الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مبدعون عالميين من فلسطين 🇵🇸 - في مقدمتهم محمود درويش …

مروان صباح

2023 / 8 / 17
مواضيع وابحاث سياسية


/ مجدياً ونافعاً ، وربما التوقف بعمق عند الانتاجات الأدبية التى تدفقت من الأبواب الواسعة وليست فقط 😞 من النوافذ ، يبقى هو المشوق في الحكاية قاطبةً ، وهي تظل حاجة تطلبها الرمزية لاستعادة النصوص التى أرتبطت مع الأحداث الكبرى في العالم العربي والتى بدورها وعلى أهميتها أيضاً انعكست دولياً بفضل الترجمة والطباعة والإعلام والتكنولوجيا ، وما جرى ويجري من بحث 🧐 وتفحيص وتمحيص ودراسة ، يظل حقاً 😟 ناقصاً منقوصاً غير منجزاً على نحو الكمال ، بل هو ليس سوى قطرة 💧 التى تتعهد في إسهاب جريان الماء 💦 المملوء بكوب 🍺 طافح ومزدحم ، والصحيح ✅ ايضاً بأنه ميراث قريب لكنه مرتبط ارتباطاً وثيقاً في التاريخ الأدبي العربي وما يتقاطع كثير منه عالمياً ، بل يستوفي بمعنى إضافة الحسن بالأحسن ، وعلى مر ال100 عاماً على تأسيس الدول الوطنية العربية لم ينتج شعباً من شعوب هذه الدول على الإطلاق شخصيات إبداعية على المستوي الدولي ، بالفعل 🫠 قد استطاعوا نيل الاعتراف بأنهم شخصيات كونية ، حقاً 😦 وتماماً👌 كما صنع الشعب الفلسطيني 🇵🇸 ، وهذه الأسماء وباعتراف دولي - أكاديمي - نخبوي وشعبي عريض حققت الكونية العالمية بالطبع كل فرداً بمجاله ، وأسماء 👈 هؤلاء صدقاً أخذوا مواقعاً في المصافات الكونية ، كالشاعر محمود درويش والمفكر - المفكك إدوارد سعيد والكاريكاتيري ناجي العلي والروائي غسان كنفاني والمؤرخ هشام شرابي والناقد - المحقق إحسان عباس ، وقبل كل شيء وهو أمر ينبغى التأكيد عليه فعلاً 😦 ، لا مكان للمحاباة أو الواسطات في هذا العالم ، فتصنيف أي إنسان بالكوني ليس بالأمر العبثي أو أنه يرتهن للمزاجية دون أن يكون فعلياً تتمتع الشخصية المصنفة بالمعايير الكونية ، فالحكاية تماماً 🤝 مثل لعبة كرة القدم ⚽ ، فلا ينفع لنادي عالمي تقدر قيمته البورصية بالمليارات الدولارات 💵 ومن ثم يتعاقد مع شخصية غير موهوبة ، أو على سبيل المثال زوجة صاحب النادي يمكن 🤔 لها أن تشكل ضغوط على زوجها بضم ابن الجارة الذي يلعب في ساحة الحارة مع زملائه ⚽ وهؤلاء يطلقون عليه أسم ماردونا 🤣 مثلاً ، والذي يسمح للبعض الاعتقاد أو التوهم بأن انضمامه بين اللاعبين الدوليين متاحاً ، وهذه المعايير انطبقت فعلياً على شخص مثل ناجي العلي والتى كانت شخصية حنظلة وراء تصنيفه كمبدع عالمي ، لأنه ببساطة 🫣 إستطاع تبسيط مأساة الفلسطيني 🇵🇸 بطفلاً معطي ظهره لمن خذلوه من للبشرية ، ثم إصراره على بقائه طفلاً حتى يعود إلى بيته