذب ) ، وهي منجز الثقافة العربية الوحيد ربما ، خلال ثلاثة قرون السابقة .
بكلمات أخرى ،
لو سألت أي شخصية في العالم ، هذا السؤال البسيط :
ما هي العلاقة بين الحياة والزمن ؟
الجواب الصحيح ، الوحيد ، لا أعرف .
عدا ذلك ، لا يتعدى حدي الغفلة أو الخداع .
مارتن هايدغر أو غاستون باشلار ، وغيرهم بلا استثناء ، لم يكونوا منتبهين للأسئلة الجديدة والتي تناقشها النظرية الجديدة .
2
ما هي النظرية الجديدة ؟
النظرية الجديدة هي بالتعريف ، الكتابات والحوارات ( مخطوطات أو نصوص متفرقة ) المنشورة حول مشكلة الزمن ، بعد سنة 2018 .
3
هل يوجد أمل في نشر النظرية الجديدة ، في كتاب خاص ؟
لا أعرف ،
أي دار نشر ، أو مركز أو مجلة أو غيرها ، تتفضل بنشر النظرية الجديدة أو أحد مخطوطاتها ( صارت خمسة ، ومنشورة على الحوار المتمدن ) ستكون لها كامل الحقوق في المستقبل .
4
هل يمكن تعريف ، أو تحديد ، النظرية الجديدة أكثر ؟
نعم ، تتمحور النظرية الجديدة حول بعض الظواهر الأساسية ، والمشتركة بين جميع اللغات الكبرى ، وهي حتى الآن ستة أو عشرة ...
الظاهرة الأولى ، تتمثل بالعمر الفردي :
يولد الفرد ، الإنساني وغيره ، في العمر صفر وبقية العمر الكاملة . ويموت بالعكس ، في العمر الكامل وبقية العمر التي تناقصت إلى الصفر .
الظاهرة الثانية ، تتمثل بطبيعة اليوم الحالي :
يوجد اليوم الحالي في الحاضر بالنسبة للأحياء ، وفي الماضي بالنسبة لمن لم يولدوا بعد ، وفي المستقبل بالنسبة للموتى . كما توجد حالتان ، بالنسبة لمن سيولدون هذا اليوم ، أيضا لمن سيموتون هذا اليوم .
الظاهرة الثالثة ، تتمثل بأصل الفرد :
( أدعو القارئ _ة للتفكير بقرن قبل ولادته ) .
والظاهرة السادسة أو العاشرة :
يولد الانسان في الحاضر ، ويعيش عمره كله في الحاضر ، والسؤال كيف ومن أين يدخل الماضي والمستقبل إلى العمر ؟
الجواب ، يتشابه مع الظاهرة الثانية :
عمر أي شخص يعيش على هذا الكوكب ، يوجد بنفس الوقت في الماضي والحاضر والمستقبل .
بالنسبة للأحياء ، يكون عمرك وعمري في الحاضر طبعا .
بالنسبة لمن سيولدون بعد هذا القرن _ وحتى الأبد : سيكون عمرك وعمري في الماضي بالكامل .
بالنسبة لمن ماتوا قبل القرن العشرين ، عمرك وعمري في المستقبل .
5
أعتقد أن القارئ _ة فوق متوسط درجة الذكاء أو الحساسية ، يفهم النظرية الجديدة وبسهولة ( نسبيا ) ، من خلال هذا النص وحده .
آمل وأرجو ...
أن يكون المثقف _ة في العربية ، ذلك الصنف النادر ، الذي كان موجودا ( بالقوة وبالفعل ) خلال طفولتي وشبابي ... لم ينقرض بعد !
مخطوطات النظرية الجديدة تنتظر الناشر _ ة المناسب _ة .
6
فكرة الزمن تشبه فكرة الله ، أو فكرة الإرادة الحرة والجدلية حولها .
....
نشأت الثقافات والدول والمحاكم ، القديمة ، على هامش ( فوق أو تحت أو بين ) الجدلية ، الدموية ، بين الانسان المسير أم المخير ؟!
لا أحد يتسامح مع ، تبرير الغش أو التقصير أو الكذب وغيرها ، واعتبارها خارج مسؤولية الخصم والشريك .
( هذه الفكرة الأقرب ، لفكرة الزمن أو الوقت ) .
نشأ الحل التطوري ، أو الثقافي واللغوي ، على المستوى العالمي أولا .
( لنتذكر ساعة الرمل ، تمثل لغة عالمية فوق بقية اللغات وتتضمنها ) .
كان الموقف الثقافي العالمي ، حينها ، صحيحا ومناسبا من العلاقة بين الحياة والزمن أو الوقت .
....
ملحق هام ، وضروي ، كما أعتقد لفهم النظرية الجديدة واختلافها عن الموقف الثقافي العالمي السائد ( والمشترك ) ...
مبدأ الهوية بالمنطق الصوري : أ = أ .
هذا الموقف المشترك إلى اليوم ، في الثقافة العالمية الحالية .
حيث يفترض أن فترة في الماضي ، يوم الأمس مثلا ، أو الساعة السابقة وغيرها ...بسيطة ومفردة ( وعليها تقوم خرافة السفر في الزمن ) .
بينما الماضي ، أو يوم الأمس مثلا ، هو ثلاثي البعد والمكونات بطبيعته :
1 _ الاتجاه ، والحركة ، على محور الزمن : من المستقبل إلى الماضي .
2 _ الاتجاه والحركة على محور الحياة : من الماضي إلى المستقبل .
3 _ الاتجاه والحركة على محور المكان : من الحاضر 1 إلى الحاضر 2 ، ...إلى الحاضر ( س ) .
....
يتكشف قصور ، وعقم ، المنطق الصوري _ الأحادي _ أو المفرد والبسيط ( الزائف بطبيعته ) .
الفترة السابقة _ أو الحالة أو المرحلة ، أو الماضي _ ثلاثية البعد والطبقات والمكونات في الحد الأدنى : حياة وزمن ومكان .
( المنطق الفردي أو الصوري أو الأحادي ، مشكلتنا المشتركة في العلم والفلسفة وفي الثقافة العامة السائدة ، والمشتركة على مستوى العالم ) .
....
....

الفصل الثاني _ المخطوط الجديد
تغيير الموقف العقلي للقارئ _ة ...مشكلة الثقافة الأساسية

1
لنتخيل أنفسنا ، القارئ _ة والكاتب ، نعيش بعصر غاليلي وكوبرنيكوس ...
عندما أعلن غاليلي موقفه المؤيد لنظرية كوبرنيكوس ، وأن الأرض هي التي تدور حول الشمس ، على النقيض من الموقف المشترك والموروث ؟
لنتخيل أنفسنا في ذلك التوقيت ، بنفس الوضع الحالي ، وبنفس العقلية التي نحملها اليوم ونفكر ونشعر من خلالها .
السؤال ، هل كنا لنوافق غاليلي بالفعل ، أم بالعكس ؟
لا أعتقد أن الجواب يحتاج إلى وقت زائد للتفكير ، لأن القارئ _ة الذي قرأ الظواهر الستة بجدية ، واهتمام ، سوف يكون أمام أحد احتمالين :
1 _ فهمها . 2 _ لم يفهمها .
إذا فهمها ، ولا يتقبل الأفكار الجديدة ، تلك حالة تتجاوز المنطق .
إذا فهمها ، بشكل بديهي سيعرف ويتفهم ، أنها تمثل الواقع ( الحقيقي ) أكثر من الموقف الثقافي العالمي ، وتتضمنه بالفعل .
لنتذكر أيضا ، أن النظرية ( الأسبق ) نظرية بطليموس كانت تتوافق مع المشاهدة والحس والمشترك .
2
يتجنب العلم ، ومعه الفلسفة والثقافة العالمية السائدة ، إلى اليوم 10 / 7 / 2023 دراسة الحركات التي تحدث في الزمن فقط ، أيضا الحركة الموضوعية للحياة ، ويهملها بشكل شبه كامل !
كتب نعوم تشومسكي ، فكرة تعبر عن موقفه من الثقافة العلمية ، وتوضح الموقف الانتقائي للمشكلات السهلة والمثيرة للإعلام والجمهور ، وتجاهل المشكلات الحقيقية المعقدة _ والمتعبة للعقل والتفكير _ بطبيعتها :
يبحث العلم تحت عمود الإنارة عن الأشياء المجهولة ، والمفقودة حاليا ، مع أنها ضاعت بالفعل ، في الجانب الآخر والمظلم من المكان .
وأعتقد أن هذا الموقف هو الذي تصطدم به النظرية الجديدة ، كل يوم .
....
في اللحظة التي يفهم القارئ _ة أن اتجاه حركة مرور الزمن ، أو اتجاه حركة انقضاء الزمن ، على النقيض من الموقف الثقافي العالمي السائد ، والمشترك ، وتبدأ من المستقبل إلى الماضي وهي تعاكس الحركة الموضوعية للحياة . بتلك اللحظة يتغير الموقف العقلي بمرونة ، كما اعتقد ، وهي تشبه التغير السابق للموقف العقلي من الحالة التقليدية ( الشمس تدور حول الأرض ، ومعها القمر والنجوم ) إلى الحالة الثقافية ( الجديدة ) ، حيث أن الأرض هي التي تدور حول الشمس ، وحول نفسها .
....
عملية فهم ، وتفهم ، أن المستقبل بداية حقيقية أيضا ( ثابتة ) للزمن ، تغير الموقف العقلي ( التقليدي ) للعلماء الفلاسفة وغيرهم ، وتفتح أفق التفكير الجديد، والذي ينسجم مع الملاحظة والخبرة والمنطق ، وتؤيده الظواهر الستة كدليل حاسم ، منطقي وتجريبي معا .
ربما تتأخر عملية فهم ، وتقبل ، هذه الأفكار المغايرة والمخالفة للسائد والمألوف بالكامل ....
لكنني أعتقد وبثقة أن المستقبل ، والأجيال القادمة ستصحح الموقف .
عملية بسيطة ، تتمثل بالمقارنة بين ثلاثة مواليد ( تفصل بينهم مدة قرن ) : مواليد هذه السنة 2023 ، وقبلهم 1923 ، وبعدهم 1123 ...أعتقد أنها توضح ، مع بعض الاهتمام والتفكير ، أن الحياة والزمن نقيضان ، وليسا في حالة انسجام أو تطابق أو توافق كما يزعم الموقف الثقافي العالمي الحالي . إنه موقف خطأ ، ومن واجب الفلسفة والعلم خاصة ، نقد وتفنيد النظرية الجديدة أو قراءتها بشكل منطقي وهادئ _ وهو أضعف الايمان معرفيا وأخلاقيا ؟!
....
ملحق 1
المسافة ، أو الحركة ، ثلاثة أنواع :
1 _ المسافة ، أو الحركة ، في المكان .
2 _ المسافة ، أو الحركة ، في الزمن .
3 _ المسافة ، أو الحركة ، في الحياة .
للأسف ما تزال المسافات ، والحركات أيضا ، الثلاثة مجهولة في الثقافة العالمية الحالية .
والأكثر مدعاة للأسف ، والخيبة ، أنها خارج الاهتمام الثقافي بالكامل .
وربما تبقى طويلا ، في مجال المسكوت عنه وغير المفكر فيه ... وربما هي في مجال غير المرغوب فيه !؟
بكل الأحوال ، الفرق النوعي بين المسافات ، أو الحركات ، الثلاثة يتمثل بقابلية العكس ، وتغيير الاتجاه بسهولة في الحركات المكانية .
بينما حركة الزمن ، أو حركة الحياة ، هما بحالة لا عكوسية مطلقة .
الغريب في الأمر ، أن هذه الفكرة ( الخبرة ) معروفة ومتفق عليها منذ عشرات القرون . ( الدليل على ذلك أحجيات زينون ) .
ولكنها ما تزال ، خارج مجال الاهتمام في العلم والفلسفة ....
ولا أحد يعرف لماذا أو لمصلحة من !؟
ملحق 2
الفرق بين المسافات الثلاثة ، مسافة المكان بين نقطيتين وهي في الحاضر دوما ، بينما مسافة الزمن ، وعكسها الحياة تماما ، هي بين مرحلتين ( لحظتين ) مثل المسافة بين لحظة الولادة ولحظة الموت ؟ هي مزدوجة ( عكسية ) بطبيعتها ، بين الزمن والحياة :
تتوضح المسافة الزمنية ، وتتكشف بالكامل ، عبر المقارنة مع المسافة الحياتية .
المثال النموذجي : العمر الحالي ( عمر القارئ _ة ) :
المسافة بين لحظة ولادتك ، وبين اللحظة الحالية ( خلال القراءة ) ، تمثل مسافة الحياة او سهم الحياة ، وهو أو هي من الماضي إلى المستقبل . ( وتتمثل بعملية التقدم بالعمر ، والعمر الحالي أو الكامل ) والعكس بالنسبة لسهم الزمن ، أو مسافة الزمن ، فهي تبدأ من بقية العمر الكاملة ، وهي تأتي من المستقبل بشكل واضح ( وتجريبي ) . وتتمثل بتناقص بقية العمر من العمر الكامل ( أو بقية لعمر الكاملة ، لكن باتجاه معاكس ) إلى الصفر .
ناقشت هذه الفكرة بشكل تفصيلي ، وموسع ، عبر نصوص سابقة ومنشورة ويمكن لمن يهمه الأمر الاطلاع عليها بسهولة بمساعدة غوغل .
....
بعدما نتعرف على فكرة جديدة بالفعل ، عن الموضوع ، أو الشيء ... أو الفرد ، تتكشف نواقص وعيوب معرفتنا السابقة .
وننتقل بالفعل ، إلى المرحلة المعرفية الثانية في التعلم ، والمعرفة العلمية خاصة " لا مهارة في الوعي " .
قبل ذلك نكون ( الكاتب _ة والقارئ _ ة ) في المرحلة الأولية ، المشتركة ، والبدائية " لا مهارة في اللاوعي " .
في المستوى البدائي ، أو الأولي ، لا نعرف ما نجهله .
مثال مباشر ، فكرت فيه واختبرته لكي أفهم المراحل الأربعة للتعلم ، بحسب البرمجة اللغوية العصبية :
بالنسبة لغالبية البشر قيادة الطائرة تكون في المرحلة الأولية " لا مهارة في اللاوعي " ، لا يدرك المرء أن شيئا من المعرفة ينقصه بالفعل ... ومثلها بقية المهارات الجديدة ، كتعلم السباحة ، أو لغة جديدة وغيرها .
فقط ، بعدما نحتاج لتعلم تلك المهارة ، المحددة ، ننتقل بالفعل إلى المستوى الثاني في المعرفة " لا مهارة في الوعي " ، وبعدها " مهارة في الوعي " في المرحلة الثالثة ، بينما نكون سابقا ( الجميع وبلا استثناء ) في المرحلة البدائية " لا مهارة في اللاوعي " ، وهنا تتكشف أهمية ، وعمق ، عبارة سقراط :
أنا لا أعرف .
هذه الفكرة ، الخبرة ، تساعد بشكل متميز على فهم مشكلة الزمن ، والحاضر خاصة . أيضا تساعد على فهم فكرة ، وخبرة ، الفرق بين أنواع المسافة الثلاثة : 1 _ مسافة المكان بين نقطتين . 2 _ مسافة الزمن بين فترتين أو مدتين . 3 _ مسافة الحياة بين مرحلتين .
غاية المناقشة أن يتمكن القارئ _ة من فهم العلاقة بين الحياة والزمن ، أو بين مسافتي الحياة والزمن كخط مزدوج ، أو أوتوستراد بين مدينتين ، أو بين نقطتين . العلاقة بين الزمن والحياة تتمثل ، بشكل منطقي وتجريبي ، بالمعادلة الصفرية من الدرجة الأولى :
الحياة + الزمن = 0 .
س + ع = 0 .
أكرر هذه الفكرة بصيغ متعددة ، نظرا لأهميتها البالغة كما أعتقد .
....
....
الفصل 3

الموقف العلمي ، من الزمن خاصة ، سنة 2525 كمثال ؟!

الفكر العلمي جديد بطبيعته ، بمعنى أنه ينسجم ، ويتوافق بالكامل مع أي اكتشاف علمي ( منطقي وتجريبي معا ) ، هذا بالإضافة إلى شروط مسبقة متعددة منها قابلية التكذيب ( أو الاختبار ) ، مع قابلية التعميم وبلا استثناء .
1
من كتاب " الزمن " تأليف روديغر سافرانسكي وترجمة د عصام سليمان :
( لكل شيء زمنه الخاص المحدد زمكانيا بحسب تموضعه في المكان ، وبحسب حركته " قياسا بحركات أخرى " . ينقضي الزمن في كل نقطة من الكون على نحو مختلف ، أسرع أو أبطأ ، مقارنة بنقاط أخرى ، وتبعا للحركة الخاصة والقرب من الكتل الثقيلة .
وبهذا يكون الزمن المطلق قد انحل كليا .
لا يوجد مقياس مطلق لكل الأحداث ، يمكن فقط مقارنة الأزمنة المختلفة ، أي مقارنة المدد المعنية بعضها ببعض ، فالثانية هنا ليست هي نفس الثانية هناك . إلا أننا ، على الصعيد العملي اليومي ، ما نزال نستخدم أيضا زمن نيوتن المطلق من غير أن نلحظ ذلك ، لأن اختلافات المدد الزمنية التي تنتج وفقا لحسابات اينشتاين هي في الحدود الدنيا جدا .
لكنها تلعب دورا في الأنظمة التقنية ، كما في جهاز الملاحة ، وفي التواصل الإلكتروني عموما ، ويتعين حسابها .
من هذه الناحية ، نحن نعيش يوميا في عالم تقني لا يقوم بعمله إلا لأن قواعد النظرية النسبية الخاصة والعامة تؤخذ في الاعتبار ) .
انتهى الاقتباس .
أرجو من القارئ _ة التفكير مليا بالفكرة الأساسية للنص المقتطف :
1 _ فكرة أن " الزمن نسبي ، وتختلف الثانية هنا عن الثانية هناك " ليست مجرد فكرة أو نظرية ، بل هي تمثل اليوم أحد قوانين العلم الأساسية .
وبكلمات أخرى ، الزمن نسبي : هذه حقيقة موضوعية ، ومن الحماقة إنكارها . وربما من الحماقة نقدها أيضا !
2 _ فكرة مضمرة ، وأكثر خطورة ، وهي سائدة في الوسطين الثقافي والعلمي ( العربي _ والعالمي ربما ) لا السوري فقط تتلخص ، بأن موقف اينشتاين من الزمن ، يجسد الموقف العلمي الحالي ، ويتضمن مواقف نيوتن وغيره والعلماء والمفكرين من مشكلة الزمن وبلا استثناء .
سوف أناقش الفكرتين بشكل تفصيلي وموسع ، عبر حلقات متسلسلة ، آمل وأرجو أن تفتح مجالا لحوار عقلاني ومنطقي بفكرة الزمن .
....
قبل البدء بمناقشة تفاصيل الفكرتين ، أرغب بتوضيح الغاية من هذا النص :
1 _ محاولة فهم ، موقف الكاتب والمترجم والمثقف العام ( السوري أو الألماني وغيرهما ) من قضية الزمن ، وهل يتجاوزني فهمهما ، الذي يختلف عن فهمي بشكل واضح ودقيق ، وموضوعي ؟
2 _ الأهم بالنسبة لي شخصيا فهم الإدعاء ، الذي تقوم عليه الفكرة :
مساهمة فكرة الزمن النسبي ، الذي يتغير بين مراقب وآخر ، في " الأنظمة التقنية والتواصل الألكتروني ، وغيرها من العبارات الفخمة والمتعالية " ...
وهي تتكرر في الثقافة العالمية ، بمختلف ثقافاتها ولغاتها بشكل ميكانيكي .
وأرجو الرد والمساعدة في الشرح ممن يفهمون ذلك ، ويمكنهم تقديم دليل علمي ( منطقي أو تجريبي ) ويمكن فهمه ( للقارئ _ة المهتم بالفعل ) .
مع أنني وبصراحة أعتقد أنها إنشاءات لغوية ، أو عبارات جوفاء ، وبلا أي معنى حقيقي وملموس .
سبب رفضي لهذه الأفكار ، السائدة في الثقافة العالمية منذ أكثر من قرن ، يستند على بعض الملاحظات المنطقية :
طبيعة الزمن ، والحاضر ، مجهولة .
الواقع مجهول أيضا طبيعته وحركته ، إلى اليوم ؟!
....
كيف سيكون الموقف من مشكلة الزمن بعد أكثر من خمسمئة سنة ، سنة 3023 مثلا ؟!

