الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


رمزية العشق

عماد الطيب
كاتب

2023 / 8 / 17
الادب والفن


ابحث في قبو مهجور عن دلالات او خارطة توصلني اليها . قالوا لي انها قطعة اثرية غالية لاتقدر بثمن لها تاريخ عريق .. فتشت كل سراديب مناطق الاثار ولكن بعد بحث طويل وجدتها . انها تحفة فنية نادرة عليها رموز واشكال ولغة غير مفهومة مرصعة بالجواهر .. احتفظت بها لمدة اربع اعوام جعلتها جزءا من قلبي .. فقد عشقت تلك القطعة الثمينة تنام معي وادثرها في فراشي وكأنها حبيبة او عشيقة . وظل هكذا الحال الى انكشف امري والقت السلطات المعنية القبض علي بتهمة حيازة اثار ثمينة .. عند تقديمي الى المحكمة اجلسوني في قفص الاتهام امام قاض واثنين من القضاة المستشارين .
- انت متهم بحيازة آثار مسروقة .
- ولكني لم اسرقها انها ملكي ومن ارضي .
- انت مجرم في نظر القانون .
- اي قانون سيادة القاضي الذي ينظر بعين واحدة ويحكم على هواه .
- كيف تهين القضاة يا وقح .
- انا قلت الحقيقة وان القطعة الاثرية ملكي ان كانت هنالك عدالة تسري في هذا البلد .
- نحن من يمثل العدالة والقانون .
- انتم من فصلتم القانون مما يتناسب واطماعكم فلايوجد قانون حقيقي يطبق في هذا البلد ولاعدالة .
ثم امر القاضي بجلب القطعة الاثرية فوضعها الحراس امامه .. توسع بؤبؤ عينا القاضي وهو يتأملها وبانت بوادر الطمع على تقاسيم وجهه . ويبدو انها طمع بها واراد الاستيلاء عليها .. ضحك ضحكة بلهاء وهو ينظر الى القطعة الاثرية ودون ان يقرأ بأوراقه اصدر حكمه علي بالسجن مدى الحياة . صحت به اي حكم جائر تصدره فأنتم لاتحملون سوى الاسم وانتم كغيركم من المجرمين في كل مايحصل . والقابكم كلها زيف واحكامكم هواء .
قال القاضي للحرس خذوه فغلوه وفي السجن اودعوه .. وقبل ان يسحبني الحراس رأيت القطعة الاثرية وقد لفت برداء القاضي وصادرها لنفسه .
بقيت في السجن اكثر من ثلاثين سنة احفر بجدار السجن لعلي اخرج وهانذا بعد تلك السنين استطعت من فتح فجوة في جدار السجن واهرب لاسترجع ما اخذه القاضي مني .
تسللت الى داره ومن فتحة الشباك رأيت القطعة الاثرية محفوظة في مكان عال في غرفة الضيوف وسمعت القاضي يتبجح للضيوف انه عثر على تلك القطعة في احدى مغامراته وسفراته وانه بعد مخاطر جمة استطاع من اخذها من احدى المغارات وواجه من اجلها الوحوش والتنانين وحاربهم بسيف من خشب .. ومن ثم ضحك ضحكته المعروفة امام الضيوف الذين اندهشوا من حكايته العجيبة وصفقوا لشجاعته وحكمته . انفض المجلس وانصرف الضيوف وذهب القاضي للنوم وهو يشعر بالفخر والحبور .. فقد ادهش الحضور .. دخلت خلسة لاسترد القطعة وماهي الا دقيقة واضيئت الغرفة ووجدت القاضي واقفا فوق رأسي وامسك يدي قبل ان المس القطعة والقى القبض علي مرة اخرى وارجعوني للسجن . وظل القاضي يحكي للملأ كيف حصل على تلك القطعة وكيف حارب التنانين ووحوش الارض والسماء وعمت قصصه البلاد . واثنوا على القاضي واصبح حكاية ذلك الزمان والناس تزوره ليلقوا نظرة على تلك القطعة الثمينة التي لاتقدر بثمن . ويحيون القاضي على هذا المكسب العظيم . ولكن حقيقة الامور ظلت حبيسة في صدري . وظل خيال تلك القطعة تنام معي في سجني واحكي لها قصص الغرام والمغامرات . وبقيت حبيس سجني بينما يمتع القاضي نظره بقطعتي المفقودة .دون ان يفقه شيئا من لغتها ونقوشها ورموزها . لان شفرة فك طلاسمها مفتاحها ظل في قلبي دون ان يعلمه احد . لتبقى لغزا محيرا . ويبقى الحال على ماهو عليه الى الآن .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. وفاء سيلين حلاوي: -تستهويني السينما الهادفة التي توصل رسائل


.. مصر.. فتح تحقيق بعد خلط القرآن بالموسيقى




.. مهرجان الموسيقى العربية اليوم.. حفل عمرو سليم وفؤاد زبادى وم


.. هنا الزاهد تعتذر عن فيلم إن غاب القط وأسماء جلال بدلا منها




.. المغنية أوليفيا رودريغو تسقط بفتحة على المسرح خلال حفل موسيق