في فلسطين 🇵🇸 ، فهو الشبل الثائر والذي أعتبر أن هذا العالم الظالم والذي كان شاهداً في الحد الأدنى إن لم يكن مشاركاً على مأساته بمغادرة بيته وأرضه ، ولم يصنع سوى أنه وفر له خيمة 🏕 وعلبة حليب ، فكيف لمثل حنظلة أن لا يكون ساخطاً 😡وهو الذي قد غسلته الملائكة عندما أستشهد في معركة أحد ، وبصدق كان قد سبق الجميع بهذا الوصف ، غسيل الملائكة له ، لهذا لقد ربط نموه مع عودته إلى مدينته ، وطالما هو لاجئً سيبقى في عمر الذي لجأ به ، بل يظل حنظلة تعبيراً واضحاً عن اختلافه عن الآخرين ، فهو ليس مثل من لديهم أوطان ، والتى تتيح لهم أن ينمو داخله ويكبرون كسائر البشر في أوطانهم ، لقد أستطاع العلي تحويل كاريكاتيره إلى نشرة أخبار 📰 📺 معارضة للأنظمة العربية والعالمية ، فلم تُعرف كاريكاتيراته يوماً ما المهادنة ، بالفعل 😟 ، لقد مثل شخصية حنظلة التاريخية والثائرة بطريقة أمينة والذي يعرف عن حنظلة الأول بأنه قد ترك عروسه صبيحة دخلته وألتحق بمعركة أحد الشهيرة ليقضي مع من قضوا يومها ، وهذا بالفعل ما حصل مع ناجي العلي الذي كان كاريكاتيره صوت فلسطين 🇵🇸 وثورة شعبها وناقد جذرياً وحادً للنظام العربي الذي قال عنه يوماً " من راقبه مات هما " ، لكن ما هو صحيح أيضاً بأن النظام قد استمر والذي مات غدراً هو ناجي ، بل كان العلي يستشعر تماماً 👍 كما أحس والده عندما سماه " ناجي "بأن لحظة رحيله قد أقتربت وحقاً 😟 لقد عبر عن ذلك عندما قال في إحدى كاريكاتيراته الصباحية " حاجة تقولي يا فاطمة ، وهي من شخصياته الأساسية ، بأن الدم 🩸 ما بصير مية - ولكِ صار زفت يا فاطمة " ثم أخذ على عاتقه " إذا خلفت فاطمة ولد 👦 سيقوم بتعليمه القتال لكي يحارب الأنظمة المهترئة قبل إسرائيل 🇮🇱 " ، لأن ببساطة 😙 ، السبب في الفقر العربي هو النظام العربي ، ففلسطين 🇵🇸 مسألتها واضحة ولا تحتاج الاجتهاد حولها ، لكن الذين يموتون من الجوع وفي المستشفيات بسبب نقص التجهيزات الطبية والذين يسجنون ويعانون المعاناة الحقيقية ، هم فقراء العرب ، وبالتالي ، من الأجدر الانحياز للمظلومين قبل التفرغ لفلسطين ، لأن كيف يمكن 🤔 العودة لفلسطين 🇵🇸 والظلم منتشر بين العرب ، لقد رحل ناجي العلي برصاصة في عينه اليمنى 👁 ، كأن من وضعها في هذا المكان كان يتقصد تحقق مقولته التى تقول ، " من راقب الأنظمة مات هما " ، لكن الثابت حتى الآن ، عالم الكاريكاتيرات العالمية عجز حتى الآن عن تحقيق 🤨 ولادة🤰مشابه لشخصية حنظلة ، والصحيح أيضاً ، بأن ناجي رحل لكن حنظلة حتى الآن لم يكبر وهو مازال ثابتاً - ساخطاً - يتدرب 🏋‍♂ ويتحضر لثورة جديدة ، هي ليست بعيدة ولا قريبة لكنها مسافة ولادة ثوار .