مثال 1 تفسير فرويد للدافع الجنسي ، بالمقارنة مع أريك فروم :
يرغب الشاب لاشعوريا في الاتحاد الجنسي مع أمه ، أو مضاجعتها . وبالعكس بالنسبة للفتاة ، والتي ترغب بالاتحاد الجنسي مع أبيها .
قارئ _ة التحليل النفسي ، يعرف بعض تفسيرات فرويد المثيرة ، والتي يصعب نسيانها .
لكن ، وبعد قراءة تفسير أريك فروم لنفس الحادثة ، يتغير الفهم والموقف غالبا ...
يعتبر أريك فروم ، أن الدافع الجنسي يغير موضوعه بسهولة وسرعة ، وهذا الخطأ الأول لفرويد الذي كان يعتبر أن الدافع الجنسي يبقى ثابتا ، ويتثبت ، على أحد الأبوين بصورة عامة وبشكل لاشعوري .
لكن الخطأ الثاني برأي أريك فروم ، المنطقي والأكثر وضوحا ، أن الدافع الجنسي يمثل أحد أسباب ابتعاد الابن عن الأم ( على النقيض من تفسير فرويد ) ، والاتجاه نحو امرأة أخرى يمكنه الاتحاد الجنسي معها ( مضاجعتها ) . أيضا بالنسبة للبنت ، التي تدفعها قوة الرغبات الجنسية إلى شاب غريب ، يمكنها مضاجعته ( أو الاتحاد الجنسي معه ) .
أدعو القارئ _ة للمقارنة بهدوء بين التفسيرين :
التفسير الأول المنطقي والصحيح ، والعلمي كما أعتقد ، يمثله أريك فروم .
والتفسير الثاني غير المنطقي ، والشاذ بالفعل يمثله فرويد .
يشرح أريك فروم ، بأنه توجد حالات نادرة بالفعل ، لمريض _ ة درجة شذوذهما في الحد الأقصى ، ويشتهيان بالفعل مضاجعة الأب أو الأم .
بالرغم من توافق تفسير أريك فروم ، مع الملاحظة والمنطق والواقع يفضل الغالبية تفسير فرويد إلى اليوم !
والسبب المنطقي لأنه مريح من الجهتين ، ويتلائم مع العقل الخرافي للقارئ _ة . والسبب الثاني ، معرفة أغلب الكتاب لتفضيل القراء لأفكار السحر والشعوذة على المنطق والحقيقة .
( مترجمو _ ات فرويد وأريك فروم أيضا ، كثر . ولهم الشكر الجزيل ، واعتذر عن صعوبة تذكر كل الأسماء ) .
مثال 2 تفسير اينشتاين لتجربة ألبرت ميكلسون وأدوار مورلي سنة 1887 ، والتي تبين أن سرعة الضوء واحدة في جميع حالات القياس . سواء في اتجاه سرعة الأرض ، أو بعكسها ، وبصرف النظر عن سرعة المركبة التي يقف عليها الراصدون .
التفسير الشعبي ، سهل وبسيط ولذيذ ( مثير ، أو يتوافق مع الرغبة ) . بينما التفسير العلمي بالعكس ، صعب ، ويحتاج غالبا إلى تغيير الموقف العقلي للقارئ _ة أو المجرب نفسه .
فسر اينشتاين نتيجة تلك التجربة ( الشهيرة في الفيزياء ) بموقفه المعروف من الزمن ، حيث تختلف المدة الزمنية ( الثانية تتغير بين مراقب وآخر ) نفسها بحسب السرعة ، أيضا بدرجة قربها من الأجرام الكبيرة !
الثانية ( وأي مدة أخرى ) عندما تكون السرعة بعكس حركة الضوء ، تكون عديمة القيمة وتساوي الصفر . وبالعكس تماما ، الثانية نفسها تصير لا نهائية عندما تتوافق مع سرعة الضوء وتكون بنفس السرعة والاتجاه .
نعم ، تفسير أينشتاين بالضبط :
الزمن يتباطئ أو يتسارع ، بحسب السرعة .
ولا يوجد شيء اسمه الزمن ( الموضوعي ) ، أو المطلق .
....
التفسير الصحيح ، كما أعتقد :
توجد ثلاثة أنواع للزمن ، أو لحركة الزمن :
1 _ الزمن الحقيقي .
2 _ الزمن التخيلي ( يتطابق مع الحقيقي ، لكن بعكس السرعة والاتجاه ) .
3 _ زمن الحركة .
....
قد يكون من المناسب أكثر ، تبديل المصطلحات السابقة ب :
1 _ الحركة التعاقبية للزمن ، وهي تبدأ من المستقبل إلى الماضي عبر الحاضر ، وتتمثل بتناقص بقية العمر بداية من بقية العمر الكاملة لحظة الولادة إلى بقية العمر التي تناقصت للصفر لحظة الموت .
2 _ الحركة التعاقبية للحياة ، وهي بعكس حركة الزمن ، تبدأ من الماضي إلى المستقبل عبر الحاضر ، وتتمثل بزيادة العمر من الصفر لحظة الولادة إلى العمر الكامل لحظة الموت .
( الحركتان السابقتان ، لا يمكن ملاحظتهما بشكل مباشر ، لكن يمكن استنتاجهما بسهولة ، وبشكل دقيق وموضوعي ) .
3 _ الحركة الأفقية ، أو الذاتية أو السطحية ، أو التزامنية وهي تحدث عبر الحاضر دوما .
وهذا النوع الأخير من الحركة ، الذي تدرسه الفيزياء بشكل دقيق وموضوعي ( أو منطقي وتجريبي ) بشكل علمي ويقارب الكمال .
الحركات الثلاثة ، تحدث عبر ثلاثة أنواع للمسافة :
1 _ المسافة المكانية وهي المعروفة للجميع وتقاس بالمتر .
( الحركة الأفقية ، في الحاضر ، تمثل المسافة المكانية )
2 _ مسافة الزمن ، وتتمثل بحركة تناقص بقية العمر إلى الصفر .
( لا نعرف هذه المسافة : نوعها وطبيعتها وحدودها !؟ وهي مهملة في الثقافة العالمية الحالية ) .
3 _ مسافة الحياة ، وتتمثل بحركة العمر المتزايدة إلى العمر الكامل .
( مسافة الحياة ومسافة الزمن ، تتساويان بالقيمة المطلقة وتتعاكسان بالإشارة والاتجاه . وأعتقد ان من المناسب ، اعتبارهما حركة واحدة لكن مزدوجة أو ثنائية الاتجاه بين الماضي والمستقبل ) .
.....
....
الفصل الرابع

حل مفارقة زينون
( الحل العلمي المنطقي ، والتجريبي أيضا كما أعتقد )

استهلال
أعتذر عن تكرار بعض الأفكار ، والأمثلة ، وقد تكون مملة للقارئ _ة المتابع ، لكنها ضرورية كما اعتقد للفهم ، ولتجنب سوء القراءة والتفسير .
....
في مختلف الكتب التي تدور حول الزمن ، أو موضوعها المشترك هو الزمن ( أو مشكلة الزمن ، والحاضر ، بتعبير أكثر دقة وموضوعية ) ، توجد بعض الأفكار والأحداث المشتركة ، لعل أبرزها أحجيات زينون .
1
أدرك زينون مشكلة الزمن والواقع ، والحاضر أو العلاقة الحقيقية بين الحياة والزمن أو الوقت . وقبل القديس أوغستين بعدة قرون .
لكن باستثناء عبارة " لا أعرف " الجميلة والمهمة جدا ، التي تركها لنا الاثنان _ والصالحة اليوم وغدا وبعد ألف سنة _ لا تتوافر مراجع أو دراسات بالعربية ، حول فهم زينون للمشكلة .
أغلب الظن ، وهذا شكل من التفكير بصوت مرتفع ، كان الاثنان يحملان نفس الموقف العقلي ( المشترك ) والمستمر إلى اليوم ، والذي يتلخص بفكرة التمدد الكوني ، الحالية :
( الماضي هو البداية لكل شيء ، للزمن والحياة والمكان ، والمستقبل هو النهاية المقابلة لكل شيء ) .
ما يزال هذا الموقف المشترك ، والموروث ، يجمع بين ستيفن هوكينغ وباشلار وأرسطو وغيرهم . بالإضافة إلى أنه يجسد الموقف العقلي المشترك ، إلى اليوم بالنسبة للقارئ _ة العام خلال القرن الحالي أيضا .
هذه الفكرة خطأ ، وتتضمن فكرة قديمة ، لاواعية أو مضمرة ، تعتبر أن الواقع ، والوجود والكون ، أحادي البعد ويتكون من مادة بسيطة ومفردة .
بينما الواقع ، أو الكون ، ثلاثي البعد والطبقات في الحد الأدنى ويتكون من المكان والزمن والحياة ، وهي تمثل المكونات الأولية المختلفة بطبيعتها . للأسف ما تزال هذه الفكرة ، أو الموقف العقلي والثقافي ، الجديدة تقابل بالرفض ، وبدون أي رغبة لفهمها أو مناقشتها !
....
لا يوجد في العربية ، على حد علمي ، كتاب واحد أو نص يعالج أحجيات زينون بشكل منطقي أو تجريبي .
ولا توجد نصوص تعرض ( المشكلات ، أو الظواهر ) التي أشار إليها زينون بشكل واضح .
....
الحل الصحيح لمفارقات زينون ، يبدأ بتغيير الموقف العقلي المشترك ( السابق والتقليدي ) الأحادي ، واستبداله بالمنطق التعددي .
بكلمات أوضح ،
فكرة أو فرضية ، أن الزمن والمكان والحياة واحد ، أو في اتجاه واحد خطأ مشترك وموروث .
البديل الصحيح ، المنطقي على الأقل ، المكان والزمن والحياة ثلاثة مكونات أساسية للواقع ( أو الوجود أو الكون ) لا تقبل الاختصار مطلقا .
وأعتقد أن الثلاثة ، المكان والزمن والحياة ، ثلاثة أنواع مختلفة من الطاقة .
المكان يمثل عامل التوازن والاستقرار الكوني ، وهو ثابت ومنتظم .
بينما الحياة وعكسها الزمن ، أو الزمن وعكسه الحياة ، جدلية عكسية تتمثل بنوعين متعاكسين من الطاقة وتجمع بينهما معادلة صفرية من الدرجة الأولى : الحياة + الزمن = 0 .
2
بعد تبديل الموقف العقلي التقليدي بالموقف الصحيح ( المنطقي والتجريبي _ أو المنطقي على الأقل ) ، يسهل فهم وحل المفارقة ، ويسهل أيضا فهم العلاقة بين الحياة والزمن .
....
الواقع ثلاثة أنواع ، أو مكونات : مكان وزمن وحياة .
المسافة أيضا ثلاثة أنواع : مسافة المكان ، ومسافة الزمن ، ومسافة الحياة .
مثال تطبيقي ومباشر :
المسافة بين لحظة ولادتك ، وبين هذه اللحظة ( خلال قراءتك ) ، تتمثل بثلاثة أنواع من المسافة :
1 _ مسافة المكان ، هي الخط الذي يصل بين مكان ولادتك ، وبين مكانك الحالي الآن ( خلال قراءتك لهذه الكلمات ) .
وهذه مشكلة فيزيائية سهلة الحل ، ولا أعتقد أنها تمثل مشكلة فعلية في الثقافة والعلم .
2 _ مسافة الزمن .
3 _ مسافة الحياة .
المسافتان الحياة والزمن أو العكس ، هي نفسها مزدوجة عكسية ، وأدعو القارئ _ة لتأمل ذلك بدلالة الحياة الشخصية والعمر الشخصي .
....
نحن نجهل طبيعة وحقيقة مسافة الزمن ، والحياة .
عملية التقدم في العمر ( من الصفر إلى العمر الكامل ) ، تمثل حركة الحياة الموضوعية ، والمشتركة بين جميع الأحياء . وعكسها تناقص بقية العمر ( من بقية العمر الكاملة إلى الصفر ) ، تمثل الحركة التعاقبية للزمن .
مثال مباشر ويقبل التعميم ، التاريخ بين العامين : 2020 و 2022 ، هو نفسه بالنسبة لكل الأحياء الذين ولدوا قبل 2020 ، وسيموتون بعد 2022 .
والاستثناء ، الوحيد ، يتمثل بالأحياء الذين حدثت ولادتهم ( أو موتهم ) في هذا التاريخ المحدد .
ولا أظنها مشكلة صعبة الحل ، مثل سابقتها .
3
أعتقد أن حل المشكلة ( أحجيات زينون ) بشكل علمي ، صار ممكنا بالفعل ، ويشبه الحل الفلسفي لمشكلة الأرض ( مسطحة أم كروية ؟ ) :
اكتشف فلاسفة اليونان القديمة ، الحل المنطقي قبل أكثر من 22 قرنا ، عبر ثلاثة دلائل منطقية ( وتجريبية ) :
1 _ الغياب التدرجي للشمس ، دليل على كروية الأرض .
لو كانت مسطحة ، لكان الغياب دفعة واحدة .
2 _ الظل الثابت ، والموضوعي ، مع اختلاف الأمكنة .
لو كانت الأرض مسطحة ، لكان الظل عند أطرافها لا نهائي .
3 _ ظاهرة الخسوف والكسوف الجزئيين .
لو كانت مسطحة لكان الخسوف والكسوف بالحالة الكاملة دوما .
....
بالنسبة للقارئ _ة المتهم ، والمتابع .
اكتمل الحل ....
عدا ذلك مشكلة عقلية .
الخلاصة
اللحظة الزمنية هي نفسها لحظة الحياة ، تتساويان بالقيمة المطلقة ، ولكن تتعاكسان في الاتجاه والاشارة دوما ( لا نعرف لماذا وكيف ) .
وهذا خلاصة ما نعرفه ، إلى اليوم 21/ 7 / 2023 ، عن العلاقة بين الحياة والزمن : كيف يلتقيان ، ولماذا ، وإلى متى ؟! وغيرها من الأسئلة الجديدة ، والتي ما تزال خارج دائرة اهتمام الثقافة العالمية الحالية ، والمستمرة منذ عدة قرون . وخارج مجال اهتمام الفلسفة والعلم معا .
وليت الأمر يتوقف عند هذا الحد ؟!
حيث يستبدل ذلك الجهل الثقافي العالمي ، والمشترك ، بالادعاء المضمر عبر التواطؤ بين القارئ _ة والكاتب _ بأن الجميع يعرف حقيقة الزمن والحاضر ، وتوضع أسماء أينشتاين وهايدغر وستيفن هوكينغ وغيرهم ، على شكل سواتر دخانية اعتباطية !!!
....
....
الموقف الثقافي العالمي الحالي من الزمن _ بين نيوتن واينشتاين
( ملخص عام ، ما يزال في مرحلة الحوار المفتوح )

ما هو الزمن ، وما العلاقة الحقيقية بين الزمن والساعة ؟
لو توجهت بهذا السؤال اليوم ، إلى أي فيلسوف أو عالم أو كاتب مشهور ، وبصرف النظر عن اللغة والثقافة :
سوف يكون الجواب متشابها ، وربما هو نفسه الجواب الذي أحاول صياغته عبر هذا النص ، أو يشبهه لدرجة تقارب التطابق .
( موقفي من مشكلة الواقع والزمن والحاضر خاصة ، قبل 2018 هو نفسه الموقف الثقافي السائد ، العالمي ، لا العربي فقط .
ويتلخص بعبارة :
" الماضي هو الأصل والبداية ، بينما المستقبل هو النتيجة والنهاية لكل شيء ، وضمنها الزمن والحياة بالطبع .
الماضي مصدر الحياة بالفعل ، لكن المستقبل مصدر الزمن وبدايته .
وهذا محور النظرية الجديدة ، واختلافها الجذري عن الثقافة السائدة " ) .
....
الموقف الثقافي العالمي ، الحالي ، من الزمن والوقت مشترك بين مواقف نيوتن وأينشتاين وستيفن هوكينغ ....وهايدغر وباشلار وغيرهم بالطبع .
لكنه يعتمد أولا على موقف نيوتن ، وفرضياته المستخدمة إلى اليوم :
1 _ الاهتمام بالعلاقة بين الزمن والمكان ( المبهمة بطبيعتها ) ، واهمال العلاقة الحقيقية والمباشرة بين الزمن والحياة . ( وهذا الخطأ المشترك مع اينشتاين ، ويستمر في الثقافة الحالية ، وربما لزمن يطول ! ) .
العلاقة بين الزمن والمكان مبهمة وغامضة بطبيعتها ، وفرضية اينشتاين حول ( الزمكان ) عقبة معرفية _ لا أكثر ولا أقل _ كما اعتقد .
بينما العلاقة بين الحياة والزمن ظاهرة ، وتقبل الملاحظة والاختبار والتعميم بلا استثناء . وهي تتمثل بالمعادلة الصفرية من الدرجة الأولى :
الحياة + الزمن = الصفر .
أو
س + ع = 0 .
2 _ سهم الزمن ينطلق من الماضي إلى المستقبل ، عبر الحاضر .
هذه الفكرة مقلوبة ، وتحتاج إلى العكس فقط :
حيث تتجه الحركة الموضوعية للحياة من الماضي إلى المستقبل بالفعل ، ولكن الزمن أو الوقت بالعكس تماما ، ويتجه من المستقبل إلى الماضي ( يتمثل ذلك بتناقص بقية العمر ، من بقية العمر الكاملة لحظة الولادة إلى بقية العمر التي تتناقص إلى الصفر لحظة الموت ) .
3 _ قيمة الحاضر لا متناهية في الصغر ، وتقارب الصفر .
4 _ الزمن موضوعي ، ومطلق بطبيعته .
هذه خلاصة مساهمة نيوتن في الموقف الحالي من الزمن ، أخذ منها اينشتاين ما يناسبه ( ثنائية الزمن والمكان _ الزمكان _ كمثال ) ، وعارض بعضها مثل قيمة الحاضر ، اللانهائية على النقيض تماما من موقف نيوتن . ناقشت هذه الفكرة في نصوص سابقة ومنشورة ، وخلاصتها أن كلا الموقفين يتضمن نصف الحقيقة أو الواقع ، وهما يكاملان بعضهما ويتكاملان بالفعل . ( وهذا من ضمن ما تحاول النظرية الجديدة مناقشته ) .
والفكرة الثالثة ، موضوع الخلاف الأعمق " والأشهر " بين الموقفين حول نسبية الزمن أو موضوعيته ، وهي أيضا جدلية متكافئة بين الموقفين كما اعتقد ، حيث أن الحاضر نسبي ، واتفاق اجتماعي _ ثقافي بطبيعته . لكن ، الماضي الموضوعي ، قبل الحياة والانسان مطلق وغير نسبي ، ومثله المستقبل الموضوعي ، بعد الحياة والانسان . وبالمختصر ، الزمن ليس نسبيا فقط ( وهذا خطأ الثقافة العالمية الحالية ) ، وليس موضوعيا فقط .
النظرية الجديدة تمثل محاولة ، وخطوة جديدة كما أعتقد ، على طريق حل مشكلة " طبيعة الزمن " وعلاقته بالوقت ، بالإضافة للعلاقة الأهم وهي بين الزمن والحياة .
....
....
العلاقة الحقيقية بين الساعة والزمن ؟!
( التفكير من خارج العلبة ، محاولة جديدة )

قد تؤدي بعض الأفكار أو الممارسات الجديدة خاصة ، إلى اتجاهات غير متوقعة ومغايرة لكل ما سبق .
هل تختلف الساعة كأداة للقياس عن الميزان ، والمتر ، وغيرها ؟!
سوف أتوسع بمناقشة هذا السؤال خلال الفصول القادمة .
....
أحد اكبر أخطاء الثقافة العالمية الحالية ، بلا استثناء ، الخلط بين أنواع المسافات الثلاثة ، المسافة المكانية بين نقطتين 1 و 2 مثلا . بينما المسافة الزمنية بني حدثين 1 و 2 مثلا ( الولادة والموت مثلا ) . والمسافة الحياتية تمثل النوع الثالث وتجسده بالفعل . هي نقيض المسافة الزمنية بالكامل ، تجمع بينهما المعادلة الصفرية من الدرجة الأولى :
الحياة + الزمن = الصفر دوما .
لا أحد يعرف ، إلى اليوم ، ما هي المسافة الزمنية : طبيعتها ، وحدودها ، ومكوناتها ، وغيرها من ( المحددات ) الأساسية والأولية للمعرفة العلمية خاصة . ومثلها المسافة الحياتية .
نحن نجهل بشكل شبه كامل : العلاقة بين الحياة والزمن .
كما نجهل طبيعة الزمن ، والحاضر خاصة .
نجهل أيضا الواقع ومكوناته ، ...
ما الذي نعرفه بالفعل ، وبشكل دقيق وموضوعي !؟
....
مشكلتنا المشتركة :
لا أحد يعرف حدود جهله .
....
ملحق أعتقد أنه هام


فكرة ( السابق واللاحق ) أصل المشكلة ، وهي خطأ بالفعل

1
فكرة تعاقب السابق واللاحق في اتجاه واحد ، تجمع بين نيوتن وأرسطو وستيفن هوكينغ وغيرهم ، ....الكون يتمدد ؟!
بكلمات أخرى : الماضي حدث سبقا ، والمستقبل لم يحدث بعد ، والحاضر بينهما ( كل شيء ) .
بالمختصر
هذا هو الموقف الثقافي العالمي الموروث ، والمشترك ، والمستمر منذ قرون عديدة .
حدثت بعض الاعتراضات عليه ، لكن بشكل فردي وعابر ، وجزئي ولا يؤثر بالفعل .
ما يزال موقف ارسطو من الكون ، والعلاقة بين الحياة والزمن خاصة ( اعتبارهما واحدا لا اثنين ) ، يشكل محور الثقافة العالمية الحالية .
ويتلخص بما سبق ، باستثناء مواقف هنري برغسون في الفلسفة واينشتاين في الفيزياء ، ولكن الأهم والأوضح موقف الشاعر السوري رياض الصالح الحسين ( 1954 _ 1982 ) :
( الغد يتحول إلى اليوم
واليوم يصير الأمس
وأنا بلهفة
أنتظر الغد الجديد ) .
( موقف رياض يمثل ، ويجسد ، نقيض الموقف الثقافي العالمي الحالي ) .
....
" الأمس يصير اليوم ، واليوم يصير الغد ، ... "
هذا المعنى الحرفي ، والحقيقي معا ، لعبارة أرسطو ( السابق واللاحق ) . وهو الموقف المشترك بين نيوتن وأرسطو وستيفن هوكينغ ومعهم ، وخلفهم الثقافة العالمية الحالية ( وضمنها الفلسفة والعلم ) ....الكون يتمدد ؟!
....
أعتقد أن فكرة الكون يتمدد ، أسوأ فكرة اعتنقها البشر بشكل جماعي ، طوال التاريخ المعروف والمكتوب خاصة .
عبادة الشيطان على سبيل المثال منطقية ، أو جدلية بالحد الأدنى :
الشيطان مخلوق من الله مباشرة لسبب ، أو لحكمة غير معروفة بعد .
أو النقيض الذي يتلخص كله ، بأن الشيطان يقابل الله بصورة مباشرة ، وعلى خلاف بقية المخلوقات .
والنتيجة : موقف احترام الشيطان ، الاحترام متوسط بين العبادة والشتيمة ، موقف مفهوم ومنطقي .
لكن الكون يتمدد ... !
ومن غير المقبول السؤال : كيف ، ومنذ متى ، وإلى أين ، والأهم غياب الدلائل المنطقية أو التجريبية .
( ناقشت نظرية الانفجار الكبير ، وأعتقد أنها خطأ ومتناقضة منطقيا )
2
الكون ليس خطيا ، ذلك يتناقض مع المنطق والتجربة والملاحظة .
وليس دورانيا بالمقابل ، لا الحياة تتكرر ولا الزمن يتكرر أيضا .
التكرار حالة خاصة آلية ، واصطناعية بطبيعتها . عدا ذلك التغير الدائم والمستمر ، هو القانون الشامل والكوني ، والذي يتفق مع الملاحظة والمنطق والتجربة .
اليوم الحالي كمثال : هو نتيجة الأمس والغد معا ، وبنفس الوقت .
( الحياة جاءت من الأمس والماضي ، والزمن جاء من الغد والمستقبل ) .
يوم الغد ، ويوم الأمس ، يشبهان اليوم الحالي ، ويمثلان الدليل الحاسم على الجدلية العكسية بين الحياة والزمن بالإضافة إلى الظواهر السبعة . ( عدد الظواهر الأربعة ، أو الستة أو السبعة ، يقبل الزيادة ولا يقبل الاختصار أو الانتقاص كما أعتقد ) .
....
فكرة التمدد الكوني نتيجة منطقية ، وشبه مباشرة لفكرة ( الأبدية ) .
الأبدية في الموقف العلماني ، ويتفق معه الديني أيضا في هذه الجزئية ، لا زمنية بطبيعتها .
بعبارة أخرى ،
الأبدية فوق الزمن ، أو خارجه ، حالة استمرارية وخلود بالمطلق .
....
الأبدية خارج الزمن ، ونقيض الزمن بالفعل .
( خرافة ، أو خيال ، لا أكثر ولا أقل ) .
3
كيف سيكون الموقف الثقافي العالمي ، بعد قرن وأكثر ؟!
سوف تقبل النظرية الجديدة ، وتسحب إلى داخل الحظيرة الثقافية السائدة .
( لكن ، بعدما يتم تفريغها بالفعل من الأفكار الجديدة ، ومن مضمونها الحقيقي والمتكامل ) .
كما حدث لبقية أنماط التفكير ( المختلف ) ، وهو بالطبع كان موجودا .
....
الخاتمة مع عبارة من كتاب " الزمن "
تأليف روديغر سافرانسكي ، ت د عصام سليمان :
( كل كائن حي يقاوم نهايته ، ولديه ظاهريا خوف حين يداهمه الموت مباشرة . وأكثر من ذلك الانسان الذي بمقدوره ان يتكهن أكثر ، ويعرف عن إمكان موته ) .
....
الموقف الثقافي العالمي ، الحالي ، غير منطقي ...
أو غير دقيق ، أو ناقص في الحد الأدنى .
....
....

الظاهرة السابعة _ نور حريري قارئة للنظرية الجديدة


أقترح على القارئ _ة الجديد _ ة خاصة ، العودة لقراءة الظواهر الستة التي تتمحور حولها النظرية الجديدة . لأجل تسهيل عملية القراءة ، والفهم ، لبعض الأفكار الصادمة للقارئ _ ة التقليدي .

1
الظاهرة السابعة ، تتمحور حول سؤال الواقع ، ما هو الواقع :
الحركة الموضوعية للواقع ، ومكوناته ، وحدوده
....
الواقع بين الوجود والكون ، الوجود يمثل الواقع المباشر من الداخل ، والكون يمثل كل شيء من الخارج والداخل معا .
يتحدد الكون بصورة تقريبية من جانبين : 1 _ السطح والخارج يتحدد بظاهرة ( أكبر من اكبر شيء ) . بينما يتحدد المركز والداخل من خلال ظاهرة ( اصغر من اصغر شيء ) .
يتكون الواقع أو ، الكون ، من ثلاثة أنواع للطاقة : المكان والزمن والحياة .
يمثل المكان الطاقة المحايدة ، بالإضافة لكونه يجسد عامل التوازن والاستقرار الكوني .
يمثل الزمن الطاقة السلبية في الكون ، ويتمثل كظاهرة مباشرة في تناقص بقية العمر إلى الصفر دوما ( في اتجاه وحيد ، وثابت ) .
تمثل الحياة _ على النقيض من الزمن _ الطاقة الإيجابية في الكون ، وتتمثل كظاهرة مباشرة في تزايد العمر : من الصفر ( أو اللانهاية السالبة ) لحظة الولادة ، إلى العمر الكامل في لحظة الموت .
وأما الحركة الموضوعية للواقع ، أو الكون أو الوجود ، فهي تتمثل باليوم بظاهرة " اليوم الحالي " .
الواقع المباشر ، أو اليوم الحالي ، يأتي من الماضي والمستقبل بالتزامن .
( الموقف الثقافي العالمي ، الحالي ، خطأ ويعتبر أن حركة الواقع والكون من الماضي إلى المستقبل . هذا خطأ ، وقد ناقشت ذلك عبر نصوص عديدة ومنشورة على الحوار المتمدن . لمن يهمهن _ م الأمر ) .
حركة الحياة ، او الحركة الموضوعية للحياة بتعبير أكثر دقة ، لها اتجاه ثابت ووحيد : من الماضي إلى المستقبل .
( الجانب الحي من اليوم الحالي ، جاء من الأمس )
حركة الزمن أو الوقت ، أو الحركة التعاقبية للزمن ، لها اتجاه واحد وهو يعاكس الاتجاه الموضوعي للحياة دوما : من المستقبل إلى الماضي .
( الجانب الزمني من اليوم الحالي ، جاء من الغد )
....
هذا التعريف السريع للواقع ، وتحديده بشكل مكثف جدا .
ناقشت الأفكار الواردة في النص ، بشكل موسع وتفصيلي ، عبر نصوص منشورة على الحوار المتمدن .
2
مشكلة القراءة الجديدة خاصة ، تتمثل بعدة أسئلة مزمنة ومعلقة :
1 _ السؤال الأول
ما هو الواقع ؟
الجواب الصحيح ، لا أعرف ولا أحد يعرف .
الجواب الجديد ، وهو أحد محاور النظرية الجديدة :
( وهو ما يزال في مرحلة الحوار المفتوح ، ويرحب بجميع الأفكار والمساهمات المكتوبة خاصة ) .
الواقع = سبب + صدفة .
الواقع = مكان + حياة + زمن .
2 _ السؤال الثاني
ما هو الزمن ؟
الجواب الصحيح ، لا اعرف ولا أحد يعرف .
الجواب الجديد ، وهو أحد محاور النظرية الجديدة أيضا :
( أيضا ما يزال في مرحلة الحوار المفتوح )
الزمن = الوقت + فكرة الزمن .
فكرة الزمن خلال القرن العشرين ، وحتى اليوم عديمة القيمة .
بعبارة ثانية ، خلال القرن الماضي ، وإلى اليوم : الزمن = الوقت .
طبيعة الزمن : مشكلة معلقة ، بين العلم والفلسفة ، منذ عدة قرون . ويمكن تلخيصها بعدد من الاحتمالات :
1 _ الزمن فكرة ثقافية مثل اللغة والمال .
2 _ الزمن موجود قبل الحياة ، ويستمر وجوده بعدها أيضا .
3 _ يوجد احتمال ثالث ، أن تبقى فكرة الزمن ( او مشكلة طبيعة الزمن ) مجهولة ومعلقة خلال هذا القرن ، وحتى ألف سنة قادمة !؟
4 _ يوجد احتمال رابع ، ويمكن اعتبارها جزئا من الاحتمال الثالث فقط ، ويتمثل بإمكانية بقاء طبيعة الزمن مجهولة إلى الأبد !
3 _ السؤال الثالث
ما هو الحاضر :
أعتقد أن النظرية الجديدة تجيب عن هذا السؤال بشكل دقيق ، وموضوعي ، ومتكامل . وهو بالمختصر :
للحاضر عدة أنواع ، ثلاثة في الحد الأدنى :
1 _ حاضر الزمن .
2 _ حاضر الحياة ( أو الحضور ) .
3 _ حاضر المكان ( او المحضر ) .
4 _ الحاضر الآني ( هذه اللحظة ، لحظة القراءة ) .
5 _ الحاضر المستمر ( يتمثل بالتاريخ أو الحضارة و وغيرها ) .
6 _ الحاضر الفردي ( يتمثل بالعمر الشخصي ، الفردي ) .
7 _ الحاضر المشترك ( يتمثل بأبناء الجيل الواحد ) .
8 _ الحاضر ، كل ما يمكن معرفته أو تخيله والتفكير فيه .
....
ملحق


مفارقات زينون ، تكشف مغالطة العلاقة بين اللحظة والزمن ؟!

ما هي اللحظة ؟
هل هي زمن أم حياة أم مكان ؟
الزمن جزء من اللحظة ، لكن العكس غير صحيح سوى في حالة خاصة .
أيضا الحياة جزء من اللحظة ، وربما المكان ( لم أفكر بهذه المشكلة ) .
....
اللحظة مصطلح ينطوي على مغالطة ، لا مفارقة فقط .
واستخدامه غير مبرر ، بشكل علمي أو منطقي .
....
الساعة مثلا ، فترة محددة بشكل دقيق وموضوعي .
أجزائها الدقيقة والثانية ، واجزائهما .
مضاعفاتها السنة والقرن ، ومضاعفاتهما .
لكن اللحظة ، أو العصر ، أو ( الحاضر ) ... كلمات اعتباطية .
بعد فهم هذه المشكلات ، المزمنة ، القديمة والمتجددة . ومعها مشكلات جديدة تتعلق بالمعرفة الجديدة والأفكار الجديدة بصورة عامة .
....
....
القسم الثاني

تكملة الرسالة المفتوحة للصديقة الأستاذة نور حريري
دعوة للحوار المفتوح حول الزمن أو مشكلة الزمن ، والحاضر أولا
( وللقارئ _ة ، جديد _ ة أيضا )

لماذا يصعب فهم كتاب ، أو نص ، وقراءتهما بشكل صحيح ومناسب ؟!
( صعوبة فهم ، أو تقبل ، النظرية الجديدة كمثال )

توجد ثلاثة أنواع من الأسباب :
1 _ ذاتية وتخص القارئ _ة حصرا .
2 _ اسلوبية وتخص الكاتب _ ة حصرا .
3 _ موضوعية ، وتتعلق بالأفكار الجديدة ، بالإضافة إلى الالتباس في فهم ، ومعرفة الأفكار القديمة ، أيضا المعروفة منها والشائعة أو النخبوية .
سوف أبدا بمعالجة الأسئلة أعلاه بشكل عكسي ، ومن الآخر إلى الأول ...
1
الأسباب الموضوعية لفهم النظرية الجديدة مثلا ، أو لأي فكرة جديدة ، والمنفصلة عن القارئ _ة والكاتب _ ة بالفعل محدودة ، وواضحة . تتلخص بمشكلات اللغة والعادة ، أو الاجبار على التكرار بتعبير فرويد الشهير ، أو العود الأبدي الأكثر شهرة لنيتشه .
....
كلنا نتعلق بعاداتنا ، وحياتنا وأشيائنا الفكرية أيضا .
لا أحد مغرم بنقاده ، باستثناء بعض الفلاسفة والحكماء ...
وهم قلة نادرة ، في مختلف العصور والثقافات .
وبالتالي لا خوف من ( المازوشية الثقافية والفكرية ) ، والعكس صحيح دوما ، كل الخوف والحذر من النرجسية والمبالغة تجاه أفكارنا ومعتقداتنا .
....
الطريقة النموذجية ، والأنسب كما اعتقد ، لحل هذه المشكلة تتمثل بالتجربة والتكرار . المثابرة ، مع الاهتمام والصبر ، طريق الفهم والمعرفة .
سأكتفي بمثال تطبيقي ، يوضح فهمي لهذه المشكلة ، ويوجد الكثيرون في العربية وغيرها يفهمون هذه المشكلة ( صعوبة القراءة والفهم والتعلم ) أكثر مني وخاصة الفلاسفة وعلماء النفس .
أدعو القارئ _ة للتفكير بهذه التجربة ، واختبارها بالفعل :
تخيل أكثر مكان ، هناك ، تعرفه بشكل دقيق وموضوعي .
وفي المرحلة الثانية ، اجراء المقارنة بين الصورة الذهنية ( أو الاعتقاد ، والذاكرة ، والتخيل ) وبين المكان الحقيقي ، والموضوعي بالفعل .
في حال تعذر ذلك لسبب ما ، فليكن الاختيار للمكان الثاني أو بالدرجة التالية من الأهمية وبحيث يسهل اجراء المقارنة بين المكان الحقيقي ، وصورته المتخيلة أو في الذاكرة .
أعرف هذا المثال من تجربتي الشخصية :
مثال 1 تقدير الوقت ،
قبل النظر إلى الساعة ، أحاول تقدير الوقت بشكل دقيق .
نسبة الخطأ تتجاوز التسعين بالمئة ، مع أنني أكرر التجربة منذ سنوات .
مثال 2 ، وأوضح ، حالة القلق الهوسي :
بعد أرسال النص للنشر بفترة ، بعد يوم مثلا ، تخطر في بالي فكرة مقلقة أن أكون متزلفا ( زيادة على اللطف الطبيعي ) ، أو العكس ، القلق والخشية من أن أكون متنمرا على أحد الشخصيات الواقعية ، أو الأدبية .
مثال آخر ، شبيه ومن نفس الطبيعة الهوسية ، بعدما أخرج من الغرفة واغلق الباب الخارجي ، أتذكر بأنني ربما لم أضع الموبايل في الشحن ، أو بالعكس لم أفصله عن الكهرباء ...
هذه التجربة أوضح ، واعتقد أنها هامة جدا للتحرر من التعصب اللاواعي بطبيعته . نسبة خطأ توقعي ، او ذاكرتي ، أو اعتقادي ، لا تقل عن الستين بالمئة وبعد تجربتي وخبرتي المتكررة .
الخلاصة ، كم من البؤس ( والغباء ) ، بالإضافة للخسارة المتبادلة مع الصديق _ة حين أكون متعصبا لفكرة ، أو اعتقاد ؟!
....
وأختم الفكرة بتجربة سهلة ، ...
ما عليك سوى اغماض عينيك لدقيقة ، مع تخيل المنظر الفعلي أمامك .
ثم فتح عينيك ،
والمقارنة بين التصورين ، المختلفين بالطبع .
( الشخصية النرجسية يصعب عليها القيام بتجربة هذه الأمثلة ، على بساطتها وسهولتها ...بالنسبة لي هي تجربة ممتعة ، أن اكتشف ضعف ذاكرتي ، وخطأ تقديري وبعض معتقداتي أيضا ) .
2
السبب الأسلوبي ، في صعوبة القراءة وعسرها الصريح .
هنا أتحمل المسؤولية الكاملة ، ولا أعرف كيف أحل المشكلة بشكل نهائي وحاسم . أعرف أن كتابتي غير ممتعة ، للقارئ _ة الجديد خاصة .
أحاول عن طريق الحوار المفتوح ، بالإضافة إلى الكتابة بشكل يومي لمدة ساعة على الأقل .
أعتذر بالفعل ، عن ضعف الأسلوب ، وعن عيوب الكتابة الكثيرة .. واعمل ما بوسعي لكي أخفف منها ، ولا أقول تجنبها ، تلك غاية لا تدرك .
3
السبب الذاتي ، يتعلق بالقارئ _ة حصرا .
سوف اعرض موقفي ، وخبرتي الشخصية ، عبر مثالين :
المثال 1 ، ....
ذكرته سابقا أكثر من مرة ، من كتاب أريك فروم " فن الاصغاء " .
في جلسة مع محلل نفسي جديد ، متدرب مع أريك فروم ، وبحضور بعض تلامذتهما :
يتحدث الطبيب المتدرب عن ( مريضته ) الثلاثينية ، يقول بأنها أخبرت أبوها وأمها ، في جلسة غداء بأنها تقابل ( فلان ) وهو شخصية يعرفها الأب والأم بشكل جيد ، واكثر من ذلك هو موظف في شركة والد المرأة .
وأضاف الطبيب المتدرب ، أن الأب والأم قالا للمرأة نفس الرأي ، لا تنسي أن ( فلانا ) متزوج ولديه أولاد أيضا .
ويكمل الطبيب المتدرب حديثه ، حيث يعتبر أن ما ذكره غير مهم ، وهو حديث يومي في العائلة ، مثل بقية الأحاديث العادية .
يوقفه أريك فروم ويقول : هنا المشكلة الأساسية ؟
هل شخصية الأب غبية ، ويسهل التلاعب معه في شركته مثلا ، من قبل موظف ما ؟
ليس كذلك ، بل هو شخص فطن وذكي ، وهذا معروف عنه يخبره الطبيب المتدرب .
لماذا إذن ، لم يفهم الأب ، أن ابنته في ورطة عاطفية وهي تحتاج لمساعدته بالفعل ، ولولا ذلك لما أخبرته ؟
أجاب الطبيب المتدرب ، بأنه قدم لها النصيحة ، ونبهها لأنه متزوج ومرتبط بعائلته ، ماذا يمكنه أن يفعل غير ذلك ؟
هنا جوهر العلاج النفسي يؤكد أريك فروم : الاهتمام ، شرط الفهم .
لا يمكن فهم أي كلام ، أو فكرة وغيرها ، بدون اهتمام حقيقي .
ثم تابع اسئلته للطبيب المتدرب ، وماذا عن الأم ، هل هي مغفلة ، ويمكن لجارتها ، أن تبدل بعض اغراضها الخفيفة بالأغراض الثمينة للأم مثلا ؟
لا ، ليست كذلك هي أيضا شخصية ذكية ومثقفة ، يجيب الطبيب المتدرب .
ويكمل أريك فروم ، شرحه :
الأم والأب في هذا المثال ، نموذج لعدم الاهتمام ، وهما لا يعرفان أي شيء بشكل فعلي ، وصحيح ، سوى ضمن دائرتهما الخاصة والصغيرة جدا .
ويكمل عدة صفحات في شرح فكرة ( الاهتمام ) ، وأنها تشكل الفاصل الحقيقي ، والعتبة ، بين الشخصية المريضة عقليا ونفسيا وبين الصحة المتكاملة للفرد .
أعتقد أن هذا المثال يفسر بالفعل ، فشل شخصيات ثقافية مرموقة ومشهود لها بالفطنة والذكاء والابداع أيضا ، في فهم النظرية الجديدة .
وأكتفي بذكر ثلاثة أسماء ، من الذين كتبت لهم رسائل مفتوحة : أدونيس ، وناشيد سعيد ، وخلدون النبواني كمثال على مشكلة القارئ كما أعتقد .
بالمقارنة مع ثلاثة فهوا النظرية بسهولة ، ويسر : علي عبدالله سعيد ، وكمال شاهين ، ومنذر مصري ، ...على سبيل المثال .
أعتقد أن الاهتمام سبب وجوهري ، وثابت ، في فهم ( أو عدم فهم ) النظرية الجديدة وغيرها من الكتب والنصوص .
المثال 2 ...
حادثة اغتيال الرئيس المصري الأسبق أنور السادات ، كما يرويها كاتب مدرسة المشاغبين علي سالم :
اكتشفت المؤامرة ، التخطيط والتنفيذ لعملية اغتيال السادات ، قبل عدة ساعات . وتم ارسال ضابط كبير في المخابرات المصرية ، برتبة عقيد ، إلى الاحتفال للتبليغ عن ذلك .
وصل الضابط قبل أكثر من ساعة ، على بداية الاحتفال . وحاول مقابلة الرئيس ليخبره بالمؤامرة ( المشكلة ) .
لكن الحرس الرئاسي منعه من ذلك ، ووعدوه بأنهم سينقلون الرسالة ( الشفهية ) للرئيس ، وهذا دورهم ومسؤوليتهم .
لكن ما حدث بعد ذلك ، ويعرفه جميع من عاصروا تلك الفترة ، يشبه فيلم هوليودي ، حيث تم اغتيال السادات بشكل مسرحي ويصعب تصديقه ، اكثر من أي فيلم وثائقي عن تلك الحادثة ومثيلاتها .
لماذا حدث ذلك ، يسأل علي سالم ، ويقدم الجواب الصحيح ( المنطقي ) . بدل نظريات المؤامرة ، التي شاعت في تلك الفترة :
وصل الضابط إلى مسرح الجريمة ، أو الاحتفال ، وهو على يقين من صدق مهمته ( الرسالة ) .
لكن ، بعدما قابله الحرس الرئاسي ، بذلك الجبروت والفوقية . اعتقد ، مثلهم ، أن الرئيس السادات أكبر واقوى من مؤامرة صغيرة ، وهو لا يمكن أن يموت بالاغتيال خاصة .
القارئ _ة الجديد ، يشبه حامل الرسالة الشفهية .
....
القسم الأول من الرسالة

رسالة مفتوحة إلى الأستاذة / الصديقة نور حريري

يسعد أوقاتك ...
الشكر أولا للصديقات والأصدقاء المشتركين _ ات ، عبر صفحاتهم تعرفت على كتابتك وطرق تفكيرك الإبداعية ، والمتميزة بجدارة .
لا أعرف إن كنت سمعت بالنظرية الجديدة ، أم لم يحدث ذلك ...
في كلا الحالتين ، أغتنم كل الفرص الممكنة ، للحوار مع صديق _ة جديدة _ة وأقترح التفكير ببعض الأسئلة ( الجديدة ) المهمة والملهمة كما أعتقد :
السؤال الأول ، والأساسي :
من أين جاء اليوم الحالي ، خلال قراءتك لهذه الكلمات ، وإلى أين يذهب ؟!
والسؤال الثاني ، تكملة للأول ، ويتصل مباشرة بأحجيات زينون :
ما نوع المسافة بين لحظة الولادة ، وبين هذه اللحظة ( خلال قراءتك لهذه الكلمات ) ، وهل هي مسافة واحدة وتبدأ من الماضي للمستقبل ، وهي من نوع ( الزمكان ) التي تروج لها الثقافة العالمية منذ أكثر من قرن ؟!
....
الأجوبة المناسبة على السؤالين السابقين ، مع الظواهر الستة ، تقدم البرهان المنطقي والتجريبي معا للنظرية الجديدة ، وبنفس الوقت توضح اختلافها النوعي ، والكمي ، عن الثقافة السائدة بنوعيها الحديثة أو التقليدية .
....
يقولون في الفلسفة عادة ، إن السؤال المناسب يتضمن نصف الجواب الصحيح على الأقل ...
بالعودة للسؤال الأساسي :
من أين جاء اليوم الحالي ، وإلى أين يذهب ؟!
بحسب الموقف الثقافي السائد ، والمشترك بين الفلسفة والعلم ، يأتي الزمن من الماضي ويذهب إلى المستقبل .
هذا الجواب ناقص ، وغير واضح .
( مثلا ، ....ملاحظة هامة جدا ، يقفز فوقها ، أو يتجنبها الفلاسفة والفيزيائيون ، والمثقفون _ات العرب وغيرهم بصورة دائمة :
لا يوجد أي تمييز بين فكرة الحياة وفكرة الزمن ، وهل هي نفسها ؟
وفي الواقع الفعلي ، يتم التعامل مع الحياة والزمن ، بالإضافة للمكان على اعتبارهما واحدا فقط ، مفردا وبسيطا أيضا .
ويعتبر اتجاه الحركة الثابت ، والوحيد ، من الماضي إلى المستقبل .
وبدون أي تحديد للماضي أو للمستقبل ، ولا للحاضر طبعا )
لكن وبحسب النظرية الجديدة ، وهنا محور الاختلاف مع الثقافة السائدة الحديثة أو التقليدية على السواء : الحياة تأتي من الماضي إلى المستقبل بالفعل ، لكن حركة مرور الزمن ( أو الوقت ) هي بالعكس من المستقبل إلى الماضي . وحركة المكان ثالثا ، وتختلف عن الحركتين السابقتين ، من حيث أنها تحدث في الحاضر فقط ، من النقطة 1 إلى النقطة 2 ... إلى النقطة ( س ) ، وغيرها .
....
والسؤال الثاني ، المسافة بين لحظة الولادة وبين اللحظة الحالية ليست بسيطة أو مفردة ، بل هي ثلاثة أنواع من المسافة أو الحركة ... وهنا سأنسخ مقالة سابقة تناقش الفكرة نفسها ، وأعتقد أنها توضح المشكلة :