لا تقتصر الإبادات على أرواح البشرية بقدر أن هناك 👈 إبادات ثقافية وطبيعية ، فالهنود الحمر على سبيل المثال لم يتم فقط إبادتهم بيولوجياً ، بل علاوة على ذلك لقد دمرت ثقافتهم حتى لا يتمكنوا من الاجتماع مرة أخرى ، لهذا تعاظمت مع ظهور الدولة القومية والوطنية لاحقاً أهمية الاستقلال الوطني والتى باتت التضحيات البشرية تتساقط تحت 👇 رايتها ، ولكل شعباً في العالم استقلاله وتاريخه ويتذكرون أبنائه دماء 🩸 شهدائهم التى سالت على أرضهم ، لكن في فلسطين 🇵🇸 كان يوم الأرض مع محمود درويش شيء آخر ، لقد استطاعت موهبة درويش تخليد يوم الأرض 🌱🌳🌲 بشكل لا يشببه يوم أخر في التاريخ الحديث ، ومع سقوط الشهيدة الأولى خديجة بطلقتين في الظهر على احتجاجها ورفضها لقرار إسحاق رابين بالاستيلاء على الأراضي العربية في الجليل ، قال درويش هذا الإبداع الفريد بحق شعب مازالت معركته مستمرة مع المستوطنات حتى اليوم هذا " أنا الأرضُ - والأرضُ أنتِ - خديجةُ ! لا تغلقي الباب - لا تدخلي في الغياب - سنطردهم من إناء الزهور 🌹 وحبل الغسيل 🫶 - سنطردهم عن حجارة 🧱 هذا الطريق الطويل - سنطردهم من هواء الجليل 🥶 " ، ووفق هذه الخصوصية الأولى الإبداعية وضع درويش تصوره الزماني بين المحتل وبينه ، دون أن يتجاهل لاحقاً البداية التى حددت المحددات للعلاقة الخاصة من الانكسارات والحسرات وربما النهايات وأيضاً الخصومات السياسية ولحظة الهرم الفكري قبل الموت 💀 الجسدي ، كل ذلك جعله أن يكون مدافعاً عن الأرض 🌍 بنفس الطريقة التقليدية التى يدافع المرء عن العرض ، لقد ظهرت خصوصية خاصة بالشاعر درويش ، وقد ألتقطها العالم الأخر كنوع من الأدب الغريب - الجديد على مسامعه ، تماماً 👌كما كانت انطلاقته مع " أحنُ إلى خبز 🥖 أمي- وقهوة ☕ أمي - ولمسة أمي -وتكبر في الطفولة - يوماً على صدر يومِ - وأعشق عمري لأني - إِذا متُ - أخجل من دمع أمي ! - خذيني ، إذا عدت يوماً " ، كانت هذه الصورة التى جمعت بين الحنان وخبز الطابون والقهوة الحديثة ولمسة الأمومة والطفولة والعشق والموت والخجل ، نعم 👏 كل ذلك قد فجر في نفس العربي ولاحقاً الغربي ، بالطبع بعد ما ترجمة القصيدة ذاك السؤال ⁉ في تلك الحقبة الباحثة عن تحرر الذات ، ثم دار سجالاً وقتها حول إن كان من حق الفرد أن يحررها حتى نفيها ، لقد أعاد درويش يومها اعتباراً للعائلة وتحديداً إلى الأمومة دون أن يستسلم العربي لنظام الحداثة الذي كاد أن يعصف بالعلاقة الخاص بين الابن - الابنة والوالدين ، بالفعل 😟 ، كانت القصيدة بمثابة عودة النجم 💫 الذي وقع في الغطرسة والانحراف والجهالة ، ليوفر لكل من أستمع القصيدة ، ليس فقط متسعاً لاتخاذ قرار الرحيل من غابة العولمة والتمسك بالقيم الثقافية الراسخةُ رسوخ الجبال 🏔، بل صنع التوازن بين خبز 🥖الطابون كرمزية ثقافية والقهوة التى تعبر عن الحداثة ، ثم أيضاً ألقى في الفضاء 🪐 سؤالا ً ⁉ مركباً أخراً حول إمكانية العربي وقدرته على جمع بين الحداثة وثقافته الخاصة دون الخضوع بالمطلق للأولى ، كأنه كان يقول آلا يكفي😥 ضياع الناس في الصحراء ، تماماً 🤝 كما ربطها الأديب غسان كنفاني في خزان أبو الخيزران ، الذي أصيب في معركة سابقة مع الاحتلال وأدت إلى عجزه جنسياً ، فعلاً 😦 لقد اختنقوا راكبين خزان المياه💧وتم تركهم في الصحراء في أجواء كابوسية وبعد عجزهم عن إيجاد منفذاً إلى الهواء أو خوفهم حتى الموت 💀، وبالرغم من الحرارة الشديدة والخانقة وحتى المميتة ، كانت الحداثة وقتها تدفع الناس إلى الاندماج بها حتى لو ذلك كلفتهم حياتهم ، والتى دفعت الأحداث درويش إلى البحث عن إيجاد المسافة الفاصلة بين الهواء والاختناق .