الفرق ، التشابه أو الاختلاف ، بين أنواع المسافة الثلاثة ؟!
( مسافة المكان ، ومسافة الزمن ، ومسافة الحياة )

1
للتذكير :
الموقف الثقافي العالمي ، خاصة الفيزياء الحالية ومعها الفلسفة ، يعتبر أن المسافة المكانية هي نفس المسافة الزمنية ، وهي نفس المسافة الحياتية !؟
بكلمات أخرى ،
الموقف السائد في الثقافة العالمية الحالية ، يعتبر أن حركة الزمن هي نفسها حركة الحياة وهي نفسها حركة المكان وبدون فروق .
هذا خطأ بمستوى الفضيحة ، كما أعتقد وأحاول إثبات ذلك عبر الأدلة المنطقية والتجريبية .
المسافات الثلاثة تختلف نوعيا ، وجذريا ، وليس كميا فقط .
....
مثال نموذجي ، وهو دليل حاسم على خطأ الموقف الثقافي العالمي الحالي :
المسافة بين لحظة ولادتك ، وبين اللحظة الحالية ( القارئ_ ة الآن ) ، هل هي من نوع المسافة المكانية بين نقطتين ، ويمكن حسابها بالمتر مثلا ؟
وهل هي نفسها المسافة بين لحظة الولادة ولحظة الموت ، للفرد ، والاختلاف كمي وفردي فقط ( بحسب طول العمر الفردي أو قصره ) .
هذا الموقف خطأ ، كما أعتقد .
وهو عامل إعاقة ثابت ، ومزمن أمام معرفة العلاقة بين الزمن والحياة .
ولكنه موقف اينشتاين ، الذي اعتبرته الثقافة العالمية حقيقيا ( موقف العلم والفلسفة الحاليين ) منذ أكثر من قرن عبر فكرة الزمكان .
....
مسافة الزمن ومسافة الحياة هي نفسها بالقيمة المطلقة ، ولكنها تختلف في الإشارة والاتجاه .
مسافة الزمن أو مسافة الحياة ، هي نفسها لكن بحالة مطابقة عكسية .
تشبه الخط المزدوج بين نقطتين ، أو مدينتين ، وبشكل متعاكس دوما .
هذا كل ما نعرفه حاليا ، إلى اليوم 13 / 7 / 2023 .
مثلا ، لا نعرف نوع المسافة ، ولا الحركة ، بين لحظة الولادة وهذا اللحظة سواء بسواء ، بالنسبة للكاتب أو القارئ _ة .
لكن ، يمكننا أن نعرف بثقة ووضوح ، أن الموقف الثقافي العالمي ، الحالي والمستمر بعد اينشتاين خطأ صريح _ ومتناقض _ كما أعتقد .
المسافة بدلالة المكان خطية أو فضائية .
لكن المسافة بدلالة الحياة ، أو الزمن ، لا نعرف عنها سوى أنها جدلية عكسية بين الحياة والزمن . وتربط بينهما _ الحياة والزمن _ معادلة صفرية من الدرجة الأولى ، ونجهل بشكل شبه كامل العلاقة بين المكان والحياة وبين الزمن والمكان .
فكرة الزمكان ، فرضية غير مقبولة ( تافهة كما اعتقد ) ، حيث تستبدل قيمة المتحول المجهول ( الحاضر ) بالصفر أو اللانهاية .
وهو ما فعله نيوتن أولا ، حين اعتبر أن قيمة الحاضر تقارب الصفر ويمكن اهمالها بدون أن يؤثر ذلك على الحسابات العلمية _ والعملية .
وقام اينشتاين بالنقيض ، واعتبر قيمة الحاضر لا نهائية .
ما تزال مشكلة الحاضر ، قيمته ومكوناته وحدوده وحركته ، بدون حل علمي ( منطقي وتجريبي معا ) .
لكن حدث تقدم مهم كما اعتقد ، صرنا نعرف بدلالة النظرية الجديدة أن الحاضر ثلاثي البعد والطبقات . ( وليس عنصرا مفردا ، وبسيطا ) .
بكلمات أخرى ،
الحاضر ثلاثة أنواع على الأقل :
حاضر الزمن ، وهو نفسه الحاضر .
حاضر الحياة أو الحضور .
حاضر المكان أو المحضر .
وقد ناقشت هذه الفكرة ، الجديدة ، بصيغ مختلفة ومتنوعة ، عبر نصوص منشورة سابقا على الحوار المتمدن _ لمن يهمه الأمر .
2
المشكلة الحقيقية بين مسافة الحياة وبين مسافة الزمن ، تحتاج إلى الاهتمام والتركيز والتفكير النقدي .
المشكلة الزائفة بين مسافة الزمن ومسافة المكان ، وهي تكشف خطأ تفكير اينشتاين ، ومثله تفكير فرويد ( كان الاثنان يعتقدان أن الزمن يتحدد بالشعور الفردي ، ويستخدمان نفس المثال ، على سرعة الزمن في الحالات اللذيذة وبطئه في حالات الألم ) . يعرف اليوم طفل _ة متوسط الذكاء ، بعد العاشرة خطأ ذلك المنطق ، لا الفكرة فقط .
....
المثال النموذجي : فرق العمر بين شخصين ؟
دليل على أن الزمن موضوعي ، ويتحرك بسرعة ثابتة واتجاه ثابت أيضا .
لكن تبقى مشكلة الحاضر ، والزمن معلقة .
( وهنا ينتهي الاقتباس من المقالة السابقة ) .
....
والأهم للفهم ولحل مشكلة الزمن والحاضر ، كما أعتقد " الظواهر الستة " ، ويكفي فهمها لتغيير الموقف الثقافي والعقلي للقارئ _ة ، وهي تفتح باب التفكير الجديد بالفعل :
1 _ الظاهرة الأولى :
يولد الانسان في العمر صفر وبقية العمر كاملة ، ويموت بالعكس تماما : في العمر الكامل وبقية العمر التي تناقصت إلى الصفر .
2 _ الظاهرة الثانية :
اليوم الحالي ( هذا اليوم نفسه 17 / 7 / 2023 ) ، يوجد في الحاضر بالنسبة للأحياء ، ويوجد في الماضي بالنسبة لمن لم يولدوا بعد ، ويوجد في المستقبل بالنسبة للموتى . كما يوجد احتمال رابع بالنسبة لمن سوف يولدون خلال اليوم الحالي ، واحتمال خامس بالنسبة لمن سيموتون خلال اليوم الحالي .
3 _ الظاهرة الثالثة :
أصل الفرد ، قبل الولادة بقرن وأكثر تتكشف الصورة بوضوح تام :
في مرحلة قبل الولادة يكون الفرد في الماضي والمستقبل ، بنفس الوقت ؟
حيث يكون جسده ، أو حياته ، عبر مورثاته الشخصية في سلالات الأجداد . وبنفس الوقت ، تكون بقية عمره ( أو زمنه ) في المستقبل .
( يكفي التفكير بهدوء ، وتعمق ، بمن سيولدون بعد قرن وأكثر ، بعد سنة 2123 ، لتتكشف فكرة " اصل الفرد " بشكل دقيق ، وموضوعي ) .
4 _ الظاهرة الرابعة :
ثنائية الفعل والفاعل ، في العربية تتمثل ثنائية الفاعل والفعل بمزدوجة عكسية تنطلق من الحاضر دوما :
1 _ حركة الفاعل ، أو الحياة ، دوما من الحاضر إلى المستقبل .
( خلال قراءتك لهذه الكلمات ، ستبقى – ين في الحاضر ، حتى لحظة الموت ، ومعك بنفس الحركة " الموضوعية " جميع الأحياء ) .
2 _ حركة الفعل ، أو الزمن ، دوما من الحاضر إلى الماضي .
( خلال قراءتك نفسها ، فعل القراءة يتجه بعكس الحركة الذاتية الشخصية : من الحاضر إلى الماضي ) .
5 _ الظاهرة الخامسة :
الحدث خماسي البعد ، وليس رباعيا فقط .
لا توجد حركة للزمن بشكل منفصل عن حركة الحياة ، ولا العكس أيضا .
بعبارة ثانية ، الحدث ثنائي البعد بين الحياة والزمن بطبيعته ، أو خماسي البعد بدلالة المكان والزمن والحياة .
( ناقشت هذه الفكرة المهمة ، والخطرة ، عبر نصوص عديدة ومنشورة سابقا على الحوار المتمدن ) .
6 _ الظاهرة السادسة :
يولد الانسان في الحاضر ، ويبقى طوال عمره ( أو بقية عمره ) في الحاضر ...
والسؤال كيف ، ومن أين ، يدخل الماضي والمستقبل إلى العمر ؟!
أيضا هذا السؤال ناقشته سابقا ، بشكل تفصيلي وموسع ، ويتكشف جوابه الصحيح ، بعد فهم أنواع المسافة ( والحركة أيضا ) الثلاثة : مسافة المكان ، ومسافة الزمن ، ومسافة الحياة .
الحوار المقترح مفتوح مع القارئ _ة الذي يهتم بالموضوع :
مشكلة الزمن والحاضر ، والعلاقة بين الحياة والزمن خاصة .
بكل الود والاحترام
حسين عجيب
اللاذقية 17 / 7 / 2023 .
....
....
الفصل السادس
الظاهرة السابعة
( هل حركة التاريخ تتوجه إلى الأمام أم إلى الوراء ؟! )

1
ملاحظة سريعة
بدل الدخول في لعبة المصلحات ، والتصنيف ، الغامضة وغير المجدية في هذا النص خاصة ، أكتفي بتحديد التاريخ ، كأحد أشكال العمر البشري .
وسوف أناقش فكرة ( اتجاه حركة التاريخ ) بشكل علمي ( منطقي وتجريبي معا ) بدلالة الحركة والمسافة .
وتنبيه أخير ، أعتقد أنه ضروري للقارئ _ة الجديد _ة خاصة :
يتعذر فهم هذا النص ، قبل فهم الظواهر الستة ولو بشكل تقريبي .
....
بدأ التاريخ قبل 2023 سنة ، يوم ولادة المسيح كما هو متفق عليه .
والسؤال الأول ، بدلالة المسافة :
ما هي المسافة نوعها أو أنواعها ، بين تلك اللحظة وبين اللحظة الحالية ؟!
بحسب الموقف الثقافي العالمي ، الحالي ، المسافة زمكانية ( تدمج بين حركتي الزمن والمكان ) ، وهي تبدأ من الصفر إلى السنة الحالية 2023 وسوف تستمر إلى اللانهاية ( أو يوم القيامة بالنسبة للمتدينين ) .
أعتقد أن هذا خطأ ، وفرضية اينشتاين مصدر الخطأ ( الزمكان ) .
والنتيجة التي يعرفها الجميع : نظرية الانفجار الكبير ، والتمدد الكوني ... وهي من نوع النبوءة التي تحقق ذاتها .
وأعتقد أنها ليست خطأ فقط ، بل هي تناقض المنطق العلمي الذي يتمحور حول الملاحظة والتجربة وقابلية القياس والاختبار والتعميم ، وغيرها .
....
للمسافة ثلاثة أنواع ( تقبل الزيادة ولا تقبل الاختصار ) ، في الحد الأدنى :
1 _ مسافة المكان . نعرفها جميعا وتقاس بالمتر .
2 _ مسافة الزمن .
ما تزال غير معروفة ، وغير مفهومة ، وهي خارج الاهتمام الثقافي . أو تلحق بالمكان ، بحسب العبارة غير الجميلة ( الزمكان ) .
تتمثل مسافة الزمن ، بعملية تناقص بقية العمر من بقية العمر الكاملة لحظة الولادة ...إلى بقية العمر التي تتناقص للصفر في لحظة الموت .
ظاهرة العمر ، أساسية لفهم مسافة الزمن ومسافة الحياة أيضا .
3 _ مسافة الحياة ، تشارك مسافة الزمن الغموض والإهمال إلى اليوم .
تربط بين نوعي المسافة ، أو الحركة ، علاقة صفرية من الدرجة الأولى :
الزمن + الحياة = 0 .
توجد مشكلة لغوية ، تتمثل بالعلاقة بين المسافة والحركة ، وهي تتصل بمفارقات زينون مباشرة كما أعتقد ( ناقشت ذلك في نص سابق ) .
2
هل حركة التاريخ إلى الأمام أم إلى الوراء ؟!
حركة التاريخ مزدوجة ، أو ثنائية بين الحياة والزمن ، بطبيعتها وهي تشبه حركة العمر الفردي ومن نفس النوع :
الحركة الموضوعية للحياة ، تتمثل بالتقدم في العمر ، وهي تتزايد ( تتقدم ) من الماضي إلى المستقبل .
الحركة التعاقبية للزمن ، تتمثل بتناقص بقية العمر ( تتراجع ) ، وهي من المستقبل ( العمر الكامل ) إلى الماضي ( تناقص بقية العمر إلى الصفر ) .
....
بعد فهم الظواهر الثلاثة : الأولى والثانية والثالثة ، تتكشف حركة التاريخ المزدوجة ، كما تتكشف الحركة المتعاكسة بين العمر الكامل وبقية العمر .
3
الحياة بدلالة نظرية التطور :
للحياة ثلاثة أنواع ، متفق عليها ، من الأدنى إلى الأعلى والأحدث :
1 _ الأحياء الأولية .
تتطور على المستوى البيولوجي فقط .
2 _ الاحياء الاجتماعية ، مثالها النمل والنحل ، تتطور على المستويين البيولوجي والاجتماعي معا وبالتزامن ( بنفس الوقت ) .
3 _ الجنس الإنساني .
يتطور الجنس البشري على ثلاثة مستويات بالتزامن ، البيولوجية والاجتماعية والثقافية .
عملية التطور الإنساني ، شديدة التعقيد والغموض ، وأعتقد أن تباين السرعة في التطور ، أو التغير ، بين المستويات الثلاثة مصدر ثابت للغموض وسوء الفهم وسوء التفسير والقراءة معا .
....
التطور البيولوجي ، له حركة وحيدة الاتجاه ، من الماضي إلى المستقبل .
بينما التطور الاجتماعي ، والثقافي خاصة ، يحدث في مختلف الاتجاهات إلى الوراء أو إلى الأمام .
( وهذه حركة التاريخ أيضا ) .
4
الحركة الموضوعية للتاريخ ، وتتمثل بالمراوحة في المكان ، وهي مزدوج وثنائية عكسية بطبيعتها ، بين الحياة والزمن :
1 _ اتجاه حركة الحياة ، من الماضي إلى المستقبل .
2 _ اتجاه حركة الزمن بالعكس ، من المستقبل إلى الماضي .
3 _ اتجاه حركة المكان ، تحدث في الحاضر دوما : من الحاضر 1 إلى الحاضر 2 .... إلى الحاضر ( س ) .
للأسف ، بالكاد تتجاوز معرفتنا الحالية للحركة وأنواعها معرفة زينون !؟
على الأقل ، عرف زينون المشكلة ، وحاول عرضها وحلها .
غالبية الفلاسفة والعلماء في العربية ، وربما في بقية الثقافات ، يعتبرون أن الحركة الكونية أحادية البعد والاتجاه من الماضي إلى المستقبل .
( وهذا ما اعترض عليه زينون بوضوح ) .
....
مشكلة المسافة أوضح من مشكلة الحركة :
للمسافة ثلاثة أنواع في الحد الأدنى :
1 _ مسافة المكان .
2 _ مسافة الحياة ، تتمثل بتقدم العمر ، وهي من الماضي إلى المستقبل .
3 _ مسافة الزمن ، تتمثل بتناقص بقية العمر ، وهي من المستقبل إلى الماضي .
بالنسبة لمسافة الزمن أو الحياة ، هي من نفس ظاهرة الفعل ورد الفعل . تتساويان بالقيمة المطلقة ، وتتعاكسان بالإشارة والاتجاه دوما .
5
هذه حدود معرفتي ، ...
آمل أن يجذب هذا البحث ، والحوار المفتوح ، العقول الجديدة _ والكهلة أيضا _ عسى ولعل ...
أعول على مشاركة الصديقة الأستاذة نور ، وعلى من يهمهن_ ة الموضوع ، ومشكلة الزمن والتاريخ والواقع ، والحاضر خاصة .
الحوار المفتوح طريق الفهم المتكامل .
....
....

الخلاصة الأحدث للنظرية الجديدة
الجزء الأول _ المشكلة اللغوية

هل يمكن تحديد ، وتعريف ، الحاضر بشكل دقيق وموضوعي ؟
مناقشة هذا السؤال مؤجلة للخاتمة .
....
ملاحظة هامة جدا :
الموقف الثقافي السائد ، يعتبر أن الماضي يحدد الحاضر والمستقبل .
هذا خطأ موروث ، ومشترك ، في الثقافة العالمية الحالية ويلزم تصحيحه .
الموقف البديل :
الماضي يحدد جزءا صغيرا فقط من الحاضر ، ومن المستقبل أصغر .
بكلمات أخرى ،
الحركة من الماضي إلى الحاضر ، والمستقبل أخيرا ، تشكل جزءا من الواقع بالفعل ، ولكنها لا تحدد الواقع الموضوعي كله .
الحركة الواقعية ، الموضوعية ، ثلاثية البعد والطبقات :
1 _ النوع الأول ، أو البعد الأول : حركة الحاضر ، أو حركة المكان :
من الحاضر إلى الحاضر أيضا ( حاضر 1 ، حاضر 2 ، ...حاضر س ) .
2 _ النوع الثاني ، الحركة من الماضي إلى الحاضر ، ثم المستقبل .
( حركة الحياة ، تبدأ من الماضي إلى المستقبل ، وعبر الحاضر ) .
3 _ النوع الثالث ، الحركة من المستقبل إلى الحاضر ، ثم الماضي .
( حركة الزمن أو الوقت تبدأ من المستقبل إلى الماضي ، عبر الحاضر ) .
الظواهر الستة ، والأربعة الأولى بشكل خاص ، تمثل الدليل العلمي والحاسم للنظرية الجديدة الدقيق والموضوعي معا .
هذه الأفكار الجديدة ، تمثل الاختلاف النوعي بين الثقافة العالمية السائدة حاليا ، وبين النظرية الجديدة .

1
ما هي العلاقة الحقيقية ، المنطقية والتجريبية معا ، بين الحاضر والماضي والمستقبل ؟!

عند قراءة السؤال لأول مرة يبدو بسيطا ، وسهل الحل .
لكنها خدعة الانطباع الأول ، المتسرع والنرجسي غالبا .
ما تزال العلاقة بين الحاضر والماضي والمستقبل مجهولة ، كما كانت في زمن نيوتن واينشتاين ، وربما تبقى مجهولة طيلة هذا القرن !؟
لكي نعرف العلاقة الحقيقية ، أو العلمية ، بين الحاضر والماضي والمستقبل يلزم أولا معرفة المتحولات الثلاثة . ( أو اثنين منها ، بالحد الأدنى ) .
....
ربما ما يزال من المبكر طرح السؤال بهذا الوضوح والبساطة ؟!
....
في المرحلة الأولى نصطدم بالمشكلة اللغوية : تحديد ، وتعريف ، المتحولات الثلاثة : الحاضر والماضي والمستقبل .
وبعد المشكلة اللغوية ، المرحلة الثانية أو المشكلة المنطقية والفيزيائية ، والتي ربما يمكن تحديدها بشكل دقيق وموضوعي ؟!
( حل المشكلة اللغوية غير ممكن على المستوى الفردي فقط ، كما أعتقد ) .
2
ما هو الزمن ؟!
( مناقشة السؤال عبر خلاصة مكثفة ، الملحق )
المشكلة اللغوية مستويين الأول البسيط ، والخاص بلغة محددة .
لكن المشكلة اللغوية التي تعترض دراسة الزمن ، ومحاولة فهمه ، ومشكلة الحاضر ، والعلاقة بين الحياة والزمن خاصة ، تمثل مشكلة مشتركة بين مختلف اللغات الكبرى الحديثة والحالية .
مثال 1 : ( المشكلة اللغوية ، التي تم حلها بشكل صحيح ومناسب ) .
في العربية توجد مشكلة ، محلولة ، بالنسبة لأسماء أولاد الأبناء :
الحفيد _ة : اسم ابن الابن ( الذكر ) .
السبط _ ة : اسم ابن البنت ( الأنثى ) .
لكن المشكلة اللغوية ، غير المحلولة ، تتكشف بوضوح مع كلمة ومصطلح أو تسمية ( الصهر ) : فهو اسم يطلق على زوج الأخت ، وعلى زوج البنت ، وعلى أزواج العمات وعلى أزواج الخالات .
اسم واحد ، ومفرد ، يطلق على عدة أشياء أو افراد أو موضوعات مختلفة ومنفصلة بالفعل .
مثال 2 :
الاسم والألقاب ، المتعددة ، لنفس الشخصية .
لدى بعض الأفراد ألقاب ، بالإضافة إلى الاسم الشخصي .
اللغات والثقافات الحديثة حلت المشكلة ، بالاكتفاء الاسم الأول وبصرف النظر عن الاعتبارات الأخرى .
مثال 3 ، من أهم أسباب غموض كلمة الزمن :
الحاضر كلمة ، او مصطلح ، يطلق على ثلاثة أشياء أو موضوعات مختلفة ومنفصلة بالفعل :
1 _ حاضر الزمن .
حركته الثابتة والمستمرة ، من الحاضر إلى الماضي .
( خلال قراءتك الآن ، فعل القراءة كل لحظة يتحول إلى الماضي ) .
2 _ حاضر الحياة . ( أو الحضور ) .
حركته الثابتة ، والمستمرة ، من الحاضر إلى المستقبل .
( خلال قراءتك الآن ، يمكنك التمييز بين الحركتين المتعاكستين دوما :
حدث الزمن أو الفعل ، الموضوع ، يتحرك من الحاضر إلى الماضي .
وبالعكس حدث الحياة أو الفاعل ، الذات ، يتحرك من الحاضر إلى المستقبل ) .
3 _ حاضر المكان . ( أو المحضر ) .
يمثل عامل التوازن والاستقرار الكوني .
حركة المكان تحدث في الحاضر فقط : من الحاضر 1 ، إلى الحاضر 2 ، ...إلى الحاضر ( س ) .
تمثل أحجيات زينون ، حدس الانسان القديم بالمشكلة اللغوية _ التي أحاول شرحها ومناقشتها _ وهي ما تزال بدون حل .
مثال 4 ...
الماضي كلمة ، أو اسم أو مصطلح ، يطلق على شيئين أو موضوعين مختلفين ومنفصلين بالفعل : الحياة والزمن .
ماضي الحياة شيء ، أو عنصر يختلف عن ماضي الزمن .
ماضي الحياة ، اسم للمرحلة الأولى من الحياة .
( الحياة تبدأ من الماضي للمستقبل ، والزمن بالعكس يبدأ من المستقبل )
والمشكلة نفسها تتكرر في حالة المستقبل .
المستقبل اسم ، ومصطلح ، يطلق على شيئين مختلفين ومنفصلين بالفعل : الحياة والزمن .
مستقبل الحياة ، أو عنصر الحياة ، يختلف عن مستقبل الزمن .
( المستقبل مرحلة ثالثة في الحياة ، بينما المستقبل بداية الزمن ، ويمثل المرحلة الأولى بحركة الزمن ) .
3
الخلاصة
المشكلة اللغوية أحد نوعين :
1 _ في الحالة الأولى يكون لعدة أشياء ، أو مكونات وموضوعات ، اسم واحد قديم عادة ( الحاضر والماضي والمستقبل مثال نموذجي ، للمشكلة اللغوية من النوع الأول ) . وفي هذه الحالة يتمثل الحل الصحيح ، والمناسب ، بتشكيل أسماء ومصطلحات جديدة ، بحيث تكون مساوية لعدد الأشياء والموضوعات .
2 _ في الحالة المعاكسة يكون للشيء الواحد ، أو الفرد ، أو الموضوع أكثر من اسم . ويتمثل الحل الصحيح في هذه الحالة ، بعملية توحيد التسميات أو المصطلحات بكلمة واحدة أو اسم واحد .
....
أعتقد أن ، حل المشكلة اللغوية غير ممكن على المستوى الفردي فقط . بل يتطلب الأمر ، إيجاد بعض الحلول على مستوى اللغة والثقافة معا .
بالنسبة لمشكلة الزمن ، والعلاقة بين الحاضر والماضي والمستقبل ، يتطلب الأمر حلا على المستوى العالمي _ كما أعتقد ( على مستوى الثقافة العالمية ومؤسساتها ، اليونسكو مثلا ) .
....
للأسف ، لا توجد في العربية هيئة ثقافية رسمية ، ومعترف بها ، يمكنها حل هذه المشكلة .
آمل أن يتوفر في الثقافة الألمانية ، والإنكليزية ، وغيرهما إمكانية حل المشكلة بالفعل .
ملحق 1
طبيعة الزمن وأنواعه
توجد عدة احتمالات لطبيعة الزمن ، أو لفكرة الزمن :
1 _ الزمن فكرة إنسانية مثل اللغة والمال .
2 _ للزمن وجوده الموضوعي ، والمستقل عن الحياة مثل الكهرباء .
3 _ لا يمكن معرفة طبيعة الزمن ضمن أدوات المعرفة الحالية .
4 _ والاحتمال الرابع ، ربما تبقى طبيعة الزمن مشكلة معلقة وبلا حل .
ولكن ، يمكن معرفة اتجاه حركتي الحياة والزمن .
....
ملحق 2
مثال خامس يكشف العلاقة بين الزمن والحياة بوضوح ...
المشكلة اللغوية بدلالة هنا وهناك :
" فجوة الألم " تسمية أدبيات التنوير الروحي للمشكلة العقلية المزمنة ، الموروثة والمشتركة : أنت هنا ولكن عقلك هناك .
توجد ثلاثة أنواع مختلفة لكلمة هناك : هناك المكان ، وهناك الزمن ، وهناك الحياة . هناك المكان ، ظاهرة ومعروفة تدرسها الفيزياء بشكل نموذجي يقارب الكمال . لكن المشكلة بين هناك الزمنية ، وبين هناك المكانية . هناك الزمنية في المستقبل عادة ، وبالعكس هناك الحياتية في الماضي عادة ( تتكشف الصورة ، عبر ظاهرة أصل الفرد ، وكيف يكون موزعا بين الماضي والمستقبل قبل ولادته بقرن مثلا ) .
هنا أيضا ثلاثة أنواع : هنا المكان ، وهنا الزمن ، وهنا الحياة .
عدم فهم العلاقة بين هنا وهناك ، مصدر الخطأ الثابت والمتكرر .
العلاقة بين هنا ( أصغر من اصغر شيء ) ، وبين هناك ( اكبر من أكبر شيء ) من نوع علاقات التناقض الصريحة بين الأصغر والأكبر أو العكس بين الأكبر والأصغر .
أعتقد أن لهذا المثال أهمية خاصة ، وهو يذكر بالعلاقة المشوشة بين النسبية العامة وبين فيزياء الكم .
ملحق 3
الحياة والزمن اثنان ، يتعذر ردهما إلى الواحد .
المكان والزمن اثنان أيضا ، ويتعذر دمجهما بواحد .
....
....
الجزء الثاني _ وظيفة النظرية الجديدة وغايتها
ما هي النظرية الجديدة ، فكرتها الأساسية والتي تختلف _ تضيف أو تصحح أو تتميز _ بها عن الثقافة السائدة ، وهل توجد حاجة لها بالفعل ؟!
....
لنتذكر
قبل خمسمئة سنة ، كانت الأرض ثابتة ومسطحة ، وحولها تدور الشمس والقمر والنجوم . ولا يخطر في بال أحد أنها فكرة ، وغير صحيحة ؟!
تكفي المقارنة بين الموقف الثقافي الحالي ، وبين الموقف السابق لتوضيح أهمية الأفكار الجديدة ، وضرورة التفكير من خارج الصندوق أحيانا ، لحل المشكلات المزمنة خاصة .
عملية المقارنة بين موقفين مختلفين أو حلين ، أو أكثر ، لنفس المشكلة أو القضية تكشف أيضا حدود الادعاء ، والجهل ، في كل فرضية جديدة أو نظرية ، أو فكرة جديدة .
....
الجديد مغامرة ، الجديد مجهول بطبيعته .
1
تتمحور النظرية الجديدة حول العلاقة الحقيقية ، بين الحياة والزمن .

مشكلة العلاقة بين الحياة والزمن ( أو الوقت ) ؟!
يوجد ثلاثة احتمالات :
1 _ الزمن والحياة في اتجاه واحد ، وبنفس السرعة .
( نفس الموقف الثقافي العالمي الحالي ، والمستمر بعد نيوتن ) .
2 _ الزمن والحياة في اتجاهين مختلفين ، وبسرعات مختلفة أيضا .
3 _ الزمن والحياة في اتجاهين متعاكسين ، ولهما نفس السرعة .
الموقف الثقافي العالمي ، خلال القرن العشرين والحالي أيضا ، يمثل الاحتمال الأول ، والذي يعتبر أن سهم الحياة هو نفسه سهم الزمن . وهو الموقف نفسه الذي قام نيوتن بصياغته ، وتحديده . حيث اعتبر أن العلاقة الحقيقية بين الزمن والمكان ، المطلقان ، وأهمل العلاقة بين الزمن والحياة لأسباب غامضة ، وربما تبقى مجهولة .
موقف النظرية الجديدة ، على النقيض من ذلك :
الزمن والحياة يتحركان في اتجاهين متعاكسين دوما ، وبنفس السرعة .
سوف أهمل الاحتمال الثاني ، لكونه غير واقعي كما أعتقد .
....
الاحتمال الأول ، ويمثل الموقف الثقافي العالمي الحالي ( وضمنه موقف العلم والفلسفة خطأ ، أو ناقص ويجب تصحيحه وتكملته ) .
سأكتفي بالبرهان المنطقي على صحة موقف النظرية ( كدليل على خطأ الموقف الحالي والاحتمال الأول ، لأن أحدهما خطأ بالطبع _ وربما يكون الاثنان خطأ معا ، وهذه مسألة في عهدة المستقبل ) من خلال عدة أمثلة ، وهي ظواهر عامة تقبل الملاحظة والاختبار والتعميم بلا استثناء .
الظاهرة الأولى :
1 _ العمر الفردي المزدوج بين الحياة والزمن .
يولد الفرد ، الإنساني وغيره ، في العمر صفر وبقية العمر الكاملة .
ويموت الفرد في العمر الكامل ، وبقية العمر التي تناقصت للصفر .
بعبارة ثانية ،
حركة الحياة وحركة الزمن ( أو الوقت ) تتمثلان ، وتتجسدان مباشرة بالعمر الفردي ، وهي فكرة وظاهرة مشتركة بين معظم اللغات الكبرى .
حركة الحياة ، وحركة الزمن ، يمكن استنتاجهما بشكل منطقي ومباشر :
الحركة الموضوعية للحياة تتمثل بتقدم العمر الفردي ، من الصفر لحظة الولادة إلى العمر الكامل لحظة الموت .
والحركة التعاقبية للزمن أو الوقت تتمثل بتناقص بقية العمر ، من بقية العمر الكاملة لحظة الولادة إلى بقية العمر التي تتناقص إلى الصفر لحظة الموت . كلا الحركتين ، يمكن ملاحظتهما مع قابلية الاختبار والتعميم بلا استثناء .
الحركتان متعاكستان بالاتجاه دوما ، وتتساويان بالسرعة ( لهما السرعة نفسها ، وهذه مسألة تحتاج للاهتمام والدراسة كما أعتقد ) .
تجمع بين حركتي الحياة والزمن ( أو الوقت ) معادلة صفرية من الدرجة الأولى :
الحياة + الزمن = الصفر
أو س + ع = 0 .
....
الظاهرة الثانية :
اليوم الحالي وأجزائه أو مضاعفاته ، اللحظة أو القرن ، يوجد في الماضي والمستقبل والحاضر بالتزامن .
اليوم الحالي ، وأي فترة زمنية أخرى ، يوجد في الحاضر بالنسبة للأحياء .
اليوم الحالي يوجد في الماضي ، بالنسبة لمن لم يولدوا بعد .
اليوم الحالي يوجد في المستقبل ، بالنسبة للموتى .
بالإضافة إلى احتمال رابع ، بالنسبة لمن سيولدون خلال اليوم الحالي . وبوجد احتمال خامس أيضا ، بالنسبة لمن سيموتون حلال اليوم الحالي .
....
الظاهرة الثالثة :
أصل الفرد ظاهرة تقبل الملاحظة ، والاختبار والتعميم بلا استثناء .
أين يكون الفرد قبل ولادته ، وبأكثر من قرن مثلا ؟!
الجواب الصحيح ، المنطقي والتجريبي معا : قبل ولادة الفرد بقرن أو اكثر ، يكون في وضع مزدوج بين الحياة والزمن ، وبين الماضي والمستقبل :
يكون جسده وحياته ، عبر مورثاته في أجساد الأجداد ( في الماضي ) .
ويكون زمنه ووقته ، أو بقية عمره ( في المستقبل ) .
تتكشف الفكرة ، الخبرة ، من خلال تخيل ولادة فرد بعد قرن سنة 2122 :
هي أو هو الآن ، بين الحاضر والمستقبل بالتزامن .
( ليس في الماضي بالطبع )
حياته أو حياتها ، أو مورثاتهما هي الآن في الحاضر عبر أجساد الأجداد .
وبقية عمرها ، أو عمره ، هي الآن في المستقبل منطقيا ( ليس في الماضي ولا في الحاضر بالطبع ) .
....
الظاهرة الرابعة :
ثنائية الحاضر ، وحركته المزدوجة في اتجاهين متعاكسين بين الماضي والمستقبل :
خلال قراءتك لهذه الكلمات ، يمكنك تمييز نوعين من الحركة :
1 _ حركة حدث الحياة ، ويتمثل بتقدم العمر بالنسبة للقارئ _ة ، في اتجاه ثابت ومستمر : من الحاضر إلى المستقبل ( تستمر هذه الحركة حتى لحظة الموت ) .
2 _ حركة حدث الزمن ، وتتمثل بفعل القراءة ( وأي فعل آخر ) وهي في اتجاه معاكس لحركة حدث الحياة : من الحاضر إلى الماضي .
( تتمثل حركة حدث الزمن ، وهي تعاكس حركة حدث الحياة دوما ، بعملية تناقص بقية العمر الكاملة لحظة الولادة إلى الصفر لحظة الموت ) .
الفكرة ، الخبرة ، التي تتمثل بالظاهرة الرابعة تتلخص ، بالحركتين المتعاكستين بين حدث الزمن وحدث الحياة :
حركة الحدث الزمني تبدأ من الحاضر إلى الماضي دوما ، ويمكن الاستنتاج بشكل منطقي أنها بدأت من المستقبل .
وبالعكس تماما حركة الحدث الحي ، فهي تبدأ من الحاضر إلى المستقبل دوما ، ويمكن الاستنتاج منطقيا أنها بدأت من الماضي .
....
الأمثلة السابقة ، تمثل البرهان والدليل المنطقي والتجريبي معا ، على العلاقة الحقيقية بين الحياة والزمن ، وهي جدلية عكسية بين الحركتين ، وتتمثل بالمعادلة الصفرية من الدرجة الأولى : الحياة + الزمن = الصفر .
وأما العلاقة بين الزمن وبين الوقت ، وهل هما واحد ، أم اثنين :
خلال الحياة الإنسانية المعروفة ، يكون الوقت والزمن واحد .
لكن قبل بداية الحياة ، الإنسانية خاصة ، ربما كان الزمن موجودا ؟!
هذه المسألة معلقة منذ قرون : مشكلة طبيعة الزمن وماهيته ، وهل هو نفسه الوقت الذي تقيسه الساعة فقط ، وفكرة إنسانية لا غير .
أو الاحتمال الآخر ، الزمن يسبق الوقت وسيبقى بعد الانسان والحياة ؟!
هذا السؤال مؤجل ، وتتعذر الإجابة عنه ضمن معطيات المعرفة الحالية .
وهو في عهدة المستقبل والأجيال القادمة .
أكتفي بمناقشة هذه الظواهر الأربعة ، وهي تقبل الزيادة ولا تقبل الاختصار والانتقاص ، وهي تمثل وتجسد العلاقة الحقيقية بين الحياة والزمن .
2
بعض أفكار النظرية ، جديدة ، وغير معروفة سابقا كما أعتقد :
للحياة نوعين من الحركة :
1 _ الحركة الذاتية وتتمثل بحركة الفرد ، وهي عشوائية بطبيعتها .
2 _ الحركة التعاقبية أو الموضوعية ، وتتمثل بتقدم السن بالنسبة للفرد . وهي ثابتة ، ومشتركة بين جميع الأحياء .
الحركة الذاتية تحدث في الحاضر بشكل دائم ، ومستمر من لحظة الولادة وحتى لحظة الموت .
بينما تحدث الحركة الموضوعية للحياة ، أو التعاقبية ، بين الماضي والمستقبل : تبدأ من الماضي إلى الحاضر ، ثم المستقبل .
( وهي ظاهرة ، تقبل الملاحظة والاختبار والتعميم بلا استثناء ) .
حركة الزمن ، أو الوقت ، بعكس حركة الحياة .
للزمن أيضا نوعين من الحركة :
1 _ الحركة التزامنية ، وهي تقابل الحركة الذاتية للحياة والتي تتمثل بالحركة الفردية والعشوائية بطبيعتها ، وتحدث مثلها في الحاضر أيضا ، وتتمثل بفرق التوقيت العالمي .
2 _ الحركة التعاقبية للزمن أو الوقت ، بعكس الحركة الموضوعية أو التعاقبية للحياة ، وتبدأ من المستقبل إلى الحاضر ، ثم الماضي .
الحركة التعاقبية للزمن أو الوقت ، ومع أنها غير ظاهرة بشكل مباشرة . ولكن يمكن استنتاجها وفهمها ، وبعد ذلك تسهل ملاحظتها بمختلف الظواهر بلا استثناء .
( المثال النموذجي للحركة التعاقبية للزمن : حركة تناقص بقية العمر ، بعكس تزايد العمر الحالي وصولا للعمر الكامل لحظة الموت ، من بقية العمر الكاملة إلى الصفر لحظة الموت ) .
....
كلا من نيوتن واينشتاين أدرك نصف الواقع فقط ، بدلالة الموقف من الحاضر :
كان نيوتن يعتبر أن الحاضر صغير جدا ، قيمته لا متناهية في الصغر وتقارب الصفر . وهذا صحيح بالنسبة للحركة التعاقبية للزمن ، كل لحظة ينقسم الحاضر في اتجاهين : الحياة تنتقل للمستقبل ، والزمن للماضي .
موقف اينشتاين بالعكس من نيوتن ، كان يعتقد أن للحاضر قيمة لا متناهية . وهذا صحيح أيضا ، بالنسبة للحركة الموضوعية للحياة ، فهي استمرارية لا نهائية تتجه من الماضي إلى المستقبل .
يمكننا اعتبار الحاضر اللحظة التي مرت ، أو اليوم ، أو القرن الحالي .
( الحاضر اتفاق اجتماعي _ ثقافي ، يمكن أن يتمثل بالساعة أو الدقيقة أو بأجزائهما ، ويمكن أن يتمثل بالسنة والقرن أو بمضاعفاتهما ) .
....
الزمن ( أو الوقت ) رصيد موجب لكل كائن حي ، يبدأ بالولادة وينتهي بالموت ، ويتعاكس مع الحياة بطبيعته .
أدرك شكسبير هذه الحقيقة ، وعبر عنها بشكل جميل ومكثف :
أنت التقيت بما يموت
وانا التقيت بما يولد .
ترجمة أدونيس .
....
فكرة الساعة الرملية صحيحة وغير دقيقة ، والساعة الإلكترونية بالعكس دقيقة وغير صحيحة . يجب عكس اتجاه حركة الساعة الحديثة ، فهي تقيس السرعة الموضوعية للحياة ( التعاقبية ) ، وهي بعكس حركة الزمن .
الساعة الرملية ، تتوافق مع حركة الساعة الزمنية .
الساعة الحديثة ، تتوافق مع حركة الساعة الحياتية .
يسهل فهم ذلك عبر المثال التالي ، لنتخيل طفل _ة بعد ساعة من ولادته :
يكون العمر بدلالة الحياة ، قد ازداد ساعة بالفعل .
( وهذا اتجاه ساعة الحياة ، والتي تقيسها الساعات الحالية )
وتكون بقية العمر بعد ساعة ، قد تناقصت بمقدار ساعة بالفعل .
( وهذا اتجاه ساعة الزمن ، والتي تقيسها الساعات الرملية بالفعل )
....
أعتقد أن خطأ حدث في الوعي الإنساني ، خلال التطور خاصة في العلاقة مع الزمن ، وصار الواقع معكوسا ومقلوبا .
والسؤال : هل يمكننا فهم ، وإصلاح ما حدث ؟!
أعتقد هذه الفكرة الجديدة ، جديرة بالاهتمام والتفكير بعمق وهدوء .
مثال تطبيقي :
من أين جاء اليوم الحالي ، وإلى أين يذهب ؟
اليوم الحالي ثلاثي البعد والمكونات : زمن ، وحياة ، ومكان .
حركة الحياة ، من الماضي إلى المستقبل عبر الحاضر .
( الجانب الحي من اليوم الحالي ، يأتي من الأمس ، ويذهب إلى الغد )
حركة الزمن ، من المستقبل إلى الماضي وعبر الحاضر أيضا .
( الجانب الزمني من اليوم الحالي ، يأتي من الغد ، ويذهب إلى الأمس ) .
حركة المكان تحدث في الحاضر فقط ، والمكان يمثل عامل التوازن والاستقرار الكوني ) .
....
الحدث خماسي البعد ، وليس رباعيا فقط :
فكرة جديدة أيضا ، وتختلف مع الموقف العلمي الحالي ، يوجد احتمالين للحدث :
1 _ الحدث خماسي البعد ، مع الزمن والحياة بالإضافة إلى المكان بأبعاده الثلاثة الطول والعرض والارتفاع أو العمق .
هذا الاحتمال ناقشته بشكل تفصيلي وموسع ، في نصوص منشورة على الحوار المتمدن .
2 _ الحدث رباعي البعد ، لكنه ثنائي النوع :
_ الحدث الزمني ، كما يقوم الافتراض الثقافي الحالي .
حيث الحدث رباعي البعد ، يتضمن الزمن بالإضافة للمكان .
الحدث الزمني يتحرك من المستقبل إلى الماضي ، عبر الحاضر .
( لكن ، هذا التصور ينقص منه بعد الحياة ، المعاكس للزمن بطبيعته )
_ الحدث الحي يتحرك بعكس الحدث الزمني ، من الماضي إلى المستقبل ، وعبر الحاضر .
.....
ربما تكون النظرية الجديدة خطأ ، بالكامل .
وهذا الاحتمال سيصير بحكم المؤكد ، بعد مرور عدة قرون .
لكنها الآن وفي الحد الأدنى _ كما آمل وأعتقد _ تساعد على فهم بعض المشكلات المزمنة ، والمعلقة مثل : الواقع ، والزمن ، والعلاقة بين الحاضر والماضي والمستقبل كأمثلة واضحة ، ومحددة .
....
....
خلاصة النظرية الجديدة _ الجزء الثالث

العلاقة بين الحاضر والماضي والمستقبل
( خطوة عملية على طريق الحل العلمي ، الدقيق والموضوعي معا )