تشير البحوث التى عكفت على تفنيد الموروث الوطني وتفكيك المشاريع الاستعمارية والتى استهدفت الأخيرة الأسرى اولاً من أجل 🙌 وضع حد من استمرارية القيم الثقافية والاجتماعية التى بفضلها تُشكل الهوية وتتناقلها الشعوب من جيل لآخر ، وليست خافية ، في الثورات البشرية برمتها ، كانت هواجس الوسواس حول مصير الهوية الوطنية ، هو القلق الحقيقي والذي شكل على الدوام الفزع 😩 على المستقبل المجهول ، تماماً 🤝 كما يضع الفلسطيني 🇵🇸 في تأهب واحتراس دائم من المتغيرات القادمة من سياسات الدول الكبرى والتى تأتي على هيئة العواصف العاتية ، وفي مرحلة متقدمة قدم محمود درويش شعره الثائر الحالم ، وهو أدب شعري ينتمي للمدرسة الرومانسية أكثر من المدرسة الصحراوية التى يتزعمها المتنبي وامرؤ القيس والزهير والاعشي ، وهذا الرقي في المفردات سطعت على سبيل المثال في ثورية لوركا ، وعلى الرغم من أنهما شاعرين ثائرين مختلفين بنيوياً ، لكنهما تلاقوا على أوتار الدم 🩸ودموع البؤساء ، بالفعل 😟 لقد مال درويش هنا 👈 إلى القاموس الرومانسي مستعيناً بقدراته الرشيقة - الراقية - الأنيقة والتى جاءت قصيدته على هذا النحو من المعاني الحاملة للظهور والسمة والأثر والمراد ، يقول درويش التالي " عازف الجيتار في الليل يجوب الطرقات - ويغني في الخفاء وبأشعارك يا لوركا - يلم الصدقات من عيون البؤساء " ، في المقابل ايضاً ، لقد ظهر ذلك في رسائل غسان كنفاني والتى عادةً ترسل من شخص واحد ☝، كأن من شدة رقتها📜 بلغت أن تكون شعرية هي الأخرى ، وأيضاً دون أن يتجاهل المراقب بأنها سجينة لجذوره الاجتماعية والتى كما يعرف غالباً ترتبط بتاريخ الاجتماعي لكل شخص ، وعلى سبيل المثال ، وهنا 👈 كذلك ، كان كفاكا والذي أشتهر أيضاً بهذه الرسائل قد حرص بأفكاره ومفرداته على إظهار الألم والخطيئة والفشل ومن ثم الموت للمجتمع الذي ينتمي له ، وهذا هو حال كل حالماً 🤩 معذبًاً😩 ، تماماً 👍 كما هما الثائران كنفاني ودرويش أو حتى قبلهما الشاعر لوركا ، الذين وظفوا كل ما هو من عذابات في التراث الشعبي من أجل 🙌 إنتاج كتابات ✍📕 إبداعيه ، فعلاً 😟 ، كان كفاكا يغوص كراهب في عمق الظلمة لكي يحقق حلمه الكتابي ، وهذا ظهر في رسائل المرأة التى أحبها 🥰 وأحب فكرة عذابه المستمر في عدم الوصول لها ، فكانت الجدران والعوائق التى تمنع الارتباط بها هي لا سواها التى منحته الكتابة بأسلوب المعذب ، هنا 👈 في المقابل وهو أيضاً ينطبق بصورة خاصة على درويش ، والذي الأخير قد امتلكته منذ الطفولة حكاية الحلم 🤩 😴 المبكر ، فعلاً 😦 كان يصور له خياله الخاص بأنه فارساً عتيداً ، وهذا الاعتراف قد بينه لاحقاً في لقاءً خاصاً ، عندما ربط بين علاقته بحلمه والفروسية ، والذي من الصعب أن يتحقق 🤨 إلا بالكلمة والتى