للتذكير بالأفكار الجديدة ، بشكل مكثف وسريع

المتحولات الزمنية الستة ، وهي مكونة من مجموعتين :
1 _ المجموعة الأساسية ، أو الثلاثة الأولى : المكان ، والزمن ، والحياة .
2 _ المجموعة الثانوية ثلاثية أيضا : الحاضر ، والمستقبل ، والماضي .
المجموعة الثانية ، أو الثانوية ، تسمية لمراحل الزمن أو الحياة .
وهنا مصدر الغموض ، والتعقيد ، في محاولة فهم المتغيرات الستة . وبشكل خاص العلاقة بين الحاضر والماضي والمستقبل ، ما تزال العلاقة بينها مبهمة ، وشبه مجهولة بالكامل وفي مختلف اللغات ، مع الأسف والخجل .
الماضي مثلا كلمة ( قديمة ) تطلق على شيئين ، أو عنصرين ، مختلفين ومنفصلين بالفعل : الزمن والحياة . ومثلها المستقبل ، أيضا الحاضر .
نحتاج بكل اللغات كما أعتقد ، لتشكيل تسميات أو مصطلحات جديدة بدل العبارات : ماضي الزمن ، وماضي الحياة . وبدل مستقبل الزمن ، ومستقبل الحياة ، وبدل حاضر الزمن ، وحاضر الحياة .
في العربية مشكلة الحاضر محلولة ، بشكل قريب من الدقة والموضوعية :
حيث الحاضر للزمن ، والحضور للحياة ، والمحضر للمكان . وهي بدائل فعلية ، ومناسبة ، لكلمة حاضر التي تدل على الزمن والمكان والحياة معا .
يتكشف الآن الفرق بين مسافة الزمن ( مدة ) ، وبين مسافة الحياة ( مرحلة ) ...
مسافة الزمن مدة بين المستقبل والماضي ، وتبدأ من المستقبل .
مسافة الحياة مرحلة بين الماضي والمستقبل ، وتبدأ من الماضي .
بينما مسافة المكان هي الوحيدة المعروفة جيدا ، بين المسافات الثلاثة ، وتدرسها الفيزياء بشكل دقيق وموضوعي .
2
لكي نعرف العلاقة الحقيقية ، أو الصحيحة والعلمية ، بين المتغيرات الثلاثة المكان والزمن والحياة ، يلزمنا أولا معرفة مصدر الغموض ، الناتج عن المجموعة الثانوية : الحاضر والمستقبل والماضي .
بكلمات أخرى ،
لكي نستطيع تحديد ، وتعريف ، المتحولات الستة نحتاج لتقسيم البحث إلى مرحلتين أولا ، ودراسة كل مجموعة بشكل منفرد ومستقل . وبعد ذلك ، في المرحلة التكاملية ، يلزم دراسة المتحولات الستة معا بنفس الوقت .
لا أعرف كيف يمكن تحقيق ذلك ، بشكل علمي وعملي معا ؟!
....
سوف أحاول تحديد المتحولات ( أو المصطلحات ، أو العناصر ) بشكل أولي وتقريبي ، على أمل لفت انتباه الفلاسفة والعلماء ومن يهمهم الفهم .
3
لمعرفة العلاقة بين الماضي والمستقبل كمثال ، يلزمنا معرفة معنى كلمتي الماضي ، والمستقبل .
التعريف التقليدي قاصر ، وناقص ، ولا يكفي بالطبع :
الماضي حدث سابقا .
وبالمقابل : المستقبل لم يحدث بعد .
والحاضر بينهما .
هذا التحديد سبب الخطأ ، ومصدره الفعلي .
جزء من الماضي فقط حدث سابقا بالفعل ، بينما الجزء الأهم من الماضي ( يحدث الآن _ خلال قراءتك لهذه الكلمات ) .
نفس الشيء ، بالنسبة للمستقبل ولكن بشكل معاكس :
المستقبل لم يحدث بعد ؟
جزء من المستقبل لم يحدث بعد ، ولن يحدث خلال حياتنا المشتركة كأفراد ، وكأحياء أيضا ( وهذا الجانب من المستقبل ، هو الأقل أهمية لأن معرفته غير متاحة ضمن الأدوات المعرفية الحالية ) .
4
الحاضر ، أو الماضي الجديد ، أو المستقبل القديم ، ثلاث تسميات لنفس المجال الثلاثي بين الحياة والزمن والمكان .
بالمقارنة مع اللغة الإنكليزية مثلا ( هذه الفكرة بمساعدة الأصدقاء ) :
للماضي نوعين : الماضي المستمر أو الكامل او الموضوعي ، وهو الماضي الذي حدث سابقا ( قبل الفرد ، أو قبل البشرية ) ، والنوع الثاني الماضي البسيط أو الجديد ( وهو الذي يحدث الآن ) .
نفس التقسيم الثنائي ، بالنسبة للمستقبل ، المستقبل المستمر أو الموضوعي والمطلق بعد حياة الفرد ( أو الحياة الإنسانية كمثال ) . بينما المستقبل البسيط هو الذي يحدث الآن _ خلال قراءتك لهذه الكلمات .
هنا تتكشف أهمية فكرة نيوتن ( أو فرضيته : أن الحاضر يقارب الصفر ) .
الحاضر والماضي والمستقبل بدلالة الداخل ، أو اصغر من اصغر شيء ، هما مزيج أو مركب يتعذر فصله أو تفريده إلى ثلاثة .
للحاضر مشكلة خاصة ، بالإضافة إلى المشكلة المشتركة مع الماضي والمستقبل . ( تشبه مشكلة المكان ، مع الحياة والزمن ) .
....
....
خلاصة النظرية الجديدة _ الجزء الرابع
( مشكلة الحاضر )

لنتذكر أننا في الثقافة العالمية كلها ، وليس في العربية فقط ، ما نزال نجهل الواقع ، والزمن ، والحاضر بصورة خاصة .

لا يمكن تعريف الواقع ، ولا الزمن ، ولا الحاضر ، ضمن معطيات الثقافة العالمية الحالية .
أكثر ما يمكننا تحقيقه بشكل علمي ، أو بشكل دقيق وموضوعي معا ، تحديد الحاضر مع أنواعه الثمانية ( ثلاثة في الحد الأدنى ) .
1
ما هو الحاضر ؟
يقفز الجميع ، الكتاب والقراء والفلاسفة والعلماء وغيرهم ، فوق السؤال . على اعتبار أن معرفة الحاضر بديهية ، وهي معطاة للحواس مباشرة !
ويتم التغطية ، التستر القصدي غالبا ، على الجهل بموضوع الحاضر بطرق متنوعة ( مع أنها محدودة بالفعل ) .
لعل أهمها التذرع بأن المعرفة لله وحده ، وهذا أسوأ أشكال الاستخدام الذرائعي لفكرة الله ، أو الادعاء بأن العلم قد حل المشكلة ، وهذا الموقف يتضمن التذاكي ( تغليف الجهل بالإنشاء الذهني ، والمصطلحات النخبوية ) من قبل المتكلم أو الكاتب ، ومن ضمن هذا الاتجاه ، الموقف الشائع في الثقافة العالمية الذي يعتبر أن _ موقف اينشتاين من الزمن يجسد موقف العلم _ ويتضمن موقف نيوتن وغيره ، والأهم عبارة لا أعرف .
....
تذكير سريع ، ومكثف ، بأنواع الحاضر الثلاثة أو الثمانية :
1 _ حاضر الزمن .
( المسافة التي تفصل بين المستقبل والماضي ، بدلالة مرور الزمن ) .
2 _ حاضر الحياة . ( أو الحضور ) .
( المسافة التي تفصل بين الماضي والمستقبل ، بدلالة مرور الحياة ) .
3 _ حاضر المكان . ( او المحضر ) .
( المسافة التي تفصل بين نقطتين ، بدلالة المكان ) .
هذه الأنواع الثلاثة للحاضر ، سبب الغموض ومصدره الثابت . وهي غير قابلة للاختزال مطلقا ، ويمكن ملاحظتها بشكل مباشر وتجريبي أيضا .
كما توجد عدة أنواع للحاضر كما أعتقد ، ولكن ، ربما يمكن اختزال الأنواع الخمسة ( الثانوية ) للحاضر ؟!
بكل الأحوال ، هذه المناقشة ( والنظرية الجديدة بصورة عامة ) في مرحلة الحوار المفتوح ، وستبقى طوال حواتي بمرحلة الحوار المفتوح ...
4 _ الحاضر الآني .
( اللحظة التي مضت للتو ، بدون أن نلحظها القارئ _ة والكاتب أيضا .
5 _ الحاضر المستمر .
( المسافة ، أو المدة ، بين الأزل وهذه اللحظة ) .
6 _ الحاضر الفردي .
( يتمثل بالعمر الفردي ) .
7 _ الحاضر المشترك .
( يتمثل في بنات وأبناء الجيل الواحد ) .
8 _ الحاضر كما يفهمه العلم حاليا ، أو الثقافة العالمية بالعموم .
ربما يكون ، خلال قراءتك ، قد توصل البحث العلمي أو الثقافي لمعرفة جديدة للحاضر ؟!
ربما توجد بعض الأنواع الأخرى ، وهذا ما أرجحه بقوة .
2
مشكلة الماضي والمستقبل ؟!
ما هو الماضي ؟
ما هو المستقبل ؟
لحسن الحظ ، صرنا نعرف بأن العلاقة بين الماضي والمستقبل هي أيضا معادلة صفرية من الدرجة الأولى : الماضي + المستقبل = 0 .
بالإضافة إلى معرفتنا ، الجديدة ، بأن الماضي داخلنا _ هنا ( داخل الحياة والمكان وداخل الفرد أيضا ) . والمستقبل بالعكس خارجنا _ هناك .
لكن تنشأ أسئلة جديدة ، ومشكلات جديدة :
ما العلاقة بين الماضي والزمن ؟
أو بين الماضي والحياة ؟
أيضا العلاقة بين المستقبل والزمن ، والعلاقة بين المستقبل والحياة ؟!
هذه الأسئلة جديدة بطبيعتها ، وهي معلقة وستبقى في عهدة المستقبل والأجيال القادمة .
( للأسف تهمل الثقافة العربية هذه الأسئلة والنظرية الجديدة ، ولا أعرف إن كان سيستمر اهمال الثقافة العالمية لها بعد ترجمتها ؟! ) .
3
صار بالإمكان تحديد الحاضر بشكل دقيق ، وموضوعي :
الحاضر مرحلة ثانية في الحياة ، أيضا مرحلة ثانية في الزمن .
حاضر الحياة بعد الماضي ، وقبل المستقبل . لكن حاضر الزمن بالعكس ، بعد المستقبل وقبل الماضي .
( هذه الفكرة التي يصعب فهمها على الكثيرين _ ات ) .
الحاضر ثلاثي البعد ، والطبقات بالحد الأدنى ، وهو مزيج من الحياة والزمن والمكان .
والجانب الأهم من الحاضر ، يتمثل بأنه اتفاق اجتماعي _ ثقافي .
مثلا الحاضر ، يمثل الاختلاف الجدلي والحاسم بين نويتن واينشتاين :
نيوتن كان يعتبر أن الحاضر يقارب الصفر ، ويمكن اهماله .
( موقف نيوتن ، يهمل الحاضر بالفعل ، ويعتبر أن الزمن يوجد في الماضي أو في المستقبل . والحاضر غير موجود ، وغير مؤثر ) .
( أينشتاين بعكس نيوتن ، كان يهمل الماضي والمستقبل ، ويعتبر أن الحاضر يمثل الزمن بالفعل ) .
كلا الموقفين ناقص ، ويحتاج للتكملة ومن الثاني أولا .
4
المنطق الأحادي مشكلة الثقافة العالمية الحالية ، العلم والفلسفة خاصة .
....
إلى اليوم تعتبر الثقافة العالمية ، الحالية ، أن الزمن والحياة واحدا لا اثنين .
( هذا الخطأ ، يتحول إلى فضيحة ثقافية عالمية ، تتضخم بمرور الوقت ) .
لنتذكر أن موقف اينشتاين ، كان يعتبر أن الزمن والحياة والمكان واحد .
5
فكرة جديدة ، وأحد محاور النظرية الجديدة أيضا ....
فكرة السبب والنتيجة ناقصة ، وتحتاج للتكملة التصحيح .
النتيجة ، أو الواقع ، تتضمن الجانبين في الحالة العادية :
النتيجة = سبب + صدفة .
لا يوجد سبب منفصل عن الصدفة والاحتمالات ، ولا العكس أيضا ، لا توجد صدفة منفصلة عن سلسة الأسباب التي قادت إلى النتيجة .
توجد حالات يكون السبب فيها غالبا ، مثل الأمراض والوراثية ز
وحالات معاكسة ، تكون الصدفة راجحة ، مثل الحوادث الطارئة .
....
....

الهوامش المختلفة وغير المكتملة ....
أعتذر عن فشلي بتكملتها .

هامش 1
الحلقة المشتركة بين العلم والفلسفة غائبة ، أو مفقودة ...
وربما تكون بطريقها إلى الضياع الفعلي ؟!

مثال الموقف من الزمن ، ومن الحياة أيضا :
هل الحياة والزمن واحد فقط ، أم اثنان ؟!
على بساطة هذا السؤال ومباشرته ، ووضوحه الكامل ، يتجاهله الفلاسفة والعلماء إلى اليوم 24 / 7 / 2023 في العربية وبغيرها أيضا ؟!
( وهذا السؤال ، التهمة ، لا يستثني أحدا خلال هذا القرن )
....
في العربية خاصة ، يوجد سؤال بمثابة الفضيحة الثقافية العربية خلال القرن العشرين ، ويستمر طوال هذا القرن :
هل الزمن والوقت واحد أم اثنان ؟
1 _ الاحتمال الأول : الزمن = الوقت .
مقبول ، وهو يستخدم في الواقع ، لكن ينقصه البرهان التجريبي .
( البرهان المنطقي ) يتمثل بالساعة ومضاعفاتها ، أو أجزائها ، هي نفسها بدلالة الزمن أو الوقت ولا يوجد أية فروق تذكر .
2 _ الاحتمال الثاني : الزمن يختلف عن الوقت ، وهما اثنان بالفعل .
هذا الجواب خطأ ، حتى يثبت العكس . ( البينة على المدعي ) .
ناقشت الفكرة بشكل موسع ، عبر نصوص سابقة ومنشورة على الحوار المتمدن ، أيضا العلاقة بين الحياة والزمن ...لمن يهمهن _م الموضوع .
....
أعتقد أن السؤال الأهم ، والأصعب ، والمزدوج أيضا :
العلاقة بين الحركة التعاقبية للزمن ، وبين الحركة الموضوعية للحياة ؟!
خلاصة البحث السابق : الزمن يتغير ، أيضا الحياة تتغير ، وبنفس السرعة التي تقيسها الساعة بالفعل .
لكن ، المحير في الأمر : يوجد اتفاق ثقافي عالمي ، على أن الزمن والحياة يتغيران بالفعل . وبنفس الوقت ، خلال الممارسة الثقافية العامة ، يرفض ذلك غالبا ويتم التشكيك بكل دراسة جادة ، خاصة حول العلاقة بين الحياة والزمن أو الوقت ؟!
....
....

هامش 2
أحد أهم الأخطاء ، وأكثرها خطورة ، في الثقافة العالمية السائدة :

فكرة السبب والنتيجة ، أو قانون السببية ، تقوم على مغالطة واضحة .
النتيجة = سبب + صدفة . لا وجود لعلاقة مفردة ، وبسيطة ، بين سبب ونتيجة ( أو بين صدفة ونتيجة ) . أيضا لا يوجد سبب واحد ، أو سلسلة سببية ، وبشكل منفصل بالفعل ، عن المصادفات والاحتمالات .
الأصل متعدد أو ثنائي في الحد الأدنى ، ويتضمن كلا النوعين المختلفين ، والمنفصلين من الحوادث : الأسباب والمصادفات .
الموقف السابق ، أو الجدلي بين السبب والصدفة ناقص بطبيعته . والبديل الصحيح ، المنطقي والتجريبي معا :
النتيجة ، أو الواقع ، أو الحاضر : سبب + صدفة .
أعتقد أن الجدلية العكسية بين حركتي الحياة والزمن تفسر ذلك ، بشكل منطقي وتجريبي معا . حيث الحركة الموضوعية للحياة ، استمرارية معاكسة دوما للحركة التعاقبية للزمن أو الوقت .
وبكلمات أخرى ،
الوجود أو الواقع ، ثلاثي الطبقات والبعد : زمن وحياة ومكان . وهي ثلاثة أنواع مختلفة من الطاقة .
الزمن والحياة أحدهما سالب ، والثاني موجب ، بينما تمثل طاقة المكان عامل التوازن والاستقرار الكوني وهي محايدة بطبيعتها .
لكن ، الفكرة ما تزال في مرحلة الحوار المفتوح ، وربما تتغير بسرعة ؟!
....
بسهولة نسبيا يمكن إدراك وفهم السلاسل السببية ، والتي مصدرها الثابت من الماضي إلى الحاضر فالمستقبل وهو سبب المغالطة الحالية . لكن توجد سلسة مقابلة من ( الاحتمالات ) أو المصادفات ، ومصدرها المستقبل والزمن أو الوقت .
هذه الفكرة ، ما تزال غير مكتملة وغير واضحة بالنسبة لي ، فهي تتعلق بفهم الواقع والزمن والعلاقة بين الحياة والزمن خاصة . مع أنني أعتقد وبشكل مؤكد ، أن علاقة : سبب _ نتيجة خطأ بطبيعتها .
....
....
هامش 3
أفكار جديدة ما تزال في مرحلة الحوار المفتوح ....
( ما العلاقة الحقيقية بين الماضي والمستقبل ؟! )

1
لو كانت العلاقة بين الماضي والمستقبل أو العكس سهلة الحل ، وبسيطة لما بقيت مجهولة إلى اليوم 23 / 7 / 2023 .
بالمقابل ، لو كانت مستحيلة الحل ، لكانت أهملتها الثقافة العالمية وبقية الثقافات المحلية مثل مشكلات كثيرة ، وخطيرة ، ستبقى بلا حلول لسنوات وقرون ، مثل الفقر والمرض والخوف وغيرها كثير .
لنتخيل سنة 1111 ، حين كنا ، الكاتب والقارئ _ة مع بقية الأحياء في مرحلة ما قبل الولادة ، أو بمرحلة الوجود بالقوة ، المزدوجة بين الماضي والمستقبل ( الموقف الحالي الذي يعتبر أن المستقبل فقط موجود بالقوة والحاضر موجود بالفعل خطأ ، أو ناقص ويلزم تصحيحه وتكملته ) .
قبل ولادة الفرد ، يكون منقسما وموزعا بين الماضي والمستقبل ، حيث يكون عمره الفعلي وحياته في الماضي عبر سلالات الأجداد ( الجسد والمورثات مع العمر الكامل ) ، وبالعكس تكون بقية عمره أو زمنه ووقته في المستقبل ( بقية العمر الكاملة ، والزمن الذي سيوجد فيه ) .
لنتخيل بالمقابل سنة 3333 ، حيث سنكون جميعا الكاتب والقارئ _ة مع بقية الأحياء في مرحلة ما بعد الموت ، أو مرحلة الوجود بالأثر فقط .
....
ما هو الماضي ؟
ما هو المستقبل ؟
الماضي اسم مفرد ، واحد ، وبسيط يطلق على شيئين ، أو عنصرين ومكونين ، مختلفين بالفعل : الزمن والحياة ، ومثله المستقبل . وهذه المشكلة الأساسية " المشكلة اللغوية المشتركة والعالمية " .
( هل يفكر عاقل_ ة أن الحياة هي نفسها الزمن ؟!
الجواب محير ، لكن نعم في الحقيقة ، الموقف الثقافي العالمي الحالي يعتبرهما واحدا بالفعل ! ) ؟
2
لو استبدلنا التسميات بالرموز : الماضي = س ، والمستقبل = ع .
بالوضع اللغوي الحالي ، بالعربية وغيرها ، يتعذر الحل .
لأن الفرضية الأساسية خطأ .
لكن ، بعد تصحيح الخطأ المشترك ، والموروث ، بالبديل المناسب :
ماضي الحياة = س .
ماضي الزمن = ع .
مستقبل الحياة = ص .
مستقبل الزمن = ع .
الماضي س + ع ( بدل ماضي الزمن وماضي الحياة ) .
والمستقبل ص + ف .
تطبيق ذلك ، على السنة 1111 :
كانت حياتنا في الماضي وكان زمننا في المستقبل .
س أو الحياة جاءت من 1110 ، وع أو الزمن جاء من 1112 .
تتكشف الصورة بشكل واضح ، بعد تطبيق ذلك على سنة 3333 وغيرها :
خط الحياة : جاء من س إلى ص .
خط الزمن : جاء من ف إلى ع .
أين المشكلة في هذه المناقشة ؟
1 _ العلاقة بين الحياة والزمن ليست مجهولة بالكامل ، بل نعرف أنها جدلية عكسية : الحياة + الزمن = 0 .
2 _ العلاقة بين الحياة والمكان ، أو بين الزمن والمكان ، مبهمة ومجهولة بطبيعتها . ( على نقيض الزعم الثقافي الحالي ، ضمنه موقف العلم والفلسفة ) .
بعد حل المشكلة اللغوية ( المشتركة بين جميع اللغات ) بشكل صحيح ومناسب ، تتكشف العلاقة بين الزمن والحياة مباشرة . وبعد ذلك ، يسهل حل مشكلة العلاقة بين الماضي والمستقبل .
بكلمات أخرى ،
الحاضر والماضي والمستقبل ، هي تسميات ثانوية ( تشبه ألقاب الفرد ) لعناصر الواقع أو مكوناته الأساسية : المكان والزمن والحياة .
هذه المشكلة الأساسية _ وهي مركبة لكنها لغوية بالمستوى الأول _ بعد حلها ، نكون قد انتقلنا بالفعل إلى المستوى الثقافي الجديد .
3
نحن نعرف حديثا الحركة الموضوعية للحياة ، والحركة التعاقبية للزمن ، مع أننا لا نعرف طبيعة الزمن وماهيته ، ولا نعرف ماهية الحياة أيضا .
هذه المعرفة ، بالإضافة للجدلية العكسية بينهما ، مهمة ولكنها غير كافية لمعرفة العلاقة ( الحقيقية ) بين الماضي والمستقبل .
4
لم يتطور فهم الانسان الحالي 2023 للزمن كثيرا ، عن فهم زينون وسقراط وفيثاغورث وأغستين وغيرهم من فلاسفة العصور القديمة . وربما سنة 2222 أو 3333 أيضا ، يكون الوضع الثقافي العالمي شبيه بدرجة البؤس الثقافي العالمي ( الحالي ) في مشكلة الزمن ، والحاضر خاصة .
المشكلة لغوية بالدرجة الأولى ، والخطوة الأولى للحل لغوية بالتأكيد .
وهذه المشكلة لا تخص لغة بعينها ، بل هي مشكلة إنسانية وشاملة بالفعل .
بعد تصحيح المشكلة اللغوية ، واستبدال كلمات ( الحاضر والماضي والمستقبل ) الدغمائية وغير الكافية _ بل والمضللة ، وانا أعتقد أنها أساس المشكلة _ بالبديل المناسب ، يتغير الواقع الثقافي ومعه الموقف العقلي للقارئ _ ة والكاتب _ة الجديد _ ة أيضا .
بدل ثلاث كلمات ، حاضر وماض ومستقبل ، نحتاج إلى ستة كلمات جديدة على الأقل :
1 _ حاضر الحياة 2 _ حاضر الزمن 3 _ ماضي الحياة 4 _ ماضي الزمن 5 _ مستقبل الحياة 6 _ مستقبل الزمن .
....
ملحق
تسعينات القرن الماضي ، شاركت بمسابقة أدبية :
( تحرير الماضي من المستقبل
تحرير المستقبل من الماضي )
هكذا كان الإعلان في جريدة النداء اللبنانية ، صورة طبق الأصل .
كتبت أكثر من خمسين صفحة ، وأرسلتها للعنوان في ألمانيا ....
ولا أتذكر منها اليوم فكرة واحدة !
باستثناء جملة عن الحاضر : في اللحظة نفسها يكون الماضي ، ثم أعود وأكتب : في اللحظة نفسها يكون المستقبل ...
خلاصة ما أريد كتابته الآن : أنني كنت في موقع وموقف القارئ _ة اليوم . وأفهم بوضوح الفارق بين الموقف الثقافي السائد ، التقليدي أو الحديث ، وبين الموقف الجديد الذي أحاول صياغته ، والذي سيتكشف خلال هذت القرن كما أعتقد .
وربما بأسرع مما نتخيل ... القارئ _ة والكاتب ؟!
....
....

هامش 4
ما هو التعاقب الزمني ؟

سؤال واضح ومباشر ، لكنه صعب ، وبلا جواب إلى اليوم .
والغريب ، أنها مهمل وشبه مجهول بالكامل في الثقافة العالمية الحالية !؟
ومثله بشكل عكسي : الحركة الموضوعية للزمن ( يتساويان بالقيمة المطلقة ويتعاكسان بالإشارة والاتجاه دوما ) .
....
الجواب الحقيقي ( الاجتماعي _ الثقافي ) مضحك ، ومحزن أكثر .
مضحك ، في النقد الأدبي العربي ، وغيره بالطبع .
حيث يزعم الكاتب ، بصورة عامة ، أنه يعرف التعاقب الزمني .
وعندما يكون القارئ _ة ، على دراية واطلاع كافيين بمعرفة مشكلة الزمن ، والحاضر خاصة ، ويعرف ان حركة مرور الزمن ( سواء أكانت حقيقية أم فرضية لغوية وثقافية فقط ) تبدأ من المستقبل إلى الحاضر ، والماضي أخيرا ( وليس بداية الزمن مطلقا ) .
بهذه الحالة يكون جواب الكاتب مضحكا فقط ، بصرف النظر عن الموضوع أو الفكرة التي يتمحور حولها النص .
لكن الجواب المحزن ، عند ديفيد هيوم كمثال .
( كتبت رأيي بموقف هيوم من الزمن ، في أكثر من نص سابق ، وسأكتفي هنا بعرض موقف هيوم ضمن الموقف الثقافي السائد إلى اليوم ) .
يدور الكاتب حول معنى الزمن ، ومعنى حركة الزمن ، بشكل عبثي ومثير للسخرية ، وهو لا يعرف أنه يجهل موضوعه بالكامل . في المرحلة الأولى ( لا مهارة في اللاوعي ) .
لم أقرأ لكاتب _ة في أي من حقول الثقافة ، تجاوزا المرحلة البدائية في معرفة حركة الزمن وطبيعته : حتى اليوم 20 / 7 / 2023 .
وأرجو من القارئ _ة أن يصحح لي خطأي ، لو كان لديه الأمثلة والدليل .
....
ما هي الحركة الموضوعية للحياة ؟
تتمثل بتقدم العمر الفردي .
يخلط الغالبية ، بين الحركة الذاتية للحياة ( حركة الفرد أو الحركة الفردية ) وبين الحركة الموضوعية ، والتي تتمثل بالتقدم في العمر .
الفرق بين الحركتين ، نوعي وشامل :
الحركة الذاتية تحدث في الحاضر فقط .
وهي اعتباطية بطبيعتها ( ما عليك سوى الانتباه لحركة يومك الحالي مثلا ، أو لحركة أي يوم آخر في حياتك ) .
بينما الحركة الموضوعية للحياة ، تحدث بين الماضي والمستقبل دوما .
لحسن الحظ ، كلا المثالين يقبل الملاحظة :
1 _ الحركة الموضوعية للحياة
خلال قراءتك ، عملية تقدمك في السن هي نفسها بالنسبة لجميع الأحياء على هذا الكوكب ( وهي حركة ثابتة ، ومنتظمة ، ومطلقة ) .
2 _ الحركة الذاتية للحياة
خلال قراءتك ، وضعك في المكان وحركاتك اعتباطية بصورة عامة .
أدعو القارئ _ة المهتم بالفعل لتأمل المثالين ، مع التركيز .
.....
الحركة الموضوعية للحياة ، ما تزال شبه مجهولة أيضا _ مع نقيضها الثابت : الحركة التعاقبية للزمن _ وما نعرفه اليوم أن العلاقة الثابتة بين الحركتين تتمثل بالمعادلة الصفرية من الدرجة الأولى :
الحياة + الزمن = الصفر دوما .
ولكن ، لا نعرف لماذا وكيف ، وغيرها من الأسئلة الجديدة .
نعرف أن الحركة الموضوعية للحياة ثابتة ، ومطلقة ، وتحدث خارج الوعي والإرادة والشعور .
ويخضع لها جميع الأحياء بلا استثناء ، وأعتقد أن سرعتها هي نفس السرعة التي تقيسها الساعة . ( أو من المناسب اعتبارها كذلك ) .
ويوجد نموذج آخر لها ، بالإضافة إلى تقدم العمر الفردي ، يتمثل بالتعاقب بين الأجيال .
بينما الحركة الذاتية للحياة ، تتمثل بالحركة الفردية فقط ، وهي شعورية وإرادية وعكوسية أيضا .
ما تزال هذه الأفكار ، الجديدة ، في مرحلة الحوار المفتوح ...
وهي مثل كل الأفكار والأشياء الجديدة ، أولية ، وتقريبية ، ومليئة أخطاء البدايات ... وتتصحح عبر الحوار ، والتجربة ، والمستقبل .
....
....
هامش 5
العيش على مستوى الحاجة ، والعيش على مستوى الوجود ؟!


1 _ على مستوى الحاجة ، أو الرغبة أو اللذة أو الألم وغيرها ، يعيش الانسان في الماضي فقط .
ويكون محكوما بالعلاقة : مثير _ استجابة ، بشكل لاشعوري غالبا .
2 _ على مستوى الوجود ، أو الحب أو المعرفة أو السعادة أو الحرية وغيرها ، يعيش الانسان في الحاضر بالفعل .
ويكون بمستوى العلاقة : مثير _ قرار _ استجابة ، بشكل شعوري وواع وإرادي بوضوح .
توجد حالة ثالثة ، تمثل المتوسط الحيادي :
العيش على مستوى العادة .
....
مثال تطبيقي : التغيير من فوق أو التغيير من تحت ؟
التغيير من فوق ، يتمثل بتغيير الأفكار عبر الحوار والقراءة والتعلم . وبدروه تغيير، يتبعه تغيير الشعور ، ثم العادات والسلوك ونمط العيش .
التغيير من تحت ، على مستوى العادات ، تغيير عادة قديمة بعادة جديدة .
كلنا نعرف أمثلة عديدة ، لكلا النوعين :
أرجو أن يحالفني الحظ ، وأتمكن من تكملتها في المستقبل ؟!
....
....
الهامش 6
رسالة مفتوحة ، جديدة ، إلى القارئ _ة الجديد _ة خاصة ....

لماذا النظرية الجديدة ، وما تضيفه ( أو تنكره ) على الثقافة السائدة ؟!
أعتقد أن الثقافة السائدة ، العالمية ، قائمة على عدة افتراضات متناقضة بشكل صارخ .
مع أنني أشبه الطفل في قصة ، الامبراطور في ثيابه الجديدة ، وهو في الحقيقة يسير عاريا من الثياب .
لكننا نعرف ذلك في المستقبل ، والقصة ، بينما في الواقع المباشر والمشترك ما يحدث بالفعل " فضيحة ثقافية " .
أو الاحتمال المقابل ، أن تكون الثقافة العالمية صحيحة ، والمشكلة في قراءتي الشخصية لها .
ربما .
( تحتاج للتكملة )
....
....

هامش 7
رسالة جوابية 1 _ حوار مفتوح مع الصديقة / الأستاذة نور حريري

ما العلاقة الحقيقية بين الزمن والحياة ؟
أيضا بين الماضي والمستقبل ؟!

العزيزة نور
يسعد أوقاتك ...
قرأت مقالتك أكثر من مرة وبامتنان عميق ، مع أن موقفك من الزمن الذي شرحتيه بدقة ، وموضوعية ، يختلف مع النظرية بالفعل .
( مناقشة والرد في القسم الثالث ، حيث أن موقفي من الزمن وفهمي له مختلف وصادم ، ويزعج الكثيرين . ويتمحور حول الظواهر السبعة ، وهي تقبل الملاحظة والاختبار والتعميم بلا استثناء )
غايتي الأولى والثابتة من الحوار ، أن أتعلم فكرة جديدة أو خبرة ، أو بالعكس أن أصحح بعض الأفكار الخطأ .
وبنفس الأهمية أن ت _يحصل الشريك _ة في الحوار على النتيجة الإيجابية أيضا .
بالنسبة لي لا يوجد فرق من حيث الأهمية ، بين تعلم فكرة جديدة ، أو التحرر من فكرة لم تعد صحيحة أو تكملتها إن كانت ناقصة .
فكرة ثانية ، وبنفس درجة الأهمية لمشكلة طبيعة الزمن ، كما أعتقد :

فكرة السبب والنتيجة ، أو العلاقة السببية ، ناقصة وتحتاج للتصحيح والتكملة . مثل غالبية الثنائيات المعروفة ، والجدلية بطبيعتها :
النتيجة ، أو الواقع ، تتضمن كلا الجانبين في الحالة العامة .
النتيجة = سبب + صدفة .
توجد حالات يكون فيها الجانب السببي غالبا ، مثل الأمراض الوراثية .
وحالات معاكسة تكون الصدفة راجحة ، مثل الحوادث الطارئة .
....
أعتقد أن فكرة الزمن ، أو مشكلة الزمن ، في الثقافة العربية تنطوي على ميزة إيجابية وعلى مشكلة سلبية ، وبنفس الوقت .
ميزة الزمن بالعربية ، بالإضافة لأنواع الحاضر الثلاثة ( سوف أناقشها مباشرة بعد هذه الفكرة ، نظرا لأهميتها كما أعتقد ) تتمثل بالوقت ( أو الزمن الذي تقيسه الساعة ) .
ومشكلة الزمن في العربية ، تتمثل في أن اعتبار الماضي واحدا ، ومفردا ، ومثله المستقبل واحد ، بسيط ومفرد .
الحاضر في العربية ثلاثة أنواع :
1 – حاضر الزمن ، وهو الحاضر نفسه .
2 _ حاضر الحياة ، أو الحضور .
3 _ حاضر المكان ، أو المحضر .
توجد عدة أنواع أخرى للحاضر ، كما أعتقد :
4 _ الحاضر الآني ، بدلالة الزمن أو الحياة لا فرق _ سوى بالاتجاه المتعاكس للحركتين _ ويتمثل بهذه اللحظة التي انتهت للتو ...
5 _ الحاضر المستمر ، بدلالة الزمن أو الحياة لا فرق سوى بالاتجاه ، وهو اتفاق اجتماعي وثقافي ، يتمثل بالتاريخ الحالي ( منذ 2023 سنة ) .
6 _ الحاضر الفردي ، يتمثل بالعمر الشخصي .
7 _ الحاضر المشترك ، يتمثل في أبناء الجيل الواحد .
8 _ الحاضر كما هو عليه بالفعل ، أو كما يمكن أن يكون فهم الأجيال القادمة له ، بعد خمسمئة سنة مثلا أو ألف وأكثر ؟!
....
لدينا في العربية ثلاث كلمات متشابهة : زمن ، وقت ، زمان .
البعض يعتبرها ثلاثة مصطلحات ، أو مفاهيم ، متنوعة ومختلفة بالفعل .
( هذا الرأي ، خطأ كما أعتقد ، ويحتاج إلى البرهان والدليل ) .
بينما الرأي المقابل والذي يعتبرهما واحدا ، هو مقبول كما أعتقد ، ولكن ينقصه البرهان العلمي أو الدليل الحاسم .
الزمن = الوقت = الزمان .
....
بالنسبة لتقسيم الزمن كما أوضحتيه ، لا أعترض عليه من حيث المبدأ .
لكن ، أرى أنه أحد أسباب غموض فكرة الزمن ، وهو مثل كل تصنيف يتضمن مشكلة جديدة ( ومشكلات غالبا ) تحتاج لحل جديد .
وسأكتفي بالتصنيف الثنائي للزمن ، بدلالة الفيزياء الحديثة : بين الزمن الحقيقي ، وبين الزمن الوهمي ، والاختلاف بينهما في الاتجاه فقط :
1 _ حركة مرور الزمن الحقيقي ، من الماضي للمستقبل وعبر الحاضر .
2 _ الزمن التخيلي بالعكس ، من المستقبل إلى الماضي وعبر الحاضر .
هنا تتبسط المشكلة ، فكرة الزمن أو طبيعته وماهيته ، بوضوح :
أعتقد أن موقف الفيزياء الحالية ، يحتاج إلى العكس ، ( تتمحور النظرية الجديدة حول هذه الفكرة : الجدلية العكسية بين حركتي الحياة والزمن ) .
هذه الفكرة خلاصة بحث طويل ، عبر حوار مستمر ومفتوح ، بدأ في تسعينات القرن الماضي .
بالمختصر : توجد عدة ظواهر ، سبعة إلى الآن ، تمثل الدليل الحاسم ( المنطقي والتجريبي معا ) على الجدلية العكسية بين الحياة والزمن .
....
سوف أناقش بسرعة فكرة ما تزال جديدة ، وشبه مجهولة ، وهي تقبل الملاحظة والاختبار والتعميم بلا استثناء
للحياة نوعين من الحركة :
1 _ الحركة الذاتية للحياة أو الفردية ، وهي ظاهرة ومباشرة .
2 _ الحركة الموضوعية للحياة ، وتتمثل بتقدم العمر الفردي _ لجميع الأحياء _ من الصفر لحظة الولادة ، إلى العمر الكامل لحظة الموت .
يقابلها نوعان من الحركة للزمن ( أو الوقت ) :
1 _ الحركة التزامنية ، وتتمثل بفرق التوقيت العالمي المعروف للجميع .
2 _ الحركة التعاقبية للزمن ، وهي عكس الحركة الموضوعية للحياة ، تتساويان بالسرعة وتختلفان بالإشارة والاتجاه دوما ، وتبدأ من المستقبل إلى الماضي وعبر الحاضر .
....
بالعودة إلى الظاهرة الأولى ، وهي تكشف بشكل دقيق وموضوعي العلاقة بين حركتي الحياة والزمن :
يولد الانسان في العمر صفر ، وبقية العمر الكاملة .
ويموت بالعكس ، بالعمر الكامل ، وبقية العمر التي تناقصت للصفر .
هذه الظاهرة الأولى ، والأهم في النظرية الجديدة ، وهي جديرة بالاهتمام والفهم من خلال التأمل والتفكير بهدوء ، وبشكل منطقي ومناسب .
تفسير الظاهرة الأولى ، الوحيد ، المنطقي والتجريبي معا أن علاقة الحياة والزمن جدلية عكسية بطبيعتها . العمر الفردي ، للفرد الإنساني وغيره ، يشبه طريقا ثنائي الاتجاه بين نقطتين أو مدينتين ، وهما ( الاتجاهان ) يمثلان العمر الفردي بدلالة الحياة والزمن معا .
العمر الحالي ، ثم العمر الكامل ، يمثل الحركة الموضوعية للحياة .
( من الصفر إلى ، العمر الكامل )
وبقية العمر ، تمثل الحركة التعاقبية للزمن .
( بين بقية العمر الكاملة لحظة الولادة ، وتناقصها للصفر لحظة الموت ) .
....
بعد فهم الظاهرة الأولى بالفعل ، تتكشف العلاقة بين الحياة والزمن .
( الظاهرة الثانية تتمثل باليوم الحالي _ خلال قراءتك _ يوجد اليوم الحالي في الحاضر بالنسبة للأحياء ، وفي الماضي بالنسبة لمن لم يولدوا بعد ، وفي المستقبل بالنسبة للموتى . والظاهرة الثالثة تتمثل بأصل الفرد ، قبل ولادة الفرد بقرن واكثر ... يكون موزعا بين الماضي والمستقبل ( وبين الحياة والزمن ) بنفس الوقت ) .
التعلم بصورة عامة ، أو فهم فكرة جديدة ، يمر بأربع مراحل :
( بدلالة البرمجة اللغوية العصبية )
1 _ المرحلة الأولى . ( لا مهارة في اللاوعي ) .
بهذه المرحلة ، لا يعرف الانسان ما يجهل .
2 _ المرحلة الثانية ، ( لا مهارة في الوعي ) .
بداية تحديد الجهل الذاتي ، بعد معرفته والاعتراف به .
3 _ المرحلة الثالثة ، ( مهارة في الوعي ) .
بداية تعلم الفكرة ، او الخبرة ، الجديدة .
4 _ المرحلة الرابعة ، ( مهارة في اللاوعي ) .
مرحلة الخبرة ، بعد سنوات من الممارسة .
أعتقد أن الظاهرة الأولى ، العمر المزدوج بين الحياة والزمن ، بالنسبة للقارئ _ة الجديد _ ة خاصة ، تكون بالمرحلة الأولى أو الثانية .
وهي تحتاج إلى الفهم المتكامل ، المنطقي والتجريبي معا .
مثال 1 :
طفل _ة بعد الولادة بيوم واحد .
زاد عمره الحالي ( بدلالة الحياة ) ، من الصفر إلى عمر = يوما واحدا .
وبالمقابل ، تناقصت بقية عمره ( بدلالة الزمن او الوقت ) ، من بقية العمر الكاملة لحظة الولادة ، إلى بقية التي نقصت يوما واحدا بالفعل .
مثال 2 :
( حياة الشاعر السوري رياض الصالح الحسين ، 1954 _ 1982 ) .
سنة 1954 ولد ، وسنة 1955 زاد عمره ( الحالي ) سنة بالفعل .
لكن بقية عمره ، تناقصت سنة بالمقابل ( 27 سنة ) .
اقترح على القارئ _ة الجديد _ة خاصة ، التفكير بهذه الظاهرة ، وتطبيقها على الحياة الشخصية وعلى الأشخاص المقربين .
2

الصديقة العزيزة نور ، ...
أرجو أن تنتبهي للفرق الأساسي بين موقف النظرية الجديدة من ( العلاقة بين الحياة والزمن خاصة ) وبين موقف الثقافة العالمية الحالية _ سواء الحديثة منها أو التقليدية .
يعتبر الموقف الثقافي العالمي الحالي ، أن الماضي هو المصدر والبداية والأصل للمكان وللزمن وللحياة معا .
بينما موقف رياض الصالح الحسين ، كان يعتبر أن العكس هو الصحيح ، حيث المستقبل هو الأصل والبداية والمصدر ، بينما الماضي هو النتيجة والنهاية للحياة وللزمن وللمكان .
" الغد يتحول إلى اليوم
واليوم يصير الأمس
وأنا بلهفة
أنتظر الغد الجديد "
رياض الصلح الحسين شاعر سوري ولد 1954 ، وتوفي سنة 1982 .
أيضا الشاعر اللبناني أنسي الحاج ، كان يفكر في الزمن بطريقة تشبه طريقة تفكير رياض :
عنوان مجموعته الجميلة " ماضي الأيام الآتية " .
وله عبارة أكثر وضوحا :
أيها الأعزاء عودوا
لقد وصل الغد .
....
موقف النظرية الجديدة يتضمن كلا الموقفين المتناقضين :
حركة مرور الحياة تبدأ من الماضي إلى المستقبل ، عبر الحاضر .
والزمن يبدأ بالعكس ، من المستقبل إلى الماضي ، وعبر الحاضر .
بينما المكان يمثل عامل التوان والاستقرار الكوني . الحركة في المكان تحدث في الحاضر فقط :
تبدأ من الحاضر 1 إلى الحاضر 2 ... إلى الحاضر ( س ) .
....
المشكلة الأولى لغوية ، وفي اللغة العربية المشكلة مركبة وتنطوي على مغالطة ومفارقة بنفس الوقت :
المغالطة ، نفس المشكلة تتكرر في غالبية اللغات ( أو المعروفة منها ) .
الحياة والزمن يعتبران واحدا بالفعل ، وبنفس الوقت يتم اعتبارهما اثنان ، ولكن يحدث كل ذلك بشكل موارب وغير صريح !
هل الحياة والزمن ، في العربية مثلا ، تسميتان لنفس الشيء ( أو الفرد أو الموضوع ) ؟
الجواب البديهي لا ، الحياة غير الزمن ويختلفان بالكامل .
لكن في الاستخدام الثقافي العام ، أو المشترك ومع بقية اللغات يعتبران واحدا ومفردا ، ويتحركان معا ( بنفس الوقت وبنفس السرعة وبنفس الاتجاه : من الماضي إلى المستقبل ، وعبر الحاضر ) .
والمفارقة اللطيفة في العربية خاصة ، تتمثل في ثنائية الزمن والوقت .
يعتبر البعض أن الزمن شيء والوقت شيء آخر ، ويختلفان بالفعل .
هذه المشكلة تتعلق بطبيعة الزمن أو " فكرة الزمن " ، وهي احتمالية ، وغير معروفة إلى اليوم ، حيث توجد أربعة احتمالات :
1 _ الاحتمال الأول ، أن الزمن منجز انساني فقط ، مثل اللغة والمال .
2 _ الاحتمال الثاني ، أن للزمن وجوده الموضوعي ، المستقل عن الانسان والحياة بصورة عامة ، ويوجد بشكل منفصل عن الحياة مثل الكهرباء .
3 _ الاحتمال الثالث ، أن تكتشف فكرة الزمن ( أو طبيعة لزمن ) خلال هذا القرن ، واقرب مما نتصور .
4 _ الاحتمال الرابع ، أن تبقى فكرة الزمن ( مثل فكرة الله مثلا ) موضوعا جدليا في الفلسفة والعلم أيضا .
....
بصرف النظر عن طبيعة الزمن ، وعن نتيجة الجدل المزمن والمستمر ، يمكننا معرفة العلاقة بين الزمن والوقت بشكل موضوعي ودقيق ، حيث تجمع بينهما العلاقة :
الزمن = الوقت + فكرة الزمن .
فكرة الزمن انحسرت داخل الوقت ، وتلاشت بالفعل خلال القرن الماضي .
بعبارة ثانية ، حلال القرن الحالي والسابق صار الزمن هو نفسه الوقت .
( الزمن والوقت والزمان ، ثلاث تسميان لنفس الموضوع أو الشيء ) .
....
أعتقد أن الموقف الذي كان يمثله الشاعر رياض ، نقيض الموقف الثقافي العالمي الحالي ، ولا يمكن أن يكون الموقفان صحيحان معا .
مثال ذلك حركة ، وطبيعة ، اليوم الحالي :
من أين جاء اليوم الحالي ، وغلى أين يذهب ؟!
بالنسبة لموقف رياض :
اليوم الحالي جاء من الغد ، ويذهب إلى الأمس .
بالنسبة للموقف الثقافي العالمي ، الحالي بالعكس :
اليوم جاء من الأمس ، ويذهب إلى الغد .
بينما تعتبر النظرية الجديدة _ ويعود الفضل بتشكيل هذا الموقف للحوار المفتوح مع الصديقات والأصدقاء ، الذي بدأ في تسعينات القرن الماضي _ أن المشكلة في الجدلية العكسية بين حركتي الحياة والزمن :
اليوم الحالي ثلاثي البعد ، والطبقات ، 1 _ يوم الحياة ، 2 _ يوم الزمن ، 3 _ يوم المكان .
حركة يوم الحياة ، تنسجم مع الموقف الثقافي العالمي ، وهي تبدأ من الماضي إلى المستقبل وعبر الحاضر .
حركة الزمن بالعكس ، وتنسجم مع موقف رياض الصالح الحسين ، تبدأ من المستقبل إلى الماضي ، وعبر الحاضر .
والمكان يمثل عامل الاستقرار والتوازن الكوني .
....
....
القسم الثالث ، مناقشة ( فكرة الزمن ) ، وهل للزمن أنواع متعددة بالفعل ؟