هي الكلمة لا سواها جعلت منه شاعراً بمنزلة فارساً ، حيث يقول في حديث منشوراً سابقاً ، " أن أصير فارساً بالكلمة - أن أكون شاعراً - ففي عالم يفتقد إلى القيم والمعاني والعدالة وإلى حق الآخرين في الحرية تُصبح الكلمة هي السلاح الأول " ، لكن أيضاً لم تكن المرأة في حلم درويش التعذيبي غائبة ، بضبط 🤝 كما الأرض 🌍 ، بل هي حاضرة وملهمته في مساره الإنتاجي المتواصل ، خذ هنا 👈 أيها القارئ هذه الأبيات النثرية التى تكشف حجم معاناة الشاعر ، يقول مرة أخرى ، " قُل للحياة - كما يليقُ بشاعرٍ متمرِّس سِيري ببُطء - كالإناث الواثقات بسحرهنّ وكيدهنّ - لكل واحدة نداء ما خفي - هيتَ لك ما أجملك - سيري ببُطء يا حياة لكي أراكِ بكامل النقصان حولي - كم نسيتُك في خضمّك باحثاً عنّي وعنك - وكلما أدركت سراً منكِ قلتُ بقسوةٍ / ما أجهلك - قُل للغياب - نقصتني - وأنا حضرت - لأُكملك " ، إذنً ، هنا 👈 تظهر الدفاعات المشتركة بقواسمها الأدبية أو حتى الفروسية كما هي متلاصقة حتى الاندماج ، فكما كان هو صوتاً حراً لفلسطين 🇵🇸 وأهلها المعذبون في الأرض 🌍 ، والذي حاول من خلال الكلمة تشكيل الهوية الفلسطينية المستقلة والتى بدورها أعتقد 🤔 بأنها ستنهي حكاية الموت باعتباره جزءاً من الحياة ، ولكي تتحول الحياة كما هي في كل مكان ، فإذا مات المواطن فهويته لا تموت ، لأن هناك 👈 شخص آخر يحمل نفس الهوية ، ولأن أيضاً ببساطة 🙄 ، لم يعد ينفع مع شعباً تتقاطر تضحياته 🩸 كالفطر 🍄 أن تبقى ولادته في أحضان الخيم 🏕 ، فليس مقبولاً لشعباً كاملاً أن يستمر ملتفاً بقطعة قماشاً ونوافذها من الكرتون والذي الأخير لا يقوى على صد العواصف والرياح ، فهنا 👈 أيضاً يتمدد ظل ناجي العلي ، ذاك الرجل الذي رفض 🙅 أن يتُرك منبوذاً وارء قماشة وكرتونة ، فكانت رسماته الكاريكاتيرية تعبيراً عن صراخاً بإسم شعباً كاملاً يبكي 😭 ليلاً بكاءً يتداخل مع مواء القطط المشردة ، والتى هي وحدها هذه الصرخات كانت تهز وجدان وعرش أي امرأة 👩 عشرينية في مطلع عمرها ، تستمع أو تقرأ أو تشاهد نصاً أو شعراً أو حتى كاريكاتيراً ، بضبط 😧 كما كان درويش أيضاً هو المدافع الأمهر عن كل من هو معذباً 😩 في الأرض 🌍 ، وقد تجلى ذلك بحبه لامرأة لا تنتبه له ، وهذا الحب المعذب 🧡 الذي لم يأتي كما وصفه ، كان هو وراء إنتاجه فكرة 💡 الحب الطائر 🦅 ، بالفعل 😟 لقد وضع للحب الناقص معادلة جديدة الذي يحرره من المكان والزمان إلى الخلود ، والذي يتيح له الطيران من مدرج الحب 🧡 إلى شبق الروح ، كل ذلك لكي ينهي حالة الإحباط التى حاصرته حتى الشعور بالتبعثر أمام وحدانيته المعذبة ، وفي هذا 👈 يقول التالي " وأَمدُّ يدي المقطوعةَ لأمسك بأعضائي المبعثرة من جسومٍ عديدة ، فلا أَجدها ولا أهرب منها من فرط جاذبيّة الألم .