العزيزة نور ،
أعرف أن بعض الأفكار التي تتمحور حولها النظرية الجديدة صادمة ، ومزعجة للبعض ، مع أنها ما تزال في مرحلة الحوار المفتوح .
وبصورة عامة أتعامل مع التفكير ، والفكرة الجديدة بصورة خاصة ، انها وسيلة للفهم والحوار ، وللعيش المناسب والأفضل ، وليست غاية .
ربما من المناسب البداية مع سؤال :
ماذا أضافت الفلسفة للفهم في موضوع الزمن ، خلال القرن العشرين ؟
جوابي المباشر والمفكر فيه كثيرا : لقد شوشت الفلسفة ، والفيزياء الحديثة أكثر ، على فكرة الزمن .
مثال هايدغر وسؤاله الشهير : ما الذي تقيسه الساعة ؟
أو باشلار : للزمن أبعاد ، للزمن كثافة .
.....
للزمن ثلاثة مراحل ، ومثله الحياة : الحاضر والماضي والمستقبل .
هذا كل ما نعرفه عن طبيعة الزمن وماهيته ، حتى سنة 2018 .
لكن يختلف الأمر بالفعل ، بعد النظرية الجديدة .
نعرف اليوم ، بدلالة الظواهر السبعة ، أن العلاقة بين الحياة والزمن ، تتمثل بمعادلة صفرية من الدرجة الأولى :
الحياة + الزمن = 0 .
( او س + ع = 0 ) .
ومثلها العلاقة بين الماضي والمستقبل :
الماضي + المستقبل = 0 .
والمعادلة الكبيرة :
الحاضر + الماضي + المستقبل = الحاضر .
أيضا بالنسبة للعلاقة بين الحياة والزمن والمكان :
الحياة + الزمن + المكان = المكان .
( هذه خلاصة بحث ، وحوار مفتوح ، وهي منشورة على الحوار المتمدن )
....
تشبه الظواهر ، الثلاثة الأولى خاصة ، الدليل المنطقي الذي استند عليه فلاسفة اليونان للبرهان على كروية الأرض :
1 _ الغياب التدرجي للشمس ، لو كانت الرض مسطحة لكان غياب الشمس يحدث دفعة واحدة وليس بشكل متدرج .
2 _ الظل المتساوي ، ويختلف بحسب ميلان الشمس فقط . لو كانت الأرض مسطحة ، لكان الظل يمتد بلا نهاية عند الأطراف .
3 _ ظاهرة الخسوف والكسوف الجزئية ، لو كانت الأرض مسطحة لكانت ظاهرتا الخسوف والكسوف بشكل كامل دوما .
لنتذكر ، ولنتأمل ، كم بقيت الممانعة قوية للفكرة الجديدة ؟!
( نفس الشيء كما اعتقد ، يحدث مع النظرية الجديدة ) .
.....
أرغب بمناقشة الظواهر السبعة خلال حوارنا الآتي ، فهي كما أعتقد دليل حاسم على الفكرة المحورية " الجدلية العكسية بين حركتي الحياة والزمن " ، أيضا بين الماضي والمستقبل .
وأختم النص بملحق ، يمثل الجزء الأول من الملخص الجديد للنظرية :

خلاصة النظرية الجديدة
الجزء الأول _ المشكلة اللغوية

هل يمكن تحديد ، وتعريف ، الحاضر بشكل دقيق وموضوعي ؟
مناقشة هذا السؤال مؤجلة للخاتمة .
....
ملاحظة هامة جدا :
الموقف الثقافي السائد ، يعتبر أن الماضي يحدد الحاضر والمستقبل .
هذا خطأ موروث ، ومشترك ، في الثقافة العالمية الحالية ويلزم تصحيحه .
الموقف البديل :
الماضي يحدد جزءا صغيرا فقط من الحاضر ، ومن المستقبل أصغر .
بكلمات أخرى ،
الحركة من الماضي إلى الحاضر ، والمستقبل أخيرا ، تشكل جزءا من الواقع بالفعل ، ولكنها لا تحدد الواقع الموضوعي كله .
الحركة الواقعية ، الموضوعية ، ثلاثية البعد والطبقات :
1 _ النوع الأول ، أو البعد الأول : حركة الحاضر ، أو حركة المكان :
من الحاضر إلى الحاضر أيضا ( حاضر 1 ، حاضر 2 ، ...حاضر س ) .
2 _ النوع الثاني ، الحركة من الماضي إلى الحاضر ، ثم المستقبل .
( حركة الحياة ، تبدأ من الماضي إلى المستقبل ، وعبر الحاضر ) .
3 _ النوع الثالث ، الحركة من المستقبل إلى الحاضر ، ثم الماضي .
( حركة الزمن أو الوقت تبدأ من المستقبل إلى الماضي ، عبر الحاضر ) .
الظواهر الستة ، والأربعة الأولى بشكل خاص ، تمثل الدليل العلمي والحاسم للنظرية الجديدة الدقيق والموضوعي معا .
هذه الأفكار الجديدة ، تمثل الاختلاف النوعي بين الثقافة العالمية السائدة حاليا ، وبين النظرية الجديدة .

1
ما هي العلاقة الحقيقية ، المنطقية والتجريبية معا ، بين الحاضر والماضي والمستقبل ؟!

عند قراءة السؤال لأول مرة يبدو بسيطا ، وسهل الحل .
لكنها خدعة الانطباع الأول ، المتسرع والنرجسي غالبا .
ما تزال العلاقة بين الحاضر والماضي والمستقبل مجهولة ، كما كانت في زمن نيوتن واينشتاين ، وربما تبقى مجهولة طيلة هذا القرن !؟
لكي نعرف العلاقة الحقيقية ، أو العلمية ، بين الحاضر والماضي والمستقبل يلزم أولا معرفة المتحولات الثلاثة . ( أو اثنين منها ، بالحد الأدنى ) .
....
ربما ما يزال من المبكر طرح السؤال بهذا الوضوح والبساطة ؟!
....
في المرحلة الأولى نصطدم بالمشكلة اللغوية : تحديد ، وتعريف ، المتحولات الثلاثة : الحاضر والماضي والمستقبل .
وبعد المشكلة اللغوية ، المرحلة الثانية أو المشكلة المنطقية والفيزيائية ، والتي ربما يمكن تحديدها بشكل دقيق وموضوعي ؟!
( حل المشكلة اللغوية غير ممكن على المستوى الفردي فقط ، كما أعتقد ) .
2
ما هو الزمن ؟!
( مناقشة السؤال عبر خلاصة مكثفة ، بالملحق )
المشكلة اللغوية مستويين الأول البسيط ، والخاص بلغة محددة .
لكن المشكلة اللغوية التي تعترض دراسة الزمن ، ومحاولة فهمه ، ومشكلة الحاضر ، والعلاقة بين الحياة والزمن خاصة ، تمثل مشكلة مشتركة بين مختلف اللغات الكبرى الحديثة والحالية .
مثال 1 : ( المشكلة اللغوية ، التي تم حلها بشكل صحيح ومناسب ) .
في العربية توجد مشكلة ، محلولة ، بالنسبة لأسماء أولاد الأبناء :
الحفيد _ة : اسم ابن الابن ( الذكر ) .
السبط _ ة : اسم ابن البنت ( الأنثى ) .
لكن المشكلة اللغوية ، غير المحلولة ، تتكشف بوضوح مع كلمة ومصطلح أو تسمية ( الصهر ) : فهو اسم يطلق على زوج الأخت ، وعلى زوج البنت ، وعلى أزواج العمات وعلى أزواج الخالات .
اسم واحد ، ومفرد ، يطلق على عدة أشياء أو افراد أو موضوعات مختلفة ومنفصلة بالفعل .
مثال 2 :
الاسم والألقاب ، المتعددة ، لنفس الشخصية .
لدى بعض الأفراد ألقاب ، بالإضافة إلى الاسم الشخصي .
اللغات والثقافات الحديثة حلت المشكلة ، بالاكتفاء الاسم الأول وبصرف النظر عن الاعتبارات الأخرى .
مثال 3 ، من أهم أسباب غموض كلمة الزمن :
الحاضر كلمة ، او مصطلح ، يطلق على ثلاثة أشياء أو موضوعات مختلفة ومنفصلة بالفعل :
1 _ حاضر الزمن .
حركته الثابتة والمستمرة ، من الحاضر إلى الماضي .
( خلال قراءتك الآن ، فعل القراءة كل لحظة يتحول إلى الماضي ) .
2 _ حاضر الحياة . ( أو الحضور ) .
حركته الثابتة ، والمستمرة ، من الحاضر إلى المستقبل .
( خلال قراءتك الآن ، يمكنك التمييز بين الحركتين المتعاكستين دوما :
حدث الزمن أو الفعل ، الموضوع ، يتحرك من الحاضر إلى الماضي .
وبالعكس حدث الحياة أو الفاعل ، الذات ، يتحرك من الحاضر إلى المستقبل ) .
3 _ حاضر المكان . ( أو المحضر ) .
يمثل عامل التوازن والاستقرار الكوني .
حركة المكان تحدث في الحاضر فقط : من الحاضر 1 ، إلى الحاضر 2 ، ...إلى الحاضر ( س ) .
تمثل أحجيات زينون ، حدس الانسان القديم بالمشكلة اللغوية _ التي أحاول شرحها ومناقشتها _ وهي ما تزال بدون حل .
مثال 4 ...
الماضي كلمة ، أو اسم أو مصطلح ، يطلق على شيئين أو موضوعين مختلفين ومنفصلين بالفعل : الحياة والزمن .
ماضي الحياة شيء ، أو عنصر يختلف عن ماضي الزمن .
ماضي الحياة ، اسم للمرحلة الأولى من الحياة .
( الحياة تبدأ من الماضي للمستقبل ، والزمن بالعكس يبدأ من المستقبل )
والمشكلة نفسها تتكرر في حالة المستقبل .
المستقبل اسم ، ومصطلح ، يطلق على شيئين مختلفين ومنفصلين بالفعل : الحياة والزمن .
مستقبل الحياة ، أو عنصر الحياة ، يختلف عن مستقبل الزمن .
( المستقبل مرحلة ثالثة في الحياة ، بينما المستقبل بداية الزمن ، ويمثل المرحلة الأولى بحركة الزمن ) .
3
الخلاصة
المشكلة اللغوية أحد نوعين :
1 _ في الحالة الأولى يكون لعدة أشياء ، أو مكونات وموضوعات ، اسم واحد قديم عادة ( الحاضر والماضي والمستقبل مثال نموذجي ، للمشكلة اللغوية من النوع الأول ) . وفي هذه الحالة يتمثل الحل الصحيح ، والمناسب ، بتشكيل أسماء ومصطلحات جديدة ، بحيث تكون مساوية لعدد الأشياء والموضوعات .
2 _ في الحالة المعاكسة يكون للشيء الواحد ، أو الفرد ، أو الموضوع أكثر من اسم . ويتمثل الحل الصحيح في هذه الحالة ، بعملية توحيد التسميات أو المصطلحات بكلمة واحدة أو اسم واحد .
....
أعتقد أن ، حل المشكلة اللغوية غير ممكن على المستوى الفردي فقط . بل يتطلب الأمر ، إيجاد بعض الحلول على مستوى اللغة والثقافة معا .
بالنسبة لمشكلة الزمن ، والعلاقة بين الحاضر والماضي والمستقبل ، يتطلب الأمر حلا على المستوى العالمي _ كما أعتقد ( على مستوى الثقافة العالمية ومؤسساتها ، اليونسكو مثلا ) .
....
للأسف ، لا توجد في العربية هيئة ثقافية رسمية ، ومعترف بها ، يمكنها حل هذه المشكلة .
آمل أن يتوفر في الثقافة الألمانية ، والإنكليزية ، وغيرهما إمكانية حل المشكلة بالفعل .
....
ملحق
طبيعة الزمن وأنواعه
توجد عدة احتمالات لطبيعة الزمن ، أو لفكرة الزمن :
1 _ الزمن فكرة إنسانية مثل اللغة والمال .
2 _ للزمن وجوده الموضوعي ، والمستقل عن الحياة مثل الكهرباء .
3 _ لا يمكن معرفة طبيعة الزمن ضمن أدوات المعرفة الحالية .
4 _ والاحتمال الرابع ، ربما تبقى طبيعة الزمن مشكلة معلقة وبلا حل .
ولكن ، يمكن معرفة اتجاه حركتي الحياة والزمن .
....
ملحق 2
مثال خامس يكشف العلاقة بين الزمن والحياة بوضوح ...
المشكلة اللغوية بدلالة هنا وهناك :
" فجوة الألم " تسمية أدبيات التنوير الروحي للمشكلة العقلية المزمنة ، الموروثة والمشتركة : أنت هنا ، وعقلك هناك .
توجد ثلاثة أنواع مختلفة لكلمة هناك : هناك المكان ، وهناك الزمن ، وهناك الحياة . هناك المكان ، ظاهرة ومعروفة تدرسها الفيزياء بشكل نموذجي يقارب الكمال . لكن المشكلة بين هناك الزمنية ، وبين هناك المكانية . هناك الزمنية في المستقبل عادة ، وبالعكس هناك الحياتية في الماضي عادة ( تتكشف الصورة ، عبر ظاهرة أصل الفرد ، وكيف يكون موزعا بين الماضي والمستقبل قبل ولادته بقرن مثلا ) .
هنا أيضا ثلاثة أنواع : هنا المكان ، وهنا الزمن ، وهنا الحياة .
عدم فهم العلاقة بين هنا وهناك ، مصدر الخطأ الثابت والمتكرر .
العلاقة بين هنا ( أصغر من اصغر شيء ) ، وبين هناك ( اكبر من أكبر شيء ) من نوع علاقات التناقض الصريحة بين الأصغر والأكبر أو العكس بين الأكبر والأصغر .
أعتقد أن لهذا المثال أهمية خاصة ، وهو يذكر بالعلاقة المشوشة بين النسبية العامة وبين فيزياء الكم .
ملحق 3
الحياة والزمن اثنان ، يتعذر ردهما إلى الواحد .
المكان والزمن اثنان أيضا ، ويتعذر دمجهما بواحد .
....
الخاتمة
أعتذر عن الركاكة في الأسلوب ، حاولت أن أقدم عبر النص تصوري المناسب للموضوع وبشكل يجمع بين الدقة والموضوعية والوضوح .
واقترح عليك _ وعلى القارئ _ ة الجديد _ ة خاصة ، محاولة تخيل موقفك العقلي من الزمن بعد عشر سنوات ... أو أكثر ؟!
وكيف سيكون الموقف الثقافي العالمي مستقبلا ؟!
تدهشني فكرة : كيف تتغير الأفكار والمعتقدات ( اليقينية أيضا ) ، واعتبرها الدلالة الأساسية على الصحة العقلية للفرد .
بكل الود
والاحترام .
....
....

هامش 8
الظاهرة السابعة
( هل حركة التاريخ تتوجه إلى الأمام أم إلى الوراء ؟! )

1
ملاحظة سريعة
بدل الدخول في لعبة المصلحات ، والتصنيف ، الغامضة وغير المجدية في هذا النص خاصة ، أكتفي بتحديد التاريخ ، كأحد أشكال العمر البشري .
وسوف أناقش فكرة ( اتجاه حركة التاريخ ) بشكل علمي ( منطقي وتجريبي معا ) بدلالة الحركة والمسافة .
وتنبيه أخير ، أعتقد أنه ضروري للقارئ _ة الجديد _ة خاصة :
يتعذر فهم هذا النص ، قبل فهم الظواهر الستة ولو بشكل تقريبي .
....
بدأ التاريخ قبل 2023 سنة ، يوم ولادة المسيح كما هو متفق عليه .
والسؤال الأول ، بدلالة المسافة :
ما هي المسافة نوعها أو أنواعها ، بين تلك اللحظة وبين اللحظة الحالية ؟!
بحسب الموقف الثقافي العالمي ، الحالي ، المسافة زمكانية ( تدمج بين حركتي الزمن والمكان ) ، وهي تبدأ من الصفر إلى السنة الحالية 2023 وسوف تستمر إلى اللانهاية ( أو يوم القيامة بالنسبة للمتدينين ) .
أعتقد أن هذا خطأ ، وفرضية اينشتاين مصدر الخطأ ( الزمكان ) .
والنتيجة التي يعرفها الجميع : نظرية الانفجار الكبير ، والتمدد الكوني ... وهي من نوع النبوءة التي تحقق ذاتها .
وأعتقد أنها ليست خطأ فقط ، بل هي تناقض المنطق العلمي الذي يتمحور حول الملاحظة والتجربة وقابلية القياس والاختبار والتعميم ، وغيرها .
....
للمسافة ثلاثة أنواع ( تقبل الزيادة ولا تقبل الاختصار ) ، في الحد الأدنى :
1 _ مسافة المكان . نعرفها جميعا وتقاس بالمتر .
2 _ مسافة الزمن .
ما تزال غير معروفة ، وغير مفهومة ، وهي خارج الاهتمام الثقافي . أو تلحق بالمكان ، بحسب العبارة غير الجميلة ( الزمكان ) .
تتمثل مسافة الزمن ، بعملية تناقص بقية العمر من بقية العمر الكاملة لحظة الولادة ...إلى بقية العمر التي تتناقص للصفر في لحظة الموت .
ظاهرة العمر ، أساسية لفهم مسافة الزمن ومسافة الحياة أيضا .
3 _ مسافة الحياة ، تشارك مسافة الزمن الغموض والإهمال إلى اليوم .
تربط بين نوعي المسافة ، أو الحركة ، علاقة صفرية من الدرجة الأولى :
الزمن + الحياة = 0 .
توجد مشكلة لغوية ، تتمثل بالعلاقة بين المسافة والحركة ، وهي تتصل بمفارقات زينون مباشرة كما أعتقد ( ناقشت ذلك في نص سابق ) .
2
هل حركة التاريخ إلى الأمام أم إلى الوراء ؟!
حركة التاريخ مزدوجة ، أو ثنائية بين الحياة والزمن ، بطبيعتها وهي تشبه حركة العمر الفردي ومن نفس النوع :
الحركة الموضوعية للحياة ، تتمثل بالتقدم في العمر ، وهي تتزايد ( تتقدم ) من الماضي إلى المستقبل .
الحركة التعاقبية للزمن ، تتمثل بتناقص بقية العمر ( تتراجع ) ، وهي من المستقبل ( العمر الكامل ) إلى الماضي ( تناقص بقية العمر إلى الصفر ) .
....
بعد فهم الظواهر الثلاثة : الأولى والثانية والثالثة ، تتكشف حركة التاريخ المزدوجة ، كما تتكشف الحركة المتعاكسة بين العمر الكامل وبقية العمر .
3
الحياة بدلالة نظرية التطور :
للحياة ثلاثة أنواع ، متفق عليها ، من الأدنى إلى الأعلى والأحدث :
1 _ الأحياء الأولية .
تتطور على المستوى البيولوجي فقط .
2 _ الاحياء الاجتماعية ، مثالها النمل والنحل ، تتطور على المستويين البيولوجي والاجتماعي معا وبالتزامن ( بنفس الوقت ) .
3 _ الجنس الإنساني .
يتطور الجنس البشري على ثلاثة مستويات بالتزامن ، البيولوجية والاجتماعية والثقافية .
عملية التطور الإنساني ، شديدة التعقيد والغموض ، وأعتقد أن تباين السرعة في التطور ، أو التغير ، بين المستويات الثلاثة مصدر ثابت للغموض وسوء الفهم وسوء التفسير والقراءة معا .
....
التطور البيولوجي ، له حركة وحيدة الاتجاه ، من الماضي إلى المستقبل .
بينما التطور الاجتماعي ، والثقافي خاصة ، يحدث في مختلف الاتجاهات إلى الوراء أو إلى الأمام .
( وهذه حركة التاريخ أيضا ) .
4
الحركة الموضوعية للتاريخ ، وتتمثل بالمراوحة في المكان ، وهي مزدوج وثنائية عكسية بطبيعتها ، بين الحياة والزمن :
1 _ اتجاه حركة الحياة ، من الماضي إلى المستقبل .
2 _ اتجاه حركة الزمن بالعكس ، من المستقبل إلى الماضي .
3 _ اتجاه حركة المكان ، تحدث في الحاضر دوما : من الحاضر 1 إلى الحاضر 2 .... إلى الحاضر ( س ) .
للأسف ، بالكاد تتجاوز معرفتنا الحالية للحركة وأنواعها معرفة زينون !؟
على الأقل ، عرف زينون المشكلة ، وحاول عرضها وحلها .
غالبية الفلاسفة والعلماء في العربية ، وربما في بقية الثقافات ، يعتبرون أن الحركة الكونية أحادية البعد والاتجاه من الماضي إلى المستقبل .
( وهذا ما اعترض عليه زينون بوضوح ) .
....
مشكلة المسافة أوضح من مشكلة الحركة :
للمسافة ثلاثة أنواع في الحد الأدنى :
1 _ مسافة المكان .
2 _ مسافة الحياة ، تتمثل بتقدم العمر ، وهي من الماضي إلى المستقبل .
3 _ مسافة الزمن ، تتمثل بتناقص بقية العمر ، وهي من المستقبل إلى الماضي .
بالنسبة لمسافة الزمن أو الحياة ، هي من نفس ظاهرة الفعل ورد الفعل . تتساويان بالقيمة المطلقة ، وتتعاكسان بالإشارة والاتجاه دوما .
5
هذه حدود معرفتي الحالية ، ...
آمل أن يجذب هذا البحث ، والحوار المفتوح ، العقول الجديدة _ والكهلة أيضا _ عسى ولعل ...
الحوار المفتوح طريق الفهم المتكامل .
وأحد أهم أشكال البحث العلمي ( المستقبلي ) .
وشكرا لاهتمامك...
....








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. زاخاروفا: على أوكرانيا أن تتعهد بأن تظل دولة محايدة


.. إيهاب جبارين: التصعيد الإسرائيلي على جبهة الضفة الغربية قد ي




.. ناشط كويتي يوثق خطر حياة الغزييين أمام تراكم القمامة والصرف


.. طلاب في جامعة بيرنستون في أمريكا يبدأون إضرابا عن الطعام تضا




.. إسرائيل تهدم منزلاً محاصراً في بلدة دير الغصون