وعلى الرغم من الحالة التعيسة والكئيبة سياسياً والتى عجزت عن رؤية المعطيات الراسخة والواضحة والتى ساوت بين الضحية والجلاد ، كانت في المقابل 😬 الثقافة كافية في مداواة الجراح القومية والوطنية بقدرتها على مشاهدة الحقائق الدامغة على أرض الواقع ، حتى لو كانوا أصحابها قد اغضبوا كوكب 🪐 السياسين ، وقد رأى البعض بأن مواقفهم وآرائهم وصفت بالتعنت ، لكن أيضاً وهو الجوهري ، قد رأوا آخرون وهذه السطور ضمن هؤلاء ، بأن المسألة أكبر من عناد بقدر أنها اصطدام 💥 مع الجوهر ، إذنً جميعهم ، درويش - العلي - كنفاني - سعيد 🙂 - شرابي - عباس ، كانوا قد رسموا للبشرية من خلال إنتاجاتهم دروب مهدوا بها ليصلوا من يتابعها إلى الإجابات حتى لو كانت هناك 👈 كثير من الأسئلة تبقى مفتوحة ، والتى بدورها الهوية الوطنية التى صنعها كل فرد منهم ستكون كفيلة بمن يحملها اليوم بتقديم إجابات عن ما هو عالقاً 😵من استفسارات وشكوك حتى الآن ، وربما ، وتحديداً بعد سقوط المطر 🌧 على قبورهم ، يتساءل المرء هنا 👈 أيضاً ، هل حقاً 😦 استطاعوا شرح للعالم كيف سالت الذاكرة الشعبية وصارت نهراً مماثلاً للدم🩸والذي مازال هو هو الدم 🩸 يتدفق من عروق امرئ القيس ويغطي الصحراء العربية ، بل هناك 👈 تساؤلات تاريخية مازالت تنتظر الإجابات ، على سبيل المثال ، كيف أصبح زمن المتنبي فوق الزمن أو كيف تمكن المعري المشي فوق الرفات ، تماماً 👍 كما حصل مع ناجي العلي والذي ترك خلفه أكثر من أربعين ألف رسماً فنياً ساخراً 🤣 ، فاليوم الألمان 🇩🇪 أصدروا طابعاً بريداً بالرسومات الخاصة بحنظلة ، جميعها باتت تمشي في شوارع برلين وكافة المحافظات الأخرى الألمانية والذي منح ذلك حنظلة أن يتجول في أنحاء العالم دون وجه حتى الآن ، وبالرغم أيضاً من جميع الأبحاث والقراءات المتعددة حول أعمال هؤلاء ، وتحديداً مورث درويش الشعري ، يبقى أن القصائد والمقالات التي تركها محمود تعتبر وفرة شعرية بالدلالة والمضمون والعمق ، وايضاً بمجالها التكوين والتفكيكي الرحيب والشاسع ، لقد فعلاً 😦 كرس غياب شاعر مثل محمود تراجيدية الغروب الجسيم داخل محفل الحضور ، وقد يصح القول وهو أمر محبباً لي تماماً 🤝 كما هو حسناً👌😑 عند الكثير ، بأن يختم المرء هذا المقال من عند ما ختم يوماً ما درويش ليله 🌙 وهو يناجي أمه من المنفى ، ضارباً كل الحداثة في عرض الحائط مقابل لمسة أمومة واحدة ☝، حيث قال في الاسحار التالي دون تحفظ أو مكابرة ومتسلحاً بطفولته التى لم تنتهي أو بالأحرى رفضت 🙅‍♀ التخلي عن المشهد الأول ، أي القصد من ذلك صورة النكبة واللجوء ، تماماً 🤝 كما حنظلة ظل ابن العاشرة حتى يومنا هذا ، يقول الشاعر الكوني درويش ، " ف الليل – يا أمّاه ذئبٌ جائع سفاح - يطارد الغريب أينما مضى - ويفتح الآفاق للأشباح وغابة الصفصاف لم تزل تعانق الرياحْ - ماذا 🤬 جنينا نحن يا أماه - حتى نموت مرتين - فمرة في الحياة - ومرة نموت في الحياة " . والسلام 🙋 ✍








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. شيرو وشهد مع فراس وراند.. مين بيحب التاني أكتر؟ | خلينا نحكي


.. الصين تستضيف محادثات بين فتح وحماس...لماذا؟ • فرانس 24 / FRA




.. تكثيف الضغوط على حماس وإسرائيل للتوصل لاتفاق لوقف إطلاق النا


.. اجتماع تشاوري في الرياض لبحث جهود وقف إطلاق النار في قطاع غز




.. هل يقترب إعلان نهاية الحرب في غزة مع عودة المفاوضات في القاه